روايات

 رواية وقبل أن تبصر عيناك الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم مريم محمد غريب

 رواية وقبل أن تبصر عيناك الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم مريم محمد غريب

رواية وقبل أن تبصر عيناك البارت السادس والثلاثون

رواية وقبل أن تبصر عيناك الجزء السادس والثلاثون

وقبل أن تبصر عيناك
وقبل أن تبصر عيناك

رواية وقبل أن تبصر عيناك الحلقة السادسة والثلاثون

_ كأس زعاف ! _
-لأ !
-لأ إيه ؟!
-محدش هايجي معايا !
كان “مصطفى” ينهي إغلاق أزرار قميصه الكحلي الضيق أمام المرآة، استطاع أن يرى ردة فعل أمه المنزعجة على قراره بانعكاسها الواضح من خلفه، لكن ذلك لم يثنيه و لو قليلًا عن كلمته
في المقابل حاولت “هانم” أن تقنعه باسلوبٍ ألطف و هي تقترب منه مقدمة له قنينة العطر الباهظة :
-بس يا حبيبي انت محتاج مساندة. مش قصدي مساندة شخصية.. فاطمة لما تشوفني معاك تعملي خاطر. لو في نيتها حاجة أنا اقدر اقول كلمة كده تهديها و آ …
-إيه ياما التهويل ده بس !! .. هتف “مصطفى” متذمرًا
تناول منها قنينة العطر و طفق ينثر منها على عنقه و قميصه مستطردًا :
-ماتقلقيش مش هايحصل أي حاجة. أنا كلمت عمي إمام و هو بنفسه قاعد في شقته مستنيني و مأكدلي إن بطة جاهزة و هاتيجي معايا بخاطرها
هانم بقلقٍ : طب و علي !
علي من ساعة إللي جرى و هو يطيق العمى و لا يطيقك يا مصطفى …
عبس “مصطفى” مرددًا :
-و أنا مالي و مال علي.. كلامي مش معاه أساسًا. فاطمة دي ليها كبير و هو نفسه كبيره أبوه. بعد كلمة عمي مالهمش قوالة
تبسمت “هانم” مؤيدة كلامه :
-و لا حد له كلمة فوق كلمة أبوك. من أول ما خرجت من المستشفى كان مطلعهالك و مخليها تستناك في شقتك بنفسها.. بس إنت يا حبيبي إللي طلعت أحسن من الكل. و أثبت لفاطمة إن قلبك عليها و بتحبها بجد. لولاش بس الشبطان لعب بعقلك ليلة الدخلة …
تأفف “مصطفى” بضيقٍ مغمغمًا :
-خلاص بقى ياما.. مش هانعيده تاني و إوعي أسمعك أو أي حد يجيب سيرة اليوم ده كله أصلًا. مش عايز أفتكره
ربتت على كتفه بلطفٍ :
-حاضر يا حبيبي. حاضر مش هاتكلم فيه تاني.. انا ماتمناش حاجة من الدنيا إلا سعادتك انت و اخواتك يا غالي. يلا يا قلبي إنزل لعمك و خد مراتك على بيتكوا. ان شالله بالخير و الهنا يارب …
و تنهدت مكملة :
-يلا و أنا كمان اطلع لابوك.. أشوفه عايزني ليه !
اندهش “مصطفى” على الأخير و هو يسألها :
-أبويا طلبك عنده ؟؟؟
-أيوة
-عنده عنده. في شقته يعني ؟؟!!
-أيوة يابني.. يوه. هاكدب عليك !
مصطفى مؤنبًا : و طالعاله كده ياما. ده ينفع بالذمة !!
رفعت حاجبيها بتعجبٍ :
-المفروض أطلع إزاي يعني مش فاهمة !!!
جوابها “مصطفى” مبتسمًا بخبث :
-يعني. كلك مفوهمية يا ست هانم.. أبويا راجل وحداني. و إنتي مراته. لما تطلعي شقته و يتقفل عليكوا باب.. مش لازم تديله حتة إغراء كده ؟
و غمز لها …

 

 

لتكتم “هانم” شهقة خجلة و هي تضربه على مقدمة رأسه موبخة :
-آه يا سافل.. يا قليل الأدب. أنا أمك ياض.. مش عيب عليك تقول كده …
ضحك “مصطفى” بانطلاقٍ قائلًا :
-إهدي طيب. إنتي زعلتي ليه ؟ أنا بوعيكي. إفرضي أبويا باعتلك عشان تقعدوا قعدة صفا. يقوم يلاقيكي بالعباية السمرا دي و قمطة الراس إللي مابتتغيّرش ! .. ثم قال بجدية :
-ياما فوقي لنفسك. شجعيه لو في دماغه حاجة.. كفاية شبابك إللي ضاع علينا و إنتي لا مؤاخذة في اللفظ يعني مرمية هنا زي البيت الوقف. لا حصلتي مطلقة و لا متجوزة
نظرت إليه بشيء من الصدمة، فواصل باصرارٍ قوي :
-أنا عارف كل حاجة. مش أنا بس.. كل إللي حوالينا فاهمين القصة كويس. سنين كتير عدت. عمر بحاله.. أكيد نسي و لو شوية إللي شاغلة باله. مابقولكيش هيني كرامتك. بس جربي. إرمي الكرة في ملعبه مرة أخيرة. و شوفي هاترسى على إيه …
الدموع في مآقيها، هزت “هانم” رأسها مبتسمة بوجه إبنها.. ليقول الأخير بعد أن طبع قبلة فوق جبهتها :
-أنا نازل.. دعواتك !
ليست بحاجة لتذكرته، فهي لا يشغلها سوى الدعاء له و لأخويه، هما كل حياتها
حياتها الخربة كما استحى أن يوضح أكثر …
هذه التصريحات كلها لم تفعل بـ”هانم” شيء إلا تكثيف شعورها بالخذلان و القهر، ما جعلها تنهار باكية كدأبها منذ تزوجته، مرضٌ عضال لا علاج له و لا براء منه.. إذ للأسف شديد
هناك حقيقة لا يمكن أن تنكرها.. هي تحب “سالم الجزار”… تحبه من صميم قلبها !!!
______________
في المقهي الشبابي بحي الجزارين …
وقف “رزق” عند إحدى النوافذ ذات الوجهة الزجاجية المعتمة يجري بعض المكالمات الخاصة بالأعمال التي تخلّف عنها طوال الفترة الماضية، ثم فرغ أخيرًا بعد أن لبث نصف ساعة من مكالمة لأخرى، و ها هو يلتفت وراءه
ليرى الصالة ذات الاضاءات الصفراء و كأنها أقرب شكلًا لنوادي الليل.. و لكن تلك خاصة بالرجال فقط
كان “علي” ينتظره عند البار، في الواقع هو كان يقف خلف البار يعد بعض الكؤوس الخاصة بحرفيةٍ متقنة، مشى “رزق” صوبه بتؤدة، بينما يصيح “علي” يستحثه :
-زيح قشر البيض إللي ماشي عليه ده ياخويا.. ما تمد شوية يا رزق. كل ده بتعمل مكالمة !!
يرد “رزق” بفتورٍ و هو يجلس فوق مقعدٍ عالٍ أمام البار المصنوع كله من الخشب و المعدن :
-شغل يا علي. شغل.. أبويا مانزلش من على وداني اول ما جيت. أريح دماغي و أقضيله مصالحه أحسن.. و لا إيه رأيك ؟
صوّب “علي” نظرة مباشرة إلى عينيه و هو يقول بجدية :
-سيبك. إرمي كل حاجة ورا ضهرك طول ما إنت هنا.. فك عن نفسك شوية يا رزق. و إتفضل دوق فطيرة السجق إللي عملتهالك بإيدي دي !
و أشار إلى طبقٍ كبير فوق البنش بينهما …
-صعبت عليا. وشك أصفر كده.. شكلك مش مهتم بأكلك خالص الفترة دي !
لم يرد “رزق” على الملاحظة الذكية الاستدراجية، بل و أعرض عن الطعام كليًا، ليمد يده تجاه زجاجة الخمر الثمينة و يجذبها إليه مزيلًا عنها الغطاء بلحظة، و تحت أنظار “علي” المندهشة، أفرغ في جوفه نصف الزجاجة بجرعتين طويلتين… ثم توقف ليهدأ قليلًا و يستعيد أنفاسه
أخذ يتجرّع من الزجاجة على رشفاتٍ صغيرة، و يسقط بفمه حفنةٍ من حبوب المكسرات المملحة كي ما يشعر بالشبع …
-إنت من إمتى بتشرب ؟
إلتفت “رزق” إلى سؤال “علي” و أجاب بلا حماسٍ :
-هاتفرق معاك !
من شهر.. سنة.. عشرة. إيه الفرق ؟
علي عابسًا بشدة :
-يعني إيه مش هاتفرق.. إنت شايف إللي بتعمله ده بسيط ؟!
رد “رزق” مقهقهًا :
-مش فاهم.. هايكون حرام مثلًا !

 

 

عارف لو قولتها دي تبقى نكتة كبيرة أوي يا علوة ..
و كاد يضع عنق الزجاجة على فمه من جديد، لتعيقه يد “علي” التي إمتدت و منعته فورًا و هو يهتف بصرامةٍ :
-بس يا رزق.. بس كفاية. لو تقلت في الشرب مش هايبقى حلو. و أبوك لو عرف ..
-مايقدرش ! .. قاطعه “رزق” بقتامةٍ مخيفة
-مايقدرش يفتح بؤه معايا. و هو.. عارف كده كويس
و إجتذب الزجاجة ثانيةً ليفرغ محتواها كله بجوفه هذه المرة …
يهز “علي” رأسه يائسًا، ثم يسأله في محاولة أخيرة قانطة :
-كنت فين طيب.. غطست اسبوع فين ؟
-كنت عند نوسا !
-ممم. و إيه إللي حصل قبل كده.. مشيت على فين و سيبت عروستك يوم الصباحية ؟ انت عارف لولا اننا أسياد الحتة دي مكناش سلمنا من القيل و القال. رغم ان في كلام بستثال من ورا ضهرنا
زفر “رزق” بضيقٍ …
-إفففف بقى. ما يولعوا الناس يا أخي. ده إللي ناقص كمان.. في وسط اللي انا فيه ده كله أحمل هم كلام الناس !!
أمسك “علي” بطرف حديثه هذا و قال على الفور :
-أيوة هنا مربط الفرس.. إيه إللي انت فيه بقى ؟
قولي يا رزق. فضفض. انا طول عمري سرك !
نظر “رزق” إليه بصمتٍ غامض و لم ينطق بكلمة، فتنهد “علي” بثقلٍ و هو يشعر بالأسف عليه، ثم قال :
-خلاص براحتك.. ماتتكلمش لو ده هايريحك. بس أعرف دايمًا إني جمبك. لو احتاجتني.. انا هنا عشانك علطول يا رزق
إكتفى “رزق” بالبتسم ردًا على مؤازرة إبن عمه و صديقه الصدوق، لم تتسنّى له فرصة الرد، إذ صدح رنين هاتفه فجأة، فاستلّه من جيب بنطاله الخلفي
كانت “نسمة” التي تتصل به، استثقل كثيرًا أن يردها خائبة، كما خشى لو أن طارئًا قد أصابها، فأجاب بعد لحظاتٍ :
-أيوة يا نوسا… أنا هنا في الحتة. عاوزة حاجة.. لأ ماينفعش.. خلاص يا نسمة قلت ماينفعش. مش هاترجعي تعيشي في الشقة القديمة إنسي.. بصي خليكي زي ما إنتي في الاوضة إللي قعدتك فيها عند نينا.. هاخلص و أجيلك.. يلا سلام !
و أغلق معها …
كان “علي” يعبث بهاتفه هو الآخر، و لم يكاد “رزق” يرجع خاصته إلى حيث كان، ليفاجأ برسالة نصية تصله عبر واتساب باسمها
لا يعرف كيف شعر باختلاجة قلبه، فتح الرسالة و قرأ السطر التالي : “رزق ممكن تجيلي شوية ؟ عايزاك ضروري.. من فضلك !”.
سهم بنظراته لبعض الوقت ممعنًا بكلماتها، ليفيق على صوت “علي” …
-إيه سرحت في إيه ؟!
أعوزه الرد ثوانٍ قبل أن يقول ناهضًا عن المقعد بوثبةٍ واحدة :
-أنا راجع البيت !
تساءل “علي” بقلقٍ :
-في حاجة و لا إيه ؟!
-لا لأ
-طيب راجع تاني ؟
-مش عارف !
و إنطلق مهرولًا للخارج.. بينما يهز “علي” كتفيه و يلتفت ليأنس ببعض الصحبة الشبابية …
______________

 

 

فتح الباب أمامها بنسخته الخاصة، ثم تنحى قليلًا و دعاها بلطفٍ :
-إتفضلي.. خشي يا بطة !
كان يحمل لها حقيبتها الصغيرة بيده الأخرى، بينما كانت منكمشة على نفسها بخوفٍ واضحٍ منه، مدت ساقها بصعوبة و ولجت إلى الداخل.. إلى سجنها الذي ظنّت بأنها نجت منه
لكن هي تعود إليه مجبرة …
لم يخفى عن “مصطفى” ما تحس به زوجته تجاههؤ كما لمح عن كثب عندما كانا بالاسفل بشقة والدها وجهها الشاحب و عيناها المتورمتين من البكاء.. خمن، بل أيقن بأنها لا تزال تهابه، إن لم تكن تكرهه فعليًا
لذلك توخى الحذر على أقل تصرفاته، و كانه يخشى أن يخدشها مجددًا بأيّ شكل.. كما لو أنه لم يكسرها أصلًا !!!
ارتعدت “فاطمة” بذعرٍ لحظة إغلاق الباب، و إزداد خوفها أكثر بكثير، تحاشت النظر إليه، لكنه بالفعل قد إمتثل أمامها خلال ثوانٍ.. و ليكسر الصمت المتوتر قال و هو يشير تجاه غرفة السفرة المقابلة :
-أمي حضرت لنا عشا.. مش جعانة ؟
هزت رأسها المطرق أن لا.. فقال بتصميمٍ لا يخلو من الرفق :
-بس أنا جعان. في نفس الوقت مافيش حاجة تفتح نفسي زيادة غير إن أشوفك قاعدة جمبي و بناكل سوا.. معلش بس أنا مش هاسيبك إلا لما تتعشي معايا !
ران الصمت بينهما لدقيقةٍ، لم تحرك “فاطمة” ساكنًا.. حتى عندما اقترب خطوتين، حبست أنفاسها و انتظرت برعبٍ
بينما إنبعث صوته هادئًا متضرعًا :
-عشان خاطري يا بطة.. بصي أنا مش باجي عليكي و الله. أنا عارف إنك مش طايقاني.. بس طاوعيني المرة دي بس. خشي غيري هدومك و تعالي نتعشى سوا. أوعدك مش هطلب أكتر من كده !
_______________
عبق العش الزوجي، لأول مرة يميّز “رزق” رائحته فور دخوله إلى شقته.. و كأن لمساتٍ سحرية أضيفت على المكان هنا لتجعله أكثر جمالًا و تألقًا
الامر بدا كما لو أن الأثاث و الجدران تضحك !!!
النظافة و اللمعان و أصابع الشمع العطرية.. كل هذا توجته “ليلة” بطاولة الطعام المنصوبة بمنتصف الصالة المجاورة، المحاطة بمقعدين لشخصين، و الموزع فوقها ما لذ و طاب من صنوف الأطعمة الشهية …
-هه. أخيرًا جيت ! .. هتفت “ليلة” مهللة لرؤية زوجها
أو.. طليقها !!
-تعالى يا رزق. الأكل لسا محطوط حالًا.. تعالى إلحق قبل ما يبرد !

 

 

صحيح أن رائحة الطعام مسيلة للعاب، لكنه لم يكن ينتبه لشيء سواها، حيث كانت الآن في أبهى صورها، و كأنها لم تمرض في الصباح، لحظات وهنها و تعبها كأنها لم تكن
ما رآه أمامه هي امرأة في كامل أناقتها و جمالها، بالثوب النسائي المنصوع من الدانتيل الاسود، و الذي يحجبه ذلك الروب ذي النسيج الحريري، مع مساحيق تجميل خفيفة، و ملمع شفاه وردي تماشى مع ربطة شعرها التي اعتقلت ذيل الحصان الطويل المنسدل على ظهرها …
-إيه ده يا ليلة ؟! .. قالها “رزق” مشدوهًا
بدا أنه يتساءل عن كل شيء، و ليس أمر معيّن
لترتد “ليلة” عن الطاولة بعد أن أشعلت أخر شمعة، تركت القداحة جانبًا، ثم مشت نحوه قائلة بابتسامة مضطربة :
-ده كله إللي إنت شايفه.. حاجة كده إسمها بادرة للاعتذار
-و بتعتذري على إيه بالظبط ؟
-على أي حاجة عملتها و ضايقتك !
قالت ذلك حين وقفت أمامه مباشرةً، مدت يدها لتمسك بيده، استشعر رطوبة كفها و نعومته، بينما أردفت بابتسامة رقيقة :
-أولًا و قبل أي حاجة شكرًا.. شكرًا إنك ماخيبتش أملي فيك. و إنك كنت زي ما عرفتك.. مختلف. و الأهم إنك خدتلي حقي. أنا خلاص مش زعلانة. كأني أنا إللي عملتها. صدقني.. و الإيد دي …
و رفعت يدها التي أمسكت بيده، لم تحيد بعينيها عن عينيه و هي تقرب ظاهر يده من فمها، لتطبع عليه قبلة رطبة مطوّلة.. ثم تقول بصوتٍ أقرب إلى الهمس :
-تسلملي الإيد دي.. إللي بردت قلبي و خدت بتاري !
كان تنفسه بطيئًا، أثناء متابعته لها و لكلامها، ربما نسى أن يتنفس في عدة مواضع، إلى أن صمتت.. أخذ نفسًا عميقًا و استعاد السيطرة على أفكاره، ليقول بصوتٍ أجش :

 

 

-ليلة. مش بالطريقة دي.. مش بالطريقة دي تنهي المسألة و تقفلي القضية خالص. لسا في حاجات و آ …
-أنا هاحكيلك كل حاجة عايز تعرفها ! .. قاطعته بهدوء
-هاجاوبك على كل اسئلتك.. بس في طلب وحيد ليا …
صمته عنى تساؤله، فكانت جوابها :
-نفتح صفحة جديدة انا و انت.. رزق. انا مش عايزة أنفصل عنك.. أنا بحبك !

يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية وقبل أن تبصر عيناك)

اترك رد

error: Content is protected !!