روايات

رواية ماتشو الفصل الأول 1 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو الفصل الأول 1 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو البارت الأول

رواية ماتشو الجزء الأول

ماتشو
ماتشو

رواية ماتشو الحلقة الأولى

دخل العمال الى الفيلا وبدأوا تنظيفها قبل حضور الجميع،فهذا اول يوم لها تفتح فيه منذ وفاة الحاج شهاب الميهى، فسيأتى أبناؤه الثلاثه هذا اليوم لتوزيع التركه، حضر الثلاثه بسيارتهم وبدأو النزول منها، نزل الاخوه الثلاثه ونظر كل منهم للاخر بعتاب، فكل هذه سنوات غياب وكأن كل منهم يلوم على نفسه لا على اخيه، تقدم اكبرهم حازم خطوات للامام فأسرع الاخرين فى التقدم نحوه وقلوبهم ممتلأه بالشوق لبعضهم، فتح ذراعيه لهم قائلا : وحشتونى يا اخواتى ووحشنى لمتنا مع بعض .
اسرع اليه عمر فهو اوسطهم يشبه حازم كثيرا ويبدو اصغر من عمره،احتضنه بسعاده قائلا : ياااه واحشنى قوى يا حازم العمر عدى والسنين جريت وفرقنا طال .
وقف ثالثهم ياسر مكانه ينظر الى الاسفل يشعر بالخزى، يتمنى ان يسرع اليهم لكنه خجلا من نفسه،فأسرع الاثنان اليه واحتضناه ربت حازم على كتفه : متلومش نفسك كلنا غلطنا ومكنش البعد هو الحل ابداً .
اكمل عمر : ده غلطه تانيه ولازم تتصلح .
هز رأسه : عندكم حق فعلاً كانت اكبر غلطه غلطانها .
ربت حازم على كتفيهم قائلا : انسو ده دلوقتى، ويالا كل واحد كده يحكلنا عنه وعن عياله .
هز الاثنان راسهم بالموافقه مع ابتسامه حزينه، وكأنهم يعلمون ان هذا ارجاء للحديث، لا انهاء له،وقفت ايناس زوجة حازم تنظر الى المنزل بشوق وحنين، واذا بيد تربت على كتفها، فنظرت لترى من وابتسمت بسعاده قائله : ماجده حبيبتى وحشتينى جدا يااه من امتى مشوفتكيش .
تنهدت ماجده قائله : عمر بحاله وحشانى جدا يا صاحبتى .
احتضنتها قائله : عمر ايه بس انت هتكبرينا ولا ايه دول هما يادوب كام سنه .
تنهدت بابتسامه حزينه: اه من الكام سنه دول، بس بسم الله ماشاء الله عليكى لسه شباب ولا باين عليكى اى سن .
ضحكت قائله : اللى يسمعك كده ميقولش انى عديت الخمسين،انما انت شكلك شايله الهم ليه ده انت لسه فى اوئل الاربعيانات .
تنهدت بحزن وطأطأت رأسها
ونظرت الى بناتها وهن تقفن عند سيارتهم وامتلاء قلبها بالحسره، نظرت ايناس اليهم وتعجبت؛ فأثنين منهن ترتدى الواسع والحجاب الشرعى، والاخرى ترتدى ملابس رجالى مكشوفة الرأس، تبدو للوهله الاولى كأنها ولد، واخوهم ايضا يقف الى جوارهم متعاليا كأنه اخر رجال الكون، ففهمت سبب حزنها .
اذا بسيارة نقل كبيرة تقف عند باب الفيلا، نزل منها الكثير من الرجال يحملون السلاح الابيض، يحوطونهم وتخرج سيده تشبه المتشردات قائله بصوت أجش : ابعدوا من سكتنا عشان ناخد فرش الست مرات المرحوم .
نطق أحد الرجال بصوت مرعب : واللى هيتعرض لنا هنموته وملوش عندنا ديه .
ارتعبت الفتاتان وصرختا فاسرعت اليهم ماجده وايناس لتهداتهم، وتجمع الثلاثه وابناؤهم ووقفوا للرجال،صرخ بهم ياسر غاضبا : ابعدوا من هنا بدل ما اطلب لكم البوليس انتو فاكرنها سايبه .
صرخ حازم قائلا : انتو مين اصلا ومين دى اللى جايين تاخدوا فرشها دى .
تقدمت السيده التى معهم خطوتين قائله : الست عديله مرات الحاج شهاب، والفرش اللى فى الفيله ده حقها واحنا هناخده .
حازم مستنكرا : حق مين؟! بابا متجوزش اصلا من بعد ماما الله يرحمها، انتو كدابين .
ياسر غاضبا : وبعدين لما هو بيتها سابته ليه اصلا ؟!
احد الرجال مهددا : انتو شكلكو مش هتيجو بالذوق وسعوا بدل ما ندفنكو هنا .
السيده محذره : اه ده انذار وسعوا كده .
تقدم اثنان من ابناء عمر احدهم ضخم الجثه كثير العضلات يشبه لاعبى كمال الاجسام،والاخر اقل منه قليلا مفتول العضلات عابس الوجه، ونظرا لهم بغضب ونظرات تهديد،قال العابس : ورينا نفسك يا حبيبى انت وهو تكنش فاكرنا عيال سيس .
فخاف عمر على ابنأوه واسرع لابعادهم قائلا : ابعد يارعد انت واخوك واحنا هنحلها معاهم .
حازم : ايوه ابعدوا انتو وخدوا معاكم البنات جوه واحنا هنتكلم معاهم ولو كان ليهم حق هياخدوه .
احد الرجل رافضا : واحنا بقى مش هنتفاهم احنا جايين نتخانق .
اكملت السيده : هناخد الحاجه ونمشى وسعوا بقى .
ورفعوا الاسلحه البيضاء التى معهم، فزادت حالة الفتايات سوءاً وزدن فى الصراخ، نظرت الفتاه التى ترتدى ملابسا رجالية الى الوضع وقبضت على يدها من الغضب، واخرجت هاتف من جيبها وضبطت به شئ، ووقفت بالقرب من رعد واخيه ،و وجهت كلامها للمهاجمين
وصرخت بهم قائله : امشى ياض انت وهو من هنا ولم اللعب اللى فى ايديكو دى، بدل ما تعوركو واللى ليه حاجه ييجى ياخدها بالبوليس يلا غوروا .
واخرجت مسدس من جيبها الخلفى، وامسكت الهاتف بحيث يظهر كانه مسدس صغير،ونظرت للرجال مهدده وقالت متوعده : يظهر الكلام مش هينفع، المره دى فى الهوا، بس لو مبعدتوش فى النفوخ عدل .
واطلقت عدت طلقات فى الهواء،واخرج الهاتف فى اليد الاخرى ضوء يقترب من رؤس الرجال،ففزع الرجال وتقهقرو للخلف واسرعو نحو السياره، وهم يتوعدوهم بالعوده مره اخرى وابتعدوا عن الفيلا،فأعادت المسدس الى جيبها واغلقت الهاتف، وأشارت لحارس الفيلا قائله : بقولك ايه ياعم انت اقفل الباب ده وان جه حد منهم نادي البوليس على طول فاهم .
الحارس : فاهم ياست .
نظر لها رعد بغضب شديد فقد تجاوزت كل الرجال الواقفين، غضب والدها كثيرا وصرخ بها قائلا : ايه اللى عملتيه ده يا لمار ؟ازاى تتخطى كل الرجاله اللى واقفين؟
نظرت اليه قائله : معلش اصلى مقدرتش اتحمل منظر اخواتى وحالة الفزع اللى هما فيها .
ربت حازم على كتفه قائلا : خلاص بقى يا ياسر المهم انهم مشيوا اهدى بقا كده عشان ندخل جوى نهدى البنات دى .
ونظر الى الفتايات واذا بأحداهن فقدت الوعى وكادت تقع، لولا ان لحقت بها والدتها واسرعت اليها لمار، فهى احدى اخواتها اسنتدتها معها،اتى ياسر مسرعا وحملها ودخل بها الى داخل الفيلا لحق بهم الجميع، وضعها على اريكه كبيره فى البهو وبدأت ماجده تحاول افاقتها، كانت اختها تبكى بشده فقامت لمار باحتضنتها قائله : اهدى يا شهد متخفيش شاهندا هتبقا كويسه متخفيش .
شهد ببكاء : دى تلجت خالص هى اصلا بتترعب من غير حاجه .
ربت والدها على كتفها قائلا : متخفيش يا بنتى اختك هتبقا كويسه هى بس اعصابها متحملتش اللى حصل .
اقترب احد ابناء حازم قائلا : ممكن تسمحولى اشوفها انا دكتور .
وقبل ان تتحرك ماجده من جوارها،بدأت تفيق وتفتح عينها نظرت حولها وقالت : انا فين ؟

 

 

 

مسحت ماجده على رأسها قائله: اطمنى يا حبيبتى احنا كلنا معاكى والموضوع خلص خلاص .
هزت رأسها بالموافقه دون كلام، واغمضت عينها امسكت ماجده يدها وربتت عليها،اقتربت منها ايناس وضعت يدها على كتفها قائله : اطمنى هى اتخضت بس الكل اصلا اترعب منظر الرجاله يخوف .
تنهدت ماجده : الحمد لله قدر ولطف .
نظرت ايناس الى ولدها الطبيب وقالت : هى كده عادى يا هشام ؟
ابتسم قائلا : متقلقيش هى بس يظهر انها بتخاف زياده شويه .
تنهدت ماجده : فعلا هى خوفها زياده قوى .
تنحنح هشام قائلا : انا ممكن ابقا اعالجها منه لو حبت الطب النفسى ده تخصصى .
نظر ياسر للجميع قائلا : اسف يا جماعه على القلق اللى عملنا لكم .
وضع حازم يده على كتفه قائلا : ايه الكلام ده هى بنتنا احنا كمان وبعدين اللى حصل خض الكل، وانا هدخل اكلم المحامى، افهم منه ايه موضوع الست اللى بتقول انها مراته دى .
عمر : ايوه فعلا لازم نعرف هو اتجوز فعلا ولا لاء .
حازم : لاء طبعا انا متأكد انه متجوزش انا كنت باجى ازوره فى اخر ايامه سمحلى انى اجي .
هز ياسر رأسه قائلا : الله يرحمه كان عِنَدي جدا،رفض اننا ندخل البيت تانى بعد اللى حصل .
سكت الثلاثه وكأن كلام ياسر اوجعهم وذكرهم بشئ مؤلم،تنهد حازم ونظر الى المنزل، وبدأ يتفقده بشوق قائلا : ياااه البيت زى ماهو مفيش فيه حاجه اتغيرت .
نظر ياسر هو الاخر قائلا : تصدق كان واحشنى قوى من عشرين سنه خرجنا .
ابتسم عمر قائلا : فعلا وحشنى وحشتنى احلى ايام عمرنا عشناها فيه .
تأثر حازم قائلا : فعلا كانت ايام جميله ايام الطفوله والصبا والشباب .
اكمل ياسر حزينا : وتوجعنا كلنا فيه وفرقتنا الايام ياااه عمر عدى كأنه ساعه زمن .
وابتسم قائلا : ونتجمع تانى زى زمان وحشتونى قوى يا اخوتى .
مال عليه الاثنان واحتضناه قال ياسر : ياااه انت كمان وحشتنى قوى الفراق وحش قوى .
اكمل عمر : والعمر جرى بسرعه وكبرنا وعيالنا كبرو .
ضحك حازم : انا اللى كبرت انما انت ماشاء الله عليك ولا باين عليك اى سن ده اللى يشوفك ميقولش انك عديت الاربعين اصلا .
عمر مازحا : انت هتكبر نفسك ولا ايه ده انت يادوب عديت الخمسه وخمسين .
هز رأسه قائلا : تصدق صح هما يادوب حبة شعر ابيض وحفيد واحد لسه جاى بسيطه .
فرح الاثنان وهنأه ربت عمر على كتفه قائلا : كده تكبرنا بدرى .
ضحك حازم قائلا : ماكبرنا وكان اللى كان بقا،بس انا نفسى نرجع زى زمان ومنفترقش ابدا .
ابتسم عمر : اكيد واهى فرصه لنا اننا نبدأ من جديد .
ابتسم ياسر حزينا : يااه نبدأ من جديد هو لسه باقى فى العمر قد اللى راح ؟ ما خلاص يالا حُسن الختام بقا .
تعجب الاثنان من اليأس فى صوته وكلامه،ربت حازم على كتفه قائلا : لسه بدرى احنا لسه شباب سيبك من حبة الشعر الابيض ده .
اكمل عمر : بس بسم الله ماشاء الله الولاد كبرو كلهم وبقو رجاله مش هتعرفوهم على عمامهم ولا ايه ؟
ابتسم حازم قائلا : اكيد طبعا (اشار الى ابنه الكبير) ده هشام ابنى الكبير دكتور نفسى، وعامل مستشفى صغير كده، بس حاجه تفرح،وهو ده بقا ياسيدى اللى هيجبلى حفيد قريب، واللى جنبه دى اسراء خريجة صيدله، واخوهم الباشمهندس سيف فى اخر سنه هندسه .
ضحك عمر قائلا : بسم الله ماشاء الله، ربنا يباركلك فيهم، انا فاكر هشام وهو صغير كنت بحب العب معه، لكن اسراء كانت لسه بيبى، انما بقا سيف ده اتولد بعد ما افترقنا .
هز حازم راسه قائلا : فعلا انا كمان فاكر ابنك رعد، وفاكر المشكله اللى حصلت وقتها، وخناقة بابا عشان اسمه الغريب ده .
ضحك عمر قائلا : انت هتقولى الله يرحمها بقا، ماهى سمت الباقين كده برده،(اشار على ابنه الضخم ) ده بقا فهد ده ابنى والوسطانى، اما الصغير ده بقا مهند (واشار علي شاب وسيم باعين خضراء وشعر اصفر معتدل القوام) .
حازم : بسم الله ماشاء الله ربنا يباركلك فيهم،وانت يا ياسر عرفنا على اولادك .
تنحنح ياسر وتصنع البسمه قائلا : ابنى الكبير يزيد (واشار عليه ) فى اخر سنه فى الجامعه وهو اللى بيساعدنى فى ادارة الشركه،ولمار هى اللى بعده وشهد وشهندا توأم بس مش شبه بعض .
كان حازم يريد سؤاله، عن سبب الحزن الذى راه فى عينه، وهو يتحدث عن ابناءوه، ولكنه فضل ارجأه لوقت اخر،فابتسم قائلا : ايه رأيكم ندخل المكتب نقعد نتكلم ونسيب الولاد يتعرفو على بعض .
هز كل منهم راسه بالموافقه، ودخلوا معا الى غرفة المكتب،جلست ايناس الى جانب ماجده قائله : متقلقيش دلوقتى تقوم وتبقا كويسه .
تنهدت قائله : انا مش قلقانه انا بس زعلانه عشانها،صعبان عليا انها فى كل موقف يحصل لها كده .
كانت لمار تقف بجوار الاريكه التى عليها، فجزت على اسنانها قائله : ماهو من الشده بتاعت بابا معها،قولت كتير بلاش الشده دى .
نظرت اليها ماجده بحده قائله : مش وقت الكلام ده يا لمار، ولا ده مكانه .
غضبت لمار ولفت واعطت ظهرها لها،وقفت تنظر بغضب، واذا برعد يقف على بعد مسافه، وينظر لها بغضب شديد، يقبض على يد ويضربها بالاخرى، فرمقته هى الاخرى بنظرات ناريه، وكان كل منهم يطلق سهامً على الاخر، قطع هذه النظرات، اقتراب فهد منها قائلا : بصراحه انا عايز اعبرلك عن اعجابى بتصرفك ورد فعلك بره، انتِ فرى استرونج ومن(امرأه قويه جدا)، وممكن اسالك انتِ جبتى البرنامج اللى على التليفون ده منين ؟
اخذت نفس وزفرته : مرسى خالص يا بن عمى، على الكمبليمون الجميل ده، والبرنامج من اختراعى اصل ده تخصصى،اخترعته عشان البنات تدافع عن نفسها ضد الشباب التافه اللى بيضايقهم، بس لسه قيد التجربه ومنزلش .
تضايق رعد من سؤال اخيه وكلامه معها ولم يتحمل قائلا : انت بتشكرها على ايه دى واحده قليلة زوق تخطت كل الرجاله اللى واقفين ؟

 

 

 

نظرت اليه لمار يغضب وازدراء ولم تجب،فزاد غضب رعد قائلا :انتِ بتبصيلى كده ليه؟! متيجى تاخدينى قلمين بالمره .
اخذت نفس وزفرته وهى تنظر له بغضب اكبر : انا مش هرد عليك احترما للناس اللى قاعدين ولانى متربيه كويس .
استشاط رعد قائلا : انت مش متربيه اصلا عشان تردى عليا بالطريقه دى .
غضب اخيها يزيد قائلا : بقولك ايه انا مش هسمحلك تغلط فى حد منا هو احنا مش عجبينك ولا ايه .
نظر اليه فى غضب شديد : وهو يعنى انت عجبك عمايل اختك دى ؟
نظر اليه يزيد مغتاظاً: وانت مالك شئ ميخصكش .
زاد غضب رعد وهجم عليه ليضربه لولا ان وقف بينهم هشام قائلا : ايه ده يا ولاد عمى معقوله كده هتضربو بعض ميصحش كده ؟!
جز رعد على اسنانه قائلا : وهو يصح اللى عملته اخته وهو بيدافع عنها ؟
صرخ به يزيد : وانت مالك يصح ميصحش ميخصكش اصلا .
هشام مهدأً لهم : انتو الاثنين عندكو حق، بس ميحصش ان الاخوات يضربو بعض، مش كده ولا ايه يا يزيد ؟
نفخ يزيد بغضب قائلا : ماشى كلامك بس قوله ملوش دعوه بأختى، انا مش واقف قرطاس لب قدامه .
نفخ رعد وهو ينظر ليزيد مغطاظاً : ماشى كلامك يا هشام .
وابتعد وخرج غاضبا الى الحديقه، نظر يزيد الى لمار بنظرة غضب واشاح ووجه عنها، فغضبت هى الاخرى وخرجت الى الحديقه من الجه الاخرى،وقفت وهى غاضبه جدا تنفخ وتضرب على فخذها بقبضة يدها،شعرت ان هاتفها يهتز فى جيبها،فأخرجته وجدت مكالمة صوتيه على النت فاجابت قائله : حبيبة قلبى لولو عامله ايه ؟
ابتسمت : حبيبى ياناس اللى واحشنى كتير انا الحمد لله ياقلبى .
– : ها استلمتى الشغل الجديد ولا لسه ؟
– : استلمته من يومين ياه الحمد لله ربنا بعتهولى فى الوقت المناسب، الست صاحبة الشقه كانت خلاص على اخرها .
– : رضيت انها تاجلك جزء من الدين اللى عليكى ؟
نفخت : الحمد لله اديتها ايجار شهر ورضيت تستنا على الباقى،الشغلانه دى جتلى نجده من عند ربنا، هتوفر اجرة السكن، منا من ساعت ما جيت تركيا وانا بدور على شغل جنب الدراسه عشان اعرف امشى امورى، الحياه هنا غاليه والقرشين اللى معايا خلاص .
تنهدت لمار قائله : المهم انك لقيتى الحمد لله بس اتأكدتى منهم، لحسن يحصل مشاكل، مش هتعرفى ترجعى تانى للشقة ؟
– : متقلقيش الحمد لله جولناى صاحبة الشغل طيبه جدا،وبتعاملنى حلو، واكيد صاحبتها هيكونو زيها، وبعدين يا ستى حتى لو رخمين، مش هتفرق اهو احسن من اللى كنت فيه .
– : انا بس خفت يكون اصحابها رجاله، وهناك الحكايه فرى على الاخر،مش هتسلكى معاهم .
– : متقلقيش يا ستى هى قالتلى اساميهم، ايفى وجيهان يعنى بنات وهو ده اللى طمنى، وبعدين يعنى هو انا لقيت حاجه غيرها، منا من ساعت ما جيت وانا مش لاقيه شغل، والفلوس اللى كانت معايا خلصت، اعمل ايه اهو كده ارحم من مفيش .
-: هى هتشغلك ايه بالظبط ؟
– : مساعده ليها هى واصحابها .
لمار متعجبه : مساعده يعنى ايه مش فاهمه ؟
– : بصى هى قالتلى هكون معاهم، اساعدهم انظم لهم مواعيد ارد على تليفون، حاجات زى كده، فى واحده بتيجى تروق البيت، وتعمل لهم الاكل، يعنى انا مليش دعوه بشغل البيت .
– : ماشى ربنا ييسرلك امورك، وصاحبها هيجو امتى ؟
– : راحت تجبهم قولت اكلمك على ماهى ترجع(اقترب صوت سياره من المنزل) صوت العربيه شكلهم رجعو اسيبك بقا يا ماتشو ( Maço ) .
غضبت لمار قائله: ماتشو فى عينه ماشى تصدقى انا غلطانه انى رديت عليكِ .
ضحكت لولو قائله : بحب انكشك عارفه انها بتغيظك سلام .
انهت معها المكالمه ودخلت وجدت جولناى تقف والى جوارها شابان اقتربت منها قائله (باللغه التركيه): اهلا اختى جولناى .
ابتسمت : اهلا بك اعرفك على اصدقائى ( اشارت الى الشابان الى جوارها ) ايفى وجيهان .
تلاشت البسمه من على وجه لولو، وبدا عليها الزهول، وقالت بصوت خفيض: ايفى وجيهان رجاله ؟! امال البنات عندكم بيسموهم ايه ؟!
نظر اليها ايفى بنظره متفحصه، فهى ترتدى بنطال وقميص قصير، وتضع وشاح على راسها بالكاد يدارى شعرها، مد يده لها قائلا : اهلا لولو هل نطقت اسمك بطريقه صحيحه ؟

 

 

 

فابتسمت ومدت يدها سلمت عليه : نعم صحيح سيد ايفى .
عبس قائلا : لا تقولى سيد هذه مره اخرى، لا احب الرسميات فى المنزل، قولى اخى كما تقولى ل جولناى مفهوم .
هزت راسها دون كلام وقد شعرت انه شخص فظ، ابتسم الاخر ومد يده قائلا : لا تغضبى من ايفى فهو يكره كلمة سيد، والافضل ان تقولى اخى، هى افضل تمام لولو .
هزت رأسها بالموافقه ومدت يدها وسلمت عليه قائله : تمام اخى جيهان .
جولناى : هم متعبون اليوم سيرتاحا، سنصعد الى الاعلى ارتاحى انت .
هزت رأسها دون كلام صعدو هم الى الطابق الثانى، فيه غرفهم الثلاثه، دخلت لولو الى غرفتها، فهى غرفه صغيره فى الطابق الاول، فهو عباره عن بهو كبير، ومطبخ مفتوح عليه وغرفتها،ويحوط المنزل حديقه كبيره بها حوض سباحه كبير .
……………
توتر الجميع فى المكان بسبب المشادت التى حدثت، لكنه بدأ يهدا بعض الشئ بعد خروجهم الاثنين،اقترب فهد من يزيد قائلا : معلش يا يزيد متزعلش من رعد هو بس عصبى شويه،بس احنا فى الاخر اخوات زى ماقال هشام .
اخذ يزيد نفس وزفره قائلا : خلاص محصلش حاجه، انما قولى بقا العضلات دى نفخ ولا طبيعى ؟
برز فهد عضلاته متفاخرا : لاء طبعا طبيعى انا عندى صاله رياضيه وبدرب فيها الشباب .
يزيد بأعجاب : صاله رياضيه لاء ده انا كده هبقا اجى ازورك، انا بحاول اكبر عضلاتى شويه، واهتم بجسمى، بس الشغل مع بابا مش مدينى فرصه .
خبط على كتفه متفاخرا : تعالى انت بس وسبلى نفسك، ومتتخيلش جسمك هيبقا ازى، ومتخفش منغير ادويه كله طبيعى .
اقترب هشام من مهند الذى يقف بعيدا، ولم يتدخل فى اى شئ قائلا : ايه يا مهند وانت ملكش فى الجم انت كمان ؟
ابتسم مهند قائلا : لاء بحافظ على جسمى وشكلى بالرياضه، لكن منغير عضلات ضخمه كده، وهو صحيح فى بنات بتحب العضلات الكبيره والضخمه، بس الاغلبيه بتحب الراجل الشيك الوسيم .
ونظر اليه متفاخرا بوسامته،ابتسم هشام دون كلام، اما والديهم كانو معا بالغرفه يتحدثوا، نظر حازم اليهم قائلا : الحمد لله اننا اتجمعنا تانى .
اكمل عمر : مش عايزين بقا نفتح فى القديم ولا نعاتب بعض .
حازم : عندك حق اللى حصل حصل، انا نفسى نقعد نحكى مع بعض للصبح ونعرف ايه اللى حصل لنا فى السنين دى .
اخذ ياسر نفس وزفره قائلا : خلى الحكاوى دلوقتى خلينا فى موضوع الورث، هو المحامى هيجى امتى ؟
شعر حازم انه يتهرب من الكلام، فهو يشعر ان خلف نظراته حزن كبير، فلم يتخيل ابدا ان يرى ابنة ياسر اخيه بهذا الشكل، فهو دوما صارم جدا ولا يسمح بالخطأ، كيف تركها هكذا وسمح لها بهذه الملابس، فهم ان هناك امور كثيره، والوقت لا يسمح بالحديث عنها الان، فابتسم قائلا : المحامى جاى بعد شويه وهو اللى هيوضح كل حاجه، وهيقولنا نعمل ايه ونتصرف ازى .
رن هاتفه نظر به واكمل : اهو جه على السيره اهو .
واجابه فوجده على الباب فطلب منه الدخول لهم فى المكتب،دخل لهم ومد يده لهم قائلا : عبد الهادى محمود، المحامى بتاع والدكم الله يرحمه من عشر سنين .
مد حازم يده سلم عليه قائلا : اهلا بيك انا حازم ابنه الكبير، ودول اخواتى ياسر وعمر، اتفضل اقعد ولو انى زعلان جدا، ازى متبعتش لنا نحضر غسل وجنازة ابونا ده كلام ينفع ؟
كان عمر وياسر ينظران له بغضب وحزن، نظر اليهم بحرج شديد : للاسف دى كانت أومره وانا مقدرتش اخالفها، وعموما انتو ادرى بيه منى .
هز حازم رأسه بحزن : انا عارف هو عِنَدى جدا بس كان عندى امل يكون اتغير، لما سمحلى انى اجى ازوره فى اخر ايامه .
نظر اليهم عبد الهادى بأسف : بعتذر بس فعلا مكنتش اقدر اخالف وصيته .
تنهد حازم واشار له ليجلس، هز راسه وجلس واخرج بعض الاوراق من حقيبته قائلا : والدكم مسبش وصيه ولا اى حاجه، هو كان سايب كل حاجه تتوزع حسب الشرع، بس المشكله ان اغلب الارض مع بعض الفلاحين بيزرعوها .
ياسر : مأجرنها يعنى ؟
عبد الهادى : ايوه بس مفيش منهم قلق، لانه اجار بالزرعه،بس في اتفاق عرفى و ده مينفعش تخالفه، والا هيضركم انتم .
حازم : هيضرنا ازى ؟
عبد الهادى : الارض تحت اديهم، ولو اخدتوها منهم بالعافيه هيزعلوا، وده مش فى مصلحتكم، الحاج الله يرحمه كان متقف معاهم وقت ما يجى اجله، الارض ترجع لكم لكن بعد الحصاد .
فكر حازم قائلا : طب خلاص ماشى معندناش مانع، هو الحصاد مش خلاص خلال شهرين .
عبد الهادى : تقريبا يعنى، بس عشان الناس تطمن هيجو كلهم هنا ونعمل قعدة رجاله، واللى هنتفق عليه يمشى على الكل .
حازم : تمام يبقا اتفقنا .

 

 

 

ياسر : صحيح هى مين الست اللى بتقول انها مرات بابا دى ؟
عبد الهادى : دى واحده نصابه، وانا رفعت عليها قضيه، لانها دايره تقول فى كل حته ان الحاج اتحوزها، وده مش صحيح، هى كانت ممرضته الفتره الاخيره، ومفكره انها كده هتعرف تطلع بقرشين .
عمر : نصابه يعنى .
عبد الهادى : ايوه بس متقلقوش منها، وانا عرفت اللى حصل وهجوم رجالتها على الفيلا، وعملت الاجرأت القانونيه اللازمه، متقلوقش بس اعملو حسابكم على قعدة الرجاله، باليل النهارده فى المضيفه بامر الله، والاوراق دى فيها كل اصول الملكيه بتعاتكم، وانا هبدأ فى اعلان الوراثه والاجرأت اول ماتعملولى التوكيلات .
حازم : تمام اتفقنا .
قام عبد الهادى قائلا : تمام عن اذنكم انا اروح ابلغ اهل البلد، ونتقابل باليل فى المجلس .
وتركهم وخرج بدأوا مطالعة الاوارق، وفى المساء اتى بعض الرجال من البلد، وجلسو في ملحق الفيلا، عباره عن بهو وغرفه صغيره وحمام، جلس معهم الاخوه الثلاثه وابناءهم الرجال، كانت لمار تجلس بالغرفه لتستمع اليهم، فهى كانت غاضبه لان والدها رفض اخذها معهم لانها فتاه، بدأ الاجتماع وعلا صوتهم بسبب تعصب رعد وشجاره مع احد رجال البلد، فطلب منه والده الخروج وتركهم، فخرج غاضبا ولم يكن يريد ان يبعد فدخل الى الغرفه، كانت مظلمه ولم يرى لمار، لكنها رأته وكانت ماتزال غاضبه من شجاره معها،وسمعت شجاره مع الرجال وطرد والده له،وهذا اشعرها انها على حق وانه هو المخطئ، فضحكت بصوت خفيض كى لا يسمعها الرجال بالبهو، واضأت ضوء خافت وقالت ساخره منه : بس عمال تقول عليا انا اللى قليلة ادب، اهم حتى الرجاله مستحملوش كلامك وابوك طردك .
تفاجأ من وجودها بالغرفه ونظر اليها غاضبا، وعينه يطاير منها الشرر،واقترب منها بخطواط بطيئه، وهو يجز على اسنانه، ويقبض على يده،محاولا عدم الرد عليها كى لا يتشاجر معها،فضحكت مستفزه له : ايه كل الغضب ده يا مامى انا مرعوبه وخايفه .
زاد غضبه وهجم عليها ليضربها،كانت تجلس على سرير صغير بالغرفه،صدت ضربته بيدها وقذفته بعيدا عنها، وابتسمت وهى تنظر له باستفزاز،زاد غضبه وهجم عليها مره اخرى، لكنها لم تستطع مقاومته هذه المره، فاوقعها على السريرووقع فوقها، قطع قميصها،فضربته واوقعته الى الجه الاخرى من السرير، وقطعت قميصه، وهى تجز على اسنانها، وتحاول كتم صوتها كى لاتصرخ ،فاشتاط غضابا وقلبها مره اخرى،ولكنها كانت تمسك بيديه الاثنين فاراد ضربها برأسه،استأذن احد الرجال بالبهو ان يدخل الحمام، فمر بجوار الغرفه سمع اصوات غريبه تخرج منها ففزع، فأضاء النور وصعق عندما رأهم وصرخ بهم قائلا : ايه اللى انا شيفه ده ؟!
ففزع كل من بالبهو اسرعو اليه،فصعقو من منظرهم
ونظرو لهم بغصب واستنكار، وكانا والديهم يقفان هما الاخرين فى حالة زهول، قال احد الرجال الذى تشاجر معه رعد : ايوه عشان كده اتعاركت معايا عشان الحلوى مستنياك فى الاوضه .
قال رجل اخر غاضبا : ايه المسخره دى ؟ بقا بيت الراجل الكومل المحترم يحصل فيه المسخره دى ؟!
رجل اخر وهو ينظر ل عمر : مش ده ولدك اللى جولت عليه محترم، بس عصبية الشباب غلبت عليه،وده ايه بقا هيه حماس الشباب بردو لا حاجه تانيه .
انتفض الاثنان من على السرير فقد فهم ان الجميع ظنهم بوضع مخجل،وضعت لمار يدها على صدرها تعدل قميصها، فهى ترتدى بادى ولم يضهر جسدها، ولكنها شعرت بالخجل من الموقف،واغلق رعد قميصه وقال محاولا شرح الامر : …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *