رواية مرسال الفصل الثاني 2 بقلم أحمد سمير حسن
رواية مرسال الفصل الثاني 2 بقلم أحمد سمير حسن
رواية مرسال البارت الثاني
رواية مرسال الجزء الثاني
رواية مرسال الحلقة الثانية
– أنا هغنيلك شوية عقبال ما تموت .. أهوه أكون سليتك وتشوف عزفي الحقيقي على الجيتار .. قبل ما تموت.
وبدأت تعزف وتُغني
لم تكترث بالهواء البارد على الرغم من إنها تكاد تكون عارية في هذا الحمام
وبدأت تُغني
وما إن بدأت الغناء تذكرت ذكريات الأغنية التي تُغنيها التي تربطها دائمًا بـ نزار ..
“مرسال ورا مرسال .. صعب الحال لو تدري .. الشوق إليك قتال .. على الرمال يحرقني ..
لو طال مهما طال، على الوعد مستني
ابعتلي لو خبر عليك يطمني! ”
كانت تُغني وهي تبكي
ولكن انتفض جسدها رُعبًا عِندما شعرت بمُفتاح يدخل في باب الشقة
وأحدهم يدخل إلى المنزل ويبدو أنه ليس بمُفرده
صوت سيدة وأطفال
تقريبًا زوجة تامر الذي على أبواب الموت الآن وأولاده جاءوا الآن
نظرت إلى تامر الذي يُجاهد تحت الماء وتقول له:
– أنت مُتخلف .. إزاي كُنا هنعمل كده وأنت مش عارف أن مراتك ممكن تيجي
ثم أمسكت هاتفها .. وهي تقول:
– اهرب انت يا فادي .. حد جه .. هنروح في داهية .. اهرب!!
جلس كمال السويفي في منزله قلقًا يحاول الاتصال بـ ندى التي لا تُجيب على مكالماته
على الرغم من أن الساعة اقتربت من الثانية فجرًا
ظل يروح ويجيء في منزله في قلق
ثم جاءته فِكرة أن يدخل غُرفة (ندى) رُبما يجد شيئًا يُخبره بمكانها
دخل الغرفة ولم يجد شيئًا على الإطلاق
جلس على سريرها
فلمح مجموعة أظرف بها أوراق .. رُبما رسائل
كُل ظرف له عنوان بداخله مجموعة من الرسائل
الظرف الأول اسمه : (مرسال ورا مرسال صعب الحال لو تدري – إلى نزار)
الظرف الثاني اسمه: (توصيات طبيبتي النفسية)
والظرف الثالث اسمه: (خطة مُدرب الجيتار)
كانت هذه المرة الأولى التي يعرف فيها أن ابنته تزور طبيبة نفسية
قرر أن يقرأ ما في الأظرف الثلاثة وهو يُكرر الاتصال …
كانت ندى في حيرة وقتها .. لا تعرف ماذا تفعل ..
فهي في الحمام مع رجل قتلته منذ ثوانٍ ولا ترتدي سوى ملابسها الداخلية
باقي ملابسها في الردهة أمام الضيوف الذي جاءوا منذ أقل من دقيقة
بدأت تُفكر .. ولكن
بلا جدوى .. كُل الطُرق تؤدي إلى السجن
ابتسمت على الرغم من أن الوضع غير مُلائم لأنها تذكرت أغنية (أوتوستراد)
(إحنا اتحبسنا وهسهسنا .. إحنا تغميس اتغمسنا)
ولكن زالت ابتسامتها عِندما تذكرت أن عقابها لن يكون أقل من الإعدام
أغمضت عينيها وقلبها يخفق بشدة
تسمع صوت أقدام شخصًا أو أكثر يقترب من الحمام
وصوت أنثوي يُنادي:
– تامر .. انا جيت
أغمضت ندى عينيها أكثر .. بدأت تُغني مرة أخرى بصوتٍ خافت
حتى تمنع نفسها من التفكير والخوف
كانت تشعر وكأن صوت نفسها وخفقان قلبها يُصدران ضجيجًا
وقبل أن تدخل السيدة التي تُنادي تامر إلى الحمام
رن جرس الباب
تعجب السيدة من الشخص الذي يأتي في وقتٍ كهذا
ولكنها ظنت أنه قد يكون (تامر) زوجها قد نسي مفاتيحه
فتحت الباب فوجدت شابًّا على أعتاب الثلاثينات يقول:
– فادي من مباحث الأموال العــ .. مباحث الأداب
قالها وهو يُشير بكارنيه في وجهها ثم وضعه في جيبه
قالت السيدة في قلق:
– خير يا فندم؟
= للأسف يا فندم تم القبض على زوجك في وضع مُخل مع بنت ليل .. جوزك قبضنا عليه خلاص .. واعترف أن في بنت كانت مستنياه هنا ..
شهقت السيدة وبدا عليها عدم التصديق
فقال (فادي) :
– أتمنى من حضرتك تاخدي أولادك في أي غُرفة من المقفولين دول .. عشان ماينفعش يشوفوا منظر زي ده .. وبعد كده ممكن تشرفينا في القسم عشان تطمني على جوزك
وضعت السيدة يدها على رأسها وسحبت أولادها وهي تبكي إلى إحدى الغرف
ثم دخل فادي المُرتجف إلى الحمام
وسحب (ندى)
إلى الخارج مُسرعًا
حاولت ندى أن ترتدي ملابسها في المدخل ولكن فادي سحبها وهو يرتجف ويقول لها:
– مفيش وقت .. بسرعة
ركبت سيارته
وانطلقا ..
وبعد أقل من 2 كيلو متر
توقف بسيارته
كان يُعاني من ضيق تنفس .. حاولت .. ندى تهدئته وهي تخبره بأن كُل شيء على ما يُرام
ولكن ما كان فيه من خوف وقلق كان أكبر من كُل هذا
نظر لها في غضب وقال:
– ده آخر مشوار بييني وبينك .. أنا مش عايز اعرفك تاني يا ندى! إحنا مُكناش متفقين إنها توصل لكده أبدًا .. أنا فضلت مطاوعك .. بس هتودينا لفين تاني؟ لحبل المشنقة؟ وعشان ايه!! عشان تنتقمي .. تنتقمي من ايه .. من الرجالة؟ طيب هو أنا مش راجل قدامك اهوه .. متنقمتيش مني ليه؟
= لأ
– لأ ايه؟
= أنت مش راجل .. أنت صاحبي .. الشخص الوحيد إللي بثق فيه
نظر فادي إلى ندى للحظات وقال:
– أنا حقيقي مش هقدر استحمل موقف زي ده تاني يا ندى .. كفاية كده!
قطع حديثهم رنة هاتف ندى التي لا تقوم بإجابة المُكالمة مُباشرة
كي تسمع أكبر جُزء مُمكن من الأغنية التي وضعتها كنغمة رنين افتراضية
وهي أغنية (لحن حزين) الجُزء الخاص بفرقة أوتوستراد في إحدى حفلاتهم الشهيرة في القاهرة
(سوق بيا شوي شوي عـ اليمين .. والعواميد عـ الشباك بتتوالى)
نظرت ندى إلى فادي وهي مُبتسمة وتقول:
– شُفت .. حتى (يزن) بيقولك سوق شوي شوي عـ اليمين وانت ساكت اهوه .. أمشي بقى يا رخم .. خليك (أقوى نوع)
قالتها وأجابت على مُكالمة والدها.
في المنزل كان كمال السويفي يجلس على كُرسي مقابل باب المنزل
التي فتحته ندى بمفتاحها ودخلت
وما إن دخلت إلى المنزل وجدته يسألها:
– الساعة 3 ونص الفجر .. كُنتي فين لحد دلوقتي؟
= كُنت في مشوار مع صحابي
– مشوار فين؟
= لأ، إحنا هنا في البيت يا بابا .. مش في القسم .. وأنا بنتك مش مُتهمه
– حتى لو في البيت .. ايه المُبرر إللي يخليكي برا لحد 3 ونص الفجر ومترديش على مُكالماتي؟
= كُنت مشغوله شويه
قالت جُملتها واتجهت إلى غُرفتها
وقبل أن تدخل إلى الغرفة
جذبها بعنف وقال:
– أنا بكلمك .. ومش هسيبك إلا لما اعرف، ولا عايزاني اراقبك زي المجرمين؟
نظرت له
وقالت:
– هي ماما ماتت إزاي؟
” من طُرق الانتصار في جدالات النساء على الرجال في أي جدال يميل إلى كفة الرجل .. قلب الطاولة”
تفاجأ كمال السويفي بـ سؤال ندى المُفاجئ .. تلعثم قليلًا وقال:
– مش فاهم السؤال ما أنتي عارفه ماتت ازاي
= لا أنا عارفه أنك حاسس بالندم وحاسس بالذنب وأن موتها بسببك .. زي ما كُنت قريت في مُذكراتك من 3 سنين .. أنت قتلتها؟
اتسعت أعين كمال وقال:
– مقتلتهاش! ..
رفعت ندى حاجبها الأيمن وشعرت بأن زمام الأمور كُلها أصبحت في يدها الآن وهي تقول:
– أمال؟ ليه حاسس بالندم؟ ليه دايمًا بحس أن مُعاملتك معايا وكأنك بتردلي جُزء من إللي خليتني أفقده .. وهو فقدان أمي بسبك!
= مش بسببي يا ندى .. أقسم بالله ما بسببي .. كل إللي كتبته إني كُنت حاسس بالذنب عشان كُنت مقصر معاها مش أكتر .. وبعدين هو أنا لو هقتلها هكتب كده في مذكراتي واسيبها في البيت عادي
هزت ندى رأسها للأعلى والأسفل في إشارة أنهت بها الحوار وعلى وجهها ملامح عدم التصديق
دخلت غرفتها وهذه المرة بلا اعتراض من والدها
وبعد دقائق وجدت والدها يقف على باب الغرفة، يسألها ويقول:
– هو أنتي بتروحي لدكتور نفسي بسبب إنك فاكرة إني اتسببت في موت امك؟
تحولت ملامح ندى إلى الخوف وقالت:
– عرفت منين إني بروح
أشار إلى الأظرف وقال:
– قريت هنا
ذبلت ملامح ندى أكثر والخوف اجتاحها أكثر وأكثر وقالت:
– آه واسباب تانيه
هز (كمال) رأسه موافقًا وقال:
– طيب، نامي دلوقتي .. وهنتكلم في ده تاني
من رسائل ندى إلى نزار
“مرسال ورا مرسال .. صعب الحال لو تدري ..
والشوق إليك قتال .. على الرمال يحرقني
لو طال مهما طال .. عـ الوعد مستني
ابعتلي ولو خبر .. عليك يطمني
وقولي يا قمر .. بعدك ذاكرني؟
لم أكن اتخيل أن يأتي هذا اليوم الذي أكتب فيه رسائلي إليك وأنا أعرف أنها لن تصلك ..
ظللت طوال حياتي أغني هذا الطريق آخرته لحن حزين .. ولكن لم أكن أتخيل أن هذا الطريق هو قصتنا معًا .. وأن اللحن الحزين هو نهايته!
اشتقت إليك يا نزار ..
واشتياقي إليك يجعل من كُل شيء باهت ..
أعمدة الإنارة التي كُنت أحب مراقبتها أصبح ضوؤها باهت .. بلا معنى
الموسيقى المُفضلة أصبحت مُملة .. بدونك
وكيف لشيء بدونك أن يكون مُمتعًا؟
فقد ذهبت وأخذت كُل مُتع الحياة معك
أصبحت قاسيًا يا عزيزي .. قاسيًا للدرجة التي لم أعد أتخيل أن هذا هو نفس الشخص الذي أحببته يومًا ..
أتذكر دائمًا أغنية أوتوستراد وأنا أنظر إلى حالنا الآن
(سافر راح ترك هجر .. نسي كُل شيء وما سأل
قسي علي قلبه الحلو .. كلشي أصبح محتمل
كنت أشوفو من عينيه ..
وقال يقلي بالأخر سوري، دونت ووري)
أبتسم دائمًا عِندما أسمع تلك الأغنية
لأنني لم أكن أتخيل أبدًا .. أن تصف هذه الأغاني القاسية حالي أنا ..
وأن تتحدث عنك.
في صباح اليوم التالي جاء لـ كمال السويفي اتصالًا من أحد الضباط
يُخبره أن هُناك جريمة قتل جديدة قد حدثت ليلة أمس
ذهب مُباشرة
لمعاينة مسرح الجريمة
وسأل أحد الضباط:
– حصل امتى؟
= تقريبًا 1 أو 2 بليل .. مراته قالت أن جه واحد انتحل شخصية ظابط أداب خد واحده من جوه وقالها أن جوزها مقبوض عليه وبعديها دخلت الحمام لقيته في الوضع ده
نظر كمال السويفي إلى الزوجة وقال:
– له أعداء؟
= لا، خالص .. كُل الناس بتحبه
– بيشتغل ايه؟
= مُدرب جيتار
اتسعت أعين كمال عِندما تذكر عنوان الظرف الذي رآة بالأمس في غرفة ابنته ندى
وأن الجريمة حدثت تقريبًا في نفس وقت غياب ندى عن المنزل وعدم إجابتها على اتصالاته
قرر أن يترك كُل شيء الآن ويذهب إلى المنزل ..
ليقرأ ما بداخل الظرف المُسمى (خطة مدرب الجيتار)
يتبع ..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية مرسال )