روايات

رواية قصر فهمي الفصل السادس 6 بقلم أحمد سمير حسن

رواية قصر فهمي الفصل السادس 6 بقلم أحمد سمير حسن

رواية قصر فهمي البارت السادس

رواية قصر فهمي الجزء السادس

قصر فهمي

رواية قصر فهمي الحلقة السادسة

 

أما في عيادة د. نادر كان الجميع يبكي ..
لم يتوقع أحدًا أبدًا أن تصل الأمور إلى هذا السوء
أرادت نسمة أن تعتذر أكثر من مره، ولكنها تعلم إن لا أحد سيتقبل كلمة منها في هذا الوضع
ولكن الأمور إزدادت سوءًا عندما طرق احدهم باب العيادة الذي لم يدخلها مريضًا منذ فترة
ذهبت جميلة لتُخبر الطارق إن العيادة مُغلقه ولكن طارق الباب قد دفعها
ليتفاجئ الجميع بـ عماد حُسني قد وصل إلى العيادة وبجانبه زُهير المُتعطش لمزيد من الدماء
دخل عماد حُسني إلى د. نادر وقال:
– أهلًا وسهلًا .. أنا بس جيت أقضي واجب العزاء .. عشان عيب إحنا برضه نعرف في الأصول
نجح عماد حسني في استفزاز د. نادر الذي نهض ليلكمه ولكن وجد مُسدس عماد حسني موجهًا إلى رأس د. نادر وقال له:
– اهدى يا دكتور .. اهدى متستعجلش على موتك .. كده كده مش هيطلع عليك صُبح!

بعد أن قال عماد حُسني جُملته تلك دفع زُهير دكتور نادر
فسقط أرضًا ..
ظل الجميع ينظر .. إلى عماد حُسني الذي أصبح يملك التحكم في زمام الأمور
الجميع يعلم أن هذه لحظة النهاية
أكمل عماد حُسني كلامه وقال:
– أنا عندي مبدأ .. وهو إني ماينفعش اشوف حاجه غلط ومعاقبش صاحبها .. محمود زعتر غلط ومات .. دينا بتاعتكم دي كانت غبيه فماتت .. وأنتوا غلطتوا في أنكوا فكرتم إنكوا ممكن تضحكوا عليا أو تسرقوني .. وعشان كده كلكم هتموتوا .. أنا حقيقي اتشرفت بناس شجعان زيكوا .. فكروا أنهم ممكن يواجهوني أنا .. عماد حُسني! حقيقي حاجه مُنتهى الحماقة
كان يتحد في وسط خوف الجميع
ووسط ابتسامات زُهير ورضاه على كلام عماد حُسني
نظر (عماد حُسني) إالى زُهير وقال له:
– خلصنا بقى من الفيلم الهندي ده .. أنا هستناك تحت في العربية .. هسمع أنت عُمري لأم كلثوم .. يعني خلص عليهم على أقل من مهلك

خرج عماد حُسني من العيادة
وترك زُهير ينظر لهم بشغف
فهو الآن سيُمارس هوايته المُفضلة .. القتل!
نظر إلى د. نادر في البداية وقال بصوته المبحوح:
– للقتل أصول .. الكبير يموت الاول
ووجه المُسدس ولكنه نسى (جميلة) التي دفعها عِندما فتحت له الباب
فجاءت من خلفه
وضربته بشيء ما على رأسه
ليفقد الوعي
إلتقط الجميع أنفاسه
وبدأ يستعدون للرحيل، قال د. نادر للفتيات:
– إنزلوا أنتوا أنا هجيب كام حاجه وآجي وراكم .. بسرعة
وبالفعل بدأن في تنفذ أوامره
ولكن هو الذي تأخر في الداخل وقبل أن يخرج من العيادة
نظر يمينه ليُلقي نظره أخيرة على زُهير ولكنه لم يَجده في مكانه!
وهذا يعني .. أنه يُطارد الفتيات!
أو الاسوأ ..

وهذا ما حدث
وجد زُهير خلفه .. وانقض عليه
امسك زُهير د. نادر من عنقه وظل يدفعه في الحائط
حتى أنُهكت قوى د. نادر تمامًا وكف عن محاولة التصدي لضربات (الغوريلا)
ثم أمسك زُهير المُسدس ووجه إلى عُنق د. نادر واطلق الرصاص
ليُعلن وفاته برصاصه واحده
ذهب زُهير وهو يتحسس رأسه أقرب كُرسي وأخرج سيجارته ويدأ يُدخنها وهو يُتابع د. نادر المقتول أمامه بتلذذ ..

أما عمرو رمزي فـ استمر في طريقه .. في كُل مره كان يُغمض عينيه فيها وهو يقود سيارته في طريق إسكندرية
كان يتوقع أنه لم تُقتح مره أخرى
كان يتوقع أنه سيصطدم بسيارة
أو ستنقلب سيارته
أو سيموت بأي شكل من الأشكال
ولكن هذا لم يحدث .. ظل يقوم بسرعة جنونيه وهو يسمع أغنيته المُفضله
وأمامه هاتفه مفتوح على صورة حبيبتة وزوجته التي توفيت بسبب خطة والده الفاشلة .. دينا!
دينا التي قالت له: أن لكل بداية نهاية .. وأن هذا الطريق (أخرته لحن حزين)
وها هو بالفعل يصل إلى نهاية الطريق ويرى لحنه الحزين ويتذوق مرارته
وهو وفاة دينا نفسها!
لم يَكُن يتوقع أبدًا أن يبلغ حُزن نهاية الطريق إلى هذا الحد ولكن هذا ما حدث!

بعد دقائق خرج زُهير من العيادة وترك د. نادر ينزف على الأرض
ووصل زُهير الذي عماد حُسني في سيارته الذي قابله بابتسامه وقال:
– خلصت بسرعة؟ نبعت حد ينضف العيادة؟
فقال زُهير وهو ينظر إلى الأرض:
– البنات هربوا .. قتلت الراجل الكبير بس
= بنات ايه .. وقتلته ليه الله يخربيتك!
– بنفذ أوامر سعادتك
= أوامر اييييه! أنا قولتلك أقتلهم كلهم .. مش واحد بس .. عارف ده معناه ايه؟
– ايه يا باشا؟
= معناه أن في شهود على جريمة قتل .. معناه أن في دليل .. معناه إن في حد هيفرغ الكاميرات .. لكن لو ماتوا كلهم .. مكانش حد هينيل حاجه!

ظل عماد حُسني يُفكر قليلًا ثم قال له:
– انا همشي .. الراجل ده لازم تخفيه من فوق .. حطه في شوال في أي نيله .. وهاته .. متخليش أثر لأي عراك .. امسح الدم طبعًا .. لو لقيت أجهزة ولا أي حاجه متوصله بالكاميرات كسرها .. وشيل آثار التكسير .. وأنا هشوف هنخرج في المصيبه دي ازاي لحد ما تخلص
بعدها رحل عماد حسني
وعاد زُهير مره أخرى إلى العيادة .. دخل وجلس مره أخرى على نفس الكُرسي الذي كان عليه منذ دقائق
وهو ينظر إلى د. نادر مره أخرى
وقبل أن يُخرج سيجارة من علبته
وجد مُسدس يوجه إلى رأسه من الخلف
وقبل أن يُدير رأسه ليرى من يوجهه إليه
كانت الرصاصه قد خرجت
لتُعلن نهاية (الغوريلا) ذات الصوت المبحوح (زُهير)
ليموت بنفس الطريقة .. الذي أعلن بها وفاة الكثيرين .. ليموت مقتولًا!

بعد ساعات كان عمرو رمزي جالسًا على إحدى شواطئ إسكندرية الخالية تمامًا بسبب برودة الجو
يُشاهد تضارب الأمواج وعدم استقرارها
يبتسم مع كل مره يضرب فيها الهواء جسده ..
ظل هكذا بلا حراك حتى وجد تلك اليد الصغيرة الناعمه على كتفه
وبصوتها الرقيق قالت:
– وحشتك؟
= جدًا!
– طلعت بتحبني يعني؟
= أكتر مما كُنت أتخيل
فابتسمت وقالت:
– كُنت هتعمل ايه لو ـــ
قاطعها عمرو قبل أن تُكمل جملتها وقال:
– كُنت هنتحر .. حقيقي كُنت هنتحر .. أنا مفيش سبب مخليني عايش لحد دلوقتي غير وجودك يا دينا
فابتسمت وقالت:
– فاكر زمان لما كنا بنيجي هنا .. كنت بهرب من الدروس واجيلك ونسمع أغاني .. بس كبرنا بقى
ابتسم عمرو وقال لها:
– فاكر طبعًا .. بس لا كبرنا ولا حاجه

فأخرج هاتفه
ووضع سماعه الأذن ووضعه واحده في أذنها والأخرى في أذنه هو
وقال:
– خلينا نفتكر بقى أيام زمان
وقام بتشغيل أغنية من الأغاني الذي يُحبان سماعها سويًا وهي أغنية إزازة فودكا
وظلا يتمايلان معًا
ويرددان كلمات الأغنية
(ازازه فودكا مرميه عالكورنيش
وأنا وانتي بنرقص
في الطريق مجانين

هوا ساقع
يضايق عسكري في الجيش
غريبه البرد ده كله
ومش حاسين
أنا وانتي جنان رسمي
في كون مجنون بنسكن فيه
أنا وانتي كمان موال
في ودن مصاحبه هاند فري
فالو طولنا في الرقصه
هقولك عاللي حاسس بيه
ازازه فودكا مرميه عالكورنيش
وأنا وانتي بنرقص
في الطريق مجانين
هوا ساقع

يضايق عسكري في الجيش
غريبه البرد ده كله
ومش حاسين
علي كام ورقه مرميه
في الشارع والهوا بيزيح
أنا عاشق وهعمل ايه
ومش واصل لحل مريح
وجودك عندي بالدنيا
فا قوليهالي بشكل صريح)
إنتهت الأغنية فنظرت دينا إلى عمرو وقالت:
– أنا عارفه أنا إللي كُنت بلح عليك عشان نبعد عن إللي كُنا فيه ده، بس بابا نادر وأخواتك فعلًا مش هيقدروا يتصرفوا من غيرك .. هتتخلى عنهم؟

تنهد عمرو ونظر إلى الأرض قليلًا ثم قال:
– لا مش هتخلى عنهم .. بس أنتي مش هيبقى ليكي علاقة بأي حاجه بعد كده، اتفقنا؟
= اتفقنا ..
ثم قبل رأسها وقال:
– أنا هرجع القاهرة عشان اشوف هقدر اعمل ايه .. خليكي أنتَ هنا وخلي بالك من نفسك عشاني، تمام؟
= تمام .. عمرو .. ستظل تُحبني للأبد؟
ابتسم عمرو وقال:
– وحتى تحترق النجوم .. يا عزيزتي

 

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية قصر فهمي )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *