رواية يناديها عائش الفصل الرابع عشر 14 بقلم نرمينا راضي
رواية يناديها عائش الفصل الرابع عشر 14 بقلم نرمينا راضي
رواية يناديها عائش البارت الرابع عشر
رواية يناديها عائش الجزء الرابع عشر
رواية يناديها عائش الحلقة الرابعة عشر
بعد أن قامت نورا بتصوير عائشه وهي في أحضان بدر، اتجهت للمنزل وعلى وجهها علامات الغضب والغيره الشديده من تلك الوقحه ابنة عمها، وذلك الذي يظنه الجميع خير الشباب وافضلهم.
ساورتها الأسئله والحقد والكراهيه،أيعقل أن مارأته صحيح؟
هل حقًا بدر على علاقه بعائشه؟
هل مستوى بدر الأخلاقي تدنى لهذه الدرجه حتى يقع في حب إبنة الراقصه؟
تعلم نورا أن بدر يعتني بعمه محمود من باب صلة الرحم لا أكثر وأن عائشه هي بمثابة ابنة عمه أو يعتبرها مثل هاجر شقيقته، إذن ماهذا الذي رأته؟
لقد رأتهم سويًا في الظلام بأم عينيها، كيف لها أن تنسى مارأته؟
العين إذا رأت شيء صدقته في الحاله، ولكن ماذا إذا ترجمت عيناها مارأته لشيء آخر؟
لا.. لا هي متأكده تمامًا أن بدر على علاقه بعائشه سرًا، وربما… ربما يكون فعل الفاحشه معها أيضًا، فعائشه سهله المنال، وجسدها الجميل ووجهها الحسن مطمع لكثير من الشُبان، لما لايكون بدر منهم وهو شاب مثلهم تثيره الشهوات!
كل تلك الأسئله دارت في رأس نورا وأخذتها في حيره وتيه شديد حتى أن والدتها نادت عليها عدة مرات ولم تسمع.
دلفت نورا لغرفتها واوصدت الباب بإحكام، ثم فتحت الهاتف وأخذت تتمعن في الفديو التصويري وتعض على أناملها بغيره وحقد، بداخلها تتمنى لو انها مكان عائشه!
……………
إنّي أُجاهد يا الله كي لا أتلوث أريدُ
أن أكون في صفوف الصالحين، فأعنّي 🌺
….
كاد بدر أن يفقد صوابه من رائحة عائشه التي عبقت أنفه حتى أنه تمنى بداخله أن تكون زوجته الآن، لكان بادلها العناق بأقوى منه حتى أدخلها في قلبه وأوصد عليه..
أحس بدر أنه ربما سيفقد صوابه إن بقي على هذه الحال، ولكنه آفاق سريعًا حتى انتبهى لما هُم عليه، شعر بغصه في حلقه وهي تشدد من احتواء رقبته وتجهش بالبكاء مردده
— أنا اسفه.. اسفه اووي يا أبيه.. خليك جنبي..أنا محتجالك والله… مفيش حد غيرك هيقدر يساعدني
تنفس بدر بعمق، ثم قبض على يدها بشده دون وعي منه حتى آلمتها قبضته فرمقته بحيره،أما بدر لم يهتم لنظراتها التي أصابته كالسهام في قلبه ولكنه تظاهر باللامبالاه حتى لا ينجرف أكثر من ذلك ويطيح بها وبنفسه للتهلكه.
حرر بدر معصمها من حوله، ثم أنزلها بقوه حتى ظنت أنه يلقي بها غير مكترثًا.
حاول ألا ينظر إليها ويغوص بمقلتيها ولكن عيناه تمردت، فألقى عليها نظره سريعه ثم أشاح ببصره ليقول بصوت غاضب
— انتي واعيه للي هببتيه! .. انتي عايزه ايه بالظبط؟
صمتت عائشه للحظات تتأمله بدهشه، لم تضع ببالها أن المقابله ستكون هكذا!، لم تصدق أن ردة فعله ستكون هجومية وحاده لها.
إذن هو لم يحبها، هو يالفعل كما قال لها سابقًا أنها مثل هاجر شقيقته.
هكذا ظنت عائشه من ملامحه المحتنقه بغضب.
قالت عائشه بهدوء بعد أن مسحت دموعهها بظهر يدها
–مكنتش أعرف انك هتعاملني كده… أنا جتلك انت عشان… عشان قلت انك بتحبني
قصدت عائشه من جملتها الآخيره أن تستشعر مشاعره تجاهها
أجابها بدر بإستشاطه وغضب
— زي اختي… زي اختي ياعاائشه.. وايه اللي منزلك في الشارع كده… انتي مجنونه !
–غيران عليا
قالتها عائشه وهي تتقدم نحوه برقه واستعطاف بنظراتها
مسح بدر على وجهه بنفاذ صبر، يريد أن يستعيد وعيه حتى لايقع في براثن الشيطان
قال بدر بعقلانيه
— ابقى ديوث لو مغيرتش عليكي… انا بعتبرك مني.. زي اختي وامي تمام.. مينفعش مغيرش.. نزولك كده في الشارع يدل انك مش خايفه غضب ربنا ياعائش
ابتسمت عائشه بخبث، فها هو الآن “يُناديها عائش” ثانيةً، إذن هو بالفعل يحبها ولكنه يُكابر.
ضحكت عائشه بخفه ثم قالت
–عائش.!! هههه.. ممكن اعرف بتهرب من مشاعرك ليه؟ علفكره.. هاجر اختك وقعت بلسانها قدامي وفكرت ان خطوبتي هتبقى منك
ترنح بدر بخجل قائلاً
— لا ياعائشه، مش هجبرك عليا.. وامشي.. لو اسمحتي اطلعي اوضتك وياريت تخلي عندك دم وتخافي ربنا ومتنزليش كده تاني.. واللي انتي عملتيه ده جنان وقلة أدب… مفيش واحده متربيه تحضن واحد.. أو تلمسه حتى.. حتى لو كنتِ بتعامليني على اساس ابن عمك وعادي… فهو لأ مش عادي… انتي شيلتي وشيلتيني ذنوب احنا مش قدها… لو سمحتي امشي
رمقته عائشه نظره أخيره بسخط، ثم قبل أن تخونها دموعهها أمامه ثانيةً، استدارت لتذهب قائله
— كان عندي حق لما قررت ارتبط باأمير،كويس اللي حصل ده عشان عرفني انك متنفعنيش.. انت مبقتش حنين عليا زي زمان.. انا مش وحشه زي ماانتو فاكرين..
بقدر ماآلمته كلماتها لكنه عزم على أن ينهي تلك المهزله، فهو لن يسمح بأن يغضب الله أكثر من ذلك، يعلم جيدًا أن وجودها معه وحدهم ذنب كبير لن يستطيع تحمله، فهو بالكاد استطاع ألا يتفحص جسدها أكثر من ذلك وجاهد أن يغض بصره قدر المستطاع وهي بتلك الملابس المثيره نوعًا ما.
ولكن هو بشر، يخطئ مثل جميع الناس، والله يعلم أن نواياه ليست سيئه تجاه ابنة عمه، وإن أخطأ وتاب، فالله غافر كريم.
استوقفها بدر قائلاً من صميم قلبه وكأنه يحدث نفسه أيضًا
—مِن أسباب عدم التوفيق؛ ترك الصلاة، وعُقوق الوالدين، وهجر القُرآن، فـاسعىي دَومًا لإصلاحهم.. لو دورتي كويس وركزتي في علاقتك مع ربنا هتعيشي مرتاحه طول حياتك.. اللي معاه ربنا مش بيحتاج مساعده من حد، ربنا غني عن كل شيء ياعائشه
ابتسمت عائشه بااستهزاء مردفه
–ههه اللهم قوي ايمانك ياشيخ زوحليقه
كتم بدر الضحك على آخر كلمة قالتها، فهو يعلم جيدًا أنها تحاول أن تثير استفزازه بكلماتها المضحكه مثلما كانت تفعل في الصِغر
قال بدر مبتسمًا
–روحي ياعائشه، ربنا يهدينا ويهديكِ
تذكرت عائشه شيئًا فهتفت سريعًا متسائله
— ابيه بدر.. هو انت تعرف حاجه عن ارض الكباريه اللي حد عاوز يشتريها، مين اللي قرر يبقا مدير اعمال صافيناز في عيلتنا
قالت عائشه جملتها الآخيره ثم ضحكت، بينما بدر اسود وجهه مما قالته عائشه، خوفًا من أن تكون علمت بماضي والديها، فالجميع أخفى عليها الأمر حتى لايؤذوها نفسيًا وهي ليس لها شأن بما حدث مسبقًا.
قال بدر بتوتر حاول أن يخفيه
–كباريه ايه!
أجابت عائشه بتلقائيه
–اصل زياد جه عندنا وقال لبابا ارض الكباريه جالها مُشتري
تمتم بدر بحنق
— استغفر الله.. ليه كده يازياد.. اما اشوفك بس
لوحت عائشه أمامه هاتفه
–اونكل بدر.. يااا.. يااهوو
انتبه بدر لها وقد بدا عليه علامات الغضب من ذلك الأحمق ابن عمه، الذي كاد أن يفتح عليهم باب الجحيم للماضي ثانيةً
قال بدر بلهجه حاده
–متدخليش انتي في الكلام ده.. دي حاجه تخص ابوكي واخواته.. يلاا انتي اطلعي على اوضتك عشان وجودنا لوحدنا قلتلك مينفعش.. اتفضلي امشي يلاا..
نظرت له عائشه بغيظ ثم ذهبت من أمامه متمتمه
— مااااشي.. والله لأحرق دمك في الخطوبه بكره، وهاعرف اذا كنت بتغير عليا بجد ولا بتعتبرني زي اختك.. جتك خوت
صعدت عائشه بحذر حتى لايسمعها والدها، ثم دلفت لغرفتها واقفلت الباب ووقفت أمام المرآه تطلع على ملابس النوم التي بدت شفافه من الكتفين قليلًا..
تأملت نفسها للحظات، فشعرت بأنها أخطأت عندما خرجت بتلك الملابس وبدون أن تخفي شعرها، شعرت عائشه بالخجل من نفسها وأنها تعدت حدود الله في أشياء كثيره، ولأول مره تشعر هذا الشعور، إنه الضمير..
يشعر الإنسان أنه مازال حيًا عندما يكون ضميره يقظًا، وهذا ماشعرت به عائشه للتو.
قالت عائشه لنفسها بألم
— أبيه بدر عنده حق.. مينفعش اخرج كده.. اومال أنا مسلمه ليه.. انا ازاي اصلن سمحت لنفسي احضنه.. ازااي.. انا مكنتش بطيق اشوفه.. في ايه.. ايه اللي بيحصلي..انا ليه زعلت لما قالي ان زي اخته.. طب منا مبحبوش وعاوزه اخلص منهم كلهم بجوازي من أمير.. ليه بقا يجي على بالي كتير… ياترى أنا بقيت رخيصه في نظره لما عملت كده؟
تنهدت عائشه بحزن وحيره مردده في نفسها
— انا مبقتش فاهمه حاجه.. مبقتش فاهمه اللي بيحصلي.. انا ليه حاسه بالحيره دي.. بس هو لو عاوزني فعلاً مش هيخليني ارتبط باأمير.. لكن هو موافق.. لأ.. انا مش هرتاح غير لما اعرف مشاعره من نحيتي… لازم اعمل حاجه بكره تخليه يعترف بالحقيقه..حتى لو مبحبوش بس برضو لازم اعرف
نامت عائشه على فراشها وحملقت في السقف تفكر في أي شيء تكشف به مشاعر بدر تجاهها
تُرى ماالشيء الجنوني الذي ستفعله عائشه كي تثير به غيرة بدر الحقيقيه؟!
__________
صعد بدر لغرفته بعد أن قام بإصلاح الموتور وقد نامت والدته وأشقائه ولكنه لفت انتباهه ضوء غرفة هاجر يسطع من زجاج الباب، فظن أنها تقيم الليل كعادتها ولكن عندما مرّ من أمام الغرفه، سمع صوت شهقات ضعيفه، فااقترب أكثر وتملك الخوف من قلبه على شقيقته وعندما اقترب من الباب سمع صوت همهماتها تقول
— انا راضيه بقضائك يارب.. اللهم إني أسألك الصبر على البلاء
تنهد بدر بحزن هامسًا
–ربنا يعوضك خير
ظن بدر أنها تشتاق لزياد فكما يعلم أنه تحبه بل تعشقه ولكن لا أحد يختار نصيبه، لايعلم مالسبب الحقيقي وراء تركه لهاجر على الرغم من عشق زياد لها ولكنه يؤمن أنه إذا كان خيرًا لها لأبقاه الله.
اتجه بدر للمرحاض كي يتوضأ ليصلي قيام الليل وكان على وجهه علامات الغضب من نفسه والحزن الشديد مما حدث مع عائشه منذ قليل، فرائحة الياسمين خاصتها مازالت تملأ أنفه.
شعر بدر أن اقترف اثمًا عظيمًا عندما تركها تعانقه ولم يستطيع السيطره على نفسه ومنعها من الاقتراب منه، أخذ يوبخ نفسه بندم شديد حتى أنه كرر الوضوء مرارًا كأنه يغسل به ذنبه، قبل أن يتجه بدر لغرفته طرق باب غرفة سيف ليوقظه كي يصلي معه ركعتين لله يشرح بها صدره ويعيده للصواب.
لم يستيقظ سيف، ففتح بدر الغرفه ليوقظه بنفسه، وجده يغط في ثبات عميق وسماعات الرأس في أذنه تهتز من صوت ذبذبة الموسيقى العاليه..
ازاحها بدر من عليه ثم مسح على رأسه بحنان قائلاً
— استغفر الله العظيم ربنا يهديك ياسيف
تنهد بتعب ثم هزه من كتفه برفق كي يوقظه، فتح سيف عينيه الخضراوتين بعد لحظات بنعاس ثم همس
–عااوز اييه… سيبني اناام
ثم ولى له ظهره وسحب الغطاء ليعود للنوم،اقترب بدر من أذنيه ليهمس بهدوء
— ربنا موحشكش!
فتح سيف نصف عينيه منتبهًا، فقد شعر بتأثير قول بدر في قلبه
أعاد بدر القول بلين
–فاكر لما كنا نصلي قيام الليل دايما مع بعض ونقعد نقرأ سورة البقره لحد مالفجر يأذن.. مش نفسك ترجع زي زمان؟
قام سيف ليجلس على الفراش متذمرًا
— انت عاوز ايه دلوقت؟
وحشتني الصلاة معاك
قالها بدر وهو يبتسم بحنو، فلطالما عامل اشقاءه برفق ولين كأنه والدهم، لم يجبرهم على تعاليم الدين بل كان بقوله اللين يحبب في نفسهم الإيمان بالله وحب طاعته، لكن عندما ذادت المسؤليه على بدر واضطر أن يعمل كثيرًا حتى لايجعلهم يعانون الفقر بعد وفاة والدهم، خاصةً عندما مرضت هاجر وذادت أعباء سيف الدراسيه، قل جلوس بدر معهم ولم يستطيع أن يلقنهم دروس الدين كثيرًا، فتطبع سيف على أصدقاء السؤ الذين أثروا على كل ماتعلمه من بدر سلبيًا، بينما هاجر استطاعت أن تحافظ على علاقتها الحسنه بربها، فكما تسميه هي “حبيبها وملاذها”
فرك سيف عينيه بنُعاس قائلاً
–هبقى اصلي الصبح
أجابه بدر بهدوء
–وانت ضامن عمرك
–انت هتفول عليا ليه ياعم.. اجري انت العب في القطر اللي انت جاي منه وانا في حلم كده عاوز اكمله
قال سيف ذلك وهو يجذب الغطاء ليعود للنوم
ضحك بدر ثم جذب الغطاء من عليه بقوه قائلاً
— قياام الليل ياسيف.. قيام الليل حرفة.. ورأس مالها الاجتهاد.. وربحها الجنة بإذن الله.. قوم ياحبيب اخوك مضيعش فرصه انك تقابل حبيبك
قام سيف متأففًا بضجر من إلحاح بدر عليه ثم اتجه للمرحاض ليتوضأ فوجد بدر يتبعه ليرى اذا كان سيتوضأ بالفعل أم لا، ولكن سيف غضب من تتبع بدر له، فقال بحنق
–انت جاي ورايا الحمام كمان.. طب انا عاوز اعمل بيبي.. هتخش معايا! معمل تحاليل ده ولابيت!
ضحك بدر بقوه وهز رأسه بقلة حيله من لسان سيف السليط مرددًا
–ربنا يهديني ويهديك ياسيف ربنا يهدينا جميعًا
وضع بدر سجادة الصلاة ووقف يستغفر ربه وبنيته أن يصلي أولاً ركعتين توبه لله مما حدث بينه وبين عائشه من ملامسات، لم يمسس بدر جسد أي إمرأه لاتحل له طيلة حياته الماضيه، لايعلم لماذا فقد السيطره على نفسه أمامها وسمح لها بالتشبث في قميصه والبكاء بين يديه، يعلم الله أنه لم ينوي فعل ذلك أبدًا، ولكنه في نهاية الأمر بشر، وأخطأ.. وخير الخطائيين التوابين .
بدأ بدر صلاة التوبه، ولحقه سيف ليصلي ركعتين قيام الليل وحينما كان بدر في السجده الأولى كان قد أنهى سيف صلاته، صلى سيف بسرعة البرق وكأن شيئًا يركض ورائه.
ثم اتجه ليتسطح على فراشه وأخذ هاتفه ليتصفحه،بينما بدر أطال السجود في صلاته حتى أنه من الخشوع وخشية الله بكى بشده وهمس في أذن الأرض
— يارب.. أنا مكسوف منك اوي.. مكسوف من نفسي وانا واقف قدام جلالتك بذنوبي.. يارب إنت الرحيم وأنا عبدك الضعيف فأرحمني.. يارب ارحم قلبي ولاتعلقه بأحد غيرك.. اللهم إني أحبك ولو كنت أعصيك، اللهم لست بريئًا فأعتذر، ولاقويًا فأنتصر، ولكن لاحول ولاقوة إلا بك.
ثُم جلس ليقول التحيات ويسلم عن يمينه وشماله، أخذ يسبح على أصابع يديه وذاد من قوله أستغفر الله العظيم واتوب إليه وبأهدابه مازالت متعلقه قطرات الدمع كلما تذكر أنه عصي ربه وغلبته شهواته.
قام ليصلي ثانيةً وفي سجوده هذه المره بدلاً من أن يدعوا بنسيانها من قلبه، قال اللهم عائش، فصمت لبرهه يُراجع قوله الذي دُهش منه، ثم وجد لسانه يتحرك هامسًا
–سامحني يارب.. اللهم اغفر لعائش واهديها واصلح حالها، اللهم إن لم تكن نصيبي في الدنيا، فااجعلها زوجتي في الجنه، لا اعلم كيف ياالله ولكنك قادر على كل شيء.
وبعد أن أنهى صلاته وكفكف دموع التوبه، تقدم لغرفة سيف ليحدثه عن إسراعه في الصلاه لعل الله يهديه ويغفر له.
———————–
ضاع قلبي فوجدته في الصلاة.🌷
…
بدأت الفتاتان الصلاة بخشوع تام من وقوفهم أمام العظيم جل جلاله، وخفق قلبهم بالإستلام التامَّ لله تعالى، فتركن كلُّ ما يشغل قلبهم من أمور الدُّنيا فهما في حضرة الخالق تبارك اسمه.
أما روان فهذه تعتبر أول مره تقف أمام الله منذ سنوات، دق قلب روان بعنف ونسيت دنيتها وهمومها ولجأت بقلبها أمام الله، تضرعت بكل خشية ورهبة منه أن يغفر لها، الآن أدركت لذة الشعور عندما وقفت بضعفها أمام رحمة الله، بداخلها تمنت لو أنها لم تترك فرض، وعزمت على ألا تغضب الله ثانيةً، فهي في نهاية المطاف مثلها مثل بقية الخلق سيرجعون لله وهناك لا يُظلم أحد، فماذا ستقول لله إذا سُألت عن صلاتها واعمالها!
عليها أن تعالج نفسها من التقصير في طاعة الله قبل فوات الآوان، فهذه الدنيا لاتعني شيء أمام رضا الله، وحب لقائه.
انتهت الفتاتان من الصلاة، فوقفت روان لتخلع جلبابها، استوقفتها روميساء متسائله باابتسامه عذبه
–سبحتي؟ قرأتي آية الكرسي؟
عقدت روان حاجبيها مستفهمه، فاكملت روميساء وهي تجذبها من جلبابها لتجلس بجانبها
–اقعدي ياروني.. الدرس لسه مخلصش
ابتسمت روان برضا قائله
— أنا شكلي حبيتك يابت
–أنا عاوزه شقه تكون على النيل
قالتها روميساء وهي تبتسم ملء شدقيها، فقالت روان بعدم فهم
–ليه؟.. عشان ايه؟
أجابت روميساء بمرح وهي تضحك
–يخربيت الغباء، استغفر الله صلاتي هتضيع معتش مهزره معاكِ تاني… يابنتي انتي بتقوليلي انا حبيتك فالحب عندي جواز فهمتي والله ولاانتي فاهمه حاجه ضيعتي الإفيه، اقعدي ياروان اقعدي ربنا يسامحه اللي ربط العجل وسابك
ضحكت روان بعد دقائق بشده على مزاح وثرثرة روميساء فقالت روميساء بااستنكار وضحك
–هو انتي من الناس اللي بتضحك بعد الكلام بسنه! ده احنا ايامنا عسل اقعدي اقعدي
جلست روان قائله من بين ضحكاتها
–يابنتي والله انتي فظيعه.. انا بحسب الناس اللي بتصلي وحافظه القرآن وبتخاف تعمل الحرام مبيضحكوش، ولو ضحكوا بيبقا مره في السنه
أجابتها روميساء وهي تزم شفتيها بغيظ مصطنع
–ده مين اللي زرع الفكره دي في دماغك.. مش معنى إن مبضحكش برا يبقى نكديه أو واخدين كل حاجه جد، إحنا بس بنحترم دينا ونفسنا برا بيتنا لكن في البيت اعملي كل اللي عاوزاه طالما مش هتزعلي ربنا منك، ده حبيبنا النبي علية افضل الصلاة والسلام كان دايمًا وشه مبتسم وفيه حديث نبوي بيقول
– عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ معروف صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق.
(المصدر/
رواه الترمذي (1970)، وأحمد (3/360) (14920)، والطبراني في ((المعجم الأوسط.
–يعني إية طلق؟
سألت روان مستفسره
فأجابت روميساء مبتسمه
–يعني متهلل الوجه مبتسم مش ضارب البوز تلاته شبر قدام، قال بنضحك مره في السنه قال.. حد قالك إني هدف الزمالك بيجي مره في السنه
امتعض وجه روان بحنق ووكزت روميساء في كتفها بغضب قائله
— هتغلطي في الزمالك هخلع راسك واركب مكانها راس دولفين
ضحكت روميساء بشده مهلله
–اهلاااي اهلاااي بيب بييب
كادت روان أن تتطاول عليها ولكنها وجدت لسانها يتحرك هامسًا
–استغفر الله العظيم
توقفت روميساء عن الضحك وتبسمت بسعاده هاتفه
— ماشاء الله.. روان انتي ربنا بيحبك بجد.. بقيتي تتحكمي في نفسك كويس
رفعت روان وجهها للسماء هامسه بسعاده
–اللهم إني أحاول فأعني.. وسيف
سمعتها روميساء فسألتها
–سيف مين؟.. استني متقوليش… سيف.. سيف… ااه مش ده..!
أومأت روان بخجل ثم قالت
— أنا عارفه إن الصحوبيه بين الولد والبنت حرام وإني كده بغضب ربنا مني، بس خلاص انا مصدقت ربنا هداني ومعتش ليا علاقه بيه، لكن.. لكن ياروميساء أحيانًا بيجي على بالي غصب عني.. أنا بحبه وغصب عني حبيته بس كنت دايما اقوله اننا صحاب وبس وانك كده كده مش هتجوز واحده مشيت معاها.. وقلت كده عشان معلقش نفسي بيه أكتر.. كنت حاسه إني هيجي يوم وأتوب .. أنا بدعي ربنا يهدي سيف هو كمان لأنه من جواه انسان كويس بس منهم لله شويه الفشله اللي لعبوا في دماغه
سعدت روميساء من كلام روان الذي يوحي بأنها أدركت الصواب من الخطأ وتعلق قلبها بالله سريعًا، لكنها حزنت عليها، فالحُب عندما يتملك من المرء لايستطيع الفرار منه، الحب رزق.. يهبه الله لمن يشاء من خلقه، ولكن العفيف منا من يستطيع الحفاظ على نفسه دون أن يعصي الله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق حتى لو كان يعشقه.
أثنت روميساء على روان قائله بلطف
–إنتِ وصلتي لمرحله كويسه جداً، بنات كتير زيك يتمنوا يوصلولها، إنتِ عرفتي الحلال من الحرام ياروان، ضميرك لسه صاحي، ويابخته اللي فاهم يعني ايه ربنا بيراقبه في كل تصرفاته الصغيره قبل الكبيره، لو بتحبيه ادعيله في صلاتك لو خير ليكِ ربنا يجعله من نصيبك ولو مش خير…
قاطعتها روان بلهفه
–ربنا يجعل فيه الخير ويجعله من نصيبي برضو
مدلوقه وربنا مدلوقه وعاوزه الواحد يقوم يفقشلك دماغك زي البيض
قالتها روميساء بتعصب مصطنع مما جعلت روان تضحك على وجهها الأبيض وهو يحتقن ويتحول للون الوردي .
تنهدت روميساء بإرتياح قائله
–خلينا في المهم
اعتدلت روان في جلستها لتصتنت لما تقوله روميساء، فقالت الآخيره
— لما تخلصي صلاتك متقوميش بسرعه كده، الدنيا مش هتطير، انتِ واقفه قدام اللي خلق العالم يعني ارمي كل حاجه ورا ضهرك وانتِ قدامه.. تعرفي ياروان إن آية الكرسي اللي بيقرأها بعد كل صلاه ليه الجنه
أردفت روان بدهشه فهي اول مره تعرف ذلك، أول لنقل لعدم اهتمامها بدينها لاتدري شيء عن هذا القول
–بجد!.. مين اللي قالك؟
أجابت روميساء متبسمه
–عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ ) .
المصدر/رواه الطبراني في ” الكبير” (7532).
قالت روان ببهجه
–عليه أفضل الصلاة والسلام، ثم ثوانِ وتحولت ملامحهها للحزن هامسه
–بس أنا مش حفظاها
أجابتها روميساء بهدوء
–اقرأيها من المصحف لحد ماتحفظيها.. الدين يسر مش عسر.. وكمان متنسيش تسبحي ربنا بعد كل صلاة.. قولي سبحان الله تلاته وتلاتين مره وزيهم الحمدلله والله أكبر وتختمي ب لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.. يبقوا كده ١٠٠ والحسنه بعشرة أمثالها يعني ألف حسنه بعد كل صلاة ده غير آية الكرسي طبعًا.. ولو عاوزه تزيدي في التسبيح براحتك المهم متقوميش غير لما قلبك يطمن ويخشع من حلاوة إيمانك ده غير بقا ياستي إنك هتكوني متحصنه بربنا والملايكه بتدعيلك.واوعي تنسي الصلاة على النبي، صلاتك واسمك بيوصلوا لسيدنا النبي
اتسعت ابتسامة روان وكادت أن ترقص فرحًا، فأردفت بسعاده
–الله.. طيب ماكل حاجه سهله أهي اومال ليه معظمنا مقصرين في حق ربنا وكتير اوي عايشين الدنيا وضربنها طناش
أجابتها روميساء بأسف
–للأسف الشديد احنا بقينا في مجتمع كل همه مين ينزل بوست ويجيب لايكات اكتر، مين يعمل فديو يطلع بيه تريند، مين بقا عامل نفسه نجيب محفوظ وبقا يهبد أي كلام عشان يتشهر ويتقال عليه الكاتب راح الكاتب جه وهو مبيفدش الناس بربع كلامه ده.. السوشيال ميديا سرقت قلوب وعقل الناس، خلتهم يطنشوا إن في حاجه اسمها يوم القيامه، يوم الحساب.. في حديث نبوي بيقول
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر». رواه الترمذي (٢٢٦٠)
ظلت روميساء تشرح لروان بأبسط المعاني كي تجعلها تستوعب بسهوله وتفهم دينها بطريقه سلسه محببه للقلب فأوضحت لها
أن زماننا هذا أشبه بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه! إيمان ضعيف، وقلوب متفرقة، وعداوات وبغضاء فرقت وشتت بين المسلمين، وإلحاد وماديات، جرفت بخبيث تيارها، وأمواجها المتلاطمة الشيوخَ والشبان، ودعايات إلى فساد الأخلاق، فمن وضع الله أمام عينه والقرآن في يده والإسلام في قلبه، نجا من مهالك وفتن هذا الزمان، أما من كان إيمانه ضعيفًا فإنه سهل الإنجراف.
صمتت روان للدقائق تراجع كلام روميساء في ذهنها حتى استوعبته كله، ثم أردفت قائله وهي تشرد بذهنها في شيء ما
— أنا نفسي اوي اعمل حاجه كبير تخلي كل الناس تدعيلي وتفتكرني بالخير، نفسي ابقى داعيه إسلاميه
ابتسمت روميساء لطموح روان وحبها الشديد لرضا الله، بعد أن كانت مثال للفتاه سيئة الخُلق، أصبحت مثالاً يجب أن يحتذي به كثيرًا من الفتيات..
أردفت روميساء في نفسها وهي تتطلع لروان مبتسمه
–سبحان الله… فعلاً اللي نيته توبه ربنا بيهديه ويتوب عليه.. ربنا يثبتك ويثبتنا ياروان
آفاقت روان من شرودها لتقول بعزم
–انا هتسحر معاكم.. هصوم باقي ايام ذو الحجه
–إن شاء الله
قالتها روميساء بسعاده ثم أكملت
–متقرريش حاجه غير لما تقدمي المشيئه عشان ربنا يعينك عليها، قولي دايمًا إن شاء الله هعمل كذا..
أومأت روان قائله
–أنا فعلاً سمعت آية في القرآن بتقول.. اييه… ااا.. لاتقولواا… بصي الصراحه مش حفظاها
ابتسمت روميساء ثم أكملت عنها لتتلوا الآيه
— بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا [سورة الكهف:23، 24].
أومأت روان
–صدق الله العظيم.. روميساء عاوزه احفظ قرآن
صفقت روميساء بمرح هاتفه
–ايواا بقاا هي دي رورو.. من بكره هاخدك معايا درس القرآن
شعرت روان بطمأنينه ورضا في قلبها، فما أرادته يومًا، يتحقق الآن.. وكل هذا بفضل ثلاث اولآ حسن نيتها، فرضا الله عنها ثم أرسل لها صُحبه صالحه.
فكرت روان قليلاً ثم أردفت متسائله
— احنا علينا امتحان إنجلش بكره في الدرس تقريبًا.. صح؟
شهقت روميساء بخوف مصطنع قائله
— ينهاار أبيض.. انا نسيت خالص.. عااا مزااكرتش حااجه هننطررررد
ضحكت روان ثم غمزت بخبث قائله
–متنسيش ان أنا شاطره في الإنجلش هبقا اغششك
صاحت روميساء باانفعال مضحك
–الغش حراااام ثُم أناا اصلن مش فاهمه نص الدروس..نقولهم مش فاهمين المادة يقولولنا عندكم كويظ الأصبوع الجاي
وقعت روان على الأرض من كثرة الضحك على شكل روميساء وهي في قمة انفعالها كأنها طفله صغيره
قامت روميساء لتخلع ثيابها بتعصب مضحك قائله
–بصي ياست حلويات انتي تشرحيلي انجلش وأنا احفظك قرآن.. اتفقنا
أجابت روان وهي تغمض عيناها وترفع وجهها بغرور مصطنع
–شااور يابيبي
–شااور!؟.. ده انجليزي ده يامورسي!.. عليه العوض ومنه العوض قال شاطره في الإنجلش قال شااور ده اللي انتي بتتليفي بيه يوم الوقفه اسمها شور يعني بالتأكيد ياأم جلامبو انتِ
لم تتمالك روان نفسها من الضحك فصاحت ببراءه
— انا كنت بهزر معاكِ أنا اصلن أخري وان تو ثري شجره يعني تِري
اكملت روميساء بحسره
–وشمس يعني صن هندخل الملاحق عن عن.. قومي نشوف حد يزاكرلنا.. ده ريحة الكحك هتجيب للمنصوره كلها السنادي..
اتجهت الفتاتان لوالدة روميساء لتساعدهم في فهم بعض القواعد الإنكليزيه فهي حاصلة على كلية تربيه قسم إنكليزي، ولكن روميساء ابنتها تكره شيء اسمه قواعد خاصة قاعدة if، لا نعلم لماذا ولكن هذه المُضحكة ربما وجدت للقاعدة رائحه غير طيبه..
———————-
أغرقي بي كما غرقتُ بكِ ولا تطلبي النجاة دعينا نغرقُ معاً.♥
صدق الله العظيم
–قالها زياد بعد أن أنهى قراءة سورة يوسف كامله
كم يُحب زياد تلك السوره، بل أنه من شدة حبه لها حفظها عن ظهر قلبٍ منذ الصغر واصبحت لاتفارق شفتيه رغم اسرافه على الفواحش مؤخرًا ولكنه حرص ألا يقطع الحبل بينه وبين الله بالكامل حتى يستطيع العوده إذا ضاع في زحام وفتن الحياه،شعر زياد بإرتياح شديد وسكينه عندما أنهى قراءتها، فقد سميت بأحسن القصص لأنها السوره الوحيدة التي بدأت بحلم وانتهت بتحقيق هذا الحلم وكأن الله يخبرنا أن نتمسك بأحلامنا وتعلمنا أيضا بأن المريض سيشفى ، بأن الغائب سيعود ، بأن الحزين سيفرح ، بأن الكرب سيرفع ، وبأن صاحب الهدف سيصل.
لذا وجد زياد راحته ومبتغاه فيها.
أغلق زياد المصحف ثم وقف في شرفة غرفته بعد أن قام بتحضير كوب قهوه لنفسه، ارتشف القليل منه ثم وضعه وهو يتنهد بإرتياح ليرفع رأسه للسماء وترك قلبه يناجي ربه قائلاً
— ياررب.. أنا عصيتك وانت سترتني.. انا أذنبت وانت غفور رحيم.. يارب متحرمنيش من رحمتك.. سامحني يارب.. أنا ندمان.. أنا اسف ان مقدرتش اسيطر على نفسي.. حاولت اتعالج مفيش فايده.. بس دلوقت أنا عرفت إن افضل علاج هو قراءة القرآن.. أنا بحاول معملش كده تاني يارب، فأعني..
ارتشف باقي كوب القهوه وهو يفكر بشيء ما، شيء يرد به روحهه لجسده، لقد عزم في نفسه ألا يعود لهاجر وردته وحب طفولته إلا عندما يعود لوعيه مما يفعله، وهاهو الآن يجاهد وقطع نصف الطريق ليعالج نفسه من حب الشهوات ومشاهدة ماحرمه الله، يدرك أن عينيه نعمه من الله، فكيف له ان يلوث تلك النعمه وغيره يتمنون لو أنهم يمتلكون تلك النعمه، لقد اعطاه الله كل شيء لماذا يعصيه إذن، هل يستحق الله كل هذا، هل يستحق الله أن نعصيه على أرضه وفي مُلكه، لماذا لا نخشى الله؟ هل نحن نمتلك القوه للفرار من يوم الحساب؟
رفع زياد بصره للنور الساطع من شرفة هاجر تجاه كأنما هذا النور ليس من مصباح إنما من وجهها الحسن الذي يشع منه التقوى والإيمان، تذكر زياد عندما تصرف بحماقه و طلب منها أن تجعله يلمس يداه ولكنها قابلت ذلك بالرفض التام معلله انه لايجوز مادمت لست زوجتك.
فرح زياد كثيرًا، فهي ليست كبقية فتيات اليوم، إنما هي دره مكنونه تستطيع الحفاظ على نفسها وعفتها أينما كانت، حتى لو مع شخص تعشقه.
ابتسم زياد عندما أُطفئ الضوء فهذا يعني أنها أنهت صلاة قيام الليل وستخلد للنوم، لم يعلم بعد أن وردته المسكينه ذُبلت وأوشكت على الموت.
لم يخفض زياد بصره عن شرفتها وكأن جسده تصلب عندما وجدها تخرج في ثياب فضفاضه وترفع وجهها للسماء كأنها ترسل بعض الرسائل لربها أو تستنشق بعض من نسيم الفجر..
ترنح زياد مكانه وعجز عن الحركه بل أن دقات قلبه كادت أن تكون مسموعه في سكون الليل، وكأن كل دقه ترسل رساله تعبر عن اشتياقه لها وكأن قلبه يقول: تعالي الآن لنُغني معًا ” حلويّن رَغم الحُزن ” فـأنتِ جميله رغم ذَلك حَتى الهَالات السوداء مَحظوظة لأنها تلتفُ حول عينيك، فبرغم أن علة المرض اشتد على وجهها مكونه هالات سوداء حول عينيها الجميله إلا وأنها مازالت رائعه، بداخل زياد يُقسم لو أنه لم يعاهد ربه على عدم معصيته ثانيةً، لسارع بااختطافها والهروب بها لمكان بعيد ليس به أحد غيرهم، حتى يرتوي من بحر حبها كما يريد، ولكن رويدًا سيفعل ذلك حينما يحين الوقت ليسترجع وردته وحينها ستكون زوجته.
انتبهت هاجر للضوء الظاهر من غرفة زياد وانتبهت له واقفًا يدقق النظر بها كما لو أنها لوحه فنية رائعه، فشعرت برعشة الخجل تدُب في جسدها وكاد أن تدخل لولا ان استوقفها زياد بحركته الملفته، فقد أشار زياد لقلبه وابتسم بأمل كأنه يريد أن يخبرها أنه يحبها بل يعشقها رغم الظروف اللي تمنعه عنها، ورغم كل شيء وقف بينهم.
طأطأت هاجر رأسها خجلاً ثم دخلت وأقفلت النافذه وراءها، أما زياد أردف بعزم وعشق في عينيه
— والله ماحد هياخدك مني ياهاجر.. انتِ ليا مهما حصل
أصرّ زياد أن يتزوجها ليلة العيد وستكون هذه مفاجآة لها سيعدها هو بالإتفاق مع بدر ووالدتها.
—-
في غرفة أخرى في بيت الحاج مصطفى والد زياد ونورا
ابتسمت نورا بغيره وحقد وهي تضغط على كلمة نشر في المجموعه التي تخص حارتهم على متصفح الفيس بوك.
فقد اعماها الغضب وسيطر عليها الحقد والكراهيه ولم تعمل بوصية رسول الله
من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة
رغم معرفتها بالدين جيدًا، إلا وأنها لاتعمل به، مثل الكثيرون يعلمون كتاب الله ولايعملون به
قامت نورا بإضافة نفسها على متصفح الفيس بإسم مزيف حتى لايعلم أحد انها الفاعله، ثم نشرت الفديو الخاص ب بدر وعائشه وكتبت عليه”مش كل واحد قال الله والرسول يبقى محترم، مش ده اللي واخدينوا قدوه ومسمينوا بدر الشباب، اتفرجوا بيعمل ايه مع بنت عمه المحترمه ”
تُرى مالذي سيحدث مع جميع أبطالنا؟!
…..
يتبع …
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية يناديها عائش )