روايات

رواية لا أبالي الفصل الرابع 4 بقلم ريناد يوسف

رواية لا أبالي الفصل الرابع 4 بقلم ريناد يوسف

رواية لا أبالي البارت الرابع

رواية لا أبالي الجزء الرابع

لا أبالي
لا أبالي

رواية لا أبالي الحلقة الرابعة

فاتوا اسبوعين تقريبا كاميليا بطلت تتكلم فيهم مع كيان وسابت شهد تتولى امور نفسها وكانت فاكره ان بقرارها دا هترتاح نفسياً وتخلص من تأنيب الضمير، الا ان العكس هو اللى حصل ..
كاميليا طول الوقت كانت حاسه بتوهه فظيعه وان فيه حاجه غايبه منها ويومها ناقص من غير كلامها مع كيان ،وبقت تميل للعزله جدا ودايما بتتجنب الكلام مع الكل ،
وكل اللى حواليها لاحظوا التغير ده وحتى وفاء كانت هتتجنن وهى مش عارفه ايه اللى وصل صاحبتها للحاله دى ..

والاحساس دا كان يزيد اضعاف لما كان ييجى الليل على كاميليا زى دلوقتى فمعاد ماكانو يتكلمو هى وكيان وتلاقى نفسها هتموت وتتكلم معاه وتعرف كان بيعمل طول اليوم وفى كل الايام اللى فاتو زى ماكان متعود يحكيلها كل تفاصيله ..

كاميليا مقدرتش تتحمل اكتر من كده وقامت بضعف وراحت على تليفون شهد اللى كان ع الكوميدينو ومسكته وفتحت رمزه اللى كانت حافظاه ودخلت بأيد بتترعش من فرط الاشتياق على الشات بتاع كيان لعلها تلاقى فوسط حروفه اللى يهدى احساسها بالضياع من بعده ويطمن قلبها الملهوف عليه وعلى اخباره …

فضلت تقلب فالمحادثه
ولفت نظرها بعد مكالمات كتير مابينه وبين شهد وكانت بدايتها من شهد واستغربت جدا عشان شهد دايما كانت بتتجنب الكلام معاه فالتليفون !!!

فضلت كاميليا تجرى المحادثات وتجيب فالقديم وبالتحديد لغاية آخر محادثه كانت بينها هى وبين كيان

 

 

 

وكل اللى كانت تقراه بعدها كان بيقطع فقلبها :
– شهد ممكن تفهمينى مالك
-شهد فيكى ايه انتى اتغيرتى اوى
– شهد انتى ليه بتتعاملى معايا كده ؟

وشهد كل مره كانت ترد عليه ب..
-عادى ..مفيش ..بيتهيألك ..انا زى منا

كام يوم محادثات بالاسلوب دا وبعدها كاميليا اكتشفت ان فيه اسلوب جديد فالكتابه وجرأه حتى كيان كان مستغربها واللى اكدلها دا اكتر رد كيان على الرسايل دى ..

– شهد انا مستغربك اوى عشان دا مكانش مبدأك قبل كده ولا كنتى بتدينى فرصه اتكلم معاكى فالكلام دا …ياترى ايه اللى غيرك ؟!! ..فاكره لما قولتلك على مجرد بوسه ففويس وقولتى عليا منحرف ؟

-اه فاكره
-ايه بقا اللى خلاكى دلوقتى ترضى بالانحراف وتنحرفى معايا انتى كمان ؟
شهد- حبيتك واتعودت عليك
-وانا بموت فيكى ..هنتكلم بالليل النهارده ؟
شهد :مش بقدر بالليل كاميليا جمبى ومبتنامش بتفضل طول الليل صاحيه مانتا عارف وقولتلك كذا مره ياكيان مش هينفع

-بس انا نفسى اوى نتكلم بالليل متتصرفى اخرجى فالصاله ولا ادخلى الحمام ولا اى حاجه ..بصراحه الكلام دا مبيحلاش غير بالليل والناس نيام ياشوشو ..دا اسمه همسات ليليه ..

شهد :معلش يابيبي انتا عارف الظروف بقا ..وبعدين كلها ايام ونتجوز ونشبع همس ..
-ربنا يصبرنى
شهد – ويصبرنى انا كمان
ومن بعدها ابتدت تقرا رسايل وكل رساله اجرأ من اللى قبلها وورا كل رساله مكالمه صوتيه بين شهد وكيان اما هو يتصل او هى ومدتها عشر دقايق ربع ساعه بالكتير ..

وفضلت كاميليا تجرى المحادثه وتقرا وهى حاسه بروحها بتتسحب منها ..

وحطت ايدها على بوقها وعقلها ابتدا يستنتج ايه اللى بيحصل مابين اختها وكيان فالمكالمات الصوتيه ودخلت فحالة ذهول وعدم استيعاب للى اكتشفته …

وهو ان شهد وكيان بيمارسو ال…ج….س فى التليفون ووصلت لحافة الجنون وهى بتسأل نفسها ياترى اختها عرفت تعمل دا ازاى، وامتا ،ومن مين؟؟
وزى المجنونه راحت على شهد وابتدت تضرب فيها بكل عنف وهى بتتكلم من بين سنانها : قووومى ..اصحى ياحيوانه يامتخلفه

شهد قامت مخضوضه وهى مش فاهمه فيه ايه وكاميليا ليه بتضرب فيها وتصحيها بالقسوه دى ؟!

شهد :آاااى كاميليا فيه ايه بتعملى كده ليه انتى اتجننتى ؟

كاميليا وهى بتلف التليفون على شهد : ممكن تفهمينى ايه اللى بيحصل بينك وبين كيان فالتليفون اليومين دول ياست شهد ؟

شهد بأستغراب: ههيكون بيحصل ايه يعنى ..عادى بنتكلم زى اى اتنين مخطوبين فيه ايه ؟
كاميليا : بتتكلمو فالج……س ياشهد ؟ هو دا الكلام العادى ؟
شهد ردت عليها ببرود وهى بتبص الناحيه التانيه : ايه اللى بتقوليه دا جبتى منين الكلام دا

كاميليا بغضب وهى بتلف وش شهد ناحيتها بعنف من شعرها : شهد انا مش عيله صغيره وفاهمه كل حاجه ومن المحادثات اللى بينكم عرفت ايه اللى بيحصل بالظبط ..تسمحى تفهمينى انتى ازاى تعملى كده وقبل دا كله تقوليلى مين اللى بتساعدك وتعلمك وتمليكى تكتبى وتقولى دا؟، لان دا لا اسلوبك ولا دا كلامك ولا انتى تعرفى حاجه زى دى اصلا انطقى ….أنا فهمت دلوقتى سر تاخيرك كل يوم فالجامعه بعد ماتخلصى محاضرات ..اتاريكى بتعملى كده ؟

شهد وهى بتحرر نفسها من ايد كاميليا :وانتى مين سمحلك تفتشى فتليفونى ولا فمحادثاتى ياست كاميليا؟ مش انتى اتخليتى عنى ورفضتى تكلميه بدالى وتساعدينى لحد مااتعلم عايزه منى ايه ..اكلمه زى مانا عايزه بقا واطلب مساعدة اللى يعجبنى .

كاميليا وهى بتقعد جمب شهد والدموع اتجمعت فعنيها ونبرة صوتها اتغيرت من الغضب للقهر المكتوم وهى بتقولها :
انا بعدت عشان مصلحتك ياغبيه ..عشان كيان ذكى وكان قرب يكتشف الاختلاف بينى وبينك ..
شهد : لا قرب ولا كان هيعرف والدليل ان صحبتى بتملينى اهو وهو محسش بأى حاجه …

كاميليا ردت عليها بغضب وغيره وقلبها كان بيتعصر وهى بتتخيل اللى بيحصل :
عشان مغيب من اللى بتعمليه معاه ووصلتى ووصلتيه ليه ..عشان عامل زى عيل صغير بيكتشف عالم جديد عليه ومش قادر يركز فأى حاجه تانيه ..

كيان زى اى شاب محروم لازم هينتهز الفرصه وينساق ورا شهوات وغريزه ماصدق انه لقى اللى تشبعهاله وتطاوعه فيها …

شهد : طيب ماهو دا المطلوب !!
كاميليا : يابنتى فوقى لنفسك بقى انتى ازاى قدرتى اصلا تعملى كده ومتقبلاه عادى ؟!! ..وازاى اصلا تخلى وحده تشوف كلام خطيبك ..ازاى تسمحيلها تكتبله الكلام الجريئ دا وهو يرد عليها كده ..وكملت بغصه :

طب مغيرتيش عليه منها …قلبك موجعكيش وهى بتشوف ادق اسرار الانسان اللى المفروض انه ملكيه خاصه بيكى انتى وبس، ولازم تخبيه عن الدنيا كلها وتخليه لنفسك..
ازاى بيهون عليكى بسهوله كده ؟ انتى ايه ياشيخه ..وكملت بهمس ..محستيش بنار بتشب بين ضلوعك ووحده غيرك بتتكلم مع حبيبك كأنها مراته ؟

شهد ببرود :لا عادى طبعا ليه احس بكل دا ..وبعدين دى وحده بتساعدنى مش هتحب خطيبى يعنى ؟ وبعدين هى عندها حبيب وزى مابتشوف محادثاتى بتورينى محادثاتها وبتعلمنى اتكلم ازاى مع كيان واقول ايه …
وبصراحه هى شاطره اوى فى ده وطريقتها ناجحه وكلامها فعال وانا وكيان ابتدينا ناخد على بعض اوى وكل الحواجز اللى بينا ابتدت تزول وحتى خجلى منه خف خالص بتشجيعها ليا ..

كاميليا :انتى غبيه اوى ياشهد ..غبيه ومحبتيش كيان ولو ذرة حب وحده عشان كده بتتصرفى تصرفاتك دى .

شهد بعصبيه :كاميليا كفايه بقا انا معملتش حاجه لكل دا ..انا اصلا اكتشفت ان بنات كتير بتطلب مساعدة صحباتها فالامور دى فبداية علاقاتهم وعادى يعنى ..

كاميليا :طيب وغضب ربنا والقرف اللى بتعمليه دا معاه عادى برضو ؟

شهد.:اه عادى وكل البنات بتعمل مع خطبانها كده واكتر من كده كمان ودا كلام فالتليفون يعنى مأرتكبناش الفاحشه ولا حاجه !!

كاميليا :ياسلام ياست شهد ..ودا بقا انهى دين اللى قال كده وفانهى عرف الكلام دا ؟

شهد :فى عرف كل المخطوبين ياكاميليا ..
كاميليا :مين اللى اداكى المعلومات دى وفهمك الكلام دا ..مخطوبين ايه اللى بيعملو كده ياشهد ؟ ..مفكرتيش نظرته ليكى هتكون عامله ازاى ..مفكرتيش زمانه بيقول عليكى ايه بينه وبين نفسه ؟!

شهد :مبيقولش حاجه واصلا هو مبسوط بيا كده ..احسن مايقول عليا بارده ويسيبنى زى شباب كتير فسخو خطوبتهم بسبب ان البنات اللى خطبوهم معرفوش يسايروهم فالكلام دا ؟

كاميليا :ميغور فستين داهيه،.. اللى عايز يعمل كده فالحرام دا بيبقى انسان لا له دين ولا عنده اخلاق وقلته احسن ..مين بس يابنتى اللى حط فدماغك الكلام ده

وبعدين مين قالك الواحد مابيقولش حاجه؟ دا بيفضل راكنهالها طول العمر وثقته فيها بتنعدم ودا سبب الغيره العميه اللى بيغيرها بعض الازواج على ستاتهم وبيعتقدو ان اللى عملت كده معاه فالحرام ومن غير ارتباط رسمى بعقد جواز هتعمل كده مع غيره وانه عادى عندها الكلام دا..
ودا كمان اكيد سبب فأن كتير بيبعدو عن الوحده اللى سبقلها الخطوبه لانهم اكيد بيكونو عارفين القرف اللى بيحصل بين المخطوبين !!

شهد اخدت نفس وزفرته وحاولت ترسم على وشها ابتسامه مصطنعه وهى بترد على كاميليا :

كوكى ممكن تخرجى نفسك بره الموضوع دا وانا عارفه انا بعمل ايه كويس ومش محتاجه نصايح عشان انا مبعملش حاجه اكتر من اللى كل الناس بتعمله ..

كاميليا :ياشهد فوقى بقا مش عشان الناس كلها رايحه جهنم هنروح وراهم ونمسك فديلهم زى العمى ..وبنبرة صوت اهدى كملت..ياحبيبتى اللى انتى بتعمليه دا اسمه زنى
شهد بصتلها وردت عليها باستنكار :لا طبعا .
كاميليا وهى بتمد ايدها تحطها فوق ايد شهد همستلها وهى باصه فعنيها : ياقلبي انتى كبيره وعارفه وفاهمه ..

طيب هتنكرى كلام الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال ان العين ليها زنى والايد ليها زنى والرجل ليها زنى والفم له زنى ؟

شهد : عليه الصلاة والسلام ..كاميليا ارجوكى سيبينى فحالى انتى عايزه منى ايه دلوقتى ؟

كاميليا :تبطلى اللى بتعمليه دا وتبعدى عن اللى علموكى تعملى وتقولى كده ..وكملت وهى بتاخد نفس ..وان كان على كيان انا هكلمهولك ياستى …
شهد بضحكه وهى بتخطف التليفون من ايد اختها :لا ياحبيبتى بطلنا ..انا بقيت بعرف اتكلم معاه خلاص ومرتاحين كده ..وبالنسبه للبنت اللى بتقوليلى ابعد عنها دى عالاقل وهى بتكلمه معايا مش بتلخبط وتقوله كلام غلط عنى زى الالوان والاكل والاماكن اللى بحبها ،..واضطرتنى انى البس هدوم بألوان مبحبهاش واروح اماكن مابارتحش فيها واكل اكل مش بطيقه ولا بحبه ، وكل دا عشان حضرتك كنتى بتنسى نفسك وتتكلمى بلسانك وعن نفسك مش عليا ..

كاميليا بخجل وارتباك :شهد انا كان قصدى انى احسن صورتك فعنيه مش اكتر عشان اخليه يحس انكم متشابهين ..
شهد :ايوه بس دا تاعبنى جدا ياكاميليا ؟
كاميليا بهمس : خلاص حقك عليا ..وتأكدى ان كيان وحده وحده هيعرفك اكتر ويكتشفك اكتر والحياه هتبقى مابينكم زى الفل ..كيان انسان طيب وقلبه كبير وجواه خير وخوف من ربنا لو لفتتى نظره ليه صدقينى هيبطل اللى بيعمله دا فورا انا واثقه من ده ..والدليل انى لما كنت بكلمه وكنت بصده مكانش بيتذمت ولا بيعترض وكان بيسكت على طول ..ابعدى عن رفقة السوء ياشهد ومتاخديش معلوماتك من الناس الغلط ..

شهد وهى بتهز دماغها بملل : طيب ياكاميليا بأذن الله هعمل كده

كاميليا سابتها وراحت على سريرها وقعدت عليه وهى حاسه بيأس وانها بتنفخ مع شهد فقربه مقطوعه وان اختها اتعملها غسيل مخ خلاص …

اما شهد فأخدت نفس عميق ونامت وهى بتبرطم على كاميليا عشان صحتها من عز نومها بالطريقه دى وكمان بسبب حاجه هايفه من وجهة نظرها ..

كاميليا فضلت صاحيه للصبح تتقلب على جمر وهى بتتخيل ان بنت غريبه بتتكلم مع كيان الكلام اللى قرته دا …وكمان شهد اللى بتكلمه صوت وحصل بينهم تجاوزات رهيبه فالكلام تقريبا زى المتجوزين ودا خلاها هتتجنن وفنفس الوقت مش قادره تفسر احساسها دا ياترى خوف على اختها او غيره على كيان منها ..لكن الاكيد ان الاحساس اللى هى حاسه بيه دلوقتى متعب وصعب ومش لطيف ابدااا ..

يومين مرو بعدها كاميليا كانت فيهم فى قمة غضبها من شهد وبتصدها فالكلام وفاكره انها بكده هتقدر تخلى شهد تحس بغلطها وتتراجع عنه لكن شهد ولا هى هنا وبتتعامل معاها عادى وبتكلمها برضو مهما كاميليا صدتها
كاميليا النهارده رجعت البيت بعد ماخلصت محاضراتها وفاليوم دا شهد كانت رجعت بدرى من الكليه قبلها…
واول مادخلت اتفاجأت بكيان عندهم فالبيت وشافته هو وشهد قاعدين مع بعض فالصالون وماسكين الكتالوج بتاع الالوان والظاهر بيحاولو يتفقو على الالوان بتاعت الشقه
واللى كيان مشى المره اللى فاتت من غير ماياخد قرار من شهد بالالوان اللى حباها وسابلها الكتالوج عشان تختار براحتها وتبلغه وهى من يومها لا اختارت ولا قررت وكل ماتختار لون ترجع فرأيها وكل ماتحاول تسأل كاميليا عن رأيها كاميليا تقولها اختارى لوحدك دى شقتك اعتمدى على نفسك ..

كاميليا القت السلام عليهم ودخلت على الاوضه غيرت هدومها وراحت على مامتها فالمطبخ تساعدها ..

شويه وابتدت كاميليا تنقل فالاكل عالسفره عشان يتغدو سوا وبالصدفه سمعت كيان بيشد مع شهد وصوته متعصب عالاخر :
-شهد انا بجد مش فاهمك ..مبقتش قادر افهمك ، انتى كل شويه بشخصيه مختلفه وكلام مختلف ..تقولى كلام وترجعى تنسيه وتنفيه ..مره تطلعينى لسابع سما ومرات تنزلينى لسابع ارض ..شهد انا بقيت حاسس انك شيزوفرنيا وفمرحله متقدمه كمان ولازم حد متخصص يشوفك ؟

شهد ردت عليه ببرود : كيان اهدى محصلش حاجه لدا كله ..فيها ايه يعنى لما اقولك بحب لون معين وارجع اقولك مبقتش بحبه خلاص اجرمت يعنى ولا اذنبت ؟

كيان : لا اتجننتى ..يعنى عالاقل الواحد عشان ميوله تتغير من النقيض للنقيض دا يلزمله ان مكانش سنين شهور عالاقل ..لكن فأيام ياشهد ؟ ايام ؟

شهد بضجر : يوووه ياكيان بقا انت هتمسكلى عالوحده !! انا بحبش الاسلوب دا على فكره ..وبنبرة دلع ..خليك فرفوش بقا ..خليك كيان بتاع الهمساتِ والاهاتِ والصمت ِ الرهيبِ وتبعتها بضحكه وغمزه خلت كيان ابتسم وهز دماغه وهو بيقولها :
اهو التحول حصل اهو …فثانيه خناقه ،والثانيه اللى بعدها علطول دلع ،وممكن بعد شويه الاقيكى بتمشى عالحيط ..عارفه ياشوشو انتى بتفكرينى بالبنت الملبوسه اللى اسمها ايميلى روز بالظبط ..

شهد وهى بتضحك : انا ياكيان ؟
كيان وهو بيهز دماغه بتأكيد : ايوه انتى ياشهد

كاميليا طول الوقت كانت بتسمع ومبتسمه وهى حاسه ان صوت كيان اعادلها بعض الطمأنينه والتوازن اللى كانت مفتقداهم جدا فالفتره اللى فاتت ..وروى جواها عطش شديد كانت حاسه بيه ناحيته ..

قعدو كلهم على السفره وابتدو ياكلو وفالاثناء دى ..

شهد بتمد طبق لكيان فيه صدور فراخ
كاميليا بدون وعى : لا هو بيحب الورك مبيحبش الصدر …
لحظات سكوت واستغراب من الكل واولهم كيان ..وكاميليا الدم جمد فعروقها وبرقت عنيها لما وعيت على نفسها قالت ايه وبحركة مراوغه زكيه بصت لشهد وقالتلها :

مش انتى يابنتى قولتيلى قبل كده ان خطيبك مابيحبش صدور الفراخ وبيحب الورك زى بابا بالظبط نسيتى ولا ايه؟
شهد بتوتر : اااه صحيح ..تصدقى نسيت ياكاميليا ..
كيان بص لحماته وبنبرة سخريه وضحكه سألها : حماتى بأمانه قوليلى لو شهد عندها زهايمر ومش هزعل ولا هسيبها والله… بس عشان اعرف اتعامل معاها ازاى ..وكمان لو بتعانى من اى امراض نفسيه عشان يبقى عندى فكره بس ..

حنان : لا يبنى كفاله الشر زهايمر ايه ايه وامراض ايه الشر بره وبعيد بنتى زى الفل اسم الله عليها ..

كيان ضحك وهو بيرد عليها : بس بس خلاص مهو طبعا هتقولى كده بسأل مين انا ؟
الكل ضحك وكيان وجه كلامه لكاميليا اللى كانت سرحانه وبتقلب فطبقها وهى بتسمع كل حرف بيقوله كيان :
وانتى ايه رأيك ياكاميليا ..ممكن تدينى تقرير وتحليل لشخصية شهد عشان اعرف اتعامل معاها ..اظن انتى انسب وحده للمهمه دى عشان انتى هتتعاملى مع الموضوع بطريقه علميه بحته وحياديه مش عاطفيه زى حماتى ..
كاميليا اخدت نفس وهى بترد عليه وعينها على شهد : شهد تعامل معاملة الاطفال ياكيان عشان حقيقى عقلها عقل طفله ..

كيان بصدمه : معاملة الاطفال ؟ والله كان قلبي حاسس ..طب ولامتا الكلام دا بقا يعنى له سن معين وهينتهى ولا ايه ؟
كاميليا بأبتسامه مكسورة : لحين اشعار آخر

شهد بنبره طفوليه : كده برضو ياكوكى بتنصفيه عليا ؟ طب زعلانه منك ومخاصماكى ..
كاميليا بضحكه :متزعلى انا( لا ابالى)

كلمه طلعت بعفويه والكل كمل اكل عادى بعدها الا كيان اللى حس ان الدنيا وقفت من حواليه وصدى الكلمه فضل يتردد جواه باستمرار ..لا ابالى ..لاابالى ..لا ابالى!!! …الكلمه كانت شهد دايما تقولهاله فبداية خطوبتهم ..فأحلى فتره عدت عليه معاها واحلى شخصيه اكتشفها فيها ..وبعدها بطلتها خالص ..
مسمعهاش منها ولا مره لافجد ولا فهزار ولا جابت سيرتها كأنها اختفت من قاموسها نهائى ..

كيان نزل الاكل من ايده للطبق تانى وبص لكاميليا واستغراب كامل سيطر عليه وابتدا يتعامل بشخصية المحامى ويسأل شهد اسئله من كلام قديم عادى كانو متكلمينه فالفتره دى وشهد طول الوقت كانت مرتبكه وتبص لكاميليا قبل ماترد عليه ولان كيان مش غبى لاحظ حركة عيون كاميليا وهزة دماغها اللى كانت بتأيد او بترفض كلام شهد وبناء عليه شهد كانت بتكمل او بتتراجع عن الكلام ..

كاميليا حست بقلق وخوف من اسلوب كيان وحست انه بيحقق اكتر مابيدردش وخصوصا وهى شايفه ملامحه اللى هدوئها اتعكر وعلامات حيره ابتدت تسيطر عليه ..

اما كيان فابتدا عقله بالاستيعاب وابتدا يجمع خيوط ويربطها ببعضها وتقريبا صوره ضبابيه للى كان بيحصل اتكونت قدامه لكن لسه محتاج يتأكد من شكوكه اكتر عشان الصوره تكمل …

كيان : الحمد لله ..سفره دايمه تسلم ايدك ياحماتى الاكل يجنن

حنان : اقعد يبنى انت مأكلتش حاجه ؟ ..واضح ان الاكل يجنن بدليل انك قومت من غير ماتكمل طبقك حتى !!
كيان : صدقينى شبعت عالاخر هى جبرت كده تسلم ايدك حقيقى ياحماتى الاكل تحفه ..
شهد وهى قايمه عشان توصل كيان للحمام عشان يغسل ايده ..

كيان : لا ياروحى اقعدى كملى اكل انتى مأكلتيش حاجه ..وبص لكاميليا اللى كانت ماسكه فوطة السفره وبتمسح على بوقها دليل انها شبعت وقال :
كاميليا هتورينى الطريق اظن هى شبعت خلاص ..
كاميليا وهى بتقوم : اه انا شبعت الحمد لله ..اقعدى انتى ياشهد كملى اكلك انا كده كده قايمه ..

حنان : ابقى علقى عالشاى معاكى ياكوكى
كاميليا : حاضر ياحبيبتى ..ودخلت قدام كيان للطرقه المؤديه للحمام والمطبخ واللى كان فآخرها حوض قدام الحمام فوش المطبخ هو دا اللى كيان وقف يغسل ايديه عليه وبص لكاميليا فالمرايه وهى داخله المطبخ وراقبها وهى بتحط البراد عالنار وولعت وفضلت شويه باصه للنار بتوهان وبعدها اتنهدت كأنها بتفكر فموضوع كبير شاغل كل تفكيرها ..

كيان خلص غسل اديه وقفل الميه ومسك الفوطه اللى كانت متعلقه جمب الحوض وابتدا ينشف اديه وهو باصص لكاميليا اللى لفت عليه لقته واقف بينشف ايديه وعينه عليها فالمرايه ..

كاميليا قلبها دقاته اضطربت لما شافت تركيز كيان على انعكاسها فالمرايه كأنه بيتفحصها واتنحنحت وخرجت من المطبخ وهو علق الفوطه مكانها واتحرك وراها وعواصف رعديه من الشك ابتدت تضرب عقله بقوه

كيان قاعد مع شهد بعد العشا فالصالون وبيشرب الشاى وابتدا يركب كل الكلام بتاع بداية فترة الخطوبه على شخصية شهد اللى قدامه واللى كانت قاعده مشغوله بتقلب فالكتالوج بحيره واضحه ومش قادره تاخد قرار فمجرد الوان بقالها وتختار لون وتتراجع عنه تانى ولقاها مش راكبه خالص ..

كيان : شهد ايه آخر قصيده كتبتيها ممكن تقوليهالى ؟
شهد وهى محتاره فالاختيار ردت عليه بدون وعى : قصيدة ايه انا مبكتبش قصايد كاميليا هى اللى بتكتب شع….ورفعت دماغها لما انتبهت لنفسها وبصت لكيان لقته باصص للارض وبيهز دماغه وهو مبتسم

شهد بسرعه : قصدى مكتبتش من زمان من آخر قصيده كتبتها وقولتهالك ..بس وحياتك ماتقولى سمعيهانى عشان انا مش فاكره منها ولا حاجه ..

كيان بنبرة تهكم : لا متخافيش مش هقولك حاجه ..واكيد طبيعى متفتكريش منها حاجه ..قالها وهو بيحط كباية الشاى اللى فأيده على الطربيزه وبيقوم ..

شهد : ايه ياكيان رايح فين لسه بدرى مش هتستنى بابا لما يرجع زى ماطلب منك ؟

كيان : لا معلش اصلى افتكرت حاجه مهمه اوى كنت ناسيها ..

شهد : وهى ايه بقى الحاجه المهمه دى اللى مقولتليش ؟

كيان : بعدين هقولك عليها … هكلمك بالليل النهارده ضرورى عايزك فموضوع مهم اوى ..شهد كشرت ورفعت عنيها عليه ولسه هتعترض كيان كمل : واتس ..هكلمك واتس عشان متكونلكيش حجه …شهد بلعت ريقها بتوتر وهى باصاله وشايفه فعنيه نظره اول مره تشوفها ومش قادره تفسرها واللى مستغرباه اكتر نبرة اصراره دى ..

شهد :طيب متتكلم دلوقتى وقول ايه هو الموضوع المهم او حتى ادينى فكره عنه هو فيه حد معانا ولا حد سامعنا هنا ؟

كيان : لا اصل الموضوع طويل وباباكى خلاص على وصول ..وانا كمان هتأخر على مشوارى ..قالها وهو بيبص لساعته واتحرك عشان يمشى

شهد بدلع : باى ياكوكو

كيان لف وبصلها بجمود : شهد الاسلوب دا مش لايق عليكى بجد وكتير حذرتك من كلمة كوكو دى وانى مبحبهاش …
شهد ممكن تتعاملى معايا بشخصيتك انتى زى ماهى بدون زيف او اقتباسات عشان بجد محاولات التشبه بحد تانى وتقليد اسلوبه وأفعاله مبتكونش ناجحه خالص.

شهد بعدم فهم : تقصد ايه ياكيان ؟
كيان بابتسامه هاديه : مقصدش ياشهد ..مقصدش ..المهم متنسيش وتنامى بالليل وتسيبينى آكل فبعضى ..وميل عليها وهمسلها جمب ودنها:
اليوم ستسقط الاقنعه ياشوشو ..

 

 

 

قالها ورفع ايده يحيها تحيه عسكريه قبل مايتحرك من قدامها وسابها غرقانه فحيرتها ونزل …

كيان وهو نازل عالسلم قابل كامل
حماه اللى اول ماشافه ابتسمله ابتسامه بشوشه ومدله ايده عشان يسلم عليه وهو بيقوله :
مالسه بدرى يبنى ..معلش مقدرتش اكون معاك كان عندى شغل كتير النهارده بس يعنى البيت بيتك وانتا من يوم مادخلته وانا اعتبرتك ابنى وواحد من البيت فمتأخذنيش ..

كيان وهو بيحضن ايد كامل حماه بأديه الاتنين :
وانا يعلم ربنا ياعمى انا كمان اعتبرتكم اهلى وحضرتك فمقام بابا الله يرحمه وبعتبركم عيلتى التانيه ..

كامل : ربنا يديم المحبه يبنى ..طب اطلع نقعد سوا حبه دانت واحشنى ونفسى اقعد اتكلم معاك شويه

كيان : لا معلش اعذرنى المرادى ورايا مشوار مهم هروحه واوعدك انى هزورك فالمحل فأقرب فرصه واقضى مع حضرتك يوم بحاله وهنتكلم مع بعض لما نشبع ..
كامل وهو بيطبطب على دراع كيان : اتمنى دا يحصل فأسرع وقت ..مع السلامه يابنى فى امان الله ياحبيبي ..

كيان بحب : الله يسلمك ياعمى ..ونزل تحت انظار كامل اللى وقف مراقبه بأبتسامه لحد ماغاب عن عنيه وبعدها طلع لشقته ..

**********
بالليل كاميليا قاعده بتذاكر وعينها على شهد اللى قاعده بتاكل فشافيفها ومتوتره …

كاميليا :مالك بتاكلى فنفسك ليه ؟
شهد بعدم تركيز : هاه ..لا ولا حاجه ..فترة سكوت وبعدها شهد هى اللى وجهت السؤال لكاميليا :

– كاميليا هو يعنى ايه لما واحد يقول لخطيبته اليوم ستسقط الاقنعه ؟

كاميليا ايدها توقفت عن الكتابه ورفعت عينها بعيد وهى بترد على شهد ..
كيان اللى قالك كده ؟
شهد :اه اصر انه يكلمنى النهارده بالليل ومقبلش اى اعذار وقالى الجمله دى !

كاميليا قلبها حدثها بشيئ وخصوصا بعد اسلوب كيان وتصرفاته الغريبه النهارده لكنها كدبته وردت على شهد : يمكن ميقصدش بيها حاجه ياشهد وقالها كده وخلاص للهزار يعنى .

شهد : لا ياكاميليا انتى ماشوفتيش تعابير وشه كانت عامله ازاى ..كيان مكنش بيهزر ابدا كان بيتكلم بجد …

كاميليا وهى بتديق حواجبها بحيره وتهمس لنفسها : ياترى قصدك ايه ياكيان بكلامك دا ..يارب متكون تقصد اللى فهمته ..ورجعت تكمل فنقل المحاضره اللى قدامها لكن بفكر مشغول وبال مشدوه ..

اما شهد فخرجت للصاله تدور على ترجمه لجملة كيان عند صحبتها اياها لما ملقتش عند كاميليا..

وصحبتها ترجمتلها الكلام ترجمه لا تمت للمعنى الحقيقى بأى صله .. وشبهت الاقنعه اللى يقصدها كيان بملابس شهد وانها رغبه مبطنه انه عايز يشوف من شهد اللى يعلقه بيها اكتر ..
واقنعت شهد ان دا تطور عادى فعلاقتهم ، وانها لما تعمل كده دا هيخليه ميشوفش طريقه ولا يبص لوحده غيرها… ودا برضو عادى بين المخطوبين واى خطيب لازم يكتشف جسم خطيبته وهى كمان ودا من حقهم هما الاتنين عشان محدش ينصدم فالتانى ودى من الحجات اللى لازم تحصل …

ولان شهد بقت بتمشى ورا كلام البنت دى بعميانيه بعد ما شافت تأثيره قبل كده على كيان وانه بيحوله فثانيه لطفل صغير وبيخليها تحس انه فأضعف حالاته قررت انها هتفضل ماشيه ورا كلامها للنهايه ولو طلب كيان منها حاجه زى دى هتعملها فورا ..

الساعه عدت نص الليل وبعدها بدقايق وصلت لشهد رساله من كيان فتحتها وابتدت تتكلم معاه زى ماصحبتها علمتها بجمل الدلع اللى حفظتهملها واللى بيفتحو المجال بعدهم لكلام اصعب …

لكن المرادى اتفاجأت ان كيان مش مندمج معاها ولا متجاوب بل بالعكس ردوده ناشفه وكلامه بالغاز واغلبه شهد مش فاهماه وخصوصا لما سألته مالك النهارده وهو رد عليها :
– انا النهارده بحاول اكتشفك ..

شهد ابتسمت بعد الكلمه دى واللى من وجهة نظرها اكدت كلام صحبتها

بصت حواليها واتأكدت انه مفيش حد ومدت ايدها فتحت سوستة البجامه اللى كانت لابساها وكشفت الجزء العلوى من جسمها وفتحت معاه كاميرا لاول مره…

كيان استغرب وقام قعد على حيله بعد ماكان متكى عالسرير واتصدم جدا وهو شايف شهد ببجامة بيت صدرها مفتوح وبتكشف عن جزء كبير من جسمها وكيان باستغراب سألها :
شهد ايه دا ؟
شهد وهى بتقرب الكاميرا على جسمها : ايه مش عاجباك ولا ايه ؟ انا فاهمه ياكيان انتا عايز ايه وانا اهو قدامك اكتشفنى زى مانتا عايز وزى ماتحب ..وعلى فكره كل حاجه فيا هتعجبك ..
قالتها وهى بتغمزله بعينها وكيان هز دماغه بسخريه وبعد عنيه عن شهد فالتليفون وهو بيقولها : ياليت الاقنعه لم تسقط ولم يظهر مايخفى باسفلها ..شهد اقفلى بعد اذنك الكاميرا هرن عليكى صوت عايز اسألك فكام حاجه كده ..

شهد يادوب قفلت الكاميرا وسمعت صوت امها بنبرة غضب بتسألها :
شهد بتعملى ايه ؟
شهد اتخضت والتفتت بسرعه وشافت مامتها واقفه ومسنوده عالباب بتاع الاوضه وبصالها بكل غضب ..

وبسرعه ولخمه بتحاول تلم هدومها وتقفل سوستة البجامه وبلعت ريقها بخوف وهى شايفه مامتها بتقرب منها وبتقعد جمبها عالكنبه وهى بصالها بملامح اقل مايقال عنها انها بتنذر بمحاكمه قاسيه وحساب عسير …

حنان بنبره حازمه :شهد ممكن تفهمينى ايه اللى كان بيحصل من شويه دا ؟

شهد نكست دماغها للأرض ومردتش على امها وحنان اخدت نفس وحاولت تهدى نفسها وتتكلم بنبرة صوت اهدى وتحتوى الموقف عشان اى تصرف قاسى منها او عقاب شهد هتعند اكتر …

حنان : بصى ياشهد انا فاهمه كل اللى كنتوا بتعملوه انتى وخطيبك ..

وهقولك حاجه وياريت تسمعينى وتفهمى اللى هقولهولك دا كويس ..

اعتبرى اللى بتتكلم معاكى فاللحظه دى مش امك
اعتبرينى صاحبتك اختك اى حد قريب عليكى بينصحك عشان النصح من الام الاولاد دايما بيعتبروه فرض رأى ومحدش ابدا بيوافق بحاجه اتفرضت عليه ولا بينفذها مهما كانت درجة صحتها اونفعها ليه …

الكلمتين اللى هقولهوملك دول ياشهد عايزاكى تحطيهم حلقه فودنك ..

كتير بيوت اصحابها بيشتكو بعد الجواز انها مفهاش بركه ..او رزقهم قليل مهما سعو ،وكل البيبان مقفله فوشهم ودايما ابواب الرزق مسدوده فوشهم ..او انهم مهما كان فيه فلوس بتدخل بيتهم مبتكفيش..

مع ان فيه بيوت افرادها اكتر ورزقها اقل بس بيكفى ويفيض وفيه بركه ..او مثلا خساره تكون ملازمه الناس دى فأى مشروع يدخلوه او اى مصدر اكل عيش يحاولوا يفتحوه ودايما الناس بتوصف الحجات دى بالنحس وتعلقها على شماعة الحظ السيئ …

بس لا ياشهد الامور دى بيكون سببها (ذنب )الناس دى بدأت حياتها بيه او عملوه وماتابوش ولا استغفرو او كفرو عنه ..وكل اللى بيحصل معاهم دا عقاب من رب العالمين عشان تَعدو على حدوده واستهانو بيها فى لحظات طيش فقد قال تعالى فى كتابه العزيز ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) صدق الله العظيم ..

وكمان ياشهد انا يمكن اكون اتأخرت عليكى فالنصيحه دى وكان لازم اقولهالك فبداية خطوبتك بس قولت انك اكيد فاهمه وعارفه كل حدودك مع خطيبك.
وعارفه اداب الكلام فالتليفون بين اى اتنين مخطوبين

وانه له حدود من اهمها انه ميثرش شهوات وان الوحده حتى ترقيق نبرة صوتها مع خطيبها لا تجوز، او حتى الكلام اللين معاه.. لان دا بيوصله لعدم السيطره على نفسه ويدفعه لارتكاب رزيله بيخرج بها من رحمة الله …
وطبعا هتكلم معاكى بوضوح اكبر واقولهالك صريحه وبالخط العريض عشان لا حياء فالدين الحاجه دى هى (العاده السريه) ياشهد …
شهد بصت للارض بخجل وامها كملت ..بصى يابنتى انتى طبعا مش محتاجه اقولك المخاطر اللى بتحصل من ورا الحاجه دى لانك اكيد عارفه كل دا واكيد يعنى قريتى عنه اما صدفه او عمدا فى يوم من الايام ..

انا كل اللى هاقولهولك دلوقتى ان الوحده بتاخد الذنب زيها زى خطيبها لو ساعدته فحاجه زى دى حتى لو هى معملتهاش ..

والاتنين بكده بيكونو بيبتدو حياتهم بجبل من معاصى وذنوب مش بياخدو بالهم منه غير بعدين لما يلاقوه واقف فطريقهم وحائل بينهم وبين البركه فالرزق .. او حتى الرضى بالمقسوم و السعاده وراحت البال ..

وكملت وهى بتمد ايدها تمسد على شعر شهد وهى شايفه ملامحها الخايفه :

يابنتى مش معنى اننا غلطنا ان ربنا مش هيسامحنا ..لأ ياقلبي ربنا سبحانه وتعالى قال فى كتابه العزيز

(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}
معنى الايه انت غلطت اه بس متستمرش فالغلط وتقول حتى لو تبت ربنا مش هيسامحنى ..لا ياروحى ان الله يحب الخطائين التوابين ..يعنى اللى بيتداركو نفسهم بسرعه وبيرجعو عن الغلط ويتوبو منه ويفضلو يستغفرو ويستغفرو الى ان يتوب الله عليهم ..

وحاجه مهمه اوى تانى ياشهد : الوحده تضمن منين ان خطيبها دا هيكمل معاها ويتجوزها ؟ مش يمكن مايحصلش نصيب زى مابيحصل كتير والخطوبه تتفض وكل واحد يروح لحاله ؟ ..ساعتها بقى قوليلى الوحده تعرف منين انه مش هيطلع سرها بره ولا يوصف اللى شافه منها لاقرب حد ليه وكل قُريب عنده قُريب ومن دا لدا الوحده تنفضح وينفضح سترها ؟!! ..
وغير كده هى نفسها لو جمعتها الطريق بيه صدفه هيكون شعورها ايه وعينها هتكون مكسوره قدامه وهو بيبصلها و حافظ كل شبر فيها ومطلع عليه وعنيه بتعريها …

وفوق دا كله جوزها المسكين اللى بيكون فاكر ان هو اول واحد يشوف جسم مراته حلاله ويتمتع بيه وميعرفش ان فيه غيره شبع منه بالحرام !!!
الاتنين التفتو على صوت كامل وهو بينادى :
فينك ياحنان هتباتى فالصاله النهارده ولا ايه ؟
حنان : جايه ياكامل ثوانى بس بتكلم مع شهد فحاجه وجايالك علطول ..

كامل : طيب ابقى هاتى ميه وانتى جايه ..
حنان : حاضر ياحبيبي ..

وبصت لشهد وكملت بنبرة عتب :

وكمان ياشهد حطى قدام عنيكى دايما ان اى غلطه هتعمليها مش هتتحاسبى عليها لوحدك ..بالعكس انا وباباكى لينا نصيب من الحساب والعقاب لان دا بيكون تقصير مننا فتعليمك اصول دينك وحدود الله …يرضيكى ياحبيبتى تجازى حبنا وتعبنا عليكى بسيئات تديهالنا وتخلينا نتحاسب عليها بدون ذنب ..

شهد هزت دماغها بسرعه بالرفض ورفعت عنيها اللى بتلمع بالدموع وبصت لمامتها وبصوت نادم همستلها :
اسفه ياماما غلطه ومش هتتكرر ..

حنان بابتسامه : انا عارفه ياشهد انك انقى وانضف بنت فالدنيا وهقولك نصيحه تمشى بيها باقى عمرك ..
وانتى يابنتى بتكتشفى حاجه جديده فالدنيا ابقى تحرى مصدر معلوماتك كويس اوى ،واتأكدى انه مصدر مضمون وموثوق واى حاجه هتعمليها شوفى الاول هى حلال ولا حرام وشوفى ثوابها وعقابها وهتوصلك وتوصل بيكى لفين …

وهمست وهى شايفه ملامح شهد الباكيه

ربنا يحفظك يابنتى من همسات شياطين الانس قبل شياطين الجن ويوفقك ويرشدك الى مايحب ويرضى …
وكملت وهى باصه لايد شهد اللى بتكنسل على كيان باستمرار وهو مستمر يرن :
ردى عليه يابنتى وابتدى تحطى بينك وبينه حدود ومسافات تخليكى دايما فأمان من هنا لآخر العمر فدنيتك وآخرتك ..

اكبرى فعينه وخليكى دايما الايد اللى بتاخد بيه لطاعة ربنا والقرب منه وصدقينى وقتها ربنا هيحطلك محبه جوا قلبه تعادل الجبال وعمر ماحد يقدر يهزها او يزحزحها ابدا ..

شهد : طيب ياماما واللى بيفسخو الخطوبه عشان البنت بترفض تعمل اللى هما بيطلبوه منها ؟

حنان : صدقينى ياحبيبتى لو كان خيراً لبقى ..مش يمكن ربك سبحانه وتعالى بيكون شايف ان الشخص دا مينفعلهاش وبعده عنها بسبب خوفها منه وطاعتها ليه ؟
يابنتى ربنا بحكمته دايما بيبعد عباده الصالحين عن دروب لا تليق بهم ويسخر لهم برحمته من الاقدار اجملها …

شهد ابتسمت وهزت دماغها لمامتها برضى وامها قامت وراحت على المطبخ بعد ماطبعت بوسه على جبين شهد واخدت شفشق ميه وكبايه ودخلت اوضتها هى وكامل ..

شهد ردت على كيان اللى اتفاجأت بهدوئه برغم انها كنسلت عليه كتير اوى وكانت فاكراه هيكون شايط من الغضب لكنها متعرفش ان كيان كانت فدماغه حسابات تانيه وتقريبا اتاكد منها وهو فاكر ان شهد مش عايزه ترد عليه خوفا من ان امرها ينكشف ..

قفل معاها بعد كام كلمه وهى دخلت الاوضه وهو رجع نام على السرير والاتنين الليلادى اتقاسمو السهر وعيونهم رفضت تنام..

شهد احساس بالذنب والمعصيه مسيطر عليها بعد ما امها ادتها صفعه قاسيه بكلامها دا فوقتها عاللى بتعمله ولعنت نفسها الف مره على الطريق اللى مشيت فيه ورا وحده معندهاش اخلاق ولا دين لمجرد انها تستحوز على اهتمام خطيبها وترضيه وتعجبه …
اما كيان فكان عدم نومه احساس بالغضب والقهر وكان بيحاول انه يتوصل للقرار المناسب اللى هياخده بعد مايواجه ويكشف كل حاجه وعلى لسان اصحابها …

 

 

 

وغصب عنه من بين تفكيره سرح بخياله فكلام كاميليا والتفاصيل اللى كانت بتحكيهاله عن شهد واللى اتأكد دلوقتى بس انها تخصها هى،

ودا خلى قلب كيان نبض وخصوصا وهو بيسترجع المرات اللى كانت هى بتبدأ بالكلام معاه فيها ولهفتها الواضحه وهى بتسأله عن تفاصيل يومه وازاى كانت بتستمر ساعات وساعات تتكلم معاه من غير كلل ولا ملل ،وازاى كانت بتسمع منه اى حاجه بصدر رحب واى مشكله كان بيحكيهالها كان بيلاقى عندها الحل الامثل ليها لدرجة انه احيانا كان بيناقشها فقضايا مسكها قبل كده وكان يتفاجأ بفهمها للملابسات وتوصلها للحل قبل ماهو يقولهولها …

وايقن بعد كل دا ان كاميليا هى الانسانه المناسبه ليه مش شهد ..وانها حبته واتعلقت بيه زى ماهو كمان اتأكد انه بيبادلها نفس الشعور .. وقرر انه هيتأكد من دا اكتر بس وهو قريب منها وعينه فعينها عشان متقدرش تنكر ..

تانى يوم كاميليا وشهد وباباهم طلعو كالعاده كل واحد راح مكانه المعتاد وكيان كمان صحى بدرى لبس هدومه واتصل بأوبر واتأجر منهم عربيه لليوم كله وراح وقف قدام الجامعه بتاعت كاميليا واستناها بعيد لحد ماخرجت وبسرعه شغل العربيه وراح عليها ووقف قصادها واخدها للمقطم وحصلت المواجهه اللى كيان كان متأكد من نتيجتها بنسبة ١٠٠% وكاميليا كمان اكدتله ده بدون ادنى جهد …

واهم فى طريقهم للرجوع من نفس الطريق لكن ابدا مش بنفس القلوب ولا بنفس المشاعر …

خجل …ندم .. خذلان ..احساس بالغدر .. والخيانه ..احساس بالغباء ..كل دى احاسيس كانو راجعين بيها لكنها كانت كلها متغلفه بحب محدش فيهم يقدر ينكره عن التانى مهما حاول ..وكل دا حصل بسبب استهتار ولا مبلاه حطمت ٣ اشخاص …

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *