روايات

رواية عشقت قاسياً الفصل الثاني و العشرون 22 بقلم سارة رجب حلمي

رواية عشقت قاسياً الفصل الثاني و العشرون 22 بقلم سارة رجب حلمي

رواية عشقت قاسياً البارت الثاني و العشرون

رواية عشقت قاسياً الجزء الثاني و العشرون

عشقت قاسياً
عشقت قاسياً

رواية عشقت قاسياً الحلقة الثانية و العشرون

(حكاية فرح)
مروان موجهآ حديثه لفرح: تعالى إتفضلى معايا عشان تنامى فى أوضة ندى أختى، هى مش هنا زى ماقولت لوالدتك.
فرح بحرج: لو وجودى هيضايقكم أنا ممكن أمشي، أنا مقدرة الظرف اللي إنتو فيه.
مروان: لأ طبعآ متقوليش كده، مش هيضايقنا ولا حاجه، تعالى معايا.
وبالفعل أدخلها مروان إلى غرفة ندى وتركها ودخل إلى غرفته.
إعتدلت إيمان على فراشها فور خروجهم من غرفتها، وجلست تفكر فى هذه المفاجئة التى زلزلتها بشدة، فلم تكن تتوقع أن تظهر فرح مجددآ فى يوم من الأيام، وتألمت كثيرآ لما فعله بها حسام، ولا تصدق أن هذا هو حسام الذي لم يرفع يده عليها فى أشد الاوقات التى كان يظهر فيها قسوته وغلظته، ثم تأتى حكاية فرح لتجعله يضربها بكل هذا العنف وأمام والدها وأخوها.
قامت من فراشها قاصدة غرفة ندى التى تحتلها الآن تلك الغريبة التى كانت فى عداد الموتى منذ وقت ليس بالقليل…
ثم فتحت الباب دون سابق إنذار، فإنتفضت فرح فى مكانها.
نظرت لها إيمان بحزن وغضب تحاول كتمانه.
إيمان: ليه؟؟
تفاجئت فرح بسؤال إيمان غير المكتمل.
ثم أخفضت رأسها بأسى.
دخلت إيمان الى الغرفة وجلست أمامها على إحدى المقاعد وهى تنظر لها بثبات.
إيمان: قوليلى على سبب واحد يبرد نارى وصدمتى فيكى، عملتى كده ليه؟، عيشتينا فى وهم قذر زى ده ليه؟؟
فرح بأسف: علشان أنا إنسانه غبيه ومابفكرش وبتصرف من دون أى وعى.
إيمان: كنتى فين كل السنين دى وإزاى قدرتى تختفى كل ده؟
فرح: كنت متجوزة…متجوزة خالد.
إيمان بسخرية: بالبساطه دى!!…تهربى وتتجوزى وتعيشي فى سعادة، ياسلام على الحياة السهله!!
ثم نظرت لفرح فجأة واستطردت قائلة: إنتى إتجوزتى خالد اللي كنتى بتحكيلى عنه وكنتى ساعات مابترضيش تروحى معايا من المدرسه عشان تقابليه؟
فرح: أيوا هو اللى أنا إتجوزته، وهو اللى لما رجعتى من السوبر ماركت بعد ماشتريتى المياة قالك إن فى بنت وقعت من فوق الكوبرى فى المياة.
إيمان متفاجئة: يخرب عقلك!!، معقول دبرتوا خطه وفخ وانا وقعت فيه ووقعت فيه عيلتك كلها، انا مش قادرة اصدق انك عملتى كل ده، ده انتى رئيسة عصابه.
فرح: ساعات كتير بنغلط ونعمل حاجات أكيد بنندم عليها بعد كده وأخر حاجه بنبقى محتاجينها إننا نلاقى كل اللي حوالينا بيجلدوا فينا، وكفايه علينا إننا جلدنا نفسنا بما فيه الكفاية.
إيمان: الكلام ده تقوليه لو كنتى ندمتى زجلدتى نفسك وجيتى فى وقتها، مش جاية تندمى بعد كل السنين دى، ندمك تبليه وتشربى مياته يا فرح، مالوش أى لازمه عند حد فينا.
فرح بخيبة أمل: كنت فاكرة إن إنتى الوحيدة اللي هتحس بيا وتسمعنى وتقدر موقفى، بس واضح إن اللي حسام عمله فيكى من شوية خلاكى تتعكرى من ناحيتى لدرجة إنك مادتنيش فرصة أحكيلك وتفهمى كل اللي مريت بيه وظروفى كانت

 

 

إيه.
إيمان: اللي عمله حسام مش فارق معايا، مش هيكون أكتر من الألم اللى جوايا على أختى حبيبتى اللى نايمه فالمستشفى لوحدها دلوقت، اللي انتى عملتيه فينا كبير ومش مصدقة إنك مستغربة موقفنا والمفروض إننا ناخدك بالحضن بعد اللي إكتشفناه ده!!
فرح: لأ متخدونيش بالحضن.. بس عالأقل إسمعونى يمكن أصعب عليكم.
تذكرت إيمان حالها عندما إغتصبها تامر وإتهمت حسام زورآ وكانت تتعذب من فعلتها وسرها الثقيل ولكن لم يغفر لها حسام خطيئتها ولا حتى من حولها فالوقت الذى كانت تتمنى فيه أن يسامحوها ويصدقوا أنها ندمت على مافعلت أشد الندم، فشعرت أنها مقدرة موقف فرح، فهكذا يكون الإنسان لا يشعر بموقف أحد إلا عندما يقع فيما وقع به.
إيمان: طيب إحكى يافرح.
*************************
وجدها تجلس فى الظلام وحدها وهى تبكى بكاء مرير، فاقترب منها وهو يعلم أن ماقاله لها هو ماجعل حالتها على هذا الوضع.
كرم: مش هتنامى؟
وفاء باقتضاب: لأ.
كرم: طب بتعيطى ليه دلوقتى؟
وفاء: بعيط على كسرة قلب بنتى وابن اخويا، بعيط على علاقتى بأخويا اللي هتتدمر بعد مايعرف اللي إنت قولته ده، وبعيط على ندى اللى فالشدة دى من غير أم تقف جنبها ولا حتى عمتها اللي إعتبرتها أمها، بعيط على إنى صدقتك وجيت معاك لحد هنا برجلى عشان أتحبس وأتحرم من أخويا وولاده اللى ماليش غيرهم فى الدنيا.
كرم: ووافقتى ليه من الأول؟
وفاء: كنت فاكرا إتغيرت وتستاهل منى إنى أضحى عشانك.
كرم: طب هو أنا ماتغيرتش؟
وفاء بإنفعال: فين تغيرك ده بعد اللي قولته!!
كرم: هو انا عشان مش شايف الجوازة دى مناسبه لبنتى أبقى متغيرتش ووحش!!
وفاء: أيوا لإن اللى عايز تعمله ده يدل على إنك خدعتنا كلنا ولعبت بينا، ده غير إنك محترمتش حد ولا عملت إعتبار لأى حد هيزعل، ده غير قلبك ماحنش على بنتك الوحيدة اللى بتحبه وممكن يحصلها حاجه لو عرفت بخبر زى ده، مش كفايه إنك حرمتها تعمل زى كل واحده مخطوبة وتتكلم مع خطيبها بالساعات عالنت وعالموبايل، وبرغم كده سكتت وماعندتش معاك.
كرم بإنفعال: وانا مش الاب الجاحد اللى هيجوز بنته بالعافيه لراجل عجوز عشان معاه فلوس، بالعكس أنا همنعها من جوازة زى دى لمصلحتها.
وفأء بتعجب: مصلحتها!!، ليه ماله يعنى مروان، فى إيه يضر بمصلحتها؟!
كرم: هو إبن أخوكى وعمرك ماهتشوفى فيه حاجه وحشه، فالكلام معاكى هيبقى تعب عالفاضى.
وفاء: طب عرفنى إيه اللي إنت شايفه فى مروان؟، قلة الفلوس يعنى؟، خلاااص الغربة علمتك حب الفلوس وتمييز الناس على أساسها؟!، مانت ممكن تجوزها لواحد مفيهوش أى ميزة بس غنى ويجى يوم ويفتقر، ساعتها بإيدك تعمل إيه؟، بس ممكن جدآ تجوزها لواحد على قده وبطموحه يكبر ويعيشها فى أحسن مستوى، ومروان شخص طموح ويقدر يعمل كده.
كرم: لو ماكانش إبن أخوكى، كنتى هتقولى نفس الكلام ده؟
وفاء: أيوا يا كرم كنت هقول نفس الكلام علشان أنا مابفرقش بمنطق الفلوس زيك، أنا كل اللي يهمنى أخلاقه وبيحب بنتى ولا لأ، بنتى الوحيدة اللى ماليش غيرها اللى عمرى ماهفرط فيها عشان ده إبن أخويا ولا ده معاه فلوس..
كرم: يوووووه، هنفضل طول عمرنا مختلفين ماشيين على سكك مابتتقابلش.
وفاء: كنا زمان ماشيين على نفس السكه ياكرم، بس إنت اللي إتغيرت وسيبت سكتى ومشيت فى سكه لو كانت حلوة يمكن كنت جيت معاك، لكن للأسف سكتك صعبه عليا وعلى تفكيرى ومبادئى وعمرى ماهغير نفسي عشان أكون وحشه وأظلم بدم بارد.

 

 

**********************
فرح: بعد ماوهمناكم إنى مت وإتطمنا إنكم صدقتوا وصلنى لشقه قديمه بتاعة باباه، كانوا عايشين فيها وعزلوا من زمن، ورجع هو بعدها لبيت أهله وكإن محصلش حاجه، عيشت ليلة من أصعب الليالى فى شقه فاضية مافيهاش غير شوية كراكيب وكنت هموت من الخوف من أى حركه أسمعها أو خيال عينى تتخيله، لازقه فى الحيطه وخايفه أتحرك وكل مالليل يدخل كل مالخوف فى قلبى يزيد ويتعمق، وكنت بصبر نفسي إن أول مالصبح هيطلع، هلاقيه جالى وطمنى وبشرنى بإنه مش هيسيبنى تانى، وعدت الليلة بصعوبه ولما الصبح طلع جالى على الساعه 10 وانا قاعدة بستناه بفااارغ الصبر، ماصدقت إنى شوفته جريت عليه وانا بعيط.
فلاش باك.
فرح: أخيرآ جيت ياخالد، أنا كنت هموت.
خالد: ليه بتعيطى بس ياحبيبتى، بعد الشر عليكى من الموت، إهدى كده.
فرح: ههدا وهبقى كويسه لو فضلت هنا معايا، ونتجوز النهاردة عشان نعرف نعيش مع بعض وماتسبنيش لوحدى كده تانى.
خالد بتوتر: لاااا ماهو مش هينفع يافرح.
فرح بصدمه: هو إيه اللي مش هينفع!!
خالد: مالك إتخضيتى كده ليه، كل الحكايه إننا هنأجل الموضوع ده دلوقتى، لمدة أسبوع واحد بس، أختى هتتجوز الأسبوع ده يافرح، يرضيكى محضرش فرحها واكون جنبها فى وقت ماتحتاجنى؟
فرح بإنفعال: طب خلتنى عملت كل ده ليه ماكان ممكن تعرفنى واستنى الاسبوع ده فى بيت أهلى بدل ماقضيه هنا لوحدى فى بيت فاضى والخوف ينهش فى قلبى.
خالد: أنا آسف يافرح، من كتر تركيزى فى حكايتنا ماكنتش واخد بالى إن أختى هتتجوز خالص، متزعليش منى.
فرح ببكاء: حرام عليك، أنا مش عارفة أتصرف إزاى دلوقتى ولا أعمل إيه!!
خالد: ياحبيبتى متعمليش أى حاجه، إنتى هتقعدى هنا وبموبايلك تدخلى على النت وتسلى نفسك وانا هجيبلك أكلك كل يوم وأقعد معاكى طول النهار بس مش هقدر أبات معاكى بس، ده كل الإختلاف.
فرح: طب أنا مانمتش من إمبارح، مفيش حاجه أنام عليها.
خالد: طيب مش معاكى حاجه دهب نبيعها واجيبلك بيها سرير ومرتبه؟
فرح: معايا حلق وخاتم، خد الحلق بس لإن الخاتم ذكرى من أخويا حسام.
خالد: طب هاتيه.
************
فرح: وقلعت الحلق فعلآ وإدتهوله، بس مفيش ساعتين ولاقيته راجع يطلب منى الخاتم وهو بيعتذرلى لإن الحلق فلوسه مكملتش، وبعد ده كله غاب شوية ورجع معاه مرتبة صغيرة من غير سرير ولا اى حاجه تانيه، ولما سألته لاقيته بيتكلم بطريقه غريبة، قالى كفايه المرتبه، فسألته عن باقى الفلوس، قالى أمال أنا هصرف عليكى منين إنتى فاكرانى موظف!!
إيمان: يعنى بان بشكل غريب عليكى!، طب مارجعتيش ليه أول ماعمل كده؟، كان فى إيدك ترجعى.
فرح: كل ده وماكنتش حاسه إن فى حاجه غريبة بتحصل، كل ده وكنت بديله عذر على كل حاجه يعملها، وعرف إزاى يورطنى بكلمتين، يوم ماجه وطلب منى نعيش كإننا متجوزين لحد مالأمور فى بيته تتحسن ويقدر يجى يتجوزنى، أنا رفضت وقولتله نتجوز الأول، بس هددنى إنه هيفضحنى ويروح لأهلى يقولهم ويوهمهم إنى كل ده كنت قاعده معاه فالشقه ماكانش بيمشي خالص يعنى، ويسيبهم بقى يفهموا اللى يفهموه.
إيمان: يعنى طلع واطى مش زى ماكنتى فاكره؟؟
فرح: بهدلنى كتييير، بس أنا أصريت إننا نتجوز وقابلتنا مشكلة إن لازم وكيل ومينفعش أجوز نفسي، ده غير إنى كنت تحت سن الجواز كان عندى 17 سنة وقتها، إكتشفت أمور كتير تبوظ فكرة الجواز اللى هربت عشانها بمنتهى الغباء وقلة الفهم، فاقترح عليا نتجوز عرفى وسألته هو ده جواز حقيقى يعنى؟، قالى اه حقيقى واسمه جواز عرفى عشان اللى بيتجوزوا بس اللي بيعرفوا وبورق يكون بينهم هههههه كنت هبلة اوى وبصدقه فى كل حاجه وبسمع كلامه فى كل حاجه، وفعلا اتجوزنا عرفى بس بطريقتنا احنا المنيلة وعيشنا على كده فترة 3 سنين كان كلهم ضرب وشتيمه وتهزيق وجوع ومرمطه ونوم عالبلاط، جربت ودوقت كل ألوان الذل، وحملت ولما حملت كان بقى عندى 20 سنه والحياة علمتنى وفهمتنى كتير من ضمن اللى فهمته إن اللي بيننا ده مش جواز، طالما مش على إيد مأذون وأب يحط إيده فى إيد العريس ودولة تسجل الجواز ده، فعرفته إنى حامل وطلبت منه نتجوز جواز شرعي بس كانت النتيجة المتوقعه إنه يرفض وده اللى حصل، رفض يتجوزنى عند مأذون، حاولت أقنعه كتيييير وأفهمه إن جايلنا طفل ولازم أبوه وأمه يكونوا متجوزين فالنور، بس برضو رفض ده غير إنه قالى نزلى اللي فى بطنك مش عايزه لو هيربطنى بيكى ويخليكى تفتكررى إنى ممكن أتجوزك، قهرنى وعذبنى بشكل مفيش واحده فى الدنيا تستحمله، دوقت الذل وعرفت إنى كنت ملكه فى بيت أبويا، عرفت إنه كان عنده حق يرفض ويعمل أكتر من كده وانا اللي كنت غبيه غباء مفيش زيه فالدنيا.
نظرت لها إيمان بعيون دامعه متألمه لا تعرف كيف تطبب جراحها التى بدأت تنفذ بمجرد أن تذكرت ماعانته فى حياتها.
إيمان: وعملتى إيه بعد كده وابنك او بنتك فين؟

 

 

فرح بألم: ماكانش قدامى إلا إنى أسكت وأرضى بالأمر الواقع وأحاول على قد ماقدر أحافظ على اللى فى بطنى، لإنى حسيت بالغدر منه، وقلبى قالى إن لو اللي فى بطنى راح هيرمينى فى الشارع ويقول أنا بريئ منها وعمرى ماشوفتها، خوفت أضيع أكتر من الضياع اللي أنا فيه، فصبرت وحاولت إنى أعدى الأيام على خير، وكان بيتعمد يسيبنى من غير أكل بالأيام، لدرجة إنى كنت بستنى الجيران يطلعوا الزبالة قدام الباب ويدخلوا وكنت بطلع أبص حواليا وأتأكد إن ماحدش شايفنى وأروح أقلب فى زبالتهم وأطلع أى حاجه تتاكل وأخدها واجرى على الشقه وابدأ آكل من غير حتى مابص على اللى باكله عشان أقدر أبلعه وأعيش أنا واللي فى بطنى.
بكت إيمان بحرقه وبكى معها حسام الذي كان يقف خلف الباب ويستمع لكل ماتقوله أخته فرح، فقد أتى كى يصالح إيمان فقلبه لم يسمح له أن يبيت ليلته ويداه تاركه أثرها على جسد من أحبها قلبه، فعاد لمنزلها كى يخفف عنها ألمها الذى تسبب لها به، وعندما فتح له مروان أشار له بأن إيمان تجلس مع فرح فى الغرفة فاستأذن منه أن يذهب لهم واعدآ إياه بإنه لن يتسبب بأى إزعاج، وكان ذلك سببآ فى أن يسمع قصة أخته المؤلمه.
فدخل وسط دهشة إيمان وفرح بقلب رحيم، وتتطلع فى عينيها بوجع، ثم إحتضنها بقوة لا مثيل لها محاولآ أن يعوضها عن عذاب مارأت وأجهش فى بكاء مرير.
حسام: ليه عيشتى العذاب ده كله واحنا موجودين؟، وفين ابنك؟
فرح: بنتى…كانت بنت جميلة أوى، قدرت أجيبها للدنيا بعد عذاب، شوية أكل من الزبالة على شحاته ومد إيد فى الشارع وكل اللي مهون عليا إن عندى شقه بنام فيها واستر نفسي من جحيم الشوارع، جت بنتى وقلبه رق عليها أول كام يوم من ولادتها بس، نسيت أقولكم إنى ولدت فى الشقه لوحدى، واتعرضت للموت كتيييير، وكلمته قولتله وماكانش مهتم ورده المعتاد إنه مش معاه فلوس يودينى مستشفيات، كنت بصوت من كتر الألم والوحده وحالى اللي صعبان عليا فسمعتنى جارتى اللي كنت باكل من زبالتها، وجت تجرى تخبط عليا، قومت بمنتهى الصعوبة واتحركت بالعذاب وبنتى كانت خلاص هتخرج، فالست شافتنى كده دخلت جرى والخوف مالى عينيها وبدأت تساعدنى وإتصلت بدكتورة النسا بتاعتها وجت خلصت الولادة وهما الاتنين فى عينيهم شفقه وعطف على حالى وشكل الشقه اللى أنا قاعده فيها لوحدى وبولد كمان من غير مايكون معايا حد، الدكتورة مارضيتش تاخد أى فلوس ومشيت وهى حزينه عليا، وجارتى دخلت بيتها وعملتلى أكل وفراخ، وجابتهولى وكانت أول مرة أدوق أكل نضيف من فترة كبيرة أوى، كنت عامله زى العيلة اللى فرحانه بلبس العيد، كنت فرحانه ببنتى وبالأكل أووى، سعادة نستنى كل لحظة ألم وعذاب عشتها، ساعتها إتأكدت إنه لو كان عاملنى معامله ربع آدميه حتى كنت هعيش معاه مبسوطه وفرحانه ومش محتاجه لأى شئ تانى.
بس للأسف كان دايمآ بيختار الوحش والمعاملة الصعبه، يمكن أسبوع واحد كان فرحان بالبنت وراح جابلها هدوم وجابلى فاكهه وأكل، وبعد كده إتغير ورجع زى الأول بس وانا متحمله مسئولية طفلة مش نفسي وبس، ورجعت تانى فى محاولات مستمرة معاه إنى أعرفه حق بنته عليه وإننا بقينا أسرة وإننا من حقنا إنه يعيش معانا ومايسيبناش تانى ويشتغل شغل كويس ويصرف علينا، ومن حق بنته إن أهل باباها يعرفوا بوجودها فالدنيا ويجيبولها كل اللي ناقصها لو هو مش قادر، طبعآ ماكنتش بلاقى منه رد غير الضرب والإهانه والجوع بالأيام، لدرجة إنه لما كان يحن ويجيبلى أكل كنت بخاف أكله وأخلصه لإنى عارفة إنه لما يخلص مش هلاقى غيره.
حسام: لما قررتى تهربى معاه مكنتيش عندك شك طبعآ إنه يعمل كده.
فرح:ولاواحد فالمليون حتى، كان فى عينيا ملاك، زى كل واحده ممكن تصدق واحد وتهرب معاه وبعد كده تكتشف حقيقته القذرة.

 

 

 

*********************
كان شيرين تجلس على فراشها وهى تشاهد أحد الأفلام بملل وعدم تركيز وتوتر شديد فدخل خليل وهو منفعلآ بشدة.
خليل: إنتى ليكى نفس تتفرجى على أفلام!
فوقفت خائفه: كنت بضيع الوقت لحد ماتيجى، حصل إيه؟
خليل: الجلسه إتحددت الأسبوع الجاى، حكاية سيادتك إتنشرت فى كل الجرايد ولو قلبتى من على قناة الأفلام هتلاقي برامج التلفزيون كمان بتتكلم عنها، وكله منتظر يوم الجلسه وبيتكلموا عن حضرتك وبقيتى حديث الساعه، جبتلنا العار منك لله.
ثم تركها والغضب يشتعل فى قلبه وأمام عينه، فجلست تبكى منهارة تتحسر على مامضى وتتندم على معرفتها بذلك الوغد.
*******************
حسام: ماقولتيييش برضو فين بنتك؟
فرح بعيون دامعه: ماتت.
إنصدم حسام وإيمان بشكل لا يحسدوا عليه.
إيمان: مش معقول، أنا مش مصدقة إنك عيشتى العذاب ده كله.
حسام بقلب حزين: كان لازم يحصل كده، إزاى هتعيش فى كل الإهمال ده، أكيد مرضت وماتعالجتش، مفيش طفل يقدر يعيش فى حياة غير آدميه بالشكل ده.
فرح: ماهو أنا لما ماتت قولت لو ماكانتش ماتت فى اللي حصل ده كانت هتموت من العيشه اللى هى عيشاها دى.
حسام: معنى كلامك إنها ماتت لسبب تانى؟
فرح: أيوا، كنت رايحه معاه لأهله وركبت وبنتى على إيدى على الموتوسيكل بتاعه، واتحرك بينا وكان رايح هناك وهو خايف من رد فعل أهله، بس راح عشان يخلص من زنى وتهديدى ليه إنى هروحلهم أنا وبنتى لوحدنا وأعرفهم كل حاجه، شكيت كتير إن الحادثه اللى حصلت كان هو مرتبلها، بس اللى حصله وكمان زعله على بنتنا كان بيخلينى أرجع فى تفكيرى، بس كل مالمشهد يتعاد قدام عينى بحس إن كان هدفه أن انا وبنتى نوقع بس ربنا ماسابوش يتهنى بخططه والموتوسيكل إتقلب بينا كلنا وبنتى راحت منى وهو إتشل.
حسام: إيه!!، إتشل؟!
فرح: أيوا، وعايش مفيش حد بيخدمه وبيراعيه غيرى ومحدش من أهله بيسأل فيه وعاملين حجتهم إنه إتجوز وخلف من وراهم، وقالوله كفايه إننا نسيبكم تكملوا فالشقه ومانطردكمش منها بس أكتر من كده ماتستناش مننا، بنتى راحت بس أبتليت بيه وهو عاجز، يعنى حتى اللقمه اللي بتجيلى كل كام يوم إتمنعت بشلله، فاضطريت أنزل أشتغل وأصرف عليه وعلى نفسي وكنت ارجع مالشغل جرى أساعده فى اى حاجه وانضفله مكانه وادخله الحمام واغيرله هدومه واعمله الاكل وواحده واحده قدرت اجيب حاجات فالشقه بالقسط وكنت بسد من الجمعيات اللى بعملها.
حسام: ماجيتيش ليه؟!!
فرح: عشان كنت عارفه إن جوازى منه مش جواز، وكل اللى كنت قادرة أعمله إنى أمنعه يقربلى بس ماكنتش قادرة أخليه يتجوزنى، وطول مانا لسه مش قادرة أخليه يتجوزنى جواز شرعى طول مانا مقدرتش أدخل بيتكم، هدخل أقولكم إيه بعد كل السنين دى؟؟
إيمان: وقدرتى تخليه يتجوزك عشان كده جيتى؟
فرح:… …

يتبع…

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *