روايات

رواية أهداني حياة الفصل السابع 7 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل السابع 7 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت السابع

رواية أهداني حياة الجزء السابع

أهداني حياة
أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة السابعة

مرت عدة ساعات حتى استيقظت كريمة وابنتها على صوت صرااخ قادم من حجرة حلا حيث ندى النائمة هناك
هرولا مسرعين نحوها وما أن دخلا الغرفة وأضاءت كريمة الأنوار حتى سمعا ندى تصرخ قائلة :
– لأ متمشيش متمشيش عشان خاطري متسبنيش لوحدى ..سامحني غصب عني والله غصب عني لااااااا
استيقظت صارخة بعدما هزتها كريمة عدة هزات حتى تستفيق من كابوسها الذي جعلها تتصبب عرقا وما أن رأتهما أمامها حتى ألقت نفسها بين أحضان كريمة التي استقبلتها بكل حنان وظلت تربت على شعرها وضهرها في حنو بالغ حتى هدأت واستكانت بين ذراعيها حيئذ همست لها متسائلة:
– أخلي حلا تنام معاكي ؟؟ثم أردفت بتردد بس السرير صغير مش هيقضيكوا
– ندى بارتعاش : لأ خلاص أنا بقيت كويسة آسفة إني قلقتكوا
– كريمة بحنو : آسفة على أيه يا بنتي احنا بس اتخضينا عليكي متبقيش تنسي تقري أذكار النوم عشان الشيطان ميقربلكيش
– ندى : فعلا أنا راحت عليا نومة ونسيت أقرا الأذكار
– حلا بتفكير : خلاص يا ماما ندى تيجي تنام معانا ف أوضتك بدل ما تنام هنا لوحدها وتبقا خايفة ولا حاجة وسريرك كبييير وهيقضينا واحنا أصلا صغننين كده
– كريمة : لو هي تحب ياريت عشان ابقا مطمنة عليها في حضني بس لو مش هتبقي مرتاحة خليكي هنا شوفي اللي يريحك
– ندى باشتياق لحضن أمها : أكيييد موافقة بس كده أنا مش هضايقك ؟؟
– حلا وقد جذبتها من يدها حيث غرفة والدتها : تضايقيها أيه ده أحنا لسة هنخليها تحكيلنا حدوتة وبعدين أدينا بنملى عليها الفرااغ اللي بتحسه في السرير الكبير ده لوحدها صح يا مامتي
– كريمة : صح يا لمضة
استلقت كريمة في منتصف فراشها حلا على شمالها وندى على يمينها بعدما غيرت ثيابها ل قميص قطني خفيف بعدما ألحت كريمة عليها لتغير ملابسها لثياب أكثر راحة خاصة أن حمزة ليس بالبيت ولن يأتي قبل استيقاظهما
أما عند حمزة كان الارهاق يسيطرعليه ويرغب في النعاس بشدة وبينما كان شاردا فيما حدث الأيام السابقة من أحداث متلاحقة حتى وجد هاتفه الخاص يرن وما إن نظر في شاشته حتى ابتسم وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا بمعني لا فائدة وأجاب المتصل قائلا :

 

 

– كنت مستني تليفونك والله بس كويس أنك صبرت لحد دلوقتي
– أنتا هتهزر يا حمزة وبعدين فيها أيه يعني أما أكلمك مش صاحبك وبطمن عليك ولا مينفعش
– حمزة بغيظ : تتطمن عليا انا بردووو ثم مصمص شفتيه بسخرية قائلاعلى العموم يا سيدي انا كويس وزي الفل أنتا تمام ؟؟
– عمر: أه أنا تمام الحمد لله واللي في البيت أخبارهم أيه يارب يكونوا بخير كلهم
– حمزة ببرود : كلهم بخير الحمد لله يلا بقا يا عمر سيبني أشوف شغلي أنا مرهق جدا وبنام على نفسي والله مش فايقالك
– عمر وقد تنحنح قائلا : وندى عاملة أيه ؟؟
– حمزة وقد تظاهر بعدم سماعه قائلا بنبرة حادة بعض الشيء : نعم ؟؟ قولت أيه يا عمر ؟؟
– عمر :أحممم قصدي أنسة ندى أخبارها أيه أنا بطمن بس
– حمزة بسخرية : أنسة ندى! متهيألي مينفعش تقولها كده عيب في حقي يا صاحبي لما تقول على مراتي آنسة
– عمر بخضة وتردد : نعم هو أنتا ؟ يعني أنتو ؟ قصدي هي ؟
– قهقه حمزة قائلا : والله العظيم مفيش فايدة فيك ههههه أنا أييه يا حماار أكيد محصلش بينا حاجة مش عشان خاطر جنابك بس واحدة مخلصة لجوزها اللي لسة متوفي وواضح أنها بتحبه جداا ولحد الصبح بتقولي يا حضرت الرائد وبعد أذنك وحضرتك معقول بالسرعة ديه هتبقى مراتي أنا كنت بجيب آخرك بس يا صاحبي
– عمر بخجل : آسف يا حمزة أنا مقصدتش حاجة بس معرفش ليه ومن زمان بحس إني مسئول عنها أو أنها تخصني مش احساس بالحب قد ما هو احساس بالمسئولية تجاهها مش عارف ولا فاهم حاجة غير إني أهم حاجة عندي أنها تكون بخير وبأمان حتى لو مش معايا ف متزعلش مني لو كنت ضايقتك
– حمزة بتفهم : مضايقتنيش يا عمر لأني مش بعتبرها مراتي ولا هي بتعتبرني جوزها وجوازنا أصلا باطل لأننا متفقين على الطلاق بعد مدة معينة ومتجوزين لهدف بردو ومتفقين أن لا هي بالنسبالي زوجة وليها عليا حقوق ولا أنا زوج وليا عندها حق والجواز مش هيبقى صحيح إلا لو غيرنا نيتنا ف أننا نكمل مع بعض لكن بردو يا صاحبي هي أسما مراتي ولا يمكن أقبل بأي شكل من الأشكال أن صاحبي يحب مراتي مش حلوة حتى غير ده كله الأهم يا عمر إني مش عايزك تتعلق بأمل معدوم مش بس عشان وفاءها لجوزها اللي مكنتش متخيل درجته إلا لما حصل بينا موقف النهاردة خلاني أتأكدت أنها على الأقل حاليا لا يمكن تسمح لأي راجل أنه حتى يقرب منها مجرد قرب مش تحبه غير كده الواضح ليا لما سألتها عنك أن مفيش جواها أي مشاعر ليك لا كان فيه ولا هيكون ف اشفي نفسك من حبها اللي اعتقد أنك بتتوهمه لأنك متعرفهاش كفاية عشان تحكم على نفسك أنك بتحبها ومن كلامك دلوقتي أتأكدت أنتا حابب احساس الحماية معاها ممكن شخصيتها الرقيقة دفعت رجولتك أنك ممكن تكون أمانها مجرد احساس متبادل هي محتاجة حاجة أنتا عندك منها بزيادة ومحتاج تديها لحد بس
– عمر بتفكير : مش عارف والله مش عارف يا صاحبي يمكن كلامك صح ويمكن لأ بس حاليا وطول ما هي مراتك أنا مش هفكر ف الموضوع ده خالص

 

 

– حمزة : صح كده برافو عليك
– عمر بفضول : بس مقولتليش أيه الموقف اللي حصل النهاردة وخلاك
تقول أنها بتحب جوزها أوي كده
– حمزة وهو يضرب كفا بكف يائساً: ههههههه كنت متأكد أنك هتسأل والله مفييش فايدة بس سوري يا عموور ديه مراتي بردو وده موقف شخصي مش هينفع أحكيهولك وسبني بقا لأني تعبااان جدااا وبفكر أكلم حسن يجيلي بدري لأني خلاص مش قاادر
– عمر : ماشي يا باشااا روح ارتاح وابقى كلمني لما تفوق بس متنسانيش وتدارك حديثه قائلا صحيح مقولتليش حلا ومامتك اتقبلوا استاذة ندى علطول ولا أيه
– حمزة : أه تمام هي لطيفة وهادية فهما ارتاحولها وأنتا عارف حلا هوبااا اصلا وماما طيبه طبعا زعلت ف الاول أني مقولتلهاش بس ندى شرحتلها الموضوع بس مش كله عشان متقلقش يلا بقا يا عمر عشان خلاااص بسقط وأنا بكلمك والله سلااام
– عمر بضحك : سلااام يا باشا
أغلق حمزة الهاتف ثم عاود الاتصال بزميله حسن وطلب منه الحضور مبكرا لأنه يشعر بإرهاق شديد وبالفعل لم يتأخر صديقه شكره ثم أستأذنه في الانصراف تاركا اياه
حينما وصل لبيته وجد السكون يعم أرجاء المكان كانت حجرة ندى مغلقة فاعتقد أنها نائمة ف توجه حيث حجرة والدته ل يلق عليها نظرة سريعة لأنها احيانا كثيرة تظل مستيقظة حتى يعود من عمله وتطمئن عليه فتح باب حجرتها بهدوء شديد خشية أن يوقظها لو كانت نائمة أو يوقظ شقيقته لكنه صدم حينما وجد والدته قد ضمت حلا وندى بين ذراعيها يمينا ويسارا تسائل في نفسه في تعجب ما الذي أتي ب ندى هنا حينما تفرس في ملامحها أكثر وجد أثار البكاء مازالت على وجنتها وملامحها يبدو عليها الحزن الشديد وأثناء تفرسه بها وجد عينيه أنتقلت من وجهها لتصطدم بجسدها الذي يظهره هذا القميص القطني القصير ف استغفر وخرج سريعا بنفس الهدوء الذي دخل به
وما هي إلا لحظات حتى وجد باب حجرة والدته يفتح وهي تخرج منها وتغلق الباب خلفها بهدووء شديد وما أن رأته جالسا على الأريكة يبدو عليه الأرهاق الشديد حتى تسائلت بقلق :
– حمزة! أنتا كويس ؟؟ أيه اللي جابك بدري ؟؟
– أنا كويس يا أمي بخير الحمد لله مرهق بس شوية ومحتاج أنام ومقدرتش أقعد أكتر من كده كلمت حسن ربنا يباركله متأخرش جالي خد مكاني وأنا روحت بس
– كريمة بحنو : طب تحب أحضرلك فطار يا حبيبي قبل ما تنام ؟
– حمزة : لأ تسلمي يا أمي أنا جعاان نووم صحيح أيه اللي خلى ندى تنام معاكي في الأوضة وبعدين شكلها معيط هي مالها حصل حاجة ؟؟

 

 

– كريمة بإشفاق : اسكت يا حمزة ياابني ديه وقعت قلبي والله كنا نايمين وبعدين سمعنا صوت حد بيصرخ جاامد أتاريها يا قلبي كانت بتحلم بكابوس شكلها كانت بتحلم بجوزها الله يرحمه وكانت عمالة تعيط جاامد فييين عقبال ما صحيت وانتبهت أن ده كابوس قعدت أهديها وأقرالها قرآن لحد ما بطلت ترتعش كانت كأن حد دلق عليها جردل مية وف الآخر أختك قالتلها تنام معانا وكأنها يا حبيبتي مصدقت جت نامت ف حضني بعد ما اتحايلت عليها تلبس حاجة خفيفة بدل العباية اللي كانت لابسها وقعدت قريتلها قرآن لحد ما نامت
– حمزة بقلق : بس البتاع اللي لابساه ده خفيف عليها وممكن تبرد الجو سقعة يا أمي وهي كمان كانت عرقانة
– كريمة: يا حبيبي ما أنا مغطياها وبعدين أحنا كنا تلاتة ف سرير واحد وشايف حلا لابسة أيه وأوضتي دافية متقلقش
– حمزة : لازم أقلق دي أمانة ولازم أصونها
– كريمة بمكر : بس ؟؟
– حمزة مدعيا عدم الفهم : بس أيه يا أمي ؟؟
– كريمة: يعني قلقان عشان هي أمانه بس ثم أشارت ناحية قلبه قائلة ولا ده أتحرك لها ؟؟
– ابتسم حمزة بسخرية مشيرا لقلبه : ده مبقاااش يحس ولا يتحرك ولا ينفع حد أصلا يا أمي فااقد الشيء لا يعطيه هو أنتي فكرك بعد اللي عمله أبويا ممكن أحب حد حتى لما أتجوزت بريهان أنتي أول واحدة كنتي متأكدة إني اتجوزتها بالعقل واتجوزتهاا عشان قوية عايزاني أحب وأتجوز واحدة ضعيفة زي ندى وبعد ما تحبني وتتعلق بيا وتكون خلفتلها عيل ولا اتنين وبعدين أسيبها وأروح أحب واحدة تانية وأسافر وابعد عنهم وأقول طز فيهم وارمي عليها حملهم وهما يكرهوني عايزاني أعمل زيه يا أمي
– كريمة وهي تربت على كتفه بحنو : بس أنتا مش هو يا حمزة أنتا ابني اللي ربيته راجل يعرف اللي ليه واللي عليه عارف حقوق مراته عليه أيه أنا واثقة فيك يا حبيبي
– حمزة ساخرا :ليه مش زيه مش ابنه والدم بيحن ثم ضحك ساخرا وأردف وبعدين لسة بتقولي واثقة زي ما كنتي واثقة فيه كده مهو طيبتك ديه اللي خلته غدر بيكي وياريتك حتى اتطلقتي منه فضلتي على ذمته لحد ما مات
– كريمة بدفاع : لأ يا ابني أنا فضلت على ذمته عشانكم عشان المجتمع اللي احنا فيه مبيرحمش الست المطلقة ومكنوش هيرحموكم
– حمزة : عارفة يا أمي أنا ساعات كتيير بكره نفسي عشان أنتي عملتي كده عشانا ياريتك خدتي موقف وصنتي كرامتك وطز فينا يمكن مكنتش أفضل عايش باحساس الذنب اللي بيقتلني كل يوم كل لحظة دموعك نزلت فيها على خدك بسببه كل أما حد يجيي يقولك انه شافه ف بلد تانية معاه واحدة جديدة وأنتي تسكتي بس بينك وبين نفسك كنتي موجوعة كنت حاسس إني زيه وإني مشارك معاه في وجعك ده يمكن لو كنتي اتطلقتي مكنش هيفرق معانا ولا معاكي كلام الناس
– كريمة : حبيبي أنا مش ضعيفة أبدااا اللي عندها ابن زيك لا يمكن تحس بالضعف أبداا أنتا سندى وأماني أنتا ابني وأخويا وحبيبي أنتا راجلي يا حمزة
– حمزة وقد سالت دموعه رغما عنه ثم جذب والدته بين أحضانه وظل يقبل رأسها ويدها وهو يقول بندم : سامحيني ..سامحيني يا امي أنا آسف مش قصدي والله الكلام اللي قولته بس كل ده من قهرتي عشانك
– كريمة بجزع : بعد الشر عليك يا حبيبي من القهر ثم قالت بمزاح شوفت بقا أن مفيش حد في الدنيا كلها يقدر يدي حنان وحب قدك صدقني يا حمزة ساعات يا ابني فاقد الشيء هو أقدر واحد على العطاء لأنه حس بالحرمان ده ف يوم من الأيام ف بيحس ب غيره وبيعمل كل جهده عشان ميخليش حد يعيش نفس أحساسه ندى طيبة وباين عليها بنت حلال والأهم محتاجة سند وضهر يقويها محتاجة تحس بالأمان وأمان الدنيا كله ف حضنك يا حمزة
– حمزة وقد تنهد بيأس : مش هينفع يا أمي مش عشاني أنا بس وعشانها هي كمان أنتي مش حاسة أو شايفة بتحب جوزها أزااي تخيلي النهارده لمجرد إني فكيتلها حجابها وحطيت ايدي على شعرها لأني استغربت لونه ومكنش قصدي أي حاجة والله أنا اتصرفت بتلقائية فضلت تعيط وقالتلي أنها هتفضل ملك جوزها

 

 

– كريمة : بس جوزها ده مات يا ابني هتدفن شبابها وهي لسة حتى مدخلتش دنيا ده ميرضيش ربنا
– حمزة : بس هي مش شايفاه ميت يا أمي هو عايش جواها حبه مزروع ف أعماق قلبها وجذور الحب ده متشعبة جوه كل حتة فيها صعب أوووي تشيليها إلا لو روحها خرجت معاه محتاجة معجزة عشان تنسى وترجع تحب تاني ولو إني مظنش
– كريمة وهي تربت على كتفه بحنو قائلة : ربنا يختارلكم اللي فيه الخير ليك وليها يلا يا حبيبي أدخل نام بس متقولهاش أنك دخلت أو شوفتها كده عشان متزعلش
– حمزة بتفهم : حاضر أنا فعلا مكنتش هقولها أنا أصلا مكنتش أعرف أنها نايمة جنبك
– كريمة : عارفة يا حبيبي يلا تصبح على خير
– حمزة : وأنتي من أهله صحيح أنتي هتاخديها معاكي النهارده المدرسة ولا بكرة ؟؟
– كريمة: لأ بكره إن شاء الله عقبال ما تحضر ورقها وكده وأنا ارتب أموري وأشوف أديها أنهي فصل بس كده هتفضل انتا وهي لوحدكوا ف البيت ؟؟
– حمزة بدهشة : ليه هي حلا مش أجازة ؟؟
– كريمة : لأ يا حبيبي حلا رايحة الجامعة عشان عندها سكشن ميعاده اتغير صاحبتها كلمتها بالليل وقالتلها أنه الصبح وأنا قولتلها متقولش ل ندى عشان متقلقش
– حمزة بضيق : أووووف حبكت يعني ميعاد السكشن يتغير النهارده بس فعلا أحسن أن محدش يقولها عشان متوترش من بدري أنا أصلا متهيألي هفضل نايم لحد ما تيجي من شغلك
– كريمة وهي تربت على كتفه بحنو: طب قووم يا حبيبي غير هدومك وريح ف أوضتك
– حمزة بنعااس: حاااضر هقوم أهوه بس سيبني شوية يا ماما عشان مش قادر أتحرك والله
لم يكمل جملته حتى سقط في بئر نومه ولم يشعر بنداءات والدته المتكررة وحينما يأست منه أحضرت غطاء ودثرته جيدا وارتدت ملابسها في عجالة بعدما ايقظت حلا بهدوء محاولة ألا تقلق ندى
وما أن استيقظت ابنتها تناولا فطورهما في عجالة ونزلا سويا كلا منهما لوجهتها
ظلت ندى على نومها العميق حتى استمعت ل صوت آذان الظهر يرفع من المسجد القريب وصوته يصدح في أرجاء الشقة
استيقظت فزعة تلفتت حولها في تيه محاولة التذكر أين هي وأخيرا
تذكرت حمزة وانها في شقة والدته وفي حجرتها نظرت حولها ف لم تجد أحد لا حلا ولا والدتها تعلم ان كريمة حتما في عملها لكن أين هي حلا قد أخبرتها أنها أجازة اليوم ربما تكن في الحمام أو تصلي أو استيقظت مبكرا وتجلس في حجرتها خرجت من حجرة كريمة تبحث عن حلا متناسية تماما هيأتها التي هي عليها حاليا وقميصها القطني القصير وحجابها الذي لم تضعه على رأسها هو في الأساس ليس هنا لقد تركته في حجرة حلا لم تبال لأنها تعلم أن حمزة حتما نائما في غرفته ولن يستيقظ الآن وفي طريقها للحجرة اذا بها تصطدم بشيء قوي أسقطها أرضا خاصة أنها لم تستفيق كليا بعد وحينما أمعنت النظر في هذا الشيء وجدت شيئا ما يتحرك على الأريكة ف ظلت تصرخ مستغيثة وإذا به حمزة يرفع عنه الغطاء ثم يفتح جفونه في تثاقل مفزوعا من صوت صراخها فسألها بخضة :

 

 

– في أيه ؟ بتصرخي ليه ؟ في حاجة حصلت
– أوووف هو أنتا حرام عليك فزعتني أيه اللي منيمك هنا كده ومتغطي كلك كده طب بتتنفس أزااي ؟؟
– حمزة بغيظ : أنا بردو اللي فزعتك ليه هو أنا اللي كنت بصرخ ماااشي أنا نمت غصب عني من التعب وكمان أنا متعود اتغطى كده عادي ثم نظر لها
وحينما رآها متكومة في الأرض من جراء اصطدامها بقدمه التي لم تلحظها فأسقطتها أرضا مد يده لها سريعا ليساعدها على النهوض لكنه اتسعت عيناه بصدمة حينما رآها بنفس هيأتها التي رآها بها صباحا تعجبت ندى من نظرته المصدومة لها ف نظرت لنفسها وهنا اصطدمت عيناها بمقدمة قميصها المكشوف قليلا من أعلى ف تذكرت ما ترتديه ف جرت من أمامه مسرعة ودخلت غرفة والدته مرة آخرى وأوصدتها بالمفتاح من الداخل وظلت تبكي بصوت عال وصل لمسامع حمزة الذي
خبط على مقدمة رأسه بقلة حيلة ثم توجه ناحية غرفة والدته وحدث ندى من خلف الباب قائلا :
– ندى أهدي محصلش حاجة لكل ده وبعدين متقلقيش أوي أنا مركزتش فيكي يعني مشوفتش حاجة لأني تقريبا مش شايف قدامي وعل العموم أنا آسف
– ندى ببكاء : ممكن ملكش دعوة بيا اندهلي حلا لو سمحت
– ساد الصمت من الجهة الآخرى لحظات ثم تنحنح حمزة ولم يعلم بماذا يجيبها ولم يسعفه عقله ف اختلاق كذبة فقال لها الحقيقة : حلا في الجامعة عندها س…..
– وقبل أن يتم كلمته حتى شهقت ندى بصدمة قائلة : يا نهااار مش فااايت حلا مش هنا يعني أنا وأنتا دلوقتي لوحدنا في الشقة
– قال حمزة بمزاح : لأ يا ندى متفهميش غلط احنا مش لوحدنا ثم اردف وهو يضحك الشيطان تالتنا متخافيش ههههه
– ندى بغيظ : أنتا كمان واقف بتهزر فااايق أووي حضرتك
– حمزة بمرح : لأ خااالص والله لسه مفوقتش ملحقتش أنام الله يسامحك حبكت يعني تخبطي فيا
– ندى : قال يعني كنت قاصدة مهو أنتا اللي شبه النخلة ورجلك طوييلة ف مشوفتهاش اتكعبلت فيها
– حمزة بعبث : أحلى كعبلة ديه ولا أيه
– ندى بحزم : حمززززة أسكت لو سمحت وسيبني بقااا
– حمزة : طيب سكتنا أنا هدخل أكمل نومي ف أوضتي مش عايز دوشة وبطلي عياااط عشان أعرف أنام وبعدين عايز اقولك حاجة مهمة جدا
– ندى بانتباه : حاجة ؟؟ حاجة ايه ؟؟
– حمزة محاولا كتم ضحكاته مصطنعا الجدية: أنتي محتاجة سباك ضروري القناة الدمعية عندك بايظة محتاجة جلدة عشان تبطل تسرب كده مش معقووول عندك كمييية دمووع رهيييبة
– ندى بغيظ محاولة وأد ضحكاتها على مزحته: امشييي ورووح نام أحسن
– حمزة : طيب مش عايزة حاجة ؟؟

 

 

– ندى : لأ مش عايزة منك حاجة شكرااا ثم تذكرت فجأة فنادته مرة آخرى بلهفة : حمزة استنى بعد أذنك
– حمزة بمرح : بعد أذنك !! يبقا عايزة حاجة قولي عايزة أيه أعوذ بالله كل الستات مصلحجية كده
– ندى بخجل : الله يسامحك ممكن بس تجبلي الاسدال بتاعي من أوضة حلا
– حمزة بخبث : طب ما تخرجي تجبيه أنتي
– ندى وهي تجز على أسنانها : أكييد مش هينفع أخرج كده وأنتا موجود هاته لو سمحت
– حمزة: حاااضر أمري لله
توجه حمزة حيث غرفتها وأحضر لها أسدالها وطرق باب الحجرة ف طلبت منه أن يضعه أمام الباب وينصرف
– حمزة : أهوه قدام الباب متنسيش كمان تاخدي الحاجة اللي معاه
– ندى باستفهام : حاجة أيه ؟
– حمزة : لما تفتحي هتعرفي يلا تصبحي على خير
– ندى : وأنتا من أهله
– حمزة قبل أن ينصرف ناداها قائلا بجدية :ندى ممكن متعيطيش تااني أن بكره دموع الستات والأكيد إني محبش أكون السبب فيها أبدااا
لم ينتظر ردها على جملته الأخيرة وتركها ودلف حجرته ليستكمل نومه الذي قطعته تلك الرقيقة الباكية بصراخها
فتحت ندى باب الحجرة بعدما استمعت لصوت أغلاق باب حجرته ف وجدت الأسدال وبجواره شنطة صغيرة فتحتها بشغف ف وجدت بها الحلوى التي طلبتها بالأمس ولم ينس المصاص بطعم الكريز فرحت بها كطفلة صغيرة فقد ذكرها بوالدها لقد كان دوما يأتي لها بكل ما تشتهيه وهو عائد من عمله لكن قد تغيرت عادته تلك حينما شغلته تلك المرأة المسماة بزوجة أبيها
ولجت حجرة حلا وجلست على الفراش تتأمل الحلوى وهي تفكر بطفولة أيهما تبدأ في التهامها وقد اختارت البسكوت خاصة أنه أحضر بسكوت نواعم الذي تعشقه بشدة لكنها تريد أغماسه بكوب من الشاي بالحليب شعرت بالحرج الشديد ان تدخل المطبخ وتبحث عن الأشياء كأنها في بيتها كما أنها لم تحفظ أماكن اللبن والشاي والسكر بعد فقررت الاستئذان من حمزة ليحضر لها ما تريد بعد تردد لم يدم طويلا توجهت نحو حجرته وقد طرقت بابه طرقات خفيفة ولم يكن النعاس قد زار جفونه بعد ف تسائل بصوت عال نسبيا :
– مييين ؟؟
– ندى بخجل : أحممم أنا ندى آسفة لو بزعج حضرتك بس كنت عايزة أسألك على حاجة
– حمزة من الداخل : أمممم حضرتك طيب .. أسألي حضرتي ؟؟
– ندى بحرج وقد فكرت في التراجع في طلبها التي أشعرها بحماقتها أتوقظه من نومه لتصنع كوبا من الشاي بالحليب فقالت معتذرة : أحممم لأ خلاص مفيش آسفة لو أزعجتك أرجع كمل نومك
تركت باب حجرته وهمت بالانصراف لكنها وجدت باب حجرته يفتح ويقف هو على أعتابه بعيون ناعسة قائلا :
– أسألي يا ندى كنتي عايزة أيه ؟
– مفيييش بس أصلي يعني
– حمزة بنفاذ صبر : خلصي يا ندى قولي وبلاش بس أصل ومبسش هو أنا هاكلك مثلا انطقي بقا
– ندى سريعا وهي تضع رأسها أرضا بخجل : كنت عايزة أعمل شاي باللبن عشان أغمس فيه بسكوت نواعم اللي أنتا جبتهولي
لحظااات صمت مما دفع ندى ل ترفع رأسها حتى ترى سبب هذا الصمت لكن يبدو أنه كان لايستعب ماذا تريد وفي لحظة وجدته يضحك بشدة حتى كاد يسقط أرضا من بين ضحكاته فقالت بغيظ منه :
– ممكن أفهم أيه اللي بيضحكك كده ؟؟
– حمزة وهو لا يستطيع التوقف عن الضحك : أصلي تخيلتك وأنتي بتحطي البسكوت في اللبن وتكسريه كله وبعدين تقلبيه بالمعلقة وتاكليه زي العيال أكيييد شكلك هيبقا مسخرة أووي افتكرت وأنا بأكل آدم وهو عنده سنه بنفس الطريقة وكان بيبهدل نفسه تخيلتك كده أوووي
– ندى بصدمة : والله ليه هو أنا عيلة عشان ابهدل نفسي
– حمزة بتراجع : خلاااص آسف آسف وبعدين أكيد أنتي هتغمسيه واحدة واحدة مش هتكسريه وتاكليه زي العيال بالمعلقة
– ندى بخجل شدييد : أحممم لأ بصراحة بحب آكله كده أكسره كله ف اللبن وآكله بالمعلقة فيها حاجة ديه ؟؟
– حمزة وقد عاود الضحك مرة آخرى : لأ خااالص مفيهاش حاجة براحتك طب بجد بقا مدخلتيش عملتي الشاي باللبن لوحدك ليه مبتعرفيش ولا منتظرة مني مثلا إني أعملهولك يالهوووي ل تكوني عايزاني أكلهولك هههههه

 

 

– ندى بغضب : أكيد لأ طبعا وممكن بقا تبطل تريقة عليا أنا بس معرفش لسة أماكن الحاجات وعايزاك تعرفني أماكنها
– حمزة : متدخلي يا ندى تدوري في المطبخ يعني أنا اللي عارف أووي اللبن اكيد هتلاقيه في التلاجة والشاي جنب السكر والدنيا سهلة مصعباها على نفسك ليه
– ندى بتردد: مفيش بس بصراحة اتكسفت
– حمزة بجدية : اتكسفتي من أيه ده بيتك في حد يتكسف من بيته هزعل منك بجد لو قولتي كده تاني ومش بس كده هقول لأبلة الناظرة عليكي وأبقي شوفي بقا هتعمل فيكي أيه ديه معندهاش تفاهم أبداا
– ندى : طب ممكن تيجي معايا المرادي بس
– حمزة :حاااضر اتفضلي قدامي
– ندى بابتسامة : لأ اتفضل أنتا وأنا وراك
– حمزة بضحك : هشوف ايه أنا من الأسدال اللي أنتي لبساه ده يا ندى ارحميني
مسح على وجهه بيمينه ودلف للمطبخ أحضر لها ما أرادت وحينما أنهت الشاي باللبن خاصتها عرضت عليه أن تصنع له كوبا هو الآخر لكنه أخبرها أنه لا يفضله كثيرا أخذته فرحة كأنما ظفرت بوجبة دسمة لا مجرد كوبا من الشاي بالحليب لكنها كانت تشتاق هذا الخليط الذي تحبه كثيرا فلقد مضى عليها وقت طويييل دون أن تفعلها ربما لأنها منذ استشهاد زوجها الراحل وقد فقدت الشغف في كل شيء عادت لغرفتها وهي تحمل كوبها الثمين، اما حمزة ف بينما كان في طريقه لحجرته لكنه فجأة قرر التراجع وقد طرأت في باله فكرة شرع في تنفيذها فوراا
بعد مرور حوالي نصف ساعة سمعت ندى صوت حمزة يناديها من المطبخ ف توجهت نحوه وإذا بها تقف مذهولة من هول ما رأت…..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *