روايات

رواية تحت بير السلم الفصل الأول 1 بقلم حنان حسن

رواية تحت بير السلم الفصل الأول 1 بقلم حنان حسن

رواية تحت بير السلم البارت الأول

رواية تحت بير السلم الجزء الأول

تحت بير السلم
تحت بير السلم

رواية تحت بير السلم الحلقة الأولى

في ليلة من ليالي الشتاء الباردة…
حيث كان السقيع كا وحش كاسر… ينهش بضرواة
وبداخل غرفة يسكنها الفقر … وتملائها الرطوبة
كنت انام …
وانا اكاد ان اتجمد من البرد
فا الغرفة كانت بالدور الارضي
وليس بها اغطية ولا حتي شباك محكم
و تلك الغرفة كانت ملحقة بمنزل قديم
واثناء ما كنت انام علي مرتبة ممزقة …
و احتمي من البرد ببطانية مهلهلة
بها كثير من الثقوب
للكاتبة حنان حسن
شعرت باحدهم يركلني بقدمة..

 

 

 

 

 

 

ولما تنبهت …
سمعت صوت الحانوتي بينادي عليا
وهو بيصرخ…
وبيقولي…
قومي يا( بنت فوزية)
قومي فزي يا بت
صحيت مفزووعة
ولقيت ادامي الحانوتي
متخافوش….
الحانوتي ده مش الحانوتي
الي في بالكم
الحانوتي ده يبقي عثمان (جوزي) …
واسمه علي بعضه
هو…
(عثمان الحانوتي)
يعني ده اسمه….
مش صنعتة….
اصل الناس كلهم بينادوا عليه بالاسم ده
وهتعرفوا ليه هما بيسموه الحانوتي …
وهكمل لكم باقي حكايتي…
بس الاول هعرفكم بنفسي
انا اسمي صفاء
٢٥ سنة
علي قدر من الجمال
المؤهل…دبلوم تجارة
ليا اخ ذكر واحد…
واخت بنت
من ذوي الاحتياجات الخاصة
وطبعا انا
متزوجة من الحانوتي ….
الي بيكبرني بعشرين سنة
لكن ربنا مرزقنيش منه بالاولاد
قبل ما اتجوز الحانوتي كنت
عايشة مع (امي) …
فوزية كرامات
امي كانت بتخدم في البيوت
قبل ما يصيبها المرض… ومتقدرش تمشي علي رجليها
وسموها كرامات
لانها بتساعد الستات الي مش بيخلفوا
للكاتبة حنان حسن
علي انهم يحملوا ….
ومفيش واحده ست امي دخلت عتبة امي
الا وربنا كرمها بالخلفة وباتت مجبورة…
وطبعا امي..
مكنتش بتعمل كده لوحدها
..لا
…امي كانت بتستعين باختي (عمرانة )
واختي عمرانة دي من ذوي الاحتياجات الخاصة…
و امي كانت بتعتبر عمرانة (تميمة حظها )
وكانت ملقباها
ب ( الشيخة عمرانة)
لغاية ما الناس كلهم
بقوا فاهمين ….
ان عمرانة اختي متصلة بعالم الجن
وكانوا بيعتقدوا ان عمرانة وسيط روحاني
و امي كانت بتستمد منها البركة
و بتاخد منها التعليمات…
الي بتقولها للحالة الي محتاجة علاج
ده بالنسبة لامي واختي عمرانة
اما بالنسبة
لاخويا… (فرعون)
فا اخويا كان انسان مستبد… وبلطجي… وقاسي….
لكن…. مع زوجتة (حردانة)
كان بيقلب قطة سيامي
….
واحيانا خروف بقرنين .
كده انا عرفتكم بعائلتي المصونة
اكمل لكم بقي الي حصلي مع الحانوتي
في الليلة اياها…
المهم… لما صحيت مفزوعة
لقيت الحانوتي واقف ادامي بشكلة
الي يغم النفس كا المعتاد
.ولقيتة واقف علي المرتبة الي انا نايمة عليها
بشبشب الحمام ..
ولابس فانلة بحملات نازلة من علي اكتافة
و الثقوب فيها اكتر من ثقوب المصفي
ده غير كرشة الي كان مدلدل ادامة
وو جهة الي كان بيملائة الغضب
فا سالتة…بفزع
قلت…
في ايه؟؟؟
بصلي الحانوتي
وقالي…فين باقية نصف كيلوا اللحمة
الي كان في الثلاجة يا بت؟
للكاتبة حنان حسن
قلت…منا طبختة النهاردة يا عثمان..
رد الحانوتي
وقال..
انتي اتجننتي يا بت انتي
ولا جري لعقلك حاجة؟
هو انا مش منبة عليكي انك متعمليش غير
(ربع كيلوا)
علي قدنا انا وانتي ؟
رديت وانا بدعك في عيني
وقلت…
يا عثمان حرام عليك بقي
ده هو نصف كيلوا لحمة… بتجيبة مرة كل شهر
ولحمة مجمدة كمان
فا ايه المشكلة لما اعمل النصف كيلوا كلة ….مره واحده؟
دنا كنت بفكر اطلب منك انك تزود (ربع) كمان
ويبقي ثلاثة ارباع كيلوا
عشان نقسمة علي مدار الشهر
اصل ال…..
وقبل ما اكمل كلامي..
لقيت الحانوتي ارتعشت ايدة
و صرخ فيا بانفعال شديد.. .
لدرجة ان عقب السيجارة
الي كان ماسكة… وقع منه علي الارض
وهو بيقول…
ربع كمان ليه؟؟؟
ناوية تفتحي محل جزارة؟
ولا غاوية تخربي بيتي وخلاص؟؟؟
وبصلي الحانوتي بغضب
وقالي…اوعي تكوني فاكره اني مش فاهم
انتي بتودي اللحمة دي كلها فين؟
وسالتة ساخرة…
قلت…
وياتري بقي انت فاهم
اني بودي كميااات اللحمة دي كلهاااا فين؟؟؟؟
قال ..طبعا بتطفحيها لامك واختك
قلت…يا فرعون حرام عليك
اختي غلبانة ….وامي مريضة
وكفاية الحرمان …
الي معيشاهم فيه مراة اخويا (حردانة)
رد الحانوتي
وقالي…مهو اسمعي بقي
اخوكي ومراتة مش هيوفروا فلوسهم
وانا الي ها اكع واغرم
انتي سامعة ولا لا؟
وبصلي الحانوتي بغيظ
وقالي..
اصلنا مخلفتهمش ونسيتهم لامؤخذة
ورمي الحانوتي جملة
لئيمة
وقال…
مش كفاية انك (عاقر )
ومش عارفة تجيبلي حتة عيل ومستحملك؟
وصرخ فيا بعصبية
وقال….
علي الله اعرف بعد كده
انك اديتي لامك رغيف عيش حاف عشان يبقي بموتك
انتي سامعه ولا لا؟
فا حبيت اهديه شوية
عشان ….بوادر تصلب الشرايين
الي بدات تظهر عليه
وقلت اغير الموضوع
فا قالتلة..
خلي بالك عقب السيجارة وقع منك علي الارض
قبل ما تكمل النفس الي فاضل في العقب
والنفس الي فاضل ده
خسارة علي فكره
رد الحانوتي بعصبية
وقال..يلا
مهو بجملة الخساير
قلت….خساير ايه بس ؟

 

 

 

 

 

للكاتبة حنان حسن
مش كفاية البيت فاضي من كل حاجة
ده حتي البصل والثوم بستلفة من الجيران
ليه بس البخل ده؟
ما انت ربنا كرمك ومعاك فلوس كتير؟
رد الحانوتي وهو بيبصلي بلؤم
وسالني؟
فين هي الفلوس دي؟
قلت…الفلوس الي انت حاطتها في الصندرة
والفيران قربت تاكلها
وفي اللحظة دي
حسيت ان الحانوتي اتحول…
بمجرد ما قولتلة…
اني عارفة ….
انه معاه فلوس كتير
ولقيتة هجم عليا
وفضل يضرب فيا
وهو بيقولي..
انتي كمان
بتفتشي البيت من ورايا؟
يبقي انتي ناوية تسرقيني انتي واهلك…
وفضل الحانوتي يضرب فيا بمنتهي القسوة
وانا فضلت اصوت… واعيط وادافع عن نفسي
بايدي
الي حطيتها علي راسي
عشان ميكسرهاش…
وفي الاخر
من شدة الضرب..
نزلت تحت رجلة ابوسها ….
وانا بترجاه… انه يبطل ضرب فيا
وفي تلك اللحظة
فضل يبصلي الحانوتي بنظراتة المقرفة
وهو ساكت…
وساد الصمت بينا لمدة كام دقيقة
لغاية….ما لقيتة
بيقولي…
طيب يلا قومي طسي وشك بشوية مية
وتعالي اطفي النور و دلعيني شوية
بصيتلة وانا قرفانة
من صوتة…. ومن منظرة…. ومن برودة…. ومن وجودة
في حياتي…
ومن وجودة في الدنيا اصلا
وكل الكره الي جوايا للحانوتي
خلاني خرجت عن شعوري
وانا بقولة…
ابعد عني انا بكرهك
وبكره حتي ريحتك
يارب تموت وارتاح منك
وبمجرد ما سمعني قولت الكلمتين دول
استئانف ضربة فيا تاني
وفضل يضرب فيا
لغاية …
ما سمعت هبد علي باب الغرفة
وفي اللحظة دي
رفع الحانوتي ايده عني
لما سمع ان الي علي الباب
هو… فرعون اخويا
وكنت فاكرة …
ان اخويا قلبة رق…
لما سمع الحانوتي بيبهدلني
للكاتبة حنان حسن
لكن لما فتحت الباب
اتفاجئت …بفرعون
الي كان منزل ….
امي ….واختي عمرانة
من شقتة
اصل بعد ما امي عجزت برجلها.. وبطلت تروح الشغل
اخويا فرعون كان اخد امي عنده
هي والشيخة عمرانة
عشان تعيش عنده في شقتة
وشقة فرعون فوق في الدور الثالث
في نفس البيت الي احنا فيه
لكن دلوقتي فرعون نزلها
من شقتة
وهو بيقولي ….
خدي امك واختك عندك
ومعدش حد فيكم يطلع عندي فوق
وسالتة وانا بعيط
وقلت…ليه كده يا فرعون بتطرد امك واختك ليه
رد فرعون
وقالي…امك محترمتش نفسها…
وقلة ادبها علي حردانة مراتي…
وبصراحة بقي
الي يزعل مراتي ….ولا يغبرها انا مبقاش عليه
رديت بسرعة
وقلتلة..
لا طبعا واحنا منقدرش نزعل مراتك
دي مراتك دي الغالية
وناديت علي حردانة مراتة
الي كانت واقفة علي السلم بتتفرج علي اخويا
وهو بيطرد امة واختة
عشانها
وقلتلها…تعالي يا حبيبتي لما اقولك
متزعليش
ردت عليا بقرف
وسالتني
عايزة ايه انتي كمان
قلت…حقك عليا انا حردانة
امي زي منتي شايفاها ست كبيره …ومريضة
معلش عشان خاطري
استحمليها
ردت حردانة بكل قلة ادب
وقالت…
وانا عليا باية من
القرف ده؟
امك يا شاطرة مش هتدخل شقتي تاني
ورجعت حردانة لشقتها …
وسمعنا صوت باب شقتها بيترزع
وفي اللحظة دي
كشر فرعون عن انيابة
وقال…عاجبكم كده؟
حرقتوا دمها ؟
وعكننتوا علينا وارتحتوا؟
علي الله اشوف واحدة منكم عندي فوق
وبعد ما طلع فرعون
وقفت ابص لامي المريضة… واختي المعوقة
ومش عارفة اعمل ايه؟
فرعون اخويا رمي امه ….واختة
ومش معقول الحانوتي هيقبل يدخلهم عندنا الاوضة
وبقيت واقفة محتارة
لا انا قادرة اقولهم تعالوا ادخلوا…
عشان عارفة الحانوتي المعفن ممكن يعمل ايه؟
ولا قادرة اسيبهم بره في السقعة دي
وحاولت اطلب من امي واختي يدخلوا من البرد
والي يحصل يحصل
لكن لقيت الحانوتي
للكاتبة حنان حسن
واقف بجبروتة
وسالني …
قال…يدخلوا فين؟
وفي اللحظة دي
اضطريت اخد الحانوتي علي جنب
وفضلت اتوسل له
واقولة…
ارجوك يا عثمان دخلهم

 

 

 

 

 

 

دلوقتي
وانا الصبح هتصرفلهم في مكان يقعدوا فيه
رد الحانوتي بجبروت
وقالي …يعني ابنها طردها هي واختك
وريح دماغة… ووفر فلوسة
وعايزاني انا افتحلهم الوسية
علي جثتي لو دخلوا ولا عتبوها
فا بصيتلة بغيظ
وقلت..وانا استحالة..
اني ادخل واسيب
امي ….واختي بره كده
في البرد ده لوحدهم
وفي اللحظة دي
خرجني الحانوتي بره باب الغرفة
وقالي…
خلاص باتي معاهم علي السلم
وبعد ما الحانوتي خرجني معاهم و قفل الباب
لقيت نفسي انا وامي واختي لوحدنا علي السلم
فا قعدت جنب امي ودفست راسي في حضنها
وقلتلها…
والنبي ما تزعلي نفسك يا امة
ابتسمت امي
وطبطت علياوهي
بتسالني…
وقالت…
مش كنتي نمتي في حضن جوزك
احسن من البرد ده؟
قلت..لا يا امة البرد احسن
ابتسمت امي تاني
وقالتلنا…
متخافوش… يا بنات
احنا مش لوحدنا
ومش هنبرد ولا هنجوع ابدا
ودفست ايدها في صدرها
وقالتلي…
خدي يا بت يا صفاء
وخرجت من صدرها مفتاح …
ومدت ايديها ليا بالمفتاح
وقالتلي…
خدي افتحي الاوضة الي تحت بير السلم
رجعتلها المفتاح تاني
للكاتبة حنان حسن
وقلتلها….يلهوي يا امة
عايزانا نبات في غرفة العفاريت؟
ردت امي بسخرية
وقالت…خدي يا بت افتحي
الاوضة
لا عفريت الا بني ادم
قلت…يا اما صدقيني
انا عايشة في الدور الارضي ده بقالي ياما
وشوفت ….وسمعت بلاوي
بتيجي من ناحية الاوضة دي

 

 

 

 

 

 

 

والناس كلها
بيقولوا
ان الاوضة الي تحت بير السلم دي مسكونة
صرخت امي فيا
وقالتلي
يا بت يا صفاء
بقولك اسمعي الكلام …
وافتحي الباب
بدل البرد الي هياكلنا ده
قلت…حاضر
وبالفعل اخدت منها المفتاح
وانا برتعش
وحاولت امد ايدي واحط المفتاح في الباب
لكن وانا بمد ايدي في الظلام…
سمعت صوت بداخل الغرفة
الي تحت بير السلم
وفي اللحظة دي
وسمعت صوت عمرانة اختي وهي بترتجف…
وبتبكي
وهي بتصدر صوت انين
غريب
فا تراجعت بسرعة
وانا خايفة
وقلت لامي
لا يا اما انا مش هفتح الباب حتي لو عملتي ايه
وفي اللحظة دي
امي اخدت مني المفتاح
لكن طبعا…
مكنش ينفع انها تقوم وتفتح هي
لانها كانت قعيدة
فا تمتمت بكلمات غير مفهومة
ونادت بصوت خافت
وقالت. ..
يا حارس
وفضلت امي منتظرة الرد
وفضل الباب يتحرك من جوه
للكاتبة حنان حسن
وانا واختي
كنا بنبص للباب
الي كان بيتحرك من جوه
واحنا مش فاهمين ايه الي بيحصل
بس كنا هنموت من الرعب
وفجاءة….
الباب اتفتح و…………

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *