رواية امرأة بقلب طفلة الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء كمال
رواية امرأة بقلب طفلة الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء كمال
رواية امرأة بقلب طفلة البارت التاسع عشر
رواية امرأة بقلب طفلة الجزء التاسع عشر
رواية امرأة بقلب طفلة الحلقة التاسعة عشر
كانت العائلة مجتمعة علي العشاء يتبادلون اطراف الحديث ويمزحون معا
ميرنا :-
بت ياهاجر عايزين يوم كده نخرج بعد الجامعة انا وانتي وميار واصحابنا ونخربها
هاجر :-
لا ماليش انا في الجو ده فكك مني
ميار :-
وانا كمان زيك ياهاجر
ميرنا :-
ده انتوا مملين اوي
داليا :-
قصدك مركزين في دراستهم مش فاشلين زي سعادتك
ميرنا بهمس :-
ولا يازوز ما تيجي انت معايا
معتز :-
طالما الحوار في بنات دايس معاكي طبعا
ميرنا :-
يامان واطي أنت
يوسف :-
اخبار الشغل اي يا عبد الرحمن
عبد الرحمن :-
ماشي الحال يابابا
يوسف :-
لسه معرفتوش تمسكوا الراجل اللي مدوخكوا وراه بقاله كتير ده
عبد الرحمن :-
للاسف لا يابابا واضح ان الراس الكبيرة بره مصر
وهي اللي بتحرك اللي موجودين في البلد
واللي بيتمسك بالنسبالهم كارت محروق
عز :-
طب مفيش حد قدر يدلكوا علي اي معلومات عنه
عبد الرحمن :-
اي حد من اللي بنمسكهم بيكون عارف دوره في العملية بس مش عارف اي اللي قبله ولا اي اللي بعده بس هنجيبه ان شاء الله
عز :-
ان شاء الله ربنا يعينكوا يابني
كانت هاجر شاردة ولا تأكل جيدا فلاحظت آمال ذلك
آمال :-
هاجر مالك يا حبيبتي مبتاكليش ليه
هاجر :-
مفيش ياتنت انا شبعت الحمدلله
آمال :-
انتي ملحقتيش تاكلي عشان تشبعي
هاجر :-
ماليش نفس والله انا كده تمام
كاد عبد الرحمن أن يتحدث ولكنه توقف عندما سمع رنين هاتفه
أمسك هاتفه فوجده رقم غريب فقام بالرد
عبد الرحمن :-
الو السلام عليكم
اجابه المتصل :-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الرائد عبد الرحمن البدري معايا
عبد الرحمن :-
ايوة انا عبد الرحمن البدري مين حضرتك
اجابه بهدوء :-
انا دكتور عماد من مستشفى…. ياريت حضرتك تشرفنا في المستشفى ضروري في مريض هنا يخص حضرتك
عبد الرحمن باستغراب :-
يخصني انا حضرتك متأكد
عماد :-
عندنا هنا المدام ريهام خالد البدري زوجتك وهي رافضة تتكلم مع أي حد غيرك
عبد الرحمن :-
اي اللي انت بتقوله ده في حاجة غلط في موضوع
عماد :-
ياريت حضرتك تشرفنا لاننا كمان محتاجين نفهم شوية حاجات وعايزين نطمن علي المريضة بس هي رافضة أي حد يدخلها غيرك
عبد الرحمن :-
طيب طيب انا جاي حالا
مسافة السكة مع السلامة
أغلق عبد الرحمن الخط ونهض ليذهب
يوسف :-
في اي ياعبد الرحمن
عبد الرحمن :-
دي مستشفى…. بيكلموني وبيقولوا في مريض هناك يخصني ورافض اي حد يقربله من الدكاتره او الممرضين غير لما يشوفني
هاجر بفزع :-
يمني
عبد الرحمن :-
اهدي ياهاجر الموضوع بره يمني خالص انا هروح اشوف اي الدنيا وهابقي اكلمكوا
تركهم عبد الرحمن ورحل
وبعد أقل من نصف ساعة توقفت سيارة عبدالرحمن أمام المشفي وترجل منها ولديه العديد من التساؤلات
دخل المشفي وذهب للطبيب الذي حدثه
عبدالرحمن :-
معلش ممكن افهم اي اللي بيحصل بالظبط
عماد :-
حضرتك احنا الحالة جات المستشفى وهي عاملة حادثة ولما سألنا اللي جه معاها قال انا معرفهاش هي عملت حادثة في الطريق وانا جبتها علي هنا ودفع الحساب ومشي وساب شنطتها معانا
لقينا في الشنطة جواز السفر بتاعها ومكتوب فيه الاسم لما فاقت فضلت تسألنا اسئلة غريبة وفضلت تنادي عبد الرحمن ولما سألناها مين عبد الرحمن قالت ده جوزي
عبد الرحمن بصدمة :-
جوزها ازاي اي اللي حضرتك بتقوله ده
عماد :-
انا مقولتش حاجة ده كلام مراتك وهي اللي قالتلنا اسم حضرتك عشان كده قدرنا نوصلك
عبد الرحمن :-
بردو هيقولي مراتي يادكتور انا وريهام متطلقين من خمس سنين تقريبا
شرد الطبيب لدقائق وهو يفكر بشئ ما ثم قال بهدوء :-
طب ممكن حضرتك تدخل تشوفها وتجاريها في الكلام وانا هتابعكوا من بعيد وبعد ما تخرج من عندها نتكلم
عبد بنفاذ صبر :-
ماشي
أخذه الطبيب وذهب به إلي غرفة ريهام
توقف عبد الرحمن قليلا فهو ليس مستعدا لرؤيتها بعد تلك السنوات فهو لا يريد أن يتذكر الأيام التي قضاها معها
أخذ نفسا عميقا ثم دلف للغرفة
اقترب من الفراش وقال بتردد :-
ريهام
فتحت ريهام عينيها ببطء وعندما رأته ارتمت بحضنه اما عبد الرحمن فصدم بشدة وكأن احدهم سكب دلو ماء بارد عليه
أصبح عاجزا عن الحركة لم يعرف ماذا عليه أن يفعل
ولكن تدارك الموقف وابعدها عنه فهاجر لا تستحق منه الخيانة
ريهام ببكاء :-
عبد الرحمن انت سبتني وروحت فين ازاي تسيبني لوحدي وانا في الحالة دي
عبد الرحمن احنا جينا مصر ازاي وامتى
احنا مش كنا في لبنان
عبد الرحمن رد عليا انت مش بتتكلم ليه
عبد الرحمن بتوهان :-
اهدي ياريهام المهم انك بخير دلوقتي
مش مهم اي حاجة تاني
ريهام :-
خليك جمبي ياعبد الرحمن متسبنيش
انا عارفة انهم مش هيسيبونا في حالنا
عايزين يقتلوا فرحتنا واحنا لسه عرسان
عبد الرحمن :-
اهدي انا موجود اهو انتي ارتاحي دلوقتي وانا هروح اشوف الدكتور اتطمن عليكي بس
ريهام :-
مش هتمشي تاني صح
عبد الرحمن :-
ارتاحي انتي مش هروح في حته ارتاحي
استجابت ريهام لحديثه واستقلت علي الفراش لتستريح اما عبد الرحمن فكان في دوامة من الافكار لا يفهم ماذا يحدث معه ابدا
خرج ليذهب للطبيب الذي كان يراقب عن بعد ماذا يحدث
عماد :-
للاسف اللي كنت شاكك فيه طلع بجد
عبد الرحمن :-
هو اي اللي طلع بجد هي فقدت الذاكرة يعني ولا اي مش فاهم
عماد :-
هي عملت حادثة قبل كده او اتخبطت في دماغها مثلا
عبد الرحمن :-
اه هي خبطتها عربية قبل كده من حوالي خمس سنين والمخ اتصاب بس الأشعة ساعتها قالت انها تمام وانها ممكن تنسي حاجة بسيطة جدا
عماد :-
الخبطة التانية في دماغها عملتلها فقدان ذاكرة
عبد الرحمن :-
فقدان ذاكرة ازاي مهي فاكراني اهي
عماد :-
تقدر تقول ان الحادثة دي رجعتها للحادثة الأولي يعني هي مش هتفتكر اي حاجة في الخمس السنين اللي حضرتك بتقول عليهم دول
عبد الرحمن بصدمة :-
يعني اي يعني هي فاكرة انها لسه مراتي
مينفعش طبعا كده الدنيا كلها هتتلخبط
عماد :-
لو سمحت حضرتك لازم تتعاون معانا هي مش لازم تعرف الحقيقة دلوقتي احنا هنتعامل كأن كل حاجة تمام يعني بمعني أصح هترجع معاها خمس سنين لورا
عبد الرحمن :-
لا يمكن مستحيل
عماد :-
حالتها النفسية مش هتستحمل اي صدمات
عبد الرحمن :-
يادكتور انا فاهم كل اللي حضرتك بتقوله بس صدقني صعب اني انفذه لاسباب كتير
اولهم اني راجل متجوز ومش هقدر اخون مراتي واجرحها بالطريقة دي والتاني اني مش هقدر اخدع ولا هقدر امثل عليها واتعامل بنفس الطريقة اللي كنت بعاملها بيها في الوقت اللي ذاكرتها وقفت عنده
عماد :-
انا قولت لحضرتك اللي عندي والباقي ده بتاعك يا سيادة الرائد بس اتمني انك تفكر تاني
وخد الموضوع عشان صلة القرابة عالاقل
تركه الطبيب ورحل بينما كان عبد الرحمن في دوامة لا يعرف ماذا يفعل
الافكار تعصف به بشدة
لا يدري بماذا يخبر هاجر عندما يعود
هل يخبرها الحقيقة أم لا
قرر عبد الرحمن الرحيل فهو لا يدري ماذا يفعل
هو فقط يريد أن يري هاجر
يريد أن يضمها إلي قلبه هو لا يريد سواها
كانت هاجر قلقة للغاية لم تستطع النوم بقيت مع الجد وباقي العائلة تنتظر مجئ عبد الرحمن
سمعوا جميعا صوت سيارته دق قلب هاجر بعنف ولا تدري ما السبب
دلف عبد الرحمن المنزل ويبدو علي وجهه ملامح الضيق
وقفت هاجر والقلق بادٍ علي وجهها
عز :-
اتأخرت كده ليه يابني قلقتنا عليك
عبد الرحمن :-
معلش ياجدي غصب عني
آمال :-
طمنا يا عبد الرحمن مين اللي في المستشفى
لم يتحدث عبد الرحمن ونظر لهاجر بارتباك
شعرت هاجر بانقباض قلبها واقتربت منه وقد تجمعت الدموع في عينيها لم ينظر إليها عبد الرحمن بل كان ينظر للارض بصمت
وضعت هاجر يدها علي ذقنه لترفع وجهه لتجبره للنظر إليها
هاجر بقلق :-
بصلي ياعبد الرحمن
يمني كويسة صح
لم يجيبها عبد الرحمن فزادت دموع هاجر أكثر وقالت :-
رد عليا عشان خاطري أختي حصلها حاجة
ادرك عبد الرحمن أن صمته يقتل هاجر فقرر طمنئتها قليلا فقال بهدوء :-
اهدي ياهاجر انا مكنتش عند يمني
يمني مفيهاش حاجة
يوسف :-
طب اتكلم قول في اي بدل ما انت سايبنا كلنا علي أعصابنا كده مين اللي في المستشفى
عبد الرحمن :-
ريهام هي اللي في المستشفى هي اللي عملت حادثة والدكتور كلمني عشان اروح
صدموا جميعا ولكن الصدمة الكبري كانت من نصيب هاجر
يوسف :-
هي ريهام في مصر
عز :-
طمنا يابني هي جرالها حاجة
اما هاجر فكانت تتآكل من الغضب
لما طلبوه هو هل مازال هناك تواصل بين زوجها وطليقته
لماذا ذهب إليها ولما كل هذا الحزن
هل ما زال يحبها
شعرت هاجر بالضياع والغضب الشديد
نظرت إليه بغضب وقالت :-
ويطلبوك أنت ليه؟ بصفتك اي؟
لم يجيبها عبد الرحمن فزاد غضبها وقالت بصراخ :-
رد عليا يا عبد الرحمن اشمعنا انت اللي طلبوك
انت لسه علي علاقة بيها
انت عارف انها في مصر
رد ساكت ليه
عبد الرحمن :-
انا اول مرة اعرف انها في مصر دلوقتي
من ساعة اللي حصل بينا وطلاقنا انا معرفش عنها أي حاجة لا أعرف هي عايشة ولا ميته ولا اعرف هي موجودة فين
هاجر :-
اومال اشمعنا انت اللي طلبوك ليه مش ابوها اخوها او اي حد تاني
ليه مش جدو مثلا
عبد الرحمن :-
هي اللي طلبت تشوفني ياهاجر
صدمت هاجر ومن هول الصدمة لم تستطع التحدث
آمال باستغراب :-
مين دي اللي طلبت تشوفك؟! ريهام ؟؟؟
ريهام اللي سابتك ومشيت زمان
عبد الرحمن :-
ريهام بتاعت زمان غير ريهام بتاعت دلوقتي ياماما
يوسف :-
انت بتتكلم بالالغاز كده ليه ما تتكلم علي طول وتريحنا من الحيرة دي
عبد الرحمن :-
محدش مديني فرصة يابابا
عز :-
اتكلم يابني واتكلم وريحنا بقي
عبد الرحمن :-
انا زي زيكوا معرفش حاجة غير المكالمة اللي جاتني والدكتور بيقولي الحق مراتك عملت حادثة
هاجر بصدمة :-
مراتك
أكمل عبد الرحمن حديثه :-
انا روحت وانا مش فاهم حاجة مراتي مين
لقيت ريهام عاملة حادثة واول ما فاقت فضلت تنادي عليا ولما سألوها مين عبد الرحمن قالتلهم اسمي فاتصلوا بيا
فهمت الدكتور ان اكيد في حاجة غلط انا وريهام متطلقين من حوالي خمس سنين تقريبا
الدكتور قالي انه ميعرفش حاجة كل اللي يعرفه ان المريضة منهارة ورافضة حد يقربلها غير لما تشوف عبد الرحمن اللي هو انا
دخلتلها يمكن افهم منها حاجة
لقيتها بتقول كلام غريب
ازاي تسيبني لوحدي يا عبد الرحمن والكلام شبه كده
وبعد ما خرجت من عندها الدكتور قالي انها فقدت الذاكرة والسبب ان الخبطة كانت في نفس المكان اللي اتخبطت فيه وفت الحادثة لما كنا انا وهي في لبنان يعني هي ناسية كل اللي حصل في السنين اللي فاتت دي كأنها رجعت للحادثة الأولي
كانت هاجر تشعر بدوار شديد وصدمة مما تسمعه
فقدان ذاكرة! شهر عسل !
ماذا يعني هذا ؟! هذا يعني انها تعتقد انها مازالت زوجته؟!
افاقت من شرودها علي حديث عبد الرحمن :-
الدكتور قالي ان المفروض نسايرها ومش لازم نعرضها لأي صدمات او أي خبر وحش ولازم الدنيا تمشي زي ما هي فاكرة و…
قاطعته هاجر وهي تصرخ به بشدة :-
هي مين دي اللي نمشي الدنيا زي ما هي عايزة
اللي فاكرة انا لسه مراتك وانكوا لسه في شهر العسل واتنين حبيبة
خايف عليها من الصدمة انت بدأت تحنلها ولا أي يا حضرة الظابط
أول ما شوفتها افتكرت الحب القديم خلاص
عبد الرحمن :-
اي الكلام اللي انتي بتقوليه ده ياهاجر
انا لا حنيت ولا اتنيلت ومفيش حب قديم اصلا عشان احنله وارجعله انا بقولك اللي حصل
وكلام الدكتور مش كلامي
اختفت ملامح الصدمة من وجه هاجر وحلت محلها اللامبالاة وقالت ببرود يتخلله الألم :-
تمام اللي انت عايزه اعمله يا عبد الرحمن
عن اذنكوا
تركتهم هاجر ورحلت ركضا إلي شقتها
كادت ميار أن تذهب خلفها ولكن أمسكت داليا يدها لتمنعها
داليا :-
سيبيها يا ميار هي محتاجة تفضل لوحدها شوية
كان عبد الرحمن شديد الحيرة فهو لا يدري ماذا يفعل
هو لا يكن أي مشاعر لريهام ولكنها بالنهاية ابنه عمه وهي بحاجة إليه الأن حتي تتخطي تلك المرحلة
ولكن لن يستطيع أن يجرح هاجر زفر عبد الرحمن بضيق وهي يفكر كثيرا
عز :-
ناوي علي اي يا بني
عبد الرحمن بحيرة :-
مش عارف ياجدي مش عارف بجد الموضوع ده مش وقته خالص انا لوحدي دماغي فيها مليون حاجة بسبب الشغل
داليا :-
طب ممكن تفهمنا الأول اي اللي حصل يمكن نلاقي حل
عبد الرحمن :-
صدقني يابابا انا نفسي مش فاهم
كل اللي اعرفه اني في ورطه دلوقتي
ريهام فاقدة الذاكرة وفاكرة انها لسه مراتي
وهاجر اديكوا شوفتوا ردة فعلها غير الشغل انا بجد مش عارف اعمل اي
عز :-
ريهام لوحدها وهي محتاجلنا دلوقتي مهما كان اللي عملته لازم نقف جمبها
ميار :-
بس احنا كده هنجي علي هاجر ياجدو
عز :-
هاجر لازم تتفهم انها مريضة واننا بنعمل كده عشان ترجع تفتكر وترجع كل حاجة لطبيعتها
عبد الرحمن :-
بس انا مش هقدر يا جدي
مش هقدر اظلم هاجر معايا
وبعدين ريهام فاكرة اننا ليه في شهر العسل
يعني المفروض اني احبها وادلعها وكل الكلام ده وانا مش هقدر اعمل كده حتي لو تمثيل ياجدي
مش هقدر اخون هاجر
آمال :-
طب والحل
عبد الرحمن :-
للأسف مفيش أي حل الدكتور حذر اننا نعرضها لصدمة بس انا محتار ومش عارف اعمل اي بجد
داليا :-
روح ياحبيبي ارتاح دلوقتي وبكرة نفكر علي رواقة
تركهم عبد الرحمن ورحل وذهب إلي شقته دلف إلي غرفته هو وهاجر وجدها نائمة واثار الدموع ما زالت علي وجنتيها تنهد عبد الرحمن بحيرة واقترب منها وقبل جبتهها قائلاً :-
انا اسف
دلف عبد الرحمن للمرحاض اغتسل وقام بتبديل ملابسه ثم نام بجانبها
لم يستطع عبد الرحمن النوم جيدا كان يفكر في كل شئ
يفكر في عمله وتلك العملية التي علي وشك الحدوث ولابد من وضع خطة محكمة للإمساك بالمجرم
يفكر في ريهام ومرضها وماذا عليه أن يفعل
يفكر في هاجر وحزنها وغضبها منها الأن
لا يدري ماذا يفعل نام من كثرة التعب والتفكير
وفي الصباح استقيظت هاجر ونهضت لكي تتوضأ وتؤدي فريضتها فلقد كانت متعبة فلم تستطع النهوض لصلاة الفجر
استقيظ عبد الرحمن فلم يجدها بجانبه هتنهد ونهض ليغتسل ثم وجدها بالمطبخ
اقترب منها وعانقها بقوة فهو بحاجة لشعوره بدفء حضنها فهو مشتت للغاية ولا يدري ماذا يفعل
حاولت هاجر الابتعاد فمنعها عبد الرحمن وضمها إليه أكثر
عبد الرحمن :-
متبعديش ياهاجر انا محتاجك جمبي
ابتعدت هاجر وابتسمت بهدوء قائلة :-
صباح الخير
عبد الرحمن :-
صباح النور
هاجر :-
يلا عشان تفطر قبل ماتنزل الشغل
عبد الرحمن :-
ماليش نفس ياهاجر
هاجر :-
عبد الرحمن انت الفترة دي بتقضي اليوم كله تقريبا في الشغل وانا متأكدة انك مش بتأكل بره
يلا عشان تفطر
عبد الرحمن :-
ماشي
جلست عبد الرحمن وجلبت هاجر الطعام وجاءت لتجلس بجواره وتتابعه وهو يأكل بهدوء
هاجر :-
ريهام هتخرج أمتي من المستشفى
استغرب عبد الرحمن من سؤالها جدا ونظر لها فوجد ملامحها خالية من أي تعابير
عبد الرحمن :-
معرفش
هاجر :-
لو كان عندك وقت روح اتطمن عليها النهاردة ولو ينفع تخرج هاتها علي هنا لحد ما تخف وترجعلها الذاكرة
عبد الرحمن بصدمة :-
اي اللي بتقوليه ده ياهاجر انتي فاهمة ده معناه اي
هاجر وهي تحاول جاهدة اخفاء الألم في صوتها :-
عارفة يا عبد الرحمن معناه انها هتجي وهي فاكرة انها مراتك معناه انها هتجي تشاركني فيك أو بمعني أصح هتاخدك مني وانا ابقي بره اللعبة
عبد الرحمن :-
ولما انتي عارفة ده كله من كل عقلك بتقولي اجيبها
هاجر :-
عشان هي دلوقتي مريضة يا عبد الرحمن ومهما كان دي بنت عمنا ولازم نساعدها
عبد الرحمن :-
مقدرش ياهاجر مقدرش
هاجر :-
للاسف يا عبد الرحمن احنا مجبرين نعمل كده القرار مش في ايدينا دلوقتي
نهض عبد الرحمن وهو يأخذ هاتفه ومفاتيحه
عبد الرحمن :-
انا ماشي عندي شغل نبقي نتكلم في الموضوع ده بعدين
تركتها عبد الرحمن ورحل بينما وقفت هاجر وخانتها دموعها وانهارت باكية
وبعد مرور ايام ظلت هاجر تلح علي عبد الرحمن لكي يجلب هاجر كان هذا القرار يؤلمها بشدة
ولكنها تحاملت علي نفسها فريهام مريضة الأن ولا يجب أن تكون انانية لا تفكر إلا بنفسها
كان عبد الرحمن في حيرة شديدة من أمره لا يدري ماذا يفعل فطوال هذه الأيام حاول الوصول لأحد اصدقاء ريهام ولكن لم يصل لمبتغاه
فقرر الخضوع مرغما لطلب لهاجر
في تلك الاثناء أخبر عبدالرحمن والطبيب المشرف علي حالة ريهام قرروا اخبارها بأنها تعاني من فقدان مؤقت للذاكرة
انهارت ريهام باكية وارتمت باحضان عبد الرحمن الذي لا يدري ماذا يفعل لا يستطيع ضمها إليه ولا يستطيع ابعادها عنه فهي بحاجة إليه الأن
أخذها عبد الرحمن وذهب بها للمنزل
عندما رأتهم هاجر معا أحست قلبها يؤلمها بشدة
ولكنها تظاهرت أن كل شئ علي ما يرام
بدأ الجميع يرحب بريهام ويتصرفون معها بطبيعية وكان هذا يحزن هاجر أكثر
ريهام :-
الله يسلمكوا كلكوا بجد انا مبسوطة اني وسطكوا وحاسة انكم وحشتوني اوي كأني بشوفكوا بعد سنين
عز :-
المهم انك قومتي بالسلامة يا بنتي دلوقتي
ريهام :-
اومال اونكل ياسر وتنت إيمان فين مش باينين يعني ويمني كمان
أغضمت هاجر عينيها بألم وفرت من عينيها دمعة ساخنة نظروا إليها بحزن وصمتوا جميعا بينما نظرت إليهم ريهام باستغراب
ريهام :-
مالكوا سكتوا كده ليه
اي ياهاجر مامتك وباباكي فين ويمني
لم تستطع هاجر التحمل أكثر
فركضت بسرعة ناحية الدرج لتصعد لشقتها
في ثواني وصلت الشقة وأغلقتها وأجهشت بالبكاء
دلفت لغرفتها وأخرجت صورة تجمعها مع شقيقتها ووالديها وضمتها لصدرها وهي تبكي بشدة :-
محتاجاكم اوي جمبي أكتر وقت محتاجاكم فيه
سيبتوني لوحدي كلكوا ومشيتوا
سيبتوني اواجه الدنيا لوحدي
وفي الأسفل غضب عبد الرحمن بشدة وتركها ليلحق بهاجر استغربت ريهام تصرفه
ريهام :-
هو في اي هو انا قولت حاجة غلط
داليا :-
ريهام ياريت متجبيش سيرتهم تاني قدام هاجر
ياسر وإيمان اتوفوا في حادثة من سنة ونص ويمني من وقتها تعبانة وفي المستشفى عشان كده كلنا اتجمعنا في بيت واحد عشان نكون جمب هاجر
ريهام بصدمة :-
انا اسفة ياعمتو انا بجد مكنتش أعرف غصب عني والله
داليا :-
ولا يهمك يا ريهام تعالي يلا عشان ترتاحي
اما ريهام فكانت تشعر بالحزن الشديد حيال هاجر وما حدث لعمها ولكنها تشعر بالغيظ من موقف عبد الرحمن تجاه هاجر
قبل ذلك بقليل…..
دلف عبد الرحمن للغرفة فوجدها تضم صورة أهلها وتبكي بشدة هو يعلم انها تبكي مما يحدث معها وليس السبب اشتياقها لأهلها فحسب
لعن ريهام تحت انفاسه لانها سبب في بكاء صغيرته هكذا
اقترب منها وعانقها بقوة لتبكي في احضانه
ناداها عبد الرحمن فلم تجيبه فكرر ندائه :-
هاجر
ابتعدت هاجر قليلا ونظرت إليه وعينيها تملأها الدموع وقالت بصوت منتحب :-
وحشوني اوي يا عبد الرحمن وحشوني اووي
نفسي اشوفهم وياخدوني في حضنه
هما سابوني كلهم ومشيوا
ليه سابوني لوحدي ياعبد الرحمن لييه
عبد الرحمن بحزن :-
حبيبتي انتي مش لوحدك انا معاكي ولا يمكن أسيبك وان شاء الله يمني هتقوم بالسلامة وترجعلك
هاجر ببكاء :-
بقالها سنة ونص علي نفس الحالة يا عبد الرحمن
جسم بس من غير روح قاعدة علي السرير قدامي ومفتحة لكنها مش معايا يمني وحشتني
نفسي تاخدني في حضنها انا محتاجاها جمبي ياعبد الرحمن محتاجاها اوي
كل فرحة في حياتي ناقصة عشان هي مش فيها
كان نفسي تبقي معايا في فرحي تلبسني الفستان وتبقي جمبي كان نفسي تكون معايا لما ظهرت نتيجتي لما دخلت الجامعة
حاجات كتير كان نفسي تكون معايا فيها
كان نفسي تكون جمبي نهون علي بعض
أجهشت هاجر بالبكاء مرة فضمها عبد الرحمن إليه وقد امتلأت عينيه بالدموع أيضا
فهي تشتاق لوالديها وشقيقتها
هي لا تشكوا كثيرا ولكنه يعلم أنها تتألم بشدة
لم يتحدث ولم ينطق بحرف فكل كلمات المواساة قد سمعتها من قبل ولن تدواي جرحها ابدا
عبد الرحمن :-
هي أكيد حاسة بيكي ياهاجر ادعيلها ياحبيبتي وان شاء الله هتقوم بالسلامة ادعيلها ياهاجر
ظلت هاجر تبكي في حضنه لفترة حتي هدأت ونامت فقبل عبد الرحمن جبهتها وتركها علي الفراش ورحل
نزل عبد الرحمن للطابق الذي تتجمع فيه العائلة وهو غاضب بشدة نظر لريهام بطرف عينه وقال :-
محدش يجيب سيرة عمي ومراته تاني قدامها ولا حتي يمني حتي ما صدقنا انها بطلت عياط من وقت وفاتهم
ريهام :-
انا عايزة ارتاح احنا مش هنروح بيتنا ولا اي
ميرنا بهمس :-
بيتهم ياحلاوة
تحدث عز لينقذ الموقف :-
خليكوا يابنتي معانا الفترة دي لحد ما نتطمن عليكي انتي عارفة عبد الرحمن شغله كتير وساعات بيضطر يبات بره خليكوا في وسطنا اليومين دول
ريهام بمضض :-
اللي تشوفه ياجدو
حمد عبد الرحمن ربه علي هذا القرار وبقيت ريهام في شقة عز الدين
أمر عز الدين الخدم بتنظيف احدي الغرف لتبقي فيها ريهام مع عبد الرحمن
دلفت ريهام الغرفة لترتاح قليلا بينما بقي عبد الرحمن مع العائلة
عبد الرحمن :-
هاجر مش هتستحمل كل اللي بيحصل ده انا مش عارف انا اي اللي عملته ده
معتز :-
الأمور بتتعقد مبتتحلش للأسف
يوسف :-
هونها يابني عشان تهون وربك يحلها
عبد الرحمن :-
اهونها ازاي بس يابابا المفروض ان انا وريهام دلوقتي هنفضل مع بعض وهي فاكرة اننا متجوزين اعمل اي انا دلوقتي
آمال :-
الله يكون في عونك ياهاجر
صغيرة يابنتي علي كل اللي بيحصلك ده
عبد الرحمن :-
الوضع ده مش هيستمر كتير انا مش هستحمل أعمل في هاجر كده
ميار خليكي جمبها متسيبهاش
ميار :-
متقلقش كلنا جمبها
———–
وفي مقر العصابة ضحك زعيمهم وهو يستمع للأخبار بسعادة غامرة :-
يعني مراته الاولي رجعت وفاقدة الذاكرة وفاكرة انها لسه مراته
اجابه احد الرجال :-
ايوة يا باشا وهو دلوقتي حيران بين الاتنين
ضحك بشدة وهي يشرب الخمر بتلذذ :-
مهو ده المطلوب
ده كده حتي القدر بيخدمنا
خليه هو حيران وتايه بين الاتنين واحنا نعرف نخطط براحتنا للعملية الكبيرة
————
كان عبد الرحمن يجلس مع ريهام يمسك الهاتف بتركيز
كانت ريهام تشعر بالانزعاج فهو مشغول عنها دائما ولا تكاد تراه إلا قليلا حتي في المساء لا ينام معها وعندما تسأله يتحجج بالعمل
اقتربت ريهام منه ووضعت يدها علي كتفه فانتبه عبد الرحمن وابتعد عنها بسرعة
ريهام بحزن :-
مالك يا عبد الرحمن انت متغير معايا كده ليه
لا بتتكلم معايا ولا بشوفك حتى معاملتك ليا اتغيرت
عبد الرحمن :-
محصلش كل الحكاية اني عندي ضغط كبير في الشغل اليومين دول معلش استحمليني ياريهام
وضعت ريهام رأسها علي كتفه وحاوطت يدها خصره وقالت بحب :-
ياحبيبي انا فاهمة ومقدرة ده كله بس انا كمان محتاجاك جمبي
عارف ياعبد الرحمن أكتر حاجة مزعلاني اني في خمس سنين انا عشتهم معاك بس مش قادرة افتكر منهم حاجة
عارف انا نفسي في اي
نفسي في بيبي صغير كده يكون شبهك ونربيه سوا
كفاية اوي خمس سنين ولا انت اي رأيك
صدم عبد الرحمن بشدة وتركها ورحل
كانت هاجر طوال هذه الايام لا تتحدث مع احد ولا تخرج من غرفتها
كان عبد الرحمن معها معظم الوقت الذي يقضيه في المنزل وكذلك كان يبيت معها ليلا ولكن شرودها الدائم ويعرف سببه لذلك لا يجرؤ علي سؤالها
اما عزيزتي هاجر فلا احد يشعر بالوجع الذي تشعر به الأن
زوجها مع فتاة أخري ولكنها ليست فتاة عادية وإنما هي حبيبته وزوجته السابقة
مئات الافكار كانت تدور بعقلها الصغير وتحاول جاهدةً عدم التفكير فيها
اما ريهام فكانت لا تفهم سبب جفاء عبد الرحمن لها ولاحظت نظراته كثيرا لهاجر وغضبت بشدة ولكنها لم تتحدث معه بل حاولت التقرب من زوجها او مِن مَن تظنه زوجها حتي تنسيه اي امرآة أخري
وفي يوم طلب عبد الرحمن أن يتحدث مع جده بمفرده فأخذه عز لغرفة المكتب
عز :-
خير يابني اتكلم
كان عبد الرحمن مرتبك للغاية ولاحظ الجد ذلك
كان يهز قدميه بتوتر فهو لا يعرف كيف يبدأ الحديث
عز :-
في اي يابني متقلقنيش
وفي تلك الاثناء
كانت العائلة تجتمع فجاءت هاجر ويبدو انها سعيدة علي غير عادتها الأيام الماضية
هاجر :-
عمو عبد الرحمن فين
كاد يوسف أن يتحدث ولكن سبقته ريهام وهي ترمق هاجر بغضب قائلاً بغيظ :-
وانتي عايزه عبد الرحمن ليه ان شاء الله
تجاهلتها هاجر وكأنها غير موجودة فهي لا تريد أن تعكر مزاجها اليوم فوجهت حديثها لعمها مرة أخري مكررة سؤالها :-
مردتش عليا ياعمو عبد الرحمن هنا ولا خرج
يوسف :-
لا ياحبيبتي عبد الرحمن في المكتب مع جدو
ريهام :-
وقال مش عايز حد يدخل عليهم ويقاطعهم
نظرت إليها هاجر بطرف عينها وتركتها ورحلت
فوقفت ريهام لتذهب خلفها وهي غاضبة بشدة فمنعتها ميرنا
ميرنا :-
رايحة فين ياريهام
ريهام :-
ابعدي عن وشي ياميرنا لما اروح اشوف هاجر هانم دي عايزه اي من جوزي
آمال بغضب :-
ريهاام اقعدي مكانك
هاجر ممكن تكون عايزه تطلب حاجة منه عادي مفيهاش حاجة يعني
ريهام :-
يعني هو مفيش غير عبد الرحمن تطلب منه
معتز :-
عبد الرحمن وهاجر زي الاخوات هو اللي مربيها متكبريش الموضوع ياريهام
جلست ريهام وهي غاضبة بشدة بينما ذهبت هاجر لعبد الرحمن كان باب المكتب مفتوحا فوقفت وقبل ان تتحدث سمعت عبد الرحمن يقول
عبد الرحمن :-
جدي انا عايز اكتب كتابي علي ريهام وياريت هاجر متعرفش…
توقف عبد الرحمن عن الحديث بسبب شهقة هاجر من فرط صدمتها
نظر إليها عبد الرحمن وحاول التبرير ولكن هاجر كانت تنظر إليه بصدمة والدموع تهبط من عينيها كالمطر
عبد الرحمن :-
هاجر صدقيني انتي فاهمة غلط كل الحكاية ان ريهام بتقرب مني وتمسك ايدي وتحضني وانا مش عايز اغضب ربنا و..
لم يكمل عبد الرحمن حديثه لان هاجر تركته ورحلت وهي تبكي بشدة
عبد الرحمن :-
هاجر هااجر استنى
اووف ياربي
جاء عز من خلفه وقال :-
اطلع وراها يابني
عبد الرحمن :-
هترفض تسمعني ياجدي
عز :-
حاول معاها يابني
ركض عبد الرحمن ليذهب إليها
اما هاجر فكانت تبكي بشدة ولكن عندما سمعت طرقات عبد الرحمن مسحت دموعها وخرجت لتواجه
عبد الرحمن :-
هاجر اسمعيني
هاجر :-
طلقني ياعبد الرحمن
عبد الرحمن بصدمة :-
انتي بتقولي اي
هاجر بغضب :-
بقولك طلقني ياعبد الرحمن انا خلاص تعبت ومبقتش قادرة استحمل ومحدش حاسس بيا
عبد الرحمن :-
هاجر انا
قاطعته هاجر وهي تصرخ به :-
انت اي حنيتلها وعايز ترجعها ومش عايز مراتك المغفلة تعرف
عبد الرحمن :-
لا طبعا انا قولتلك اني مش عايز امسك ايدها حتي بس انا قولت كده عشان مش عايز اغضب ربنا
هاجر :-
جميل بس ياريت زي مانت خايف تغضب ربنا خاف شوية علي مشاعري
حاول عبد الرحمن أن يتحدث فقاطعته هاجر وهي تصرخ بشدة :-
انتوا محدش فيكوا حاسس بيا انا اتحملت فوق طاقتي بمراحل
انا واحدة فقدت أهلي كلهم في يوم واحد
لفيت نفسي وحيدة فجأة وضايعة في الدنيا وانا لسه عندي يدوب 18 سنة وبعدها الاقي نفسي متجوزة مسئولة عن بيت وزوج وانا لسه في تالتة ثانوي
انا واحدة اتحملت تشوف جوزها مع واحدة تانية ومش اي واحدة دي كانت مراته وبيحبها
ودلوقتي بيقولي عايز اكتب الكتاب عشان خايف يضعف ويحنلها عايز يكتب الكتاب عشان ميعملش حاجة غلط لكن مشاعري انا في ستين داهية
انا اتحملت اني اشوفك واقف معاها وبتكلمها وانا ممنوع اني اكلمك حتي دلوقتي بتحاول تمنعني وبتقولي بعينيها ده جوزي انا انتي ملكيش حق فيه
وانا مجبرة اسكت واتحمل اصلها مريضة
كلكم بتفكروا فيها هي لكن محدش فكر فيا انا
فكر في احساسي وانت بعيد عني
عشان كده انا بعفيك من ده كله وبقولك طلقني عشان انا تعبت ياعبد الرحمن وجبت اخري بجد مبقتش قادرة اتحمل تاني
انا واحدة معاشتش سنها عندي 19 سنة واتحملت كتير اللي انا مستحملاه محدش يقدر يتحمله وساكته وفي الاخر يحصلي كل ده
عبد الرحمن :-
انتي ازاي بتفكري كده
انا لا يمكن اقربلها وقولتلك مليون مرة مفيش ذكريات ولا حب عشان احنله انا بحبك انتي ياهاجر وجود ريهام مش هيغير حاجة
انا عارف انه صعب عليكي بس انا مش في ايدي حاجة اعملها
لازم تثقي في حبي ليكي ياهاجر لازم تعرفي اني بحبك انتي وعايزك انتي مش هي ولا حد تاني
هاجر بدموع :-
سيبني لوحدي ياعبد الرحمن
عبد الرحمن :-
لازم تسمعيني ياهاجر
هاجر :-
انا عايزه افضل لوحدي ارجوك
تركها عبد الرحمن ورحل بينما ذهبت هاجر لغرفتها ونامت فهاجر تهرب من احزانها بالنوم
وفي صباح اليوم التالي خرج عبد الرحمن للعمل وبعدما تأكدت هاجر من ذلك ارتدت ملابسها ورحلت من المنزل بدون أن يراها أحد
ذهبت للمشفي لترى يمني فهي بحاجة لرؤيتها بشدة جلست أمام شقيقتها وبدأت تحدثها كعادتها وأخبرتها بكل ما حدث
فهاجر تذهب وتحكي كل ما يحدث في حياتها لشقيقتها
هاجر بدموع :-
نظرتها بتقولي عبد الرحمن بتاعي انتي ملكيش حق فيه… ماليش حق فيه ازاي…ثم أمسكت يد شقيقتها ووضعتها علي بطنها وقالت بدموع
طب وابنه اللي في بطني ملوش حق فيه بردو
انا حامل يا يمني هتبقي خالتوا ياحبيبتي
هاجر الهبلة كبرت وهتبقي ماما
بس حتي ملحقتش افرح بالخبر ولا اقول لعبد الرحمن
شعرت هاجر بأن يمني تنظر لها بشدة وكأنها تسمعها شعرت أن نظراتها ليست شاردة ككل مرة
ظلت تناديها وتهزها بخفة :-
يمني يمني انتي سامعاني يمني رد عليا يمني
ولكن لا اجابة يأست هاجر وعادت للمنزل ولكن هذه المرة لم تعود لبيت العائلة بل عادت لمنزلها حيث كانت تعيش مع أهلها
فتحت الباب وظلت تنظر لكل ركن في البيت وتتذكر أهلها وتبكي
دلفت للمطبخ وظلت تلمس الجدران والاواني المليئة بالغبار
هاجر بدموع :-
وحشتيني يا ماما وحشني اكلك وصوت وضحكتك حتي صراخك عليا كل يوم عشان اكل وحشني
خرجت وظلت تدخل الغرف وتتحدث إليها
وحشتني لمتنا عالسفرة سوا
وحشتني نصايح بابا ودلعه
وحشتني يمني وخناقاتنا سوا وحشتوني كلكوا
دلفت هاجر لغرفة والديها ونامت فيها وهي تحتضن صورتهما
وفي المساء عاد عبد الرحمن للمنزل فوجد العائلة مجتمعة ماعدا هاجر وريهام
عبد الرحمن :-
هاجر فين
آمال :-
منزلتش من شقتها من اول اليوم
عبد الرحمن :-
ومحدش طلع يقعد معاها
ميرنا :-
طلعت فضلت اخبط بس شكلها كانت نايمة
عبد الرحمن :-
طب انا هطلع اشوفها
داليا :-
ريهام مستنياك من بدري
عبد الرحمن :-
مش فاضيلها دي دلوقتي لما اتطمن علي هاجر الاول
صعد عبد الرحمن ودلف لشقته وجدها هادئه جدا ظل ينادي علي هاجر ولكن لا اجابة
دلف لغرفة النوم فلم يجدها
جن جنونه ظل يبحث عنها فلم يعثر عليها
نزل بسرعة وهو ينادي بغضب :-
ماااما ماما
آمال بفزع :-
في اي ياحبيبي
عبد الرحمن :-
هاجر مش فوق ياماما
داليا بخضة :-
مش فوق ازاي
عبد الرحمن :-
مش عارف
ميار :-
مستحيل تكون خرجت من غير ما حد يشوفها
أمسك عبد الهاتف وظل يتصل بها ولكنه مغلق
عبد الرحمن :-
يعني اي هتكون راحت فين وشكلها من ساعة ما خرجت بره
يوسف :-
انا هكلم المستشفى اللي فيها يمني هي اكيد هناك
اتصل يوسف بالمشفي ولكن لم يعثروا عليها اخبروه انها اتت في الصباح ورحلت
عبد الرحمن بغضب :-
هتكون راحت فين يعني
معتز :-
انا عرفت ممكن تكون فين
عبد الرحمن :-
انطق يامعتز انت عارف حاجة ومخبي علينا
معتز :-
اهدي ياعبد الرحمن وانا هخبي عليكوا ليه انا بقول ممكن تكون هناك
عبد الرحمن :-
هناك فين اخلص اتكلم
معتز :-
في بيتهم
بيت خالي ياسر الله يرحمه
عبد الرحمن :-
عندك حق هي اكيد هناك
جدي حضرتك معاك المفتاح مش كده
عز :-
ايوة يابني ثواني
اخذ عبد الرحمن المفتاح من جده وذهب إليها بسرعة وتبعته ميار ويوسف وداليا
فتح عبد الرحمن المنزل سعل بقوة من كثرة الغبار
ظل يبحث عنها حتي وجدها نائمة في غرفة والديها وهي تحتضن صورتهما
طلب عبد الرحمن من الجميع الرحيل وبقي هو بجانبها
استقيظت هاجر صباحا رأت عبد الرحمن قد غفي علي كرسي بجانبها
تملل عبد الرحمن في نومته
هاجر :-
عبد الرحمن انت اي اللي جابك هنا
عبد الرحمن :-
طب قولي صباح الخير الأول
هاجر بجمود :-
لو سمحت ياعبد الرحمن انا عايزة افضل لوحدي
عبد الرحمن :-
قومي ياهاجر البسي عشان نرجع البيت
هاجر :-
انا مش هرجع معاك انا قاعدة هنا في بيتي
عبد الرحمن :-
هاجر اسمعيني
قاطعته هاجر قائلة :-
اسمعني انت ياعبد الرحمن
انا محتاجة اقعد لوحدي وارتب افكاري عشان اقرر انا هقدر اكمل ولالا انا هفضل هنا ومش عايز اي ضغط عشان اخد قراري كويس
عبد الرحمن :-
بس انا مش هينفع اسيبك هنا لوحدك
هاجر :-
انا هنا مش لوحدي انا هنا مع اكتر ناس بتحبني
لو سمحت ياعبد الرحمن امشي
حاول عبد الرحمن معها كثيرا ولم ينجح الأمر فقرر أن ينفذ رغبتها وتركها بمفردها
مر شهر وهاجر ترفض الذهاب مع عبد الرحمن وكذلك ترفض الحديث معه فهي تغلق هاتفها وعندما تري سيارته تركض لاحدي الغرف وتغلقها بالمفتاح فلم يستطع عبد الرحمن التحدث معها
اشتاقت هاجر ليمني كثيرا فهي لم تتخلف عن زيارتها مدة طويلة هكذا من قبل
ولكن عبد الرحمن منعها من الخروج إلا باذنه
كان عبد الرحمن يجلس يفكر بهاجر تلقي اتصالا
فقام بالرد :-
ايوة انا عبد الرحمن
خير حضرتك عايز توصل للمدام ليه في حاجة مهمة
اييه بتقول اي طب انا جاي حالا سلاام
ركض عبد الرحمن بسرعة وركب سيارته ورحل
وبعد مرور ساعتين أو اكثر توقفت سيارة عبد الرحمن امام منزل عمه عندما سمعتها هاجر ركضت بسرعة لاحدي الغرف وأغلقتها
فتح عبد الرحمن المنزل ودلف هو وشخصا آخر
طرق باب الغرفة
عبد الرحمن :-
جوجو حبيبتي افتحي بقي وبطلي غلاسة
استغربت هاجر بشدة نبرته المرحة ولكنها أبت ان تفتح
عبد الرحمن :-
يعني بردو رافضة تفتحيلي طب لو قولتلك عشان خاطري ياهاجر
هاجر :-
قولتلك اديني وقتي وبلاش تشوش تفكيري كل شوية
_طب ولو قولتلك عشان خاطري انا هتفتحي ياهاجر
تسمرت هاجر وتوقفت حواسها عن الحركة وقالت بصدمة :-
يمني!!!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية امرأة بقلب طفلة)