روايات

رواية يناديها عائش الفصل السابع 7 بقلم نرمينا راضي

رواية يناديها عائش الفصل السابع 7 بقلم نرمينا راضي

رواية يناديها عائش البارت السابع

رواية يناديها عائش الجزء السابع

يناديها عائش

رواية يناديها عائش الحلقة السابعة

ثُم يَهبك الله سَكينه , فـ تشعر و كأن قلبك لم يرى ضيقاً قط ..🤍
………

ظلت هاجر تقدم النصيحه لشقيقها بكل لُطفٍ ويسرٍ وهو يقابلها بضيق وملل.. إلا أن صرخ في وجهها
— هااااجر… بقووولك ايييه… متقرفنييش.. أنااا حررر… إنتي لييه محسسااني إنك ملاااك بجنحااات ياابت وأنااا إبن إبليس… خليكي في حااالك والنبي
ابتسمت هاجر بحزن ثم أردفت
— سيف.. مش معنى إني بنصحك أبقى مثاليه وملاك نازل من السما.. لأ ياسيف… أنا بنصحك عشان تكون أحسن مني..الله أعلم،مش يمكن ربنا يديك المقدره تخلي ناس كتير تتوب على إيدك..سيف..أنا بنصحك عشان بحبك..مش عشان أثبتلك إني الأحسن
ارتسمت جانب شفتيه ابتسامه ساخره متمتماً
— شربتي من بدر كل حاجه…مخلتيش حاجه منه
وصلت همهماتها لأذانها،فضحكت هاتفه بمرح
–علفكره..شرف لينا إننا نبقى زي بدر..طب ياريت الناس كلها تحبنا زيه كده..ده بدر اخوك فخر لشباب الحاره..المفروض نفتخر إنه أخونا

رمقها سيف بغيظ..ثم فقد التحكم بأعصابه ليصيح بغيره عمياء
–افتخررر بإااييييه…افتخررر بواااحد شغااال ميكااانيكي…افتخررر بواااحد شغاال خداام للنااس…!!! اي وااحد بااشااا يرميله قرشين عشان يصلحله عربيه..يرووح جررري يطلع لساانه زززي الكلب
وقفت هاجر مذهوله من هجوم شقيقها على شقيقهم الأكبر،على من ذاق مُرّ الحياه كي يجعلهم في أفضل حالاتهم..
تدخلت مفيده والدتهم لتنهر سيف بغضب
— سيييف الإسلااااااام…احترررم نفسسسك..اخووك اللي بتشتمه وتقل منه ده بسببه انت دخلت طب…ده بدل ماتشكره إنه ساب دراسته بعد ماابوك مات وطلع طفح الدم واشتغل عشان يكبركم ويعلمكم احسن علاام ومتبقوش اقل من عيال عمكم..تقووم تقل أدبك علييه…ده جزااته إنه ضحى بنفسه عشااانكم…بدل مااتفتخرر إن لييك أخ زييه !!!
أجاب سيف بصراخ وغيره

–أناا بستعررر منننه مش بفتخرر بيييه…ايه اللي فيه عددل يخليني افتخرر بييه..انتو المفرووض تفتخرووا بيااا…أناا الدكتورر…أناا المتعلم..هو جااهل ميشرفش حد
ساد الصمت بين ثلاثتهم للحظات،موجهين أنظاارهم صوب ذاك الذي دلف يجرّ قدمه ورائه بصعوبه وكأنه كان يخوض معركه داميه من بعد دفن عبدُ الله صديق زياد،
وقف بدر يتأمل سيف بصدمه مما قاله؛فقد وصل لمسامعه إستياء شقيقه منه،الذي كان يُناديه أبي عندما كان طفلاً..
ظل بدر ينظر لـ سيف بصدمه وذهول يشوبه الحزن ونغزات الحسره ترشق مثل الرماح في قلبه، وكأن دقات قلبه ماهي إلا طبول تعزف على مقطوعه موسيقيه حزينه..شعر بدر بالألم يغزو قلبه والحزن يخترق وتينه محدثاً نفسه بحسره
” أهذا أنت حقاً ياسيف!؟ هل بعد كل مافعلته لأجلك،أجنيه أنا الكُره منك!؟ هل تشتمئز كوني أخيك!؟ هل هذا هو مقابل إعتنائي بك منذ أن كنت طفلاً حتى صرت شاباً !!؟”

أخرج بدر من شروده صوت سيف وهو يردف بسخريه ونظرات إستحقار
— آهلااااً ببدر الشبااااب…أخباار عائشه بنت عمك اييه!! يوووه اسسف..قصدي اخباار عمك محمود اييه!!
ارتسمت جانب شفتيه إبتسامه حزينه مردفاً بحسره
–أنا عملتلك إيه عشان تكرهني كده!..شوفت مني إيه وحش!! عملت فيك إييه ياسيف.!!
تنفس سيف بغضب ليلوح بيده صارخاً
— عممملللت ايييه..!! كلمت بكرررهك ددي قلليييله عليييك ياابددر…انت متستااهلش احتراام ولااحب النااس لييك…كل إماا حد يشووفني يقوولي انت اخوو بددر…انت اخوو زززفت..ليييه محدش بيقدرررني أنااا…هاااا…أناا المتعلم..انا الأحلى منك واحسن منك..أناا اللي هفتح عيااده وهبقى دكتوور وانت شغاال عند النااس..انا اللي راافع رااسكم وانت موطيهااا…أنااا اللي استااهل حب وتقدير النااس..مش إننتتت

سادّ الصمت للحظات ثانيةً..فقط أصوات أنفاس سيف الغاضبه ونظرات بدر المندهشه والحزينه هما المسيطران على الموقف،بينما هاجر ومفيده ظلتَ تنظران للأخوين بحيره وصدمه لما يحدث..
سار بدر بخطوات بطيئة متثاقله تجاه سيف وهو يصوب حدقتيه له بحزن يكاد أن يتحول للإنفطار والبكاء،بينما سيف تراجع للوراء بخوف قليلاً من هيئة بدر الضخمه التي تفوقه أضعاف،استجمع شجاعته ليهتف بغيظ
— اييه..هتضرربني!! اضررب اناا مبخااافش
اقترب بدر منه ثم جذبه من رقبته فجأةً ليُقبل جبينه بعمق ثم احتوى وجهه لينظر في عينيه بقوه قائلاً
— إنت وهاجر مش إخواتي..انتو ولادي..عيالي اللي مخلفتهمش..لو هشتغل فعلاً خدام عشان انتو تعيشوا مرتاحين..مش هتأخر ثانيه وهعمل كده..أنا اللي فخور بيك ياسيف…أنا أي حد بقعد معاه بحكيله عنك..بقوله إن أخويا دكتور…بقولها بفخر..لو العالم كله مش مهتم بيك..يكفيك إني فخور إنك أخويا…أنا هعذرك وهسامحك..بس عاوزك تفهم وتحط الكلام ده في راسك…أنا ياسيف ضحيت بنفسي ومستقبلي عشانكم..مع إنك عارف كويس إني كنت من العشره الأوائل على الثانويه العامه وكنت هبقى مكانك دلوقت..بس إخترتكم إنتم…ضحيت بمستقبلي عشان أربيكم بعد وفاة ابوك الله يرحمه…ولو رجع الزمن بيا..هختار إني اضحي عشانكم برضو..

قال بدر كلماته تلك،التي وقعت آثارها على قلب هاجر؛فبكت بصمت لأجل حُرقة قلب أخيها،وكذلك بكت مفيده؛فهي تدرك جيداً كم المعاناه التي مرّ بها بدر لتعيش أسرته في حاله جيده..
أما سيف شعر بالآسى قليلاً لتطاوله على شقيقه بتلك الطريقه، ولكن سرعان ما نفض ذلك الشعور،ليردف بسخريه يحاول أن يظهر بدر بصوره سيئه أمام والدته
–بدر باشا…هو إنت بتروح كل يوم عند عمك محمود ليه!..ماإحنا عارفين إنه بياخد الحقن مرتين في الأسبوع بس..وعائشه بنته كبيره وتقدر تاخد بالها منه…انت بتروح هناك عشان عمك ولا عشان عائشه !
توقف بدر فجأةً لينظر بصدمه أمامه،كيف له أن يظن به كل تلك الظنون السيئه وهو يعرفه جيداً ويعلم أنه من المستحيل أن يتطلع على عورات إبنة عمه أو أي فتاه عامةً !
زجرته مفيده بغضب ولوم هاتفه
— هو إنت مش هتتلم بقااا إنهاارده ولااييه…اللي بتكلم عنهاا دي تبقى بنت عممك من لحمك ودمك يعني لو لاقيتها ماشيه عرياانه في الشاارع تروح تسترها وتسكت أكنك ماشفتش حااجه..يااخي ده اللي بيستر مؤمن ربنا بيستره..مابالك ببنت عمك..يعني زي أختك!

سيف ببرود واستهزاء
— أختتي !!…أنا لو ليا أخت زي عائشه كنت اتبريت منها…وبعدين بدل ماتهزأيه على مرواحه عندهم كل شويه…عاملنا فيها إمام جامع وقال الله وقال الرسول وهو تلاقيه بيروح هناك ينبسط بجسمها اللي عرضاه سلعه للي رايح وللي جاي..مش بعيد يكون على علاقه بيها وههه وتلاقيها تحمل منه في الحـ…….
كاد أن يكمل الكلمه،ولكن تلك الصفعه القويه التي اخترقت خده بقوه أخرسته على الفور، وشهقت لها هاجر ووالدتهم من قوتها،فلأول مره يرفع بدر يده على أخيه أو أي شخصاً كان..
لم يكف بدر عن ذلك،بل دفع بأخيه ناحية الحائط ليحيط رقبته بيده القويه يخنقه بكل قوه حتى إنتفخت أوداج سيف وتحول لون وجهه للون الأزرق من الإختناق،أما بدر إحمرت عينيه بغضب ليهتف بنبره حاده
— إياااك تجييب سيرة عائشه على لسااانك تااني سوااء بالحلو أو بالوحش…هقطعلك لساانك ده ساامع…هقطعهوولك ياااسييف

تركه بدر بعد توسلات والدته وصوت بكاء هاجر..ثم دلف لغرفته ليغلق الباب بقوه وصدره يعلو ويهبط بغضب شديد..من نفسه ومن أخيه ومن طفلته المتمرده “عائش”
..

أما في الخارج،ظل سيف يسعل بشده من أثر الإختناق..مسدت هاجر على شعره بحنو لتردف ببكاء
— معلش ياسيف…حقك عليا أنا… بس انت اللي غلطت
أزاح سيف يدها عنه بغضب ليدفعها بعيداً فوقعت على ظهرها،نظرت هاجر له بدموع فصرخ بها
— ايوووه مااانتي ليييكي حق تداافعيله..مهو لولااا جلسااات الكيماااوي اللي بيدفعلك فلووسها كاان زمااان الدوود بينهش في جسمك..ده زياااد لييه حق يسييبك
نال صفعه أخرى من والدته بقوه،فوضع يده على خده لينظر لها قائلاً بدهشه
— انتي بتضربيني!! يعني اناا اللي وحش دلوقت..ماااشي ياامامااا..أنااا ساايبلكم البييت ومااشي خلي عياالك ينفعووكي
هرول سيف راكضاً للخارج والشرر والحقد يتطاير من عينيه…قامت هاجر لتلحق به وهي مازالت تبكي…استوقفتها والدتها قائله بحزن
— سيبيه…خلي الدنيا تلطمه عشان يعرف قيمة اخواته
أطرقت هاجر رأسها بحزن لتشهق ببكاء ثم هرولت لغرفتها،لتلقي بجسدها على الفراش تشهق بشده وآخر جمله قالها سيف تتردد في رأسها
“ده زياد ليه حق يسيبك”
——

جلست مفيده على المقعد تتطلع للأعلى ببصرها تناشد الله بقلب أمٍ حزين منفطر
— اهديه يارب…اهدي سيف واصلح حاله..أنا مش خايفه على هاجر وبدر لأنهم بيحبوك وقريبين منك..بس خايفه على سيف اوي..رده ليك يارب قبل مايقع في الغلط وميعرفش يطلع منه..اااه..استغفر الله العظيم
..
———————–

هما طريقان الطريق الأول : [ فَاذكروني ٲذكركم ]الطريق الثاني : [نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم ]فـ لك حرية الاختيار !
……

سارت روان نحو بيت روميساء وذهنها شارد تماماً فيما استمعت إليه في التسجيل منذ قليل حول الأغاني..
عزمت على تركها والتقرب من الله، ولكن فقط تُريد المساعده، تريد أن يدلها أي أحد نحو الصواب، هي لاتعرف قواعد الإسلام أو كيف تترك اللهو والأغاني، تريد أن تنتظم في الصلاه، تريد أن ترتدي الملابس المحتشمه ولكن شيئاً ما في عقلها يُخبرها بأن تنتظر حتى تكبر قليلاً، عليها الإستمتاع بالحياه، فهي مازالت صغيره على الإستقامه..
تنهّدت بحيره لتردف
— أنا محتااره.. خايفه البس الحجاب وأنتظم وأجي بعد كام يوم ازهق واخلعه… نفسي أحس إن ربنا بيحبني بس مش عارفه ازاي.. مش عارفه أعمل إيه!
رفعت روان رأسها للسماء لتهمس بقلب حائر
— أنا مكسوفه منك وأنا بدعي وعاوزاك تساعدني.. بس مش عاوزه أخش النار.. أنا طمعانه في رحمتك يارب… يارب ساعدني
وصلت روان عند بيت روميساء وقبل أن تطرق الباب وجدت طفلاً صغيراّ يبيع المصاحف الصغيره مقابل القليل من النقود..
مدّ الطفل يده بالمصحف ليردف بتوسل
— اشتري مني مصحف ياطنط.. بخمسه جنيه بس.. أنا جعان والله ومكلتش من يومين..
شعرت روان بالشفقه نحوه.. فاابتسمت له بعفويه ثم قبلت جبينه لتمسد على شعره هاتفه بمرح وهي تعطي له النقود
— دي خمسين جنيه اشتري بيها الأكل اللي انت عاوزه بس هاخد المصحف وعاوزه منك حاجه كمان
أجاب الطفل ببراءه

— أنا مش معايا فلوس خالص
ضحكت روان لتجيب
— لا ياكوكو مش عاوزه فلوس.. عاوزك تدعيلي.. قول يارب روان تدخل الجنه
أردف الطفل ببراءه وعفويه
— يارب روان تدخل الجنه
ابتسمت روان بسعاده ثم أخذت منه المصحف لتودعه ومن ثَم فتحت المصحف الصغير بتلقائيه.. فوقعت عينيها على هذه الآيه:
” وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦٨ البقرة
..

ظلت تتطلع لتلك الآيه بدهشه شديده، ثوانِ وتلألأت دموع الفرحه بعينيها لتصيح بسعاده
— دي إشاره من ربنااا!! ايووه.. والله إشااره من ربناا..!!
وضعت المصحف على قلبها تحتضنه بشده، ثم قبلته عدة مرات لتردف بسعاده
— هي دي رحمة ربنا فعلاً.. إنه بيبعتلنا إشارات ينقذنا بيها قبل مانقع وقعه منقومش منها… ااه يارب ساعدني اقربلك.. ساعدني أنا فعلاً عاوزه أتوب
طرقت روان باب بيت روميساء وتلك الإبتسامه السعيده مازالت ترتسم على شدقتيها، ولكن ثوانٍ ماتحاشت تلك الإبتسامه وحلت محلها الدهشه والإستنكار مما ترتديها روميساء..
توارت روميساء خلف الباب لتشير لروان بالدخول، قائله بمرح
— اتفضلي ياروني.. البيت بيتك مكسوفه ليه
روان بدهشه وهي تنظر لِما ترتديه روميساء
— هو إنتي ايه اللي لبساه ده!! مش انتي منقبه!! لابسه كده ليه بقا!
روميساء بمرح

— اييه يابنتي.. أنا بلبس اللي عاوزاه في بيتي.. انتي عارفه إن مليش اخوات صبيان وبابا مسافر، يعني عايشين انا وماما واخواتي البنات.. فبلبس اللي عاوزاه.. لكن برا البيت بلبس محتشم لأن مفيش حد ليه الحق يبص على جسمي..
أومأت روان بتفهم،بينما روميساء ابتسمت بخبث لتقوم بجلب شريطه سوداء ثم وقفت أمام روان قائله
— يلا نلعب
روان وهي تنظر بدهشه للشريطه ولروميساء
— نلعب!!..نلعب اييه!! أنا…أنا جيالك عشان تساعديني أقرب من ربنا والبس محترم زيك،تقوليلي نلعب
ابتسمت روميساء بلُطف،فهتفت روان بتعصب
— انتي اييه بررود الأعصااب اللي انتي فيه ده..بقاا اناا اتصل بيكي الفجر واقولك حلمت بحلم وحش وبشوف حجات وحشه والتليفون بيشتغل على اغاني لوحده وانتي بكل برود تقوليلي تعالي نلعب!
دفعتها روان بعيداً عنها لتصيح بغضب
— كل إما الوااحد يفكر يتووب،يجي شوية اشكاال زييك ملهمش لازمه عامليين نفسهم شيووخ يتنططوا عليناا…شكلك فعلاً زي ماأنا قلت،،بتداري وراا النقااب ياماا تحت السوااهي دوااهي
ابتسمت روميساء بهدوء،ثم أضائت نور الغرفه ليتضح كل شيء أكثر،رمقتها روان بغيظ وهي تتنفس بغضب،لحظات وتحولت تلك النظرات للإنبهار !

نعم،الإنبهار من جمال روميساء،الذي رأته روان لأول مره؛فدائماً ماتراها بالنقاب الأسود..
تطلعت روان لملامح وجهها بإنبهار وتعجب،فـ روميساء ذات وجه دائري أبيض يشوبه الإحمرار قليلاً،عيونها سوداء واسعه،مليئه بالأهداب شديدة السواد والكثافه وحاجبين سوداويين عريضين قليلاً،كأنهما رُسمَ بمهاره،بالإضافه لأنفها الصغير وفمها الممتلئ قليلاً والذي يعلوه شامه سوداء جميله..
دارت الأسئله في رأس روان وهي تدقق النظر لها بتعجب..
إنها جميله! نعم،بل تفوقني جمالاً بألاف المرات!
إذاً،لِما تُخفي هذا الجمال !؟
وأيضاً..وأيضاً جسدها رائع ومرسومٍ بدقه،كأنها من نجمات هوليود،لماذا تُخفيه تحت هذا الرداء الأسود الفضفاض !؟
اتسعت ابتسامة روميساء من عيون روان المحدقه بها بإنبهار،فهي تعلم جيداً مالذي يدور برأسها..هتفت روميساء بمرح وهي تطلق لشعرها الغجري الأسود العنان لتمشطه وتلفت انتباه روان
— عارفه ياروني…أجمل شعور ممكن تحسيه في العالم إنك تبقي جوهره ثمينه مش أي حد يستحقها..جمالك تخبيه للي يستحقه،مش أي حد يشوفه…عارفه لما تحسي إنك غاليه كده،بتبقي مبسوطه ومودك حلو وانتي راضيه عن نفسك وكمان بتنولي رضا ربنا..

ظلت روان تفكر في كل كلمه قالتها روميساء،بينما الآخيره انتهت من تمشيط شعرها ثم جمعته في شريطة شعر أنيقه،لتجلب الشريطه السوداء وتعود للوقوف أمام روان تخرجها عن شرودها هاتفه بمرح
— يلاا يارووني عشاان نلعب
امتثلت روان لآوامرها وهي في شرودٍ تام،بينما روميساء ربطت لها الشريطه على عيونها..ثم وضعت سماعات رأس في أذنيها،لتقوم بتشغيلها على أحد الأغاني أحضرتها من موقع موسيقى،نظراً لأنها لاتستمع للأغاني..
عقدت روان حاجبيها بتعجب عندما اشتغلت الأغاني،أما روميساء صفقت بيدها لتدخل أربعه من صديقاتها واشقائها الفتيات،فكانو ثمانيه..
ارتدوا جلابيب سودٍ وقناعات وحوش مخيفه..ليرقصون من حول روان وهم يكتمون الضحك بصعوبه.
ثم سحبت روميساء الشريطه من على أعين روان،فشهقت روان بصدمه وصرخت بخوف
— يامااماااا..الحقونااااي…لاااء..لاااء مش عااوزه اموووت
نزعت الفتيات الاقنعه،ثم انخرطوا في الضحك بشده؛فتحولت ملامح روان للغضب والإمتعاض لتهف
— بقاا كده ياروميساااء..هي دي اللعبه!
أومأت روميساء قائله بهدوء

— ده اللي بيحصل بالظبط لما تسمعي أغاني..الشياطين والجن بيتلموا حواليكي ويفضلوا يرقصوا..في غشاء على عنينا من رحمة ربنا سبحانه وتعالى انه خلقنا بيه..الغشاء ده لو اتشال..هتموتي من رعب المنظر اللي هتشوفيه وانتي بتسمعي اغاني…دي مجرد تجربه صغيره وبسيطه ياروان…مابالك بقا بالحقيقه !
تنفست روان بصعوبه لتهرول للخارج وهي تصيح بغضب
— انتواا شوووية مجااانين…أناا غلطاانه إن جييت اصلاااً
كادت أن تلحق بها إحدى الفتيات؛ولكن استوقفتها روميساء قائله
— سيبيها…لازم نعلمها بالتجارب دي وواحده واحده عشان تقتنع
أردفت صديقتها بتساؤل
— طيب افرضي مجتش تاني
ابتسمت روميساء لتجيب بأمل
— هتيجي
..
———————————–

سيهدِيك، سيشفيك، و مِن همّك سينجيك فهو ربُك، و هو حسبك و هو سندك و هو ثِقتك ❤
…..
جلس بدر على فراشه يبكي بحُرقه ويشهق بقوه مردداً
— ساامحني ياارب…سامحني ياارب..شيطاني غلبني ومقدرتش أمسك اعصابي..سامحني يارب إني رفعت ايدي على أخويا..إنت عالم يارب إن مكنش قصدي…بس أنا المرادي ضعفت وسمعت لشيطاني…يارب شيل حب عائش من قلبي…أنا حاسس إني بغرق…حاسس إن داخل في طريق ملهوش راجعه…يارب ثبت قلبي على دينك وبلاش تخلي الحب يسيطر عليا…يارب إمحي صورتها من دماغي…أنا تعباان…تعباان اووي ياربنا وخايف صبري ينفد…اللهم ردني إليك رداً جميلاً
سمع بدر صوت طرقات خفيفه تصدر من باب غرفته،فمسح دموعهه سريعاً،ثم أذن للطارق بالدخول..
دلفت والدته وهي تبتسم بصعوبه،قام بدر على الفور لينحني يُقبل قدم والدته ثم بكى عند قدمها هاتفاً
— سامحيني ياأمي…سامحيني إن عليت صوتي وحضرتك واقفه..أنا أسف ياأمي…سامحيني
ساعدته والدته في النهوض لتضمه لصدره ثم مسدت على شعره بحنو هامسه
— عيط يابدر…خرج اللي جواك يابني…كفايه بقا تفضل تبين انك صلب ومتماسك وانت شايل حمل جبال…خرج اللي جواك في حضن أمك ياضنايا ومتنكسفش…عيط يابدر…عيط ياحبيبي

تمسك بدر بملابس والدته كالطفل ليبكي بقوه،ظلت والدته تمسد على شعره الطويل وعلى ظهره حتى هدأ قليلاً..
ثم اخذته وجلسَ على الفراش سوياً لتتحدث بهدوء
— بتحبها !
رفع بدر وجهه لينظر لوالدته بدهشه،ثم أطرق رأسه بخجل مأومأً دون أن يتحدث..
ابتسمت مفيده بحنانٍ قائله
— طيب رأيك تفاتح عمك محمود في الموضوع
رمقها بدر بحسره ثم ابتسم بسخريه قائلاً
— عائشه شيفاني زي ماسيف أخويا شايفني ياأمي..عائشه بتستعر مني ياأمي…هتجوز واحده مش بطيقني أصلاً!…أنا خايف عليها عشان بعيده عن ربنا…عاوز أعمل أي حاجه أقربها بيها لربنا بس وبعدين هبعد عنها خالص
ربتت مفيده على كتف ابنها بمواساه…لحظات وهتفت
— ايه رأيك تجيبها تقعد مع هاجر اختك هنا كام يوم وهاجر تعلمها كل حاجه
هزّ بدر رأسه بحزن قائلاً
— أنا عارف عائشه…مش هترضى تيجي
مفيده بتفكير

— سيبلي أنا الموضوع ده…أنا هقنعها تيجي
أومأ بدر بقلة حيله ثم هتف بحزن
— سيف فين !
مفيده بحزن
— ساب البيت ومشى
انتفض بدر ليصيح
— ايييه!! إنتي سيبتيه يمشي ياأمي!!..أنا السبب
هدأته مفيده قائله
— هيكون راح فين يعني…مش أول مره يعملها..تلاقيه عند حد من صحابه…سيبه لحد مايعرف غلطه ويجي يتأسف
وضع بدر يده على شعره بندم ليهتف
— أنا السبب…ياريت كانت ايدي اتقطعت قبل ماتتمد عليه…أنا السبب…أعمل ايه دلوقت
ربتت مفيده على كتف لتقول
— تهدى شويه..سيف معتش صغير يابدر..دلعك ليه هو اللي عمل فيه كده…سيبو يعتمد على نفسه
بدر بحزن وندم
— ياأمي أنا عملت غلط دلوقت..انتي عارفه إن ضرب القلم ده حرام أصلاً…في حديث للرسول عليه الصلاة والسلام بيقول
–2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»

تابع بلوم
— أنا اللي غلطان..ليه حق يكرهني ويسيب البيت
تنهدت مفيده بحزن مردفه
— حرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده…يبني إدي لنفسك حقها…سيبوا يشيل مسؤلية نفسه وريح دماغك شويه…هتموت يابدر من كتر الحِمل اللي شايله يابني
صمت بدر يفكر بندم وحزن شديد في تطاول يده على أخيه..
أطبق عينيه بحزن ليتنفس بعمق مردفاً
— ربنا يصلح حاله ويهديه ويهدينا ياأمي
أمنت والدته على دعائه ثم تركته يستريح قليلاً وخرجت بعد أن أغلقت الباب ورائها..
مال بدر برأسه للوراء يستند على الوساد،حتى غطّ في النوم رغماً عنه..
————————-

كُل شِيءّ يُمكِن إخُفاؤه إلا ملآمِح العيْن عنَدمآ تحِن و عندمآ تتَألم وعندمآ تَفقد 💔
…….

دلف زياد لغرفته بعد أن آتى من المقابر مستنداً على بدر لكثرة بكائه وعدم مقدرة قدمه على حمله بعد انهياره أمام قبر صديقه عبدُالله..
ألقى بنفسه على الفراش لينظر لسقف الغرفه بشرود وحزن مردفاً
–هتفضل في اللي إنت فيه ده لحد إمتى يازياد !
هتفضل في وساختك دي لحد إمتى!..لحد ماتموت وقبرك يولع بيك وتصرخ ومتلاقيش اللي يمدلك ايده حتى!..
طب ذنبها ايه هاجر المسكينه..الوحيده اللي حبتك أكتر من نفسها…ذنبها ايه تسيبها وتحرق قلبها كده!
ارتحت دلوقت يازياد لما سيبتها!عرفت تنضف وتغير من نفسك! ولا هي حجه وخلاص عشان تمشي في الوساخه براحتك من غير تأنيب ضمير!
تنهّد بحزن ليتابع
— اااه ياهااجر..وحشااني..وحشااني اووي..كل إما احاول أنساكي مش عاارف…اتعاهدنا من صغرنا يابنت عمي اننا منتفارقش أبداً..بس أنا مش راجل ياهاجر…أنا خلفت وعدي معاكي وليكي حق متسامحنيش بس صدقيني ياحبيبتي لو عرفتي السبب هتعذريني…أنا بقيت مريض باللي بعمله…حاولت كذا مره أبطل ياهاجر مش عارف..وخايف اقول لبدر يساعدني..أقل من نظره…أنا تعبان اووي ياهاجر..تعبان ومحتاجلك ياحبيبتي…استغفر الله العظيم..يارب ساعدني واهديني…ياااارب
مسح على وجهه بوهن..ثم قام ليقف في شرفة نافذته التي تقابل شرفتها..انتبه لها تقف وتنهمك في الرسم على لوحاتها..أدرك على الفور أن شيئاً مايحزنها..يدرك جيداً أنها لاتنهمك في الرسم هكذا إلا إذا كانت حزينه..
أخرج هاتفه ليقوم بالإتصال عليها من رقم لاتعرفه هي..
….

مسحت هاجر دموعهها حينما وجدت شاشة هاتفها تضئ برقم مجهول…وضعت الهاتف على أذنيها تصتنت لصوت المتصل دون أن تتكلم كي تعرف أولاً هل هو رجل أم فتاه..
ولكن زياد لم ينطق بشيء..ظل فقط يصتنت لصوت أنفاسها…ثم أغلق الهاتف ليُقبله بشده عدة مرات هاتفاً بشوق
— وحشتيني…وحشتيني اووي…نفسي أرجعلك..نفسي اتجوزك إنهارده قبل بكره بس مش عارف..أنا متكتف ياهاجر…حاسس إن وحش اووي..نفسي احكيلك كل حاجه بس مش قادر
أسفر عن تنهيدة قلب طويله حزينه،ثم ظل يتأمل ظلها بخفاء وهي تبدع وتخرج أحزانها على لوحتها..
————————-

كان بدر واقف عند قبر عبدُالله يبكي بشده وانتصب شعر رأسه من الخوف مما رأته عيناه وشهدته حواسه،فقد كان قبر عبدُالله عباره عن حفره من حفر الجحيم،مليئه بالجمر المحرق المشتعل…وعبدالله يصرخ بشده يحاول أن يخرج من الحفره ولا يستطيع..فصرخ في بدر
— طلعنااااي…اغيثناااي…انت اللي داافني هنااا..طلعوووني
خرّ بدر ساقطاً على الأرض بخوف وهلع شديده جعله يهتز كما أوراق الشجر في الخريف
..

تململ بدر في فراشه والعرق يتصبب من جبينه..لينتفض بشهقه شديده
— عبد الله !!!!!
ظل يتنفس بسرعه شديده ليبتلع ريقه بصعوبه مردداً
–أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
مسح على وجهه بخوف ثم هرول مسرعاً لبيت عبدالله..
طرق على الباب وهو مازال يرتجف من الخوف،فتح له شقيق عبدالله
عقد شقيقه جبينه بتعجب مردفاً
— شيخ بدر !
بدر بلهفه
— بالله عليك ياعادل…حلفتك بالله تقولي عبدالله كان بيعمل ايه في دنيته !
اذداد تعجب عادل ليردف
— ليه! في حاجه!
هدأ بدر قليلاً ثم قال
— أنا شوفتله روؤيه ممكن تكون خير
أجاب عادل بحزن
— والله ياشيخ بدر..عبدالله كان طيب ومبيزعلش حد منه وبيتعامل كويس مع كل الناس..بس..للأسف إنه مكنش بيصلي
رمقه بدر بخوف ورعب متذكراً مارأه في منامه..همس بحزن قبل أن يذهب
— ادعي لأخوك ربنا يغفرله ويرحمه
———————

في بيت عائشه..

ظلت تجوب غرفتها ذهاباً وإياباً بقلق وخوف شديد عندما وجدت الدم يسيل من يد بدر…أردفت خيفةً في نفسها
— أنا اييه اللي هببته ده !! انتي اتجننتي ياعاائشه!! رااح تلبسيله قميص نووم عشان تختبريه!! اختبر اييه وززفت اييه مناا عاارفه إنه مستحيل يبصلي بصه مش كويسه وعارفه انه محترم..اوووف اييه القرف اللي هببته ده دلوقت..زمانه قال علياا إني مش محترمه
ضحكت بسخريه مردفه
— هو لسه هيقول! مازمانه قال اصلاً..ده مش بعيد ميجيش هنا تاني.. يلاا احسن أديني خلصت منه ومن قرفه وزنه علياا…أرووح اكلم أميري بقاا
قامت بإجراء مكالمه لتهاتف أمير،آتاه الرد بعد عدة محاولات فاشله منها
هتفت عائشه بتذمر
— انت مبتردش لييه ياأميررر…كننت فيين!!
أمير بإدعاء

— معلش ياروحي..أصل سايق ومروح في الطريق اهوو
التفت أمير للفتاه التي ترقص أمامه ليلقي لها قبله في الهواء فضحكت الفتاه بصخب وهي مريم صديقة عائشه..
وصلت صوت الضحكه لأذان عائشه فهتف بدهشه
–مين اللي بتضحك دي ياأمير!
أجاب أمير ببرود
— دي اصوات من الشارع ياقلبي…ايه ياشوشو إنتي مش مصدقه حبيبك ولاايه…ده كلها كام يوم وابقى عندكم في البيت وتبقي خطيبتي حبيبتي
عائشه بلهفه وسعاده
— بجد ياأمير!!..عاارف..أنا بحبك اووي وعمري مهحب غيرك
أمير بخبث وسخريه
— وأنا بحبك أكتر ياروحي…بقولك ايه..متيجي أخرجك كده..انا حاسس انك زهقانه..ومتقوليش للبارد ابن عمك الميكانيكي ده عشان ميقرفناش كل شويه
هتفت عائشه بمرح

— انت تؤمر ياأميري…مسافة السكه وأكون عندك…بس بلاش نتقابل في الشقه اللي بدر جالنا فيها…إيه رأيك لو نروح الڤيلا عندكم وبالمره تعرفني على باباك ومامتك
توتر أمير للحظات ثم أردف بكذب
— لاياقلبي مش هينفع…هو أنا مقولتلكيش..مش بابا وماما مسافرين في شغل ومش هيجوا دلوقت
عائشه بتفكير
— اممم…خلاص هنتقابل في شقة فارس ايه رأيك..والشله كلها تبقى معانا
اتسعت ابتسامة أمير الخبيثه ليردف
— وأنا مستنيكي ياروحي…متتأخريش..باي
اغلقت عائشه الهاتف،ثم جهزت نفسها لمقابلة أمير،ووضعت القميص في حقيبتها…ثم أخبرت والدها بذهابها لزيارة صديقتها المريضه..وبالطبع لم يتردد محمود ووافق بقلة حيله وعجز
..

خرجت عائشه لتصطدم بـ زياد ابن عمها أثناء ذهابه للمتجر ليحضر طعام
..

رمقها زياد بإستحقار ثم هتف بتلقائيه
— اييه القرف اللي إنتي لابساااه ده !!
كزّت عائشه على أسنانها بغيظ،فهي تدرك جيداً أن زياد لايهتم لمشاعر الآخرين وكل مايأتي على لسانه يخرجه في التو،ليس كمثل بدر..يستطيع الخوض في نقاش هادئ
هتفت عائشه بضجر
— خلييك في نفسك يازيااد..انت مش ولي أمري..وأناا حرره
زياد بغضب وغيظ منها
— لاا مش حرره ياست عائشه..ابقي البسي المحزق ده في بيتك،متقرفناش معاكي
صاحت عائشه بإستياء منه
— انت قليل الأدب…انت بتدخل في اللي ملكش فيه ليه…ياسيدي إن شاالله أمشي عريانه انت ماالك…اوووف
هتف زياد بحِده
— ميغركيش نظرة الناس ليكي..بس أنا حابب أفسرلك إيه هي النظرات دي..واحد بيبصلك بإستحقار والتاني بيبصلك بإشباع شهوه والتالت قاعد بيسأل نفسه…هو أبوها ولااخوها فين ولافين عيلتها أصلاً..!
عائشه بنفاذ صبر
— ملكش دعوه…محدش ليه عندي حاجه..دي حريه شخصيه
ضحك زياد بسخريه قائلاً

— مهو الشارع مش عملوه عشان سيادتك..مساحتك المخصصه ليكي وفي لبسك هي بيتك واقعدي ولفي فيه براحتك،لكن جو عرض الأزياء الرخيص ده بلاشه..عشان بتبقي سلعه رخيصه في نظرنا وفي نظر أي حد هيشوفك وعلفكره مفيش واحد محترم هيتجوز واحده بالمنظر ده ولا الشباب بتحب القرف ده أصلاً
رمقته عائشه بنظرات ناريه،فااتسعت ابتسامة زياد الساخره هاتفاً
— عائشه..انتي ذات نفسك مش راضيه عن نفسك..بس انتي بتعملي كده عشان يتقال عليكي ايه! مززه!!..مززة اييه الله يخرببتك شوهتي سمعة ابوكي
التمعت بعين عائشه الدموع من كلمات زياد المهينه لها فتركته وذهبت،استوقفها قائلاً بتهكم
— اسمعي بس هقولك حااجه…الچينز والفيزون أغلى حاجه ٢٠٠..٣٠٠ جنيه لكن أقل حاجه في الإسدال واللبس الشرعي ٥٠٠ جنيه…الغالي للغالي والرخيص للرخيص…استري نفسك ياعائشه في الدنيا قبل مايسترك كفنك البسي زي نورا وهاجر ولاد عمك

صرخت عائشه بغيره
— ولماا انت بتحب هاااجر وفرحاان بيهاا سبتهاا لييه!
في تلك اللحظه، اقتربت هاجر من النافذه على صوت صراخ عائشه..فانتبهت لها تقف مع زياد مما شعرت بالغيره تأكل قلبها..
تابعت عائشه بضجر واستفزاز
— ولا انت سيبتها عشان مريضة سرطان وخلاص ايامها معدوده ووجودك جنبها ملوش لازمه
وضعت هاجر يدها على فمها تكتم صوت دهشتها،وعادت عيناها الذابله من أثر الدموع،تبكي في صمت
ابتسم زياد بحزن قائلاً
— عندك حق
ابتعدت هاجر عن النافذه تماماً،لتهزّ رأسها بعنف وهي تردد
— لااا..لاااا..زياااد مستحيل يكون بيضحك عليا كل ده…زياد مسابنيش عشان انا تعبانه…هو قالي هفضل معاكي علطول…مستحيل يكون مرضي هو السبب اللي خلاه يسيبني عشاانه..لااا زياد بيحبني…ايووه بيحبني
تابع زياد بحزن
— أنا فعلاً وجودي جنبها ملوش لازمه..لأنها تستحق أحسن مني…هاجر جوهره غاليه وعاوزه اللي يقدرها وأنا مستهلهاش..
تركها زياد تشتعل بالغيره ثم ذهب…ظلت واقفه تتنفس بغضب وغيره مما قاله عليها ومن كلامه عن هاجر وهي ترى لمعة الحب الصادقه في عينيه..

لمحت عائشه بدر قادم نحوها دون أن ينتبه لها..استدارت عائشه بحذر لتهرب منه؛ ولكن بدر لمحها فهتف بدهشه متناسياً تماماً كل الوعود التي عاهد بها نفسه لينساها
— عااائش !! راايحه فيين!!
التفتت عائشه له لتردف ببرود
— ميخصكش…رايحه فين جااي منين..ميخصكش..تمام..باي بقا عشان ورايا مشوار مهم
وقف بدر أمامها ليعوق طريقها هاتفاً بلهجه حاده
— مش هتروحي في أي مكان ياعائشه…ويلا اطلعي فووق
رمقته عائشه بسخريه لتتجه وتقف أمامه محدقه بعينيه بكل جرأه،تريد أن تستفزه، فأشاح بدر بوجهه بعيداً..امتدت يد عائشه لتلمس ذقنه،فأزاحهها بقوه لينهرها بغضب
— احترمي نفسك يااعائشه..انتي اتجننتي..ايه اللي بتهببيه ده !
عائشه ببرود
— عارف لما بعمل لـ أمير كده بيبقا مبسوط على عكسك..عارف ليه لأنه بيحبني..أما انت واحد جاهل مش متحضر واقولك حاجه كمان…أنا لو منك اروح اشوف اي واحده اتجوزها قبل مااعجز..أصل بصراحه ياعمو بدر مفيش واحده شباب وحلوه في سني هتبص لواحد عنده ٣٢ سنه…فاانت شكلك هترسي على واحده عجوزه زيك
ضحك بدر بخفه قائلاً
— ومين قالك ان هتجوز اصلاً
عائشه بإستنكار

— هتعنس يعني !
هزّ بدر رأسه بنفي وهو يبتسم ليقول
–هفضل مخلي بالي منك لحد ماتتخرجي وتعقلي وتجوزي واحد محترم ساعتها هتجوز وأنا مرتاح
برمت شفتاها بغضب لتهتف
— أنا مشفتش حد في برودك..ايه ده بجد! هي الناس بتحبك على اييه!
تنفس بدر بعمق ليردف بحزن
— عاوزاهم يكرهوني ليه ياعائشه..انا عملتلهم ايه!!؟
رمقته عائشة بغضب ثم أشاحت ببصرها عنه،لتبتسم بخبث بعد لحظات ثم قالت بدلع
— بس ايه رأيك في القميص ياعمو بدر!
ابتلع بدر ريقه بصعوبه لينظر بعيداً بخجل،تابعت عائشه بخبث
— أنا عارفه انه كان حلو عليا..وأي حاجه بلبسها بتبقى حلوه عليا..بس إنت متستاهلوش..اللي يستاهلوا أميري
رمقها بدر بدهشه،فوجدها تخرج القميص من حقيبتها وهي تقول بسخريه وضحك
— حلو صح! ده بقا اللي يستاهله أمير
نظر لها بدر بذهول وصدمه،ثوانٍ وتحولت ملامحهه للغضب الأعمى ليكور قبضة يده بقوة شديده حتى كادت أن تتمزق أوتار يده..بينما عائشه نظرت لهيئته التي بدت مخيفه من شدة الغضب،وتأملت قبضة يده بخوف؛ فتراجعت للوراء وهي تبتلع ريقها بخوف شديد مما سيحدث لها !

يتبع …

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا 

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية يناديها عائش )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *