رواية لن أحررك الفصل الثاني عشر 12 بقلم دهب عطية
رواية لن أحررك الفصل الثاني عشر 12 بقلم دهب عطية
رواية لن أحررك البارت الثاني عشر
رواية لن أحررك الجزء الثاني عشر
رواية لن أحررك الحلقة الثانية عشر
جلسوا أمام مكتب صغير سطحة من الزجاج الامع
وامامهم بعض البضاعة المعروضة لهم من الألماس
الخالص بأشكال تبهر آلعين ومنها مجوهرات تحتوي
على الحجر الكريم ذات ألوان ساحرة تجذب آلعين لها وليست أي عيون فقط عيون النساء الذين يعشقون المجوهرات بكامل أنواعها…..
هل هي منهم ؟؟….
من المؤكد لا فهي تنظر الى المجوهرات الباهظة الثمن بحزن هل تتمنى شيء آخر أم أنها تفكر
في القادم مع هذا الغمري…..
سألها جواد بنبرة عادية….
“عجبك حاجة…. ”
اختارت بسمة أول خاتم وقع على عينيها …
“ده كويس…. “كانت النبرة خالية من المشاعر ومن الحياة كذلك….. نظر لها صاحب المكان وحاول التحدث بعملية معتاد عليها….
“ذوقك حلو ياهانم…….. والقطعة اللي اختارتيها مميزة أوي….. ”
لم ترد عليه بسمة بل اكتفت بابتسامة باهته تُرسم
على ثغرها…..
لم يتحدث جواد ولم ينطق بشيء اكتفى بصمت
ليعود الرجل وبعد آن وضع الخاتم في علبة قطيفة
من اللون الأزرق……
نظر جواد بفتور نحو طقم من الألماس يحتوي على الحجر الكريم من اللون الكهرماني القريب بشكل
كبير من للون عينان بسمة…
“رؤوف شوف تمن الطقم ده كمان وجمع الحساب على بعضُه…. “أشار جواد بإصبعه ناحية موضع الطقم ….
نظرت بسمة الى ماينظر له لفت عينيها جمال هذا الألماس فهي تعشق اللون الكهرماني ألذي يقارب
للون عينيها ابتسمت بحزن فقد ظنت أنه أحضره
الى لينا ابنة صاحب ذاك المطعم……نهضت
بتشنج واضح وهي تقول بتشدق….
“مش يلا بقه إحنا اتاخرنا أوي… ”
رفع حاجبه من تصرفها و رد عليها بهدوء وهو يمد
يديه بمفتاح سيارته…..
“خدي مفتاح العربية استني فيها لحد ماخلص…”
أخذت منه المفاتيح على مضَضَ…..
وبدأت بتحرك خارج المكان وهي لا ترى أمامها
من فرط ضيقها منه وتصوير الشيطان لها بعض الأشياء عنه مع كل امرأه تقع عينيها عليه وعلى ملامحه وجسده وهيبة طلته وشخصيته ، هل عشقت تفاصيلة وحفظتها لوصفها بتلك الدقة
وكأنها تعرفه من سنين وكان ماجمعهم كآن عن طيب خاطر منها… لا بالغصب هل تنسى الواقع الذي ألقى بهم وتسير نحو هاوية المشاعر !!….
وضع جواد يديه في بنطال جيبه ليبحث عن الفيزا
كارد….زفر بضيق…
“شكلي نستها في العربية…. هروح أجبها وجاي… ”
رد رؤوف بعملية…
“براحتك ياباشا ”
سارت باتجاه الطريق وهي شاردة الذهن في تخبط
تلك المشاعر وحزنها والعصبية المفرطة التي
تعتريها …..لم تلاحظ سيرها وشرود الذي جعلها
تغفل عن تلك الشاحنة التي تاتي عليها بسرعة
وتكاد تتخطى جسدها الضئيل….
“حـــاســبــي يابــسـمــة….”
في للحظة خاطفة كان ممسك باطراف اصابعها
ساحبها الى أحضانه بقوة…..لتتخطى الشاحنة السير
بجانبهم بصوت محركها المزعج….
شعرت بسكون جسدها بين ذراعيه المحاوط بها جسدها المرتجف خوف من هول حدوث تلك
الفاجعة او ان صح التعبير كانت ستحدث لولا
جواد الذي ينقذها من الموت كلما اقترب منها
وهذا اكتر الاشياء انجذاب له ((الامان))بين
قوسين احساس منفرد بجواره !….
تركها وحاوط وجهها بين راحتي يداه وهو يقول بقلق حقيقي….
“انتي كويسه يابسمة في حاجه حصلت ليـكـ….”
قاطعته بنبرة ثابته ….
“انا كويسه ياجواد متقلقش….”
للحظة عاد لصوابه ولعرق الغمري المسيطر
عليه…..تركها ببطء وحدج بها بغضب…
“وانتي ازاي تمشي بشكل ده إيه مش شايفه
اتعميتي….”
“حاجة زي كده…..”
“بلاش تستفزيني يابسمة و ردِ عدل….”
تقوس فمها وهي تقول بنزق…
“مش لما تكلم انتَ الاول عدل ابقى ارد انا عليك عدل…”
مسك معصمها بقوة وهو يقول من تحت اسنانه بنفاذ صبر….
“بلاش تختبري صبري يابسمة انا مبعرفش اصبر على
حد….. وبذات لو الحد ده انتي……”
حاولت إفلات معصمها من بين يده وهتفت بتالم…
“سيب أيدي ياجواد……… أنت بتوجعني…. ”
ترك معصمها بنفور وقال ببرود….
“استنيني في العربية دقيقة وجاي…..”
بعد مدة قصيرة….
ولج داخل السيارة وهو يفتح علبة الطقم الالماس
ذو الحجر الكريم كهرماني اللون….
“اي رأيك في ده….”
نظرت بطرف عينيها الى الطقم ألذي رأته يشتريه
من صاحب المحل…..
“حلو مبروك عليها…. ”
“هي مين دي اللي مبروك عليها….”
إجابته ببرود وبغيرة واضحة….
“اللي اشتريته ليها…. ”
رفع حاجب وأحد وبدأ التحدث بفتور….
“تفتكري هيعجبها…..”
نظرت من نافذة السيارة محاولة التحدث بثبات…
“وليه لا هي هتلاقي هديه أحسن من كده فين … ”
طقطق بشفتيه وهو يقول بشك….
“لا هي عنيدة ومش بيعجبها العجب ، وساعات كده بتستفزني وبتخلي عفريتي تطلع عليها…. عارفه لو تسمع آلكلام هتبقى حاجه تانيه….. “
رمقته بسمة بعدم فهم فهو وكأنه يتحدث عنها ،
عنها هي هذا الألماس أختاره وتم شرائه من أجلها هي ؟؟….
رمقها جواد بنظرة هادئة وقال بصوت رخيم….
“خدي يابسمة دي هدية جوازنا….. أنا عارف أن كل
الحكاية شهور ونسيب بعض بس أنا نفسي تحتفظي
بالهدية دي مش عشان غالية عشان بس دي أول هدية بينا … ”
سارت القشعريرة في عمودها الفقري ولمعة عيناها العسلية … واومات برأسها له بهدوء وثبات…
أشعل محرك السيارة وهو يقول بهدوء…
“طب إحنا هنروح دلوقتي على اتيلية مشهور
((….))أن شاء ألله تلاقي فيه فساتين فرح
كويسه… ”
رسمت ابتسامة صغيرة مجامله له وهي تكتفي بايماءة بسيطة إليه ، فالحروف تبخرت على شفتيها والصمت أصبح الملجأ آلوحيد لها…..
…………………………………………………………..
دلفت معه آلى بيت أزياء راقي الشكل والديكورات
الداخلية مميزة الحوائط ألوانها مبهجة وأنيقة
الارائك يكسوها طبقة الجلد من اللون الأبيض و وسادات صغيرة من اللون الوردي تعتليها ….حتى الفساتين آلتي يتم عرضها في بيت الأزياء او مايسمى (باتيلية… )كأنت اشكالهم راقيه ذات
اذوق متنوعه مختلفة فهناك العاري أكثر ،
القصير جداً …القليل منهم المحتشم ولكن احتشام
لا يناسبها هي غير محاجبه ولكن تحترم كونها أنثى لا يحق لاي رجل آلنظر الى جسدها الذي هو ملك لها وحدها !!…
أتت عليهم فتاة رقيقة الوجه بحجاب أنيق
يخفي فقط نصف شعرها ترتدي بنطال ضيق وسترة
علوية تصل فقط لآخر خصرها اي لا تخفي تلك
المنحنيات التي يبرزها بنطالها الملتصق عليها….
“أهلاً ياجواد بيه نورتنا….. ”
رد جواد بهدوء..
“أهلا يانشوى عامله إيه….. ”
وزعت نشوى النظر بينهم وهي تقول باللطف
عملي….
“الحمدلله ياجواد بيه …. أهلاً ياهانم المكان
نور بوجودك…. ”
ردت بسمة عليها باستحياء….
“منور بيكم….. شكراً…. ”
“طب يانشوى خدي الهانم وخليها تشوف أحسن
حاجة عندكم…. ”
أشارت نشوى باسبابتها على عينيها الاثنين وهي تقول بتهذيب
“من عنيه أوامرك ياجواد بيه اتفضلي معايا
ياهانم… ”
أزعجت بسمة كلمة هانم وتلك الألقاب السخيفة
بين الطبقات والمستوى الإجتماعي الذي بدأت
الانحدار ناحيته…..
“بلاش هانم دي قوليلي يابسمة….. ”
تنحنحت الفتاة وهي ترد عليها بحرج فهي
اعتادت على تلك الألقاب …..
“تمام يانسة بسمة اتفضلي معايا هفرجك على تصاميم لسه جايه من باريس ان شاء الله تلاقي حاجة على ذوقك….. ”
جلس جواد ينتظرهم على أحد الارائك وبدأ بالعبث في هاتفه مجري بعض الاتصالات عن سير أمور
العمل …..
رأت عدت فساتين زفاف بيضاء راقية الشكل والتصميم كذلك……
لكن لفت نظر بسمة فستان أبيض رقيق تتناثر عليه بعض الورود البيضاء من قماش الدنتيل ومن ناحية الصدر تغطي الطبقة الدنتيل الصدر بأكمله كان رقيق
ناعم ولكن مايعيب تصميمه فتحت الصدر آلتي على شكل سابعة وظهر الذي سيظهر نصفه وذرعها كذلك
“لو عجبك تقدري تقسيه وتشوفيه عليكي…. ”
قالت نشوى جملتها بهدوء بعد أن رأت إعجاب
بسمة بالفستان وترددها كذلك من تجربته…..
اومات بسمة لها واخذت الفستان لتجربته في هذا
الحجر الانيق ذات الحوائط الزجاجية ((المرآة))
مدت لها نشوى الفستان قائلة باللطف….
“تحبي أساعدك…. “
ردت بسمة باستحياء…..
“لاء آنا هالبسه بنفسي ممكن بس أنادي عليكي عشان
سوستة الفستان ….. ”
“أنا تحت أمرك خدي راحتك…… ”
تركتها نشوى وأغلقت الستار عليها…..
من الناحية الاخرى اتجهت نشوى الى جواد قائلة
بتهذيب عملي….
“تحب تشرب حاجة ياجواد بيه على مالانسه بسمة تخلص…. ”
سالها جواد بعدم فهم…
“هي فين بسمة وسبتيها ليه يانشوى…. ”
اشارت نشوى الى حجر تغير الملابس
وهي تقول بتبرير ….
“هي بتقيس الفستان هنا…. ورفضت أني ادخل معها
اساعدها فقولت اعملك حاجة تشربها لحد متخلص
الهانم….”
هز راسه بتفهم وهو يقول….
” خلاص اعمليلي قهوة سادة …..”
ردت بايجاز وهي ترحل ….
“حاضر….”
نظرت بسمة الى نفسها عبر المرآة وهي تبتسم بسعادة….
“جميل اوي بس ياخسارة عريان….”
مدت يدها عند ظهرها لتغلق تلك السحابة واغلقت جزء بسيط منها ولاخر كان صعب اكماله بمفردها….
تمتم بحرج…
“يعني هعمل إيه مضطرة انادي عليها …..”
هتفت بصوت عالٍ كلياً….
“نشوى …..نشوى لو سمحت ممكن تيجي
تساعديني ….”
لم يرد احد ولم يدلف أحد إليها….زفرت بضيق
وهي تحاول اغلاقها….
أثناء تشنجها على غلق السحابة وجدت يد خشنة دافئه تغلقها لها برقه وبصمت مريب…..
“شكراً… بس أنتي مش بتردي ليه…. ها… جواد.. ”
تحدثت وهي تنظر الى شكل الفستان من الأسفل
وحين رفعت عينيها عبر المرآة التي تعكس الرؤية
خلفها وجدته يحدج بها بتمعن يلتهم كل تفاصيل
جسدها من خلال هذا الفستان…..
تطلع جواد الى ظهرها وكتفها العاري وصدرها الذي للأسف ابرزه هذا الثوب الأبيض…… ولكن لفت انتباه جواد تلك العلامة الحمراء عبارة عن دائرة على جانب ظهرها من فوق… وكانها ((وحمة)) كما تسمى….
لم يمنع نفسه على وضع أصابعه عليها فهي أثارت فضوله للمسها وليته لم يفعل فقد شعر بحرارة جسده
تحت نعومة ملمسها…..
“جواد أنت بتعمل إيه …..”
“إيه آللي في ضهرك ده…..”
أحمر وجهها وهي ترد عليه بخفوت….
“دي….. دي وحمة….. ”
“وحمة إيه….. ”
“فروله….. يعني بيقوله أن الأم وهي حامل لو نفسها تاكل حاجة ومجتش بتظهر في جسم الجنين… ”
رفع حاجبه باعجاب..
“يعني دي وحمة فرولة…. ”
مطت شفتيها بصدق و قالت….
“مش عارفة دعاء وماما هما اللي حكولي كده…. ”
مرر جواد يده عليها اقشعر جسدها وهي تقول بضعف….
“جواد ممكن تخرج…. ”
وكأنه مغيب عن هذا آلعالم مال على تلك البقعة
الحمراء التي اثارته لتقبيلها بحرارة….ومن ثمَ مرر شفتيه على كتفها العاري وعلى جانب وجهها و…..
“جواد أنت سمعني….ممكن تخرج عشان عاوزة
اغير الفستان…. “فاق جواد من أحلام اليقظة وهو ينظر لها عبر المرآة فمزال يقف مكانه وعيناه على تلك البقعة الحمراء..
غرز أصابعه في شعره الناعم الكثيف وهو يحاول السيطرة على مشاعر اشعالتها ذات العسل الصافي
هي وتلك البقعة الحمراء آلتي تتوسط ظهرها
الأبيض ناعم الملمس…..
“أنا هستناكي برا…. “خرج صوته بصعوبة وهي يهم
بالخروج بضيق من نفسه ومنها كذلك…..
هتفت بسمة بعد خروجه بعدم فهم….
“هو ماله ده؟….. ”
خرجت بسمة بعد مدة وهي تقف أمام جواد قائلة
بهدوء….
“أنا خلصت واختارت الفستان اللي اا…. ”
قاطعها جواد قائلاً….
“بلاش الفستان اللي كنتي لبساه….. يعني اختاري حاجة مقفوله عن كده….. ”
“أنا فعلاً اختارت حاجة تانيه…. ”
“يعني حاجة مقفوله ضهرك وصــ…..”
لم يكمل جواد حتى لا يزيد حرجها ونظر ناحية صدرها الذي يختفي تحت فستانها السماوي
المحتشم….
فهمت بسمة مقصد كلامه فقالت بخفوت وخجل…
“ااه هو مقفول وكويس متقلقش …..”
غرز اصابعه في شعره وهو ينتصب في وقفته
وقال بايجاز…..
“تمام…………يلا بينا….”
……………………………………………………………
“ها أي رأيك ياتيته حلو عليا الفستان ده… ”
ابتسمت انعام لها بمحبه وهي تقول بحنان…
“جميل أوي يأسيل عليكي….. بس خلاص ثبتي
على ده ولا هتختاري حاجة تانيه…. ”
نظرت أسيل الى فستانها الأحمر القاتٍ الذي يكشف
نصف ساقيها البيضاء وتوب من فوق يكشف كآمل
كتفها ونصف ظهرها… ولم تنسى الكعب العالي لتزيد
صورت الإغراء عليها….. قالت أسيل باعجاب وحماس..
“لا مش هغيره ده عجبني اكتر من الفساتين اللي قبله…. ”
دلف سيف الى صالون البيت الواقفة به أسيل والجالسة به انعام على اريكة وثيرة…..
“سلام عليكم…. ”
رفع حاجبه وهو يتطلع الى ماترتديه الجنية
القصيرة ليتشدق بشك….
“إيه آللي منزلك من اوضتك بقميص آلنوم ده…. ”
شهقت أسيل بصدمة وعبس وجه انعام وهي
تعنفه بالحديث قائلة….
“إيه الالفاظ دي ياسيف وبعدين قميص نوم إيه بس
ده الفستان اللي هتحضر بيه فرح جواد… ”
انتفض في وقفته وعيناه احمرة باللهيب الغضب
وهو يقول بسخط…
“نعم…. قميص إيه آللي هتحضر بيه الفرح…. ”
زفرت أسيل بضيق….
“هو إيه آللي قميص دا فستان ياسيف فستان… ”
وقف أمامها وهو يحدج بجسدها الواضح بازدراء…
“فستان أزاي وجسمك باين بشكل ده…. ”
اولته ظهرها بحرج وهي تقول بضجر…..
“هي الموضة كده ياسيف…… ”
نظر الى نصف ظهرها العاري وهو يكز على
أسنانه بنفاذ صبر…..
“موضه يانعل…….اديني وشك ألله يرضى عليكي
دا أنتي ضهرك كله باين….. ”
زفرت بقوة وهي تنظر له بعصبية وتشنجت بــ…..
“لا بقه دي مش طريقة مناقشه ..وكمان لسانك
طويل اوي عليا ….”
رد سيف بسخرية….
“ايوه انا واحد لسانه طويل وعارف نفسي إيه…. الدور ولباقي على انحلال أخلاقك يابنة عمتي
اللي تبريرها……. بالبس على الموضة…. ”
هتفت اسيل بحدة وانفعال….
“ألله بقه وأنت مالك بيا انا حرة أعمل اللى أنا
عاوزاه….”
رمقها بقوة وهو يقول بشدة …
“لا مش حرة ولو لبستي الزفت ده هكسر دماغك… ”
ضربة الارض بحذائها العالي وهي تكاد تبكي قائلة…
“لا بقه أنت زودتها أوي…. ماتقولي حاجة ياتيته… ”
صاح بغضب وانفعال مماثل لها…
“ولا حتى تيته بتعتك ليها حكم عليكي…. ”
حدجت به انعام بذهول وقالت بحزم له….
“سيف أحترم نفسك ولم لسانك وسيب البنت براحتها ….”
مسك سيف ذراع اسيل وهو يقول بازدراء….
“ااه دا كآن زمان دلوقتي هي هتعمل اللي على
راحتي انا …….. يلا يابت قدامي…. ”
ضربة اسيل كتفه بقوة وضيق….
“متقوليش يابت وشيل أيدك من عليا أنت اتجننت
ولا إيه….. ”
حملها على كتفه بإهمال وهو يقول بغضب….
“اجننت طب أنا هوريك الجنان على أصوله…. ”
صرخت أسيل بغضب ووجه أحمر…..
“نزلني ياسيف نزلني ياقليل الأدب ياوقح
نزلني……. نزلني…. ”
ضربها على مؤخرتها بكف يده وهو يصعد بها
على السلالم….
“اسكتي بقه….. ”
شهقت بصوت عالٍ وهي تقول بصياح وتركل بطنه
بقدميها….
“اااه ياسافل ياقليل الأدب نزلني ياسيف نزلني … ”
“شكل الموضوع عجبك ونفسك تضربي تاني… ”
قال حديثه بتهديد وخبث وهو يولج بها الى
غرفتها….
هتفت وهي تجز على أسنانها بغضب…
“إيــاك تكرارها تاني ياسيف إيــاك…. ”
“مابلاش كلمة إيـاك دي عشان آنا لو عايز أكررها هكررها عادي بس خلاص إحنا وصلنا… ”
القى بها بقوة على الفراش…..احتدت عيون أسيل
بحمرة الغضب وتشنجت قسمات وجهها….
انتصب سيف في وقفته وهو يقول بأمر…
“بقولك إيه قميص النوم ده يتغير وتلبسي حاجة محترمة يوم الفرح يامأ… ”
“يامأ إيه متقدرش تعمل معايا أي حاجة…. ”
انحنى سيف عليها قليلاً ليقابل وجهها الأحمر وارجع
خصلة من شعرها للوراء ، قائلاً ببرود وتحذير….
“جربي كده تكسري كلامي وأنا….. ولا بلاش أصل اللي بيقول مابيعملش ولا بيعمل مش بيقول… اخر مرة هقولها يأسيل غيري قميص النوم ده ولبسي حاجة محترمة…..”
خرج سيف من الغرفة واغلق باب غرفتها ببرود….
صرخت أسيل وهي تقذف وسادة السرير بعصبية باتجاه الباب المغلق…..
………………………………………………………..
كانت تسير سيارة جواد بجانب حديقة عامة ذات ساحة خضراء مبهجة النظر ومظهر الأشجار وزهور مريح للذهن…..
نظرت بسمة عبر النافذة وتنهدت بعمق وهي تنظر نحو جواد قائلة بخفوت….
“جواد ينفع نقف هنا شوية….. ”
اوما لها بدون أن يتفوه بحرف وأحد ….
ترجلت من السيارة وهي تستنشق الهواء البارد الممذوج برائحة الطبيعة الخضراء….
ترجل جواد كذلك وهو يتطلع إليها مراقب فتور تصرفاتها أمامه…..
استدارت بسمة له وابتسمت بنعومة أنثى ابتسامة
أول مرة يرآها جواد على ثغرها الفاتن…..
“جواد ينفع نتمشى أنا وأنت شوية…. ”
لم يمانع كذلك و رد بهدوء….
“مفيش مانع يلا بينا ….”
سارت معه على أرض الساحة الخضراء ناظرة الى الطبيعة والى آلسماء الصافية ونقاء صوت
العصافير العذب من حولهم…..
نظرت بسمة نحو جواد وهي تقول بفتور….
“تيجي ندردش شوية…. ”
مط شفتيه بعدم فهم….
“ندردش في إيه…. ”
“في حياتك وحياتي نعرف اكتر عن بعض…. ”
كان يسير وهو واضع يديه في جيب بنطاله
بتلك الجسد الرياضي وقامة طوله الجذابة
هالة طاغية جذابه حوله وبسببه وجوده فقط !!…افاقت من شرودها به على
نبرة صوته الرخيم…..
“وده هيفيد في إيه بعلاقتنا ببعض….مانا وانتي عارفين اللي فيها..”
حاولت التحلي بالصبر امام عناد شخصيته
وكتماً ما يعانيه عنها…..
“مجرد دردشة مش هاتخسرنا حاجة…. ”
لم يرد عليها بل ظل يسير صامت وعيناه موجها للأمام…..
“طب إبدأ أنا…. أنت عندك أخوات تانيه غير
سيف… ”
همهم قبل أن يقول بخفوت….
“ااه عندي أختي توام…. ”
هتفت بسعادة وحماس….
“بجد توامك طب هي مجتش معاك ليه أنت وسيف
وأسيل…… تعرف عندي فضول آني أشوفها ….. ”
حاول السيطرة على ألم الذكريات وهو يرد عليها بصعوبة…..
“هي ماتت…. ”
نظرت له بصدمة ورسم الحزن على وجهها
الهادئ وهي تقول باسف…..
“أنا آسفة مكنتش أعرف أن …..”
قاطعها وهو يقول بثبات زائف…
“ولا يهمك…. آلموضوع مر عليه سنين….. ”
بإدارة بسؤال فضولي….
“هي ماتت وهي صغيرة ؟؟….. ”
“وهي عندها خمستاشر سنة “
أكمل جواد حديثه وهو ينظر أمامه بحزن وتشنجت
ملامحة قليلاً….
“كانت بتحلم تبقى محامية كانت بريئة زيك
وساذجه شويه بس جدعه وحنينه……. كانت كل حاجة ليا هي وسيف كانو صحابي وأخواتي ….
كنت أن وهي قريبين أوي من بعض كانت بتعرف مالي من غير ماتكلم بتهون عليا وبتزعل مني لو نسيت أي حاجة تخصها… كانت بتغير عليا من صحابها البنت وتقولي لازم اللي تجوزها اكون
موفقة عليها انا الاول وحبها قبل اي حاجة ….
ويوم ماحد فينا بيعمل مصيبه بيكون التاني في ضهره بيدافع عنه وبيغطي عليه……. هي
كانت احلى حاجة في دنيا وخدت حلاوة الدنيا وبعدت……ومش بس هي حتى الحنان والسند
راحو معها ومفضلش غير انا وسيف….”
كانت تتامله بحزن يتكلم ببساطة ولكن عيناه
ذات اللون الذيتوني القاتم يتزايد داخلها ظلماتها
وتلمع لمعة حزن مرير….جمعت كل الاحداث الذي
حدثت معهم لتهتف بيقين…..
“عشان كده سبتني عايشه….بفكرك بيها….”
رد بايجاز….
“يعنب……. حاجة زي كده….”
لم تقدر على منع السؤال من الخروج من بين شفتيها
وهي تقول….
“هي ازاي ماتت ياجواد…وازاي ابوك وامك ماتو معها……”
حدج بها بنظرة مخيفة وهو يقول بشك….
“بس انا مقولتش ان ابوي وامي ماتوا معها….”
ردت بسمة بصوت خافض هادئ….
“انتَ لسه قايل الحنان والسند راحو معها ده معنى امك وابوك ولا انا فهمت غلط….”
هز راسه وهو يقول بخشونة….
“ياريت نقفل على الموضوع ده….”
اكتفت بايماءة بسيطة له فيكفي الان الحديث عن
شقيقته التوام فاليوم علمت بجزء بسيط من تحويل
شخصيته وحتى ان لم يكن واضح امامها حقيقة موت عائلته ، الى انها أصبحت على علم ولو بسيط بجزء فقدانه لهم…..
بعد برهة سائلة بسمة بحذر….
“هو انتَ فعلاً كنت طالب في كلية الشرطة….”
اكتفى جواد بهمهما بسيطة ….
عضت على شفتيها وهي تحاول خروج كلماتها بلباقة
فهي قد سمعت جزء بسيط على لسان الشرطي
أسر حين كانوا الاثنين في غرفة المشفى….
“أنت فعلاً دخلت الســ….”
قاطعها بصوت خشن ….
“دخلت السجن ايوه…..قضية مخدرات ……”
سالته بشك…..
“يعني المخدرات دي كانت بتاعتك فعلاً…”
“ايوه كانت بتاعتي…..”
وقفت بسمة عن السير ووقف جواد كذلك…
حدجت به بسمة بشك فهي واثقه انه لا يريد ان يفصح عن اي شيء يخصه…..
” انتَ ليه بتكدب عليا…..”
قال جواد هذه المرة بنفاذ صبر….
“انتي عاوزه إيه بظبط يابسمة…هتفرق إيه ان كنت مظلوم او لا ، الكلام ده فات الأوان عليه المهم ان إيه دلوقت مش بس تاجر مخدرات لا انا قاتل وتاجر سلاح كمان …..جواد اللي بدوري عليه جوايا مش موجود يابسمة افهمي انتي بدوري في مكان ضلمة….بلاش تدخلي الضلمة دي يابسمة عشان
مش بس هتخسري فيها وقتك لا دا انتي يمكن تخسري فيها نفسك….”
نظرت له لتلمع عينيها بالدموع وبدون ان تنزل
قالت برجاء….
“ساعدني وساعد نفسك….انت مش مجرم ياجواد
ولا انت اخترت تكون مجرم …..”
وضع يديه على كتفها وقال بصوت رخيم…
“انا مجرم يابسمة وبلاش تنسي نظرتك ليه
فاول يوم ماتقبلنا…… بلاش تنسي….”
مسح دموعها التي انحدرت على وجنتيها وهو
يحدج بها بحيرة ….
“بتعيطِ ليه دلوقتي….”
“خايفة….”
سألها حائراً….
“من إيه ؟….. ”
نزلت دموعها وهي تقول بصدق….
“لخسر نفسي وأنا معاك…. ”
مرر أصابعه على وجنتيها لتجفيف تلك الدموع وهو يرد عليها بوعد….
“هم كام شهر يابسمة كام شهر وهابعد عنك أوعدك
بعد ماطلقك مش هتشوفي وشي تاني… صدقيني
يابسمة كل اللي بعمله ده عشانك…. ”
“هو إحنا ليه اتقبلنا ….. ”
رد عليها بحيرة….
“مش عارف بس يمكن مع الوقت نعرف…. ”
نظر لناحية الاخرى ليلمح دراجة بخارية عليها بعض آلرجال الملثمين وواحد منهم يحمل بين يده سلاح
مصوبه إتجاه بسمة….
“حاسبي يابسمة…. ”
وقع جواد على بسمة …تدجرجت اجسادهم معاً
على العشب الأخضر وسط طلقات الرصاص….
هتفت بسمة بزعر ….
“جواد…….. في إيه ومين دول…. ”
أبعدها جواد عن ضرب النار وراء شجرة ما….
وأخرج سلاحه من سترته وهو يقول بتحفز…
“خليكي مكانك أوعي تتحركي من هنا….”
وضعت بسمة يدها على ذراعه وهي تقول بترجي…
“جواد بلاش تسبني أنا ….أنا خايفة… ”
نظر الى كفها الذي يرتجف على ذراعه بوضوح….
حاوط وجهها بكفي يداه وهو يقول بصدق وعيناه
تنهال من من عمق عينيها….
“أنا وعدتك أني هحميكِ منهم وانا قد وعدي….”
ابتعد عنها ، مسكت بسمة كف يده وقالت بتردد…
“خد بالك من نفسك…..”
اكتفى بايماءة بسيطة…..
وهو يرحل من امامها …..نظرت بسمة الى تلك المشدة بسلاح…..
كان جواد يضرب نار على الرجال الثلاثة
وهو يتخفى خلف شجرة ما للوقاية من رصاصهم الطائش وكذلك هم…..
أصاب جواد واحداً منهم برصاص في رأسه… وقبل ان يصيب الثاني كان قد نفذ رصاص سلاحة….
عض على شفتيه بغضب….
“يادي النحس…. ”
اتجها بنظرة الى الشجرة التي تختبئ خلفها بسمة ليجد واحداً من الرجال الثالثة يقترب من مكانها
والثاني يقترب عليه بسلاحة وكأنهم قد
حَصروهم معاً ….
يتبع…
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية لن أحررك)