رواية عزف الروح الفصل العاشر 10 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح الفصل العاشر 10 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح البارت العاشر
رواية عزف الروح الجزء العاشر
رواية عزف الروح الحلقة العاشرة
لقد مرت ساعة ولم تمر إلا بعض سيارات النقل ولم تتوقف له أي سيارة ، وقف هو بغضب وهو يضرب السيارة بقدمة بغضب ، بالتأكيد بدأت المناقصة ، وبالتأكيد فهد غاضب جداً الأن ، لو كان معه هاتفه لكان اتصل بفهد او بالفندق لإرسال سيارة له ، في النهاية لم يجد حل إلا أن يسير علي قدمه لربما يجد أي أحد يساعده ، ظل يسير قرابة النصف ساعه حتي وجد بنزينة علي مرمي بصره، ذهب إليها بسرعه وقام بشراء بنزين ثم عاد لسيارته ووضع البنزين بها .
ركب معاذ سيارته ثم وضع رأسه علي المقود بالتأكيد انتهت المناقصة ماذا يفعل الأن ، ايذهب لفهد أم يعود للفندق ، ضرب المقود بيده بقوة عدة مرات بغضب شديد ، ثم اشعل السيارة وتحرك بها .
………………………………
كان فهد غاضب بشدة عارمة ، لا يعرف سر تأخر معاذ هكذا ، حين بدأت المناقصة انسحب هو للخارج بهدوء ، بينما لاحظت اسيل خروجه وعدم حضوره للمناقصة .
وقف في الساحة الخارجية وأخذ يرن عليه ، الهاتف يرن ولكن لا أحد يجيب فتمتم بغضب : ما ترد بقي ، ليلتك سودة .
أقبل عليه أحد العاملين ليتحدث بتوتر : فهد بيه حضرت مش هتحضر المناقصة .
تحدث فهد بغضب مع نظراته المتوهجة : امشي من خلقتي السعادي .
اذدرد الموظف ريقه بتوتر وسار بسرعه من أمامه مبتعداً في توتر ، خرج فهد من المكان جاب ببصره الطريق بأعين مشتعله ، ثم ركب سيارته وجلس بها ، اخذ يفكر في سبب تأخير معاذ هكذا وظن ان أصابه مكروه ، بعد قليل وجد رجال الأعمال يخرجون واحداً تلو الأخر ، ووجد صغيرته تخرج مبتسمة بإشراق ومنفرجه لثغريها فإبتسم بهدوء قليلاً ابتسامة لم تصل لعينيه بسبب غضبه ، تابعها وهي تركب السيارة بجوار والدها وتنطلق السيارة بهم .
بعد انفضاض المكان و اصبح الهدوء يعمه خرج شاب ما من الداخل ووقف بجوار باب فهد ليفتح فهد شباك سيارته ويهمهم ليتحدث الشاب : شركة عزام بيه اللي خدت المناقصة .
اومأ هو بصمت مخيف ، ثم توجه الشاب للداخل مرة أخري ، رغم غضبه ولكنه فرح لصغيرته بنجاحها ، هو كان يريد أن يكون بالداخل معها ويري عرضها الكاسح الذي كان سيفوز عرضه ، هو كان متيقن انها ستفوز عليه كما تحدته ولكنه كان سيبزل جهده ضدها ايضاً فالعمل عمل وايضاً سيراها تتحداه بعيونها المتنمرة .
كان سيتحرك بالسيارة ولكن وجد معاز مقبل عليه بسيارته ، ويقف خلفه ، نزل من سيارته بغضب وتوجه له ولكمه بوجهه بعصبية شديدة ، هو ظن ان اصابه مكروه وها هو هنا أمامه .
امسك معاذ بجانب فمه.. المكان الذي لكمه فهد به ، ليتبين له أنه ينزف ، نظر له بضيق واردف : ايه اللي عملته ده .
امسك بياقه قميصة بعنف واردف بحدة : مدام انت كويس ايه اللي منعك تيجي ،انا قولت حصلك حاجة .
نظر لقبضة يده واردف بهدوء : فهد العربية عطلت في الطريق ومعرفتش اعمل ايه .
تركه فهد واردف مستفهماً بحدة : وماتصلتش بيا ليه .
معاذ بحرج : تليفوني ضاع انهاردة ومش لاقيه .
مسح فهد علي وجهه بغضب واردف : خلينا نرجع الفندق وبعدين نكلم .
معاذ بسرعه وحرج : المناقصة حصل فيها ايه .
نظر له بنظرة نارية وحدة ، ثم تركه وركب سيارته وعاد للفندق ، تنهد الأخر بضيق ثم ركب سيارته وهو يسب في هذا اليوم الأسود ولحق بهِ للفندق .
…………………………..
في غرفة اسيل وأروي بالفندق ، وصلت اسيل و كانت تتحدث مع أروي حول المناقصة .
أروي بسرور : مبسوطة انكو كسبتوها ، مبروك يا سيلا .
اسيل بفرحة : وانا كمان مبسوطة أوي ،، بس في حاجة محيراني اوي .
أروي بفضول وتساؤل : ايه هي .
تحدثت اسيل قائلة بحيرة : شركة فهد نجم الدين انسحبت من المناقصة معرفش ليه ، الصبح قالي انه هيبقي في المناقصة المفروض .
أروي مبتسمة بمكر : ايه ده بجد ، طيب واتسحبو ليه ، ثم اردفت بنصف عين وبمكر : ثم فهد قالك كدي الصبح امتي .
ابتسمت ابتسامة عذباء ثم اردفت بعفوية مبتسمة : لما كنا بنفطر .
قطبت حاجبيها واردفت وهي تهمهم بخبث : مممم قولتيلي ، انتو فطرتو مع بعض بقي .
انتبهت اسيل لما قالته ، تعجبت من تحدثها هكذا وكأنه أمراً اعتيادي عليها ، احمرت وجنتها واردفت بتلعثم : ايوة هو هو ، جه وانا قاعده وقعد معايا و ..
أكملت أروي نيابةً عنها : وفطرتو سوي واكلمتو وايه تاني .
أسيل بقوة مصطنعه : ايوة وفيها ايه يعني ، هو يبقي شريك بابا في الشغل .
أروي بجدية : شريك خالو بس ، انتي مش ملاحظة حاجة علي فهد ده .
اسيل بتعجب : قصدك ايه .
أروي بصراحة : انا حاسة انو معجب بيكي ويمكن بيحبك ، ثم تابعت بخبث : وانتي معجبة بيه .
اسيل بتوتر : ايه اللي بتقوليه ده ، انا انا مش معجبة بحد .
أروي وهي تومئ : وتفسري ايه صورو اللي كنتي بتتفرجي عليها .
نظرت لها بأعين مفتوحة قليلاً ثم عضت علي شفتيها السفليه من الداخل وسارت رعشة بجسدها وتسارع نبضها واحست بشعور غريب بقلبها وكأنه ولأول مرة ينبض بصدق ، بينما تحدثت أروي مبتسمة بهدوء : يا سيلا أنا أروي ، من امتي بتخبي عني حاجة .
جلست بجانبها ووضعت يديها علي قلبها واردفت بصدق : مش عارفة بس لما بشوفو قلبي بيدق جامد ، دلوقتي لما اتكلمتي عنو حاسة اني قلبي هيخرج من مكانو .
أروي بحماس وهي تقفز علي السرير : يبقي بتحبي يا سيلا .
سحبتها من يدها واردفت قائلة بقوة : لا انا مش بحب حد ، انا مش عايزة اوهم نفسي بحاجة .
قطبت حاجبيها واردفت : توهمي نفسك ! .. الحب عمرو مكان وهم .
اسيل نافية وهي تهز برأسها : لا انا مش عايزة اوهم نفسي بمشاعر مش عايزاها … مشاعر مش المفروض تحصل .
أروي بتعجب : مش عايزاها ليه يا رورو ، ده الحب حاجة جميلة .
اسيل وهي تستلقي علي الفراش وتأخذ الغطاء عليها : انا تعبانة وعايزة انام .
نظرت لها بأسي فهي تعرف انها ستنازع تلك المشاعر بقوة لكي لا تستحوذ عليها لانها ليس لديها القوة لتواجه مخاوفها ،ولكن عندما يدق القلب لقلب أخر لن يستطيع أحد منع تلك المشاعر ان تدفق وتتعمق لتستحوذ عليك كلياً .
…………………………….
مر يوم أخر و في نهاية هذا اليوم أقيمت حفلة رجال الأعمال والتي كانت إحدي الشركات المفتتحة حديثاً مقيمة إياها للتعرف علي الشركات الأخري .
وصل فهد وخلفه معاذ لتتوجه الأنظار إليهم ، رحب بهم ذلك الشاب الوسيم ذو الشعر البني واللحية البنية الخفيفة والعينان الرماديتان والبشرة البيضاء والجسد الرياضي المثير ، أخذ فهد يتحدث معه حول شركته الحديثة هنا وعرف أن له فرع أخر من شركته في كندا وهو الفرع الاساسي ، ولكن هو في الأصل مصري وأحب أن يقيم عمله هنا ، هنئه فهد وأعطاه ميعاد يوم السبت القادم في شركته للتعرف أكثر علي بعض ولإقامة العمل بينهم .
شعر بنسمات هوائها ، شعر بعطرها ، شعر بكيانه الذي اهتز وقلبه الذي رفرف فرحاً لمجرد الشعور بإقتراب محبوبته ، نظر إلي البوابة ليجد أميرته الجميلة ، النمرة الصغيرة التي تحاول أن تكون مشاكسة .. تدخل بكل كبرياء وشموخ وهي ترتدي فستانها الأسود اللامع ذات الأكمام الطويلة وقماش الظهر الشفاف مع تصفيفة بسيطة لشعرها ومستحضرات التجميل البسيطة التي ازادت جمالها ، رءاها تتوجه هي ووالدها وأروي إلي أحد الطاولات لتجلس عليها ، جلس هو الأخر علي طاولته مع معاز وبعض رجال الأعمال الوقورين بعد انتهاء حديثه مع ذلك الشاب .
عم الهدوء حين صعد ذلك الشاب علي المنصة وامسك بالميكرفون ليتحدث : أَحب أَرحب بالجميع لحضورك وتلبيكم لدعوتي وحفلتي المتواضعه انا ابقي ….. من أربع سنين سافرت كندا ، بدأت بمكتب صغير وبعدين حققت النجاح اللي كنت بحلم بيه وبقي عندي شركتي الخاصه ، بس نجاحي ده كنت اتمناه يبقي هنا في بلدي عشان كدي رجعت و اسست شركتي هنا ، حالياً طبعاً انا بمد الشركتين ببعض لحين ما اكبر هنا في بلدي …
ظل يتحدث وحين انتهي شكر الجميع مجدداً وتمني أن يستمتعو بالحفل وتم اشعال الموسيقي الهادئة وقف بعض الشبان رجال الأعمال مع زوجاتهم ليرقصو سلو سوياً بنغم .
ابتسم فهد وهو يتخيل نفسه واسيل مكان هؤلاء الذين يرقصون ، وقال لما لا ! ، قام بهدوء وتوجه ناحية طاولتها .
حين دخلت الحفل فوراً ضرب وجهها تلك النسمات التي تبين أنه موجود ، التي تبين أنه جزءاً منها مفقود وشعرت به موجود هنا ، توجهت لطاولتها مع والدها وأروي التي كانت ترتدي فستان أحمر بأكمام ضيق حتي الخصر ثم ينزل منفوش حتي قبل ركبتيها وترتدي تلك الجوارب السوداء الطويلة التي تخفي قدميها وكعبها وعصقت شعرها علي هيئة ذيل حصان وتركت بعض الخصلات علي وجهها ، تحدث صاحب الحفل في المزياع ، ثم اشتعلت الموسيقي الهادئة ليبدأ الرقص ، لا تعرف لما تخيلت نفسها ترقص بين يديه تبتسم له بعشق ويبتسم لها بهيام ، كل منهم يفيضان للأخر بمشاعره ولكن هل تري يتحقق الحلم ! .
تسارعت نبضاتها حين وجدته مقبل عليهم من بعيد لتتوتر داخلياً ، ولكنها بالفعل رسمت علي وجهها القوة والكبرياء ، من يراها يقول انها إمرأه قوية لا يعرف أن خلف هذا القناع أنثي رقيقة حنونة تحمل حزن عميق تحاول إخفائه ، تحمل خوف تخشي أن تواجهه ، ولكن هل هناك من سينتشلها من هذا الخوف لتغرق في بحر أمانه ! .
أقبل فهد عليهم ، فوقف عزام احتراماً له ولكنها وأروي لم يتحركو انشاً واحداً .
فهد بإحترام : ازيك يا عزام ، مبروك المناقصة .
عزام وهو يومئ بإبتسام : الله يبارك فيك ، اتفضل معانا . قال وهو يشاور له أن يجلس معه .
ابتسم فهد واردف بهدوء وهو ينظر لعيني اسيل التي كانت تتابع حديثم وتنظر لهم بنظرات غريبة هي لا تفهمها : لا انا مش جاي اقعد ، ممكن تشاركيني الرقصة دي يا انسة اسيل ، بعد اذنك طبعاً يا عزام بيه .
عزام بتوتر وهو ينظر لابنته التي اومئت له بعينيها لعدم إحراجه : طبعاً .
مد هو يده لها لتضع يديها الصغيرة بيده الكبيرة فوراً وكأنها تقول له لقد كنت أنتظرك ، إبتسم هو وقادها لساحة الرقص ، تسسللت يده لتستقر علي ظهرها لتنكمش وتسير رعشه بجسدها جراء لمسته ليبتسم بإتساع ، وضعت إحدي يديها علي كتفه ، وكلتا أيديهم الأخري ممسكه ببعضهم ومرفوعه للأعلي بجانبهم ، شعرت بضئالة حجمها أمام بنيانه القوي ، تمايلا علي أنغام الأغنية بهدوء هو ينظر لعيناها بعشق وهي تنظر له بتوتر ووجنتها مشتعله من الخجل ، فلأول مرة يلمسها أحدهم هكذا .
بينما هم يرقصون ، كانت أروي تبتسم لهم بإتساع وهي تدعو الله أن يكون ما بينهم من مشاعر هو حب ليقعا الاثنان له ، شعرت بحلقها يجف فتحدثت موجهَ حديثها لعزام : خالو هروح البوفيه اشرب اي حاجة .
عزام بهدوء : تمام بس متتأخريش .
اومأت أروي وقامت بهدوء متوجهَ للبوفيه ، كان بعيداً عن الزحام التقطت كوباً من العصير و أخذت ترتشف منه برفق ، رءاها هو وهي تقوم وتتجه بعيداً قليلاً ليقطب حاجبيه ويستغل تلك الفرصة ليقوم خلفها ، رءاها وهي ترتشف ذلك العصير برقه ليحدث قلبه كم هي جميله ورقيقة ، تذكر نظرة الهلع بعينيها وخوفها منه ذلك اليوم ، ليؤنب نفسه علي تلك الذكري التي أصبحت تؤرقه من حينها ولكنه عزم ان يصلح الأمر ، رءاها تخرج من البوفيه فأعترض طريقها ليراها تنتفض في وقفتها .
انتفضت هي حين خرج أمامها فجأة وتوترت وجدت نفسها تتراجع للخلف بخوف ، ليحزن هو من حركتها تلك ليتحدث بأسف : متخافيش أنا مش هأذيكي .
تركت الخوف جانباً وتحدثت بحدة : سبأ وعملتها .
معاذ بحزن : بجد متخافيش انا مش هعملك حاجة ،، ممكن بس تيجي نطلع برا ونتكلم شوية .
نظرت له بتوتر وحدثت نفسها ، اهذا ملعوب منه اعرف بما فعلته البارحة وسيعاقبها مجدداً ، وجدت نفسها تنفي وتهز برأسها وتتحدث : لا مش هاجي معاك وابعد عن سكتي احسنلك .
جز علي اسنانه وأردف بهدوء : انا عايز اعتذرلك ، مش هاكلك .
جزت علي أسنانها بالمقابل واردفت بهدوء ماكر : طيب .
……………………………………
كانت تتمايل بين يديهِ علي الأغنية وهي تنظر للأرض بخجل ليردف هو بإبتسام وهو يحاول ان تكون قبضته علي جسدها خفيفة بكل الطرق فهو يريد إدخالها قلبه وبشده وسجنها بهِ لمدي الحياه وسيحارب لذلك : ايديكي متلجة انتي سقعانه .
هزت رأسها بالسلب ، فهي عندما تتوتر تثلج أطرافها وتحمر وجنتها ، ليهمهم هو ويردف بهدوء : مش بتبصيلي ليه .
ازداد إحمرار وجنتها ونظرت للارض أكثر بشده ليقهقه هو ويمد يديه قليلاً ليحاوط جانب خصرها بيده أيضاً ، ارتجفت هي جراء لمسته ، حاولت إخراج نفسها من هذا التوتر فأردفت بقوة وهي تنظر له ثوانٍ ثم تنظر بجانبه : ممكن اسألك سؤال .
اومأ مبتسماً واردف : طبعاً اتفضلي .
اسيل بجدية : ممكن أعرف كنت بتراقبني ليه .
نظر بجانب رأسها بعيداً بشرود ، مبتسم الثغر ، لترفع حاجبها الأيسر منتظرة إجابته ، نظر فجأه لعينيها بقوة لتتوتر ثانياً من سواد عيناه ، ثم ارتجفت حين أمال وجهه بجانب أذنيها وتحدث بصوته الجهوري وكأنه يقول أن هذا الكلام لا نقاش فيه : لأني أحب أعرف تحركات مراتي المستقبليه كويس .
ابعدت وجهها عنه ونظرت له بعدم تصديق وبصدمة كانت ستبتعد عنه ولكنه لم يترك المجال لها ، بل سحبها بأكملها لتلتصق به وأمسك بيدها بإحكام حيث انها اصبحت مشلولة الحس والتفكير والإبتعاد أيضاً .
استوعبت جملته وتبدلت ملامحها الهادئة إلي الحدة والغضب واردفت : انت انت اتجننت ايه اللي بتقوله ده .
فهد ناظراً لها بإبتسامة جانبية وبحب : اللي سمعتيه انتي هتبقي مراتي.
حاولت سحب نفسها من بين قبضتيه ولكنها لم تفلح لتردف بحدة : أنا لا يمكن اكون مراتك ، وسيبني . ،، قالتها وهي تحاول الإبتعاد ولكنه لم يتزحزح حتي .
نظر لها باستنكار وأردف : ليه مش قد المقام .
تحدثت بتوتر داخلي وقوة مظهرية : لو سمحت مش عايزة اكلم ، وسيبني انت ماسكني كدي ليه ، انا مش ههرب .
اردف بهدوء : شاطرة ، انا بقي مش عايزك تهربي ، انا عايزك هنا جوه قلبي ، ترك يدها وشاور علي قلبه ثم امسك بها مرة أخري ، نظرت هي له بدهشة لم تظن أن كلام أروي قد يكون صحيح .
اسيل بتلعثم : ا .. ا..ا آنت .
فهد مقاطعاً بحب : انا بحبك يا اسيل ، وانتي لا يمكن هتكوني لحد غيري ، وانا هاخد قلبك ولا يمكن هاخدك غصب ابداً ، يعني متخافيش مني ، انا عايزك تحبيني زي ما بحبك ، وانا أصلاً متأكد انك بتبادليني .
كانت تنظر له مصدومة ، توالي حديثه عليها دفعه واحدة ، لعنت قلبها الذي اصبح يدق بسرعه متحدثاً أفتحي بابي ، أريد إستقبال تلك المشاعر، تلك العاطفة ، ذلك الحب بصدر رحب ، عند أخر جمله قالها تداركت نفسها واردفت بقوة : بس انا انا مش بحبك .
ألمته كلمتها فضغط علي ظهرها مقرباً إياها أكثر لتتلوي بين ذراعيه ، ولكنه يعرف أنها تعاند هناك شئ ما وراء رفضها أو بالأحري تخبية مشاعرها الظاهرة بوضوح له ، فأردف بصوت يلين الحجر : متحاوليش تخبي ، عنيكي فضحاكي ، انتي بتحبيني .
أردفت بقوة بوجهه : مش بحبك .
أردف بهدوء : بتحبيني .
أردفت بحدة : مش بحبك يا بني ادم إفهم .
أردف بهدوءه المستفز : بتحبيني .
هزت رأسها واردفت بدون وعي وحزن : لا لا مش بحبك .
نطقتها كأنها تنفي لنفسها وتمنع نفسها من الوقوع بهذا الحب ، ليصل هو لهدفه عند هذه النقطة ليردف مرة أخري بحدة : بتحبيني .
لتردف بدون وعي : مش بحبك .
أردف بهدوئه : مش بتحبيني .
اردفت بدون وعيها منافية له : بحبك .
……………………………….
ارشد معاذ أروي للخارج، وقفا جوار حمام سباحة، أخذت هي خطوات بعيده قليلاً عن المسبح ووجهها له ، تتذكر ذلك اليوم ، ليقف هو أمامها ويردف بندم : انا عارف اني بالغت في رد فعلي ، بس انتي استفزتيني باللي عملتيه .
اكملت بسخرية : وانت مبتسبش حقك ، عشان شوية هدوم كنت هتموتني .
اردف بحدة وهو يمسك بذراعها بقوة : أنا مكنتش اقصد اللي حصلك ابداً ، انا كنت هخوفك بس ، اللي حصلك ده غصب عني .
نزعت يدها بعنف واردفت : لا من الواضح انه كان غصب عنك .
مسح علي وجهه بغضب واردف بهدوء : خلاص يا أروي أنا أسف .
نظرت له بمكر واردفت : بس أنا بقي مش أسفه .
…………………………………
ابتسم بإتساع أثر اعترافها الصريح ، بينما شلت هي الصدمة لسانها ، هي لم تعترف لنفسها انها تحبه فتذهب وتعترف له وبوجهه ، ولكن هو السبب هو من أوقعها بالحديث ، حدثت نفسها أي حديث أوقعك بهِ يا اسيل انتي كنتي تنتظريه ، تنتظريه ليبحث بداخلك وينتشل الكلمات الواقفة التي تأبي الخروج ، لا تنكري قلبك الذي يرفرف الأن لكونك سمعتيه يعترف بحبه هو فهد نجم الدين الذي يخافه الجميع يبتسم لكي و يحاوطك بذراعيه يريد تخبأتك عن العالم ويحدثك بالحب الذي يتدفق لكي .
نظرت له بوهن وبضعف اردفت : مينفعش لا مينفعش .
قطب هو حاجبيه و قد ارخي قبضته حولها لتقف بحريه واردف : ليه ماينفعش ، خايفة من ايه ، خايفة مني .
هزت رأسها نافية وتحدثت : لا بس .. بس .
قاطعها قائلاً بحب : بس ايه يا اسيل ، انا بحبك وصدقنيي هحافظ عليكي جوة عيوني ، ومش هتندمي علي مشاعرك دي ابداً ، أنا فهد نجم الدين بقولك اني بحبك يا اسيل وعارف انك بتحبيني .
نظرت له وعضت شفتيها ، لا تعرف بما ستجيبه هي تحتاج لبعض الوقت لتتخذ قرارها ، لتفتح قلبها وتنسي مخاوفها ، أغمضت عينيها بقوة فتحدث هو قائلاً وكأنه قرأ أفكارها : خدي وقتك وفكري وانا هستناكي طول العمر .
اومأت له وهي تنظر للارض فاردف مبتسماً : ممكن بقي تبصي لعيني .
نظرت لعينيه قليلاً ثم اشاحت ببصرها ليضحك بقوة ويردف : انتي بتخافي منهم .
اردفت بقوة : لا انا مبخفش منهم ، وهخاف منهم ليه .
قرب وجهه من أذنها واردف بهدوء : معايا ابقي علي طبيعتك مش لازم تبينيلي انك قوية يا اسيل ، ثم تحدث بحدة قليلاً : وصحيح انا مراتي ضهرها ميبانش كدي حتي لو كان القماش شفاف ، الفستان ده ميتلبسش تاني .
نظرت له بصدمة ، ليردف بضحك : ها بقي بتخافي منهم .
عضت شفتيها واومأت بهدوء ليتحدث بحب : متخافيش منهم ، لازم تبصيلهم عشان دول فيهم كلام كتير أوي لازم تقرأيه .
نظرت له بشرود وظلا يتمايلان بحريه ، انتهت الأغنيه ليتركها ويتحدث : معاكي وقتك وفكري براحتك و انا غرضي شريف يا اسيل وهقولك تاني اني بحبك ، يلا هوديكي لعزام بيه.
سار بضع خطرات لتنظر له ، هل هو سيكون ملاذي ، هل هو سيكون حبيبي ، هل سيكون من يحميني ، اهو من سيعوضني عن الحنان الذي افتقدته من ناحية والدتي ، اهو سيكون من اذهب اليه لاحتمي به واشكو له احزاني !! . انتهت من تطلعها ولحقته حتي وصلو للطاولة التي يجلس عزام عليها .
اوصلها وتحدث لعزام : اشوفك قريب انشاء الله .
اومأ عزام وصافح كلاهما الأخر ثم توجه فهد لطاولته جلس بوقار وأخذ يتحدث مع رجال الأعمال بجدية ، تعجبت هي من هدوئه ولامبالاته وكأنه يثق انها ستوافق ، كيف يكون بهذا الهدوء وهي داخلها نيران تتأجج بسبب تلك النبضات السريعه و المشاعر المشحنة ولكن ما لا تعرفه ان نيرانه لا تقل عن نيرانها فهو رجل وعندما يعشق ، يريدك بأقرب فرصه ، يريدك له وحده ، يريد إقتلاع أعين من ينظر إليكي .
أفاقت من شرودها علي نبرة عزام القلقة : فهد كان بيقولك ايه .
نظرت لوالدها بضياع لينتابه القلق ويتحدث بعد ان اعتدل بجلسته : مالك يا اسيل ، ابن نجم الدين قالك ايه .
تداركت نفسها واردفت وهي تطمئنه : هحكيلك لما نروح يا بابا .
……………………………….
نطقت أروي بإبتسامة ماكرة قائله : بس انا بقي مش أسفه .
قطب حاجبيه بعدم فهم ، ولكنه فهم حين دفعته هي بقوة ليسقط في المسبح وتبتل ملابسه المهندمة بالكامل ، أخذت تضحك بقوة شديدة بينما جز هو علي أسنانه واردف : يا بنت ال .. وربنا لهوريكي .
اردفت هي بضحك : صحيح نسيت أقولك ان عربيتك تعبتني أوي لحد ما شيلت البنزين منها .
نظر لها بعدم تصديق لتتابع هي وهي تخرج هاتفه من حقيبتها السوداء اللامعه الصغيرة : وكمان خلاص تليفونك مبقاش يلزمني ، خده. ،، قالتها وقذفته له بالماء لتتفتح أعينه بصدمة . سبح للخارج بمهارة وصعد بملابسه المبتله والمياه تتدفق منه وهو يتوعد لها واقترب منها كالوحش الكاسر بينما هي تضحك فقط .
كان سينهرها ولم تحمد عقباها الأن ، ولكن وجدها تحملق بدهشة خلفه وتردف بصريخ وحماس : داد .
هرولت ناحية المدخل حيث يدخل والدها مدحت بكل وقار ، وقامت بإحتضانه بشده ، نظر هو للمدخل ليري مدحت ويصدم فهو يعرفه ويتعامل معه ايضاً ولكن لم يظن ان تلك سليطة اللسان ابنته ، فيا للصدف التي تقف في حظهم اثنتيهم ، هو و هي ! .
احتضنت والدها بشده واردفت : داد وحشتني أوي .
بادلها مدحت واردف بحنان : وانتي كمان يا حبيبة داد ، اخبارك ايه .
أروي بسرور : الحمد لله كويسة ، فين مامي .
مدحت بهدوء : امك يا حبيبتي في الفندق ، ايه ده مش ده معاذ برضو ايه اللي عامل فيه كدي . ،، اردف وهو يتطلع لمعاذ المقبل عليهم لتتفاجأ بمعرفتهم ببعض .
اقبل هو عليهم وتحدث مبتسماً لمدحت : مدحت بيه ازيك .
مدحت قاطباً حاجبيه : ايه اللي عملك فيك كدي يا ابني .
قام بسحب أروي واحاطها من خصرها بين صدمتها لتبتل ملابسها وأردف بإبتسامة : كنت بهزر انا وحبيبتي …….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
القراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عزف الروح)