رواية قلبي و عيناك و الأيام الفصل الخامس 5 بقلم رحاب إبراهيم حسن
رواية قلبي و عيناك و الأيام الفصل الخامس 5 بقلم رحاب إبراهيم حسن
رواية قلبي و عيناك و الأيام البارت الخامس
رواية قلبي و عيناك و الأيام الجزء الخامس
رواية قلبي و عيناك و الأيام الحلقة الخامسة
~…لقاء عاصف…~
اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
صلِ على النبي 3مرات
لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات
عند الساعـة العاشرة مساءً ….
دلف إلى عيادة خاصة لـ ” طبيب نفسي ” ….كان هذا الطبيب يخصص مواعيد مسائية لمن يضيقون بالتواجد بين بعض المرضى نفسيًا بمواعيد النهار…!
ريثما أن البعض يخفي أنه مريض نفسي كأنه يخفي كارثة !
استقبلته سكرتيرة الطبيب بابتسامة رسمية وأشارت له بالدخول فقد أتى في موعد الحجز تمامًا ….
وفي مكتب الطبيب ” د.شاهر ” المبتسم دائمًا بوجه بشوش …بينما ظهرت ابتسامته أكثر عندما رآى مريض قديم قد عاد إليه !
قـال كأنه يرحب به :
_« دكتور وجيــه ..؟! نورت العيادة …. بقالنا تقريبـًا تسع سنين ما اتقابلناش حتى لو صدفــة ! »
صافحه وجيه بابتسامة سريعة وقال بلمحة مزاح ظهرت في جملته :
_ « وأهو جتلك بنفسي من تاني ..! »
أشار د.شاهر للمقعد أمام مكتبه ليجلس وجيه وقال :
_« بصراحة مكنتش هقابل النهاردة أي حد …بس لما السكرتيرة ورتني المواعيد وشوفت اسمك استغربت ! ….بصراحة مقدرتش امنع فضولي أعرف اللي حصلك في التسع سنين دول ! ….»
تنهد وجيه وقال بسخربة :
_« مش هكدب عليك …أنا حاولت أنسى أني كنت بتعالج نفسيًا مع محاولتي نسيانها …. مكنتش اتخيل أبدًا أن بسبب تجربة حب فشلت أني أبقى مريض نفسي ! »
اعترض د.شاهر :
_« أنت مكنتش مريض نفسي ….أنت مريت بتجربة حب متوقعتش أنها تفشل …. حطيت ثقتك كلها في شيء ..والشيء ده خالف كل توقعاتك فطبيعي متعرفش تنساه بسهولة…بس أظن أني مكنتش حابب يكون بينا القاب….أحنا حتى نعتبر زملاء ..! »
ابتسم د.شاهر له بود بينما تذكر وجيه ذلك الأمر فرد له الابتسامة بنظرة هادئة وشاكرة ….ثم قال :
_« فاكر …. »
قال شاهر وهو يرجع بظهره للمقعد في جلسة مريحة :
_« فضفض ……»
كان يعرف الطبيب أن وجيه لا يحب جلسة الشيزلونج …يحب أن يتحدث و اقفًا …ينظر باتجاه آخر سوى عين الطبيب المترصدة للكلمات والجمل…
تقدم وجيـه للنافذة ووقف مواليًا ظهره في ثبات ….أخذ نفس عميق …ثم قال وكأن صوته يأتي محمل بالذكريات :
_ « آخر مرة جتلك كنت عارف أني هجيلك تاني…مكنتش نسيتها بس اتظاهرت بكده … الفكرة كلها في أحساسي وقوة مشاعري دي لأنها باعتني وبعدت بسهولة….. افتكرت أني طالما حبيتها بسرعة وبالشكل ده هقدر أنساها بنفس السرعة …! »
هز رأسه رافضاً ظنه الخادع :
_« مقدرتش….!
سنة كاملة بتعالج نفسيًا من جرح كبير بعد ما سابتني !
في كل لحظة طول السنين اللي فاتت كنت بسأل نفسي أنا ليه مش عارف أنساها ؟! حتى لما اتجوزت واحدة تانية ….يمكن أحلى منها في الشكل ! برضو ما نسيتهاش ! »
صمت لدقيقتين وران صمت يضج بالذكريات المؤلمة بعينيه فتابع :
_ « كنت أتمنى لو كانت مجرد عاصفة تعدي في حياتي وتنتهي …حتى لو هفتكرها في بعض اللحظات ….بس تتحط في خانة الذكريات اللي مسموح ليها بالنسيان …. ليلى احساسي بيها كان أكبر من أني أنساه بسهولة…. كان أكبر أني أخد وقت عشان اكتشفه ….. لازم نعترف أني في أحساس ما بيتكررش مرتين !
تفتكر لو كنت اتجوزتها كنت هفضل أحبها بالقدر ده ؟! »
رفع الطبيب حاجبيه وهز رأسه بالنفي ببطء ثم أجاب :
_« ما اعتقدتش…..وده مش بالضرورة أنك محبتهاش بالعكس …. حاجة كده عاملة زي البرفيوم ….ممكن جدًا يكون أصلي وجودته عالية من الآخر يعني….بس لو اتحفظ سنين بتعلى جودته أضعاف أضعاف ورحقيه بيبقى أجمل وأبقى ….»
وأضاف بتوضيح :
_« سبب أنك ما نسيتهاش مش بس أنك حبيتها …. السبب ممكن يكون أنك مش عارف هي حبتك ولا لأ …. ثقة زيادة حطتيها مع حب عاصف وعدم وجود سبب مقنع للفراق وحط عليهم شخصية زي شخصيتك مش من النوع اللي بيحب بسهولة …كل ده خلى الاسئلة تعيش جواك وتتوالد مع الزمن بمليون سؤال تاني ….كل سؤال كان رباط بيربطك بذكراها أكتر …..هتنساها أزاي بقى ؟! »
اقتنع وجيه بعض الشيء بتفسير الطبيب وأضاف على حديثه :
_ « والأكتر من ده …. أني بعترف …أنا ما صادفتش الاحساس اللي حسيته معاها تاني…لا صادفته قبل ما أعرفها ولا بعد ما افترقنا …. احساس زي حياتنا..مابيتعاش مرتين ! »
تساءل الطبيب :
_« طالما رجعت هنا تاني…يبقى هي رجعت …مش كده ؟ »
أجاب وجيـه مختصر إجابته بهزة رأس بالإيجاب…..فقال الطبيب شاهر :
_ « حسيت بإيه لما شوفتها بعد السنين دي كلها…؟ »
ران الصمت للحظات….شعر فيها وجيه أن الاجابة ثقيلة …بها شيء من اعلان ضعفه … ولكنه اعترف بصدق :
_« أول لقاء بينا بعد فراق عشر سنين كان عبارة عن منتهى الانتقام …ومنتهى الأشتياق..!
حتى شعور الانتقام كان عبارة عن عتاب مستني مبررات …تقولي أنها حبتني زي ما حبيتها …عارف لما تبقى مستني عشر سنين جملة ” أنا بعدت غصب عني لكن أنا حبيتك ” »
تطلع به الطبيب متفحصا شروده وقال :
_« طب وهي كان رد فعلها إيه ؟! »
ابتسم وجيه بمرارة انتشرت بعينيه :
_ « ما اتغيرش….كل اللي جوايا ده اترفض مرتين بمنتهى الجبروت…بكلمتين مكرهتش ادهم في حياتي
” أبعــد عني ” »
تلاشت الابتسامة وتبقت المرارة التي تسربت لصوته واستطرد:
_« السنين بتعيد نفسها من تاني….زمان قررت انتقم منها واتجوز وحصل فعلًا ….مقدرتش اكمل أكتر من ٦شهور….كان صعب ادي كل حياتي اللي رسمتها مع انسانة لأنسانة تانية …!
دلوقتي هرجع لطليقتي بعد نفس الكلمتين…. بس المرادي هحاول أنقذ عمري اللي بيضيع وأنا مستني انسانة رفضاني حتى بعد ما انفصلت عن جوزها …. !! »
تساءل الطبيب مرة أخرى :
_« أظن أنك هتحتاج جلسات مكثفة …الفضفضة هتريحك ….عايز المرادي أبدأ معاك من بداية طريق العلاج … عشان تتخطى
الأزمة النفسية دي ….»
استدار وجيه للطبيب وقال بنظرة قوية :
_ « أنا جيتلك گ نوع من قفل الصفحة دي من حياتي ….أعتبرت زيارتي ليك النهاردة آخر صفحة في حكايتي مع ليلى …. واقفة مع نفسي ….أنا مجيتش عشان أكرر زيارتي يا دكتور….أنا جيت أقولك أني بعد السنين دي كلها أول مرة أحاول بجد وبكل قوتي وإرادتي وعقلي وقلبي أني أنساها ….. مكنتش تستاهل أبدًا الحيز ده من تفكيري…»
كان يظهر من حديثه أنه قرر المغادرة بلا راجعة …فتأمل الطبيب بعينيه وقال :
_ « رغم أنك ما قولتش كل حاجة بس قرارك صحيح …. بدعمك جدًا….والنسيان مش قرار لأنه مش بإيدينا …بس في بديل للنسيان اسمه التجاوز….نتجاوز كل شيء بيوجعنا عشان نقدر نكمل …. »
تشاركا الأثنين بنظرة سريعة وهم وجيه بالمغادرة حتى أوقفه الطبيب بجملته الأخيرة :
_ « بس خليك حذر وأنت بتنساها تظلم نفسك …أو تظلم حد مالوش ذنب …. خد قرار التجاوز صح عشان مترجعش لنفس النقطة من تاني …. أتمنالك السعادة….»
أهداه وجيه بنظرة امتنان وقال :
_« بشكرك جدًا ….»
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
كانت بغرفة المشفى الذي نقلت لها بعد إغمائتها الأخيرة…غرقت بغفوة أخرى من فرط الإجهاد والإرهاق والوهن ….
هجم على أحلامها صوته…يردد كلمات جعلت قلبها يعتصر عصرًا ….يخبرها أنها كانت ” نزوة ”
لم تقبل تلك الكلمات حتى بأحلامها …!
انتفضت من نومها لتجد نفسها بغرفة غريبة …وبجانبها صغيرتها النائمة ” ريميه ”
نظرت ليلى حولها بتيهة ….وابتلعت ريقها بصعوبة حتى عندما دلفت الممرضة وبيديها وجبة طعام تكفي لشخصان :
_« جبتلك وجبة ولازم بقى تاكلي …. »
احترقت ليلى من الشوق لمعرفة شيء عنه …فتساءلت بلهفة :
_ « هو دكتور وجيه هيجي أمتى ؟ »
توخت الحذر الممرضة منى وهي تجيب ويبدو أنها تخفي شيء :
_ « هو…. هو سافر ….»
صدمت ليلى من الخبر….فقالت بحيرة وتيهة :
_« فجأة كده ؟! أنا فاكرة أنه كان هنا …شوفته مع ريميه بنتي وبعد كده ما حسيتش بحاجة ….»
تعجبت الممرضة من قولها …فهي رأته بعد ذلك ! ….قالت :
_ « معرفش….ده اللي عرفته وقولتهولك…لما أعرف عنه شيء جديد هقولك ….»
خرجت الممرضة مثلما أتت…وبقيت ليلى على تيهتها وعلامات الألم والتشوش بعينيها واضحة…نظرت لأبنتها النائمة ثم اقتربت منها وحاولت أن تُيقظها ….استيقظت الصغيرة بكسل فقالت ليلى بحنان :
_ « اكيد جوعتي يا روحي…قومي كُلي ….»
تثاءبت الصغيرة وهي ترتمي بأحضان أمها بألتجاء وقالت بصوتٍ ناعس :
_« الشاطر وجيه أكلني يا ماما…كنتي نايمة …»
تفاجئت ليلى بالأمر …لم تعرف كيف حدث ذلك ولكنها رغم كل تيهتها ابتسمت وعينيها تدمع….ثم أخذت أبنتها بضمة حنونة وظلت مستيقظة تفكر …….وتسترجع الذكريات …
** عودة ثانية لعشرة سنوات ماضية **
انتظرت ليلى وقع الخبر على صديقتها “إيمان” بمحل العمل ….فقالت إيمان بمباركة :
_ « الف مبروك يا ليلى ….نصيحتي بقى ليكِ …امبارح جالك بعد ما مشيت واعترفلك واتقدملك كمان وكده تمام …. بس أنتِ ناسية موضوع صالح أبن عمك ؟! »
عبس وجه ليلى بضيق ثم قالت بمحاولة نسيان هذا الأمر :
_ « أنا لقيت أبويا ما اتكلمش فيه تاني …وبصراحة بقى أنا سمعته في التليفون بيكلم جدي ويقوله أن ماينفعش اتجوز دلوقتي خصوصا أني بحضر دراسات عليا في التخصص بتاعي….الحمد لله ما اضطرتش للجدال عشان اقنعه بالرفض ….»
قالت إيمان بتفكير :
_ « ما هيبقى نفس الأمر بالنسبة لوجيه كمان يا ذكية لو اتقدم !
يعني هيبقى ده رد فعل أبوكي كمان لو وجيه كلمه ! ساعتها هتعملي إيه ؟! »
هزت ليلى رأسها برفض وقالت :
_« لأ …في فرق ….وجيه دكتور ومثقف ومتعلم يعني مش هيمنعني اكمل دراستي …..أنما صالح خلى أختي متكملش كليتها أصلًا وقعدها في البيت …. يمكن عشان هو مش متعلم اصلًا زيها …الغريب أنه قادر يدير مصانع جدي كلها وتعليمه على اده ! …يعني في النهاية أنه مش مناسب ليا زي وجيه ….»
تعجبت ايمان وقالت معترضة :
_« مش شرط…خطيبي أقل مني في التعليم ومع ذلك شجعني اكمل ومحستش أنه زعلان خالص ! مش عارفة …اسمعي نصيحتي وخلاص….متحاوليش تتكلمي مع وجيه خالص لحد ما يتقدملك وترتبطوا رسمي …..وكمان ده الصح على فكرة …»
ظهر الضيق بعين ليلى وهي تقول :
_« طب يعني لو جه هنا …»
قاطعتها إيمان بجدية :
_« اتعاملي معاه بحذر يا ليلى …..مش لأنه انسان وحش لأ….لأن انتوا الاتنين هتمشوا ورا مشاعركم وتتعلقوا ببعض أوي من قبل ما يبقى في تأكيد رسمي أنكم هترتبطوا ….. عشان لو لقدر الله مافيش نصيب ما تتعذبيش…..ولا هو يتعذب …ولا تبقى في ذكريات بينكم صعب تتنسى …»
رددت ليلى الكلمة بشرود :
_ « ذكريات …! »
اكدت ايمان قولها :
_« ايوة ذكريات …. ذكريات بين أي أتنين حبوا بعض من غير ارتباط رسمي ولكن مع الأسف مكنوش من نصيب بعض …تفتكري الذكريات دي بتتنسي بسهولة !
شيء فظيع أن واحدة تفضل شايلة ذكريات لانسان وهي مع شخص تاني !
ربنا مش بيمنع عننا شيء غير لو فيه ضرر لقلوبنا وهيوجعنا ….»
كادت ليلى أن تُجيب حتى لفت نظرها عينيه المبتسمة باشتياق …. تركت صديقتها كما تىكت نصائحها جانبًا وابتسمت وهي تنهض سريعا وتذهب إليه ….
كانت السماء ملبدة بالغيوم لهذا المساء …ولكنها بدت جميلة الآن فجأة !
ابتسم وجيه قائلًا بأشتياق :
_« وحشني الورد جيت أشوفه …ممكن باقة كمان زي بتاعت امبارح …؟ »
ابتسمت ليلى بحياء ونظرت حولها متهربة من نظرته….راقبتها إيمان بيأس وابتعدت عنهما …..قال وجيه بلهفة :
_« كلمتي والدك ؟ هقابله أمتى ؟ »
أجابت ليلى بتلعثم :
_« بصراحة امبارح معرفتش أكلمه خالص …. بس هتكلم معاه النهاردة وأقوله … »
نظر لعينيها العسلية وقال مبتسما :
_ « تعرفي لما نخلف بنت …هسميها ريميه …اسم شبه عنيكِ !
قابلني الاسم في قصيدة شِعر…كل لما أشوفك افتكرها !»
تعجبت ليلى بابتسامة:
_« ريميه ؟! شبه عنيا أزاي ؟! »
أجاب بنظرة بها بريق دافئ :
_« عيون الريم …شبه عنيكِ …. ريميه وجيه …أعتقد لايق ؟ »
هزت رأسها بالإيجاب بابتسامة خجولة وهي تنظر للأسفل ….قالت وهي لا تستطع النظر لعينيه التي تخطف ثباتها :
_« هحضرلك باقة الورد …»
عادت ليلى لمنزلها بهذا المساء وعقدت النية أن تتحدث مع والدها…أن تصر وتقاوم أي بادرة أعتراض… أن تخبر والدها كل شيء….لطالما كان والدها أقرب صديق لديها أيضاً….
دقت على باب منزلها حتى فتح الباب والدها وارتمت على صدره بابتسامة واسعة وهي تقول :
_« هعملك أحلى عشا سريع كده عشان عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم يا زيزو …»
كانت تشاكسه دائمًا بدلع اسمه” عبد العزيز ” ولكن حينما دخلت المنزل وكادت أن تضع حقيبتها وقعت نظرتها على آخر شخص توقعت رؤيته ……جدها !
بنظراته القاسية وملامح وجهه الغليظة ….يجلس ويملأ المكان بعض الرهبة حوله…ابتلعت ريقها بقلق وحاولت أن تظهر حسن تصرف …اقتربت له قائلة بابتسامة بالكاد اظهرتها :
_ « أزيك يا جدي ….؟ »
رد عليها الجد بفتور وجفاء حتى قال والدها بقلق يظهر بعينيه :
_« روحي أنتِ يا ليلى حضريلنا العشا عشان جدك يتعشى معانا …»
يظهر من صوت والدها أنه كان يريدها أن تذهب فقط …قال الجد ” صادق ” بحزم :
_ « اقعدي يا ليلى….عشان تسمعي الكلمتين اللي جاي أقولهم ….كلمتين يخصوكي أنتِ بالذات وأنا عارف أنك مش
هتكوني زي أبوكي وتكسري أوامري …..»
نظرت ليلى بخوف لوالدها الذي نظر لوالدها بعتاب وشيء من الرجاء …..جلست ليلى مرغمة وبدأ الجد في الحديث :
_« ولاد أختك “صافية” الله يرحمها لسه صغيرين ….. ده غير أن صالح ماينفعش يتجوز أي واحدة وخلاص لمجرد أنها تربيله العيلين دول ! أنتِ عارفة أننا مش أي حد ….. اللي جايله النهاردة مش أختيار…..ده قرار وشايفه الأنسب للكل ….
ربي ولاد أختك في حضنك وما تدخليش عليهم واحدة غريبة …»
اهتز قلب ليلى بقوة من الخوف بينما حاولت أن تبتعد عن مقصده الحقيقي وقالت بمراوغة :
_« أنا مستعدة اتفرغلهم واقعد معاهم هنا…وصالح يجي يشرف في أي وقت عشان يشوفهم … وهو لو عايز يتجوز محدش مننا هيزعل ده حقه …. »
امتلأ الغضب بعين الجد من هروبها ولعبها بالكلمات ….حاول أن يسيطر على غضبه وقال بثبات :
_« ما هو أنا جايلك عشان كده….لأني أخترتك أنتِ ليه …. مكان أختك صافية الله يرحمها ….»
ارتعد جسد ليلى رغم أنها كانت تعرف الأمر مسبقا ولكن يبدو أن جدها قرر وحسم الأنر…انتفضت من مقعدها ولك تشعر إلا وهي تبكي وتصيح بالرفض :
_« لأ …ومليون لأ …. دي حياتي ومحدش ياخد القرار ده عني …ده ظلم ! »
نهض الجد من مقعده ثم صفعها على وجهها بقوة هاتفا بغضب :
_« نفس كلام أبوكي وأعتراضه …. نفس بجاحته قدامي !
لو كان سمع كلامي كان زمانه قاعد في ملكه وورثه اللي كان هيغرقكم خير وعز …ولا عاجبكم الفقر اللي عايشين فيه ده ؟! »
هرع عبد العزيز لأبنته وضمها بحنان وهي تبكي وقال لأبيه بحدة :
_« كفاية كده …أنا محرمتش بناتي من حاجة ….وبنتي ليها حرية اختيار اللي هتعيش معاه …. أنا متعودتش أجبرها هي أو أختها على شيء …. بدليل أني وافقت على قرار صافية الله يرحمها بالجواز من صالح ابن أخويا …ولو عليا عمري ما كنت هوافق ! »
أشار الجد صادق لأبنه بتحذير عنيف :
_« المرادي يا عبد العزيز أنا مش هسيبلك فرصة التصرف…خلفتك قليلة الرباية زيك….كفاية عصيان عليا ومعايرة الناس ليا بسببك …أنت وبنتك هترجعوا معايا البيت الكبير ولو رفضت متزعلش من اللي هعمله ….»
قال عبد العزيز بألم يلتمع بعينيه وقال :
_« أنا سيبت كل حاجة …سيبت ظلمك للناس …سيبت ظلمك للي منك ….سيبت العز اللي بتقول عليه اللي كنت بحس أنه شوك بينهش فيا وفي بناتي ….العز اللي وراه حق مظاليم كتير كنت بسمع دعواتهم علينا ومقدرش اتكلم ….أنا مش عايز حاجة منكم …أنا عايزكم تسيبوني أنا وبنتي في حالنا ….
احنا مبسوطين وراضيين بفقرنا ….»
قبض صادق قبضته بقوة وأشار بنظرة عنيفة لولده :
_« لولا أني مش عايز أقل منك قدام بنتك كنت فوقتك بقلمين وعرفتك بتتكلم كده مع مين …. بس العيب مش عليك ….العيب اللي ربتك تربية خرعة زيها وماتت …»
قال عبد العزيز بحدة والم :
_« متجبش سيرة أمي ياحج الله يرضى عنك …. أنت عارف أني مش بحب سيرتها تيجي بالشكل ده …. الله يرحمها أمي…. كانت سندي ومن بعديها ضهري اتكسر….»
أخذ الجد الغاضب نفس عميق ملء رئتيه ثم قال :
_« مش هقولك فكر….هقولك حضر نفسك أنت وبنتك عشان هترجعوا معايا….أنا مش منقول من هنا غير ورجلي على رجلك ….»
لفت الدنيا تحت قدميها وأمام عينيها ….أي كارثة تحدث الآن ؟!
ربت والدها على كتفيها برفق وقال مواسيًا :
_« روحي أنتِ أوضتك يا ليلى وأنا هجيلك نتكلم شويـة …»
فعلت ليلى ما أمرها به والدها …حتى أتى لغرفتها بعد قليل مثلما قال وجلس قبالتها على فراشها وقال بأطمئنان :
_« متخافيش من شيء …. أنتِ بنتي أنا ومحدش له كلمة عليكِ غيري أنا ….»
ارتمت ليلى على صدر والدها وبكت وهي تخبره بأمر وجيه كاملا …ابتعد والدها عبد العزيز بنظرات عاتبه وقال :
_« يعني كنتِ بتكلمي واحد من ورايا يا ليلى ؟!
هي دي ثقتي فيكِ ؟! »
نفت ليلى الأمر بقوة وأوضحت :
_« والله ما خونت ثقتك فيا … كل اللي حصل حكيتهولك …عمري ما خرجت معاه ولا كلمته غير لما جالي المحل …وكنت برد عليه زي ما برد على أي حد …. بس أنا موافقة عليه يا بابا …انسان محترم جدًا ومحاولش حتى يلف ويدور ..اتقدملي على طول وطلب يقابلك …»
قال الأب بهدوء :
_ « ماينفعش نتقابل هنا وجدك موجود….اديله عنوان شغلي ونتقابل بعد بكرة بأذن الله …ولو كلامك عنه صح يبقى ربنا يسعدك يابنتي ومافيش حد هيعطل فرحتك …أنا مسؤول عن كلامي قدامك …»
ضمت ليلى والدها بابتسامة واسعة ومسحت دموع عينيها وقلبها يدق من الأمل الذي عاد إليها محمل بالابتسامات .
مر يوم غد ….
وذهب عبد العزيز لعمله وانتظر مجيء وجيه بعدما علم أنه علم بالموعد المحدد…..
وبعدما جهزت ليلى فطار سريع للجد الذي استيقظ متأخرًا عن عمد ….قالت له وهي تسرع لغرفتها لتذهب للعمل :
_ « أنا هروح شغلي بعد اذنك يا جدي….استأذنت ساعة على ما صحيت وحضرتلك الفطار…تطلب أي حاجة قبل ما أمشي ….»
ابتسم لها الجد بابتسامة تبدو طبيعية :
_« لا يا بنتي …روحي أنتِ ….»
تعجبت ليلى من ابتسامته التي ظهرت أخيرًا وتأملت أن يكن ورائها شيء من التراجع ….استعدت خلال دقائق وخرجت من غرفتها حاملة حقيبتها الصغيرة …..كادت أن تفتح الباب لتغادر حتى تفاجئت بشاب ثلاثيني … نظراته خبيثة لدرجة كبيرة ….عينيه سوداء بها مزيج من لون مدمم على جوانبها…!
وبأصبعه الصغير باليد اليسرى خاتم فضي به فص كبير أسود….يلف حول كتفيه لثام رجالي من النوع الكبير الحجم ويتخلله اللون الأبيض المقلم مع الأسود …..
اطلق نظرة متفحصة عليها ثم قال :
_ « صباح الخير يا ليلى …»
شعرت ليلى بضيق شديد من وجوده المفاجئ ولكنها اجابت بثبات :
_« صباح الخير يا صالح …. جدي جوا …. استأذن أنا …»
رفع حاجبيه كأن ذلك لافته للرفض وقال بصوت حاد :
_« هي دي ضيافتك ليا يا ست البنات ؟! ده أنا قبل أي شيء ممكن يحصل …أبن عمك ! »
رفعت رأسها لعينيه بقوة وحدجته بنظرة غاضبة وتمنت أن يكن ظنها خاطئ …. قالت بنرفزة وهي تلبس حذائها وتجنبته تمامًا :
_« جدي جوا بيفطر …ادخل افطر معاه أنت مش غريب يا صالح …أنت أخويا …»
رمت جملتها عن قصد وغادرت المكان …وقف صالح يتأمل خطواتها المبتعدة بنظرة واعدة ….شيء كان يلتهف إليه بكامل رغبته وفجأة أصبح بين يديه على طبق من ذهب ..!
دلف صالح للشقة الصغيرة البسيطة بالنسبة للثراء الذي يتململ فيه ليلًا نهار….ورحب به الجد ويبدو أنه كان يعرف بمجيئه …. قال الجد وهو يلوك الطعام بفمه في شهية :
_« تعالى أفطر معايا …. على اد حالتهم ضيق وفقر بس الواحد شبع نوم هنا وبياكل بشبع ..! »
تمتم صالح بعض الكلمات في نظرة بعيدة :
_« مش أي حاجة بتشبعني يا حج صادق …. بس آن الأوان …»
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
في طريقها للعمل …كانت تجلس بأحد ” الأتوبيسات ” الشعبية ..جلست بجانب النافذة وشردت بضيق يخنق أنفاسها ….مشهد قديم ولكنه گ عاصفة من الدخان لا تزول …تختنق كلما اذكرته …..
كانت بذات يوم في المنزل الكبير …بعدما تزوجت شقيقتها هذا الرجل الغامض والمريب ….والذي كانت قصة غامضة أيضاً حدثت سريعاً دون أن يدرك أحد….
في هذا اليوم كانت تمكث في منزل جدها الشبيه بالقصور …بالأخص في غرفة بالطابق الثاني بجانب غرفة شقيقتها ….وكان صالح مسافرا في أحد البلدان لمهام تخص أعمال مصانع العائلة للأخشاب …
نهضت ليلى في ساعة متأخرة من الليل …تحديدًا كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل …ثم شعرت بدق على باب غرفتها …. قبل أن تفتح الباب نظرت لنفسها بالمرآة بملابس نومها الخفيفة التي تكشف ذراعيها وعنقها بالكامل …وبنطال قطني يفصل أنحناءات ساقيها تفصليًا …ولكنها ما كانت تستخدمه سوى للنوم ولم يرها مخلوق عدى شقيقتها ووالدها بمراتٍ قليلة ….
قالت قبل أن تفتح الباب :
_« مين ؟! »
انتبهت لصوت شقيقتها صافية :
_« أنا صافية يا ليلى …أفتحي متخافيش …»
تنفست ليلى الصعداء واسرعت لتفتح الباب …لتجد شقيقتها تضع يدها على رأسها ويبدو أنها تشعر بألام الصداع ….تساءلت
بقلق :
_« مالك يا صافية ؟! »
ابتلعت صافية ريقها بقوة وقالت بوجه شاحب :
_ « مش عارفة ….بقالي فترة بيجيلي صداع فظيع …مش بيهدا غير بالعلاج بتاعي بس للأسف العلاج خلص وصالح مسافر ….»
شعرت ليلى بالعجز فتابعت صافية :
_« تعالي اقعدي معايا …أنا بخاف من البيت ده واللي فيه …لما صالح بيسافر بفضل صاحية طول الليل …»
قالت ليلى برقة :
_« حاضر ….هلبس جاكيت البچامة وجاية معاكِ…»
بعد لحظات كانت ليلى تتمدد بجانب شقيقتها بعدما خلعت تلك القطعة من الملابس مرةً أخرى لتنام بذراعي مكشوفة
..وبينهما طفل صغير رضيع هو أبن صافية الذي ولد منذ أسابيع قليلة …
كانت عيون صافية شاردة …بها حزن مكتوم …شيء مغلوب على أمره ….رمقتها ليلى بتعجب وقالت :
_« ليه حاسة من فترة كبيرة أنك حزينة يا صافية ؟! أنت خدتي اللي بتحبيه ومشاء الله مش مخليكِ عايزة حاجة وكمان قاعدة في بيت العيلة الكبيرة ….ليه بقى الحزن ده ؟! »
تنهدت صافية بشيء من المرارة مر بعينيها ثم قالت :
_« حب ! أنا قربت أصدق أن مافيش حاجة اسمها حب أصلًا …نامي يا ليلى …الوقت متأخر ….»
قالت ليلى بدهشة :
_« لأ مش هنام …في إيه مالك ؟!»
تأفتت صافية بضيق وقالت :
_« خلاص هنام أنا ….»
أغلقت عينيها وصمتت…تطلعت بها ليلى بقلق وعلمت أن هناك ما يشغلها ويورقها لتقل ذلك…لم يكن سبيل أن تعرف ما بشقيقتها بهذا الوقت فأغمضت عينيها وحاولت النوم ….
لم تستطع بسهولة أن تغفو ولكنها بالاخير سبتت سباتٍ عميق …
عند الفجر ….
لم يكن أي من في المنزل يعرف ” صالح ” سيعود اليوم … هو نفسه لم يرتب لذلك ولكن انتهى عمله وزيارته السريعة وعاد دون أن يخبر احدًا….ارتقى الدرجات وبفمه سيجارته التي ينفث منها الدخان بشراهة ….
فتح باب غرفته گ المعتاد ليجد الغرفة تغط في ظلمة حالكة …فأضاء المصباح ليتسمر فجأة بشيء سرق انتباهه ….
زوجته تنام في فراشهما وبجانبها الرضيع گ المعتاد …ولكن زاد على المشهد شيء آخر ….شقيقتها “ليلى ” بملابس رغم انها تميل برسوماتها الكرتونية إلى الطفولة ولكنها تبدو بقمة الفتنة والإغراء بذراعيها العاريتان…..اقترب ببطء للفراش حتى وقف بجانبه اتجاه زوجته ولكن عينيه على النائمة الأخرى وشعرها العسلي يضم وجهها وجزء كبير من بعد عنقها عاريًا …. قارن بسرعة بين الشقيقتان وكانت المقارنة مخزية بالنسبة لزوجته
تفرست عينيه الوقحة بفتنتها بابتسامة ماكرة حتى اختنقت أنفاس ليلى من الدخان القريب وبدأت تسعل وتسستيقظ…
حينما فتحت عينيها قليلًا ازعجها النور المضاء ولكن ما جعلها تسحب الغطاء الخفيف على ذراعيها هو تحديق ذلك الذي يقف قبالتها متأملًا …!
قالت وهي تخفي ذراعيها بالغطاء ونظرة عصبية :
_« أنت جيت امتى ؟! طب كنت نبهنا حتى ! »
ابتعد صالح من الفراش بخطوات بطيئة وارتسمت ابتسامة خبيثة على محياه وهو يتقدم للخروج من الغرفة :
_« مكنتش أعرف أنك هنا اصلًا ….البيت بيتك يا ليلى …خليكِ فاكرة ….»
وها هي تتذكر ذلك حتى بعد مرور عشر سنوات …وهي بالمشفى ……وكانت نتيجة ذلك رعدة في جسدها وهي تضمة صغيرتها بين ذراعيها أكثر والدموع تنزف من عينيها ….
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وفي صباح اليوم التاليــ
وضع وجيه فنجان قهوته على المائدة وأعلن :
_« في موضوع جه فجأة …بس لازم تعرفوه لأنه هيتم خلال أيام قبل سفركم يا شباب …»
راقبه الشباب الاربعة في صمت بينما الجد ” رشدي” كان قد علم بالأمر بمساء الليلة الفائته ولكنه لم يتناقش ولم يتجادل مع أبنه …
حتى قال وجيه مرة أخرى وكأن يتحدث عن شيء أقل أهمية من اهمية هذا الأمر :
_ « هرجع لطليقتي …في تجمع صغير بين العيلتين ….قبل سفركم على طول عشان تبقوا معايا ….»
ابتسم الشباب في مباركات وتهنئة فقال جاسر وقد أنساه الخبر ضيقه من تلك السفرية :
_« الف مبروك يا عمي ….»
هتف يوسف بمرح :
_« أنا هعمل حفلة على الضيق كده …حفلة حلويات يعني …»
ضحك الشباب عليه بينما ظل الجد صامتٍ حتى انتهوا من الأفطار وذهب الشباب لعملهم بالمشفى…..وقال :
_« مش حاسس أنك مبسوط …! »
تنهد وجيه ببعض الشرود ثم قال :
_ « مش كل حاجة بنتمناها لازم ناخدها….أحيانًا بيكون منتهى العقل أننا نحجم أحلامنا ….نفكر قبل ما نتمنى …. نعرف الأنسب ونختاره …. جيهان انسب حد ليا ….»
هز والده رأسه بالاعتراض قائلًا :
_« أنت بالذات لو مخدتش خطوة وأنت مبسوط ومرتاح مش بتكمل فيها ….. »
تهرب وجيه من الحديث وقال متطرقا لموضوع آخر :
_ « قولت إيه في الموضوع اللي اتكلمنا فيه امبارح….هتيجي المستشفى وتكون تحت الرعاية الكاملة هناك ولا هترفض برضو ؟ الشباب مسافرين وسمر الممرضة هتاخد اجازة عشان تحضر لجوازها بعد شهر…وأنا هكون مشغول في شغلي لدرجة أني مش هاخد أجازه جواز حتى ….»
قال والده بنظرة دقيقة لعينيه :
_« موافق وأمري لله …..»
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
أتى المساء بزيارات أسود المطر من جديد…الرعد والبرق…كأنه ينذر بشيء مخيف….
ظلت تنتظره بكل دقيقة…..أين هو ياترى ؟!
لو كان يعلم أنها هنا لما لم يأتي إليها ؟!
لم تعهده هكذا…!
مسحت عينيها من الدموع وخرجت من الغرفة وتركت صغيرتها على الفراش نائمة بعد فترة يقظة طويلة …..
مرت بالمرر الذي فيه الاضاءة ضعيفة بعض الشيء….لتتجد فجأة اللعنة تتمثل في عينين …!
تجمد جسد ليلى وانتشر الرعد بأطرافها وهو يمضي إليها …بذلك الشال الرجالي المُلتف دائمًا حول كتفيه ويتغير اشكاله فقط …اليوم كان أسود مثل عينيه الثعلبية ….
وقف أمامها وملامحه تمهد القسوة والتوعد قبل الحديث ….لتتلعثم بذعر :
_« صالـ….ح …»
قال بتضيقة من عينيه غادرة :
_« آه ….هو …
ماجتش غير لما خدت حق ولادي الاتنين …مخدتش العزا فيهم غير بعد ما خدت قصادهم أربعة من زينة شباب السوالم …. وأبوكي لو كان مات معاهم مكنتش هاخد عزاه …. »
ارتجف الدمع بعينيها وهي متيبسة الحركة من فرط الخوف من هذا الرجل الذي يجسد خطوات الشيطان في أفعاله ….. لمن تلجأ؟
لوالدها الغارق في غيبوبة ؟!
لجدها النسخة الأكبر من هذا المجرم ؟!
لمن يا ترى ؟!
أشارت من بعيد الممرضة منى وقالت :
_« دكتور وجيه في مكتبه يا ليلى…الحقيه بسرعة عشان هيمشي….»
نبض الأمل بقلبها من مجرد اسمه حتى دبت الحياة بها وهي تركض إلى مكتبه…. گ السجين الذي وجد الحرية بعد سنوات من العذاب والوحدة والألم والقهر….
اسم واحد …يحدث أن يضع الأمان بقلوبنا
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
يتبع…
- لقراءة الفصل التالي: اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية قلبي و عيناك و الأيام)