رواية فؤادة الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي
رواية فؤادة الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي
رواية فؤادة البارت الثاني
رواية فؤادة الجزء الثاني
رواية فؤادة الحلقة الثانية
حسنة : برضة كلام ندا مظبوط ، لما هو عاوز يناسبه ويقرب منه ، مش كان الاولى انه يجوزه حد من ولاده بدل الغلبانة اليتيمة دى
لأنه اشترط عليه انى اتنازل له عن ورثى كله قبل كتب الكتاب
ليلتقت الجميع الى صوت فؤادة وهى تتكئ على الحائط وهى تكاد تتهاوى ارضا من شدة ضعفها ، لتنهض اليها ندا مسرعة لتساعدها على الوصول لاحد المقاعد واجلاسها عليه وهى تقول : ايه اللى قومك من مكانك بس وانتى لسه تعبانة
فؤادة : انا اسفة ، سمعتكم غصب عنى وانا جاية اتكلم معاكم ، سامحونى على الازعاج اللى عملتهولكم ، بس انا لازم امشى
حسنة بحنان : هتمشى تروحى فين بس يابنتى دلوقتى
فؤادة بخجل : معلش يا امى ، اكيد ان شاء الله ربنا هييسرلى طريقى ، و زى ما ايدكم ليا فى تعبى اكيد هيقف جنبى للاخر
عارف : طب ما احنا برضة ممكن نفضل معاكى للاخر يا انسة فؤادة
فؤادة بتساؤل : تفضلوا معايا ازاى ، مش فاهمة
عارف : يعنى زى ما انتى شايفة كده ، البيت كبير ، وممكن تفضلى معانا لحد ماصحتك تتحسن ، وكمان ممكن نشوفلك شغل
فؤادة بلهفة : حضرتك بتتكلم جد ، ممكن تساعدنى انى اشتغل
جلال : ممكن الاول اعرف ايه علاقة عمك بعبد الجليل الهلالى
لتنظر فؤادة الى جلال والذى كان ينظر اليها بتركيز شديد جعل التوتر يملأ قلبها لتعلو رعشة بسيطة على وجهها وشفتيها وهى تقول دون ان تنظر اليه : اانا ما اعرفش بالظبط ، لكن انا بسمع اسمه من يوم ماعمى جابنى اعيش معاه فى طنطا
جلال : شفتيه قبل كده
فؤادة : مرة واحدة ، لما روحت لعمى المكتب بتاعه
جلال : هو عمك بيشتغل ايه
فؤادة : تاجر ، عنده مكتب استيراد وتصدير
حسنة : وكان هيمضيكى على تنازل ازاى بقى
فؤادة بحزن : ده كان اتفاقه مع العريس ، انى قبل ما امضى على القسيمة … اكون ماضية عن تنازل لعمى عن كل ورثى من بابا الله يرحمه ، واللى كان عمى هيعتبره مهرى اللى هيقبضه من الهلالى
ندا : وهو يعنى ورثك كبير لدرجة انه يعمل كده عشان يستولى عليه
فؤادة بتنهيدة : للاسف كتير ، ١٣٥ فدان على طريق مصر اسكندرية الصحراوى ، بابا اشتراهم واستصلحهم من سنين طويلة ، مزروعين فاكهة ، ده غير عمارتين فى اسكندرية ، والمشكلة الكبرى ان بابا الله يرحمه من سنين وهو كل ماكان بيشترى حاجة ، كان بيكتبها باسمى انا مش باسمه ، فالبتالى عمى ماورثش من بابا ولا مليم ، و ده طبعا جننه ، ياريته ماكان كتبلى حاجة ، بس هو كان فاكر انه كده بيأمنلى مستقبلى ، انا عرضت على عمى انه ياخد نصيبه الشرعى ويسيبنى فى حالى ، بس هو مصمم ياخد كل حاجة
جلال : وهربتى ازاى
فؤادة بشرود وعينيها تمتلئ بالدموع : عمى كان حابسنى فى اوضتى من خمس ايام ، يادوب مراة عمى او نهاد كانوا بيدخلولى الاكل ويقفلوا عليا تانى ، مراة عمى ونهاد وسلمى بنات عمى مش موافقين ابدا على اللى عمى عاوز يعمله ، فاتفقوا معايا ان وقت صلاة الفجر اكون ربطت ملايات فى بعضها ونزلتها من الشباك بتاعى ، ونهاد هتفتحلى الباب وقت صلاة الفجر تهربنى وتقفل باب الاوضة بالمفتاح تانى بحيث ان عمى يفكر انى هربت من الشباك ومايعملش معاهم مشاكل
جلال : وهو عمك فى الدور الكام
فؤادة : فى الدور التالت
جلال بسخرية : وتفتكرى يعنى انه هيخيل عليه الكلام ده
فؤادة : مش عارفة ، ربنا يستر ومايأذيهمش
عارف : لا ماتقلقيش ، صدق ، و نهاد بتسلم عليكى وانا طمنتها انك بخير
فؤادة وهى تنظر لعارف بامتنان : انا مش عارفة اشكركم ازاى
جلال : طب و اوراقك الشخصية موجودة فين
فؤادة : انا مش معايا غير بطاقتى بس ، لكن اوراقى كلها مع نهاد
جلال : عموما يا انسة فؤادة اعتبرى نفسك فى بيتك وكلنا اخواتك لحد مانلاقى حل لمشكلتك دى
لتنظر فؤادة الى عارف قائلة : والشغل
وقبل ان يرد عليها عارف قال جلال : ما اعتقدش ان قرار الشغل دلوقتى قرار مظبوط ، لان ممكن اى حد يشوفك ويعرفك وبكل سهولة يبلغ عمك بمكانك ، وكل اللى عملتيه يضيع على الفاضى
فؤادة باحباط : طب والعمل
جلال : ماتقلقيش ، اكيد هنلاقيلها حل ان شاء الله
ليسود الصمت بضع دقائق لتقترب سلوى من فؤادة ببراءة وتجلس بجوارها قائلة : انا كمان ماعنديش ماما زيك ، بس عندى تيتة وخالتو
فؤادة بابتسامة حزينة : يابختك بيهم ، بس انتى اسمك ايه
سلوى : انا اسمى سلوى
فؤادة وهى تربت على شعر سلوى بحنان : وانا اسمى فؤادة ، بس انتى حد قاللك قبل كده انك حلوة اوى ياسلوى
سلوى بضحكة طفولية : عمو عارف ، دايما يقوللى انى حلوة زى البسبوسة
ليضحك الجميع على كلام الصغيرة وتقول فؤادة : بس البسبوسة بتدخل بوقنا ، انما انتى بتخشى القلب على طول ، ربنا يحفظك
سلوى : طب انتى هتقعدى عندنا على طول ياطنط فؤادة
فؤادة بخجل : لا ياحبيبتى ، حبة صغننين بس
لتأتى ام ابراهيم لتخبرهم بانها قد جهزت العشاء
لينهض الجميع متجها الى طاولة الطعام لتقول حسنة : هتقدرى يابنتى تقعدى معانا على السفرة واللا اخلى ام ابراهيم تجيبلك الاكل فى اوضتك
ليقول حسين : الافضل تقعد معانا عشان جسمها يتنشط شوية
حسنة : خلاص يبقى تقعد معانا
فؤادة بخجل : اعذرونى ياجماعة ، انا مش جعانة
حسين بعملية شديدة : انتى بتاخدى انتي بيوتك ومسكنات ، فلازم تاكلى كويس عشان مايجيلكيش هبوط
حسنة : ياللا يابنتى ، ماتنكسفيش
لتنهض فؤادة وتتجه الى الطاولة بمساعدة ندا وهى تحاول لملمة ملابسها حولها ، فكانت فؤادة متوسطة الطول ولكنها كانت رشيقة ، فكانت تبدو كالضائعة وهى بداخل ملابس حسنة ، فكانت حسنة ممتلئة القوام ، وعلى مايبدو انها قد وضعت على رأسها احد اغطية الوسائد والذى كانت يدها تمتد كل دقيقة اليه وهى تحاول تثبيته مكانه ، وما ان جلسوا الى الطعام حتى نظرت لها ندا وهى تضحك بشدة وتقول : انا لسه واخده بالى دلوقتى ، انتى حاطة ايه على راسك يابنتى
فؤادة بخجل شديد : كنت عاوزة حاجة اغطى شعرى ومالقيتش
ندا وهى لاتزال على ضحكها : تقومى تلفى راسك بكيس المخدة
فؤادة بخفوت : اللى لقيته قدامى
حسنة وهى تربت على يد فؤادة : ولا يهمك يابنتى ، عموما هدومك زمانها نشفت ، وانا هجيبلك من عندى كام ايشارب
عارف : نهاد بنت عمك قالتلى انها هتحاول توديلك عند نادين صاحبتها كل شوية كام حاجة ليكى ، وانا هجيبهملك من عندها
فؤادة بامتنان : هتعبك معايا
حسين بسخرية : لا فى دى اتعبيه انتى بس ومالكيش دعوة ، على قلبه زى العسل
لم تفهم فؤادة مقصد حسين ولكنها فضلت الصمت ، وقد لاحظت ان جلال ينظر اليها بين الفينة والفينة بتركيز شديد زرع فى نفسها الرهبة
………………..
فى مكان اخر كان يجلس عبد الجليل الهلالى وهو رجل فى الستين من عمره تبدو عليه القسوة يجلس بمنزل سالم عم فؤادة وهو يتحدث معه بحدة متناهية قائلا : ايه الكلام الفارغ اللى بتقوله ده ياسالم ، يعنى ايه ماتعرفش فؤادة فين وازاى ماتعرفش عنها حاجة
سالم بقلة حيلة : اهو ده اللى حصل ياعبد الجليل ، صحينا امبارح لقيناها هربت
عبد الجليل بغضب : انت مش قلتلى انك قافل عليها بالمفتاح
سالم : نطت من الشباك
عبدالجليل : تبقى ماتت واللا اتكسرت ، سألت عليها فى المستشفيات
سالم : ما اعتقدش ان حصللها حاجة ، نزلت على الملايات ، مانطيتش ولا حاجة ، ااه لو وقعت فى ايدى هكسر رقبتها
عبد الجليل : اياك تلمسها ، لما تلاقيها حسابها معايا انا ، انا عاوزها قدامى
فى ظرف يومين ياسالم ، انت فاهم
سالم بعصبية : انا عاوزها اكتر منك ، انت مش فاهم ، دى ممكن تعمل مصيبة وانا مااعرفش
عبد الجليل : تقصد ايه
سالم : ممكن تطلع برة البلد واللا اتفاجئ انها باعت حاجة من املاكها
عبد الجليل : هى عندها سيولة فى البنك
سالم بصدمة : انا ازاى مااتنبهتش للموضوع ده
عبد الجليل : موضوع ايه
سالم : ان ممكن يبقى عندها حساب فى البنك ، ازاى ماجاش فى بالى اسألها على الحكاية دى
وبدأ سالم فى النداء على ابنته نهاد بصوت جهورى لتأتى اليه مسرعة وعلى ملامح وجهها قلق شديد قائلة : ايوة يا بابا حضرتك بتندهلى
ليجذبها سالم من يدها قائلا بحدة : هى فؤادة عندها حساب فى البنك
ليهدأ قلب نهاد من خوفه وارتعاده وتقول بلجلجة : ما اعرفش يا بابا ، عمرها ماجابت سيرة حاجة زى دى
سالم بغضب : طب غورى من وشى
لتخرج نهاد مسرعة وهى تضع يدها على صدرها وتردد الشهادتين لتجذبها والدتها الى غرفتها وتغلق الباب خلفها وتقول هامسة : كان عاوزك ليه
نهاد بهمس مماثل : كان بيسألنى لو فؤادة عندها حساب فى البنك
ام نهاد : اوعى تكونى قولتيله حاجة
نهاد : لا طبعا ، قلتله ان عمرها ماجابت سيرة حاجة زى دى قدامى
لتدخل عليهم سلمى وتغلق الباب وتقول بهمس : الحقوا الحقوا
ام نهاد : فى ايه تانى
سلمى : سمعت بابا بيقول انه هيقدم محضر فى القسم يتهم فيه فؤادة انها سرقت فلوس من خزنته وهربت
لتشهق نهاد وهى تضع يدها على صدرها قائلة بخوف : ياخبر ، هى وصلت لكده
سلمى : عاوز لما يلاقيها يلوى دراعها ، وياتوافق على الجوازة والتنازل ، ياتترمى فى السجن عشرة خمستاشر سنة
ام نهاد بحسرة : مافيش فايدة ، انا تعبت منه ومن سرعته على الفلوس
سلمى : انا مش فاهمة هو ليه مابيفكرش انه كان ممكن يبقى مكان عمو الله يرحمه واحنا مكان فؤادة ، يعنى كان عمو ممكن يعمل فينا كده
ام نهاد باسى : عمره ، عمكم طول عمره كان حقانى وبيخاف ربنا ، واديكم شايفين ابوكم عمل ايه فى اخوكم لما اتخانقوا سوا بسبب الموضوع ده وبرضة مافيش فايدة ، واديه سابله البلد كلها ومشى ، وعشان كده انا متأكده ان ربنا هينصف فؤادة وهيبعتلها اللى يقف جنبها
نهاد : يارب ياماما .. يارب
ام نهاد : بس فؤادة لازم تعرف باللى ناويين يعملوه فيها عشان تاخد حذرها
نهاد : طب انا ممكن اكلمها فى التليفون بس حد يأمننى وانا بتكلم
سلمى : انا هراقب الطريق وانتى اتكلمى بس بسرعة
لتسحب نهاد هاتفها وتقوم بالاتصال على عارف الذى ما ان رأى اسمها على الهاتف حتى قام بالرد على الفور قائلا : السلام عليكم ، ازيك يا انسة نهاد
نهاد هامسة : استاذ عارف ، ممكن من فضلك اكلم فؤادة بسرعة
عارف وهو ينهض من مكانه متجها الى فؤادة التى تجلس بجوار والدته على مائدة العشاء وهو يقول : حاضر ثوانى بس هو فى حاجة واللا ايه
نهاد : فى مصيبة وفؤادة لازم تعرفها عشان تلحق تتصرف
عارف : مصيبة ايه كفى الله الشر
نهاد : لو هى جنبك خلينى اكلمها بسرعة ارجوك
ليعطى عارف الهاتف الى فؤادة التى وضعته على اذنها بلهفة قائلة بدموع : نهاد .. وحشتينى اوى ، وحشتونى كلكم
نهاد : وانتى كمان ياحبيبتى وحشتينا اوى ، بس اسمعينى بسرعة قبل ما بابا ييجى ، بابا ناوى يقدم بلاغ فى النيابة يتهمك فيه انك سرقتى فلوس من خزنته وهربتى
لتنهض فؤادة من مكانها برعب وهى تقول ببكاء : بس انا ما اخدتش حاجة يانهاد ، والله ما اخدت حاجة ، ما انتى شفتينى وانا ماشية
نهاد : اهدى يا فؤادة ، احنا كلنا عارفين ان ده ماحصلش واولنا بابا ، ده هو بيعمل كده عشان لما يلاقيكى يجبرك توافقى على اللى هو عاوزه ، وعلى فكرة ، سألنى لو انتى عندك اى حسابات فى البنوك وانا انكرت انى اعرف اى حاجة
فؤادة وهى تعود للجلوس بيأس وهى لازالت تبكى : ليه كده حرام عليه ، ليه عاوز يعمل فيا كده .. ليه
نهاد وهى تتحدث بسرعة : انا قلت احذرك واول ما الاقى فرصة انى اكلمك تانى هكلمك
فؤادة : انا عاوزة كل اوراقى اللى معاكى يانهاد ، والباسبور بتاعى ، كل حاجة وديهملى عند نادين فى اقرب وقت
نهاد : حاضر ياحبيبتى من عينيا ، بس انا هضطر اقفل دلوقتى ، مع السلامة
فؤادة بحزن : مع السلامة
وبعد ان انتهت المكالمة اعادت فؤادة الهاتف الى عارف الذى سألها بلهفة : ايه اللى حصل
فرادة بحزن : عمى
حسنة : عمل ايه تانى يابنتى
فؤادة بدموع : هيقدم فيا بلاغ انى سرقت فلوسه وهربت
لتضرب حسنة صدرها قائلة بلهفة : يا ضنايا يا بنتى ، طب والعمل هتعملى ايه
فؤادة ببكاء شديد : مش عارفة ، يارب انا ماليش غيرك انت حسبى نجينى من شرهم وابعدهم عنى يارب .. يارب
عارف : طب مانسأل المحامى ايه اسلم حاجة ممكن تتعمل فى موقف زى ده
حسنة : ماتكلم المحامى وتسأله ياجلال
لينهض جلال من مقعده ويخرج الهاتف من جيب بنطاله ويعود للجلوس مرة اخرى وهو يبحث عن رقم المحامى ويقوم بالاتصال به ، وما ان رد عليه المحامى فتح جلال مكبر الصوت وقال له : وعليكم السلام والرحمة ، ازيك يامتر ، اخبارك ايه
المحامى : ازيك انت يا جلال بيه واخبار اخواتك والست الحاجة
جلال : كله تمام الحمدلله ، الله يباركلك ، انا بس كنت عاوز استشيرك فى حكاية كده وعاوز رايك
المحامى : اؤمرنى ياجلال بيه ، عينيا الاتنين
جلال : تسلم عيونك الاتنين ، بص ياسيدى
ليقص جلال على المحامى القصة بما فيها دون ان يأتى على ذكر اسم فؤادة او عبد الجليل الهلالى ، ليسود الصمت لدقيقتين ثم يقول المحامى : مافيش غير حل واحد ياجلال بية
جلال بتركيز : الحقنى بيه
المحامى : ان البنت دى تسبق عمها بخطوة
جلال بفضول : ازاى .. فهمنى
المحامى : انها تروح تقدم بلاغ فى عمها انه عاوز يجبرها على الجواز وبيهددها ، بس اللى هيقوى موقفها انها تبقى متجوزة فعلا من حد تانى
جلال : بس هى مش متجوزة
المحامى : ممكن تشوف حد امين تبقى متاكدة انه مايستغلهاش ، ويكتبوا الكتاب ، بحيث انها تبقى فى مركز قوة وعمها ييأس منها ويسيبها فى حالها ، ولما هى اللى تقدم المحضر الاول هيبقى محضر قصاد محضر
جلال وهو ينظر لفؤادة التى وجدها قد شحب وجهها واصبحت تماثل الموتى وهى تحرك عينيها بتيه : مافيش حل تانى يامتر
المحامى ،: للاسف هو ده اامن حل بالنسبة لها عشان تقدر تتهمه بعد كده انه مجرد بلاغ كيدى
جلال : متشكر جدا يامتر ، تعبتك معايا
المحامى : تعبك راحة باجلال بيه ولو احتاجتنى فى اى وقت انا تحت امرك
لينهى جلال المكالمة وهو يتبادل النظرات مع اخوته ليتفاجئ بفؤادة تنهض من مكانها وهى تقول : انا متاسفة جدا ياجماعة على كل القلق اللى سببتهولكم ، ومتشكرة جدا على كرمكم وحسن ضيافتكم ولو تسمحولى انا محتاجة الهدوم بتاعتى لانى لازم امشى حالا
عارف : وهتمشى تروحى فين بس دلوقتى من غير حتى ماتعرفى انتى ممكن تعملى ايه
فؤادة : مافيش فى ايدى اى حاجة ممكن اعملها ، واديكم سمعتوا بنفسكم ، مالهاش حل
عارف : بس المحامى ماقالش ان مالهاش حل ، بالعكس ده قال على الحل المناسب
فؤادة بابتسامة سخرية : والمفروض انى فى ظرف ساعة زمن اتجوز واخد جوزى واروح اقدم البلاغ ده ، مش كده
ليصمت عارف وهو يجيل النظر فيمن حوله حتى قالت حسنة : طب حتى يابنتى برضة قوليلنا انتى ناوية على ايه
فؤادة : ناوية انى ما اعملش مشاكل لحد ، وهحاول اسافر واسيبله البلد باللى فيها
جلال : ومش يمكن يقدر يطلع قرار بمنعك من السفر
لتنظر اليه فؤادة باحباط شديد وتقول : يبقى يحبسنى ، خلاص مابقيتش فارقة
جلال : اسمعى يا انسة فؤادة ، انا ممكن اساعدك وخصوصا انى اتاكدت من صدق كل كلمة قولتيهالنا
لتنظر اليه فؤادة ببعض الغضب وتقول : وانا هكدب عليكم ليه بعد ما استقبلتونى فى بيتكم واكرمتونى بالشكل ده
جلال : اعذرينى انا ما اقصدش حاجة ، بس ماتنسيش اننا اول مرة نشوفك او نعرف عنك حاجة كان امبارح
ندا : هتساعدها ازاى ياجلال
جلال بتنهيدة : هعمل اللى قال عليه المحامى
حسنة بفضول : هتعمله ازاى يابنى
جلال : هكتب كتابى على الانسة فؤادة واروح معاها النيابة نقدم البلاغ ، وبعد ما عمها يشيلها من دماغه هطلقها
ليعم السكون الشديد المكان والجميع يتبادلون النظرات فيما بينهم بينما كان جلال يركز نظراته على فؤادة التى الجمت الصدمة لسانها ولم تدرى بماذا ترد على هذا الجنون
ليقطع حسين الصمت قائلا : ده قرار مش سهل ياجلال
عارف : وكمان لازم تعرف انك كده ممكن تفتح باب عداوة بينك وبين الهلالى
جلال : و ده اللى لازم كلكم تعرفوه ، انا بينى وبين الهلالى تار قديم ، ولو الانسة فؤادة وافقت على اقتراحى تبقى خدمتنى خدمة لا يمكن هنساهالها طول عمرى
حسنة بفضول : خدمة ايه يابنى ، وتار ايه ده اللى بتتكلم عنه
جلال : خدمة انى اخد تارى من الهلالى ، حتى ولو كان بانى ابوظله خططه بجوازه من واحده عمرها اقل من عمر ولاده لو كان ربنا رزقه باولاد ، اما بقى التار اللى بينى وبينه فخلوها بعدين ، بس اما اعرف راى الانسة فؤادة فى الاول
ليتجه انظار الجميع الى فؤادة التى كانت تشعر بالتيه الشديد ولكنها قالت بجمود : انا مؤمنة بشده بان كل حاجة بتحصللنا فى حياتنا بيبقى ربنا رايدلنا بيها خير ، واكيد اللى حصلى من امبارح للنهاردة ربنا له حكمة فى كل ده ، وعشان كده .. انا موافقة يا استاذ جلال
جلال وهو ينهض من مكانه : تمام ، جهزى نفسك على ما ابعت اجيب المأذون ، واعملى حسابك اننا هنكتب الكتاب ونطلع فورا على النيابة
وجرت الاحداث سريعا ، ففى ظرف نصف ساعة تم عقد قران جلال وفؤادة والتى جعلت من حسين وكيلها فى عقد القران وكان عارف و عطوة شاهدين وطلب جلال من المأذون ان يعطيه شهادة مختومة تفيد بأن فؤادة زوجته ، ووعده بان يبعث له فى اليوم التالى الصور الفوتوغرافية التى بجب ان ترفق بالاوراق
وبعد انصراف المأذون نظر جلال لفؤادة وقال : ياللا بينا ، المحامى مستنينا فى القسم
لتتقدم منه فؤادة وكأنها فى حلم طويل لايريد ان ينتهى ليصحبها معه بصحبة عارف الذى صمم على ان يذهب معهم ويتولى هو القيادة بنفسه ، وما ان وصلا الى قسم البوليس حتى وجدوا المحامى الذى كان رجلا اربعينيا يبدو عليه الدهاء وما ان رآهم حتى ذهب اليهم محييا اياهم بابتسامة مرحة قائلا : مش كنت تقوللى ان انت اللى هتبقى العريس ، على الاقل كنت نولت شرف الشهادة على العقد
جلال بمرح مماثل : المرة الجاية بقى يامتر
المحاكى : طب ياللا بينا ، وكيل النيابة فى الانتظار ، انا قدمت البلاغ من نص ساعة ، بس لازم طبعا انتم اللى تمضوا على المحضر بنفسكم ، وكيل النيابة صديق شخصى وعشان كده حرك المحضر بسرعة وفتح التحقيق
وبعد ان دخلوا الى وكيل النيابة وقاموا بالاجراءات اللازمة سأل وكيل النيابة فؤادة قائلا : يعنى انتى بتتهمى عمك انه حبسك وكان عاوز يجبرك على الجواز
فؤادة : ايوة يافندم ، لولا انى قدرت اهرب منه
وكيل النيابة : وهربتى ازاى
جلال : هربت من الشباك يافندم وانا كنت مستنيها تحت بالعربية ، واخدتها ومشينا على طول
وكيل النيابة : يعنى ماكانش مقفلها عليكى اوى بدليل انه كان سايبلك الشباك اهوه
فؤادة : حضرتك عمى فى الدور التالت
وكيل النيابة : وانتى نطيتى من الدور التالت
فؤادة وهى تنظر لجلال : انا ربطت الملايات فى بعضها ودلدلتهم من الشباك فبقو عاملين زى الحبل
وكيل النيابة : اممم ، طب وانتى دلوقتى عاوزة تتهمى عمك بايه بالظبط
فؤادة بسرعة : انا مش عاوزة اتهمه بحاجة ، ده مهما ان كان عمى ، انا بس عاوزة اخد عليه تعهد بعدم التعدى ويسيبنى فى حالى ، خصوصا انى خلاص اتجوزت
جلال : مش هو لوحده اللى يمضى التعهد حضرتك ، هو وعريس الغفلة كمان ، عبد الجليل الهلالى
وكيل النيابة : تمام ، هعملهم استدعاء وكل حاجة هتخلص بكرة ان شاء الله
لينهض جلال وفؤادة ليشكروا وكيل النيابة ويتجهوا الى الخارج بصحبة المحامى ، ويشكروه وينصرفوا عائدين بصحبة عارف
و فى السيارة …. جلال : وانتى ليه ما اتهمتيش عمك انه عاوز يستولى على املاكك
فؤادة : عشان خاطر مراة عمى وبنات عمى ، و بابا الله يرحمه ، و مهما ان كان ما ينفعش انى اعمل كده
جلال : بس انا كده شايف ان البلاغ اللى عملناه مامنوش فايدة
عارف : بالعكس ياجلال ، دلوقتى لما يعملولهم الاستدعاء لو عمها حب يتهمها بالسرقة ، هيبقى معروف ان البلاغ مجرد نكاية فيها وخصوصا انها سايبة البيت من امبارح ، يعنى المفروض لو كلامه حقيقى كان بلغ من ساعتها
جلال : كلام منطقى ، عموما من هنا لحد مايستدعوهم ، هنعرف كل حاجة
ليعودوا الى المنزل ليدلف عارف وفؤادة ويظل جلال بالخارج وهو يملى على عطوة بعض التعليمات الخاصة بالحراسة
فقد طلب جلال من عطوة ان يقوم بزيادة عدد الغفراء حول المنزل والاراضى ويقوم بتسليحهم ، فهو يعلم جيدا بان وقوفه بوجه الهلالى سيجلب له العديد من المشاكل ، ولكنه كان يحاول الاستعداد لها جيدا
وعندما لحق باخيه وفؤادة الى الداخل وجد الجميع يجلسون بانتظاره فى حالة صمت وترقب ، وما ان القى السلام وجد ندا تقف فجأة وتتجه الى الاعلى دون ان تنبث باى كلمة ، ولكنها فى منتصف درجات السلم ، تقف وتلتفت الى جلال وتقول فى جمود : مبروك ياجلال ، ثم التفتت مرة اخرى واكملت صعودها ولكن هذه المرة وهى تعدو بشدة
لينظر جلال الى امه وحسين باستفهام قائلا : هى ندا مالها
لينهض حسين هو الاخر متجها الى الاعلى وهو يقول : ماتاخدش فى بالك ، تصبحوا على خير
فؤادة وهى مازالت تقف بجوار حسنة وتشعر بان هناك شئ ما فى الاجواء لا تقدر على استيعابه : انا حاسة انى قلبتلكم حياتكم وشقلبتلكم حالكم
عارف بدبلوماسية : ماتقوليش كده واعتبرى نفسك فى بيتك ، وياريت لو تروحى تستريحى لان شكلك لسه تعبان
لتومئ فرادة راسها وتقول وهى تتجه الى غرفة الضيوف مرة اخرى : انا متشكرة اوى على كل حاجة ، تصبحوا على خير
الجميع : وانتى من اهله
جلال وهو ينظر لوالدته : مالها ندا يا امى ، ايه اللى حصل
حسنة بحزن : ماتآخذهاش يابنى ، هى بس افتكرت اختها
جلال بحزن : وهو من امتى كنا نسيناها يا امى
لتنهض حسنة وتربت على كتف ابنها وتقول : انا هروح انام ، اليوم كان طويل اوى علينا كلنا …تصبحوا على خير
جلال وعارف : وانتى من اهل الخير
وما ان اختفت عن اعينهم حتى نظر عارف لجلال وقال بجدية شديدة : افهم بقى ايه الحكاية بالظبط ، واعمل حسابك انى مش هسيبك قبل ما افهم كل حاجة
يتبع…
- لقراءة الفصل التالي: اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية فؤادة)