رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثالث عشر 13 بقلم عمرو
رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل الثالث عشر 13 بقلم عمرو
رواية حياة أحيت لي قلبي البارت الثالث عشر
رواية حياة أحيت لي قلبي الجزء الثالث عشر
رواية حياة أحيت لي قلبي الحلقة الثالثة عشر
فى اليوم التالى استيقظ عمران مبكراً … كان يقف امام مرآة المرحاض يتطلع الى هيأته وهو يقوم بحلاقة ذقنه بتلك الماكينة الرجالية … لقد نوى على اخذ الخطوة التى لا يعلم عواقبها ولكنه سيطيع قلبه … لن ينسى فقداؤه ابداً … فواحدة ابنته قطعة روحه والاخرى حبه الاول … تلك الفتاة الهادئة الخلوقة التى تدخل عقل اي شاب مقبل على الزواج … تلك التى اقتنع عقله بها واثبت للجميع انه محق فى حبها … كما اثبتت هي انها نعم الزوجة والام ولكنها رحلت عن عالمهم هي وابنته رحلت مبكراً ولكنها ارادة الله وله فى فى ذلك حكم ..
ولكن يبقى الصغير المسكين وقلبه الضائع … سيسير قدماً تجاه مستقبله ويتمنى الا يندم .
انتهى من حلاقة ذقنه ونظر برضا للمرآة وها هو ينوى الاستحمام كي ينزل الى والده فعليه مراضاته مما حدث امس … فهو اخطأ بانفعاله ولكنه لم يحتمل عندما سمع بكاء طفله فاسرع الى الحديقة مما جعله يرى اسلام وهو يسحب حياته بعنف واجبار … ماذا ! .. هل قال حياته ؟ ! … ماذا بك يا رجل ؟
انتهى من الاستحمام وخرج لغرفته يرتدي بنطال جينز وقميص رجالى فاتح ذو اكمام … سيراضيها فهي لم تخرج من غرفتها منذ ما حدث … حتى انها لم تتناول الطعام وهذا آلمه جداً … يعلم انها مستاءة منه ولكن حقاً عندما يصل الامر اليها يقف عقله عن التفكير .
رن هاتفه … تناوله وابتسم وفتح الخط مردفاً بعتاب _ اخيراً عبرتنى …. دانا فكرتك نسيتنى ! .
اردف صالح كعادته بمرح _ انساك ازاي يا حبيبي دانا مبنمش الليل ..
ضحك عمران على صاحبه مردفاً بنبرة مرحة لم يعهدها _ ده المزاج رايق بقى … عملت ايه فى المأمورية بتاعتك ؟
تنهد صالح بارتياح مردفاً _ اااه الحمد لله خلصتها على خير وقدرنا نمسك راس الحية … كانت مأمورية صعبة وفيها دوشة كتير … بس مش هتصدق انا عملت ايه كمان .
ترقب عمران مردفاً بتساؤل _ عملت ايه يا خويا ربنا يستر ؟
اردف صالح بحب _ كلمت ابراهيم انى بحب اخته وعايز اتقدملها … وهو وافق ومستنيني بكرة وطبعا انت هتيجي معايا .
اومأ عمران مردفاً _ اااه قول كدة بقى … يعنى بتتصل بيا علشان مصلحتك … وانا اللى فكرتك بتسأل عليا … على العموم مبروك يا صاحبي وطبعا هاجي معاك …
اردف صالح بعتاب _ تشكر يا صاحبي … بس فعلا انا مكنتش ناوى اكلمك بسبب عمايلك …. ارتحت لما ضيعتها من ايدك ؟ … قلبك مرتاح دلوقتى ؟
جلس عمران على طرف الفراش مردفاً بتيه وتنهد _ ومين قالك انى ضيعتها … انا خلاص يا صالح … مبقتش اعرف اكمل من غيرها … استحوذت عليا بالكامل وانا ناوي مضيعهاش … وهقولها كل ده … بس هي ترضى تكلمنى بعد اللى حصل امبارح .
فرح صالح لصديقه واردف بحماس وتساؤل _ حصل ايه بقى وعلى مهلك علشان انا واضح ان فاتنى كتير بسبب ام المأمورية دى .
ضحك عمران وبدأ فى سرد ما حدث معه لصديقه الذى ظهرت جميع الريأكشنات على وجه الا الحزن .
____________
فى غرفة حياة تجلس تهاتف مروة هي الاخرى … فقد قلت اتصالاتهما بسبب عتاب مروة على تصرفات حياة … دائما توبخها على حبها لعمران وتعلقها به …
اردفت حياة بتعب _ وانا اعمل ايه فى قلبي يا مروة … قلتلك مليون مرة غصب عنى .
اردفت مروة بغضب _ ازاي يعنى يا حياة … مهو اكيد لازم يكون عندك سبب منطقي … عايزة تسيبي الشاب اللى اشتراكي وقدرك وسنه مناسب لسنك ولسة انتى اول واحدة فى حياته وتمشى ورا قلبك … عايزة تحبى واحد قلبه مع مراته اللى ماتت … ولو اتجوزك مع ان ده صعب هيبقى علشان خاطر ابنه وبس … انتى غلطانة يا حياة … غلطانة اوي … انتى جميلة ومش ناقصك حاجة وانا متعودتش عليكي كدة .
حزنت حياة مردفة بحدة وألم _ انتى ليه مصممة تتعبيني يا مروة … وايه غير رأيك كدة فى عمران … مش كنتى بتدعميني ؟
اردفت مروة بحنق _ ايوة الكلام ده قبل ما اشوف اسلام … وبصراحة بقى انا عقلتها … مستقبلك مع اسلام مضمون …. واللى حصل امبارح ده سوء تفاهم … اكيد عنده اسبابه … اعدى معاه واعرفي هو عمل كدة ليه … وسيبك من قلبك اللى هيضيعك ده …
تنهدت حياة بتعب مردفة بحزن _ ماشى يا مروة اقفلي بقى علشان رحيم هيصحى على صوتي .
اغلقت معها والقت الهاتف باهمال ونظرت لهذا النائم بجوارها فهي من ارادت ذلك فى الامس لانها كانت بحاجته … طلبت من اسماء ان تحضره لها وبالفعل دثرت نفسها فى حضنه ونامت والان تتطلع له بحب وحنو وتدنو تقبل وجنته متنهدة بقوة … كأنه اصبح نقاط قوتها وضعفها هذا الملاك الصغير … نظرت له بألم تحادثه وهو نائم لا يعي شيئاً … اردفت بهدوء _ اعمل ايه يا رومي … قولي انت اعمل ايه … كلام مروة لو فكرت فيه فهو صح …. بس قلبي مش متقبله … قلبي واجعنى يا رومي … غصب عنى اتعلقت بيه … قلبي دقله من اول مرة شفته …. من خمس سنين لما اداريت ورا ظهره وهو حمانى من سوسن وانا حسيت بالامان اللى اتحرمت منه … بس ده كان وقتها حلم مستحيل بالنسبالي … مكنتش متخيلة انه ممكن يحصل … اتعلقت به اوى يا رومي وبنظرته وباسلوبه وبغموضه … بس هو ليه محسش بيا … وليه بعد ما اسلام خطبنى جاي يقول انى اخصه … هو ليه عايز يلعب بقلبي ؟ ..
ثم تحولت نظرتها فجأة ونظرت للبعيد مردفة بعند حياة _ كلام مروة صح …. هو مش عارف هو عايز ايه … انا ليه اعلق نفسي بيه … واسلام ذنبه ايه علشان اعمل فيه كدة ؟ … انا لازم اعد معاه واعرف ليه عمل كدة امبارح … لازم اسمعه .
تململل الصغير وبدأ يتحرك فأنتبهت له مردفة وهى تميل عليه تقبله _ رووومي حبيبي … صباح الفل يا قمر … يالا قوم بقى علشان حياة جعانة وعايزة تفطر .
ابتسم الصغير وبدأ يردد اسمها فحملته بحب واتجهت للمرحاض … خرجت بعد قليل بعدما هيأته واصبح مستعد للنزول معها بحماس ..
نظرت لنفسها وله فى اامرآة مردفة تسأله _ ايه رأيك يا رومي … قمر مش كدة ؟
اومأ الصغير فابتسمت وهى تقبل وجنته مردفة _ انا كنت عارفة .
اتجهت للباب وفتحته ونزلت للاسفل متجهة لغرفة المائدة …. وجدت عبير ويحيى واولادهم … القت السلام بهدوء فرد عليها يحيى باعجاب بينما نظرت عبير لها نظرة نارية … يبدو ان هذه الفتاة لن تيأس بسهولة … فهي تحزن ساعة ثم تعود مجدداً بطاقة ايجابية كأن شيئاً لم يكن .
جلست تلاعب الصغير وقد اندمجت معه لحين حضور الجميع الذى من الواضع تأخيرهم على غير العادة .
دخل عمران يلقى التحية على الجميع وعندما سمعت صوته تلاعبت الفراشات على قلبها العاشق الضعيف التى تلعن صعفه …. ولكن عيناها أبت النظر اليه … بل تجاهلت تحيته وظلت تلاعب الصغير موالياه ظهرها ..
اردف يحيى مبتسماً بعدما رد التحية _ اخيراً يا عمران حلقت ذقنك .
اومأ له عمران مبتسماً بهدوء ثم اتجه الى صغيره ماراً من جانبها فمرت خلال انفها رائحة عطره التى عشقتها … رفعت نظرها اليه وكأن قلبها يعاندها وحتى عيناها طاوعته ونظرت له يا لكي من خائنة ايتها العينين …
تلاقت اعينهم للحظة … لقد كان وسيماً جداً بعدما نمق ذقنه … نظرت له باعجاب ثم تحولت نظرتها الى غضب .
غمز لها بطرف عينه مبتسماً وهو يردف _ صباح الخير .
ثم مال على صغيره يحمله ويقبله بحب وجلس بجانبها لاول مرة .
تعجبت وتوترت من جرأته ومن لا مبالاته التى تراها لاول مرة …. فهو يتصرف كأنه لم يفعل شيئا امس … ابعدت نظرها عنه ومثلت اهتمامها بهاتفها ولكن بداخلها تريد تمزيق تلك الوجه الوسيم الذى يبتسم بلا مبالاة .
دخل يوسف تتبعه ثريا … اردفا التحية ونظر يوسف لابنه بغضب … وبرغم فرحته الداخلية من هيأته الدالة على بدأ تكملة حياته الا انه غاضب منه وبشدة منذ امس .
جلسا مكانهما واشرعوا فى تناول الفطور وكل واحداً منهم عقله شارداً فى امر ما .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى فيلا احمد … يجلس هو بفرده يفكر … هل عاد الماضى ليهاجمه … كيف يمكن ان تكون هي … ابنته ! … وكيف يتأكد انها هي ؟ … هو كان متأكداً من ان الماضى سيعود وينتقم منه … لقد القى بلحمه امام دار الرعاية دون شفقة … لقد كان ضعيفاً وغوى زوجته المتكبرة وغوى الشيطان والقى بطفلته امام الدار حتى يتخلص منها …
اردف بحزن ودموع كأنه يبرر موفقه _ بس انا مكانش قدامى حل تانى بعد ما حنان اتوفت … مكنتش هقدر احميها … الفت كانت هتعذبها .
تحدث صوت ضميره مردفاً بحدة _ بس انت كنت تقدر على الاقل تسيبها عنداخوك … بما انك انسان ضعيف ومقدرتش تحميها وقتها كنت خليتها عند يوسف .
اردف هو يحادث نفسه _ اخليها عند يوسف ازاي وزوجته كانت اتوفت هي كمان وقتها … كنت هسيبها ازاي وهو كان حمله والدين … انا مكنش قدامى حل تانى …. انا لو كنت اخدتها لالفت كانت هتخليها خدامة …. وانا وقتها مش هقدر افتح بؤى … الفت واهلها كانوا ممكن يودونى ورا الشمس … انا عملت الصح .
اردف ضميره _ الصح ! … الصح انك سبت بنتك تتربى كأنها بنت حرام وانت عايش ؟ … ويا عالم هي نفسها حياة ولا لاء … هتعمل ايه بقى يا ابن الكومى لو طلعت هي … هتحلها ازاي وهتعرف اولادك ازاي ان خطيبة ابنك هي بنتك ! … وهتعمل ايه لو طلعت مش هي ؟ … هتكمل عادي !
اردف وهو يعنف نفسه ويشدد على شعره بقوة _ معرفش .. معرفش … انا لازم اتأكد الاول … لازم اتأكد ان كانت هي او لاء .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عودة لعمران الذى انتهى من فطاره واردف موجهاً حديثه لوالده _ بابا ممكن اتكلم معاك شوية لوحدنا ؟
نظر له يوسف بغضب مردفاً بحدة _ خير … لسة هتقول ايه بعد كلامك وعمايلك امبارح ؟.
نظر عمران ارضا بحرج فاستكمل يوسف بلوم وعتاب امام الجميع _ تضرب ابن عمك وتشلفط وشه … فاكر نفسك فى حلبة مصارعة ! … وتقول كلام مالوش اي لازمة وانا فهمتك قبلها انى مش هقف بينك وبين ابن عمك … لكن انت عديت حدودك امبارح يا عمران … خليتنى لاول مرة اخجل من افعالك .
رفع عمران نظره الى والده ناطقاً بألم وحرج امام الجميع _ تخجل من افعالي ! … للدرجة دي يا بابا ؟ طب حضرتك كنت عايزنى اتصرف ازاي وهو عايز يجبر حياة تتحرك معاه غصب عنها ومصمم يكتب كتابه عليها ؟ … كنت عايزنى اتصرف ازاي وهو بيهجم عليا يضربني ؟
كانت حياة تستمع بصمت ولاول مرة يحن قلبها لاجله … فهو محق ولكن تصرفه كان خاطئ .
اردف يوسف بحدة برغم اقتناعه بحديث ابنه _ بردو ميصحش ابداً اللى عملته وقولته … كان فيه مليون طريقة تانية .
اومأ عمران مردفاً باحترام _ تمام يا بابا … شوف حضرتك يرضيك إيه وانا تحت امرك .
اردف يوسف بترقب _ تعتذر لابن عمك … وتعتذر لحياة .
ضيق عمران عينه مردفاً باستنكار _ اعتذر لابن عمي ! ؟ … ازاي يعنى ؟ … اعتذرله عن ايه بالضبط ؟ … عن انى دافعت عن نفسى ولا عن انى منعته يلمسها ؟ … انا مغلطتش يا بابا … لو غلطت هعتذر فوراً … عن اذنك .
وقف مغادراً ولكن قبل ان يخرج التفت ينظر لحياة مردفاً بصدق _ حياة …
نظرت له بتساؤل وترقب فاستكمل بحب _ انا أسف .
غادر المكان بأكمله بعدما اصطحب سيارته متجهاً الى مكان عمله حيث يوجد صالح حتى ينفس عن غضبه معه قليلاً .
اما حياة فانفطر قلبها لاجله … لقد اعتذر منها امام الجميع ورد اعتبارها … ولكنها حزينة لاجله فكلام يوسف له كان مؤلم .
اخذت الصغير ووقفت مردفة _ طيب عن اذنكوا … هاخد رحيم ونخرج برا شوية .
غادرت هي مصطحبة الصغير وغادر يحيى ايضا الى عمله بينما عبير قررت الذهاب لمنزل اهلها وظل يوسف جالسا هو وزوجته ثريا التى اردفت مؤنبة _ ليه كدة يا يوسف … يعنى حتى لو كنت عايز تحاسبه يبقى بينك وبينه مش قدامنا كلنا وتحرجه كدة ! .
تنهد يوسف مردفاً بحكمة _ معلش يا ثريا … انا قلبي كان يوجعنى مع كل كلمة بقولهاله … بس انا عارف ابني … علشان مرة تانية يتصرف بعقله …ولا خلاص حياة هتجننه ؟
ضحكت ثريا مردفة بخبث _ههههه بقى الواد حلق دقنه بعد شهور علشان يعجب البنت تقوم تزعله كدة … لاء وايه شوفته لما اعتذرلها … خلاص يا يوسف عمران وقع .
ضحك يوسف ايضا مردفاً _ يستاهل … يستاهل كل حاجة حلوة .
《》《》《》《》《》《》《》
فى فيلا احمد
يجلس اسلام يتحدث مع احدهم عبر الهاتف بصوت منخفض … ولكن فجأة تقتحم الفت غرفته فينتفض مردفاً وهو يغلق هاتفه _ ايه يا ماما ابقي خبطي الاول لو سمحتى .
اقتربت الفت منه تجلس على طرف الفراش مردفة _ انت لسة زعلان مني ؟
نظر لها اسلام بعمق مردفاً _ قصدك انك ضربتيني ! … ولا قصدك على رفضك لحياة ! … ولا علشان دايماً بتقفى قصاد اي حاجة بتسعدنا ؟
تنهدت الفت مردفة بهدوء _ ياااا … دانت زعلان اوي بقى ؟ … اسمعنى يا اسلام …. انا فعلا بتدخل فى حياتكوا بس لانى بخاف عليكوا … انت لما صممت على حياة انا وافقت ف الاخر … بس انا قولت انها بنت صاحب يوسف واهلها اتوفوا … واضطريت ارضا علشانك … لكن تطلع بنت من دار ايتام ومنعرفش اهلها مين ولا فين … يبقى لازم اتكلم يا اسلام … لازم الحق ابني الوحيد انه يضيع سمعتنا ويرتبط ببنت مش معروف اصلها … يعنى لو فكرت كويس هتعرف انى مش غلطانة .
لوى فمه مبتسماً بسخرية مردفاً _ طب وحضرتك عايزة ايه دلوقتى ؟
تنهدت الفت مردفة بترقب _عايزة اتأكد انك هتبعد عنها … انا موافقة على اي واحدة تختارها غير البنت دى …. انا كنت عايزة اخدكوا ونرجع لندن بس انتوا مش هتوافقوا على قراري … علشان كدة احنا هنفضل هنا بس تبعد تماما عن البنت دى .
شرد اسلام قليلاً ثم اردف بمراوغة _ اوكي يا ماما … وانا موافق … بس لما اتكلم معاها الاول .
اردفت بتهكم _ وده امتى بقى ان شاء الله ؟
نظر للامام مردفاً بغموض _ قريب … كان ممكن يبقى النهاردة بس بسبب اللى حصل امبارح مش هينفع … الامور تهدى بس وهكلمها … وهنفذلك اللى انتى عيزاه .
ابتسمت الفت برضا واردفت _ ايوة كدة برافو عليك … هو ده ابني .
وقفت مغادرة بينما هو نظر لاثرها بشرود يفكر فى ما ينوى فعله ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى فيلا يوسف الذى رن هاتفه برقم اخيه فاجاب مردفاً _ احمد ! … ازيك .
اردف الاخر بترقب _ ازيك يا يوسف … هو انا ينفع اجي اعتذر منكو ومن حياة عن اللى حصل امبارح من ابني ؟
اردف يوسف بتعقل _ اه طبعا ده بيتك تيجي في اي وقت وبعدين مافيش داعي للاعتذار … هما شباب والاتنين للاسف غلطوا .
اردف احمد بهدوء _ تمام … انا كدة هبقى مرتاح … انا جايلكوا دلوقتى ..
اغلق معه واتجه يوسف للخارج حيث حياة وثريا ليخبرهما بمجئ احمد …وبالفعل بعد دقائق قليلة حضر احمد وقد ظهر على ملامحه التوتر والارتباك الذى لاحظهم يوسف اثناء تبادل السلام ..
جلس احمد ينظر الى حياة التى تنشغل مع ثريا فى الحديث وهو يتأملها بقوة … هي ! … ايمكن ان يحدث شيئاً كهذا ؟ … عليه ان يتأكد فى اسرع وقت ..
اردف موجهاً حديثه اليها _ حياة انا عايز اعتذرلك نيابة عن اسلام واللي حصل امبارح .
ابتسمت حياة مجاملة تردف _ لا يا عمي حضرتك مش لازم تعتذر منى … حضرتك زى عمي يوسف عندى وحصل خير .
اردف يوسف باعجاب _ تسلمى يا حبيبتى … خلاص بقى يا احمد … انا هنادى على عفاف تحضر الغذا ناكل سوا .
قاطعه احمد مردفاً _ لاء مالوش لزوم … انا بس معلش هستعمل الحمام واخرج علطول علشان عندى معاد مهم ..
اومأ له يوسف حتى انه اراد ان يصطحبه كي يدله على مكان المرحاض ولكن منعه احمد مقنعه بأنه يعرف الطريق ودلف الى الفيلا بترقب ينظر حوله بقلق ثم صعد الدرج بهدوء وبدأ ينظر الى الغرف بحيرة … فتح اول غرفة قابلته وذو الباب الاصغر نسبياً فوجدها غرفة الصغير … اغلقها واتجه للغرفة التى تاليها وفتحها …. تبدو هي !… دلفها وبدأ يتأكد من انها لها فوجد صورة لها موضوعة فى ايطار خشبي رقيق على الكومود فتأكد انها لها واتجه الى تلك الطاولة التى تحمل ادواتها الشخصية وامسك بفرشاة الشعر الخاصة بها … ثم اخرج من جيب جاكيته كيس بلاستيكي صغير وامسك خصلة من بين خصلات شعرها المعلقة على الفرشاة ودثرها فى الكيس واغلقه مطبقاً اياه ثم وضعه فى جاكيته ثانيةً وغادر بعدها على الفور بترقب وحذر …
نزل للاسفل ومنه الى الخارج مردفاً بتوتر وهو يقترب منهم _ هستأذن انا بقى يا يوسف علشان الحق معادي .
اومأ يوسف بتفهم واردف _ تمام يا احمد … بس هستناك تتغدا معايا وقت تانى .
اومأ مبتسماً بقلق وغادر بعدها مسرعاً ليتأكد من ظنونه … بينما ثريا وحياة كانتا منشغلتان بحكايتهما سويا ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الصالة الرياضة يجلس كلاً من عمران وصالح يتبادلون الحديث وصالح يواسي صديقه مردفا _ معلش يا عمران … عمي يوسف اكيد ميقصدش انه يزعلك او يقلل منك قدام حياة … هو اكيد عايزك تتحكم فى اعصابك شوية
اردف عمران بغضب وغيرة _ عارف … بس لما شفته بيسحبها غصب عنها اتجننت … معرفش عملت كدة ليه وقولت الكلام ده ازاي بس فعلا حياة جزء مني …. مش هسيبها يا صالح … هتفضها من الخطوبة دي وبعدها هتكون ليا … ميهمنيش بقى زعل اسلام ولا هي مين ولا فرق السن ولا الدنيا كلها ..
اومأ صالح مؤيداً _ انت صح … بس لازم تتكلم معاها الاول … لازم تعرف رأيها .
نظر للامام يضيق عيناها مردفاً بغموض _هيحصل .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
عند احمد الذى اتجه الى احدى المعامل الطبية وتم اخذ عينه منه وخصلة شعر حياة لكي يقوم بتحليل الحمض النووي لهما حتى تتضح له حقيقة الامر الذى يرعبه .
《》《》《》《》《》《》》》》》》》
فى المساء
قررت ثريا اصطحاب حياة للذهاب لشراء بعض الاغراض لرحيم ..
وها هما فى طريقهما الى احدى الاماكن التى اخبرت ثريا حياة عنها …. كانت حياة تحمل الصغير وتجلس بجانب ثريا فى الكرسى الخلفي بينما السائق يقود فثريا تخشى القيادة بنفسها وحياة لم تتعلم بعد .
ولكن فجأة اردفت ثريا موجهة حديثها للسائق _ايوة اقف هنا يا رمضان .
توقف السائق فوراً واردفت حياة بتعجب وهى تلتفت حولها _ فين المحل ده يا ماما ثريا … مافيش هنا اي محلات .
وفجأة انفتح الباب الخلفي من جهة حياة وظهر عمران من العدم مردفاً بأمر _ انزلي يا حياة .
نظرت له متعجبة ثم لفت نظرها لثريا تنتظر تبريرها لما يحدث ولكنها وجدت ثريا تسحب منها الصغير مردفة بحماس _ يالا يا حياة انزلي … اسمعي كلام عمران .
اردفت حياة بحدة _ انزل فين وايه اللى بيحصل ده ….. ممكن حد يفهمنى .
تنهد عمران بقوة مردفاً بهدوء _ حياة انزلي لو سمحتى … لازم نتكلم .
ربعت يدها مردفة بعند وهى تتطلع للامام _ مش نازلة … ومافيش بينا كلام … اطلع يا عم رمضان يالا .
اردف بغضب _ استغفر الله العظيم يارب … حياة انزلي بدل ما اخلي ماما وعم رمضان يركبوا عربيتى وبردو هتيجي معايا .
نظرت حياة الى ثريا بيأس فأومأت لها ثريا مشجعة فتأفأفت حياة وهي تنزل ببطء مردفة _ طب ابعد علشان انزل .
ابتعد قليلاً فنزلت هي مردفة _ نزلت … خير .
نظر لها مبتسماً ثم مال من جانبها ينظر لثريا مردفاً _ تمام يا ماما روحى انتى ورحيم وانا هجيب حياة واجي … مش هنتأخر .
اومأت ثريا بفرحة مردفة _ ماشي يا حبيبي … خدوا راحتكوا .
انطلقت السيارة بهما وظلت حياة واقفة بجانب عمران وحدهما على جانب الطريق … بدأت تفرك يدها بتوتر فأردف مشاكساً _ متخافيش يا حياة مش هخطفك … اركبي يالا .
مرت من امامه متجهة لسيارته وركبتها صافعة الباب بقوة دليل على غضبها اما هو فاتجه لكرسى القيادة وبدأ يقود بصمت .
وصل بعد دقائق امام مبنى مرتفع عبارة عن فندق راقي … اردف بهدوء _ انزلي يا حياة وصلنا .
نظرت لذلك البناء واتسعت عيناها مردفة بخوف _ فندق ! … انت جايبنى هنا ليه ؟
نظر لها بتعجب مردفاً _ لا حول ولا قوة الا بالله … انزلي يابنتى وبطلي افورة .
نظرت له بغيظ ثم فتحت الباب ونزلت ونزل هو ايضا يمشى بجوارها الى ان دخلا المكان ..
استخدم المصعد واشار لها بالدخول فدخلت بتوجس ودخل معها وضغط الزر الاخير تحت انظارها المرعوبة واستعدادها للهجوم فى اي لحظة .
وصل المصعد الى الطابق الاخير وهو المكان الخاص بالعشاق … حيث الهواء الطلق والسماء الصافية والانوار الهادئة … حيث المقاعد على شكل قلب والطاولات التى تحمل شموعاً ذو رائحة رائعة …
نظرت حياة الى المكان بانبهار … لقد ساءت الظن به … كان المكان عبارة عن مطعم رائع على سطح تلك الفندق … كان مكان اشبه بالخيال … حتى انها تناست عمران وهى تتجول بعيناها تكتشفه بفاه مفتوح وتعجب … لاول مرة ترى عيناها مثل تلك المكان … وزيادة فى روعته لقد كان يطل على النيل ..
فاقت من تعجبها على صوت احدهم يردف بترحاب _ اهلا عمران بيه … اتفضل مكانك موجود .
اومأ عمران بصمت ثم التفت الى حياة مردفاً بابتسامة رائعة _ اتفضلي يا حياة .
نظرت له بتساؤل … ولكنها مشت معه الى تلك الطاولة المعدة بعناية لاجلهما … بدأ قلبها يرتجف … بدأت الفراشات تتلاعب على اوتار مشاعرها … لقد ظنت انها ستصرخ وتستخدم اظافرها ولكنها الان تشعر بشئ رائع يستولى على قلبها … لماذا احضرها الى هنا ؟ … هل تسأل ! … غبية حياة .
سحب عمران لها المقعد بطريقة منمقة اعجبت هي به واتجهت تجلس عليه مبتسمة بهدوء بينما هو اتجه للمقعد الاخر وجلس امامها يطالعها بحب .
نظر للنادل واردف _ ثوانى وهنطلب بس سيب المنيو .
اومأ النادل وغادر تاركاً لهما حريتهما … نظر عمران لحياة التى تناظره بتساؤل … طالت نظراته حتى انها ابعدت عيناها تجاه النيل بتوتر ولكن قلبها ينبض بشدة … تنتظر حديثه كذلك المشجع الذى ينتظر احراز الجول فى الثوانى الاخيرة من المباراة … طال الصمت وهو يتأملها يبدو انه يتلاعب بقلبها الضعيف …
كانت تنظر الى ذلك المنظر الرائع ولكن عندما طال صمته غضبت منه واردفت بحدة وهى تناظره _ ممكن اعرف جايبنى هنا ليه ؟
ابتسم واردف باستفزاز _ لاء .
نظرت له بغيظ ثم وقفت مردفة _ يبقى لازم امشي من هنا حالاً
كادت ان تغادر ولكنه امسك معصمها مردفاً بهدوء _ اعدي يا حياة مش هيسمحوا تنزلي من غيري انا منبه عليهم بكدة .
اتسعت عيناها بزهول وظهر الغضب على ملامح وجهها الطفولي الذى يعشقه … نظرت له ثم نظرت الى تلك السور الفاصل بين السطح والخارج وكأنها تفكر في شيئاً ما .
ضحك عليها مردفاً بحب _ ههههه متفكريش … مافيش هنا ملايات توصليها ببعضها علشان تنزلي .
نظرت له بتعجب وقد لانت ملامحها فى لمح البصر وحل محلها الزهول … هل يتذكر ! … كيف ! … جلست وهي متعجبة تردف بتساؤل _ يعنى ايه !؟
تنهد بقوة يسحب نفساً عميقاً ثم اخرجه مردفاً بصدق واعتراف لاول مرة يظهر للعلن _ يعنى من خمس سنين واكتر يا حياة … فاكرة لما حاولت انقذك ووقعتى … وقتها انا عيني جت فى عينك … واللحظة دي عمري ما هنساها … هتصدقي لو قلتلك انى مش عارف وقتها ايه اللى حصلي … بس كأن نظرتك ليا حركت مكان عميق جوايا … برغم انى وقتها كنت بحب واحدة … ساعتها حسيت نفسى خاين ومتلاعب بس فعلاً غصب عنى … مش عارف ليه ولا ازاي بس ده اللى حصل …
كانت تستمع له بتصنم … حتى انها أبت ان ترمش كي لا يفوتها حركة خافتة منه … تخرج انفاسها بهدوء شديد كي لا تشوش على صوته … استكمل هو مردفاً _ كملت في طريقي مع الانسانة اللى عقلي اختارها واقتنعت بيها جدا … وفعلا اتجوزتها وعشت معاها اجمل ايامي وربنا رزقنى منها ببنتى وابني … نسيت انى شوفتك او اتناسيت واتغضيت عن ضميري اللى كان دايما بيأنبنى انى خاين وان قلبي ازاي يعمل كدة … حبيت مراتى … جداً … خصوصا انها كانت هادية وطيبة … محاولتش تعمل اي مشاكل او اي توتر طول الخمس سنين مع انى متأكد ان مرات اخويا مكنتش بتفوت اي موقف الا لما تأذيها … بس هي كانت بتتجنبها وتحل الموضوع قبل ما يوصل لعندى … كانت بتحاول ترضيني علشان كدة كانت هي تاج على راسى … كانت مالية عليا دنيتى هي وبنتى وابني … كنت فعلا عايش فى سعادة معاهم … بس للاسف جه القدر وبين يوم وليلة ملقتهاش لا هي ولا بنتى … قالولي انها خرجت تشترى حاجة لبنتى مع انى قبلها كنا سوا جايبين كل حاجة … عملت حادثة … طب ليه صممت تسوق بنفسها وهي اصلا بتخاف من السواقة ؟ …. اول ما الخبر وصلنى ضحكت … تخيلي … من كتر الصدمة اللى ضربت صدرى ضحكت … عقلي مش قادر يستوعب ان هما فعلا ماتوا … كل شئ وكل يوم وكل لحظة عيشتها معاهم مرت من قدام عينيا زى شريط الفيديو …. دخلت فى صدمة بجد وقلبى اه بينبض وبتنفس بس مافيش حياة … حياتى وقفت … مراتى وبنتى … وقتها مكنتش بفكر فى ابني نهائي … كل اللى جوايا انى خسرت وخسارتي لا تحتمل …
كل هذا وحياة تبكي … لا تتخيل مدى الالم الذى شعر به … برغم قلبها المتألم لحبه لزوجته وكلامه عنها ولكن يبقى قلبها نقى يحزن لحزن احدهم … تركت امرها جانباً واستمعت لحزنه على زوجته بترحاب … اما هو فكان مع كل حرف تنزل منه قطرة حارقة … اعتراف وفضفضة يريد ان يخرجها لها وحدها … يريد افراغ ما بداخله حتى يرتاح ويبدأ من جديد .
مسح دموعه بمنديل ورقي واكمل _ مر الوقت عليا وانا ضايع يا حياة … ابنى اهملته وعيلتى بعدت عنها … كل اللى جوايا وجع وحزن ويأس … بس فجأة … لقيت بابا جابك الفيلا علشان تهتمى برحيم … شوفتك … شوفتك وانا داخل الفيلا … ونفس اللى حصلي اول مرة حصلي تانى وقت ما شوفتك … ليه وازاي مش عارف … علشان كدة اتعصبت … علشان كدة اتكملت بطريقة وجعتك … مسألتيش نفسك انى عرفتك من غير ما بابا قالي … مسألتيش نفسك انى افتكرتك فوراً ؟ …. بعدها حاولت ابعدك … حتى لو بطريقة تجرحك بس لازم ابعدك …
احساسي لما بشوفك لا يمكن كنت هتقبله … انا مش هقدر اعيش جوا عذاب انى ممكن اكون خاين وغير وفي … انا جربته مرة قبل ما اتجوز ولاء بس صعب اجربه بعد موتها وبعد ما عشت معاها السنين دي كلها … هي متستاهلش مني كدة … هي تستاهل انى احزن عليها … ويعلم ربي ان حزني عليها وعلى بنتى نار مش هتبرد … علشان كدة كنت دايما بحاول ابعدك عنى … مش معنى كدة انى مش بحبك او بسبب موضوع الميتم او بسبب السن او او … بالعكس تماماً … ده بسبب صراعي بين قلبي وعقلي … بس كل ده اتبخر بمجرد ما اسلام طلب ايدك … كنت زى الاسد المربوط … لا عارف ابعد ولا قادر اتكلم ولا عارف اعيش … حياتى اتقلبت واتبدلت … ولما قولتيلي علشان رحيم قلبي وجعنى اوي … اتخيلت معقول متكونش بتحبني ؟ … معقول تكون عايزاه ! … ولما لقيتك بتقولي انك موافقة وقتها كأنك طعنتيني من ظهرى وخرجت من قلبي … احساس محبش ابدا اتخيله تانى … كان لازم ابعد والا كنت فعلا هتجنن …
ولما روحت عند اهل ولاء ظناً منى انى هرتاح لقيت قلبي تعب اكتر وبدأ جوايا نفس الصراع بين قلبي وعقلي … بس اللى حسملي امرى … هي امى التالتة … مديحة مامت ولاء … هي اللى حركتنى … هي كانت سبب فى انى النهاردة جبتك هنا علشان اقولك انى بحبك يا حياة … علشان اقولك ان قلبي ملكك … علشان اعترفلك باللي جوايا من سنين وباللي عشته من اول ما شفتك … بحبك يا حياة وهفضل احبك ومش هقدر اسيطر على قلبي ولا على احساسي اللى ملازمنى طول الوقت … بحب عيونك وبحب جنانك وطفولتك وجرئتك … بحب ريحة الفراولة مع انى بكره الفراولة … بحب الشعر البنى مع انى بكره اللون البني … بحب جنانك مع انى بيعجبنى العقل … بس معاكى انا بخترق قانون اي شئ … حياة …. اتجوزيني وارحمى قلبي .
يتبع…
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية حياة أحيت لي قلبي)