روايات

رواية قلبي و عيناك و الأيام الفصل الرابع و الثلاثون 34 بقلم رحاب إبراهيم حسن

رواية قلبي و عيناك و الأيام الفصل الرابع و الثلاثون 34 بقلم رحاب إبراهيم حسن

رواية قلبي و عيناك و الأيام البارت الرابع و الثلاثون

رواية قلبي و عيناك و الأيام الجزء الرابع و الثلاثون

قلبي و عيناك و الأيام
قلبي و عيناك و الأيام

رواية قلبي و عيناك و الأيام الحلقة الرابعة و الثلاثون

اتفاق وتحدي …

انتشر عبق رائحة عطر نفاذة بالمكان، رائحة تسللت لأنفاسها بطيف حنين ولهفة ، كأن هذا العطر يخصه وحده وصنع لأجله فقط !.
ابتلعت رضوى ريقها وهي توبخ نفسها بشيء من العذاب … لا يُعقل أنه وحده من يستخدم تلك الماركة !
لم يشعر رعد إلا وهو يدخل المحل بخطوات واسعة اختصرت المسافة بينهما ، وكان اكثر ما يهمه هو حجب ذلك الجزء من جسدها عن أنظار الجميع ، فجذبها من يدها بعصبية شديدة لكي تستدير له ويصبح ظهرها للأرفف الزجاجية.
انعقدت الكلمات بحلق رضوى وهي تنظر له بذهول ، وتحرك الشاب العامل بالمحل إليهما في استياء مما يحدث ، ولأنه لا يعرف صلة القرابة بينهما….وكاد أن يتحدث حتى ترك رعد يد رضوى وهوى بها على خد الشاب بصفعة مدوية.

حملقت رضوى وانفرجتا عينيها بصدمة من مرأى الشاب الذي حسس على موضع الصفعة بصدمة ، وكأنه لا يصدق أنه تلقى صفعة دون حتى سبب صغير لفعلها !.
خرجت رضوى من حالة الجمود وصرخت به :
_ أنت اتجننت ؟! ….

زم شفتيه بعصبية ظاهرة على سيمائه وضوح الشمس ولم يجيبها ، كان يلجم سيل غاضب من الكلمات بحلقه ، لو أجابها لأزداد الأمر سوءً بينهما…. بينما الشاب الآخر اندفع اتجاه رعد ليسد له الضربة بأشد منها …. ولكن رعد لوى معصمه ودفعه على الأرض بعنف ، ثم سحب الحجاب الآخر التي تمسكه رضوى بيدها، ولفه بحركة سريعة على كتفيها وبذلك أخفى ما يظهر جسدها، وهمس بتحذير:
_ فستانك مفتوح ومبين ضهرك … والحيوان ده كان واقف يتفرج !… ليا كلام تاني معاكِ….بس مش ههينك قدام حد.
تذكرت رضوى أمر السحابة التالفة بطرفات متتالية من عينيها بإستياء وضيق وسوء حظ جعل رعد يضبطها بهذا الموقف.
ترك رعد الشاب يتلوى على الأرض وسحب رضوى من معصم يدها للخارج ، بينما حاولت هي أن تتملص منه وهي تكيل له الشتائم والضربات على ذراعه.
أوقفها بغضب أمام الجد والفتيات الذي ركضوا من المحل الآخر مسرعين عقب إنتباههم لما يحدث مع رضوى.
وقال رعد لجده بعصبية:
_ خليها تحكيلك حصل إيه ؟ … عشان لما اعترضنا على خروجهم من غير حراسة زعلت ! …. دي واحدة مش دارية بنفسها اصلًا ولا ممكن تحسس بأي شيء غلط بيحصل معاها !… ولا حتى حست باللي واقف وراها وعينيه هتطلع عليها ويا عالم كان ممكن يحصل إيه؟!

مقت الجد عصبية رعد وصوته العالي هذا ، وقال بحدة:
_ حصل إيه فهموني؟!
هتفت رضوى ببكاء وعصبية لم تستطع أخفائهما وقالت:
_ أنا معملتش حاجة عشان يقولي كده ؟! ، سوستة الفستان اتفتحت ومحصتش بيها ، ده معناه أني مش دارية بنفسي ياجدي؟! ولا هو جاي ورانا مخصوص ومستنيلي على غلطة ؟!
رمقتها حميدة بنظرة عتاب ولوم ، فهي نبهتها بتلك العقبة قبل أن تتمسك بإبقاء الفستان عليها، قال الجد بنظرة غامضة لرعد:
_ هو أنت مش كنت خرجت قبلنا ؟! … عرفت منين أننا هنا ولا تكونش دي صدفة ؟!

ضيق رعد عينيه بدهشة من موقف جده الغير جدي وحازم بهذا الشأن ، وقال بصوتٍ غاضب:
_ هو ده اللي فكرت فيه ياجدي؟! يعني مش هامك اللي قولته وافتكرت بس أني خرجت قبلكم ؟!
رد الجد بصدق :
_ الحمد لله محصلش حاجة وأنت اتصرفت، وكمان هي اكيد مش قصدها يا أبني !… يعني هي مثلًا اللي قطعت السوسته عشان رقبتها تبان ؟! … مش المفروض برضو تحكم عقلك؟!.. ولا أنت قلبك اللي مسيطر ؟!
أشنتدت عصبية رعد من جده ومكره ، فيبدو أنه يستغل كل شيء وكل موقف ليكشف ما يشعر به اتجاهها …. فأحتد صوت رعد وهو يجيب عليه:
_ المفروض أن دي بنت عمي ، يعني حتى لو مش بطيقها ولا بطيق أشوفها فهي من دمي ومش هسمح لحد يبصلها …. مش عشانها هي شخصيًا ….. ده عشان أنا راجل وما اقبلش ….

لم تحتمل رضوى أن تظل واقفة ويحترق كبريائها أكثر من ذلك ، فقالت لجدها وصوتها تخنقه الدموع :
_ أنا هستناكم في العربية يا جدي ، مش طايقة أقف اكتر من كده.
وركضت حتى دون أن تسمع إجابة الجد بالموافقة أو الرفض ، ضغط رعد على أسنانه بعنف وهو يرها تركض باكية …. وتنفس بغضب من نفسه ومن لسانه السليط أحيانًا ، والذي يوقعه بأخطاء جسيمة لا يبرأ منها بسهولة.

توقف رعد عن الحديث وبدا عليه بعد الندم والعذاب ، ثم ركض بذات الاتجاه …. نظر الجد له بنظرة غيظ وقال :
_ لسانك عايز قطعه ! …

ودقيقة وقد ارتفع صوت الشاب بالمحل المقابل والذي ضربه رعد مع صوت فتاة غاضب….. وكانت الفتاة علمت بالأمر وانهالت عليه بالتوبيخ قائلة:
_ والله أنا مبسوطة باللي حصلك، ده أنت حتى مش عاتق الستات الكبيرة ونازل بصبصة ومعاكسة وقلة أدب ! ….. أنا هكلم صاحبة المحل وأقولها على اللي حصل دلوقتي ويا تمشي من هنا وتريحنا منك …. يأما تحترم نفسك وتحترم المكان اللي قاعد فيه.
توسل الشاب وهو يمسد ذراعه بألم وقال :
_ لا خلاص … لو اتكرر اللي حصل أبقي كلميها ، وبعدين أنا ما عملتش حاجة والبنت نفسها زعقتله ! …. بالله عليكِ ما تقطعي عيشي أنا محتاج الشغل وأنتِ عارفة ظروفي.
ورغم أن الفتاة على يقين أنه مذنب ، ولكن كانت تتغاضى عن كثير من تصرفاته وأفعاله السيئة بسبب مرض والدته المزمن ، وهو أبنها الوحيد والعائل الوحيد أيضاً….. فقالت بيأس:
_ ماهي ظروفك دي اللي مخلياني ساكته …. بس مش هسكت لو اتكرر الموقف ده تاني.

***
لم تكن دموعها فقط لأنه اثبت عدم ادراكها بما حولها ، أو تيهتها وتشتتها …. بل كانت تبك لأنها قبل أن يتحدث ويقول قوله الآخير الذي شق قلبها ارتجف قلبها سعادة من ظنها بغيرته ، ومن وجوده الواضح بتعمد وليس مصادفةً… ومن لهفتها وغضبه لنظرة رجل آخر …. ولكنه بكلمات قليلة جدًا دحض هذا الأمل وتلك السعادة….
لماذا عليه أن يتقن لعبة عذابها لهذه الدرجة؟!
ولماذا لم تستطع كرهه حتى الآن ؟
خرجت من المصعد للطابق الارضى بالمول ، وتوجهت لباب الخروج مباشرةً….حتى انتبهت لصوته وهو يناديها ولكنها، لم تقف ، بل ركضت أكثر إلى الخارج وتوجهت للسيارة التابعة للجد.
ناداها رعد مرةً أخرى وهو يُسرع خلفها ولكنها كانت تبتعد بسرعة عالية ، كأن الرياح تقذفها كالموج للبعيد..!
فتحت باب السيارة وجلست بداخلها في حالة غريبة من الأختباء ، لا تريد حتى أن ينظر لها مخلوق وهي هكذا عارية الضعف والدموع.
توجه رعد إلى سيارة جده بسرعة عالية ، حتى وقف ناظرًا لها من نافذة باب السيارة…. ولم ترميه حتى بنظرة ، بل كانت تنظر أمامها بدموع مكتومة تكافح كي لا تنفطر أمام عينيه.
تنفس رعد بعمق قبل أن يتقدم ويفتح باب السيارة الآخر …. ويبدو أن السائق ذهب لشراء شيء أو ابتعد لأي سبب ..ولكنه الآن ليس بالسيارة.
جلس رعد بجانبها ، فضغطت على أسنانها بغضب شديد وكادت أن تفتح الباب الذي بجانبها لتخرج من السيارة …حتى قال رعد بصوتٍ ذكرها بأيام فائتة مليئة بالرومانسية والأحلام الجميلة الساذجة….وهمس معتذرًا:
_ رضوى … أنا أسف…. مقصدتش أزعلك….بس…

التفتت له رضوى والتمعت عينيها بالألم وهي تجيب:
_ بس أنا ندمانة أني جيت هنا وما اعترضتش ورفضت ، مشكلتك معايا هو قرار جدي بموضوع الجواز ، بس نسيت أني ماليش ذنب في القرار ده … كنت هحترمك لو كلمتني بصراحة واتفقنا أننا نرفض قراره ده ونتمسك برأينا … كنت هحترمك لو أحترمتني وصونت كرامتي بما أني من دمك زي ما بتقول….
رد عليها بجملة ادهشتها :
_ كنتِ عايزاني اكلمك وأقولك أرفضيني ؟! …. ولا أقولك أني رافضك ؟! …. كنتِ هتحترميني لما اكدب عليكِ وأقولك مش عايزك ؟!
هزت رأسها وصوتها ظهر مليء بالمرارة وقالت :
_ أنت ما قولتش …أنت عملت ! ، بس على الأقل كنت ساعتها هحترم قرارك ومايبقاش في حاجز كراهية ما بينا بالشكل ده….أنا مجيتش هنا عشان احاربك… ولا جيت عشانك أصلًا

كانت كاذبة واغضبه كذبتها هذه ، وضرب رعد بيده على ظهر المقعد المقابل له وهتف بعصبية:
_ الحاجز ده أنا بحاول أكسره ما بينا ، الحاجز ده مش أنا ….

قاطعته رضوى بختام ما وصلت اليه في حكايتها معه :
_ لو سمحت ، أعتبرني مش موجودة حواليك ، أعتبرني مش موجودة أصلًا ، أنا مابقتش طايقة حتى أشوفك .. مجرد وجودك بيحسسني بخنقة…. ماتخلنيش أكرهك أكتر من كده.
صدم رعد للحظة لمَ سمعه ، ثم ردد بنظرة مشتتة تائهة:
_ بتكرهيني !
ابتلعت ريقها بصعوبة ، وقالت بعدما استجمعت قوتها لتكررها :
_ أيوة بكرهك ! …. ده أقل شيء ممكن أحسه من ناحيتك بعد اللي عرفته من نعناعة، وبما أننا هنعيش في بيت واحد فمش مطلوب منك اكتر من أنك تسيبني في حالي …. وبالنسبة لقرار جدي فعايزاك تطمن ، لو على جثتي الجوازة دي مش هتم… أنت آخر واحد ممكن أفكر أتجوزه…. لو كنت صبرت شوية كنت عفيت نفسك من غضب جدي ، وكان الرفض هيجي مني … أنت كنت وما زلت بالنسبالي ولا حاجة.

قال بذهول :
_ أنتِ بتقولي إيه ؟! …. يعني إيه بتكرهيني ويعني إيه أسيبك في حالك مش فاهم ؟! ويعني إيه بالنسبالك ولا حاجة ؟؟
وأشتد غضبه للعنف وهز ينظر لها :
_ يعني لما حسيت أن في حاجة بينا كان احساسي لوحدي ؟! … يعني لما كنتِ وشك بيحمر وبتتكسفي لما تشوفيني وتتلغبطي وعينيكي تهرب مني كان شيء عادي بيحصل مع كتير غيري ؟! … ولما شغلتيني وخلتيني أفكر فيكي كنت أنتِ عادي وكنت ولا فارق معاكِ !، يعني حتى لما اغلط مفكرتيش تفهمي سبب تصرفي ده ايه ؟!….. أنت عارفة ده لو صحيح هيبقى معناه ايه ؟!
نظرت اله بحدة فأضاف بصزتٍ يرتعد انتقام وشراسة :
_ معناه أني مش هسيبك في حالك ، معناه أني مش هعديهالك بالساهل كده يا رضوى … معناه أنك دخلتي لعبة أنتِ مش ادها لأن لو اللي بتقوليه ده صحيح مش هرحمك.
قالت بتحد :
_ دي الحقيقة … وأنت مالكش عندي حاجة… وماتدخلنيش معاك في لعبة التحدي والأنتقام … لأن صدقني أنت اللي هتطلع خسران.
ابتسم بسخرية وعينيه تتقد غضب وهمس لها بصوتٍ أربكها :
_ تيجي نتفق اتفاق ؟
لم تجيبه ، ولم ينتظر إجابتها فتابع بنظرة ماكرة :
_ اللي يكسب فينا ليه شرط هدية … شرط واجب التنفيذ ، فكري براحتك في الشرط مش مهم …. لأني أنا اللي هكسب في الآخر.
***
خرج الجد مع الفتيات من المصعد ، حتى اسرع يوسف الذي يأس من البحث عنهم وأوقفهم قائلًا بابتسامة مصوبة لحميدة مباشرةً:
_ قلبت الدنيا عليكم يا جدي ….
ابتسم الجد له بمرح وقال :
_ صريح أنت مش بتلف وبدور …
رد يوسف بتلك الابتسامة التلقائية:
_ وألف وأدور ليه ؟! ….. هو حد يتكسف لما يحب يطمن على اللي منه ؟! ….
أخفت حميدة ابتسامتها وهربت بعينيها لجهة أخرى ، فتابع يوسف بحماس :
_ بقولك إيه يا جدي …. تعالى ناخد البنات ونطلع الدور السادس ، في محل هناك فيه فساتين تجنن … لمحتهم كده وأنا بدور عليكم.
قال الجد بارهاق :
_ طب خدهم أنت وروح ، وأنا هستناكم في العربية مع رضوى …
أبدى الفتيات أعتراض لأستعجالهم للحاق بسما ، ولكن الجد سمح بالذهاب وغمز للفتيات بمكر …. ورغم أنهن لم يفهمن ما يحاول قوله ولكنهم اطاعوا الأمر…
تحرك الجد اتجاه باب الخروج ، وصعدوا الفتيات مع يوسف المبتسم ابتسامة واسعة وعينيه تتسلل لحميدة.

وعندما توقف المصعد بالطابق السادس خرجوا من المصعد ومضوا اتجاه المحال التجارية….. انتبه يوسف لآسر من بعيد ولكن آسر كان منشغلا بالبحث عنهم باتجاه آخر …. أجرى يوسف وهو يسير برفقة الفتيات اتصال هاتفي على رقم آسر …وأخبره بمكانهم …حتى التفت آسر إليهم وتوجه ناحيتهم مسرعا …..

تلعثمت سما وبدأ وجهها يتصبغ بحمرة خفيفة …. اقترب آسر منهم وقال وهو يتحدث بشيء من العصبية :
_ قلبنا المول عليكم !
قالت سما باستغراب:
_ وانتوا جايين ورانا ليه ؟!
رمقها بغيظ وأجاب:
_ تصدقي أننا غلطانين أننا خايفين عليكوا ؟! …. ما هو اللي زيكوا يتخاف عليهم … بنات متعرفش حاجة هنا ولو واحدة فيكم تاهت مش هتعرف حتى ترجع البيت !
مطت سما شفتيها بسخرية ثم قالت :
_ معلش .
زم آسر شفتيه بعصبية من ردها ، فأنقذ يوسف الموقف وقال :
_ يلا بقا مش هنفضل واقفين كده ! … تعالوا للمحل اللي قولتلكم عليه.
سأل آسر باهتمام:
_ هو جدي فين ؟!
أجابه عليه يوسف وهو يجري اتصال آخر على رقم جاسر:
_ مستنينا في العربية تحت ….

وبداخل المحل الكبير ….
وقفت سما أمام أحد الفساتين السواريه وظلت أمامه لأكثر من خمسة دقائق ، وتتفحصه بإعجاب شديد ، ولكن ما ضاقها أنه غير مناسب للمحجبات …. فوجدت صوت آسر خلفها يهمس قائلا :
_ لأ …. مش هينفعك.
التفتت له بحدة وقالت :
_ وأنت مالك ؟!
قال بثقة ليغيظها :
_ معندناش بنات تلبس عريان ، في مليون فستان غيره.

رمقته سما بانفعال حاد ، فابتسم ناظرا لها بتحدِ….

وبعيدًا عنهما وقفت جميلة تسأل العاملة عن أحد الفساتين ، ويبدو أنها قررت أن تشتريه …. فابتعدت العاملة قليلًا لتتأكد من سعره ، بينما جميلة نظرت للرداء بين يديها بابتسامة رضا تام ….فهمس جاسر من خلفها قائلا بصوتٍ ماكر :
_ هتلبسي أحمر ؟! …. هو أنتِ ناقصة جنان !
اتسعت عين جميلة بدهشة ، رغم أمها توقعت ظهور بأي لحظة ، ولكنها للحظات غفلت عن تلك الخاطرة وتفاجئت بوجوده حقا…. استدارت له وتظاهرت بالجدية :
_ احفظ لسانك شوية ، أنت هتبقى محترم أمتى ؟
وضع جاسر يديه بجيوب بنطاله الجينز الأسود ، وظهر أطول قامة وأعرض قليلا ….وقال بابتسامة ماكرة:
_ طب ما أنا محترم ! …
وتابع بابتسامة واسعة ليستفزها :
_ هو لو مش أنا محترم ما كنت سيبتك ولا سألت فيكي … بس قلبي مطاوعنيش … قال وأنا اللي كنت مستغرب إيه اللي بيجذبني ليكِ….أتاريها صلة الرحم !
كادت جميلة أن تبتسم ولكنها لم تدعه ينل تلك الجائزة وقالت بسخرية:
_ لا والله ؟! ….. صدقتك !
اكد جاسر بنظرة ماكرة :
_ لازم تصدقيني …. أشمعنى أنت يعنيِ مش هتصدقيني ! … كلهن مصدقيني برضو.

وات جميلة عصبية من ملاحظته وقالت باستهزاء :
_ كلهن ؟! ….. ما أغبائهن !
ضحك جاسر وقال :
_ لأ لمضة …. وأنا بتستفزني اللماضة، واللون الأحمر.
قالت جميلة بعدما نظرت له باستهزاء:
_ صدقني كده هبدأ اكره اللون ده ! …. أي حاجة بتحبها بحس أنها عرة !
اطلق جاسر ضحكة عالية جعلت الأعين مسلطة عليه ، ثم أشار لها قائلا :
_ بتشتمي نفسك ليه طيب !… أنتِ اللي حكمتي على نفسك ….
وتجاهلت ما يشير له بالكلمات وقالت بعصبية:
_ ماتخليك في حالك كده وتبعد عني يابارد يا ساقع يا تلاجة!…
قال بابتسامة مستفزة :
_ مش ماشي .

تنفست جميلة بحدة وابتعدت عنه خطوات تحت نظراته التي تتبعها….

***
خرجت فرحة مكن مبنى المشفى بمساء هذا اليوم التي استطاعت فيه استنشاق الهواء براحة …. فكلما تذكرت تحسن حالة أخيها تستبشر خيرًا وتطمئن ….. وتلك الذكرى تهجم على قلبها وتحعلها تبتسم بسعادة….
سارت بالطريق مبتسمة ثم نظرت للسيارات حتى تحاول ايقاف سيارة أجرة….
وبينما هي تقف على الرصيف حتى وجدت سيارة ضخمة تتوقف أمامها ، وحجبت عن ناظريها الطريق فجأة ….ثم ترجل منها رجل ضخم البنية وجذبها داخل السيارة قبل حتى أن تستوعب ما يحدث وتصرخ.
وضع على فمها لاصقة كي لا تصدر أصوات صريخ ، وبدا عليها حالة من الرعب والغضب أيضا … وبدأت تركل كل شيء بقدميها وتضرب بيديها بعنف المقاعد …. شل حركتها امرأة كانت بجانبها وقيدت يدها ….ثم أجرى الرجل الضخم اتصال هاتفي وأجاب الطرف الآخر سريعا :
_ ها …عملت إيه ؟
أجاب الضخم :
_ زي ما قولتلي يا باشا …هجيبهالك القصر ، نص ساعة واكون عندك …

انتهى الأتصال وبدأت تدرك فرحة من هو خلف ما يحدث

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *