روايات

رواية لن أحررك الفصل الثامن 8 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك الفصل الثامن 8 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك البارت الثامن

رواية لن أحررك الجزء الثامن

لن أحررك
لن أحررك

رواية لن أحررك الحلقة الثامنة

 

لن احرركِ🦋
🦋البارت الثامن🦋
وضعت الطعام على سفرة وجلست بجانب
زوجها ، زفرت بيأس….. نظر لها أمجد زوجها
وسالها بهدوء…………
“لسه برضه تلفونها مقفول….. ”
وضعت الطعام في الطبق امام ابنها كريم وهي ترد عليه بقلق..
“من ساعة آخر مكالمة…. أنا قلقنه عليها أوي يامجد ”
ربت أمجد على يد زوجته وهو يبث لها الإطمئنان

 

قائلاً….
“أن شاء الله خير يادعاء…. أنا هكلم أمنيه صاحبتها
وهحاول أعرف منها أسم صاحبتها اللي قعدة عندها
دي وربك ييسر….. ”
سائلة دعاء بشك ……
“وتفتكر فعلاً كلام بسمة صح وهي قعدة عند واحده صاحبتها إحنا منعرفهاش …..”
“قصدك ان بسمة بتكدب …..”
ردت عليه بيقين….
“او مجبورة تكدب……”
نظرو لبعضهم بحيرة وشك….
……………………………………………………….
يجلس في المغطس بقلب الماء الدافئ وعقله
لا يتوقف عن التفكير بها….. كم هي عنيدة
وتمتلك شجاعة مفرطة…. ولا ينكر أن عينيها العسلية ذات لامعة الكهرمان تأسره دوماً
جميلة وعفوية والقدر ألقى بها عليه وهو يستغل
تلك الفرصة لتبقى بين بَراثِنهُ وتحت سطوته دوماً ….هل يستغلها لتبقى بقربه ام انهُ يخشى
على حياتها من الموت ، ولماذا هي ؟ لانها تشبها اسماء شقيقته في الشخصية ام ان ذات العيون العسلية لها سحر خاص على قلبٍ مُتبلَّد المشاعر كقلبه!……
زفر وهو ينهد من المغطس ليجفف جسده ومن ثم حاوط المنشفة على خصره المنحوت وهو يتمتم
بضيق….
“اطلعي من دماغي بقه يابسمة…..”
خرج من المرحاض وهو يجفف شعره بمنشفة آخرى
وزوبعات الأسئلة تلاحقه بإصرار…. أخرج ملابسه من
خزانة الملابس…… وهم بارتداها ولكن إعاقة رنين
الهاتف…….
ذهب ناحية المنضدة وانحنى قليلاً ليرى أسم المتصل….. (انجي)….
تمتم بحنق وهو يجعل الهاتف صامتاً…..
“انجي عايزه إيه……. مش ناقص صداع على
الصبح….”

 

بعد أن ارتدى ملابسه ومشط شعره…..مسك الهاتف مره آخرى واجرى أتصال…
تحدث جواد بعد ان فُتح الخط….
“كمان ساعتين هكون عندك ….لازم نتكلم في صفقة
اياها …”
رد عليه زهران عبر الهاتف باقتضاب…
“كويس أنك لسه فاكر الشغل آنا قولت المحامية
خلتك تنسى أهلك وشغلك ….. ”
جلس جواد على حافة الفراش وهو يرتدي ساعة
يده….ورد عليه بنزق
“ملوش لازمة آلكلام ده…. خلينا في شغل وسيب
موضوع بسمة على جمب….. ”
انفعل زهران من حديثه وصاح….
“يعني إيه أسيب موضوعها على جمب ..البت دي مش هيجي من وراها غير المشاكل ويمكن ننكشف كلنا لو بقت واحدة مننا ده مش بعيد تسلمنا للبوليس
باديها… اعقل ياجواد وسلمني البت دي وأنا هخلصك منها بطرقتي وهطلعك أنت من الليلة
دي كلها……اا… ”
قاطعة جواد بصوتٍ حزام…
“آنا قولتك قبل كده بسمة تخصني ومحدش يقدر
يأخد حاجه تخص جواد الغمري حتى لو كآن مين بالذي…. سمعتني يازهران بيه…… بسمة تخصني.. ”
أغلق الخط بعصبية وهو ينهال عليه بافظع الكلمات..
نزل على سلالم البيت استقبلته الخادمة ام إيمان وهي تقول بتهذيب…..
“الفطار جاهز ياساعت البيه تحب تفطر فين… ”
رد عليها جواد بهدوء…..
“حطي في اوضتي……. ”
أستغربت الخادمة قليلاً ولكن سُرعان ما ذهبت لتنفيذ أوامره …….
دلف الى الغرفة التي في دور الأرضي والتي تجلس بها بسمة من البارحة……
دلف بعد ان فتح الباب بالمفتاح…..تطلع عليها وجدها
تنام جالسه مكانها بعد ان افرغت شحنة غضبها في البكاء طوال الليل….

 

بدون ان ييقظها مال عليها وحملها على ذراعه…..
فتحت بسمة عينيها اثار تلك الحركة بعد ان شعرت
بحركة جسدها وبرائحة العطر الرجولي المحتله انفها….
“انت بتعمل إيه ….نزلني…..”
لم يرد عليها جواد بل اكمل صعوده الى غرفة
نومه…
زفرت باستياء وهي تحاول افلات جسدها من بين يديه ….
“انتَ إيه اطرش بقولك نزلني ….نزلني…”
“شششش…..اخـــرســي…..”
اتسعت عينيها من طريقته الفظه معها لترد عليه بصوتٍ عالٍ منفعل….
“لا مش هخرس نزلني بقولك انت مفكر نفسك اشترتني انــ…….”
قاطعها جواد بقلة صبر….
“ايوه اشتريتك اخرسي بقه وبطلي رغي….”
زاد عنادها وهي ترد عليه بازدراء….
“يعني إيه اشترتني انت مش طبيعي انت اكيد مجنون ……اااه….”
وجدت جسدها ألقى بقوة على الفراش الوثير
حدقت حولها لتجد نفسها في غرفة جواد….
نظرت له بقلق وبجسد يرتجف وقد خرج
صوتها بصعوبة….
“انتَ جايبني هنا ليه وعايز مني إيه…..”
جلس على مقعداً بعيد عنها نسبياً وهو ينظر لها باستنكار…..
“هكون عايز إيه يعني …..”
تشنج جسدها وقالت بسخط….
“انت بترد السؤال بسؤال….انا في اوضتك ليه…”
نظر جواد لها بخبث ومن ثم تحدث بلؤم….
“واحد جايب مراته في اوضة نومه قبل جوازهم بكام يوم هيكون جايبها ليه يعني اكيد عشان…”
قاطعته بحدة وهي تلوح بسبابة أصبعها بتحذير…

 

“إياك تكمل كلامك….. أنا مش مراتك ومستحيل تلمسني او تقرب مني….. ”
رد عليها بنبرة اشبه بالوحة ثلج….
“هو انتي فعلاً لسه مش مراتي بس هتكوني قريب اوي مراتي ام بنسبة لــ…..فانا مش جيبك اوضتي عشان كده…..”
انتصب في وقفته ووضع يده في جيبه بشموخ
ونظر لها قائلاً باختصار…
“انا جبتك عشان تفطري…. ”
فغرت بسمة شفتيها بعدم استيعاب….
“هـــا…..”
طرق الباب في هذا الوقت….نظر له بخبث وهو يشير
باصابعه ناحية باب الغرفة المغلق….
“الفطار وصل…….. ياحرمي المصون……”
اشاحت بوجهها عن عينه وهي تزفر بغضب
فقلبها يخفق بقوة من بداية فتح عيونها على وجهه
الرجولي وجسده الصلب الذي كانت بين يداه
كاريشة منذ لحظات فقط ، والابله كان بداخلها
يخفق بقوة بعد حديثه عن الزواج منها
وطريقة تملكه لها….. ماذ يحدث لها متخبطت
المشاعر وقلبها سيجذبها ناحية الهاوية وليست
أي هاوية !…..
فتح جواد باب الغرفة وأخذ صنية الإفطار من يد الخادمة مغلق ألباب خلفه…. وضع الطعام على طاولة صغيرة وهو يقول بفتور….
“الفطار وصل ياريت تفطري كويس عشان ا…. ”
“آنا مش جعانه ومش عايزه أكل…. وبطل طريقتك دي ….. ”

 

قطب جواد جبينه وهو يسألها بعدم فهم…..
“مآلها طرقتي دي ….. ”
زفرت وهي تبعد عينيها عنه بضيق….
“آنا هنا ليه ؟ ، إمبارح حبستني في اوضة الكركيب بتاعتك… والصبح جيبني على اوضتك ممكن أفهم إيه آللي اتغير… ”
أجابها بمنتهى الثبات ولكن بداخله ذبذبة
صعب السيطرة عليها…..
“أتغير حاجات كتير….. اول حاجه إمبارح كُنت بعاقبك على جنانك وستهتارك بحياتك … انهاردة انتي في اوضتي عشان خلص وقت العقاب
وكمان….. كلها كام يوم وهاتبقي مراتي ومينفعش مراتي تبات في واضة….كركيب …. “رمقه له بسخط…
نظرت له بدهشة لتقول بتشنج….
“بلاش كلمة مراتي دي عشان دي استحاله تحصل
وبعدين انا مش فاهمه حاجه من كل الكلام
ده…… “حدجت به بشك…..
انحنى عليها وحل تلك الأسوار الحديدي من حول يديها وهو يرد عليها ببرود…..
“مش لازم تفهمي… اسمعي آلكلام وبس علشان دي الأصول ياحرم جواد الغمري ….. ”
ارتبك جسدها من قربه وأنفاسه التي تغمر وجهها
بلعت ريقها بتوتر وهي تتلعثم بحنق….
“طب أبعد شوية ا… انت لزق أوي فيه و…. ”
كآن كل تركيزه مصوب على الأسوار الحديدي ولكن عقب جملتها المتلعثمة رفع عينيه نحوها ليجد
وجهها يكسوه الاحمرار وصدرها يعلو ويهبط بطريقة ملحوظة…. رفع حاجبه وهو يسألها بمكر…..
“مالك أنتي سخنة…… “وضع كف يده على جبهتها
المتعرقة لتتقابل العيون للحظات يغرق هو في تلك
البرقة العسلية الامعة…. وتدقق هي في عيناه الباردة والمخيفة كما تظن….. تنفست بصوت مسموع
محاولة السيطرة على توترها وذاك الخجل

 

الواضح عليها ….
“جواد….. لو سمحت……”
مزال يحدج بها بتمعن وبعيون ثاقبة رد بصوت أجش…
“عايزه إيه…… يابسمة….. ”
ازدادت نبضات قلبها بعد سؤاله وشعرت برجفت جسدها في قربة الطاغي عليها…. صوب جواد عينيه على شفتيها المرتعشة والتي تتكأ باسنانها عليها بين الحين والآخر بتوتر ملحوظ… للحظة كأن سيتهور ويقبلها ولكن…..
وضعت بسمة كف يدها على صدره وخرج صوتها بصعوبة من تلك الحالة المثيرة بالضعف لكليهما….
“أبعد ياجواد ……مينفعش كده……”
أبتعد عقب جملتها ولمست يديها عليها كانت كالصاعقة التي جعلته يعود لرشده……
حك بسبابته أنفه وانتصب في وقفته قائلاً
بحرج….
“تقدري تقومي دلوقتي تفطري وتاخدي شور لو عايزه…. آنا عندي مشوار مهم واول ما رجع هانتكلم
في موضوع الورق آللي معاكي و…… ”
نظر لها لعلها ترد ولكن وجدها تثبت عينيها في ركن
ما وتكتفي بايماءة بسيطة….. عض جواد على شفته
فهو يعلم ما تفكر به أن لم تمنع بسمة قربه كآن سيتمادى معها مؤكداً فهي تستفز رجولته بدون ان تلاحظ هذا ، وتلك أكثر الأشياء انجذابٍ لها…..
خرج وتركها ، تنفست الصعداء بعد خروجه ووضعت وجهها بين راحتي يداها وهي تمتم بضيق من
نفسها…..
“لازم أهرب من هنآ….. أنا مش عارفه إيه آللي بيحصلي وأنا معاه وليه الضعف ده كله…. أوف
لازم الحق نفسي قبل ما ضيع في المكان ده
معاه…… ”
…………………………………………………………….
في مكان ما يسمى بالملهى مكان صاخب الأصوات
خافض الإضاءة بطريقة تثير أصحاب الاجساد
المترنحة من كثرة شراب الخمر والفتيات العاريات
في كل مكان يقع عليه بصرك ….
على ((البار ))كانت تجلس وتشرب الخمرة بكثرة فمعذب آلقلب يتركها تلتوي بنار آلبعد عنها….

 

جلس رامى بجانبها وهو يبتسم ساخراً…
“إيه حبيب آلقلب لسه مش راضي يعبرك…. ”
وضعت الكاس مرة واحدة على فمها وانزلته فارغاً وهي ترد عليه بتهكم…..
“بقولك إيه يارامي أبعد عني الساعة دي لحسان آنا اللي فيا مكفيني…. ”
“يابت فكك منه ده جوكر مش بيفرق معاه حد ولا عند قلب يحب….. ”
قالت انجي هازئه به….
“لا وانت ماشاء الله قلبك شبه البسكوته بيدوب في الحب….. ”
تنهد رامي بحزن وهو يرد عليها بصدق….
“ايو بحب…. بس واحده أنضف من أنها تفكر في واحد زيي….. ”
“مين البت المحامية اللي حكيتلي قبل
كده عنها… ”
رد عليها بعد تنهيدة مكر……
“هي في غير بسمة اللي شغلاني …… يلا مليش نصيب فيها….. ”
علقت على حديثه بسخط….
“ملكش نصيب ولا خايف من أبوك….. ”
قال رامي بنزق…..
“الاتنين ماهو آنا مش قد حرماني من فلوس عزيز التهامي…… وبعدين مانا طلبت منها نتجوز عرفي هي اللي رفضت….. ”
أطلقت انجي ضحكة استخفاف عقب أنتهاء
حديثه ……
“قصدك طردتك…. بلاش تحور عليا يارامي البت من أول يوم وهي مش طيقه تشوف وشك وأنت اللي مصمم تجرب النضيف بزيادة يعني مش حب دي للعبة كان نفسك تلعب بيها شوية وتسبها…. ”
رفع حاجبية بسخط وهو يرد عليها باستفزاز…
“لا برافو عليكي يانجي فاهمة دماغي أوي….. والغريبة أننا فاهمين بعض…. أنا كنت حابب أجرب

 

النضيف وأنتي بتحاولي توقعي الجوكر في حبك
عشان تضمني فلوس الغمري واسمه….. ”
توترت قليلاً وهي تبعد عينيها عن مرمى عينه الخبيثة…….
“إيه آلكلام اللي بتقول ده…. أنت سكرت ولا إيه… ”
انتصب في جلسته مربت على كتفها وهو ينهض…. قائلاً بتشدق
“متخفيش ياجيجي سرك كبير…. مصير مصالحنا
تبقى واحدة بعد متبقي مرات الجوكر…..شاو ياجيجي هانم……. ”
ذهب من امامها وهو يدندن باستمتاع…..
………………………………………………………..
دلف جواد الى مقر شركة ((الغمري))بطلته المعتادة
وهالة شخصيته الطاغية على اي مكان يولج إليه….
نهضت السكرتيرة الخاصة به صوب دخوله عليها
ابتسمت بعملية قائلة بتهذيب…..
“حمدالله على سلامة ياجواد بيه…. تحب أحضر
اورق صفقة الشناوي بيه لحضرتك…. ”
رد بايجاز خشن….
“حضري اي ورق اتاجل الفترة اللي فاتت وهاتيهم على مكتبي بسرعة ….. ”
اومات له وهي تهم بتحضير بعض الاورق آلمهم ….
بعد مدة كآن منهمِك بين الأوراق المتراكمه عليه……
دخل زهران عليه المكتب بوجه مكفهر وهو يصيح
بانفعال…….
“اتاخرت ليه عليه ياجواد مش متفق معايا ان إحنا
هنتكلم في صفقه إياها …. ”
رد جواد وعيناه على الأوراق بتركيز…
“كنت هخلص الاورق اللي في أيدي وجيلك…. تشرب إيه…. ”
جلس زهران على مقعد مقابل له ووضع قدم على آخره قائلاً بضجر…. “البت فين……. روحتها… ”
سأله جواد وعيناه لم تفارق الملف الذي
بين يده “بت مين….. ”
“المحامية….. اللي ا… ”
قاطعة جواد بنبرة تحذير ، وعيناه تحدج به بتهديد….
“زهران بيه… أنا جاي اقبلك عشان أتكلم في الشغل
الشغل وبس اي حاجه تانيه لا…… ”
قوس زهران فمه بإمتعاض من طريقة حديث جواد معه والتي كل يوم تتزايد وقاحة وعدم إحترام……

 

غير مجرى الحديث بتافف…..
“أنت لسه مصمم تخرج السلاح في عربيات
الشركة…. ”
رد عليه بتأكيد بارد….
“ااه إحنا متفقين آنا وانت قبل كده على كل حاجه
إيه اللي جد…. ”
تردد زهران وهو يسأله
“افرض الحكومة ما….. ”
طرق بالقلم على سطح المكتب وقال باعين ثاقبة..
“سيب آلموضوع كله عليا أنت ليك السلاح يتسلم
والحكومة متقطعش عليك….وكل حاجة هتمشي
زي مانا عايز….. ”
نهض زهران عن مقعده وقال بايجاز….
“تمام….. هتروح على الفيلا ، ولا هاتختفي
تاني ….”
انتصب جواد في جلسته ورجع بظهره للوراء
قائلاً بثبات….
“في شوية ترتيبات كده هاخلصها وهرجع الفيلا قريب…… ”
“ترتيبات إيه…… “حدج زهران به بتمعن فضولي…
” هاتعرف قريب اوي عشان الترتيبات دي مش هاتكمل غير بوجود العيلة كلها …..”
نظر له زهران بتوجس ….
“ناوي على إيه ياجواد…..”
“كل خير…..كل خير…..يا…. ياعمي ”
…………………………………………………………..
“انتَ متأكد من المعلومات دي يا أسر…. ”
تحدث اللواء مدحت وهو يدلف الى مكتبه…
رد أسر عليه بجدية….
“الإخبارية بتقول كده والمكالمة فيها كل المعلومات
اللي محتاجينها عن الشُحنة…. فاضل نقبض عليهم متلبسين ”
“خلاص يأسر هطلع معاك قوات مسلحة والمهمة هتكون في سرية تامه وأن شاء الله الإخبارية تُصدق
ونمسك الغمري ورجالته المرادي….. ”
نهض أسر و أدى الحركة العسكرية وهو يقول بخشونة…
“تمام يافندم …هبلغ الرجالة بمعاد العملية وأن شاء
الله نمسك المجرمين متلبسين….. ”
“ربنا معاكم…… ”
………………………………………………………
حدقت في نفسها عبر المرآة بتوتر ورهبة من
ماتفعله ولكن طمئنة قلبها بأن جواد ليس في آلبيت
وسيكون سهل هروبها الآن فقد حل الظلام الدامس وأصبحت الأجواء اكثر هدوءٍ …..
حملت حقيبة يدها الصغيرة التي كانت معها من بداية خروجها من المشفى…..
تنهدت بارتباك وهي تنظر لصورتها المعاكسة
في المرآة حاولت ان تهدأ من روعها قليلا…..
“أهدي يابسمة أن شاء الله هتعرفي تهربي من هنا
ان شاء الله هتتحرري من السجن ده المقرف ده……اجمدي يابسمة هتعرفي تهربي….. وتبلغي
عنهم كمان…. ”
قلبها يتمتع بروح المغامرة ، شرسة الشخصية متهوره وعصبية ولكن هي انثى تحمل الضعف والخوف ولن
تنكر أن تلك المشاعر تذبذ قرارها الآن.. ولكن لا وقت للرجوع عن هذا……
أغلقت باب الغرفة خلفها ببطء حتى لا يصدر ضجيج
نزلت ببطء على درج السلالم وهي تلتفت حولها بتوجس……
فتحت باب البيت الكبير وخرجت منه واغلقته بخفوت…..
سارت بخطى شبه سريعة ، وقلبها ينبض بخوف
وجسدها يرتجف برهبه من خروجها بمفردها في تلك المنطقة الشبه منقطعة……
أثناء سيرها نظرت خلفها بتراقب وارتياب خوفاً من ان يراها احد وهي تركض هكذا لكن اصطدمت بشيءً صلب جعلها تتوقف وتنظر امامها وليتها لم تفعل
توسعت عينيها بزعر وهي تراه امامها…..
“على فين يابسمة….. ”
قال جواد جملته وهو يحدج بها بعيون ثاقبة ارعبته
بلعت ريقها بصعوبة وتلعثمت وهي ترجع للخلف ببطء وزعر حقيقي…….
“جــ……جــواد…..انا…كـُـنــ….”
فقدت الوعي سريعاً تلقى جسدها بين يداه قبل ان تقع على الارض ونادى باسمها بقلق واضح….
“بــســمـــه…..بــســمـــه……ردي عليا….”
حملها على ذرعها وهو يتجه بها نحو البيت….
بعد دقائق……
فتحت عينيها العسلية ببطء ووضعت يدها على جانب رأسها قائلة بتعب….
“آآآآه….. رأسي…… آآه…. أنا فين…. ”

 

 

جلس جواد بجانبها على حافة الفراش قائلاً
بهدوء يخفي به قلقه عليها…..
“أنتي بقيتي كويسه دلوقتي…. حسى بحاجه….. ”
عدلت جلستها وهي تحاول إبعاد عيناها بحرج عن عينا جواد المحدقه بها …..
“ليه عملتي كده….. ”
عضت على شفتيها وهي ترد عليه بحنق…
“أنت اللي اضطرتني لو كنت سبتني أمشي إمبارح
مكونتش هفكر أهرب النهاردة…. ”
“أنتي ليه مش قدره تقدري خوفي عليكي… ”
تحدث جواد بسرعة وبدون تفكير جعلها ترمقه
بغرابة….
نهض بغضب زائف وهو يوليها ظهره….
“آنا قصدي إنك لازم تخافي على نفسك اكتر من كده
وكمان لازم تخافي على أختك وجوزها وابنهم هما كمان ممكن يتأذو بسبب استهتارك ده…. ”
قالت بسمة بحزن وجزع….
“أنت اللي مش قادر تفهم أن صعب عليا أني ابقى معاك في مكان واحد صعب أني أسكت بعد كل
آللي عرفته…..”
اخرج جواد سجارة من جيب بنطالة واشعالها وهو مزال يخفي وجهه عن مرمى عينيها……
“لازم تسكتي يابسمة لان ده الاحسن ليكي ولاهلك لازم تسكتي وتنسي ….. ”
لم ترد عليه بل عقدة ساعديها امام صدرها وهي تنظر أمامها بعدم اقتناع فهي يجب ان تصمت
خوفاً على عائلتها الصغيرة التي
يركض خلفهم الخطر بدون ان يدركون ذلك….
حسمت أمرها وهي تتنهد بجزع….
“آنا تعبت….. قولي عايزني اعمل إيه وهعمله عشان اطلع آنا واهلي من اللعبه ديه…. ”
جلس على الكرسي الوثير ورجع بظهره للخلف وهو ينفث سجارته قائلاً بثبات…..
“الحل آلوحيد أننا نتجوز فترة قصيرة كام شهر بس على آلورق…. هنبعد عنك آلعين وقتها.. وهيوصل
لكل أنك بقيتي مراتي ومن عيلة الغمري يعني مش هيبقى في من ناحيتك خوف….. بعدها بمدة هطلقك هنقول أننا مش متفقين فانفصلنا وخلاص تنتهي كل حاجه بعد كده ، ترجعي انتي حياتك عادي وأنا
كمان وكأننا متقبلناش….. ”
“يعني مفيش حل تاني غير الجواز….. ”
رد عليها بحزم….

 

“مفيش غيره والقرار بايدك يتوفقي وتستحملي الكام شهر دول…. يا تقومي دلوقتي ووصلك على بيت أختك…. بس لو حصل ليهم أي حاجه أنا مش مسؤول…… ”
نظر لها قليلاً ليرى تاثير حديثه عليها وصراع الجلي
على وجهها الشاحب…..
أغمض عيناه بتعب وتمتم داخله بضيق من النصيب الذي جمعهم معاً…..
“ياريت في حل تاني غير الجواز….. للأسف ده الحل
آلوحيد اللي هايبعدهم عنك يابسمة.. ”
آفاقا من حيرته على صوتها المتردد…..
“آنا موفقه طالما جوازي منك هيكون كام شهر بس ………. ”
أبتسم جواد أبتسامة مجاملة وهو يرد عليها بثبات
“تمام….. يبقى لازم تنامي دلوقتي عشان بكره هرجعك على بيت أختك….. ”
اتسعت مقلتيها وهي تسأله بعدم فهم….
“بيت أختي طب و…… ”
حمل سترته من على المقعد وهو يرد عليها بتوضيح اكثر …
“لازم تروحي بكرة….. وتكلمي أختك وجوزها في موضوع جوازي منك….. وبعدين هجيب أهلي وأجي
اتقدملك رسمي لازم كل حاجه تمشي بشكل طبيعي
قدام اهلك واهلي….. عشان محدش يحس بحاجه فهمتيني يابسمة….. ”
اومات له باقتضاب…. خرج من الغرفة تاركها اليوم تنام بها…. أغمضت عينيها عقب خروجه لتنزل العبرات الحزينة بدون تردد ….فقد دُمرت أحلامها الوردية
والزيجة التي كانت دوماً تحلم بها مع شخص خلوق

 

ذات شهامة وشجاعة وهالة رجولية تحتويها وتسيطر على جنونها وتهورها !، كانت تتمنى شخص لم يدنس يديه بدماء الابرياء…… تبخر الحلم مع رجل عكس كل الصفات التي تمنتها من يوم ان كانت مُراهقة صغيرة تبخرت بسبب تلك الأوراق وتبخر الأمان داخلها بعد أن أصبحت تحت سطوة ((جواد الغمري….))
“يارب لو كآن كل اللي بيحصل ده خير نور بصيرتي
بالخير ده…. وإن كآن شر نور بصيرتي ليه وأبعده عني يارب…. يارب….. يارب…. “ظلت تنتحب بشدة وتدعو ربها بالحاح….
نهضت بعدْ مدة لتقضيت فرض الفجر ولم تتوقف عن الدعاء لتيسير أمرها وحياتها التي دُمرت بسبب ذلك
الجواد ورجاله……. يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *