روايات

رواية عزف الروح الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح البارت الثالث والثلاثون

رواية عزف الروح الجزء الثالث والثلاثون

عزف الروح
عزف الروح

رواية عزف الروح الحلقة الثالثة والثلاثون

يقال أن لحظة القدر يُعمي البصر وتلك حقيقة فالقدر حتمي لاجدال فيه وإن حانت لحظة القدر شُل العقل وتوقف النبض لكي يتخللك نصيبك بهدوء أو ربما بعاصفه وقدرها الذي تخللها كان عاصفة مؤلمة حيث كان قدرها الفراق … هي بالفعل قررت الإنسحاب من تلك الدائرة المؤلمة وقررت التضحية بمكانها في قلبه فمهما يكن صدمتهُ بها لن تكون بمثل عظيم صدمتهُ بأخيه الوحد الذي فني حياته كداً ليرعرعهُ وهكذا يكون الجزاء والشكر العظيم .. هي عرفت أن موقفها بات صعب للغاية للبوح الأن كما عرفت أن حقد عمار ليس لهُ حدود وتأكدت من ذلك حين أرسل لها العنوان برساله والذي كان مكنونهُ عنوان منزل صغير يصاحبهُ كلام مؤكداً فيه أن تلك هي فرصتها الأخيرة وإن لم تذعن لهُ سوف تكون نهايتها لتعرف أنها النهاية هو مريض ومرضه لن يتوقف عند حد المعقول حتي بل تخطي الفظيع بمراحل ولا يمكن أن تأمن شره فتستدرج فهد معها لهناك فإما أن يكون فخاً لها ليوقعها مع فهد بخيانه محتومة متلبسه إما أن يكون وصل بهِ مرضه لأخذها من خلف أخيه وقد يقع خلاف بين الأخين تخشي منهُ علي فهد بحق وهي لن تسمح بمعرفة فهد لحقارة أخيه الصغير لذا قررت الإنسحاب بهدوء وليصدم بها خيراً من أن يصدم بأخيه لذا حدثت والدها بهدوء وعيناها مظلمة ظلمة موحشة و الكلمات تخرج مع خروج أنفاسها بتوجع وقلبها يعتصر بين صدورها بل يحترق وتشعر هي بذلك الإحتراق : أنا هسافر .
قطب عزام حاجبيه ليحدثها بإستفهام : تسافري !
أكملت بنبرة ميتة : هسافر أمريكا عند عمو إحجزلي يا بابا الطيارة بكري الصبح .
وهل بيدهُ خيار أخر غير الموافقة علي إبعاد إبنتهُ لحمايتها فكان هذا الحل الذي تفوهت هي بهِ مطمئناً لهُ لكي يبعدها عن شر أولاد نجم الدين لذا حدثها بموافقة وهو يحتضنها مخففاً عنها : أنا موافق إعتبريها أجازة لحد ما الوضع يهدي .
إبتسمت بسخرية علي كلمة أجازة وآآآآه لو تعلم كم ستطول تلك الذي سماها والدها بالأجازة وحدثت والدها بهدوء : أنا هروح أوضتي شوية .
وذهبت لغرفتها لتتفقدها وهي تسأل نفسها بسخرية أي الأيام سعاده ءأيام قضتها في منزلها أم أيامها معه وبالمقارنة لا مقارنه هو رفعها لأعالي السماء بعشقه ليأتي أخيه ويهدم هذا العلو ليجعلها تسقط صريعة حقده .. تشعر بقلبها يتمزق وكيانها ينهار هي ستتركهُ وهو سيكرهها .. ستترك قلبها معهُ وترحل حيث المكان الذي لن يستطيع الذهاب إليه ولن يستطيع الوصول لها وستعلن الفراق المحتوم لا يمكن أن يكون بلا رجعه فيوماً ما ستعود ولكن الأهم كيف سيكون هو بالتأكيد سيكرهها كرهاً جماً ولكنها ستعتبرها تضحية في سبيل عشقهُ الذي أمطرها بهِ والذي إستوطن كيانها وليكرهها وليظل أخيه نقي في عينيه .

 

 

 

 

ظلت بغرفتها علي سريرها تقلب في صور والدتها التي طالما لم ترها غير بالصور لم تشعر بها غير بملامحها الشبيهه لها هي بقوة هي نسخة والدتها الذي يحبها والدها ويخاف عليها .. تلمست ملامحها بيديها وهي تحدثها ” أكتب علي كلينا فراق من نحب ” أتألمت والدتها مثلها حين فارقت من تحب .. هي كمثلها ولكن والدتها فارقت الحياه لتترك من خلفها من يتألمون وهي ستفارق لتترك خلفها من سيكره وهي من ستتألم بحق هذا الفراق .
لم تشعر بالوقت الذي يجري من حولها بينما هي جالسه ملامحها رُسمت بإتقان كملامح الموتي المحكوم عليهم بالإعدام وها هم بعداد الموتي .. حتي دخل عليها أبيها ليجلس بجوارها ويجذبها لحضنه ليحدثها بإشفاق : حجزتلك طيارتك بكري الساعه حداشر 11 وكلمت عمك وهو في إستقبالك .. قولتلو إن في مشكلة بينك وبين جوزك وعايزة تريحي أعصابك شوية .
نظرت لوالدها لتحدثه بدموع : فهد هيسامحني يا بابا .
نظر لها بحسرة علي حالها صغيرته العزيزة ليجذب رأسها لصدره ويمسد علي صدرها وقد عجز الكلام عن الخروج لتتحدث هي بمراره : هيكرهني يا بابا .
عزام بتخفيف عنها : لما يعرف الحقيقة هيسامحك .
وأكمل وهو يشعر بمدي عدم صدق كلامه بخوف : أنا خايف عليكي يا بنتي .
إحتضنت والدها لتشعر بدفئه ثم وقفت لتودعهُ وحدثته : أنا هروح لسلوي .
وأيدها فقد تُخرجها أختها من حالتها ولو مؤقتاً بل وذهب معها أيضاً وهناك نسيت اسيل نفسها لتجلس بغرفة الصغار تلعب معهم وهم من حولها يضحكون معها ويركضون حولها بإستمتاع حتي أتي الصغير إليها وحضنها قائلاً : ألتو ألتو أنا إبك ( خالتو خالتو أنا بحبك ) .
لتحتضنهُ هي وتقبلهُ من وجنتيه مخبره إياها : وأنا بحبك يا حبيب يا خالتو .
ثم راحت تدغدغهُ لتعلو ضحكات الصغير وتبتسم هي بسمة لم تصل لعينيها وهي تلهو مع الصغار محاولة تناسي ألمها الغائر في حين دخلت عليهم سلوي ببعض المعجنات التي تعشقها اسيل من صنعها وحدثتها سلوي بسرور : حظك حلو إنهاردة لسه عملاهم طازة .
وناولتها الطبق لتلتقط منهُ واحدة مُجاملةً لها وهي تبتسم مُجاملة كذلك في حين لاحظت سلوي إحمرار عينيها لتحدثها بقلق : سيلا إنتِ تعبانة ولا إيه .
إبتسمت اسيل لتطمئنها بإصطناع : شوية إرهاق مش أكتر .
إتسعت إبتسامة سلوي لتخبطها بذراعها محدثة إياها بسرور : لتكوني حامل يا سيلا .
جحظت عيني اسيل بصدمة ثم نفت برأسها : لا لا أنا مش حامل دول شوية إرهاق بس .
ظنت سلوي صدمتها تلك من عقدتها وخوفها القديم لتحدثها بحذر : اسيل إنتِ لسه خوفك مسيطر عليكي .
نفت اسيل لتتحدث بهدوء : لا بس لسه بدري يعني علي موضوع الولاد ده .
وكانت ستتعمق سلوي أكثر في الموضوع لتغيره اسيل وهي تسأل عن زوجها وبعد عدة أحاديث بينهم حاولت اسيل حينها الإنغماس في أفكار أخري غير أفكارها العاصفة والتي تقبع تحت فكرة واحدة ” فهد سيكرهها ” وفي النهاية توقفت اسيل تحتضن الصغار بشده وتقبلهم ومن ثم إحتضنت أختها بعمق وحدثتها : هتوحشيني أوي يا سلوي .
خبطتها أختها علي رأسها محدثة إياها بمزاح مدارية قلقها علي أختها : محسساني إنك مسافرة ومش هنشوفك تاني .
حاولت الإبتسام ولم تستطع وجاهدت لترسم واحدة علي فكها لم تصل لوجنتيها حتي ومن ثم إستأذنت والدها محدثة إياها بينهم : أنا هروح عند فهد يا بابا وبكري الصبح هطلع علي الطياره علي طول .. بابا إنت مش هتقول لفهد حاجة .. فهد مش لازم يعرف عن أي حاجة عملها عمار ولو جه سألك عني قوله إنك متعرفش عني حاجة .
قالتها وإنطلقت للقصر الكبير الذي لم يضمهم سوياً كثيراً .. ستودعهُ وتنام بأحضانه لأخر مرة لعلها تكتفي بتلك الليلة منه .. وأية كفاية هذه التي لن تجعلها تحترق يومياً بُعداً عنهُ وشوقاً لهُ ولكن ما باليد حيله ستدفن نفسها بين ذراعيه الليلة ولعلها تنسي نفسها هكذا أو لا تستيقظ فتُرحم وتَرحم .
……………………………………..
وصلت القصر أخيراً لتصف بسيارتها بجوار سيارتهِ لتبتسم بصدق حقيقي وهي تري سيارتهُ … ستدخل وتحقق مرادها بالإرتواء منهُ لليله أخيرة .. في طريقها للداخل إستمعت لصوت عالي فتتبعتهُ وهي تسير بالجنينه حتي وقفت وهي يتبن لها من بعيد بعض من حراسة فهد الواقفين أمام باب القبو المؤدي للأسفل فتراجعت بخطواتها وهي تقطب حاجبيها ودخلت القصر لتتجه ناحية القبو من الداخل نزلت السلالم بحذر وكلما نزلت إستمعت لصوت الضجة يزداد حتي تبين لها صوت فهد الجهوري الغاضب وصوت أخر يخبرهُ ببرائتهُ حتي إستمعت للحوار الذي فهمته : مين الي إشتراك يا حيوان عشان تسرق الملف .
ورد الأخر بضعف : ناس هددوني يا بيه والله ما اعرف هما مين .
وضعت يديها علي فاهها بإنتفاض وهي تستمع لصوت ضرب لتعرف أن هذا الرجل يطحن في الداخل حتي أتاها صوت فهد بنبره لم تسمعها من قبل : هتعترف ولا لسه فيك الروح .

 

 

 

وكان رد الرجل : وحياة ولادي يا بيه ما أعرف .
وفتحت الباب بعد ذلك لتري فهد وهو يلكم الرجل ويسدد لهُ ركله مؤلمة لينتفض جسدها بذهول وهي تراه مرتدي قميصه فقط وقد خلع جاكيته وشمر عن أكمامه كذلك فتح أزرار عده منه والرجل الذي أمامه يخر دماً من وجههِ جراء لكمات فهد لهُ بينما هو يتابع ولم يلاحظها حين أمسك بتلابيب الرجل متحدثاً بغضب : أنا هعرف أخليك تعترف إزاي .
وقبل أن ينادي حرسه بعد أن إعتدل واقفاً لاحظها ليتسمر في مكانها وهو ينظر لها بأعين متوسعه من تواجدها و وقوفها بتلك الطريقة المذهولة وتقابلت أعينها المتوسعه ذهولاً مع أعينهِ الغاضبة من رؤيتها لهُ لتتراجع للخلف في صدمة وتصعد لغرفتها جرياً في حين نظر هو لهذا الرجل بشر فحين تم فحص كاميرات الشركة المتواجدة بكل الشركة ما عدا المكاتب الرئيسية كان هذا الموظف من دخل وخرج من مكتب تمارا قبل خروج تمارا من غرفتها مسرعه لمكتب فهد بهذيان بضياع الملف وكذلك وازى خروجه من مكتبها خروجه من الشركة بأكملها ولكن حين عثر عليه فهد كان خالي الوفاض من الملف .
هو دخل حمام بالأسفل ليغسل يديهِ من دم هذا الرجل قبل أن يصعد لها ليجدها تجوب اغرفة ذهاباً وإياباً بإنتفاض وما إن رأتهُ حتي توقف تنظر لهُ بضياع يكفيها ما رأته في أخر أيامها لم يكن ينقصها رؤية هذا الموقف فإقترب منها يحاول أن يكون هادئاً ليحتويها مجدداً وما إن إقترب للغايه حتي تراجعت هي ليقف مكانه منادياً إياها : حبيبتي بصي ….
وقاطعتهُ بهذيان : ليه ليه إنت تعمل كدي .. لو هو اللي سرق فعلاً سلمه للشرطة .
تابع حديثها بهدوء محاولاً طمأنتها فليس لغضبه محل الأن : هو مجرد خيط حد إستخدمه .
تابعت بنبرتها المرتفعه : طالما عارف كدي ليه تعمل فيه كدي .
حدثها بحدة : عشان خاين باعني .
حدثته بهذيان وهي تدفعه بقبضتي يديها بغضب : في قانون في حاجة إسمها قانون في إنه سرق يتعاقب بس بالقانون .
أمسك بكلتا يديها ليتحدث أمام وجهها بهدوء : اللي يخوني ويبعني بيتعاقب بقانوني .
نفت برأسها وهي تحاول الإفلات منهُ ولكن بلا جدوي لتتحدث بعدم تصديق : غلط غلط عشان كدي الناس بتخاف منك .. عشان بتاخد حقك بإيدك بالعنف .
هدأ ثورتهُ العارمة منذ الصباح من أجلها وتفهم صدمتها ليحاوط خصرها بيد لكي لا تبتعد وبالأخري أخذ يبعد خصلاتها عن وجهها بكفهِ كله ويمسد علي جبهتها كذلك متحدثاً بهدوء : اسيل حبيبتي انا فهمتك إن في ناس مينفعش أتساهل معاهم لازم أعرف مين عمل كدي .
حدثتهُ بهدوء ولكن بنبره معارضة : بس في قانون يا فهد هما هيعاقبوه وهيخلو يعترف برده بس مش إنت اللي تعمل كدي بإيدك وبعدين إفرد إن كلام الراجل والي عايز الملف هدده فعلاً بما إن الكل بيخاف منك يبقي هو أكيد هدده باللي أغلي من حياته .
إبتعد عنها وإبتسم بسخرية : إنتِ بريئة يا اسيل دول كلاب فلوس يعملو أي حاجة عشان الفلوس .
هزت برأسها نفياً وهي لا تعرف ماذا تُخبره أتخبره أنك أنت المخدوع بأخاك الذي سرقك أم ماذا تفعل وهي تشعر بضياعها المحتوم ولكن راحت تحدثه وهي تقترب منه بطلب : طيب عشان خاطري سلمه للشرطة وكفاية كدي .
ربت علي رأسها بحنان وحدثها : غيري هدومك وإرتاحي وعشر دقايق وهجيلك .
وخرج متجهاً للأسفل وبالأسفل أمر حراسه بعدم السماح لذلك الشخص بالخروج من هنا ثم إتجه للمطبخ ليحدث كبيرتهم في المطبخ بتجهيز العشاء وجلبه لجناحه ثم صعد لها مجدداً وإحتواها بين ذراعيه علي الأريكة لتحدثه وقد أخذت تفكر حتي صعد لها : فهد خلينا ننزل للموظف ده وهكلمه بهدوء .
صدح بها بحدة : إنتِ إتجننتي تتكلمي مع مين .
إنتفضت بين يديه ليشد علي جسدها بغضب فتحدثت بهدوء : إسمعني بس هو قال كلام كتير وإنت في غضبك مصدقتوش يمكن لو سمعته بهدوء توصل لخيط مهم أو يعترف فعلاً بعد اللي عملته فيه هو أكيد مش هيستحمل تاني .
نظر لها بغضب متحدثاً : إنتِ عايزة تنزلي تحت .
أومأت بخفوت ليقف بغضب ويسحبها خلفه حتي نزلا للأسفل وفتح ذلك الباب بحدة لينتفض الرجل الذي كان يأن من ألمه ثم ترك فهد يديها لتتعامل ووقف مربعاً يديه بجمود في حين نظرت اسيل لفهد قبل أن تزدرد ريقها وتقترب من ذلك الموظف لتنزل علي ركبتيها أمامه ولكن علي بعد أكثر من ثلاثة خطوات وحدثته بهدوء : إحنا هنكلم بهدوء .. ممكن تحكي كل حاجة وليه سرقت الملف ومين طلب منك تعمل كدي .
سعل الموظف وهو يعتدل ليجلس بصعوبه بسبب آلام جسده في حين رمقتهُ اسيل بإشفاق وهو يتحدث بخفوت : والله يا هانم في ناس ملثمين إقتحموا عليا البيت وهددوني بعيلتي وولادي لو مسرقتش الملف ده وإدتهولهم .. وأنا مكانش قدامي حل تاني وأنا شايف ولادي علي راسهم مسدسات .

 

 

 

ثم نظر لفهد ليتحدث بهمس : والله يا فهد بيه ما بكدب .. انا بقالي سنين بشتغل في شركة حضرتك ومحصلش مني حاجة وحشة ومعرفش مين الناس دول انا بعد ما خدت الملف روحت بيتي وإدتهولهم وهما إختفوا بعد كدي .. أنا عملت كدي عشان خايف علي عيلتي .
نظرت اسيل للرجل لتحدثهُ : إنت إسمك إيه .
وكان جوابه صادم حين حدثها بإسمه ‘ باسل ‘ لتداهمها ذكري عنيفه ذكري وفاة أخيها الذي عاد ‘ باسل ‘ من إحدي مأمورياته التابعه لعمله كظابط ووجهه مليئ بالجروح كذلك الموظف القابع أمامها وجسده إمتلئ بالرصاص وكان ينازع الحياه والموت وكان يعرف أنها نهايته لذا طلب الذهاب لبيته وليس للمشفي لتنهار اسيل علي صدره وهي تحدثه بألا يتركها ليحدثها بجملة أخيرة قبل أن يتشاهد ويسلم روحه للذي خلقه : خلي بالك من نفسك ومن بابا وسلوي .
وفاقت من الذكري المريرة التي داهمتها علي همس الرجل بسعال : الله يخليكي يا هانم لو جرالي حاجة خلي بالك من عيلتي .
نظرت لهُ بذهول لتقف وهي تنظر لهُ ولفهد بضياع لم يفهم فهد سببه وهو يلحقها بعد أن خرجت من القبو لتتجه للأعلي قبل تتحدث للرجل بهمس : إنت هتبقي كويس وهترجع لعيلتك .
دخلت غرفتهم وهو ورائها لترتمي بحضنه متحدثة بهمس وكانت علي حافة البكاء : خليه يروح الله يخليك .
رفع وجهها لهُ ليفسر ملامحها بالعجز والضياع ليقطب حاجبيه بقلق وهو يحدثها بشك : اسيل إنتِ في حاجة مخبياها عليا .
نفت برأسها لتتحدث وهي تنظر للأرض بألم : باسل أخويا قبل ما يموت قالي خالي بالك من نفسك ومن بابا وسلوي .
تفهم موقفها ليحملها ويتجه ناحية الأريكة التي قد وضعت أمامها العشاء ليحتضنها بقوة مربتاً علي ظهرها متحدثاً بحزن : خلاص يا حبيبتي الله يرحمه هو في مكان أحسن .. وأنا همشي الموظف خلاص يا حبيبتي تمام .
أومأت لهُ ليحدثها بهدوء : يلا عشان تاكلي .
نفت لتحدثه بهمس : مش جعانه .
عارضها ليحدثها بحزم : لا هتاكلي معايا .
ووافقت وإستلمت من يدهِ الطعام وإن كانت أخر مائده لهم سوياً فلتستمتع بها ولتستمع بملمس أصابعه علي شفتيها فلا تعرف كيف تلك اليد ستتقبل لمسها بعد ذلك حتي … إنتهو من الطعام ليتجه معها لسريرهم لتدفن نفسها بين أحضانه وتستوطن صدره برأسها مغمضه لعينيها كانت تحتضنه بقوة شديدة للغايه ليزداد هو قلقه هي بها شئ لا يعلمه وهي لا تريد البوح وأكد فكرهُ جملتها التي قالتها بشبه أسف إستنبطهُ من نبرتها : فهد أنا بحبك أوي .
زاد من ضمها لهُ وهو ينظر لعينيها المغمضة ليغمغم بصدق : وأنا بحبك يا روحي .
وأتاهُ نبرتها الناعسة قبل أن تخلد للنوم مستكينه بين يديه بعد إنهاك يومها المملوء بالبكاء : والله بحبك .
إبتسم لها بعشق وأخذ يلعب بخصلاتها بينما هي هادئه وساكنة بين يديه وأخذ يفكر في صغير أو صغيره وسيمة مثلها و هادئه مثلها تحمل كيانها البريئ النقي فهو فهم صغيرتهُ النمرة من أول نظره هي أنثي ضعيفه بطبع كرهته فكونت لنفسها كيان قوي أقحمت نفسها بداخله فعلقت بين ذلك وذلك حتي لم تعد تفرق بين الصواب والخطأ ولكن هو شيئاً فشيئاً سيخرجها من قوقعتها لتكون أنثاه علي طبيعتها الكاملة معهُ ولهُ وفقط .
………………………………………
صباحاً فتح فهد عينيه لتقع عينيه عليها ليبتسم لها بهدوء حيث كان مستيقظة نائمة بجواره بهدوء تطلع لهُ لترتوي منه بعد أن إلتقطت لهُ عدة صور .. إمتد كفهُ ليملس علي وجنتها متحدثاً : صباح الخير يا أم عيون هيجننوني .
إبتسمت بعشق وهي ترفع هاتفها بيديها لتلتقط لهُ صوره أخري ومن ثم تريها لهُ ليقرص وجنتها بشقاوة قبل أن يلتهمها بقبلة عابثة وكان سينهض لتسحبه من رقبتهِ ولا تعرف كيف تنطق بما تريده ولكن هو عفاها وهو يلتقط شفتيها في قبلة أخذت أنفاسها كانت بالنسبة لهُ قبلة الصباح وبالنسبه لها قبلة الوداع وفي منتصفها إلتقط منها هاتفها ليلتقط لهم صورة هكذا ليريها إياها بعد أن نهض ليجلس لتبتسم بعشق وهي تنهض هي الأخري وتحتضنه قبل أن تسحب كم كبير من الهواء دخل يؤلم صدرها ولكنها بحاجتهِ فهو بجوارها الأن ولا تعرف كيف ستتنفس أثناء بـُعده .
كان سينهض لتحدثه بهدوء : أنا هفضل في البيت مش قادره اشتغل إنهاردة .
وظن أنها مرهقة من أحداث الأمس ليومئ لها بدون إعتراض وقبل جبينها ليبتعد عنها حيث الحمام وتتابع هي سرابه بدون تعبيرات تدل علي وجود حياه بها .

 

 

 

إنتهي من إرتداء ملابسه وساعدتهُ هي في كل شئ بهدوء حتي إستغرب هدوئها ومن ثم خرجت معه من غرفتهم ليفاجأ بالفطور في الجناح فهي إستيقظت منذ زمن وطلبت حينها فطورهم بالجناح وظلت بجواره تتأمله وترتوي من ملامحه حتي إستيقظ وبالنهاية ودعتهُ محتضنه إياه بقوة لا تريده أن يبتعد ولكنهُ إبتعد وتابعت بعدهُ وهو يسلب روحها منها معهُ فقامت لتجري خلفه قبل أن يصل للباب وإحتضنته مجدداً محدثة إياه : أنا بحبك يا حبيبي .
كوب وجهها ليقبلها بعشق ويبادلها إعترافها الجميل بحب قبل أن يتركها ويرحل لتفر دموع عينيها واحدة تلو الأخري كالدموع المماثلة تماماً لدموعها التي تنزل الأن وهي مستقله تلك الطائره المحلقة في الجو حيث أمريكا الجزئ الغربي من العالم حيث فارقت فراق شديد بحق لن يستطيع هو قطعه ليصل لها هناك فليس باليد حيلة وودت لو كان كل هذا كابوس لتستيقظ منهُ ولكنه كابوس حقيقي كابوس واقعي تعيشه و تحياه وتشعر بمدي ألمه المخزي المسموم الذي تسرب لروحها لتسلب منها وتظل معهُ هناك بأرض باتت محرمة عليها لن توطئها قدمها مره أخري إلا حين يحين القدر وفي النهاية القدر حتمي وهذا هو القدر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *