رواية أهداني حياة الفصل التاسع 9 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة الفصل التاسع 9 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت التاسع
رواية أهداني حياة الجزء التاسع
رواية أهداني حياة الحلقة التاسعة
– لييه يا دومي مش عايز تكلم طنط ندى ولا تبقوا أصحااب مش هي حلوة ؟
– أماء أدم رأسه بالايجاب ثم قال ببراءة : هي حلوة بس مامي قالتلي متلمهاش “مكلمهاش” خااالص ولو عرفت إني تلمتها مش هتخليني أجي عندت”عندك ” تاني
إذا صح تخمينه لقد توقع ذلك يالله من هذه المخلوقة حتى الطفل الصغير تبتزه ! متى يتخلص منها وتتركه وشأنه؟ ليتها تترك ولده ليعيش معه هو يعلم انها ليست متمسكة به حبا فيه لكن حتى تظل مسيطرة عليه هو
فكر ماذا يعلق على حديث آدم وماذا يخبره لكنه قبل أن ينطق أشارت له ندى بالصمت وتحدثت هي قائلة بذكاء :
– انتا فعلا يا آدم لازم تسمع كلام مامي بس أكيد مامي متقصدش انك متتكلمش معايا خالص هي قصدها انك متتكلمش بصوت عالي أو كلام مش كويس عشان أنا كبيرة واحنا لازم نحترم الكبار بس أنا يا سيدي عايزة نبقا صحاب ونتكلم مع بعض براحتنا ها موافق ولا أنتا مش حابب وشايفني وحشة ورخمة ؟
– آدم ببسمة : لأ اتيد “أكيد ” عايز نبقا أصحاب أنتي حلوووة أوووي يا ندى واسمت “أسمك ” تمان “كمان ” جمييل
– حمزة بدهشة : أنتا بتعاكس مراااتي وأنا واقف أيه يا وااد ده أنتا مش سهل أبدااا
– آدم شارحا : أصلي بحب أسم ندى أوي يا بابا عشان صاحبتي اللي بلعب معاها في الحضانة اسمها ندى زيها وكمان جميله أوى تده “كده ” ثم نظر ل ندى قائلا بنفس ابتسامته الرائعة ممتن” ممكن ” أقولت” أقولك ” نادو زي ما بقولها
– ندى بسعادة وهي تقبل يد آدم : طبعااا ممكن يا قلبي أنتا تقولي اللي يعجبك هو أنا أطول أدم باشا يدلعني الدلع الحلو ده
– طبع أدم على وجنتها قبلة رقيقة قائلا : اتفقنا يا نادو
دلف حمزة حجرته ل يرتدي ثيابه وكذلك ندى التي فعلت المثل وبقت حلا مع آدم يشاهدا التلفاز معا وأخيرا خرجت ندى أولا بعدما ارتدت ملابسها وذهبت لتجلس مع حلا وآدم وتسائلت عن حمزة فأجابتها شقيقته بمزاح قائلة :
– حمزة يخلص دلوقتي ! ده انتي طيبة أوي يا نودي أخويا حبيبي بيلبس ف 3 دقايق لكن بيسرح شعره ف نص ساعة يا قلبي
– ضحكت ندى على مزاح حلا وتعجبت قائلة : أشمعنا يعني هو شعره مش طويل كده عشان يتأخر
– حلا شارحة : هفهمك مهو عقبال ما يحط جيل على شعره وبعدين يسرحه ف يلاقيه مش مظبوط أوي يبدأ يظبطه تاني ويبص في المرايا يلاقي شعراية حيرانه ف يرجع يظبطها وهكذا وهكذا إلا مالا نهاية وفي الاخر يخرج ويقول ثم تحدثت بنبرة مغايرة مقلدة صوت أخيها ” أووف مش عارف أظبط شعري
لم تنتهي من جملتها بعد حتى وجدت أخاها يخرج من حجرته ناظرا إليهم بقلة حيلة وضيق قائلا :
– أوووف مش عارف أظبط شعري خاالص يلا مش مهم بقا
هنا سقطت ندى وحلا في موجة عاررمة من الضحك خاصة ندى لأن شقيقته أجادت تقليده بالفعل أما حمزة فقد كان واقفا مشدوها لا يعلم ماذا قال حتى يضحكا بهذه الطريقة
توقفت ندى أولا عن الضحك حينما لاحظت نظراته المصوبة تجاهها ف تصنعت الجدية قائلة :
– أحمم خلصت ؟؟ يلا بينا بقا
– حمزة بدهشة : والله ! مش لما تفهموني الأول بتضحكوا على أيه ؟؟ قولت أيه أنا يضحك كده
– ندى حتى تتهرب من استجوابه لها : ايدي وجعاني ممكن بعد أذنك يلا وبعدين نبقا نتكلم
– حمزة : طب يلا بينا ثم توجه ببصره تجاه شقيقته وولده الحبيب قائلا
أنا مش هتأخر هنروح المستشفى علطول ونرجع ثم تركهم وانصرف ولحقته ندى خارجاً….
ذهبا معا للمشفى القريب من بيت حمزة وهناك توجها حيث قسم الطواريء لعمل اللازم سألت ندى عن طبيبة إمرأة لأنها تفضل التعامل مع الطبيبات ولا تلجأ للأطباء الرجال سوى للضرورة القصوى لكن أخبروها في قسم الاستقبال أن الأطباء المتواجدين بقسم الطوارىء الآن جميعهم أطباء ولا توجد بينهم طبيبات فاضطرت ندى للموافقة على فحص الطبيب لها رغما عنها
جلسا بانتظار الطبيب المختص الذي لم يتأخر فقط بضع دقائق حتى أتى إليها وما أن رآها حتى سألها بعملية متجاهلا حمزة تماما
– خير حضرتك أيه اللي حصل ؟؟
– أجابته ندى بخجل وهي تنظر ارضا : مفيش ايدي اتحرقت زي ما حضرتك شايف كده
– الطبيب بعدما ألقى نظرة سريعة على يدها : ممكن أعرف اللي حصل ده أزاي ومن أيه ؟؟
– أجابه حمزة نيابة عنها: الزيت جه على ايدها حرقها وحطينا مرهم للحروق بس مهديتش زي ما أنتا شايف كده ياريت تشوف حاجة تهدي الوجع ده
– نظر له الطبيب شذرا ثم قال بجلافة : أولا أنا مسألتش حضرتك أنا بسأل المريضة ثم نظرله بنظرة يخالطها الشك في كلام حمزة المزعوم ف سألها قائلا : الزيت جه على ايدك كده أزااي وقع يعني ولا أيه ؟؟ ياريت حضرتك توضحي اللي حصل بالظبط
– نظرت ندى لحمزة نظرة سريعة لاحظها الطبيب الذي زاد شكه تجاهه ثم قالت : كنت بقلي بطاطس والزيت طرطش علي ايدي بس
– الطبيب بعدم تصديق تحدث بسخرية قائلا : طرطش عليها ؟! مستحيل ده يكون مجرد حرق من طرطشة زيت ثم نظر لحمزة الواقف بجوارها شذرا وأردف قائلا لو الاستاذ ده اللي عمل فيكي كده قولي ومتخافيش وأنا هبلغ الشرطة عنه أزااي يتعامل معاكي بالعنف والهمجية ديه
– ندى وحمزة وقد رفعا حاجبيهما بدهشة تخلص من تأثيرها هو أولا فقال بغيظ شديد من هذا الطبيب: أنتا كويس يعني ولا مالك أنا جوزها على فكرة عنف أيه اللي بتتكلم عنه وهعمل فيها كده أزااي؟؟ وبعدين مين ده اللي همجي شكلك مجنون ؟
– الطبيب بغضب : بجد ! هو معنى أنك جوزها يخليك متعملش كده عارف أنا بيعدي عليا كام حالة تعدي من راجل على مراته هنا يوميا سواء بقا حروق أو كدمات من الضرب وغيره مش عارف بجد أزااي واحد المفروض مكتوب ف بطاقته ذكر يعمل كده يستقوى عل واحدة ست ويستغل ضعفها ويفرد عضلاته عليها قال كلمته الأخيرة بعدما رمق حمزة بنظرة ساخطة ثم أكمل جملته بسخرية قائلا وبعدين يفضل فاكر نفسه راجل
– خرج حمزة عن هدوءه قائلا : بقولك أيه قسما بالله لو ما اتعدلت لأنا بنفسي اللي هاخدك للقسم مش كنت عايز تطلب الشرطة أهو أنا بقا الشرطة وممكن اعرفك حالا إذا كنت راجل فعلا ولا فاكر نفسي راجل
– نظرت ندى لحمزة بعتاب ثم تحدثت هي للطبيب قائلة بهدوء: يا دكتور محصلش حاجة من اللي حضرتك توقعتها ديه خااالص والله هو معملش فيا كده واللي حصل هو اللي حكهولك سيادت الرائد بالظبط
وكأنها أرادت توضيح رتبة حمزة للطبيب لعله يتراجع عن حديثه الذي يبدو أنه أثار غضب حمزة بشدة لكن يبدو أن لهذا الطبيب رأي آخر فما أن سمع رتبته حتى ثار أكثر وقال لها بسخط أكبر :
– أااااه قولتيلي بقا وهو عشان سيادت الرائد حضرتك خايفة منه يا مدام أنتي كده بتضيعي حقك حتى لو هو قوي بجسمه وب سلطته ف ربنا اقوى منه أنتي مينفعش تسكتي عن حقك الساكت عن الحق شيطان أخرس يا مدام المرادي حرقك لو سكتي المرة الجاية هتجيلنا هنا جثة
– أمسك حمزة الطبيب من بالطوه الأبيض قائلا بنبرة حاول أن يجعلها هادئة لكنها خرجت حادة : بص يا دكتور والله أنا عمري ما ف يوم استغليت وظيفتي ف أذية أي حد بس صدقني عندي رغبة قوية دلوقتي أعمل كده ف بلاااش أحسن
نفض الطبيب يد حمزة من عليه بعنف وكان على وشك التحدث بغضب بكلمات ربما قد يدفع ثمنها غال لكن ندى تدخلت لفض الاشتباك بينهما قائلة :
– ممكن تهدوا شوية لوسمحتوا نقلت بصرها بينهما قائلة لحمزة أولا الدكتور ميقصدش هو متخيل أنك عملت فيا كده وهو مندفع للحق مش أكتر ثم توجهت ببصرها للطبيب قائلة : وحضرتك يا دكتور هو معملش حاجة والله أو بمعنى أدق معملش حاجة مقصودة كل الحكاية أن سيادت الرائد ملوش فالمطبخ ف حب يعملي مفاجأة ويحضرلي فطار وقرأ بوست على الفيس أن ممكن نحط خل على الزيت عشان تتطلع مقرمشة وطبعا اتفاعلوا مع بعض ومجرد ما جيت أحط البطاطس الزيت طرطش جااامد جداااا وأنا مكنتش أعرف ومتوقعتش وبالتالي مخدتش حذري بس ديه كل الحكاية
– نظر لها حمزة بغيظ قائلا : هو ماله أصلا بتحكيله ليه ؟؟ هو دكتور ولا ضابط هيحقق معانا ما يشوف واجبه ويأديه وخلاص
– الطبيب باعتذار بعدما تحقق أن ظنه كان خاطيء: أنا آسف جدااا يا حضرت الرائد مكنش قصدي بجد أنا بس افتكرتك أنتا اللي عملت فيها كده وهي خايفة منك خصوصا وهي بتحكي لما بصتلك ف حسيت أنها مخبية حاجة
– حمزة باندفاع: مخبية ولا مش مخبية أنتا مالك ؟؟ هل ده شغلك تحقق مع المرضي كل واحد حر ف حياته وحضرتك دورك تداوي فقط أنتا مش محقق ومش المفروض أبدا تتدخل ف حياة المريض الشخصية وتصدر أحكام منك ل نفسك
– الطبيب بابتسامة حاول بها امتصاص غضب حمزة : عندك حق مش من حقي استجوب المرضى بس اعذرني بجد غصب عني قبل ما تيجوا علطول لسة كان عندي راجل ومراته وللأسف ولسوء الحظ كان ظابط شرطة بردو ومراته ست محترمة جداا الباشا كان بيتخانق معاها واتعصب فراح حدفها ب طاسة الزيت سخنة مولعة ف جت على وشها الست تقريبا اتشوهت وكانت خايفة منه جداا ومقالتش أنه هوه اللي عمل كده الا لما خرج وسابنا الأغرب لما واجهته ما أنكرش وبكل بجاحة قالي مراتي وأنا حر فيها وزي ما شوهتها هعرف أعالجها اتعصبت عليه وقولتله أنتا فاكرها سايبة هددني وقالي أن مراته نفسها هتكدبني حتى لو بلغت وخدها ومشي بحالتها ديه تخيل بقا بعد لحظات أقابل ست وجوزها بحرق بردو صحيح أخف بكتيير من التانية بس بردو وألاقي نظراتها ناحيته مترددة كده أعمل أيه والاصعب لما أسمع أن حضرتك ظابط بردو أنا طبيب والطبيب لازم يكون انساان من الدرجة الأولى يحس بآلام الناس وأوجاعهم النفسية قبل الجسدية ف ياريت حضرتك تقبل اعتذاري
– تنهد حمزة بضيق قائلا : طيب ممكن حضرتك تشوف ايديها بقا وتعالجها عشان نمشي حضرتك عطلتنا بما فيه الكفاية
– الطبيب بابتسامة : حاضر متقلقش
ثم استدعى الممرضة لتساعده في علاج حرق ندى ومساعدته في عمل اللازم لها وأخيرا دون لها بعض الأدوية والدهانات الملطفة واعتذر منهما مرة أخيرة قبل أن ينصرفا
كان حمزة مازال يشعر بالضيق من اتهام الطبيب له لاحظت ندى ضيقه البادي عليه فليس كعادته الصمت هكذا ف بادرت ب سؤاله قائلة :
– لسه متضايق ؟؟ أنا اسفة
– حمزة بضيق : وأنتي آسفة ليه بقا ؟؟ هو أنتي اللي ضايقتيني
– ندى موضحة : لأ بس الكلام اللي ضايقك اتقالك بسببي
– حمزة بغيظ : ده واحد متخلف بجد ازاي ممكن يتخيل إني أعمل كده ف مراتي أيه شكلي معنديش قلب يعني
– ندى بتبرير: هو ميقصدش بس الموقف اللي حكاه أكيد مأثر عليه ف غصب عنه اعذره
– حمزة وقد أطلق من صدره زفرة حارة قائلا بغضب: اللي ضايقني مش بس كلام المتخلف ده اللي ضايقني أكتر هو الانطباع اللي واخدينه الناس عن ظباط الشرطة بسبب أفعال أفراد مش مسئولين منهم بس محدش قادر يفرق أن مهنتنا ديه زي أي مهنة فيها الصالح وفيها الطالح مش الكل وحش أه في مننا اللي بيستغل وظيفته وفيه اللي بيتعامل مع الناس بعجرفة وعنف وفي نماذج سيئة كتير بس كمان في مننا ناس كويسة ومحترمة بجد مش كلنا زي اللي قارفك في عيشتك ولا زي الحيوان اللي عمل كده ف مراته ، أنا أهوه قدامك أنتي شايفة إني ممكن أعمل كده ؟؟ بلااش أنا أنتي يمكن لسة متعرفنيش كويس جوزك أهوه كان ظابط هل سيء بالشكل ده؟؟ مكنش عنده انسانية ولا رحمة؟؟
– أجابته ندى على الفور : مكنش عنده انسانية ولا رحمة ! ده كان انسان اكتر من اللازم كنت ساعات بسأله هو أزاي ظابط أزااي بيتعامل مع المجرمين أنا عمري في حياتي ما شوفت حد أطيب ولا أحن منه هو ..لم تكمل حديثها وصمتت فجأة
بادرها حمزة متسائلا بتعجب :
– سكتي ليه كملي هو أيه ؟؟
– ندى بخجل وألم : هو ثم تنهدت تنهيدة يملؤها الألم والحنين إليه وقد استطردت كلماتها بنبرة مختنقة هو الله يرحمه بقا
حاولت عدم الخوض أكثر في سيرة زوجها الراحل احتراما لزوجها الحالي فقالت وأنتا يا حمزة بتقول إني لسه معرفكش فعلا يمكن ما تعاملناش كتيير ومعرفتنا عمرها قصير بس أنا متأكدة أنك لا يمكن تأذي حد وانك بردو أنسان ابسط حاجة ف موقف زي اللي حصل مع الدكتور من شوية لو كنت شخص سيء كان زمانك بهدلته بالرغم أنه أهانك كل الحكاية اتنرفزت عليه شوية لأنه بصراحة كان يستاهل وطريقته معاك كانت مستفزة أنا قولت ف سري لو كان حد تاني غيرك مكنش سابه بس أنتا معملتش حاجة وده إن كان دليل على شيء ف هو أنك انسان كويس بلااااش الدكتور والموقف بتاعه ، أنا وموقفك معايا هل أنتا مجبر على أي حاجة عملتها أو بتعملها معايا ؟؟ لأا ، طيب هل فرض عليك أصلا مساعدتي ؟؟ بردو لأ ومع ذلك وقفت جنبي
– قاطعها حمزة قائلا : لأ يا ندى غلطانة أنا مجبر على ده ومش باعتباري ظابط لأ باعتباري راجل مينفعش أشوف حد محتاجني وأتخلى عنه وإلا مستحقش يتقال عليا راجل أصلا
– ندى وقد وقفت مكانها فجأة وتحدثت بحماس قائلة : بقولك أيه هو آدم بيحب يآكل أيه ؟؟
– حمزة وقد رفع حاجبه بعدم فهم قائلا : يعني أيه بيحب يآكل أيه وأيه اللي فكرك ب آدم دلوقتي ؟؟
– ندى بتوضيح: مفيش بس شوفت السوبر ماركت اللي هناك ده وحبيت أجيبله حاجات يكون بيحبها حاجات حلوة يعني
– حمزة بتفكير : أهاااا بصي يا ستي آدم بيحب بسكوت الاوريو وبيحب الايس كريم ميجااا وبيحب الشيبسي طبعااا بس أحنا بنحاول أننا منجبهوش و بيحب التشوكلت بتاعت كيندر اللي هي شكل البيضة ديه وحاجات كتير مش فاكرها أوي دلوقت
– ندى بحماس :طيب أنا هدخل أجيبله الحاجات ديه علطول ومش هتأخرعليك
قالت جملتها وهي تتحرك باتجاه المحال التجاري أمامها لكن أوقفها حمزة بصوته قائلا :
– أستني أنتي رايحة فين لوحدك كده
– ندى بدهشة : ما قولتلك هروح أجيب حاجات ل آدم
– حمزة بغيظ : أنا عرفت أنك رايحة تجيبي حاجات ل آدم بس أكيد مش هتروحي لوحدك أنا هاجي معاكي
– ندى متسائلة: تيجي معايا ليه ؟ مش مستاهلة أنا هدخل أجيب الحاجات وآجي علطول
– حمزة : يلا يا ندى الله يهديكي أنا مش هسيبك تدخلي لوحدك حد يضايقك أو يسخف عليكي مش هنقص حتة يعني لو دخلت معاكي
– ندى بعدم اكتراث : ماااشي براحتك يلااا
حينما دلفا للداخل بدأت ندى ب شراء كل ما أخبرها حمزه أن ولده آدم يحبه ثم وجدها فجأة تسأله بشغف طفولي :
– هي مامتك بتحب حاجة حلوة ايه ؟
– ماما ملهاش إلا ف حاجات قليلة يعني أمممم مورو هوهوز الجديدة اللي بالقهوة لأنها بتعشق القهوة وأي حاجة معموله بالقهوة
– ندى بحماس : فعلا هوهوز اللي بالقهوة حلوة أووي أنا كمان بحبها
– ضحك حمزة قائلا : وحلا كمان بتحبها الواضح أننا هنخلص مخزون شركة هوهوز منها
– ندى بتحدي وهي تمد يدها تجذب احدى العلب : بتتريق طب أنا هبتدي التحدي هنجيب علبة لينا كلنا وآدي المورو ل ماما وجلاكسي فلوتس ل حلا وبقية الحاجات ل آدم
– حمزة بمرح : ليه حاسس أننا هنفتح حضانة قريب ايه كمية الحلويات ديه هو أنتو أطفال
– ندى : أطفال أطفال وماله وبعدين هما الكبار ملهومش نفس يعني
– حمزة مشاكسا :صحيح على رأيك هما الكبار ملهومش نفس بدليل أنك افتكرتي الكل وأنااا مجبتليش حاجة ووقفت عندي
– ندى بتهكم : لأ أنتا بتتريق علينا أصلا وشايفنا عيال لكن حضرتك رائد أد الدنيا ملكش ف حاجات الأطفال ديه
– حمزة وقد لوى شفتيه كالأطفال : مليش دعوة أنا كمان عايز حاجة حلوة زيكم
– ندى بابتسامة رقيقة : أوامرك يا باااشا ها حضرتك بتحب أيه يليق بظابط شرطة ورائد أد الدنيا
– حمزة وهو يضحك : هههههه اللي بحبه لو اتعرف يضيع هيبتي مش بس كظابط شرطة لأ كراجل أصلا
– ندى وقد ضيقت عيناها بتفكير : ليه بتحب أيه ؟؟
– حمزة وقد اقترب منها هامسا : أقولك ومتتريقيش
– ندى :قول مش هتريق ؟؟
– حمزة : وعد ؟؟
– ندى : وعد ..هحاول
– حمزة بصوت خفيض: بحب الشعرية الملونة والجيلي كولا كمان
– ندى وهي تحاول كتم ضحكتها لكنها لم تستطيع فحاولت أخراجها دون صوت حتى لاتلفت الانظار إليها ف احمر وجهها بشدة فقالت من بين ضحكاتها : هههههه مش متخيله وأنتا باللبس الميري وبتاكل شعرية وجيلي كولا ثم انفجرت بالضحك مرة آخرى
– حمزة بغيظ : مش قولتلك هتتريقي
– ندى وقد تمالكت أخيرا : خلاص أنا آسفة بس متخيلتش المنظر والله على العموم أنا كمااان بحبهم أوي
– حمزة وقد عادت إليه ابتسامته بعدما كان يرسم الضيق على وجهه فقال : بجد بتحبيها ؟؟
– ندى : أه والله خلاص هجيبلنا كيس كبير لينا يمكن حلا أو آدم ياكلوها معانا
بعد لحظات كانت قد اشترت الجيلي الكولا والشعرية الملونة لهما وتسائلت :
– خلاص كده جبنا لكل واحد الحاجات اللي بيحبها مفضلش حد صح ؟
– حمزة: لأ نسيتي طبعااا
– ندى وقد ضيقت عيناها بتفكير : نسيت ميين ؟؟
– حمزة وقد أشار إليها : أنتي
– ندى : لأ ما أنا جبت معاهم هوهوز بالقهوة وجبت معاك شعرية وجيلي كولا
– حمزة : لأ بس مجبتيش حاجة ليكي لوحدك على العموم أنا جبتلك
– ندى : جبتلي أيه ؟
– حمزة وقد أخرج ما يخبئه خلف ظهره قائلا : بسكوووت نوااعم عشان تسقيه ف اللبن
– ندى بحرج : شكرراا
– حمزة: يلا بقااا عشان منتأخرش على آدم
– ندى : أه أكيد يلااا
عند الكاشير همت ندى بفتح حقيبتها ف نظر لها حمزة متعجبا ثم سألها بهمس :
– هتعملي أيه ؟؟ بتفتحي شنطتك ليه ؟؟
– ندى باستغراب : مفيش بطلع فلوس عشان أحاسب
– نظر لها حمزة بغيظ قائلا : ليه مش معاكي راجل عشان تفتحي شنطتك وتحاسبي وهو واقف
– ندى : أنا اللي عايزة أجيب حاجة وأنتا مش ملزم تدفعلي فلوس لحاجات أنا اللي اشترتها
– حمزة وهو يجز على أسنانة بغيظ : مش وقته جدال خااالص خصوصا أنه مش هيفرق ف النتيجة
– ندى مجادلة: بس ….
– حمزة مقااطعا بنظرة غاضبة صارمة: مبسش
ثم أخرج من جيبه النقود وما أن أخبره الكاشير السعر حتى دفعه وأخذ المشتريات وأشار لها أن تأتي خلفه
وما أن خرجا حتى قالت له بضيق وهي تمد يدها له بالنقود التي دفعها ثمنا لمشترياتها ف نظر لها محاولا أن يتحلى بالهدوء ثم قال :
– أنا مش هاخد منك فلوس ريحي نفسك قولتلك أنتي مسئولة مني
– ندى بضيق: أنا مسئولة من نفسي يا حمزة أنا كده مش هبقا مرتاحة وبعدين كنت عايزة أنا اللي اجبلهم الحاجات الحلوة مش أنتا
– حمزة : طب مهو أنتي فعلا اللي جبتيهم
– ندى : لأ بس أنتا اللي دفعت تمنهم
– حمزة بابتسامة : هو ينفع يا ندى تبقي ماشية مع راجل وتحاسبي على حاجة أما تبقي لوحدك ابقي أعملي اللي أنتي عايزاه ويلا بقا عشان أتأخرنا عليهم وزمان ماما روحت وقلقانة عليكي وأكيد مرضيتش تتصل بيا عشان عارفة إني مش هرد
– ندى بدهشة : مش هترد ليه ؟؟
– حمزة: عشان أنا بكره أرد على التليفون في الشارع وماما وحلا عارفين كده ف مش بيتصلوا إلا لو في كارثة
– ندى : أنتا غريب أوي وأيه المشكلة لما ترد في الشارع يعني
– حمزة : ولا غريب ولا حاجة بس ده طبعي وهما خلاص عارفين كده
ركبا سيارة حمزة وانطلقا عائدين نحو شقة والدته وما أن وصلا بمجرد أن فتح الباب وجد والدته قد هرولت إليهما حتى تطمئن على ندى ف بادرتها السؤال بلهفة قائلة :
– ايه يا حبيبتي اللي حصل ؟؟ طمنيني عليكي أنتي كويسة ؟؟
– ندى بابتسامة : أنا كويسة متقلقيش بقيت أحسن الحمد لله
– نظرت كريمة نحو حمزة موبخة : مش قولتلك يا حمزة بلاش المطبخ كل اما تدخله بتعمل مصايب حرام عليك يا ابني مش هترتاح إلا أما تجيب أجل حد فينا
– حمزة بحزن مصطنع : أنا يا ست الناظرة بقا كده بتهنيني قدام ابني الصغير ومراتي واختي ثم أمسك قلبه بتمثيل أأأه قلبييي مش مصدق أن ده كلام يطلع من أم لابنها هي ديه الأمومة والتضحية اللي بيقولوا عنها اعترفي ومتتكسفيش أنا مش ابنك صح أنتي لقيتيني مرمي في الشارع قدام الجامع ملفوف بمفرش سرير أحمر حرير
– قاطعته كريمة وقد ضربته بخفة على يده وهي تضحك : يا واد مش هتعقل بقا وأشمعنا مفرش سرير أحمر لأ وحرير كمان أيه الخيال الخصب ده
– حمزة بضحك : وأنا ايش عرفني مهما بيقولوا كده في الأفلام الابيض والاسود أنا مالي وبعدين على فكرة أنا أكلي حلو جدااا أنتو ليه غيرانين مني كده مش عايزيني أدخل المطبخ عشان لو حمزة دخل هيقعدكم كلكم على جنب ومحدش هياكل من أيدكم
– كريمة : عندك حق طبعا غيرانين منك يلا أدخل بقا غير هدومك عقبال ما أحط الغداء أنا جهزته بسرعة وأكيد كلكم جعانين
– آدم : أنا تمان”كمان” جوعت أوي يا نانا
– كريمة بحب : حبيب قلب نانا حاااضر يا روحي بابا هيدخل يغير هدومه بسرعة هو وطنط ندى وهناكل علطول
دلف حمزة غرفته ليبدل ثيابه وندى دلفت غرفة حلا وبدلت ثيابها هي الآخرى وتوجهت للمطبخ حيث والدة حمزة لتساعدها في وضع الطعام على المائدة
جلس حمزة وبجواره آدم ومن الناحية الآخرى حلا وفي المقابل ندى وعلى رأس المائدة كانت تجلس والدته
تأمل حمزة أطباق الطعام الموضوعة أمامه ثم هب واقفا فجأة قائلا :
– فين الشكشوكة بتاعتي ؟
– أجابته كريمة بدهشة : شكشوكة أيه أحنا بنتغدا يا حمزة مش بنفطر
– حمزة بطفولية: عادي وفيها أيه يعني وبعدين انا نفسي فيها جدا أنا عايزها بعد أذنك يا أمي
– كريمة بقلق: بلااااش يا ابني الأكل كتير أهوه كل اللي يعجبك أنا أساسا مش واثقة في البتاعة ديه بدل ما يجيلك تلبك معوي أحنا عارفين أنتا عملتها أزاااي بس !
– ضحكت ندى وقد وضعت يدها على فمها بتلقائية محاولة كتم ضحكتها ثم قالت: متخافيش يا ماما أنا ظبطتها ثم اردفت وهي تضحك يعني على قد ما قدرت
ابتسمت كريمة حينما سمعت كلمة “ماما ” التي نطقتها ندى للتو بينما تعجب حمزة بشدة وقد لاحظت ندى ذلك ف شعرت بالحرج فقامت من مكانها وتوجهت حيث المطبخ لاحضار “الشكشوكة ” لحمزة لحظات وعادت تحمل طبق له قائلة بابتسامتها الرقيقة :
– أتفضل بالهنا والشفا
– نظر حمزة للطبق الموضوع أمامه بدهشة قائلا : أيه ده هي ديه الشكشوكة بتاعتي بجد ! ديه شكلها اتغير خااالص بقت جميلة لمسة الست في الأكل بتفرق بردو شكرررا يا ندى
– ندى بخجل : العفو على أيه أنا معملتش حاجة
– حمزة وهو يتذوقها بحذر وما أن ابتلع أول لقمة حتى ابتسم قائلا : يا سلااام عليك يا واد ياحمزة تنفع شيف يا ابني
– والدته بابتسامة : شيف مرة واااحدة أنتا هتصدق نفسك ده لولا ندى وأنها ظبطتهالك كانت زمانها مرمية في الزبالة زي كل الأكل اللي عملته قبل كده
– حمزة وقد تنحنح قائلا : هههههه أحم أحم أمي خدي بالك أن آدم معانا متخليهوش ياخد عني فكرة وحشة
– آدم بضحك : أنا عاارف يا بابا أنت ” أنك ” مش بتعرف تعمل أتل “أكل ”
– حمزة وقد ضيق عينيه بغيظ من ولده قائلا : حتى أنتا يا آدم وبعدين أكيد مبعرفش أعمل أتل أتل أيه اللي أعمله هههههه
شرع الجميع في تناول الشكشوكة مع حمزة وقد ابدى الجميع أعجابهم بها
وما أن أنتهوا من طعامهم أعطاهم حمزة الحلوى التي اشترتها ندى لهم جميعا وسعدوا بها كثيرا خاصة آدم الذي ما أن أعطاه والده الحلوى الخاصة به وقد أخبره أن ندى هي من قامت بشرائها حتى أقبل عليها وتعلق برقبتها ثم قبلها على وجنتها قائلا :
– أنا بحبت “بحبك” أوي يا نادو أنتي حلوووة أوي
– ندى وقد ضمته بحب قائلة : بس أكيد مش أحلى منك يا دومي المهم متاكلش كل ال “sweets”الحلويات ديه مرة واحدة عشان سنانك متوجعكش تمام
– آدم : أوتيه “أوكيه ”
– حمزة : طب بقولكوا أيه أسيبكوا انا بقا تحبوا ف بعضكوا وأروح ألبس عشان أروح الشغل دومي حبيبي بابا هيروح الشغل شوية صغيرين وهيرجعلك علطول
– آدم : ماشي يا بابا وانا هقعد ألعب مع نادو وحلوتي لحد ما تيجي
– حمزة : هتنام جنب مين يا دومي ؟؟
– آدم وقد قفز نحوه ف حمله حمزة بحب ف همس ولده في أذنه : هنام جنبت”جنبك ” طبعااا بس نادو مش هتزعل ؟؟
– نظر حمزة ل ندى ثم قال : لأ نادو مش هتزعل ثم نظر لها متسائلا هتزعلي يا ندى لو آدم نام ف حضني النهارده ؟؟
– ابتسمت ندى ثم قبلت آدم على وجنته قائلة : أكيييد مش هزعل يا دومي أنتا تنام في المكان اللي يعجبك أنتا هتنام جنب بابا وأنا هنام جنب مامتي قالت جملتها الأخيرة وقد طبعت قبلة رقيقة على وجنه كريمة الواقفة بجوارها
وجدت حمزة قد تسمر نظره قليلا نحوها وفي عيناه كلمات لم ينطق بها …..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)