روايات

رواية موهبة الطفل الفصل الثالث 3 بقلم محمد عبد القوي

رواية موهبة الطفل الفصل الثالث 3 بقلم محمد عبد القوي

رواية موهبة الطفل البارت الثالث

رواية موهبة الطفل الجزء الثالث

موهبة الطفل

رواية موهبة الطفل الحلقة الثالثة

أنا مش عارفه ايه الي بيحصلي ده! وبيحصل ليه، روحت الشغل تاني يوم، عيني مبتتشلش من على عمر وجسمي بدأ يترعش لما قرب مني وهمس ” مش قولتلك متدخليش الحمام! ” اترعبت، هو عرف ازاي؟! أنا بقيت أخاف منه، وحاسه إني بكرهه، اتعصبت عليه وقولتله ” أنت عرفت كل الحجات دي ازاي؟! الرسمة والحمام “، همس أكتر وهو بيقول ” منا سمعتهم وهم بيقولوا “، قولتله ” هم مين؟! وبيعملوا كده ليه؟! ” قالي ” أصلهم مش بيحبوكي، بس متخافيش ” خلاص مبقتش مستحملة، قومت.. سيبت المدرسة وروحت، الساعة بقت ١١ بليل، عمالة أفكر في موضوع المدرسة وقررت إني هسيبها، فضلت اتصل على مديرة المدرسة بس مكنتش بترد، بس جاتلي مكالمة غريبة، كانت دارين، كانت بتصوت..
– مالك يا دارين يا حبيبي؟! اهدي..
= الحقيني يا أبلة سلمى.. عمر، عمر هي..
– عمر هيعمل ايه؟! أنتي فين يا دارين؟!
= أنا في المدرسة، في الفصل، روحت أنا وهو و..الحقيني..

مش عارفه ايه الي وداها المدرسة دلوقتي! هى اه ساكنة قدامها بالظبط زي ما قالتلي بس راحت ليه؟! صوتها وجعلي قلبي، كانت بتصرخ، أنا قولت عمر ده مستحيل يكون طبيعي، لبست ونزلت ع المدرسة، أول ما دخلت دورت على عم محروس الفراش، ملقتوش، و المدرسة كانت فاضية وضالمة تماماً ماعدا شوية المكاتب، مشيت ناحية الفصل، أول مبقيت قدامه لقيت الموبايل بيرن، كانت المديرة، سألتني كنت بتصل بيها ليه، مرضتش أجراها سيرة عن الموضوع، قولت أحله مع نفسي، غير إني مش فاهمة حاجة، بس قولتلها إني عايزه أسيب الشغل، فسألتني عن السبب، قولتلها أنا معنديش مشكلة مع الأطفال كلهم، مشكلتي مع عمر ومش هعرف أتعامل معاه، لقيتها بتقولي حاجة شلتني في مكاني..
– أطفال ايه يا أستاذة سلمى؟! احنا عينا حضرتك عشان تهتمي بموهبة الرسم الي عند الطفل عمر والي محتاج معامله خاصة عشان مصاب بالتوحد، لكن الفصل مفهوش أطفال غير.. عمر.

ايه! ملحقتش استوعب كلامهما، لإن في جزء من الثانية حسيت بحاجة بتشدني جوه الفصل والباب اترزع، حاسه إن أغمى عليا من الخضة، بس صحيت على صوت.. صوت جرس مدرسة، قومت لقيتني في الفصل، كان شكله متغير شوية، لأ كتير، وكان في طلبة قاعدين، ايوه دول الطلبة بتوعي! كان في مدرس قاعد قدامهم، ملامحه حادة، بصيت ع التاريخ اتصدمت، كان 1984! ازاي؟! لقيت المدرس وقف وقلهم حاجة غريبة، ” عايز كل واحد فيكوا يتخيل صاحبه الي جنبه بيموت بطريقة ويرسمها، الطلاب رسموا وهم مستغربين، بعديها جمع الرسومات وقعد يتفرج، وفجأة قفل باب الفصل بقفل كان معاه.
فتح الشنطة السمسونايت الي جنبه، والي كانت مليانة أسلحة وأدوات غريبة، وفجأة عمل حاجة غريبة ومرعبة! ضرب كريم بالسكينة في رقبته! جسمي اتنفض من المنظر، والأطفال فضلوا يصرخوا، كان بيطبق الي كان في الرسومات، بدء يخنق في كمال لحد ما أنفاسه اتقطعت، كان بيضحك زي المجنون، عمال يقتل في الأطفال، قعد يشرح أدهم بأداة حادة في وشه لحد ما خفى ملامحه تماماً، كان في حد عمال يخبط على باب الفصل من بره، أكيد سمعوا صرخات الأطفال من بره، و أخر واحدة كانت دارين.. الي رماها من الشباك.

بدء يبص حواليه كإنه مش مدرك الي عمله، بدء يعيط، و يصرخ، الرزع الي ع الباب رعبه، مسك حبل.. وربطه في السقف قبل ما يخنق نفسه ويموت.
المشاهد اختفت، وفجأة الضلمة طغت ع المكان مرة تانية، ايه الي أنا شوفته ده؟! أنا مش فاهمه حاجة! سمعت صوت خطوات من ورايا، لفيت، فتحت الكشاف، سلطه قدامي بس مشوفتش حاجة، سمعت صوت تاني من ورايا، صوت.. خبط سنان! لفيت لقيت وش مرعب، عينه بيضة وفي.. وفي سكينة في رقبته، كريم! اتشليت في مكاني قبل ما يشيل السكينة من رقبته بطريقة مرعبة، وبعدين حركها ناحيتي كإنه بيحاول يضربني. رجعت لورا بسرعة، قبل ما أحس بحد ورايا ع الأرض، اتكعبلت ووقعت على ضهري قبل ما اسمع صوت ضحك كتير، ومرعب.

الموبايل وقع ع الأرض ونوره ضرب في السقف، سمعت صوت عياط على شمالي، بصيت، لقيت وش متشرح، نفس الوش الي شوفته في الحمام، أدهم! صرخت من الخضة ورجعت لورا، أنا ليه بيحصل معايا؟! يارب.. يارب، فضلت أرجع وأنا قاعدة ع الأرض، لحد ما سمعت صوت رزعة جامدة، جنبي بالظبط، بصيت لقيت جثة جنبي، وشها في الأرض، قبل ما ترفعه وتبص ناحيتي، كانت دارين، بس في شق كبير في رأسها ووشها، وعينها مرعبة زيهم، خلاص مبقتش مستحملة، أنا حرفيا بموت. سمعت صوت شهقة مرعبة على يميني، بصيت، لقيت وش ازرق، منفوخ، ومرعب، كمال. ومن غير ما الحق أعمل أي رد فعل لقيته مسك في رقبتي.

مكنتش عارفه أخد نفسي، أيده بارده، وقوية، غير المشهد المرعب الي ظهر قدامي، كلهم.. بأشكالهم المرعبة بيقربوا ناحيتي، في الي بيمشي وفي الي بيزحف زي التعابين، مش قادرة أخد نفسي، قلبي هيقف من الرعب، يارب.. يارب، الرؤية بدأت تنعدم و.. سمعت صوت خطوات جري جاية من بره، وفجأة شوفت الرعب ظهر في عينيهم، وقعدوا يهمسوا لبعض، قبل ما يطلعوا يجروا كلهم ويختفوا مره واحدة، الباب اتفتح والنور نور، وشوفته قدام الباب.. كان عمر، كان عامل زي الملايكة.
حسيت إني هيغمى عليا، لقيته جري ناحيتي، وقعد جنبي..
= أبلة سلمى انتي كويسة؟!
– أنت كنت قادر تشوفهم زيي؟!
= ايوه.
– يعني لما كنت بتحذرني وتقولي سمعتهم كانوا..
حرك راسه وهو بيأكد كلامي.
– طب ليه كانوا عايزين يعملوا كده؟!
= بينتقموا.

بدأ يحكيلي الأحداث الي شوفتها ويقولي إن مدرس الرسم ده كان عنده اضطراب هوية تفارقي، والي كان بيمتلك شخصين جواه، ولما فاق من الي عمله قرر ينتحر، المدرسة اتقفلت فترة وبعدين فتحت تاني.
– عملت كده ازاي يا عمر؟!
= أصلهم بيخافوا مني، قولتلك متخافيش، بس عندي الحل الي هيخليهم يختفوا تماماً.
– ازاي؟!
ابتسم وفضل ماشي معايا لحد ما وصلني عند باب الفصل، بعد ما مشيت معاه لحد اخر الطرقة، قالي..
– أبلة سلمى.. شكراً على كل حاجة.
وبعدين راح ناحية الفصل، جه أسئلة كتير في دماغي، هو ازاي عرف الأحداث دي؟! وعرف ازاي إن الراجل ده كان عنده مشكلة؟! وليه بيخافوا منه زي ما بيقول؟! لف وبصلي وبعدين قال..
– و.. على فكرة الراجل ده كان.. جدي.

شوفت من وسط الضلمة الي وراه عيون كتير مرعبة، كإنهم خايفين يقربوا منه، لقيت دارين بشكلها المرعب خرجت من وسطهم، كنت هجري ناحية عمر، حرك راسه كإنه بيمنعني أعمل كده، وبعدين بص ناحيتها، الرعب ظهر في عينيها ورجعت خطوتين لورا، عمر ابتسم، ملامحها الحادة بدأت تختفي و شكلها اتحول.. لدراين الجميلة الي أعرفها قبل ما تمد لعمر ايديها، ويدخل معاها الأوضة، والباب يتقفل وراه.

روحت وأنا مرعوبة، مش مصدقه الي حصل، ولحد ما دخلت بيتنا كنت فاكره إنها كلها تهيؤات، لحد ما عرفت إنهم تاني يوم لقوا عمر مشنوق بحبل في نص الفصل، قلبي وجعني، معرفتش هو عمل كده ليه؟! يمكن موت فرد من نسل الشخص الي عمل فيهم كده ممكن يهدي من غضبهم؟! بيضحي بنفسه عشان يمنع استمرارهم في الي بيعملوه ويريحهم تماماً؟! مكنتش فاهمه الحقيقة، بس هو فعلاً كل الأحداث دي وقفت، وبالذات بعد ما سيبت المدرسة تماماً.
الي وجع قلبي إني عرفت إن يوم النور لما قطع عليا وأنا لوحدي، الطفل الي كان شايل مع ماما الحاجة وشكرته كان عمر، وده غالباً السبب الي خلاهم يختفوا، ويوم ما حد خبط ساعة موضوع الحمام إياد قالي إنه نفس الطفل الي قابلهم وشال معاهم الحاجة، كان رايح بحجة إنه بقى صاحبه وجي يسلم عليه، كان طفل غريب.. والموهبة الي عنده كانت أكبر من كونها نتاج توحد، لإنه كان بيشوف حاجات محدش كان بيقدر يشوفها، مش قادرة أفهم ليه كان بيعمل كل ده معايا؟! كنت بقالي كتير مانمتش بعد الأحداث دي، كنت خايفة.. بس حسيت إني سمعت صوت همس..
– متخافيش يا أبلة سلمى.
افتكرت ابتسامته البريئة ونمت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *