روايات

رواية مرسال الفصل الثالث 3 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مرسال الفصل الثالث 3 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مرسال البارت الثالث

رواية مرسال الجزء الثالث

مرسال

رواية مرسال الحلقة الثالثة

في صباح اليوم التالي جاء لـ كمال السويفي اتصالًا من أحد الضباط
يُخبره أن هُناك جريمة قتل جديدة قد حدثت ليلة أمس
ذهب مُباشرة
لمعاينة مسرح الجريمة
وسأل أحد الضباط:
– حصل امتى؟
= تقريبًا 1 أو 2 بليل .. مراته قالت أن جه واحد انتحل شخصية ظابط أداب خد واحده من جوه وقالها أن جوزها مقبوض عليه وبعديها دخلت الحمام لقيته في الوضع ده
نظر كمال السويفي إلى الزوجة وقال:
– له أعداء؟
= لا، خالص .. كُل الناس بتحبه

– بيشتغل ايه؟
= مُدرب جيتار
اتسعت أعين كمال عِندما تذكر عنوان الظرف الذي رآة بالأمس في غرفة ابنته ندى
وأن الجريمة حدثت تقريبًا في نفس وقت غياب ندى عن المنزل وعدم إجابتها على اتصالاته
قرر أن يترك كُل شيء الآن ويذهب إلى المنزل ..
ليقرأ ما بداخل الظرف المُسمى (خطة مدرب الجيتار)
كان يرتجف
فِكرة تورط ابنته في جريمة قتل .. أخافته حقًا
فأخرج الورقة الوحيدة داخل الظرف وقرأها
“من أهدافي في الفترة القادمة أن أصبح مُدربة جيتار .. سأكتب هذه الورقة حتى لا أنسى .. وسأترك مكانًا للتاريخ في نهايتها .. لأكتب تاريخ تحقيق هذا الهدف”
ابتسم كمال السويفي .. وشعر بغبائه للتفكير بهذه الطريقة
ولكن في نفس الوقت شيء ما فيه كان قلقًا ..

قبل ساعات ..
قبل أن تنام (ندى) أخرجت الورق التي كتبته داخل الأظرف وخبأته
وبدلته بورق آخر كتبت فيه أشياء عن أحلامها وأهدافها .. ووضعتهم داخل الأظرف وتركتهم في نفس المكان حتى لا يَشُك والدها في أي شيء.

خرجت (ندى) من المنزل مُبكرًا قبل أن يستيقظ والدها ..
حاولت أن تتصل بـ (فادي) كثيرًا ولكنه لم يُجب
فأرسلت له رسالة صوتية على تطبيق (واتساب) تُمازحه فيها وتقول:
– طيب يا سقيل .. على فكرة مش عايزاك .. أنا بس عندي فضول اعرف جيبت كارنية الظابط منين امبارح
شاهد الرسالة ولم يَرد
فتأففت ندى وذهبت إلى المكان الذي خرجت من المنزل لأجله
إلى طبيبتها النفسية ..
بعد الترحاب الطويل، والعتاب على الغياب لفترة طويلة
جلست ندى وكان يبدو عليها عدم الراحة .. وأنها بحاجة إلى (الفضفضة)
كانت د. نرمين تُعامل (ندى) معاملة خاصة
رُبما لأنها فريدة من نوعها حقًا ..
رُبما بسبب منصب والدها ..
رُبما لأنها تخافها!
لا تعلم السبب تحديدًا .. ولكن ما تعلمه أنها تُعاملها بطريقة غير الطريقة التي تُعامل باقي المرضى بها
بعد نصف ساعة من الحديث تقريبًا عن الضغط العصبي وانعدام الطموح
وابتعاد حلم أن تكون عضوة في فرقة أوتوستراد

جاء اسم والدها فقالت د.نرمين:
– ليه بتكرهيه يا ندى
قالتها وهي تتوقف.. تهرب ندى من الإجابة مثل كُل مرة
ولكنها أجابتها:
– لأنه خاين ..
مالت د. نرمين برأسها وضيقت عينيها كـ إشارة لعدم الفهم
فقالت ندى:
– أهمل ماما وكان بيخونها .. لحد ما مرة هددته بالانتحار .. كالعادة تجاهلها .. وخرج يسهر مع شوية أوساخ
كادت (ندى) أن تبكي .. ولكنها تماسكت
وكانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها د. نرمين أعين ندى دامعة
على الرغم من أنها حاولت أن تضغط عليها كثيرًا لترى ردة فعلها .. ولكنها فشلت
ابتسمت ندى لتحاول أن تُدارى دموع عينيها:
– لما رجع من سهرته في اليوم ده .. لقاها سايحة في دمها .. انتحرت! .. ماتت عشان كانت فعلًا بتحبه

بعدما خرج (كمال السويفي) من المنزل
وفي أثناء طريقة إلى قسم الشرطة ظل يُفكر في حل لقضية القاتل المُتسلسل الذي أرعب الجميع في مصر
خاصة وأن القيادات بدأ صبرها ينفذ بالفعل بسبب تأخر العثور عليه
فوجد أن الطريقة الأفضل الآن
هي الطعم الذي أخبره به (محمد) أحد الضباط التابعين له
الذي أخبره أن هُناك موقع على (الديب ويب) يُتاح من خلاله طلب قتل شخص
مُقابل مبلغ مالي
وأن هذا الموقع قد تم إنشاؤه في نفس وقت بدء مجموعة الجرائم تلك
فقرر (كمال) أن يقوم بتنفيذ تلك الخطة
سيطلب قتل شخص ما .. شخص تابع لهم
ويقبض على القاتل مُتلبسًا
تمنى أن تكون العملية بهذه السهولة
تنهد .. ثم أخرج هاتفه ليُخبر (الضابط محمد) بِبدء تنفيذ الخطة.

قالت د. نرمين:-
– أنا آسفة
= أنا مش بحب أحكي ده
– اتكلمي براحتك يا ندى .. ده أفضلك … وانتي عارفة طبعًا إن هنا سِرك في بير .. دي أمانة!
فبدأت ندى في البُكاء وقالت:
– أنا قتلت شخص تاني .. مش عارفه لحد دلوقتي قتلته ليه! .. بقيت أحس إني بنصب نفسي إله! .. من بعد ما (نزار) خذلني بقيت أحس أن كُل الرجالة كلاب .. نزار كان الفرصة التانية في نظري للرجالة بعد بابا .. وفشلت .. أنا حقيقي تعـــ
توقفت ندى عن الحديث عِندما رأت د. نرمين تدون ما تقوله ندى
أدركت ندى وقتها أنها تحدثت أكثر من اللازم
وتحول الحُزن ونظرة البراءة في أعينها إلى نظرة أخرى غير مُريحة

ابتسمت ابتسامة مصطنعة على وجهها وقالت:
– انتي بتكتبي ايه؟
= شوية ملحوظات على كلامك بس .. انتي مش واثقة فيا؟
جذبت (ندى) المُفكرة فجأة فوجدت عنوان الصفحة الرئيسي (جريمة قتل جديدة)
فنظرت ندى إلى د.نرمين وقالت:
– خلي بالك بس حد يشوفهم
فقالت نرمين:
– أكيد محدش أبدًا هيشوفهم .. دي حاجة خاصة بيا أنا بس .. وأنا زي ما فهمتك أسرارك دي أمانة معايا.
ابتسمت ندى وهي تعرف أنها لن تثق في أي أحد حتى لو طبيبتها النفسية
فقالت وهي تبتسم:
– انتي بتخافي من ايه؟ .. ايه أكتر حاجه بتخافي منها؟
تعجبت د. نرمين من السؤال وقالت:
– مش فاهمة
= أقصد يعني عندك فوبيا من حاجه معينة .. بتحلمي بكوابيس معينة كده يعني؟
قالت د. نرمين بعد قليل من التفكير:
– التعابين

ابتسمت ندى وقالت بصوتٍ خافت:
– التعابين .. أقوى نوع!
بدأت د. نرمين تتحدث على أن الأطباء النفسيون يمرضون نفسيًا مثل العامة ولديهم ما يخافونه
ولكن ندى لم تَكُن معها .. كان تفكيرها غائبًا فيما هو أهم
نهضت وقالت:
– معلش لازم أمشي .. إن شاء الله هجيلك قريب.
حيتها ورحلت.

ظل فادي في منزله بلا خروج
يُقلب في رسائله السابقة مع ندى .. يضحك أحيانًا ويحزن أحيانًا
فمنذ فترة طويلة وهو يعيش بمفرده
وكان يشعر بأن (ندى) هي كُل عائلته
ولكن الأمور زادت عن حدها .. عندما أخبرته ندى في البداية عن الأمر
شعرت بأنه جنون .. أن نقتل أشخاصًا لا نعرفهم مقابل مبلغ مالي!
كان الأمر بالنسبة له عبثًا
ولكن بعد أن حاولت إقناعه بأنهم لن يقتلوا إلا الفاسدين فقط
وافق، ليس لاقتناعه .. ولكن لأنه أراد أن يكون بجانبها
وهو يُفكر في تلك الذكريات
جاءته رسالة على واتساب مرة أخرى من (ندى) تقول فيها:
– أنا عايزة تعبان سام .. حاول تتصرفلي فيه النهاردة .. إحنا هنتقابل بليل .. ولو مردتش عليا عشان نحدد مكان وميعاد هجيلك البيت وهفشخك .. أقوى نوع!

ابتسم رغمًا عنه
بالتأكيد لن يتجاهلها وسيُقابلها، فلم يعتد أن يبتعد عنها
أجابها بـ رسالة واحدة فقط:
– ماشي يا سخيفة .. أقوى نوع ✌️
بعد أن أرسل الرسالة
سمع صوت طرق على باب منزله
نهض مُتثاقلًا وذهب إلى الباب وفتحه
ليجد أمامه ما لم يتوقعه أبدًا، مفاجأة جعلته يتراجع خطوتان إلى الخلف
وجعلت ضيق التنفس يعود إليه مُجددًا
فوجد أمامه (اللواء كامل السويفي) والد ندى

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية مرسال )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *