روايات

 رواية تناديه سيدي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء الجريدي

 رواية تناديه سيدي البارت الثاني والعشرون

 رواية تناديه سيدي الجزء الثاني والعشرون

تناديه سيدي
تناديه سيدي

 رواية تناديه سيدي الحلقة الثانية والعشرون

(الشقة المهجورة )
بهت الرجال الثلاث للحظة وفقدوا النطق جميعا ثم أسرع كبيرهم بإخراج هاتفه واتصل بايهاب ليخبره بما حدث
-الو ايوة يا ايهاب باشا البت نطت من الشباك
– الله يخرب بيوتكم ما انا مشغل معايا شوية بهايم وازاي تنط من الشباك وانتو واقفين زي التيران وازاي اصلا الشباك ده مفتوح
– ياباشا احنا قولنا احنا في الخامس يعني مستحيل تهرب منه
– اخرس خالص مش عايز اسمع صوتك انت تختفي انت وشوية البقر الي معاك دول لحد ما الاقي حل في المصيبة الي عملتوها دي
– بقولكم ايه يا رجالة يلا بينا احنا نهبأ من هنا
– ايه ياريس المصلحة طارت كدة
– يعني بوشك ده ومش عايزها تطير يلا بينا اخلصو قبل ما الحكومة تطب علينا
(فيلا السيدة بثينة )
جلست غادة على أرجوحة في حديقة منزلها وهي سابحة في خيالاتها المريضة حول تدمير زيدان وجعله يندم لاضاعتها من يده بينما كانت ترى اسم ايهاب يزين شاشة هاتفها اذن فقد تمت المهمة بنجاح وهو الأن يود أن يزف لها الأخبار السعيدة
اجابت مكالمته وهي في غاية السعادة وقالت بمرح :
– هالو ايهاب ها طمني حصل
– شمس نطت من الشباك وزمانها ماتت
– انت بتقول ايه ازاي ده حصل
– الي حصل بقى الاغبيا ماتخيلوش انها ممكن تنط من خامس دور فما اهتموش يقفلو الشباك
– الله يخرب بيتك ويخرب بيتهم ماهي مجايبك الزفت دي غور في داهية بقى بعيد عني خالص
– بقولك ايه احترمي نفسك احنا شركا ولا نسيتي
– لا ياحبيبي انا مليش دعوة بحاجة الرجالة رجالتك ومحدش فيهم شافني ولا يعرفني والاتفاق كله كان معاك انت
– بقى كدة يا غادة بتبعيني بعد كل الي عملته علشانك
– بلاش افورة يا هوبا انت عملت كل ده عشان مصلحتك انت وبس ، بقولك ايه اياك تتصل بيا تاني انا مش ناقصة شبهة
قالتها واغلقت في وجهه الهاتف وهي تكاد تحترق فكل ماخططت له قد ذهب أدراج الرياح فموت شمس ربما يكسره قليلا لكنه لن يقضي عليه تبا لتلك الغبية التي قتلت نفسها وخربت عليها خطة انتقامها .
(قصر زيدان )
وبينما هو سابحا في أفكاره السوداء، باغته الهاتف برنين متواصل أجاب في خوف وترقب
– الو
– ايوة يافندم زيدان بيه السيوفي معايا
ايوة انا

 

 

 

انا مقدم احمد عامر في سيدة وصلت للمستشفى النهاردة في حادثة انتحار هي لها نفس مواصفات زوجتك السيدة شمس محمود المنشاوي وعايزين حضرتك تيجي تتعرف عليها
كاد زيدان أن يفقد الوعي ولكنه تماسك واجابه بأنه سوف يحضر على الفور
(النادي )
على إحدى الطاولات في مطعم النادي جلس حسام وبجواره ادم ومعهم ليلى وابنتها ميسون يتناولون طعام الغداء ولكن ليلى لاحظت أن حسام يكاد لا يأكل شيئا ويبدو في عالم آخر حمحمت وقالت بنبرة قلقة :
– مالك مش بتاكل ليه
– صعبان عليا زيدان ، عارفة احنا الاتنين حظنا وحش اوي
– ليه بتقول كدة
انا كنت متجوز عن قصة حب رهيبة لكن مع أول محنة قصة الحب دي انهارت ما استحملتش التحدي الي اتحطت فيه ، عيشت عمري لوحدي وقولت مش مهم هربي آدم ووجوده كان معوضني عن كل حاجة لحد ما ظهرتي انتِ ويوم ما كنت ناوي اقولك على احساسي ناحيتك حصل الي حصل لزيدان وشمس ، اما زيظان فابوه غصب عليه يتجوز واحدة مش طايقها دمرت حياته عشر سنين ولما ربنا رحمه كنها جات اختها تكمل المسيرة ولما لقى الي اخيرا هتعوضه عن كل العك الي شافه اتخطفت منه ويا عالم هترجع ولا لا ، احنا نحس اقسم بالله
– مفيش حاجة اسمها نحس كله بأمر الله
– ونعم بالله
– اسمحلي يا حسام بالنسبة لموضوع طليقتك ده كان حقها جايز هي استعملته بطريقة قليلة الذوق شوية بس في كل الأحوال ده حقها ولو انت كنت شايف ان كان واجبها تفضل معاك دي كدة تبقى انانية وانا ما اعتقدتش ان انسان زيك وباخلاقك دي بكل حبك واهتمامك بابن اخوك او بصاحبك وبولاده وبمراته ما اعتقدتش ابدا انك اناني هي كان من حقها تجرب حظها مع راجل تاني يديها الي مالقيتهوش معاك اما بالنسبة ل زيدان فده اختبار من ربنا وان شاء الله ربنا هيحفظ له مراته وهترجع بالسلامة له ولاولادهم
– طب وانتِ
– أنا ايه
– ليلى أنا معجب بيكي من أول مرة شوفتك فيها وبجد نفسي انك .!
في هذه اللحظة صدح رنين هاتفه ليجد اسم زيدان يتوسط شاشة الهاتف فأجاب في لهفة
– أيوة يازيدان في جديد
– تعلالي حالا يا حسام بسرعة أرجوك
– حاضر حاضر حالا ، متأسف ياليلى مضطر أمشي خلي آدم معاكي
– خير في إيه
– معرفش اول ما اوصل لحاجة هكلمك
-إن شاء الله خير
– يارب ياليلى يارب
(قصر زيدان )

 

 

 

حضر حسام وقفز من السيارة ليجد زيدان جالسا على سلم قصره في حالة يرثى لها لحيته الطويلة وملابسه غير المهندمة قال في لهفة :
– خير يا زيدان في أخبار
– اتصلو بيا من المستشفى وقالولي في ست ليها نفس مواصفات شمس دخلت المستشفى النهاردة في حادثة انتحار وعايزين اروح اتعرف عليها
-ربنا هيسترها ان شاء الله ماتقلقش
– حسام لو سمحت سوق انت العربية انا مش قادر
– طبعا يا زيدان اجمد ارجوك ان شاء الله خير
قاد حسام السيارة وهو ينقل بصره بين الطريق وبين صديق عمره والذي قد استحال وجهه إلى وجه رجل عجوز منهك القوى تلك الهالات السوداء التي تحيط بعينيه وجسده الذي اصبح هزيلا مرتعشا كل هذا حدث بأيام معدودة ، ظل يدعو الله بسره أن تكون شمس في أمان والا سيفقد صديقه الوحيد ، وصلا أخيرا للمشفى ترجلا من السيارة ودلفا من باب المشفى يسألون عن شمس ولكن لم يحصلا على إجابة دقيقة فقررا أن يركضا في طرقات المشفى وهم يسألون عن تلك السيدة التي جاءت في حادث السقوط من الطابق الخامس قابله أحد الضباط وهو يقول له في أسف:
– حضرتك زيدان بيه السيوفي مش كدة
– أيوة أنا
انا المقدم أحمد الي كلمتك الست الي بقولك عليها موجودة في العنايه المركزة بس مع الأسف حالتها سيئة جدا فلو سمحت هي دقيقة واحدة تتعرف عليها وتخرج على طول احنا بالعافية اقنعنا الدكتور انه يسمحلنا بالدقيقة دي
– نظر له زيدان بعينان خاليتان من الحياة وهو يومئ برأسه بايجاب وتوجه حيث أشار له داعيا الله أن تكون تلك السيدة الراقدة بالداخل ليست شمس ،دلف زيدان إلى حجرة العناية المركزة ورأى جسد ضئيل راقدا على الفراش وعشرات الخراطيم والأجهزة موصولة به لم يكن يحتاج ان يمعن النظر فمن النظرة الأولى قد أدرك أنها شمس ، تمزق قلبه من الألم من المستحيل أن تكون تلك الراقدة على هذا الفراش البارد هي نفسها شمس الجميلة البريئة التي تمتلئ نشاطا وحيوية مر شريط ذكرياته معها أمام عينيه اقترب من فراشها أكثر ثم خر على ركبتيه كالجبل المتصدع وبرقة شديدة تحسس كف يدها النحيل و الذي قد استحال إلى الأزرق من كثرة الكدمات والابر المتصلة به، انحنى عليه يقبله بحنان بالغ وهو يتمزق ألما ولأول مرة تنساب دموعه الحارة من عينيه لأول مرة منذ وفاة والدته يبكي ذلك الرجل الصارم المهيب والذي كان يخافه الكبير قبل الصغير ، الذي يبث الرعب في قلوب من حوله لشدته وصرامته هو الأن يخر على ركبتيه ويبكي كطفل صغير فوق جسد زوجته المسكينة وأخيراً تحدث إليها علها تستطيع سماعه من ذلك العالم البعيد الذي تسبح به روحها الآن:
– شمس أنا حاسس انك سمعانى يا شمس وحشتيني اوي ، و كمان وحشتي زياد وزينة هيتجننو عليكي وأنا كنت هموت من القلق عليكي .
وحشتيني يا أغلى من حياتي وحشتيني ياعمري كدة تغيبي عني كل ده طب أنا ماوحشتكيش خالص طب مش عايزة تعرفي باقي أسباب جوازي منك هقولك على أهم سبب لا أنا هقولك على السبب الرئيس والوحيد الي عشانه أصلا اتجوزتك عشان بحبك يا شمس أيوة ماتستغربيش من أول يوم شوفتك فيه وأنا بحبك ، عمري ماحبيت غيرك عشر سنين وانت قدام عيني قريبة مني وبعيدة عشر سنين وانا بتقطع من بعدك عني مع انك جنبي في نفس الوقت مش مصدقاني طب ايه رأيك إني كنت ناوي اتقدملك واتجوزك واعملك فرح كبير لولا غادة الحيوانة الي اتدخلت وبوظت كل حاجة… عارفة ياشمس قبل

 

 

 

ماتظهري في حياتي كنت بكره نفسي وبكره حياتي تعرفي اني كنت بغير من زياد لأنك كنتي بتحضنيه وأنا لا كنت بتجنن كل ما الاقيكي بتكلمي حد أو بتضحكي لحد ببقى عايز أقولك أنك بتاعتي أنا اضحكي ليا انا بس عارف انك هتقولي عليا مجنون بس أنا مجنون بيكي ، تخيلي انا عمري ما حبيت قبلك يا شمس عمري ماعرفت بنت قبل كدة انتِ أول بنت احبها في حياتي ، انا بحبك ياشمس بحبك اوي ماتسيبنيش ابوس ايدك انا هموت من غيرك مش بعد مابقيتي ملكي تضيعي مني كدة لا يا شمس عشان خاطري بلاش تسيبيني انا والولاد ملناش غيرك ومحتاجين ليكي اوي محدش هيحبنا قدك ايوة انا عارف انك انتِ كمان بتحبيني يا شمس وانا بحبك يا شمس بحبك…
انهار زيدان في نوبة من البكاء جعلت الطبيب المسئول عن حالة شمس يطلب منه الرحيل فورا ولكنه تمسك بيد شمس أكثر واضطر حسام أن يتدخل ليخرج زيدان عنوة من الحجرة
خرج زيدان من حجرة العناية وهو يترنح ويستند على حسام فقد كان في حالة إنكار لا يمكن أن يحدث له هذا من غير المعقول أن يلازمه سوء الحظ طوال عمره على هذا النحو المثير للشفقة نظر لحسام بغتة وقال له في اصرار:
– انا مش هسيب شمس تموت يا حسام هسفرها أي مكان في العالم هجيبلها اغلى علاج من اي حتة في الدنيا بس شمس لازم تعيش…
– اهدى يا زيدان أرجوك وانت عند شمس انا سألت الدكتور وقال أن على أحسن الأحوال شمس حتى لو عاشت هتعيش طريحة الفراش مفيش عضمة في جسمها سليمة ده غير كسر في عظام الجمجمة أصلا وجودها لحد دلوقتي على قيد الحياة معجزة في حد ذاته ولو كملت محتاجة معجزة تانية عشان تتعالج
– كل ده مش مهم المهم انها تعيش وانا هلف بيها الدنيا لحد ماتخف وتقوم تاني على رجليها المهم انها تعيش انا بحبها يا حسام بحبها اوي…
– إن شاء الله خير قادر ربنا يشفيها ويقومها ليك بالسلامة ، المهم دلوقتي الظابط عايزك ضروري عشان ياخد أقوالك أنا اتفاجأت انك مبلغ الشرطة في السر
– كنت هتجنن وقولت لازم أبلغ رسمي مدام محدش منهم بيكلمني بعد المكالمة الي حكيتلك عليها والظابط هو الي طلب مني اني معرفش اي حد حتى انت
– طيب مش وقته دلوقتي تعالى نشوف عايزك في ايه
جلس زيدان وحسام امام الضابط والذي قد اتخذ من احدى حجرات المشفى مكتبا له حتى يتمم مهمته التي قد أتى من أجلها نظر لزيدان في تعاطف وقال :
– أنا عايزك تشد حيلك كدة يا زيدان بيه واحب اطمنك ان العيال دي هنجيبها في خلال ساعات في ناس كتير شافوهم نازلين يجرو من نفس العمارة الي وقعت منها مدام شمس فاحتمال 90% ان يكونو هما الي خاطفينها ، المهم انت بتتهم حد معين بخطفها

 

 

 

– ايوة ، غادة رشوان اخت مراتي الاولانية الله يرحمها
– في دليل على اتهامك ده
– للأسف لا بس هي من زمان وهي بتحوم حواليا ده غير انها انسانة غير متزنة نفسيا وبتعمل تصرفات مريبة
،- كل ده كلام كويس لكن من غير دليل ، عموما الشرطة هتكثف جهودها للقبض على العيال دول هما الي هيوصلونا للحل .
ترى ماذا ينتظر زيدان وهل ستنجو شمس أم ستفيض روحها البريئة إلى خالقها ليتوقف عذابها إلى الأبد

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية تناديه سيدي)

‫9 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *