رواية لا تتركني هيك الفصل الخامس 5 بقلم أحمد سمير حسن
رواية لا تتركني هيك الفصل الخامس 5 بقلم أحمد سمير حسن
رواية لا تتركني هيك البارت الخامس
رواية لا تتركني هيك الجزء الخامس
رواية لا تتركني هيك الحلقة الخامسة
ظل يُتابعها وهو يُردد
(ما تتركني هيك .. عم افتش عليك .. اسفل كُل كاس .. بين تخوت الناس)
ظل يُردد
ثم جلس على أحد الأرصفة واخرج (note book)
وكتب فيها:
إلى والدتي العزيزة
أنا أتمزق ألمًا .. فا الفتاة التي احببتها فاقدة للذاكرة .. والسبب الوحيد الذي سيجعلها معي هو أن أتمنى لها أن يستمر مرضها دائمًا .. أنا كالصوص يا أمي لا أراها سوى عندما يغفل عنه االجميع .. والدتي العزيزة أرجوكِ ساعديني .. فأنا أختنق.)
ظل يُفكر في حُبه لها .. ثم ابتسم وجهه فجأة وتذكر شيئًا هامًا جدًا وهو
أنه إذا عادت ذاكرتها بشكل كامل (شُفيت)
ستتذكر الصمة التي صُدمتها في خالد
ولن تنساه!
ثم ركض نحو المنزل .. ليسأل عم حسين عن التفاصيل
ظل يركض وهو مُبتسم ويشعر بأن الحياة قد ابتسمت له من جديد
وضع سماعات الرأس على أذنه
وقام بتشغيل أغنية
(كان قلبي يومها ضايع .. بيدور في الشوارع – نفسه يلاقي النور – عاجز وحقيقي حاسس .. أنه مهزوم ويائس .. طير بجناح مكسور
وناديتني في عز همي
قوتني وشيلت عني
نسيتني طعم الخوف
قولت لي أنا لسه جنبك
افتح لي بس قلبك
صدقني وانت تشوف
ولقيتني بطير من تاني
أحلامي لبعيد واخداني
ما بقاش فيه حدود منعاني
إحساسي بيك قواني
وَلَقِيتَنِي بِطَيْر مِن تَأْنِي
أَحْلامِي لَبَعِيد وَأَخْدانِي
ما بقاش فِيهِ حُدُود منَعانِي
إِحْساسِي بِيك قَوّانِي
أنا كنت ساعتها خايف
وخلاص ما بقيتش شايف
أي أمل موجود
مش قادر أقوم وأكمل
في متاهة ومهما بعمل
فيه ألف باب مسدود
لحظة ما بقيت معايا
اتغيرت الحكاية
رديت لي تاني الروح
مش مصدق عينيا
شايف في اللحظة دي
باب السما مفتوح
وَلَقِيتَنِي بِطَيْر مِن تَأْنِي
أَحْلامِي لَبَعِيد وَأَخْدانِي
ما بقاش فِيهِ حُدُود منَعانِي
إِحْساسِي بِيك قَوّانِي)
وصل إلى العم حسين وقال له ما يُفكر فيه
فقال له، أنه سيبحث في مجموعة من الكُتب ليتأكد من الأمر
فظل أمير يُلح عليه ليفعل هذا الآن
وهذا ما حدث بالفعل
قام بفتح مجموعة من الكُتب يُقلب فيها
حتى قال عم حسين وعلى وجهة ابتسامة عريضة:
– لقيتها ..
= بجد!! ايه طيب
– الدبان طلع عُمره قصير .. سُبحان الله .. تخيل طلع بيعيش قد ايه!
= يااا عم حسيين حراام عليك .. أنا مالي بذاكرة الدبان انا على اعصابي
واصل البحث حتى قال عم حسين:
– فعلًا لو البنت اتعالجت مش هتنساك
= والعلاج إزاي؟
– أكيد مع دكتور .. أو أنها تتعرض لنفس الصدمة .. تتعرض لإنها تفتكر الموقف، وقتها ممكن فعلًا تفتكر كُل حاجه بتافصيلها
نظر عم حسين إلى أمير الذي كاد أن يُجن من فرط الفرحة وقال له:
– أنا إللي مربيك يا أمير .. عشت معايا سنين كتير وأول مره اشوفك فرحان كده، ربنا يديم سعادتك يا ابني
ظل أمير تائهًا يُفكر في بضعة أفكار وبعضها خرج من المنزل دون أن ينطق بكلمة
ذهب إلى خالد (خطيب دُنيا)
ما ان وجده خالد حتى إندهش من الزيارة الغريبه تلك
فقال أمير ليُبرر الموقف:
– أنا جاي اعتذرلك على كل حاجه .. واعتذرلك كمان إني مشيت فجأة لما كُنا قاعدين
= ولا يهمك يا ااا أمير صح؟ ولا يهمك
– انا بس كُنت عايز تحكيلي هي دُنيا عرفت ازاي أو اتصدمت ازاي فيك لما عرفت أنك بتتاجر في مُخدرات
= وده ليه!!
– أنت عارف أنا برسم .. وحقيقي حاسس إني مُمكن ارسم لوحة حلوه جدًا مستوحاه من القصة دي .. سامحني أنا والله موجوع جدًا .. أنت لوحدك بس إللي فاهم شعوري أكيد
صمت خالد للحظات ثُم بدأ في حكي ما حدث بالتفصيل
وبعدها شكره أمير ورحل
ما أن خرج من الشارع الذي قابله فيه
ثم انطلق بأقصى سرعته
وهو يضحك
وما أن ابتعد تمامًا عن خالد
اخرج هاتفه .. وفتح ملف صوتي قد تم تسجيله منذ دقائق
وضغط تشغيل .. وظل يسمع كُل ما حكاه خالد بالتفصيل
ضحك أمير واخرج الـ (Note Book) وكتب
إلى والدتي ..
(قُلتي لي في رسالة سابقه .. إذا أردت أن تفعل شيئًا فلتفعله بإتفان أو لا تفعله تمامًا .. وها أنا اليوم يا أمي .. أصبحت لصًا مُحترفًا .. إذا كُنت تقرأين هذا يا أمي أرجوكِ أن تدعو لي أن تنجح خطتي .. فقد يلتئم قلبي أخيرًا بعد كُل هذه السنوات من الآن .. فقط أدعو لي بأن يُصبح كُل شيئًا على ما يُرام)
أغلق المُذكرة ونظر إلى السماء قليلًا وظل يُتابع الهاتف كُل نصف دقيقة
لعلها .. تتحدث إليه
لعلها تطلب مُقابلة جديدة
ذهب إلى المنزل
ودخل غرفته
واخرج سماعته وظل يستمع إلى الأغنية التي رشحتها له (دُنيا) مُنذ أيام
(ما تتركني هيك
عم فتش عليك
بأسفل كل الكاس
وبين تخوت الناس
بتوهم وجك
بنادي اسمك
كأنه موشوم
عشفايفي بسموم
مزجها عفريت
بحبر مميت
ما إله دواء
بخيبة الهوى)
ظل هذا الحال لأيام
دون أن تتصل أو تُرسل رسالة
ظن فيها أمير أن كُل شيئًا قد إنتهى .. إنها قررت أن تُنهي ما بينهم
حتى وجد هاتفه يهتز في يومًا من الأيام
كاد أن لا ينظر بعد تكرار الأمر كثيرًا وهو ينتظر .. بعد ولكنه في كُل مره يكتشف أنه إعلان
شعر فجأة بأن شركات الإعلانات ظنت بأنه أغنى شخصًا في العالم
يُريدون بيع كُل شيء له
ولكن شيئًا ما جعله ينظر إلى الهاتف هذه المره فوجد رسالة منها .. إنها دُنيا أخيرًا .. قفز من فوق سريره
وقف ليقرأ الرسالة فوجد محتواها:
( الساعة 9 نفس المكان؟)
فكتب سريعًا:
(نفس المكان، اتفقنا)
وظل يركض إلى أن وصل، وما أن وجدها .. فاتنه كعادتها ولكن في عينيها حُزنًا غريبًا
سألها عن سبب هذا الحُزن وسبب غيابها .. فقالت بأن جدتها قد توفيت
تردد أمير كثيرًا قبل أن يُسمعها الملف الصوتي
فقال:
– البقاء لله .. أنا جنبك، متخافيش من أي حاجه طول ما أنا جنبك
= أتمنى فعلًا تفضل جنبي .. عشان أنا بقيت لوحدي!
قالتها وبدأت عينيها في أن تدمع
ولكن حاولت أن تبتسم أكثر حتى تُداري الدموع
فقال أمير:
– هو أنتي بجد عايزاني أكون موجود مهما حصل؟
= أكيد
كان أمير مُرتبكًا كان يخشى من ردة فعلها إذا أمسك يدها وضمها إلى صدرة
ولكنه اخرج هاتفه وقال لها:
– عايز اسمعك حاجه .. وأتمنى فعلًا متزعليش مني
قلقت (دُنيا) ولكنها انتبهت أكثر لكلامه
اخرج الهاتف ووضعه بجانب اذنها وضغط زر التسجيل
ومع توالي الكلمات
بدأت في البُكاء
ولكن بُكاءٍ هادئ بلا صوت
ضممها أمير إلى صدره، حتى أنتهى الملف الصوتي تمامًا
ظلت هي على حالتها وقالت بصوتٍ مبحوح بسبب البُكاء:
– أنا خايفه
= وأنا جنبك
– هنعمل ايه؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية لا تتركني هيك )