روايات

رواية لهيب الهوى الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى الفصل الثاني عشر 12 بقلم شيماء الجندي

رواية لهيب الهوى البارت الثاني عشر

رواية لهيب الهوى الجزء الثاني عشر

لهيب الهوي

رواية لهيب الهوى الحلقة الثانية عشر

 

لهيب الهوى
🌸الفصل الثاني عشر ” بدايه” 🌸
جلست بمكتبها تقرأ مابيدها ببال مُشتت ونصف تركيز .. لقد سلب عقلها بتلك الحقائق التي ألقاها بوجهها منذ يومين أصبحت مُشتتة للغاية أغمضت عينيها تعود إلى الخلف بجسدها ثم أراحت
رأسها إلى الوراء تضم شفتيها ضاغطة عليها بإرهاق لتبتسم دون شعور حين تذكرت ردة فعلها صباحا بعد أن تاهت معه بتلك القبلة وتشبثت به حيث فتحت عيناها على وسعها مندهشة من
استسلامها له تحاول أن تدفعه بعيدا لكنه لم يستجيب لها لتلكزه بمعدته بغضب أفاقه هو الآخر..
ليبتعد عنها ينظر إليها بأعين قاتمة ثم نهض عنها فجأة متجهاً إلى حمامه يلقي بكلمات خاافتة غاضبا صافعا الباب بعنف أفزعها لتبتسم ظناً منها أنها هكذا نالت منه….ظلت هكذا دقائق ترادوها أفكار مختلفة إلى أن غفلت دون شعور منها ، أفاقت على لمسات لطيفة أعلى رقبتها تصعد إلى وجنتيها لتفتح لبنيتيها بفزع … وقعت أنظارها عليه .. يجلس فوق مكتبها نصف جلسة ومن الواضح أنه من فترة معها حيث سترته ملقاة بإهمال أعلى الكرسي المقابل لها … يحل أزرار قميصه العلوية ليبرز صدره العضلي مشمرا عن ساعديه ينظر لها بهدوء تام وقد توقفت أصابعه عن مداعبة رقبتها ليميل عليها بطلته المُهلكه لما تبقى من أعصابها أمامه وكـأنه يتعمد أن يحرقها بأفعاله ..

 

هو ينفذ وعده لها … يزيل الحواجز الهشة التي صنعتها فيما بينهم واحداً تلو الآخر، شردت وهي تنظر إليه بصدمة لقربه الشديد هكذا ليجذبها إليه فجأه … شهقت حين وجدت نفسها بين أحضانه يحيطها بين ذراعيه مقرباً إياها إليه بشدة يهمس أمام شفتيها:
-كل ده نوم !!
نظرت إليه ببعض الخجل شعرت أنها لازالت طفلة تغفو أثناء أداء واجبها غضت على شفتيها بخجل تُدحرج أعينها بأرجاء الغرفة تهمس بخفوت غافلة عن وضعها بين أحضانه وقربه ذلك قائلة :
-محستش بنفسي ..مقصدش !!
جاهد ليخفي تلك الإبتسامة التي كادت تتراقص على شفتيه يعقد حاجبيه يقول بصوت صارم :
-إنتي عارفة الصفقة اللي في إيدك ونايمة وسايباها دي بكام مليون !!

 

انتشرت الحمرة أعلى وجنتيها ترتعش شفتيها بخجل شديد لتُدمع عيناها على الفور كالأطفال ليُكمل بصوت غاضب صارم وترها :
-إزاي أصلا تنامي في المكتب كده إفرض حد غيري كان دخل عليكي !!
لم تجيبه بل نكست رأسها بصمت تُعد نفسها لتوبيخ لاذع منه كعادته سابقاً … لم يتحمل أكثر من ذلك … ماتفعله به تلك الفاتنة لا يُصدقه عقل … لقد أصبح مُتيما بها وبأدق تصرفاتها … رفع ذقنها لتواجهه بلبنيتها النادمة لنومها هكذا .. أما هو سلط نظراته على تلك الشفتين فقط عاقدا حاجبيه يتمتم بهدوء و ابتسامة سلبت عقلها:
-فداكِ كل الملايين يارنيم !!
ثم هبط على شفتيها ينهل من رحيقها بنهم يعبث بأصابعه بفستانها وقف يدفعها بلطف إلى الحائط خلفها وجسده بالأمام يضمها بقوة يهمس بخفوت من بين قُبلاته الحارة:
– إياكِ يارنيم تنامي هنا تاني !!

 

ازداد لهيب أنفاسه يحرق بشرتها الحليبية وقد هبط بشفتيه إلى نحرها يقول بغضب:
-عارفه لو كان راجل غيري دخل وشافك كده … كنت هقتله !!
ابتلع شهقاتها بفمه يلتقط شفتيها مرة أخرى وقد نفذ صبره لتطول قُبلته تلك المرة يخطف أنفاسها يضمها بشدة حتى شعرت عظامها تكاد تتحطم بين ذراعيه ليتوقف حين شعر بيدها تدفع صدره .. اتسعت مُقلتيها حين شعرت بنبضات قلبه المتسارعة أسفل يدها الصغيرة ..لاتعلم ما يحدث لها لكن ماتعلمه أنها تميل إلى ذلك الشعور حيث يحيطها باحضانه اللاهبة .. أزاحت أنظارها عنه بخجل تلتقط أنفاسها بصعوبة… لحظات لتدرك وضعهما .. أفلتت نفسها منه ولم يمنعها بل راقبها بابتسامة عابثة وهي تضبط هندامها تجلس مسرعة أعلى كرسيها حين طرقت مساعدتها الباب تدلف إليها تقول مُتلعثمه :
-آآانا خلصت وكنت جايه أقول لحضرتك إني همشي!!
اندهشت “رنيم” من تلعثمها لترفع نظراتها لها وجدتها تحدق بها بابتسامة خجلة تردد وهي تشيح بأنظارها :
-حضرتك محتاجه حاجة !!
هزت رأسها بالسلب لتنصرف الأخرى مسرعة مُغلقة الباب خلفها لتقول “رنيم” عاقدة حاجبيها …
-مالها دي !!
اقترب منها مبتسما يقول بهدوء :
-يلا عشان تعبت مفيش غيرنا في الشركة !!
ثم اتجه إلى أشيائه يجمعها لتفعل المثل وتتجه معه إلى الأسانسير وماإن وطأت قدماها داخله ليتبعها .. وقعت عيناها على انعكاسها بالمرآه .. لتشهق بصدمة تندفع الحُمرة إلى وجنتيها تلتفت إليه تقول بغضب:
-عاجبك منظري ده تقول عليا أيه دلوقت !!
ارتفعت ضحكاته الرجولية ثم حاول الهدوء حين وجدها تلقيه بنظرات ملتهبة يقول مقتربا منها يدفعها إلى حائط الأسانسير ثم يحيطها بجسده هامسا أمام شفتيها:
-من جهة عاجبني .. ده عاجبني ونص وتلت اربع كمان … أما هتقول أيه .. فهتقول راجل ومراته … ومش قادر يصبر عليها أكتر من كده !!
أخجلها بشدة لتحاول التملص منه تصيح بغضب :
-احترم نفسك .. انت عاآآآ !
قطع حديثها ضاغطا على ذراعها بغضب يقول مزمجرا :
– إياك يارنيم صوتك يعلى عليا تاني ! ماتخلنيش أقلب على وش مش هيعجبك أبدااا أنا مستحملك بمزاجي .. سااامعة !!
حدقت به بأعين متسعة لصياحه الصارم بها .. هو لم يفعل ذلك معها منذ شهور ليكرر بغلظة وغضب :
-سااااااااامعة ولا لا !!
أومأت برأسها بالإيجاب مسرعة ليعتدل بوقفته مبتعدا عنها مُحتفظا بملامحه الصارمة إلى أن وصلا إلى القصر معاااا ….
-***-
وقفت “صافي” تراقب دخولهم معا وهو يحيط خصرها بإحدى ذراعيه يضمها إليه … شعرت بالنيران تحرقها ..أطاحت بالكوب الذي تمسكه بغضب تندفع إلى الأسفل … تقسم بأغلظ الأيمان أن تعكر صفوها بما لديها … وقفت تمنع صعودهم إلى أعلى تبتسم بخبث وهي ترتدي إحدى القمصان القصيرة خاصتها التي تكشف عن مفاتنها بسخاء تتصنع ربط روبها القصير الفاضح …
نظرت إليها “رنيم” بازدراء واضح وهي تراقبه بطرف عينيها إن كن سوف يتطلع إلي تلك الفاتنه المُستلغه لجسدها بعهر أم لا ؟؟! ، ليقف “أيهم” يقول بصرامة :
-خير ياصافي .. في حاجة !!
هبطت دموع التماسيح خاصتها تقترب منه تقول وهي تجهش بالبكاء المرير مندفعة إلى أحضانه:
-الحقني يا أيهم أنا كنت هتبهدل !!

 

رفع أحد حاجبيه وقد تصلب جسده لفعلتها المفاجئة يقول بغضب :
-في أيه ياصافي .. اتكلمي على طول !!
أحاطت عنقه تلتصق به بشدة تتعالى شهقاتها تقول بصوت متقطع :
-النهارده كنت خارجة أعمل شوبينج مع واحدة صاحبتي … لقيت الحيوان ناصف في وشي … بيهددني وعايزيني أديله رقم رنيم الجديد …!!
جز على أسنانه بغضب لتتعالى وتيرة أنفاسه تحت نظرات رنيم المندهشة مما يحدث تحاول تهدئة نفسها حتي لا تنقض عليها تقطعها تلك الأفعى … لتستمع إلى صوته الصارم يقول بغضب:
-وبعدين !!
عدلت رأسها تنظر إلى عينيه بنظرات والهة تقول مسرعة:
-طبعا زعقتله وهددته إني هقولك كل حاجة ..أنا خايفة على رنيم يا أيهم … انت مشوفتش منظره النهارده … كان زي المجنون !!
ثم نظرت إلى “رنيم” تقول بابتسامة شاحبة:
-أنا عارفه إنك شايفاني وحشة .. أنا فعلا كنت مضايقة منك في الأول .. بس من ساعة مابقيتي من عيلة الرفاعي ومرات أيهم .. وأنا بخاف عليكي … والنهارده خوفت عليكي أوي يارنيم … !!
ثم ابتسمت لها وهي لازالت تتعلق برقبة زوجها تقول :
-إحنا ممكن نبقى صحاب أوي على فكرة !! بلاش تقفلي على نفسك كده !!
ضيقت عينيها تنظر إليها وقد ارتفع معدل غضبها بشدة لا تعلم ما أصابها .. هل من التصاق تلك الأفعى به أم من يده التي ارتفعت الآن تربت على ظهرها لتهدئة شهقاتها المبالغ بها … أم من شعورها أنها تكذب وتحيك شيء ما .. صاحت بها غاضبة :
-كفايه صدااع !! لا مش هنبقي زفت صحااب ..!!
ثم اندفعت إلى الأعلى ، تدلف إلى غرفتها بغضب شديد تكاد تحرق ما حولها … تصفع الباب بغضب ثم دلفت إلى الغرفة تلعن تلك الأفعى تدور حول نفسها … وهي تنهر نفسها تقول :
-وأنا مالي أنا يحضنها ولا يتنيلوا على بعض !!
فزعت حين اندفع الباب بغضب .. يتحه إليها و أعينه تموج بغضب شديد ينظر إليها قائلا بصوت مرتفع :
-إنتي إزاي تعملي كده مع صافي .. !! أيه معجبكيش اللي عملته ..كنتي عايزة البيه يوصلك مش كده !! عشان كده مش عايزة حراسة .. وعايزة تبقي لوحدك !!!
اتسعت عيناها من اتهماته تصيح غاضبة :
-انت اتجننت .. انت إزاي تصدق الممثلة دي .. آه صحيح ماهو بدل ما تقف تسمع التفاصيل عدل .. معرفتش تركز لما اترمت في حضنك وقعدت تعمل حركات الشوارع بتاعتها !!
رفع أحد حاجبيه يحدق بها مُردفا بسخرية يقول :
-أيه ده أفهم من كده إنك غيرانة عليا مثلاا!!
عقدت حاجبيها تدور بأعينها بأرجاء الغرفة تصيح بتلعثم :
-أغير عليك ده أيه … كل الحكايه إن المفروض محدش عارف اتفاقنا … و إنك لازم تحترمني زي مابحترمك … لو أنا اللي حضنت واحد وآآآآه !!
صاحت بصدمهة حين وجدته أمامها بلحظة ينهرها بغضب ويهزها بعنف واضعا إحدى يديه أعلى فمها يكممه :
– إياكِ تكملي … رنيم … أنا غيرتي وحشة إنتي متعرفنيش … إياااكي تجمعي نفسح مع أي راجل ولا حتي بالكلااااام!!
ارتعشت شفتيها أسفل يده بخوف من هيئته التي أعادت لها ذكرياته السيئة معها ليحاول السيطرة على غضبه رافعا يده عن فمها الذي يرتعش ناظرا لها لحظات ليضم شفتيه بغضب شديد مبتعدا عنها إلى الحمام صافعا الباب خلفه بغضب ..
عادت إلى الخلف تجلس أعلى الفراش تلتقط أنفاسها تزيح خصلاتها للخلف بتوتر شديد … فمجرد ذكر اسم ذلك اللعين بالأسفل دب القشعريرة بجسدها والرعب معا … “شهاب” من كان يمنعه عنها … من سيمنعه الآن … ؟؟!! هل كانت تلك إشارة من تلك الأفعى أنها تعاونه أم ماذا !! ضمت ركبتيها إلى جسدها بخوف تُغمض عينيها بألم، محاولة أن تمحي تلك الذكريات عن بالها للأبد … لكن هيهات إنها كاللعنة .. من بيده أن يغير ماضي .. وينأى بنفسه بعيدا عن تلك الآلام المُبرحة..تكاد تختنق من فرط الوجع .. بيتها الذي تربت به أحضان أبيها الدافئة التي طالما احتمت بها… حنان أمها …. كتمت شهقاتها بالوسادة تدفن وجهها بها ليأخذها سلطان النوم إليه دون عناء …….
-لا لاااا مش همضي … سيبووووني !!
صرخت بكلماتها وهي تتصبب عرق بجانبه انتفض من نومه على حركتها العنيفة بأحضانه…. اتسعت عيناه حين أضاء الضوء الخافت بجانبه … رُباه هل تبكي وهي نائمة!! هزها برفق يناديها بلهفة … لتفتح عينيها برعب استقامت جالسة تنظر حولها ثم إليه والخوف يشع من مقلتيها ليجذبها إلى صدره العاري محاولا تهدئتها بلمساته فوق رأسها بحنو هامسا إليها بكلمات مُطمئنة ..سالت دموعها أعلى خديها بصمت تام ترتجف بأحضانه تهمس بارتعاش :
-أخدوا كل حاجة … عايزين أيه تاني…!!
اعتدل برأسه ينظر إليها ليجدها شاردة تردد تلك الكلمات عدة مرات ودموعها لا تتوقف مرر أصابعه بخصلاتها محاولا تهدئتها بشتى الطرق ليقول لها :
-رنيم اهدي .. محدش هياخد منك حاجة … أنا جنبك !! محدش هيقرب منك لو بموتي يارنيم !!
وضعت يدها أعلى فمها تكتم شهقاتها ولم تجيبه ظلا هكذا بعض الوقت .. هي تبكي وهو يواسيها هامسا لها بكلماته المطمئنة محتضنا إياها بقوة …. تنهد حين طال الأمر بها هكذا .. هي لاتثق به هو يعلم ذلك لكن خوفها هكذا يشعره وكأن قبضة تعتصر قلبه كم هو مؤلم حين يراقب نزيف قلبه وانهاك روحها بعجز هكذا !! … رفع وجهها إليها يحدثها بقوة وصرامة مرددا :

 

-رنيم كفايه … محدش يقدر يقرب منك طول ما أنا عايش … فاهمة .. خوفك ده بيقتلني …. !! لو حد فكر يلمس شعره منك أو من أولادنا .. هساويه بالأرض يارنيم !! متخافيش ياحبيبتي !!
نظرت داخل رماديتيه ولم تتحدث فقط تحدق به بتلك اللبنيتين الرقيقتين … هدأت ارتعاشة جسدها بين أحضانه الدافئة و الأهم من ذلك ارتعاشة تلك الشفتين التي تجعل رغبته بتناولها بين خاصته شديدة للغاية… ولم يقاوم رغبته تلك بل هبط بشفتيه ينهل من خاصتها رحيقها …. مال بها أعلى الفراش الوثير بلطف بالغ وهو يتابع امتصاص رحيقها يُقبلها بنهم بالغ وكأنه يمتص همومها بتلك الطريقة حاولت دفع رأسها بعيدا عن مرمى شفتيه اللاهبتين ..تعض شفتيها بخجل حين شعرت بلمسات شفتيه تهبط إلى عنقها ثم إلى أكتافها ، رفعت وجهها إليه تحدق به لحظات ، ثم ارتمت داخل أحضانه تضع رأسها أعلى صدره دافعة إياه أعلى الفراش برفق ليستسلم لها مُحيطا جسدها بذراعيه تابع كل منهم التقاط الآخر لأنفاسه اللاهثة ، لتستمع إلى نبضات قلبه التي تسارعت لدرجة شعرت بها وكأنها طبول وليست دقات بشرية … غامت بعالمها ولم يستغرق الأمر دقائق لتغط بنوم عميق تاركة إياه يعاني بتفكيره بهاااا
-***-
أنهت جميع أعمالها بتوتر بالغ وشرود تام … تشعر بشبح مسمى بابن عمها يطاردها يكاد يخترق تلك الحوائط من حولها لينهشها بأنيابه السامة … لم تخرج من مكتبها واصلت ساعات عملها بدون كلل بل أدت جميع مهامها رغم توترها البالغ … تلمحه من الزجاج العازل بينهم يتفقدها بين حين و آخر يلقيها بالبسمات المُطمئنة لها لكنه اختفى منذ وقت طويل .. أقلقها ذلك وبشدة حين يختفي من حولها هكذا ترتعب ، لقد طال الوقت ولم تتحمل … وقفت مسرعة تتجه إلى مكتبه بقلق … تبحث عنه بأعينها لتقول مساعدته التي وقفت تراقبها باندهاش ..فهي لأول مرة تأتي هنا فدائماً ماتري رب عملها هو من يتوجه إليها وليس العكس :
-أقدر أساعد حضرتك !!
نظرت لها بصمت لا تعلم كيف تُجيبها لحظات ثم حسمت أمرها تقول بتوتر وخجل طفيف:
-اااه .. أيهم جوا !!
عقدت الأخرى حاجبيها فالزجاج كاشف فيما بينهم كيف تسألها عن ذلك هكذا أجابتها باندهاش :
لا خرج من بدري ومحددش رايح فين … حتى في ورق مستنية يمضيه عشان أمشي..!!
نظرت إليها ثم عضت على شفتيها …لقد زاد قلقها …لتقول لها بهدوء ظاهري ….
-خلاص روحي إنتي وأنا هديله الورق ..!!
أطاعتها تلملم حاجاتها بهدوء تنصرف كباقي زملائها أخيرااا تركتها وحدها بالغرفة .. شاردة … كادت أن تصرخ حين حاوطها بذراعه مكمما فمها يهمس بأذنها تلفح رقبتها أنفاسه الساخنة:
-سمعت إنك بتسألي عني !!
أغمضت عينيها بهدوء حين علمت هويته متنهدة تزيح يده عن فمها تهمس :
-حرام عليك يا أيهم خضتني !!
ابتسم بهدوء حين استمع إلى نبرتها تلك شعر بتلك السخونة تجتاح شرايينه ليديرها إليه وهي لازالت بأحضانه يهمس أمام شفتيها بوله تام:

 

-سلامتك من الخضة ياقلب أيهم !!
ارتبكت للغاية من أفعاله وهمساته تلك دحرجت أعينها بأرجاء الغرفة وهي تشعر بلهيب أنفاسه الذي يقترب منها ويكاد يفعل ما يفعله كل مرة يجتمع بها معها … كيف تهرب الآن …اقترب منها بشدة… وكاد أن يفعل فعلته لكنها رفعت الأوراق بوجهه مسرعة تقول :
-الورق ده عايز يتمضي !!
عقد حاجبيه يجز علي أسنانه بغضب وقد عزلت وجهها عنه ليلتقط الملف غاضبا يقول :
-يلا عشان نمشي !!
استقلا سيارته معا وهي ترمقه بنظرات متوترة كل حين و آخر … علامات الغضب من فعلتها لم تزول من وجهه إلى الآن شعرت بالخجل من أفعالها معه … لكنها لاحظت تغير الطريق .. لتقول باندهاش متغلبة على خجلها :
-أيه ده إحنا مش هنروح !!
هز رأسه بالسلب ثم صمت تماما ولم ترد أن تحتك به لقد ارتعدت أوصالها من أسلوبه ذلك .. رغم أنه لم يصيح بها … لكن حركاته الصامتة ترعبها وهي بالأساس مرتعدة…. أوقف السيارة أمام مبني صغير مكون من طابقين … يبدو من الخارج أن صاحبه ذو ذوق رفيع … هبط ثم اتجه إلى بابها يفتحه يأمرها بالنزول … ترجلت بوجل … تنظر حولها بريبة تتشبث بذراعه كالأطفال ، كاد أن يبتسم لفعلتها لكنه رفز بهدوء يقول لها :
-أنا مش هجري … !!
لم تجبه بل وضعت يدها الأخرى أعلى ذراعه تسير بجانبه بقلق تقول :
-إحنا بنعمل أيه هنااا !! أنا عايزه أروح !!.
كاد أن تنفلت ضحكاته لكلماتها الأخيرة لكنه قال لها مشيرا إلى شيء ما بالأعلى وهو يفتح الباب:
-رنيم متخفيش المكان مليان كاميرات مش هقتلك وأتاويكي !!
زفرت بغضب تجيب بتلقائية..
-تقتل أيه …. أنا مش خايفة منك .. أنا مبحبش الأماكن الغريبة عني!!
ابتسم لها ثم دلف مغلقا الباب خلفهم .. يديرها إليه لتواجهه يتأمل ملامحها بهدوء قائلا:
-مش خايفة !! يعني بتحبيني !!
اتسعت عيناها تردد بتوتر وخجل …
-أيه ده انت بتلغبط الدنيا ليه … دي حاجة ودي حاجة.. أنا قصدي إن آآآ!!
لم يستمع إلى ماتبقي من تلك التراهات … بل هبط بشفتيه يُنهي مهمته بشغف واضح ثم قطع قُبلته بقبلات صغيرة متفرفة بجانب فمها وهو يهمس لها :
-هتجننيني يارنيم … مبقتش عارف ولا قادر أصبر أكتر من كده … !!
دفعها إلى الحائط خلفها برفق لتتأوه بألم خفيف ابتلع تأوهاتها بفمه يُقبلها بنهم جاذبا إياها لأحضانه ..أحاطت عنقه لتتسع رماديتيه من فعلتها لأول مرة معه … تمادى بقبلاته التي أصبح يوزعها على وجهها نازعا مشبك شعرها لتتخلل أصابعه خصلاتها الناعمة بحرية ويده الأخرى تجول جسدها تستكشف برقه بالغه ما حرمته عليه … ذهبت إلى عالمه الخاص بتلك اللمسات السحرية أغمضت عينيها تاركة نفسها له … ارتفعت يدها تعبث بخصلاته بخجل ليلصقها به محتضنا إياها يلتقط أنفاسه التي بعثرتها تلك الأنثى الفاتنة … يهمس بهدوء :
-مش عايزة تعرفي إحنا فين !!
هزت رأسها بالإيجاب بخجل واضح … ليضم شفتيه زافرا أنفاسه بعد أن نظر اليها ليرى هيئتها المبعثرة بسببه ليضم ظهرها إلى صدره محيطا خصرها بذراعيه يدفعها برفق أمامه لتستكشف معالم المكان بعينيها … وجدت أنه شبه فارغ … لكن حين فتح تلك الأبواب الالكترونية … اتضح لها أنها بمرسم !!!
اتسعت عيناها بذهول … أدواتها …. أقلامها …. رسوماتها التي لم تستطع الحصول عليها من بيتها …. تلك الرسومات التي طالما كانت الأقرب لقلبها … تلك الأدوات التي كانت تنتقيها بعناية…. لاحظت ألوان جديدة … باهظة الثمن … دارت بالمكان بأعين متسعة ترتفع ضحكاتها بذهول … تدور بين لوحاتها … وقف واضعا يده بجيبيه يتأملها بشغف واضح وهي تتنقل كالفراشة … تلك الضحكات التي روت قلبه العطش … تلك الابتسامة التي زينت ثغرها الوردي المُهلك …. ليقول لها بصوت واضح :
-في أدوات تاني جايه … بس أنا مقدرتش أستني .. حبيت تشوفي مرسمك الجديد وتشرفي على تغيراته بنفسك !!
اتسعت عيناها تقترب منه تتحدث بتلعثم واضح تقول :
-مر… مرسمي ..أنااااا …. ده بتاعي أنا !!
ابتسم لها مقتربا من المنضدة الصغيرة يُمسك تلك العقود بين يديه يقول وهو يلوح بها لها :
-المكان كله بتاعك يارنيم…. أنا عارف إن دي هوايتك من زمان !!

 

 

اتسعت عيناها تقول له وقد عادت ضحكاتها تملأ الغرفة تحاول تجميع كلماتها وهي تهتف بحماس بالغ :
-أنا بقالي كتير مرسمتش … جبت اللوحات دي إزاي … أنا كنت نسيتها …… أنا … اناااا مبسوطة أوي يااايهم … !!
ثم اندفعت إلى أحضانه تحيط عنقه بذراعيها و لأول مرة وضعت شفتيها على شفتيه تقبله برقة خجلة للغاية … وكادت أن تستقيم لكن هيهات تلك الفرص لا تأتيه كل لحظة …….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *