روايات

رواية جبر السلسبيل الفصل التمهيدي بقلم نسمة مالك

رواية جبر السلسبيل الفصل الأول 1 بقلم نسمة مالك

رواية جبر السلسبيل
رواية جبر السلسبيل

رواية جبر السلسبيل تمهيد

 

حدوتة “جبر السلسبيل”..
✍️نسمة مالك ✍️..

شكر خاص لحبايب قلبي رانيا السفوت و تسنيم هشام على الغلاف الررووووعه ده ♥️♥️♥️..

“تمهيد”..

مرحباً.. أنا “سلسبيل” دعوني أخبركم بحكايتي العجيبة، اليوم أكثر الأيام سعادة بالنسبة ليِ، اليوم قد مَن الله علي و حررني من سجان لقبوه بزوجي، غمرة قلبي الفرحة حين وصل لسمعي صرخات حماتي “بخيته” المدوية معلنة عن وفاة المدعو “عبد الرحيم” زوجي بكل أسف، رغم إسمه هذا إلا أنه كان بعيد كُل البعد عن الرحمة،

صرخاتها كانت تقطع نياط قلوب من يسمعها، بينما أنا يتراقص قلبي فرحًا، و كم وددت أن اتمايل راقصة على تلك الصرخات،

تزوجته منذ خمسة سنوات، قبض هو و والدته علي عنقي بقبضة من حديد حتي عجزت عن التنفس، و لأول مرة أشعر بالهواء يملئ رئتي بعدما انقطعت أنفاسه هو للأبد و بلا رجعة، وأخيرًا أصبحت حرة..

كُنت أنوي الفرار من سجني هذا دون إنتظار مراسم العزاء، و لكن عائلتي أجبرتني على المكوث حتي تنتهي عدتي لمدة أربعة أشهر و عشرة أيام،

تحملت خلالهم قسوة و جبروت من كانت حماتي، التي أصبحت أشد كرهً ليِ بعد رحيل ابنها، كنت اتغاضي عن جميع أفعالها الحمقاء، لا يهمني سوي انقضاء مدة حبسي بنفاذ صبر حتي أغادر هذا المنزل بأكملة دون رجعه.

و ها قد مر الوقت بشق الأنفس،تنازلت عن جميع حقوقي، حتي ثيابي لم أخذ منها شيء، لا أريد شيء يذكرني بالجحيم الذي عشت فيه، بصقت بكل ما أوُتيت من قوة على تلك الغرفة الحقيرة بشقة حماتي التي كانت تجمعني بمعذبي..

استدارت نحو الخارج عازمة على الرحيل لكن فُجأت ب “بخيته” تقف خلفي مباشرةً، و للعجب لم تكن غاضبة مني بعد رؤيتها لما فعلت، كانت مبتسمة ابتسامة زائفة، و عينيها تشملني بنظرة مستهزءة و هي تقول..
“هل تظني أنكِ ستغادرين من هذا المنزل بتلك السهولة؟!”..

هنا اتسعت ابتسامتي بفرحة ظاهرة على ملامحي التي زادت اشرقًا مؤخراً بشكل ملحوظ، فقد رحل من كان سبب انطفأي، و أجبتها بقوة لم أُعاهدها من قبل..
“بكل تأكيد.. أنا سأرحل من هنا بلا عودة حتي ترتحين مني كما كنتِ تتمنين دومًا”..

أنهيت جملتي، و سرت من أمامها بخطوات واسعة متجهه لباب المنزل المفتوح، شعرت بروحي تنتعش كلما ابتعدت عنها، للحظة شعرت أنني ولدت من جديد..

“أنا طلبت يدك لأبني” عبد الجبار” من والدك، و هو أكثر من مرحب بزواجك منه”..
هكذا أوقفتني” بخيته” بصوتها الخبيث، تسمرت مكاني جاحظة العينين، فاقدة القدرة على الحركة و الحديث كأن السموات السبع سقطت فوق رأسي..

استمعت لصوت خطوات أقدمها البطيئة تقترب مني، و بدأت تدور حولي و هي تقول بنبرة ساخرة..
“تعلمي جيدًا أنني بعد موت زوجك الذي كان ابني الصغير سأصبح وحيده، لذا اقترحت على إبني الكبير أن يعقد عليكي حتي تظلي هنا معي”..

صمتت لبرهةً و تابعت بستفزاز قائلة..
“و كوني مطمئنة أنتي ستكوني له زوجة على الورق فقط، لأن عبد الجبار كما تعلمي هو متزوج و يقيم مع زوجته و بناته بالقاهرة، و لا يأتي إلى الصعيد إلا نادراً كما رأيتي”..

وقفت أمامها تتأمل وجهها الذي اختفي رونقه، و انسحبت منه الدماء حتي أصبحت شاحبة كشحوب الموتي، و تابعت بابتسامة مصطنعه..
“اليوم كتب كتابك على “عبد الجبار” زينة رجال الصعيد و لن تذهبي إلى أي مكان أخر.. فمن اليوم ستكوني خادمتي إلى الأبد رغمًا عن أنفك يا سلسبيل!!!”..

انتظرو باقي الحكاية..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *