روايات

 رواية تناديه سيدي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي البارت التاسع عشر

 رواية تناديه سيدي الجزء التاسع عشر

تناديه سيدي
تناديه سيدي

 رواية تناديه سيدي الحلقة التاسعة عشر

استيقظ زيدان مبكراً وسعادة عارمة تغمره نظر بجانبه ليقابله وجه شمس الرقيق الهادئ وخصلات شعرها الناعمة تزينه وتزيده سحرا على سحره مال عليها وأخذ يعبث بأطراف أصابعه بخصلات شعرها الفاحمة السواد، وهو يفكر في نفسه أن الحجاب كان يخفي الكثير من جمالها البرئ لا يصدق أن ذلك الملاك النائم بجواره أصبحت زوجته لا يصدق أنها ستبيت كل ليلة في أحضانه لأول مرة يشعر بكل تلك السعادة والراحة وبينما هو يتطلع إليها في رقة وحنان فتحت عينيها لترتسم على وجهه ابتسامة عريضة وقال لها ممازحا:
– شمس حياتي طلعت أخيرا…
خجلت شمس وحاولت أن تلملم خصلات شعرها الثائرة وترفع الغطاء عليها واحمر وجهها خجلا عندما تذكرت أحداث الليلة الماضية…
أمسك زيدان بوجهها واداره نحوه نظر في عينيها مباشرة وقال:
– شمس انت ندمانة؟؟
– لا خالص بس أصلي اه احم اصلي اول مرة اتجوز…
نظر إليها أكثر وقال لها في جدية:
– طب ما أنا كمان أول مرة أتجوز…
قالها بصدق شديد فنفذت كلماته إلى قلبها فهو حقا لا يحسب العشر سنوات الماضية من حياته، ابتسمت بخجل فأمسك بيدها ولثمها في رقة وهو يقول:
– عارفة أنا أول مرة في حياتي أصحى من النوم ميت من الجوع كدة…
– حاضر هنزل أحضر فطار حالا…
– استني بس احنا نخليهم يجيبولنا الفطار هنا أنا حتى كسلان ومش هنزل الشركة النهاردة…
قالها وهو يغمز لها بمرح ارتبكت وقالت بسرعة:
– لالالا خلينا ناكل مع الولاد أحسن
ضحك زيدان لارتباكها وقال:
– مش مشكلة بكرة لما نطلع شهر العسل لا هتقدري تقوليلي الولاد بقى ولا بتاع…

 

 

 

– شهر عسل؟
– طبعا أحلى شهر عسل لأحلى عروسة في أحلى مكان في الدنيا…
– طب وزياد وزينة هنسيبهم لوحدهم لالا مقدرش مين هيخلي باله منهم لالا طبعا مش هسافر في حتة من غيرهم…
– ايه كل ده دول كلهم 30 يوم بس وهيبقو مع
جدهم ونجاة كمان هابقى معاهم
– لا مليش دعوة انا ما اسيبش ولادي شهر بحاله
– اممم لا أنا بغير جداً على فكرة…
اقترب منها زيدان بغتة وقبل أن تحاول أن تعترض طوقها بذراعيه لتذوب في أحضانه من جديد…
(شركة زيدان)
جلس حسام على مكتبه يباشر بعض الأعمال و استأذن أحد الموظفين في الحصول على توقيع زيدان على بعض الأوراق ولكن زيدان ولأول مرة يتأخر عن العمل.
حاول حسام الاتصال به مرارا ولكن الهاتف مغلقا شعر بالقلق على صديقه وقرر الذهاب إلى قصره ليطمأن عليه.
(قصر زيدان )
جلس زيدان وشمس في حجرة غرفتهم يتناولون الافطار ، كلما تقابلت عيناهما ترتبك شمس وتشتعل وجنتيها خجلا لفت نظرها زوج من العصافير قد اقاما عشا فوق الشجرة المقابلة لشرفتها اخذت تشاهد الذكر وهو يلاطف انثاه وتذكرت ملاطفة زيدان لها بالأمس كيف أصر على حملها من حديقة القصر وحتى غرفته وكيف أنزلها برقة بالداخل ، ابتسمت عندما تذكرت كيف هلعت وكادت أن تصرخ عندما أغلق الباب خلفه ليذكرها بابتسامته الساحرة انهما زوجان ومن حقه ان يغلق الباب عليها معه ثم سحبها من يدها وطلب منها أن تدخل الحمام الملحق بحجرته لتتوضأ وبعدما انتهت توضأ هو الأخر وقف أمامها وصليا معا ركعتين لله وقال دعاء الزواج وهي تردد من قولي خلفه وبعد أن انتهيا جلسا على طرف الفراش في خجل ولكن زيدان كان رجلا حنونا بحق فظل يتحدث معها ويخبرها بأشياء طريفة حنى استطاع انتزاع ضحكاتها الرقيقة ولا تدري حقا متى أصبحت بين أحضان زوجها وكيف استسلمت اليه هكذا وكأنه زوجها منذ سنين طويلة ، انتبهت من شرودها على صوت زيدان قائلا :
ايه يابنتي روحتي فين هو انا بكلم نفسي
– معلش يازيدان سرحت شوية
سرعان ما انتبهت لما تفوهت به لتضع يدها على شفتيها سريعا وهي مرتبكة وتشعر بالخجل
-قولي تاني كدة
– اقول ايه
– اسمي قوليه تاني كدة
ارتبكت شمس ولم تجيب فمد زيدان يده ليمسك اناملها في رقة قائلا
– وحياتي عندك تقوليه تاني دي اول مرة اسمع اسمي منك قولي بقى ماتبقيش رخمة
– زيدان

 

 

 

– اه قلبي مش مستحمل والله اول مرة اعرف ان اسمي حلو اوي كدة
ارتبكت شمس وحاولت ان تكتم ضحكاتها ولكن اسلوب زيدان الطريف جعلها تنفجر ضاحكة ومالبثت ان انتبهت اليه وأخذت تتفرس فيه ايعقل ان هذا الشخص الذي تجلس معه الان يضحكها ويتغزل بها هو نفس الشخص الذي كانت تهابه وتخشاه ، لقد كان زيدان يخفي الكثير خلف شخصيته الجادة القاسية فهو ليس حنونا مع أطفاله فقط بل مع زوجته أيضا.
– قوليلي بقى تحبي نروح فين المالديف ولانروح فرنسا ولا تيجي نروح ماليزيا شاوري على أي مكان على الخريطة وهنروحه فورا
– هو لو مصمم على موضوع السفر ده في مكان نفسي اروحه اوي من زمان
– فين ياحبيبتي عينيا ليكي أي مكان تتمنيه هنروحه
– نفسي أعمل عمرة لبابا وماما
نظر لها بحنان وقال بصوت يملؤه الشجن
– تعرفي ان انا كمان كان نفسي اعمل عمرة لماما بس دوامة الشغل خدتني حاضر ياشمس هنروح نعملهم عمرة انت اخترتي اجمل مكان نعمل سهر العسل بتاعنا فيه ، شمس !
– نعم
انا امبارح طلبت منك تكوني ليا كل حاجة وانا عارف انك هتكوني قدها عايزك انت كمان تعتبريني ابوكي قبل ما اكون جوزك لو في يوم زعلتك وصدقيني لو حصل اتأكدي مليون في المية اني مقصدش ربنا شاهد عليا اني مش هخليكي تحتاجي حد ولا تحتاجي حاجة طول كا انا على وش الدنيا
امسك بيدها وقربها من شفتيه ولثمها برقة لتفيض دموع السعادة من عيون شمس
بعد قليل كان حسام قد وصل و دلف في لهفة من باب القصر ليقابله وجه نجاة الباسم سألها بقلق:
– زيدان فين يا نوجة أول مرة يختفي فجأة كده…
قالت نجاة وهي تبتسم بمرح وأشارت له أن يقترب منها وكأنها ستخبره سرا حربيا:
– زيدان مش فاضيلك النهاردة عقبال ما افرح بيك كده…
– اوباااا طب وانت عرفتي منين ياخلبوصة مش سهلة انت بردو يانوجة ياقمر…
– بس يابني هو أنا حملك…
– ده أنت كلك شباب وحيوية بس أنت اللي مش عارفة قيمة نفسك…
أخذ يدغدغها وهي تضحك حتى وجدا زيدان ينزل الدرج سريعا يبدو عليه الغضب…
– في إيه يا زفت إنت ايه الدوشة اللي ع الصبح دي…
– صبح إيه ياباشا إحنا العصر ولا نقولك صباحية مباركة ياعريس…
وضع زيدان يده على فم حسام وهو يقول:
– ششش يابني ايه المهرجان اللي أنت عامله ده وطي صوتك شوية…
– ياحنين لالالا انا أكيد بحلم يا انت حصلك حاجة زيدان مأنتخ في البيت ورامي الشغل لا والمصيبة الكبيرة أنه بيضحك…
قال زيدان بارتباك مين قالك إني بضحك:
– يااض دي الضحكة من الودن للودن اهي شوف وشك ورد ونور ازاي مش بذمتك وشه ورد يا نوجة…
– ايوه ونبي يابني ربنا يحميه ويحفظه…
– أنتي هتعملي زيه يانوجا…
– اوباااا وكمان نوجا لا دا أنت مزاجك عالي أوي أوي أوي هو الماتش خلص كام كام…
– يابني اهمد بقى…
– غصب عني يا ناس أنا آخر مرة شوفتك بتضحك كنا في الاعدادية تقريبا طب وربنا فتحت نفسي ع الجواز بقولك إيه يا نوجا ماتيجي ننطلق…
– يوه جتك إيه يا حسام يابني اختشي بقى…
– والنبي عسل خد اقولك بس يانوجا طب عات بوسة ع السريع…
– اهمد يابني فضحتني بقى…
– زيدان انت مش متخيل فرحتي بيك قد ايه بقولك ايه احنا لازم نعملك فرح الكروتة بتاعة كتب الكتاب دي ماتنفعش…
– بلا فرح بلا دوشة إحنا هنسافر أحسن…
– يا سيدي ايوة بقى العب يا سمك…

 

 

 

– يابني أكبر بقى…
– حاضر بس ع شرط…
،- ها…
– أعرف الماتش خلص كام كام…
– اطلع برة ياحسام مش عايز اعرفك تاني…
– طب رفعت راسنا ولا ايه…
دفعه زيدان نحو الباب وحسام يضحك ويقول:
– طب استنى بس هتكلم جد والله…
– عايز ايه…
– في ورق كتير محتاج امضتك الكريمة ابعتهولك النهاردة ولا هتشرفنا بكرة؟
– لا ياسيدي جاي بكرة لازم أنظم الشغل عشان أنا هسافروهقفل الفون وهفصل عن الدنيا كلها…
– اوعى لا ده كلام كبير زيدان باشا انحرف ياجدعان…
– يابني بس بقى أهو افرح مرة من نفسي…
– ربنا يسعدك يا زيدان أنا بجد فرحان عشانك أوي أنت اخويا مش صاحبي وبس…
– عارف يا حسام انت كمان بالنسبالي اخ مش مجرد صديق او شريك ف شغل…
– طب كفاية صعبانيات بقى احسن هعيط منك…
– يابني اتكلم جد مرة ف حياتك…
– هيحصل ياباشا اسيبك انا بقى لعروستك الله يسهلوووو…
– امشي بقى…
مرت الايام وزيدان ينعم بالسعادة والفرح مع زوجته واستطاع في وقت قصير أن يجعل شمس تعتاد عليه كزوج أذاقها من حنانه واهتمامه، اكتشفت به جانبا جديداً لم تعرفه من قبل فزيدان ليس مجرد شخصا صارما يأمر وينهي بل بداخله قلب طفل صغير يمكنه أن يحب ويفرح ويلعب رأت منه ذلك الجانب الذي لم يكن يظهر سوى مع أولاده فقط .
لم يعد بالنسبة لها ذلك الشخص المهيب الذي كانت تخشاه بل أصبح لها زوجا وحماية وأمانا
جاء يوم الجمعة وبدأت شمس تعد الأطفال للذهاب إلى حفل عيد الميلاد وبعد أن ارتدى الجميع ملابسهم كانت شمس تبدو حقا كشمس مشرقة فملابسها رغم بساطتها إلا أنها كانت أنيقة
أطلق الطفلان صفيرا فخجلت شمس وقال زياد:
– انت حلوة اوي يا مامي…
تدخل زيدان وقال مازحا:
– انت بتعاكس مراتي قدامي ياولد…
– معلش بقى يابابي بس هي مامتي من قبل ماتبقى مراتك…
ضحكو جميعا وازدادت شمس خجلا فزادها الخجل جمالاً، وفي هذه الأثناء كان حسام قد وصل بسيارته محدثا ضوضاء شديدة كعادته قال زيدان:
– أهو عمكم حسام المزعج جه اهو…
– مش هتيجي معانا بردو يا بابي…
– والله يازوني ياقلب بابي كان نفسي بس المفروض هقابل ناس كمان شوية عشان شغل ضروري وبعدين معاكم مامي أهو عايزين ايه تاني…
ودع الاطفال والدهم وركبو في سيارة حسام ومعهم شمس اقترب زيدان من حسام وقال له بلهجة صارمة العيال وأمهم أمانة في رقبتك…

 

 

 

ضحك حسام قائلا بالذات امهم دي هتتشقط مني من ع الباب…
– حسام مابحبش الهزار في الحاجات دي…
– خلاص يا عم ما تزقش ماتقلقش كله هيبقى تمام.
وصلت سيارة حسام إلي النادي وقد شعر فجأة ان ضربات قلبه قد زادت أمسك بيد آدم وشمس أمسكت بيد زينة وزياد، ودلفا إلى النادي وصلو جميعا حيث مكان الحفل كانت ليلى في استقبالهم سلمت عليها شمس وقف حسام في حالة يرثى لها فقد كان قلبه يخفق بشده اقترب منها وهو مرتبك وقال:
– كل سنة وينسون بخير…
لكزه آدم في قدمه وقال مصححا:
– ميسون يابابي…
ضحكت ليلى لأسلوب حسام الطريف وقالت بصوتها الرقيق:
– اتفضلو من هنا هنطفي الشمع كمان شوية
أخذ الاطفال يمرحون ويلعبون معا، وجلس حسام وليلى وشمس على إحدى الطاولات تحدثوا كثيرا وضحكوا أكثر فقد كان حسام خفيف الظل واستطاع تسلية الفتاتين.
استأذنت ليلى لترحب بباقي الضيوف قالت شمس وهي تبتسم:
– واضح أنك معجب بيها اوي…
– اوي اوي يا شمس شوفتيها عاملة ازاي طبق مهلبية يابنتي…
– ايه التشبيهات دي يا حسام، بقى القمر دي تشبهها بالمهلبية…
– يابنتي هو في أطعم من كده…
– شكلها بنت حلال ربنا يجعلها من نصيبك…
– تفتكري ممكن توافق عليا؟!
,- وليه لا…
– شمس أنا مابخلفش…
– ماهي عندها ميسون ربنا يحفظها ويخليها لها وأنت عندك آدم ربنا يحفظه ويخليه لك، فيها إيه لو تتجوزوا وتربوهم مع بعض…
اديك سمعت منها أنها منفصلة عن والد بنتها، واصلا مابيسألش عليها يعني عندك فرصة كبيرة معاها…
– تفتكري يعني اتشجع واكلمها…
– طبعا وعلى فكرة بقى أنا حاسة أنها كمان معجبة بيك، واقولك على حاجة كمان اما تيجي تاني أنا هستأذن باي حجة واسيبكم مع بعض شوية…
– على طول كده…
– اضرب على الحديد وهو سخن…
– وربنا ده أنا اللي مولع…
– اهي جاية اهي…
– اتاخرت عليكم؟
– لا خالص ياحبيبتي باقي ضيوفك ليهم حق عليكي بردو ،عن اذنكم بس ثواني هتطمن على الولاد وارجع ع طول…
– اتفضلي ياحبيبتي…
غمزت حسام وهي تنهض عن مقعدها وانصرفت وهي تشجعه بنظرتها.
بقولك يا بشمهندسة كنت عايز اخد رأيك في حاجة كده…
– أكيد طبعا تحت امرك…
وقرر حسام تنفيذ نصيحة شمس وأخبارها… بمشاعره تجاهها، ورغبته الشديدة في الزواج منها.
(أحد المطاعم الفاخرة )

 

 

 

زيدان يجلس مع مجموعة من رجال الأعمال يتناقشون في صفقة جديدة، وفي خضم حديثهم شعر أنه بحاجة ليسمع صوت شمس الدافئ حاول مراراً الاتصال بها ولكن هاتفها كان مغلقا. لم يجد مفرا من الاتصال بحسام والذي أجابه في مرح:
– إيه ياباشا مش كنت جيت هيصت معانا بدل البدل اللي أنت قاعد معاها دي…
– ما أنت عارفني مليش في جو الحفلات والهلس بتاعك ده، المهم قولي شمس فين بتصل عليها فونها مغلق…
-شمس كانت قاعدة معانا وبعدين قامت تشوف الولاد…
– طيب شوفها فين وخليها تكلمني…
– ايه يعم لحقت وحشتك مش كده يااض اتقل شوية ماتدلقش كده…
– حسام مش وقت هزار روح شوفها فين وشوف فونها مقفول ليه…
– طيب ما تزقش يعم ثواني هشوفها فين واخليها تكلمك…
اغلق حسام الخط وهو يبحث بعينيه عن شمس لمح زينة وزياد وسط الأطفال سألهم عن شمس فقالا أنهما لا يعرفان عنها شيئا منذ أن ذهبت لتجلس معه هو وليلى.
بدأ حسام ينتابه القلق فأين عساها ذهبت طلب من ليلى أن تتفقد حمام السيدات علها ذهبت إلى الحمام؛ بعد قليل عادت ليلى وقالت أنها لم تجدها بدا الجميع يبحث عن شمس والتي كانت قد اختفت تماماً ولا أثر لها على الاطلاق …

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية تناديه سيدي)

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *