روايات

رواية ماتشو الفصل الثامن 8 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو الفصل الثامن 8 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو البارت الثامن

رواية ماتشو الجزء الثامن

ماتشو
ماتشو

رواية ماتشو الحلقة الثامنة

ظلت لولو معها تضع لها الكمدات حتى اتى الطبيب وفحصها، نظر لهم قائلا : انها مصابه بالحمه لكن الحاله بسيطه، سأعطيها حقنه الان واكتب بعض الادويه تستمر عليها لعدة ايام، وان لم تهدأ الحراره لثلاث ايام تجلبوها للمشفى فورًا .
جيهان متعجبا : ولما ننتظر ان كانت الحاله تحتاج الى مشفى ننقلها فورا .
الطبيب : لا انها حمى عاديه وقد تنتهى غدا، ولكن انا اقول تحسبا لاى تطور للحاله .
ايفى : اذا الحاله مطمأنه ؟
الطبيب : نعم واهم شئ الكمدات يجب ان تستمر حتى تنخفض الحراره .
لولو : سابقى معها ولن اتركها حتى تهدأ .
الطبيب : تمام ساذهب انا الان .
خرج الطبيب اوصله جيهان واكملت لولو الكمادات، ذهب ايفى لاحضار الدواء، وبعد ان عاد دخل الى غرفة جولناى وجد لولو بجوارها فاقترب منهم قائلا : كيف حالها الان ؟
لولو : بخير انخفضت حرارتها ساتوقف عن الكمدات وانزل اعد لها طعام .
اتى جيهان وكان قد سمع ما قالت فابتسم قائلا : لا استريحى انت قليلا وانا ساعد لها الطعام .
لولو : لست متعبه سابقى معها .
ايفى : انت معها منذ الصباح ارتاحى قليلا وتناولى شئ .
لولو : ليست لى رغبه فى تناول شئ، سانزل اغير ملابسى فقط واعد بسرعه .
نظرا الاثنان اليها وقد استسلما مع اصرارها، نزلت الى غرفتها غيرت ملابسه وعادت الى غرفة جولناى وجدتها ماتزال نائمه، جلست الى جوارها، اتى اليها جيهان وقدم اليها بعض الشطائر قائلا : رجاًء تناولى هذا لا اريدك ان تتعبى انت ايضا .
ابتسمت واخذتهم منه وامسكتهم بيدها، فعبس قائلا : لا افتحيه وكليه هيا لن اذهب حتى تتناولى جزء منه .
فهزت راسها وفتحته وبدأت تناوله، تركها ونزل وبعد بعض الوقت، وجدت حرارتها قد عادت للارتفاع، فتابعت عمل الكمدات لها، اتى ايفى ونظر لها قائلا : الم تستيقظ بعد ؟
نظرت اليه عابسه : لا وبدأت اشعر بالقلق الا يجب ان تفيق ؟
فكر قائلا : سأتصل بالطبيب واسأله .
تركها وخرج اتصل بالطبيب فطمأنه وطلب منه ايقاظها واطعمها واعطاؤها الدواء، فاخبر لولو فايقظتها لكنها كانت غير مدركه لشئ، فاطعمتها واعطتها الدواء واكملت لها الكمدات .
……………
فزعت لمار ماذا اصاب عينه وضعت يدها على صغره ونظرت اليه قائله : رعد انت مش شايفنى رعد ؟
فتح عينه واغلقها وتأوه : اه شايفك تشاش كده حاسس ان المكان ضلمه، اه جسمى بيوجعنى قوى .
اخذت نفس وزفرته : حرام عليك خضتنى هروح اشوف الدكتور يجي يطمنا عليك .
تركته وذهبت نادت للطبيب اتى وبدأ فصحه قائلا : استاذ رعد حاسس بدوخه او صداع ؟
تأوه قائلا : لاء كنت حاسس المكان مضلم بس نور بعد كده بس عضمى كله بيوجعنى .
– : ده طبيعى واضح انهم كانو بيضربو بغل، انت تحمد ربنا اصلا ان مفيش كسور كلها كدمات .
تأوه متألما : طب ينفع اروح مبحبش قدعت المستشفيات دى .
– : هو الافضل انك تفضل لكن لو حابب تمشى ممكن اكتبلك على خروج، (نظر الى لمار) بس لازم تخلى بالك منه كويس، ولو سخن او داخ او اغمى عليه تجبيه فورا، وهبعتلك الروشته عشان تجبيله العلاج، لازم ياخده ويتغذى كويس .
هزت رأسها : حاضر .
الطبيب : اه وكمان الجروح لازم تغيرى عليها مرتين فى اليوم عشان يلمو بسرعه .
هزت راسها بالموافقه : تمام حاضر فى عربيات اجره هنا عشان نروح بيها .
الطبيب : للاسف لاء متلقيش .
فكرت : طب ينفع عربية الاسعاف توصلنا للبيت، معناش عربيه وانت قولت مفيش اجره هنا ؟
الطبيب : ماشى هكلمهم يوصلوكم عن اذنكم انا .
وتركهم وذهب نظر اليها رعد : هو انت دفعتى فلوس ازى ؟
– : ماما كلمتنى وقالتلى ان المحامى جه ساب مبلغ تحت الحساب، بس كان عنده محكمه فمشى بسرعه، وقال هيعدى باليل .
-: ماشى ممكن تساعدينى اقوم استعد عشان نمشى .
– : استنى طيب لما الدكتور …
قاطعها : لاء مش قادر حاسس جسمى ملزق، عايز اروح اخد دش هتساعدينى ولا تنادى حد من التمرجيه .
– : هساعدك يالا اسند عليا .
اقتربت منه وضع يده على ظهرها، واستند عليها حتى جلس على طرف السرير، عدلت له ملابسه اتى احد الممرضين ومعه كرسي متحرك قائلا : اتفضلو هركبكم الاسنسير العربيه جهزت تحت عشان توصلكم .
رعد رافضا : لاء مش عايز الكرسي ده مبحبوش .
لمار : خلاص انا هسندك لحد العربيه ( نظرت الى الممرض ) خليك معنا لحد مانركب .
استند عليها ونزلا ركبا السياره واوصلتهم حتى باب الفيلا، نزلا الاثنان وهو يستند عليها ودخلا معا، نزلت ماجده من الاعلى هى والبنات اسرعت اليه قائله : عامل ايه دلوقتى يا بنى ؟
رعد متالما: الحمد لله يا طنط، احسن شويه بس عايز اطلع اوضتى .
لمار :ماتقلقش انا هطلعك ومش هسيبك الا لما تبقى كويس .
هز راسه دون كلام فهو متعجب من تصرافها معه، دخلا الغرفه اجلسته على السرير وغطته ونظرت الى ماجده قائله : معلش يا ماما خليهم يجهزو له اكل، وخلى حد يجيب العلاج ده له عشان مهم جدا .
اخذت منها الورقه: حاضر يا بنتى هنزل اقولهم .
تركتهم ونزلت وذهبت اخواتها الى غرفتهم، جلست بكرسي بجوار السرير، غلفهم الصمت لبعض اللحظات، قطعه صوت رعد قائلا : هو انت قولتى لبابا على اللى حصل ده ؟
هزت رأسها: لاء انا قولت لماما متخليش بابا يقوله، لحد لما نطمن عليك بلاش تخضه عليك .
ابتسم : صح كده اتصرفتى صح، عموما انا متشكر ليكِ .
هزت رأسها : مفيش داعى للشكر .
تردد : ممكن تساعدينى ادخل الحمام عايز اخد شاور .
هزت رأسها بالموافقه دون كلام،
اقتربت منه استند عليها وسندته بيدها الاخرى، اوصلته للحمام وادخلته قائله : على ما تاخد حمام هروح انا كمان اغير هدومى، واشوف اخبار الاكل ايه .
هز رأسه بالموافقه ودخل الى الحمام، ذهبت هى الى غرفتها غيرت وخرجت وجدت والدتها تبحث عنها قائله : روحت اوضة رعد ملقتكيش جيتلك هنا، خدى العلاج اهو، وجبولك قطن وشاش بزياده، عشان تغيرى على الجروح، بس هتعرفى ولا اخليهم يبعتو ممرض ؟

 

 

 

اومأت لها قائله: متقلقيش اتعلمت كل الحاجات دى فى الكشافه .
– : ابوكى هيكلم عمك ويقوله عشان مايزعلش .
-: تمام (بتذكر) وهشام صحيح مراته ولدت ولا لسه ؟
ابتسمت : الحمد لله قامت بالسلامه جابت ولد وسماه شهاب .
ابتسمت بسعاده: الحمد لله عمامى هيفرحو قوى بالخبر ده، هروح اشوف رعد ومعلش قوليلهم يجبو الاكل على الاوضه .
– : وهقولهم يعملو حسابك معاه اكيد انت كمان جعانه .
هزت رأسها دون كلام وذهبت الى غرفة رعد، وجدته خرج من الحمام ويجلس على السرير فابتسمت قائله : عامل ايه دلوقتى ؟
ابتسم : احسن كتير لما اخدت حمام حسيت انى فوقت وجسمى هدى .
– : الحمد لله الاكل هيجى دلوقتى، تاكل واغيرلك على الجروح وتريح شويه .
دق الباب كان احد عاملى المنزل قدم لهم الطعام، وضعته له وتناولا معا .
……………..
ظلت لولو معها ولم تتركها، حتى انها نامت من كثرة التعب وهى جالسه الى جوارها، دخل جيهان وراها كهذا فاقترب منها وربت على كتفها قائلا : لولو استيقظى يا بنت .
فتحت عينها ونظرت وفزعت قائله : ماذا هل حدث لها شئ ( وضعت يدها على راس جولناى) حرارتها هادئه الحمد لله افزعتنى .
عبس قائلا : اعتذر لم اقصد، هيا انزلى ارتاحى فى سريرك وانا سابقى الى جوارها .
هزت راسها رافضه : لا لست متعبه لن اتركها حتى تفيق .
تعجب قائلا : الله الله لا تعندى يا بنت هيا انزلى سأبقا معها .
هزت رأسها بأصرار: اذا شعرت بالتعب ساخبرك .
بدأت جولناى تفتح عينها ونظرت لهم قائله : ماذا حدث ولما اشعر ان رأسى يؤلمنى .
ابتسمت لولو : الحمد لله اصابتكِ الحمه، وارتفعت حرارتك كثيرا ولكنها انخفضت بفضل الله .
جيهان : لولو ظلت تضع لكى الكمدات طوال اليوم ولم تتركى ابدا .
ابتسمت جولناى : حقا شكرا لكى اختى .
ربتت لولو على يدها قائله : لا داعى للشكر طيبى اولا وعودى الى سابق عهدك .
اتى ايفى ونظر اليها قائلا : افاقت اخيرا، كيف حالك الان قلقتينا عليك كثيرا .
جولناى : الحمد لله اشعر انى افضل .
جيهان : سأنزل احضر لك طعام لتتناوليه، فقد اكد الطبيب انه يجب ان تتناولى طعامك ودوائك .
جولناى : لا لست جائعه الان انتظر قليلا .
لولو : اذا ساعد لكى شاى ساخن فهذا جيد لكى .
جيهان : ابقى انت ساعده انا، واعد لك انت ايضا ؟
فهزت راسها بالموافقه، تركهم ونزل لاعداد الشاى، جلس ايفى الى جوار جولناى امسك يدها وربت عليها قائلا : هيا طيبى سريعا لقد اقلقتينا عليكى كثيرا .
ابتسمت جولناى: كنت اريد ان اعرف معزتى عندكم .
ابتسم ايفى : الله الله ما هذا الا تعرفين حقا .
ابتسمت لولو : مأكد انها تعلم فهى اختى اليس كذلك ؟
نظر ايفى الى لولو : تقصدى اختنا جميعا .
جولناى : هذا صحيح نحن اخوه من الدم منذ ولدنا واباؤنا جعلونا اخوه .
اكمل ايفى : وتربينا معا منذ الصغر وما يربطنا اقوى بكثير من الصداقه .
جولناى : ولولو هى الاخرى اصبحت اختنا اليس كذلك يا ايفى ؟
تغير وجه ايفى، ونظر الى لولو وهز راسه بالموافقه مع ابتسامه هزيله، اتى جيهان ومعه الشاى، جلست جولناى وبدات تناوله،وبدأو يتحدثو معا ويحكو ل لولو عن بعض مغامرتهم وهم اطفال، واحضر لها جيهان الطعام وتناولته واخذت الدواء ونامت وظلت لولو معها حتى الصباح .
……………….

 

 

 

فى المساء اتى عمر وابناؤه الاثنان، صعدو الى غرفة رعد دخل ونظر اليه متلهفا :عامل يا بنى دلوقتى ورينى انت سليم انت كويس ؟
رعد : اطمن يا بابا الحمد لله بخير .
لمار : متقلقش ياعمى الدكتور طمنا مفيش كسور هى كلها كدمات بس .
اطمأن عمر قائلا: الحمد لله طلما كدمات هتاخد وقتها وتروح.
جلس فهد بجواره على طرف السرير قائلا: عاش يا وحش بس ازى ده حصل ومين دول ؟
مهند : مسكوهم ولا لسه ؟
رعد : دول الجماعه اللى هجمو على الفيلا، عشان يسرقوها اول يوم جينا، بينتقمو عشان هزقناهم .
فهد غاضبا: بس احنا مش لازم نسكت لازم نجيب حقك .
مهند مستنكرا : يعنى البوليس معرفش يمسكهم هتعرف انت .
عمر رافضا: بلاش الكلام ده احنا عملنا محضر وان شاء الله القانون يجيب حقنا .
هزت لماررأسها قائله: انا كمان مع الراى ده .
نظر لهاعمر بأمتنان: مش عارف اقولك ايه يا بنتى، المحامى قالى انك انت اللى ساعدتيه ولولاكى يمكن كانو قتلوه .
ابتسمت لمار قائله: ده كلام ياعمى رعد أبن عمى، ولو انا اللى مكانه كان هيعمل نفس الشئ، مش كده ولا ايه .
عبس وجه رعد ونظر الى الاسفل، فبدلا من ان يحميها هى من حمته، شعر مهند بحزن رعد، فنظر الى لمار قائلا: اكيد انت تعبانه معاه من الصبح، روحى ارتاحى فى اوضتك واحنا هنفضل معاه للصبح .
ابتسمت لمار : تمام انا غيرت على الجروح كلها، وليه علاج بعد ساعه يأكل كويس وبعدين ياخده، وانا هاجى الصبح ان شاء الله عن اذنكم .
خرجت نظر عمر لرعد قائلا : بنت جدعه وواضح انها قاعدم جنبك من بدرى .
رعد: مسابتنيش من ساعت ماروحنا المستشفى لحد ما انتو جيتو .
تعجب فهد قائلا: متوقعتش ده منها صراحه .
مهند رافضا : ازى يعنى ان مكنش عشان جوزها، يبقا عشان عمها انت بتهرج .
جلس عمر الى جواره على طرف السرير بجوار فهد: المهم انك بخير الحمد لله، اول معرفت مقدرتش استنى للصبح جيت جرى، واخوتك مرضيوش سيبونى اجى لوحدى .
ابتسم فهد : رعد اخونا الكبير .
ابتسم مهند : اكيد طب مش محتاجه كلام .
خرجت لمار عادت الى غرفتها كانت متعبه جدا، اخذت حمام ونامت حتى انها لم تمر على غرفة شهندا .
……………..
استيقطت جولناى وهى تشعر ان حالتها افضل، نظرت الى جوارها وجدت لولو نائمه وهى جالسه على الكرسي جوارها، ابتسمت وغطتها بالشراشف ودخلت الحمام، استيقظت لولو لم تجدها فى السرير، ففزعت وبحثت عنها وجدت الحمام مغلق فهمت انها به، انتظرتها حتى خرجت نظرت اليها : كيف حالك الان ؟
ابتسمت : أفضل بكثير اشعر وگانى لم اكن مريضه .
ابتسمت لولو بسعاده : الحمد لله سأنزل اعد لك طعام .
هزت رأسها رافضه : لا ابقى معى عندما اريد ساخبرك .
اومأت بالموافقه اتى جيهان وايفى، نظرا الى جولناى وهى تجلس وفرحو بتحسن حالتها، ابتسم ايفى بسعاده: حمدًا لله على سلامتك انت اليوم افضل كثيرا .
جيهان وهو ينظر على لولو: نعم لقد اعتنت بك لولو جيدا .
ابتسمت جولناى : هذه حقيقه استيقظت وجدتها تنام جالسه الى جوارى لا افرط بكى ابدا اختى .
نظر جيهان الى لولو ممتنا : حقيقى لم اتخيل انها تحبك هكذا .
اتسعت ابتسامة جولناى قائله: انا ايضا احبها فقد اصبحت اختنا .
لولو بسعاده وخجل : هذا كثير علي لم افعل سوي واجبى اخجلتمونى .
ضحك جيهان : الله الله لقد احمر وجه البنت ما هذا الجمال .
غضب ايفى من كلام جيهان ولكنه تصنع الابتسامه كى لا يلاحظ احد قائلا: على ما تشكرونها هذا عملها وايضا اين تذهب ولو حدث مكروه لها لا تكبرو الامر .
تلاشت البسمه من على وجه لولو وحزنت من كلامه، ونظرت الى الاسفل، غضبت جولناى قائله : ما هذا الكلام يا ايفى ان لم يكن لديك كلمه جيده فلتسكت .
غضب ايفى قائلا : اليس ما قلته حقيقه الله الله .
ابتلعت لولو غصة فى حلقها : لا دعى لان تغضبى منه لاجلى سانزل لاغير ملابسى .
وامتلأت عينها بالدموع ونزلت مسرعه الى غرفتها، نظر جيهان اليه غاضبا : ماذا بك لما تفعل هذا بالفتاه ؟
نظرت له جولنا هى الاخرى غاضبه واشاحت وجهها عنه قائله : اهذا هو جزاءها لانها بقيت الى جوارى فى مرضى انت حقا احمق .
اكمل جيهان : سانزل خلفها لاراضيها فماكد انها حزينه جدا .

 

 

 

 

غضب ايفى وتحرك ناحية الباب : انا سانزل انا من اغضبها لست انت .
ونزل مسرعا، تحرك جيهان ليلحق به قائلا : سالحق به كى لا يضايقها مره اخرى .
جولناى: اذهب وانا ساخذ حمام واغير ملابسى حتى تعودا .
هز راسه بالموافقه ونزل مسرعا، وجد ايفى يقف عن باب غرفة لولو، وقف بعيداً يتابع ما سيحدث، دق ايفى الباب قائلا : لولو رجاء افتحى الباب اريد ان اعتذر منكِ لم اكن اقصد ان احزنك .
ردت من خلف الباب بعد ان مسحت دموعها : بالفعل لم تقصد ان تحزننى، بل قصدت اهناتى اذهب لا اريد الحديث معك .
حزن قائلا : لا لن اذهب ارجوكى افتحى واعدك انى لن افعل هذا مرة اخرى ارجوكى .
مسحت دموعها محاولة منع دموعها من النزول، ونظرت الى الجه الاخرى وقبضت على يدها قائله : لا لن افتح اذهب لا اريد منك اعتذار، لتعد بعدها وتهنينى مره اخرى اتركنى وشأنى .
زاد حزنه : اسمعى ان لم تفتحى سابقى واقفا هنا عند الباب ولن اتحرك، افتحى الباب ارجوكى .
زاد غضبها وقامت فتحت الباب ونظرت له غاضبه : ماذا تريد منى الا يكفيك ما فعلت اذهب من هنا هيا، وان كان وجودى يضايقك ساذهب ولن اعد مره اخرى .
نظر اليها نادما : ارجوكى سامحينى واعدك انى لن اغضبك مرة اخرى، ولكن لا تبكى ارجوكى، سافعل اى شى تطلبين ولكن سامحينى .
قالت غاضبه : من اكون انا لتطلب منى الصفح انا مجرد فتاه تعمل لديكم، لا داعى لان تتعب نفسك معى اكثر .
امسكها من ذراعيها ونظر الى عينها قائلا : انت صديقتنا ولا تقولى هذا الكلام مره اخرى اتفهمين، ولن اسمح لكى ان تذهبى، واعتذر منك مره اخرى ( وقبل راسها ) هيا سامحينى، واعدك انى لن افعل هذا ولو فعلت اضربينى لن اغضب اتفقنا .
فزعت وارتبكت من مسكه لها وتقبيل راسها، ولم تعرف ماذا تفعل او تقول فهزت رأسها بالموافقه، وجذبت ذراعيها من يديها وعادت الى الخلف خطوه، فارتطمت بالحائط فابتسم قائلا : هل سامحتنى اذا ؟
هزت راسها بالموافقه واشارت بيدها لتدخل غرفتها، فاشار لها فدخلت مسرعه واغلقت الباب، وقفت خلفه فما فعله اربكها جدا ووترها، اخذت نفس واخرجته عدة مرات لتهدأ ودخلت الى الحمام، ظل ايفى واقفا هو الاخر للحظات وتحرك نحو البهو، فوجد جيهان يقف ينظر له متعجبا : انت شخص غريب، لما تغضب الفتاه من الاساس لما ؟! لا افهمك .
نفخ ونظر اليه : انا ايضا لا اعلم حقيقةً، لا افهم لما افعل معها هذا؟! فجأه اشعر نفسى غاضب جدا، ولا استطيع التحكم فى نفسي، ولا اتحمل حزنها .
نفخ جيهان : اسمع جيدا لا اظنها ستسامحاك مره اخرة، فاحترس جيدا .
وتركه وصعد الى جولناى ليخبرها بما حدث، ظل هو مكانه فهو يعلم انه لو فعل هذا مرة اخرة قد تذهب فعلا، ونفخ ونظر الى الاعلى قائلا : يا الله ارزقنى الصبر كى لا افعل هذا مره اخرى ( واكمل فى عقله ) فلا اعلم ما بى ولما افعل هذا معها ولما افكر بها كثيرا .
ونفخ وصعدا الى غرفته .
………….
استيقظت لمار متأخره فهى كانت متعبه جدا، ذهبت الى غرفة رعد لتذكرهم بدواءه، فوجدت والدها وعمها قد اتو، القت التحيه اقترب منها حازم قائلا : اهلا يا بنتى بصراحه اى كلام مش هيكفى شكرك .
ابتسمت : تشكرنى على ايه يا عمى، رعد قبل ما يكون خطيبى هو بن عمى، وبعدين يعنى لو هو مكانى كان هيعمل نفس الشئ مش كده ولا ايه ؟
ربت على كتفها قائلا : اكيد بس بردو ده حقك .
هزت رأسها بالموافقه : صحيح ياعمى هو اخد علاجه ولا لسه ؟
ابتسم رعد قائلا : اخدته مهند ادهونى الصبح .
اومأت بالموافقه : طب هروح اطمن على شهندا وارجع اغيرلك على الجروح .
عمر : خليكى انتِ لبليل انا بعرف، وكمان هنضطر نمشى عشان الشغل وانت هافضلى معاه .
ابتسمت : حاضر ياعمى اللى تقول عليه عن اذنكم .
تركتهم وخرجت وظلو هم معه لبعض الوقت، ونزل الثلاثة اخوه ودخلو المكتب للحديث معا، دخلت لمار الى غرفة اخواتها وجدتهم مستقظين ابتسمت قائله : صباح الورد على احلى ورد فى الدنيا .
نظرت لها شهد بسعاده : احلى صباح ده ولا ايه ؟
مازحتها : حبيبى يا ناس وحشانى انت وهى بقالى يوم بحاله مشوفتكوش .
ضحكتا الاثنتان وقال شهندا : انما ايه الجدعنه دى بقا من يومين تعلقيه وامبارح تنقذيه ؟
ابتسمت : ما انتِ قولتى جدعنه وبعدين مهما كان هو بن عمى بردو .

 

 

 

غمزت شهد : أبن عمك ولا قلبك دق ؟
القتها بنظره غاضبه: بلاش الهزار ده عشان مزعلش منك .
ربتت ماجده على ظهرها قائله : بلاش انت الزعل من كلمه عاديه، وبعدين مسير قلبك يدق .
نظرت اليها مستنكره : تفتكرى ممكن يدق لاى راجل بعد اللى حصل ؟
عم الصمت المكان وكأن سهمًا وقع عليهم، اغمضت لمار عينها ونفخت وجزت على اسنانها، وهى تقبض على يدها غاضبه، تمنع دموعها من النزول، وخرجت مسرعه الى غرفتها اغلقت على نفسها، نظرت شهد الى والدتها قائله : يظهر اننا قلبنا عليها المواجع .
تنهدت ماجده : لازم نقلبها عشان تفوق وتعقل بقا، انا تعبت مش قادره اتحمل اشوفها كده قلبى وجعنى .
وانفجرت فى البكاء وبدات الفتاتان فى البكاء هما ايضاً، اما لمار دخلت غرفتها وهى غاضبه، نظرت لنفسها فى المرآه وبدأت تكسر بعض الاشياء بالغرفه وهى غاضبه، وعضت على شفتيها وضربت بيدها على فخذها عدة مرات، وهى تجز على اسنانها قائله : الله يسامحك يا بابا انت السبب فى ده كله انت السبب .
وجلست فى الارض على ركبتيها وبدأت فى البكاء

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *