روايات

رواية قصر فهمي الفصل الأول 1 بقلم أحمد سمير حسن

رواية قصر فهمي الفصل الأول 1 بقلم أحمد سمير حسن

رواية قصر فهمي البارت الأول

رواية قصر فهمي الجزء الأول

قصر فهمي

رواية قصر فهمي الحلقة الأولى

فتح محمود زعتر عيناه ليجد زوجته نسمة تنظر له وتبتسم وتقول له:
– النهارده الحد، هتنفذ وعدك ليا ولا هتنسى زي كل مرة!
تأفف محمود وقال وهو ينهض من على سريره:
= أنا مش عارف بصراحة ايه لازمة الروايات إللي بتقريها دي! خليتيني اقفل محل الحواوشي وافتح مكتبة روايات وقولنا ماشي .. مش بتبيع وقولنا ماشي .. لكن طول اليوم بتقري ومشفتكيش حتى عملتيلي حركة رومانسية .. أمال بتقري ايه!
– يا حبيبي بُص أولًا إنت في المطرية يعني القراء قليلين .. فا البوك ستور هياخد وقته وهيبقى في ناس بتشتري منك دايمًا .. إنما بالنسبة للروايات بقى .. فأنا بقرأ روايات جريمة .. مش رومانسية
= جريمة .. لا كده الطيب احسن بقى .. قوليلي كنتي عايزه روايات ايه اجيبهالك من وسط البلد؟
– عايزه روايات لأغاثا كريستي ولو لقيت مغامرات أرسين لوبين هاتهملي، بس وعد مش زي كل مره وتقولي نسيت
= يا نسمة ما أنا بتسكف اقول اسماءهم دول .. بيبقى شكلي أهبل أوي!
– هكتبهملك .. معلش بقى عشان خاطري

= حاضر .. تليفوني معاكي؟
جلبته واعطته إياه وقالت:
– أهوه معلش كنت بتصور
= قولتلك 100 مره لما تفتحي الكاميرا بعد كده بعد ما تخلصي تلغي الفلاش والصوت تاني
– طيب يا سيدي متزعقش .. مع إني مش فاهمه ليه .. بس حاضر
لم يُعدل محمود مع إعدادات الكاميرا ووضع الهاتف بجانبه .. ونهض كي يبحث عن شيء ليأكله
بعد ساعة ونصف من حواره مع زوجته فتح محمود المحل المُستأجر والذي يعرض فيه أحدث الروايات التي تُخبره زوجته بأنها من أكثر الروايات شهرة وأن بيعها سيتم سريعًا
على الرغم من إن بيع نُسختين من أي رواية تجعله راضيًا عن مبيعات اليوم لأن المكتبات تأخد ما يصل لـ 55% من ثمن الروايات إلا أنه غير راضٍ تمامًا عن فكرة فتح مكتبة في منطقة مثل المطرية
أولًا لأن القراء قليلون جدًا والسبب الثاني هو أن (أولاد الجزمة) لن يتركوه في حاله
بمجرد أن يروه في مكتبته حتى تنهال عليه السخرية

اخرج محمود (ستاند) الكتب واخرج اللافته الدعائية للمكتبة وعليها عنوانها (زعتر بوك ستور – إدارة محمود زعتر)
بعد أن أخرج محمود الكتب جلس في الشمس، وقام برش الماء في الشارع
حتى أصبح يصعب المشي فيه ..
الكثير من الجيران يتعجب من هذه الحركة التي يفعلها محمود كل يوم
ولكن ما إن تجلس لتراقبه قليلًا حتى ستعرف السبب
يجلس محمود على كُرسيه في الشمس
ويُخرج هاتفه ويقوم بتشغيل الكاميرا الخلفية .. ليصور مؤخرات النساء
يحاول أن يُزيد من كم الماء المُلقى على الأرض
حتى تضطر النساء والفتيات الفاتنات لرفع العباءة فتظهر أقدامهن
رُبما هو ليس شهواني .. ولكنه لديه عادة غريبة وهي مراقبة النساء .. والتلصص عليهن
هذا يُشعره بالانتصار ..

إذا مررت من أمام محمود وهو في هذه الحالة
ستجده في غاية تركيزه .. وكأنه يقوم بتجربة في معمل للعلوم!
وهذا يجعله يرتبك جدًا عِندما يُلقي عليه أحدهم التحية
فالبعض يُناديه:
– ايه يا محمووود أنت لسه مخلصتش دروسك!
فيُجيبه محمود بصوتٍ مُنخفض:
– أبو تقل دم أمك!
وبعد ساعتين تقريبًا من عدم بيع أي شيء
وبعد أن تقل حركة النساء في شارع قصر فهمي، يُغلق محمود المكتبة ويذهب إلى وسط البلد ليجلب الروايات التي أخبرته زوجته (نسمة) بأنها سُتابع بسرعة كبيرة في المكتبة
وسيجلب أيضًا الروايات التي تُحب قراءتها:
– اغا .. اغاثا كريستين! (أغاثا كريستي) .. مش عارف والله ايه إللي نسمة بتقراه ده .. هو الواحد ناقص لبخه!
بعد ساعة تقريبًا من البحث والتنقيب على الروايات جمع كُل ما أراده وعاد مره أخرى إلى (المطرية)
ذهب إلى المكتبة أولًا ووضع فيها الروايات ماعدا روايات نسمة

وأغلق المكتبة مره أخرى وحمل روايات نسمة في يده بدون أي حقائب
ما إن أدار ظهره إلى المكتبة حتى وجد أمامه (زُهير) وهو بائع المُخدرات الشهير في هذا المكان
هرول خلفه وقال له:
– زُهير كنت عايز حتة حشيش بخمسين .. وهدفعلك بُكره
= زُهير يعني النظام .. للدفع أولًا اضغط رقم واحد .. لو مش هتدفع يبقى تبعد عن وشي
– والله ما معايا بس وعد هديهملك بكره والله .. أنا عمري ما اتأخرت عليك
ابتسم (زُهير) ونظر إلى محمود للمرة الاولى منذ بدأ الحديث
ودفعه دفعة قوية أسقطته وأسقطت جميع الروايات من يده
قال زُهير:
– خلص مُذاكرة الأول يا بابا وابقى تعاله خُد الحشيش .. ولا ابقى ابعتلي ولي أمرك يحاسبني
قالها وهو يضحك ضحكات سخيفة أضحكت جميع المارة خوفًا وتبجيلًا له
بعد أن رأى محمود نظرات النساء له

جن جنونه ..
وكأنه يقول لزهير يُمكنك أن تلكمني متى أردت ولكن لا تُهين كرامتي أمام النساء يا رجل!
ذهب مُسرعًا إلى زُهير الذي هم بالرحيل
وحاول أن يلكمه في ظهره
في ضربة لم يتأثر بها زُهير كثيرًا
ولكن رد زُهير هو الذي كان صعبًا .. فقد أوسع محمود ضربًا ترك علامات في وجهه
ولم يجرؤ أحد من المارة على محاولة فض هذا العراك
بعد دقائق من النوم على الأرض من أثر الألم نهض
وقام بجمع الروايات المُلقاة على الأرض وهو لا ينظر إلى أي شخص في الشارع .. فقد وضعه (زُهير) في موقف حرج للغاية أمام مكتبته

ما هي إلا دقائق وكان محمود أمام باب منزله
رفض محاولات التدليل من قبل نسمة وهي المكافأة التي تُعطيها الأنثى للزوج عِندما يُلبي لها طلبًا قد طلبته
تجدها قد تغير صوتها إلى الأنعم
زاد الاستروجين في جسدها إلى حد الغليان
وتجدها فتاة رقيقة!
ولكن محمود رفض كُل هذا
دخل إلى غرفة النوم وجلس قليلًا
راقبته نسمة من بعيد .. ورأت العلامات البارزة في وجهة
لم تحاول أن تتدخل .. حتى لا تضعه في موقف مُحرج
فهي تُريده دائمًا يشعر برجولته أمامها
هي تعرف أن الموقف الذي تعرض له قد لا يُنقص منه شيئًا (باستثناء تعاطيه للمخدرات)
ولكنه يرى ذلك .. ولهذا فضلت أن تتظاهر بالغباء

اقتربت منه أكثر فانتبه لها وقال:
– عايزه ايه؟
= ممم اااا عايزه التليفون .. هصور اقتباس عجبني
قالتها وبعدها وضعت يدها على كتفه وقالت:
– لما الدُنيا بتديق وتحس إن كُل شيء اسود وإنك ضعيف .. متنساش إن في حُضن مستنيك
نظر لها محمود ولم يَرُد
اكتفى بالنظر إليها وهي تخرج من الغرفة
وسمع صوت كاميرا هاتفة وهي تقوم بتصوير الإقتباسات المُفضلة لزوجته
بعد أكثر من 7 ساعات
وعِند مُنتصف الليل تحديدًا أخذ محمود زعتر هاتفه
ووضعه في جيب بنطاله

وخرج للشارع الخالي من الناس تقريبًا ككل شوارع المناطق الشعبية في الشتاء
نظر إلى الأعلى .. هذه النافذة هي نافذة (زُهير) وهذه البلكونة بلكونته
الدور الأول ليس بعيدًا صعد على المواسير القريبة جدًا من بلوكنة (زُهير)
وظل يُقنع نفسه أن تُجار المخدرات ينامون مُبكرًا بالتأكيد وأنه في ظرف عدة دقائق سيدخل إلى هُناك ليأخذ كُل مُخدر يراه مع النقود إن وجدت حتى يؤدبه
وما أن وصل إلى البلكونة وسمع صخبًا في الداخل ..
زُهير يقف امام أ. عماد حُسني عضو مجلس الشعب!
كان هذا غريبًا بالنسبة له ظل يُراقب الأمر من خلف الزجاج
حتى لمح هذا المُلقى على الأرض
وبعد تدقيق النظر وجد أنه (تيتو) وهو أحد سُكان شارع قصر فهمي
وما هي إلا ثوانٍ حتى لمح الدم يسيل
(يا نهار اسود!! .. يا نهار اسود)

كان هذا محمود وهو بالكاد يحاول أن لا يسقط من فرط الخوف وفي حركة لا يعرف ما الذي أوحى له بها
قرر أن يفتح كاميرا هاتفه ويقوم بتصوير كُل ما يراه أمامه .. رُبما يبتزهم ويأخذ آلاف الجنيهات من خلف هذه الصدفة
فتح بالفعل محمود كاميرة هاتفه وضغط زر التسجيل .. ليتفاجئ بالكارثة .. صوت تشغيل الكاميرا والفلاش الذي طالما حذر زوجته من تشغيلهم!
وهذا لفت نظر (زُهير) وعماد حُسني إلى زائر الليل هذا الذي يسكن الشرفة الخارجية (محمود)
وما هي إلا ثوانٍ قليلة حتى كان محمود في الشارع يركض كمن لم يركض من قبل
ما إن هبط محمود من المواسير إلى الأرض
حتى وجده أحد المارة وهو (تامر السقيل)
يقول له باندهاش:
– محمود .. إنت بتعمل ايه ع المواسير .. انت بتسرق! وعاملي فيها مُثقف
لم يهتم محمود بالرد عليه فقط دفعه وركض مُسرعًا إلى المنزله
فتح الباب وأيقظ نسمة:
– قومي .. قومي الله يخربتيك وديتينا في داهية .. ألبسي بسرعة واعملي حسابك هنسيب أم البيت ده
= في ايه؟ ايه حصل؟ هنروح فين؟
– أيي داهية .. بسرررعة ..

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية قصر فهمي )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *