رواية تناديه سيدي الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيماء الجريدي
رواية تناديه سيدي الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيماء الجريدي
رواية تناديه سيدي البارت الثامن عشر
رواية تناديه سيدي الجزء الثامن عشر
رواية تناديه سيدي الحلقة الثامنة عشر
أشرق الصباح واستيقظ آدم وذهب لحجرة عمه حسام ظل يشاكسه حتى استيقظ من النوم وقال وهو يتثائب بكسل:
– ايه يعم أنت صاحي ترفص ع الصبح ليه…
– عايز أنزل أجيب هدوم جديدة؛ عشان عيد ميلاد ميسون…
– ميسون بنت المهلبية احم قصدي بنت البشمهندسة ليلى؟
– أيوة ولازم نجيب هدية كمان عشان كل الكلاس جابلها هدايا، وأنا الوحيد اللي لسة ماجبتش…
– وانت عرفت منين انتو مش اجازة؟
– ما احنا بنتكلم ع جروب الواتس اب ميسونز بيرث داي…
– ياااااه ده انا طفولتي كانت تافهة اوي…
– يلا بقى يابابي عشان ننزل نجيب الهدية مش كفاية سحلتنا في الحوار بتاع صاحبك ده وضيعت عليا الوقت…
– سحلتنا وحوار… آدم حبيبي حاول ماتقعدش معايا كتير.
(احدى الكافيهات )
جلست غادة تقص على إيهاب كل ماحدث ومالبثت أن انتهت من السرد انفجر ايهاب ضاحكا، ومن ثم اعتدل في جلسته وحاول كتم ضحكاته فهو لا يريد أن يثير حنق غادة أكثر من ذلك.
قالت في غضب:
– خلصت ضحك ولا لسة؟!
– سوري يا غادة بس بجد مش ممكن دماغك دي الخطة كانت عبقرية بس واضح أن أنت اللي نحس، لم يتمالك أعصابه وعاودته نوبة الضحك من جديد، أمسكت غادة بحقيبتها وهمت بالانصراف لولا ان امتدت يد ايهاب لتوقفها وقال في جدية:
– سوري ياغادة خلينا نتكلم جد بقى، أنت ناوية على ايه دلوقتي؟!
– ناوية أندم زيدان على كل اللي عمله معايا ناوية اخليه يخسر كل حاجة في غمضة عين اسمعني كويس وركز معايا…
– معاكي جدا…
(قصر زيدان السيوفي)
استيقظ الأطفال وهم في حالة من السعادة والمرح قالت زينة وهي تتثائب:
– صباح الخير يا زياد…
– صباح النور يا زينة…
– زياد هي شمس بقت مامي بجد؟
– ايوة يازينة خلاص هنقولها يامامي عارفة يازينة شمس دي أحلى مامي في الدنيا…
– أيوة هي بتحبنا ودايما تحكيلنا حواديت وتلعب معانا وبتعمل معايا هوم وورك الماث وبتعملي تشوكليت كب كيك اللي أنا بحبه، أنا بحب مامي شمس اوي لازم نقول لبابي ثانكس عشان خلى شمس تبقى مامي…
– يلا الأول نتوضى ونصلي عشان مامي شمس تعرف أننا شاطرين وبنسمع كلامها…
– يلا بينا…
استيقظت نجاة هي الاخرى، وذهبت لتوقظ شمس والتي وجدتها مستيقظة بدورها وأخبرتها أنها لم تتمكن من النوم جيدا بسبب التفكير وكان اثر هذا واضحا على عينيها المنتفختين حكت لها كل ما دار بينها وبين زيدان صمتت نجاة قليلا ثم قالت:
بصي يابنتي زيدان ده متربي على إيدي مفيش أطيب ولا أحن منه لا هو بتاع لعب ولا مشاكل ومدام طلبك للجواز يبقى هو فعلا عايزك…
– ماهو يقدر يتجوز واحدة احلى مني وأغنى مني الف مرة ليه أنا؟
– النصيب يابنتي كل شئ نصيب ماهو اخد الغنية بنت الحسب والنسب وشوفي اللي صابه؛ في الاخر عجزته ياحبة عيني كبرته قبل الاوان بأوان انتي ماشوفتيش زيدان ده قبل مايتجوز كان عامل ازاي ضحك وهزار وشقاوة موت أمه كسره ووجوازة الشوم دي كملت عليه والله لو لفيتي الدنيا ماهتلاقي في طيبته ولا في حنية قلبه وأنتِ كمان يا حبيبتي ما تستقليش بروحك يابنتي ابوكي الله يرحمه كان تاجر كبير والخير عندكم كان من غير حساب لولا بس الزمن الغدار انت بنت عز وبنت أصول يا ضنايا وبعدين أنتِ كان فاضلك ترم واحد وتتخرجي ويبقى معاكي شهادة قد الدنيا …
– يااااه أنت لسة فاكرة ياخالتي ما خلاص بقى…
– المهم دلوقتي عايزاكي تتاكدي أن زيدان مابيلعبش بيكي مش هيتجوزك شوية ويسيبك، زيدان يابنتي نضيف لا عنده خبث ولا لوع وراجل بتاع ربنا وبيتقيه في كل حاجة في حياته وبيتهيألي أنت شايفة ده بنفسك ، زيدان تاجر يعني يعرف يتمن حتة الالماظ ويعرف إذا كان حر ولا فالصو…
– ايوة يا خالتي بس أنا…
– بصي يابنتي صلي استخارة شوفي ايه اللي يريحك واعمليه ويلا قومي بقى عشان تفطري انت والولاد وهجيبلكم الفطار بنفسي في الجنينة…
– طيب هو هو هو يعني…
ضحكت نجاة وقالت:
– كل ده عشان تسألي على زيدان خرج ياحبيبتي من بدري…
-طيب انا هقوم اتوضى واصلي الصبح …
ربنا يابنتي يسعدك ويهدى سرك.
(شركة زيدان )
جلس حسام وزيدان يتناقشان حول أمور العمل واسترسل زيدان في الحديث وهو ينظر إلى شاشة حاسوبه، ولاحظ ان حسام لم يتحدث منذ برهة فالتفت اليه ليجده يغط في النوم وقد أسند رأسه فوق جهاز الحاسوب…
– حسام، حسام، أنت جاي تنام هنا مش كفاية جاي متاخر…
– يابني ارحمني بقى هتبقى انت وآدم عليا…
– ماله آدم؟!
– البيه بيعطف ويلطف ع قفايا مصحيني من احلى نومة عشان ننزل نجيب لصاحبته هدية عيد ميلادها…
– ايه ده ده زياد وزينة كمان طلبو مني ينزلو يجيبوا هدية عيد ميلاد لصاحبتهم…
– لا زيدان بقولك هو ابنك داخل يقطع على الواد…
– يا شيخ اتلهي يقطع ايه وبتاع ايه، لو ع زياد مش عايز يروح زينة هي اللي بتزن، وشمس معوداهم مايروحوش في حتة من غير بعض…
– يانهار أزرق ده أنا كنت ناسي ده انت المفروض عريس، وكدة وجاي الشركة من فجر ربنا ياشيخ اتقي الله هو انت محرم البهجة تدخل حياتك تماما…
– عريس ايه بس يا حسام الموضوع مش زي ما انت فاهم…
-طب ما تفهمني…
وبدأ زيدان يحكي لحسام كل ما دار بينه وبين شمس بالأمس وبعد أن انتهى هتف حسام وهو غير مصدق لما سمعه من زيدان.
-يابنت الجنية ايه ده ده ابليس يقف يسقفلها ايه الدماغ السم دي
– انا عارف انها مش هتسكت ولازم هترد وقريب كمان
-سيبك منها اخرها ايه يعني ولا اقولك عندي ليك حتة فكرة
_ايه هي
-احنا نأجرلها بلطجية يهبدوها علقة محترمة يكسرو عضمها فيها تقعدلها في المستشفى قد سنتين تلاتة
– انت اتجننت يابني لا طبعا الي ما اقبلوش على اهل بيتي مقبلوش على غيرهم
– ماتقلقش دول بلطجية ستات مش رجالة
– بس يابني بلاش هبل ، عموما لو حاولت تقرب مننا تاني انا المرة دي هعرف اوقفها عند حدها
– خلي المثالية الي انت فيها دي تنفعك يابني دي اشكال ضالة ولازم تستخدم الشدة معاها
– سيبها على الله
-ونعم بالله يا زيدان باشا
(حديقة القصر)
جلست شمس والطفلان ومعهم الخالة نجاة لتناول طعام الإفطار كانت شمس شاردة تماما ولا تسمع ايا من ثرثرة زياد وزينة حتى أن زينة لاحظت صمتها وربتت بيدها الصغيرة على وجه شمس وقالت:
– مامي انت زعلانة مننا…
– لا ياحبيبتي طبعا ليه بتقولي كده…
– طب مش بتردي علينا وقاعدة ساكتة ليه؟
– حقك عليا حبيتي أنا معاكم أهو عايزين إيه؟
– عايزين نجهز عشان البارتي بتاعة ميسون صاحبة زياد…
– صاحبتك أنتِ أنا مش بصاحب بنات…
-هي مش معاك في الكلاس…
– ايوة بس مش صاحبتي…
– طب وهتروح البارتي بتاعتها ليه؟
– عشان انطي ليلى مامتها عزمتنا، ومامي قالتلنا انه عيب اوي اننا نكسف حد…
كانت شمس تستمع لحديثهم وهي تبتسم فدوما يثبتان لها أنها قد أحسنت تربيتهما ولما لا فهي دوماً كانت تعاملهما كأم لا كمربية أرادت أن تعوضهما عن الحنان والدفء التي افتقدته هي تحدثت شمس اخيرا وقالت:
– طيب هي البارتي امتى؟
– يوم الجمعة…
– تمام معانا وقت ننزل نشتري هديتين حلوين واحدة تقدمها زينة وواحدة يقدمها زياد…
– مامي بليز أنا مش هدي هدايا لحد أنا أصلا مابحبش البارتيهات والدوشة دي…
شعرت شمس برجفة وهي تسمع زياد يدعوها مامي بمنتهى التلقائية وكأنه معتاد على قولها؛ فابتسمت وقالت
– ولا تزعل تبقى زينة تقدمها وتقول أنها منك…
– أنت مش هتيجي معانا يا مامي كل الفريندز بتوعنا الماميز بتوعهم هيبقوا معاهم مش أنت خلاص بقيتي مامي ارتبكت شمس فهي لم تعتاد بعد على وضعها الجديد واكتفأت بأن اومأت برأسها موافقة.
بعد انتهائهم من طعام الإفطار بدأت شمس في رفع الأطباق وتدخلت نجاة قائلة
– ماعدتش شغلتك يابنتي
– بتقولي ايه ياخالتي بالعكس ده بقى من صميم شغلي هو مش المفروض ان ده بيتي قصدي بيتنا كلنا يعني عارفة انا كمان الي هعمل الغدا النهاردة هعمل بطة محمرة وملوخية أصل زياد بيحبها اوي
قالت نجاة وهي تبتسم بخبث مرح
– وأبو زياد كمان بيموت فيها
احمرت وجنتاها خجلا وركضت الى المطبخ بارتباك حتى كادت أن تسقط وتتهشم الأطباق
أتى المساء وعاد زيدان إلى قصره مرهقا فقد تعمد أن يدفن نفسه في متاهات العمل حتى ينسى قليلاً تلك الهموم التي تتربص به في كل مكان.
عاد ليقابله وجه شمس المشرق و تعلوه ابتسامة هادئة مترددة، شعر وكان متاعب الكون قد تبخرت أمام هذا الوجه البرئ الخالي من مساحيق التجميل كانت ترتدي ثوبا جميلا محتشما بألوان زاهية وحجابا أنيقا وكأنه تاجا يزين رأسها ظل ينظر لها وعيناه لا تفارقان محياها الجميل مما زادها خجلا وارتباكا ولم يقطع تلك النظرات الا صياح الأطفال واستقبالهم لوالدهم ارتمت زينة بحضن والدها وهي تقبله ترحيبا بعودته للمنزل
قال لهما بحنان
– انتو لسة صاحيين ليه
كانت شمس قد استعادت قليلا من رباطة جأشها ثم أخذت نفسا عميقا وقالت بارتباك وهي تنظر للأرض متحاشية النظر إلى عينيه العميقتين وأجابت بالنيابة عنهما :
– انا والولاد قررنا نستناك نتعشى مع بعض بدل ما تاكل لوحدك…
تهللت أسارير زيدان وشعر وكأن الحياة أخيرا قررت أن تبتسم له، إذن فهذه موافقة ضمنية منها على أن تصبح زوجة حقيقة له. قطعت نجاة أفكاره بترحيبها وسؤالها عن حاله أجابها وعيناه لا تفارقان شمس ، جذبه زياد من بده ليجلس تجمعت الأسرة الجديدة على العشاء لأول مرة يجلس زيدان على رأس طاولة الطعام التي هجرها الجميع منذ زمن بعيد فهو لا يتذكر متى أخر مرة تناول فيها وجبة مع أسرته، بل لا يتذكر حتى متى كانت له أسرة طبيعية كباقي البشر، ساعدت نجاة شمس في إعداد الطاولة وقبل أن تذهب غمزت زيدان وقالت بصوت خفيض:
– شمس هي اللي طبخت بنفسها النهاردة
وابتسمت له ابتسامة حانية ودعت لهما بالخير ورحلت…
كانت شمس مرتبكة وغير قادرة على ابتلاع الطعام فهي مازالت تشعر بحرج شديد منه، ولولا وجود الأطفال وثرثرتهم لماتت خجلا كانت تلهي نفسها بإطعام زينة ولكن كالعادة تدخل زياد قائلاً في حدة:
– مامي بطلي تأكلي برينسيس زينة هي بتعرف تاكل لوحدها…
– انت زعلان عشان هي مش بتأكلك…
– ليه هو أنا بيبي زيك…
– أنا مش بيبي أنا كبيرة…
تدخلت شمس لتنهي هذا النقاش الطفولي الطريف وقالت:
– خلاص يا ولاد عيب كدة من امتى بنتكلم على الأكل، وبعدين يا زياد أنا بأكلها الأكلات اللي هي فعلا مش هتعرف تأكلها لاحظ أنها صغننة وطايلة الترابيزة بالعافية…
– سوري يا مامي بس أنت ما اكلتيش حاجة…
– مين قالك أنا باكل أهو…
شعر زيدان بغيرة فالجميع يتجاهل وجوده وقال مازحاً أنا بقى لا حد بياكلني ولا بيتكلم معايا حتى. ضحكوا جميعاً وشعرت شمس بالخجل لأنها فهمت أنه يعنيها بحديثه. نظر لها برقة جعلها تخفض عينيها سريعا وبعد الانتهاء من تناول الطعام ذهبت شمس مع الأطفال ليغتسلوا ويبدلو ملابسهم استعدادا للنوم.
طلبت زينة من شمس أن تقص عليها حكاية قبل النوم احتضنتها شمس وظلت تحكي حتى راحت زينة في سبات عميق وقبل أن تنهض شمس قام زياد من مكانه ونظر إليها قائلا في ارتياب:
– أنت زعلانة أنك اتجوزتي بابي؟!
– لا طبعا ليه بتقول كده…
– طب زعلانة أنك بقيتي مامي؟؟
– لا طبعا ياحبيبى دي احلى حاجة في الدنيا يبقى عندي ولاد حلوين زيكم كدة يقولولي يامامي… حبيبي يازياد اتطمن عليا يا قلب مامي أنا كويسة خالص طول ما انتو كويسين وبخير…
– أنا بحبك أوي يا مامي…
– وأنا بموت فيك يا قلب مامي…
احتضنته في حنان ومن ثم قبلت جبينه، ودثرته في فراشه وخرجت لتجد زيدان في انتظارها خارج الحجرة، كادت أن تصرخ فهي لم تتوقع وجود أحد في هذا التوقيت، ولكنه وضع يده سريعا على فمها وقال في ارتباك:
– انا اسف إني خضيتك بس بحب أشوفك وانت بتنيمي الولاد…
نظرت إليه بحيرة فتابع حديثه قائلا أيوة يا شمس دي مش أول مرة أقف اتفرج عليكي وأنت بتنيمي الولاد، بحب أشوفك وأنت بتديهم كل الحب والحنان ده وكنت بسمعك وأنت بتحكي الحواديت لزينة أنت انسانة جميلة أوي يا شمس…
احمرت خجلا لهذا الاطراء فأردف هو وهو ينظر في عينيها وكأنه يريد أن ينفذ إلى روحها ليعرف مابداخلها:
_ شمس هو اللي فهمته النهاردة ده صح،
أنت وافقتي أننا نتجوز بجد وافقتي نكمل مع بعض؟
– هوايه السبب الي خلى حضرتك طلبت مني نتجوز بجد
– تقدري تقولي أسباب كتير مش سبب واحد
_طب ممكن تقولي سبب واحد من الأسباب دي …
– أنك إنسانة طيبة و رقيقة ومحترمة عارف انها هتصوني وهتصون اسمي اللي شايلاه، ها قولي بقى وافقتي ولا إيه…
– أنا خايفة أنا اتعذبت في حياتي كتير ومش عايزة أتعذب تاني…
– هو يا سر ده كنت بتحبيه مش كده؟
– أنا هحكيلك كل حاجة…
– طب تعالي نقعد في الجاردن ونتكلم براحتنا.
ذهبا إلى حديقة القصر كان الجو منعشا والنسيم عليل أضفى عليهما حالة من الانسجام والراحة؛ جلسا على احد المقاعد واخذت شمس تسرد لزيدان كل شيء منذ يوم وفاة والدها حتى لحظة دخولها قصره والعمل لديه.
شعر زيدان بالتأثر الشديد تجاه شمس. في نفس الوقت سألها بارتياب:
– هو لسة في حاجة جواكي ناحية ياسر؟
– ياسر بالنسبالي هو ابن عمي وبس مش أكتر من كده مابقاش له أي وجود في حياتي.
باغتها قائلا:
– طيب وأنا؟؟
صمتت شمس واشتعلت وجنتاها خجلت ونكست رأسها فابتسم زيدان وقال في رقة:
– وعد عليا أخليكي أسعد زوجة في الكون،
شمس يمكن الناس تشوفني عندي كل حاجة ومش ناقصني أي حاجة لكني اتحرمت طول عمري من أهم حاجة عارفة إيه هي؟
هزت رأسها نفيا فأردف قائلا في حزن:
– إني أتحب عمري ما اتحبيت بجد رغم اللي انت شايفاه قدامك ده لكني طول عمري نفسي احس بالحب، احب واتحب زي أي راجل في الدنيا احس ان في انسانة بتحبني وبتخاف عليا وبتهتم بيا.
نظرت له في دهشه ففهم من نظرتها أن رجلا مثله تتهافت الجميلات عليه ، فهم زيدان نظرتها وأحابها قائلا :
– عارفة ياشمس ماقابلتش واحدة الا وكانت طمعانة فيا يا اما عشان تتفسخر بيا قدام صحابها او طمعانة في المستوى الي هتعيش فيه لو بقت مراتي لكن انتِ ياشمس ، انتِ حاجة تانية خالص
أنتِ فيكي كل حاجة حلمت أنها تكون موجودة في البنت اللي هتجوزها أنت بجد صورة مجسمة لفتاة أحلامي .
زادها كلامه خجلا وارتباكا فأطرقت بعينيها إلى الأرض مشاعر كثيرة مختلطة تتصارع داخل نفسها ، قاطع صمتها مناديا اسمها فنظرت له بعينان مرتبكتان فأردف قائلا :
اوعديني يا شمس أننا نعوض بعض عن كل حاجة وحشة حد فينا شافها ف حياته، اوعديني أننا نكون سند لبعض، اوعديني أننا نهرب من الدنيا لبعض واحدة زيك جواها كل الحنان والطيبة دي هي الوحيدة الي ممكن احتاجها في حياتي وتكون كل حاجة ليا أنا محتاج صديقة وأخت وحبيبة وزوجة وأنا متأكد انك هتكوني كل دول ليا ، شمس أنا بجد محظوظ بيكِ.
لم تدري شمس ماذا حدث فقد جذبها زيدان بين ذراعيه يعتصرها بين أحضانه وكأنه طفلا ضل الطريق ووجد أمه أخيرا، وجدت نفسها بلا وعي ترفع يدها وتربت برقة على ظهره وكأنها تطمأنه أنها باقية معه لن ترحل…