روايات

رواية الملاك الشرس الفصل الثاني عشر 12 بقلم زينب فراج

رواية الملاك الشرس الفصل الثاني عشر 12 بقلم زينب فراج

رواية الملاك الشرس البارت الثاني عشر

رواية الملاك الشرس الجزء الثاني عشر

الملاك الشرس
الملاك الشرس

رواية الملاك الشرس الحلقة الثانية عشر

“سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”
نخ آسر على ركبتيه بجوار المسطحه أرضا ليحملها بين أضلاعه وهو يصرخ بإسمها طلباً منها الإستيقاظ : سيدرا سيدرا فوقي معلش حقك عليا والله أسف
ظل يحثها على الإستيقاظ على وضعها على الفراش وشممها من العطر ما يكفي للكثير من مثل حالة الإغماء ليقوم بالإتصال على طبيبة معرفة له بينما أتي بكوب من الماء ينثر قطراته على وجهها الذي تصبب بالعرق..
بعد فتره قد وصلت الطبيبه للمنزل وقامت بفحص سيدرا بهدوء وعندما أنتهت أنهال عليها آسر بالكثير يسألها عن أحوال وحالة سيدرا، فإبتسمت الطبيبه قائلة بعمليه : متقلقش دي حالة إسمها الغشي فقدان الوعي لما بتعيط كتير بيأثر على التنفس وضربات القلب فبيحصل الحاله دي بس مش بتروح بسرعه حسب درجه الزعل يعني كلها نص ساعه أن شاء الله وتفوق
شكرها آسر في تأدب : شكرا يا دكتوره تعبناكي معانا اتفضلي أوصلك
دخل آسر إلي الغرفة مره أخري بعدما ذهبت الطبيبه ليجلس على حافة السرير يتأمل ملامحها حيث يراها لأول مره بكل هذا السكون.. سكون ملامحها ليس بهين هي فقط كل ما تفعله بأنها تسلب من لب عقلة.. أخذ يهاب منها وعليها.. أختيرت هي من بين الجميع لتتعمق خيالة كما أختيرت سدرة المنتهى من بين الأشجار للقاء النبي بسيدنا جبريل.. جميلة هي ورائحتها ذكية طيبه عيونها خالبة كما حال سدرة المنتهى.. تظلل قلبة كما تظلل سدرة المنتهى المارون من تحتها.. فهي سدرة الآسر منذ ليل اليوم..

 

 

 

إقترب منها ببطئ شديد وطبع قبلة سطحيه على جبينها القمحي ثم وضع قبلة أخري وترك أنفاس تضرب وجهها الذي لا حول له ولا قوة، ظل مقتربا منها بهذا الشكل لكن مانعا نفسه من التعمق أكثر فبعد عنها وهو يقبض على يداه بكل ما أتاته من قوة..
فتحت عينها بثقل وقد نقل آسر جلسته على كرسي بجانب السرير، لتمسك رأسها بوجع وهي تقول بوجع : همم أاه
نظر لها آسر بلهفه، لتحاول هي الإعتدال فوقف يساعدها فنظرت له ببرود وهي تقول : خلي حضرتك مكانك مينفعش تساعدني علشان أنت رجل غريب عني
تحشرج صوته وهو يقول : حقك عليا متزعليش مني.. بس أنا شايفك صغيره ومن حقي أنصحك
إبتسمت ببرود وقالت : بصفتك إيه.. أبويا!! أخويا!! لا تكون خطيبي مثلا..! ولا جوزي وأنا مش واخده بالي
لم يختلف بروده عن برودها وهو يقول : أعتبريها زي ما تعتبريها يا سدرة المنتهى..
نظرت له بغيظ وقالت : سيدرا..
لم يعاير غضبها أهتمام وقال : تعرفي فيكي كتير أوي من سدرة المنتهي.. جميلة.. لذيذه.. ملفته.. ريحتك مختلفه.. حتي بعيده زيها بالضبط.. فيكي كتير أوي من غموض وراقها وفيكي أكتر من حنان غصونها..
أخذت كوب ماء من جانبها وهي تبتسم ببرود مرتشفه ببرود ثم أنزلته من يداها وقالت : أه وممكن أقعد وأهد كل إللي تحتي تعرف دي؟!
إبتسم بهدوء وقال : كل إللي يجي منك حلو
نظرت له بغيظ وخرجت عن ثوب البرود وقالت : أنت متخلف ولا عندك إنفصام.. أنت مش شوية كنت بتشكك في أخلاقي يا إبن الناس.. لو سمحت أطلع بره علشان عايزه أنام وأعتبرني من دلوقتي مش المربيه بتاعت ست جيلان هانم ولا خدامه أخوها أستاذ آسر بيه الجراحي..
إبتسم لها بعدما طبع قبلة رقيقه على يداها وقال : أنت عيون آسر بيه مش الخادمه يا سدرة.. تصبحي على جنة يارب
لم تجاوبة بل سحبت يداها بغيظ فأكمل هو ببرود مبتسما : وأنا أهلها
★★★

 

 

 

إتجه محمود الى منزل ياسمين ليأخذ ليلي بعدما طلب الإذن من والدتها التي لم تأخذ رد من ليلي يقنعها حتي الأن.. هبطت محمود وليلي بعدما ألقي التحيه إلي والدتها وتحدث إليها قليلاً وحدثها عن ميوله وهوايته كما لو كانت العروس وليس حماته..
نظر محمود ليلي بغيظ فمنذ أن هبطت وهي صامته فقال هو : هتفضلي ساكته كدا كتير
جاوبت ببرود : السكوت أحسن حل..
_ أنتي مش واخده بالك أننا هنتخطب بعد يومين
_ للأسف واخده
_ المفروض نعرف بعض كويس أحنا مش بنلعب
ضحكت بسخرية واضحه وقالت : لسه قايم تاخد بالك أننا لازم نعرف بعض.. ضحكتني والله
_ أحنا هنتخطب بعد يومين يا ليلي وكتب الكتاب بعدها بإسبوع
_ أنت بتقرر الكلام ليه حد قالك أني مسمعتش..؟!
لم يتحكم في أعصابه أكثر من ذالك فكيف تضع كل اللوم عليه..!! وكأنه هو الوحيد من ارتكب الخطأ؟! ألم تشاركه هب؟! فصاح بها بغضب : أوعي تكوني فاهمه أني غرقان في دباديبك ولا ميت في هواكي فوقي يا ماما كدا وأعرفي أنتي بتكلمي مين..!!
تنهدت بقوة ثم قالت : رجعني البيت عايزه أنام علشان عندي شغل بكره الصبح
إبتسم بسخريه وقال : معتش فيه شغل أنتي هتبقي مرات محمود الأطير
جزت على أسنانها وقالت بصوت يكاد يختفي : طــظ
_ بتقولي حاجه!؟
_ ولا حاجه كمل الممنوعات علشان مرارتي يادوب والله
إبتسم بسخريه وهو يقول رددا إياها بنفس اللحظه : مش فاضي أصل مرارتي مش جايبه معايا بكره نتعرف على بعض.. وأاه كل واحد فينا هيخليه في نفسه لحد ما نتعود علي طباع بعض ونرضي بالأمر الواقع
لم تذهب روح المرأه التي تطلب النكد في كل خروجه حيث نعرفها جميعا… فقالت : على كده لو جبت شباب البيت مش هتتكلم
أوقف محمود السياره مره واحده ثم أحكم على معصها وهو يقول بغيظ : إسمعيني يا بنت الناس أنا خلقي ضيق وعصبي ومبحبش الكلام المعوج أتضبطي كدا وخلي الفتره دي تعدي على خير الإنسان يادوب طايق نفسه والله مش ناقصه قرفك هي

 

 

 

نظرت له بضيق وعندما لمحت النيل من خلفهم قالت في هدوء ظاهري : سيب إيدي علشان هنزل أتمشي شوية على النيل..
هبطت من السيارة بعدما حرر يداه من قبضته التي شعرت بها وكأنها على تطبق على روحها وليس معصمها، ضرب هو مقود السيارة ونهرى نفسه وقال : غضبي وهتفضل غضبي زيها بالضبط.. فين الرقه والسهوكه يا محمود يا إبن أم محمود.. الصبر يارب دي عيلة دماغها ناشفه وأنا خلقي ضيق والله
كان يتابع ليلي حتي جلست على المقعد المتواجد أمام النيل ليأتي شاب من نفس سنه يجلس على نفس المقعد وقد غلت الدماء بعروقه وهو يراه يبادلها أطراف الحديث وهي تتجاوب معه بكل أريحيه لم تفعلها مع خطيبها.. أنا!!
هبط من السيارة وعندما وصل لهم سدد له لكمة قوية وأخذ ليلي من يداها دافعاً إياها بقوة داخل السيارة وجلس هو الأخر قائلا : الحيوان دا كان بيقولك إيه؟
نظرت له بغضب قائلة : أومال حضرتك ضربته على أي أساس؟!
رامقها بنظرات حارقه وقال : علشان شوفت الهانم بتتكلم معاه عادي جدا.. كنتي بتقوليله إيه أنطقي
نظرت له بغضب ثم صاحت : كل شوية زعيق زعيق أنا بني أدمه على فكره.. أنا مكنتش بتسكع معاه ولا جيبني من شقه مفروشه المتخلف كان بيعاكس بس بشياكه وأنا رديت عليه وحرجته بنفس طريقته
قبض علي يداه وقال بسخرية : كتر خيرك
إبتسامة بارده زينت ثغرها وهي تقول : الواحد قمر أصلا وأي حد بيعاكسه
نظر لجيبتها التي بالكاد تغطي نصف قدامها وقال بغيظ : لو شوفت حته من جسمك مكشوفه تاني أنا مش مسؤل عن ردة فعلي ساعتها لبست كله يتغير يا هانم
رفعت حاجبها ببرود وقربت رأسها منه وقالت : أنا قمر أه وأي حد يغير عليا إلا أنت..
قالتها بنبرة تحدي وثقه مما جعله يثبق حق ملكته فيها بنفس اللحظه لكن بطريقها لم تتوقعها قط.. حيث أخذ قبلة عميقه من شفتيها ينهل من رحيقهم ما يكفي رغباته التي لا تنتهي كلما تعمق بها، ودون وعي مدت يدها تتمسك بطرف قميصه لتثير جنونة.. بينما قد فعلتها هي لتحمي نفسها من الوقوع فقد شعرت بأنها على وشك السقوط من الحافة.. بينما هو أستمر بتقبيلها حاسا بفقدان كل ذرة بعقلة البسيط الذي لعبت به..
★★★

 

 

 

يجلس يمان وبيداه مكعب من الألوان يديره في يداه بسرعه تفكيره.. ليتنهد بقوة يتذكر بأنه لم يراها منذ أيام قلة لكنها واللعنه أشتاق لها حد الأفق.. لا يعلم ماذا جذبها فيها وهو يميل للنساء القويه.. ليس من هواه الأنسه التي تشبه الطفلة كان دائما يحلم بفتاه تحكمه ولو قليل بعد بُعده عن والدته والعيش في القاهره المزدحمه..
لا ينكر جمود يزن لكنه يختلف إختلافاً كليا عن لارا تلك الجنيه..
قد نسي أمر سيدرا تلك.. لا يعلم ما يجذب أخيه بها فهي فتاه متشرده نوعاً ما كما يراها.. هو لم يراها منذ ست سنوات لكن يجزم بأنها الأن سرسجيه أو رئيسه عصابه صغيره على قد حالها.. كان دائما ينهر أخيه لحبه لتلك الفتاه التي أنتقلت مؤخرا العيش بالقرب من منزلهم دون عمد..
لاح يفكر في لارا وجمالها المختلف.. برائتها الطبيعيه وتصرفاتها العشوائيه.. تحدث إلي نفسه بــ : معقول أكون حبيتها بجد..! بس أنا مشوفتهاش كتير.. هي عكسي أوي.. هتستحملني؟ يزن هيوافق أتجوزها؟! هي هتوافق بيا..؟ كأنك رايح تتقدملها الصبح يا يمان.. نام يا أبا لأنك بتغرق نفسك كل يوم أكثر من إللي قبله..
هكذا أوقف نفسه عن التفكير بلارا ولم يتوقف بل أوهم نفسه بذالك.. حيث غفي وهو يرسم أحلامه الورديه معها وأول قبله بينهم.. ليلة زفافهم.. أول طفل لهم.. حنانه عليه عندما يعود من عمله المجهد.. طعام الإفطار بقبلة منها تروي عطش سنين..
فتحت باب السياره وعينها مغرغره بالدموع ثم إتجهت إلى أحد أركان الشارع وجلست على أحد المقاعد وظلت تبكي بقوه وتنوح على مع حدث معها من قليل برفقة هذا المستغل للأوضاع، فشعرت به يقف أمامه فرفعت رأسها وهو يقول : قومي معايا
نظرت للأرض مره أخري فأضاف بغيظ من تجاهلها : على فكره أنا بكلمك
لم يلقي رداً منها فأخذ نفس عميق بعدما حملها بين يداه فخرجت منها صرخه غاضبه وهي تتحرك بعجرفه داخل صدره، لن تقترب منه مره أخري.. هو مستغل فاظ!! نظرت له بغيظ وهي تضرب بيداها علي ظهره : نزلني يا محمود
إبتسم بسخريه فيداها لا تزيده إلا إثاره وقال : أهدي يا بيضه علشان تسيبي طاقه لبعدين..
نظرت له بغيظ ففتح باب السياره ووضعها في الكرسي بعدما ربط لها حزام الأمان تاركه أنفاسه تضرب عنقها عن قصد لتسكن داخل أضلعه التي تحاوطها تغمض عينها بقوة، ليبتسم بهدوء عندما شعر بسكونها فأبعد عنها حتي ثبت نظراته على نظراتها وقال : عيطي هنا براحتك

 

 

 

جزت على أسنانها بغيظ ليستقل هو أيضا السياره فتنهد بقوة وهو يقول بعملية : ممكن نتكلم زي الناس العاقلة
هزت رأسها بغيظ وقالت : روحني يا محمود
حرك رأسه بنفي قائلا : أهدي علشان نتفاهم.. إللي حصل حصل ولازم كل واحد فينا غلط بس مش نتعامل بالطريقه دي أحنا مش مراهقين علشان نتعامل كدا لو سمحتي خلينا نتفاهم
أخذت نفس عميق وقالت : محمود أنا بالنسبه ليك إيه؟!
نظر لعينها وأردف : أسبوع وهقولك كل حاجه يا ليلي
جزت على أسنانها ثم نظرت من شباك السياره وهي تقول بداخلها : غبيه.. دا منظر واحد يتسأل حاجه.. ما هو لسه بايسك من دقيقه هتبقي بالنسبه له إيه يعني..!!
★★★
جلس آسر على سريرة وملامحها لم تذهب قط من خياله، بالعافيه عما أقنعها لتكمله عملها محدثاً إياها عن تعلق جيلان بيها وعن تأثرها لو بعدت عنها.. دخل للبها عن طريق جيلان ورقتها.. أخبرها بتكملة العمل لفتره وإن تطاول عليها بإمكانها الذهاب في أي وقت..
تذكر قبلة جبينها التي ذهبت به لعامل آخر موازياً لعالم أحلامه الذي لم يشعر به من قبل.. كان لا يتوقع أن يقع في شباك الحب بعدها…!! لكن جاءت.. جاءت سدرة المنتهى وقلبت بكيانه.. غيرت فيه شئ.. ردة فعله.. لا يعلم بما يكون تارة غاضب وحانق عليها.. وأخري يتمني لها الرضي ترضي، لكن كل ما يهمه في الأمر أن تظل تحت عينه…
بينما هي قد توعدت له بالكثير.. ستنيلة من العذاب ألوان، لن تصمت أمام هذا الفظ.. ستكمل العلم كما تريد هي.. لا توجد خرجات معه من بعد الأن.. ستكون مربيه لجيلان ليست جارية أشتراها بماله هذا الآسر المتعجرف الفظ.. ستعرفه من هي سيدرا التي عاشت عمرها وحيده تتغلب على مشاكلها بمفردها وإذ لم تعجبها تركتها، ستجعله يعرف بأنها لم تكن بالضغيفه يوما ولا اللينه فهي سيدرا حسن..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *