رواية عزف الروح الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح البارت الثاني والعشرون
رواية عزف الروح الجزء الثاني والعشرون
رواية عزف الروح الحلقة الثانية والعشرون
عزف الروح🌷
( بين الحب والكبرياء )
🌷الفصل 22🌷
ها هو يحقق أحد أحلامه بالحصول عليها ، اليوم ستصبح حبيبته زوجته الصغيره ، اليوم و الليله سيتزوج بمن ملكت قلبه وقلبت كيانه رأساً علي عقب ، من جعلته أسير لعشقها بقوتها وكبريائها وشموخها وحزنها ورقتها وخجلها …
ها هو يراها وهي تتقدم إليهِ برفقة والدها بعد خروجها من تلك الغرفة بذلك الفندق المقام بهِ حفل الزفاف ، ويا الله كم كانت طلتها ‘ بهية ‘ ، لم تحيد عيناهُ عنها وهي تتقدم له بذلك الفستان الأبيض التي باتت فيهِ كالملاك ، وكالملاك هي تتقدم له بقمة خجلها بفستانها الابيض ذات الأكمام الشفافة المنقوشة علي هيئة السمكة ، المرصع ببلورات الماس اللامعه والذي حرص فهد علي شراءه من أشهر مصمم أزياء في العالم وخاصةً باريس ، كانت تصفيفة شعرها بسيطة لافته للإنتباه برقتها مع ذلك التاج الوردي البلوري اللامع المستكين علي خصلاتها وطرحتها التي تحتوي الفستان بأكملهُ من الخلف و مستحضرات التجميل التي اضافت علي جمالها سحراً رائعاً أذابه عشقاً .
وقفت اسيل امام فهد بعد أن تركها والدها ، تطلعت إليه بخجل وإلي هيئتهُ المخمليه بحلته السوداء وقميصه الأبيض و’ البيبيون ‘ السوداء التي تحتل عنق قميصه ، ليرمقها بنظراته الحاوية والحنونة ، ثم كوب وجهها بيدهُ ليقبل جبينها ويتحدث بهويام : جميلة .
إبتسمت بتوتر وخجل وأنزلت رأسها تنظر لأسفل وهي تكاد ترفرف فرحاً من فرط سعادتها ، فهي تقف الان بفستان زفافها بين يدي حبيبها الوحيد وأي حبيب ، هو الفهد العاشق الولهان والمولع بها و هي اسيلتهُ النمرة الصغيرة ، حبيبها الذي اذاقها من سيل عشقه في ذلك الشهر الماضي مالم تعرفهُ يوماً من مشاعر حب وكلام معسول مختلط بمشاعر ملتهبة كان يلفظهُ بكل جراءه مستمتعاً بحمرتها .
تأبطت بذراعه لينزلوا سوياً درجات سلم ذلك الفندق المؤديه لقاعة الفرح الخمس نجوم ، يتبعهم عزام و سلوي التي تتأبط بذراع زوجها وأروي التي إلتقطها معاز أول دخولهم القاعه وهو يتطلع لهيئتها الخلابه بذلك الفستان السماوي الذي ينساب بحريه علي جسدها إلي ركبتيها من ناحية والناحية الأخري تتدلي أسفل ركبتيها بقليل .
إنفتح باب القاعه العملاق لتبدأ تلك الموسيقي الطربيه مع تلك الأغنية اللبنانية الذي اختارها فهد للدخول عليها .
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان
واميرك ماسك ايديكِ
وقلوب الكل حواليكِ
والحب يشتي عليكِ
ورد وبيلسان
قلبي بيدعيلك يا بنتي
بهالليلي الشعلاني
يا اميره قلبي انتِ
سلَّمنا الاماني
قلبي بيدعيلك يا بنتي
بهالليلي الشعلاني
يا اميره قلبي انتِ
سلَّمنا الاماني
ما تنسي اهلك يا صغيري
بْعينينا ما صرتِ كبيري
ضليِّ معنا وطيري وطيري
عَ جناح الامان
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان
شعيِّ متل هالطرحه
يا اغلى البنات
بصلِّي تعيشوا بهالفرحه
لباقي الحياه
شعيِّ متل هالطرحه
يا اغلى البنات
بصلِّي تعيشوا بهالفرحه
لباقي الحياه
وربِّي من السما يبارككن
كيف ما توجهتو يرافقكن
بايام الصعبي ينصركن
عَ كل الاحزان
قلِّك نعم من قلبو
وفرَّح كل الناس
ردِّيهاعَ قلبو وحبو
شعلاني احساس
قلِّك نعم من قلبو
وفرَّح كل الناس
ردِّيهاعَ قلبو وحبو
شعلاني احساس
منقلِّك مع السلامه
روحي تحميكي الكرامه
وتبقى محابسكُن علامي
للحب والحنان
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان
طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان
كَالأَميرة ، كالريَّان ، گزهرة النيسان تسير برفقته علي ألحان مشاعرهم وفرحهم أولاً وألحان الأغنية ثانياً ، وفستانها الطويل نسبياً مفترش علي الأرض خلفها ، سارو لتلك الطاولة البيضاء مع تلك المقاعد ليجلسوا عليها ، ثم تقدم المأذون منهم لعقد القران الذي اتفقوا ان يعقدوه بفرحهم وبعد عقد قرانهم وتوقيع فهد واسيل علي عقد زواجهم وتوقيع الشهود عمار و عزام توالي التصفيق من الحضور والاهالي والاقارب وراح اصدقاء فهد يطلقوا تصفيرهم تعبيراً عن فرحتهم وحماسهم بالعريس .
أخذ فهد يبتسم لأصدقائه ، ثم لُفِتَ لأروي التي كانت تشاور لاسيل محدثة إياها بالضغط علي قدم فهد ، نظر لاسيل ليجدها تنفي برأسها الفكره .
نظرت اسيل لهُ لتجدهُ يرفع احد حاجبيه وكأنهُ يتحداها بفعلها ، فإشتعل كبريائها بداخلها من غروره وثقته وبكل قوتها ضغطت علي قدمه بكعبها وهي تبتسم له بطفوله مصطنعه ماكرة ولكن كان هو أذكي حين وضع قدمهُ الأخري علي قدمها ليحتجز قدمها بين قدميه ، تفتحت عيناها ثم رسمت إبتسامة علي محياها من أجل الكاميرا وحاولت سحب قدمها ولكن احكم هو عليهم فهتفت بإسمه بهمس : فهد .
نظر لها بتعالِ وشاور علي وجنتهِ لتنظر لهُ بذهول ، ثم جذبها من خصرها ليقربها لهُ وبثقه ومشاكسة أردف مبتسماً : لكل حاجة تمن مش كدي .
توترت من لمستهُ وتحدثت بعدم تصديق وهي ما زالت تحاول سحب قدمها : فهد متهزرش .
رفع كتفيه كعلامة عن مدي جديتهُ فتحدثت بوجه طفولي : فهد متحرجنيش .
لم يجيبها فنظرت للناس الذين يتطلعون إليهم ينتظرون قيامهم فإبتسمت بتوتر وتحدثت له برجاء : فهد مش قدام الناس .
نظر لها وقد وصل لرغبتهُ ففك عن حصار قدمها وتحدث بمكر : خليكي فاكره ، عليكي دين هتدفعيه لما نكون لوحدنا .
هو يتعمد إحراجها هكذا كانت تفكر ولكن هو يحب أن يري خجلها الممزوج بحمرة وجنتيها ، وقفت معهُ حين وقف وتأبطت بذراعه ثم سارو حتي وصلوا لمكان مقعدهم الأبيض ليلتفوا لهذا الحشد من الحضور بينما راحت تلك النيران تندفع من جانبهم لأعلي تناقست مع ألحان الأغنيه ، و راح فهد يوزع إبتسامتهُ للحاضرين .
جلسوا علي مقعدهم وما زال ممسك بيدها ، ومع نغمات الموسيقي نزل هو علي أذنيها ليتحدث بتحلم و بكل عاطفته التي استحوذت عليها كاملاً : بقيتي مراتي يا مدام فهد .
إبتسمت بخجل و طلعته بنظرة عاشقة ، وبعد قليل قادهم منظم العرس للرقص لإفتتاح العرس بأجوائه برقصة العرسان مع أي ‘ كابل’ أخر ، وإنضم لهم أحمد بزوجتهُ سلوي ومعاز بخطيبتهُ أروي ومالك وتمارا أيضاً وبعض ‘ الكابل ‘ الأخرين ، وبعد إنتهاء تلك الرقصة دعا المنظم الجميع لمشاركة العرسان فرحهم .
إستمر الفرح بين جو من الفرح والبهجة وبينما كانت اسيل تتراقص مع صديقاتها تحدثت أروي لها وهي تشير علي فهد الذي يرقص مع أصدقائه هو الأخر متحدثة بضحك : اسيل شوفي فهد .
تطلعت اسيل له لتجده يرقص مع أصدقائه بإنسجام الرقصات الشعبية لتضع يديها علي فمها وهي ترمقه بإنبهار وعدم تصديق ثم إبتسمت ليليها ضحكة وهي تطلع علي فهد بهيئته الذي يخافها الجميع كيف هو الأن في قمة فرحه .
كان هو يرمقها بنظراته بين اللحظة والأخري وكأنه يخشي عليها من هذا التجمع حولها ، يريد أن ينتشلها من وسطهم وخطفها من هذا الحفل ، يشعر بالغيره من عيون الناس التي تطالعها ، لاحظ تطلعها عليه وضحكها ليتوجه لها ، أخذ يديها ثم عادو لمقعدهم وتحدث هو بسرور : بتضحكي علي ايه .
تحدثت بضحك : عليك … إنت كنت بترقص .
ضحك هو الأخر بخفة ثم رفع صوته لتسمعه بين هذه الموسيقي وتحدث بتلقائيه وهو ينظر لها مبتسماً : هو انا مش واحد من الشعب و من حقه يرقص في فرحه ولا إيه .
إبتسمت وهزت رأسها متحدثة : حقيقي مش مصدقة إن فهد نجم الدين هو اللي كان بيرقص ده .
وبينما يتحدثون إتجه معاز ناحية تلك الطاولة الذي يجلس عليها مدحت بعائلته ليستأذن الجلوس ثم جلس وتحدث لمدحت : وإحنا مش هنجوز بقي يا عمي ولا إيه .
تحدث مدحت بمشاكسة : كلامي مع أبوك يا ولا .
معاز بإبتسامة : إيه يا عمي و هو أنا صغير ، إنت لازم تجوزني بنتك قبل ما تسافرو تاني .
مدحت وهو يومئ : بإذن الله نبقي نقعد ونكلم .
إبتسم معاز ثم غمز لأروي التي كانت تتابع حوارهم لتشيح بوجهها بعيداً عنهُ بخجل .
وعند عمار كان يتابع كل شئ يصير حولهُ بوجهٍ خالٍ من التعابير ، منذ قليل مضي علي عقد قران أخيه و متي سيمضي هو قدماً لا يعرف ، أخيه يزف لمن يحب بينما من يحب هو ذهبت من يديه ، نظر لتلك الأخري الطفله البريئة التي رءاها مرة واحدة فقط ولكنها جميلة مفعمة بالحياه صحيح سلبت بعض تفكيره ولكنهُ يجد نفسهُ يرجع عند محطتها ثانياً من ضاعت منه ، أخذ يتابعها قبل أن يتنهد عائداً ببصره لأخيه وعروسه .
………………………………………………………
توالت أحداث العرس بين هناء الجميع و بعد إنتهائه ، صعد فهد واسيل إلي جناحهم المحجوز بالفندق ،، قرر فهد أن يكونوا بمفردهم لأول ليله لذا لم يشأ العوده لقصره ، وأمام باب الجناح ترك يداها و أدخل تلك البطاقة ليفتح ذلك الباب ، ثم إلتف لتلك المتوتره خجلاً و سرعان ما نظرها نظره حالمة و إتخذت يدهُ موضعاً تحت ظهرها و ركبتيها ليحمل عروسه ويدلف بها للداخل .
دفع الباب بقدمهِ قافلاً إياه ثم سار بحبيسة الأنفاس تلك التي تكاد تتوقف نبضاتها من فرط التوتر وهذا الشعور بملمس يديه حتي وصل للسرير فإنحني بجزعه منيماً إياها عليهِ برفق بينما مازالت إحدي يداه تحت عنقها والأخري أخدت طريقها تداعب ووجهها بداية من شعرها إلي جبينها وعينيها ووجنتها ثم شفتاها ، ذابت هي تحت لمساته وإزداد ثقل تنفسها بينما لم ترضي يدهُ فقط بالتجول علي بشرتها الناعمه فأنزل وجهه بجوار وجهها يستنشق أريجها ثم ألصق جبينه علي خاصتها وداعب بأنفهِ أنفها ثم أخذ يحرك أنفه علي كل أنش في وجهها .
أغمضت هي عينيها وقد توهجت مشاعرها تحت لمساته ، تغيبت عن كل شئ لم تعد تشعر إلا بأنفاسه الساخنة القريبه تلفح بشرتها بجنون لم تستطع حتي الحراك ، تداهمت أفكار خوفها في عقلها والتي ازدادت مع شعورها بالخجل من هذا القرب بينهما حين شعرت بوصول شفتيهِ إلي خاصتها ففتحت عينيها لتجد أنهُ أيضاً في عالمهم الخاص مغمض العينين ولكنها لن تستطيع ! وفوراً ابعدت وجهها محنية إياه عكس وجهه وأغمضت عينيها بقوة وأخذت تتنفس بقوة ثم عضت علي شفتيها وفتحت أعينها ونظرت لهُ لتقابل نظراته المتسائله برفض فهي لا يجب عليها أن تتركهُ عالق هكذا في وسط الطريق ، فتحدثت هي بهمس و نبرة تكاد تسمع وهي تسارع لإخراجها : عايزة … عايزة أغير الفستان .
ولم تمهله فرصة وفوراً نزعت نفسها من بين يديه ووقفت ، ولكن لم تكن تكمل الخطوتين حتي وجدت يده تلتف حول خصرها ليسحبها لصدره ليجعل ظهرها يرتطم بصدره بقوة ، شهقة بسيطة غادرت فمها لتنظر ليديه التي تلتف حول خصرها و يزداد إضطرابها معلناً عن خوفها ، بينما أزاح هو طرحتها جانباً وهمس بشفتيه التي تلامس أذنها بصوتهِ الأجش : هساعدك .
أفلتها من بين يده ثم أزال التاج الذي يزين شعرها ورماه جانباً ثم أخذ يفك طرحتها وبسهولة أزاحها هي الأخري ثم لفها بطولها علي يديه ورماها جانباً ، إنتفضت حين لامس بيدهُ بشرة ظهرها يفك عن عنقها ذلك العقد الألماسي التابع لشبكتها ، ثم قربها له ثانياً وأحكم يدهُ حولها وأخذ يداعب بيدهُ الأخري عنقها ثم طبع قبله رقيقة عليه شاعراً بإرتجافها تحت يدهُ ، أبعدها عنهُ قليلا ولكن ما زالت يدهُ علي خصرها وأخذ يفك رباط فستانها من الخلف تدريجياً حتي بات ظهرها مكشوفاً أمامه ثم برفق قبض علي كتفيها و أخذ ينزل من أكتاف فستانها ، وفي هذه الحظة تفتحت أعينها علي مصرعيها وبحركة سريعه وضعت يديها علي صدرها تتمسك بفستانها وأبتعدت عنهُ ثم نظرت له بتوتر وخوف وتحدثت بتلعثم : شـ ..شـكرا انا انا هغيره .
ثم توجهت لحقيبتها وفتحتها وأخذت تبحث بداخلها وهي في الأساس لا تري شئ هي فقط تريد الهروب من أمامه ، وقف هو ينظر لها ثم أرجع رأسه للوراء كاتماً ضحكاته من تلك الصغيرة التي أمامه التي كانت ترتجف بين يديه منذ ثوانٍ تلك الأنثي التي طالما تحلت بالقوة ، أين ذهبت قوتها الأن ، توجه لها ثم جثي علي إحدي ركبتيهِ بجوارها ليراها تقبض علي فستانها بقوة أكبر فتحدث بمكر : تحبي أساعدك .
نفت برأسها بسرعه وقبضت علي بعض الثياب ثم وقفت متجهَ للحمام لتقفل الباب خلفها بقوة لتسمع ضحكاته من الخارج والتي لم يستطيع كتمانها أكثر من ذلك ، وضعت الملابس من يديها علي إحدي الأرفف الرخامية ثم نظرت في المرآه لتجد وجهها أشبه بحبة الفراوله ، وضعت يديها علي قلبها وأخذت تفكر ‘ ماذا ستفعل الأن هي ظنت أنها معهُ بإمكانها التخلص من ذلك الخوف الذي يتردد في عقلها ولكن هو يزيد الأمر عليها ‘ .
…………………………………………………..
مرت حوالي نصف ساعه وهي ما زالت بالداخل إزداد قلقه ليدق علي الباب هاتفاً بإسمها بقلق : اسيل إنتي كويسة .
لم يأتيه رد ولكنه سمع صوت إرتطام الماء بالأرضية ليتنهد ويعود جالساً مكانه ، حل ربطة عنقه وخلع جاكيته ثم أخذ يشمر عن ساعديه وفتح أزرار قميصه بالكامل منتظراً خروجها .
سمع دقات علي باب الجناح فإتجه لهُ وفتحهُ ليتبين لهُ مدير الفندق وتلك العاملة التي شهقت فور رؤيته هكذا ونظرت للأرض بخجل وهي تمسك بتلك الطاولة التي كانت تحمل أطباق من المأكولات .
– ألف مبروك يا فهد بيه ، نتمني تكون كل حاجة نالت إعجابك وزي ما حضرتك طلبت مفيش أي صحفي دخل الفندق انهاردة .
رد فهد بصوتهِ الأجش : هنشوف .
إبتسم المدير فهو تأكد بنفسه من هوية كل شخص داخل ذلك الحفل وعمل بحرص علي عدم دخول أي صحفي للعرس كما حذر فهد ، ثم تحدث : العشا لحضراتكو ، ودي هدية بسيطة من الفندق .
قالها المدير وهو يمد يدهُ لهُ بهدية مغلفة ، إلتقطها فهد ثم تنحي جانباً واضعاً إحدي يديه بجيبه ، فدخلت تلك العاملة بالطاولة لتضعها في الجناح وتخرج بسرعه دون النظر لصاحب الهيئة الجذابة والمخيفة بنفس الوقت وفي هذا التوقيت بالذات إختارت اسيل الخروج من الحمام ليقفل هو الباب بشده وبسرعه ما إن سمع صوت باب الحمام يفتح وبنظرة مرعبه نظر لها ولما كانت ترتديه وأشار لها بالإبتعاد حيث كان بإمكان من في الخارج رؤيتها ، هي فوراً تحركت لجانب الغرفة وهي تفكر فقط في تلك العاملة التي لمحتها وهو يقف أمامها بهذا الشكل ، فتح هو الباب ثانيةً وتحدث للمدير في شكر ثم أغلق الباب ووجه نظرهُ لها ليجدها تقف تفرك يديها معاً وهي تنظر في عدة إتجاهات إلا لهُ .
ترك تلك الهدية من يده ثم توجه لها ووقف أماماها ليتطلع لهيئتها ، كانت ترتدي روب من الحرير الفضي الذي يصل لركبتيها ذا الكمان المتسعان والذي بالتأكيد ترتدي قميصهُ تحتهِ هكذا هو حزر والذي كشف عن قدماها الرشيقتان الناصعتان كما تركت شعرها الذي يبدو أنها جففته بمجفف الشعر ينسدل علي جبينها و ظهرها بطوله .
حاولت اسيل جاهدة إخراج نفسها من هالة توترها التي تحيط بها فهي تشعر بأن قلبها سيتوقف في أي لحظة فأخذت نفساً عميقاً وتحدثت بهدوء : مين اللي كان علي الباب .
فهد وهو يشير علي طاولة الطعام وبتساؤل تحدث : ده مدير الفندق و جابولنا العشا تحبي تاكلي .
هزت رأسها بنفي ، هي في الحقيقة لم تأكل أي شئ منذ الصباح تقريباً سوي القليل ولكن بجواره لن تستطيع الأكل الأن لكنه حذر من شكلها أنها جائعه لذا كوب وجهها بيدهُ وقبل جبينها وتحدث برفق : إهدي يا اسيل إهدي يا حبيبتي مفيش داعي للخوف ده كله ، إقعدي عشان نتعشي سوي .
ابتسمت بعذب و اومأت لهُ ببعض الهدوء ثم توجهت للأريكة لتجلس عليها ، أحضر هو طاولة الطعام وجلس بجوارها وأخذ يكشف عن تلك الأطباق ليتبين لهم أنواع المأكولات البحرية ، أخذ يقهقه وهو يهز رأسهُ ثم إلتقطت الشوكة وأخذ قطعه وقربها لفمها و إلتقتطها هي فوراً منه ثم أمسكت بشوكتها لتأكل .
إنتهي من طعامه بينما هي ما زالت فتركها ودلف للحمام وبعد قليل خرج مرتدياً بنطالاً فقط وصدرهُ عارٍ ، كانت تعدل من غطاء السرير وقد خلعت الروب ليتسني لهُ رؤيتها بذلك القميص الفضي الحريري الذي يصل إلي قبل ركبتيها بقليل ، إلتفت لهُ ليحمر وجهها خجلاً فتحدث بهدوء وهو يسير إليها : بتعملي إيه .
تنفست بروية وتحدثت بطبيعه : انا عايزة أنام .
تنهد متفهماً ثم سحبها لتلتصق بهِ وتغمض عينيها ، وضعت يديها علي صدرهِ العاري وهي تستشعر أنفاسه أصبحت بالقرب من أذنيها ليتحدث بنبرتهُ الجادة واللعوبة في نفس الوقت : هتنامي من غير ما تعملي اللي عليكي .
فتحت عينيها لتنظر لهُ مستفهمة وتردف بتساؤل وتوتر : تقصد إيه .
فهد بإبتسامة متسعه ومشاكسة : إظاهر نسيتي الدين اللي عليكي اللي قولتي هتدفعيه لما نكون لوحدنا .
تذكرت وعدها بتقبيله في الفرح حينما يكونوا بمفردهم ، شعرت بالخجل الشديد ، شعرت وكأن تلك الليلة أصبحت طويله بجنون وأرادت أن تنتهي بأي شكل ، تثلجت أطرافها كذلك وتحدثت بنبرة طفوليه مستعطفة : ينفع مش انهاردة .
قهقه عليها ثم قرص وجنتها بخفه وتحدث بممازحة : بس كدي هيبقي في فوايد .
وكزتهُ علي صدرهِ العاري وتحدثت بجدية : فهد أنا سقعانة وعايزة أنام .
نظر للمكيف والذي يكيف الغرفة ويجعلها دافئه ثم نظر لها وتحدث بوجه حزين مصطنع : المكيف شغال يا حبيبتي وبعدين خلاص القرار يرجعلك كدي كدي أنا اللي كسبان .
إبتسمت علي هيئته ووجدت نفسها تقبلهُ بدون وعي علي خدهِ ثم دست نفسها تحت الغطاء هاربة وهي تكاد تشعر بلهب يخرج من جسده يحرقها وكأنهُ أخذ كل الدفأ الذي في الغرفة لنفسهِ وترك لها البرودة ، وعلي الرغم من المساحة الكافية بباقي السرير إلا أنه أطفأ النور ودخل خلفها ساحباً إياها لصدرهِ العاري مستمتعاً بجسدها ومعدتها التي إنكمشت تحت يده ، هامساً في أذنيها : دي متملاش عيني علي فكره .
…………………………………………
في نفس الليله بهذا القصر الواسع قصر نجم الدين كان هذا الشاب يقبض علي شعره بضياع ، أخذاً غرفته ذهاباً وإياباً بأعين منتفخة ، نعم لقد بكي ! بكي كثيراً علي حبه الضائع وهو من أضاعه ، كان جباناً كفاية للإعتراف بحبه لذلك ضاعت من يديه ، وبينما هو يتعذب هنا كان أخيه يستمتع مع زوجتهِ في مكانٍ أخر ، لا أحد يشعر به ولا يجد من يحكي لهُ أو من ينصحه الأن ، أخيه الذي كان يبكي علي صدره ويشتكي له وبأمس الحاجة إليه تاركاً إياه بمفرده الأن ، نظر للمرآه الذي هي حطام علي الأرضية وإنحني يلتقط إحدي القطع الحادة ورفعها أمام وجهه ينظر لها …..
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية عزف الروح)