رواية ماتشو الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدى مرسي
رواية ماتشو الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدى مرسي
رواية ماتشو البارت الرابع عشر
رواية ماتشو الجزء الرابع عشر
رواية ماتشو الحلقة الرابعة عشر
فزع رعد ولمار من كلامه وابتعدا عن بعضهم، ونظر اليه رعد غاضبا : ايه الكلام الفاضى اللى انت بتقوله ده؟ دى كانت هتقع وانا سندتها متكبرش الموضوع .
جز على اسنانه : لاء بقا هو اصلا كبير قاعدين لوحدكم ليه اصلا، ها ولا فاكرنى مش فاهم، هاه يا استاذ يا محترم .
زاد غضب رعد : انت تحترم نفسك وتتكلم عدل، احنا قاعدين وباب الاوضه مفتوح، يعنى مفيش حاجه اصلا تدعو للشك .
نظرت اليه لمار غاضبه : شك في مين ؟! انت تشك فيا ليه اصلا ؟ وبعدين انت بتتكلم كده ازى اصلا ؟
اتكلم عدل واحترم نفسك .
قبض يزيد على يده وهجم عليها ليضربها : انا اخوكى الكبير ولازم تتحرمينى انت فاهمه .
وقف رعد بينهم ومنعه من ان يقترب منها، صعد الجميع على صوت الشجار، وقفو امام الباب ورأو يزيد وهو يحاول الهجوم عليها،صرخ به ياسر غاضبا : يزيد اتلم ازى ترفع ايدك على اختك اتلم انا لسه ممتش .
نظر اليه : وهو ينفع اللى بنتك عملته ادخل الاقيها فى حضن البيه ؟
نظر اليه مستنكر : مين دى اللى فى حضنه قول كلام يتصدق، انت عارف كويس قوى ان مش لمار اللى تعمل كده .
نفخ رعد : والله ياعمى مافى حاجه من دى، هى كانت هتقع وانا مسكتها، ده حتى الباب كان مفتوح، يعنى مفيش اى حاجه من اللى فى دماغه .
كانت لمار تقف مصدومه متألمه، فكلمة ياسر المتها كثيرا، فهى تعلم ما يقصده، فى هذه اللحظه تمنت لو انها ولدت بنت كانت كلمه كهذه تكن فخرا لها، اما الان فهى جرحتها، لاحظ هشام ردة فعلها بعد ان قال والدها كلمته، وشعر انها احزنتها والماتها، فهم حازم هو الاخر الم لمار واراد محاولة اصلاح الامر قائلا : عيب قوى لما تقول كده على اختك اللى انت عارف تربيتها كويس قوى، وعيب كمان لم تشك فى ابن عمك، وبعدين متنساش انها مراته، يعنى حتى لو اللى شوفته صحيح مش من حقك تلومها عليه .
شعر يزيد انه اخطأ فكان عليه تذكر هذا الامر قبل ذلك، فقال :معلش ياعمى متحملتش المنظر لما شوفته مكنش قصدى، لسه متعودتش على موضوع انهم متجوزين ده، متزعلش منى يا رعد مقصدتش يعنى .
رعد عابسا : خلاص حصل خير بس ياريت تفكر قبل ما تزعق وتفرج علينا الدنيا .
ياسر : خلاص بقا الموضوع خلص يالا ننزل الغدا زمانه جهز .
لاحظ حازم ان لمار صامته وكانها مكسوره، فقال : يزيد اعتذر لاختك وبوس راسها قبل ماتنزل .
تافف يزيد قائلا : انا اعتذرت وخلاص لزومه ايه اعتذر تانى .
كاد ينطق ياسر وهو يشير له لينزل، لكن حازم اصر قائلا : لازم تتعلم تتعذر لما تغلط مش عيب انك تتعذر لاختك، العيب انك تهنها قدام الكل وتستكبر انك تعتذر لها .
شعر يزيد بالخجل من نفسه لكنه استكبر ان يعتذر لها امام الجميع، فقال لينهى الامر : انا اسف يا لمار .
وتركهم وذهب الى غرفته، غضب حازم وانتظر ان يناديه ياسر، لكنه وجده غير مهتم ويشير لهم لينزلوا، فاسرع ونزل ولحقو بهم جميعا ماعدا لمار ظلت بغرفتها، كان رعد لازال معها نظر لها قائلا : يالا عشان ننزل ؟
تنهدت : لاء مش عايزه، انزل انت انا مليش نفس اكل اصلا .
رأى الدموع بعينها تحبسها عنه، فاقترب منها وربت على ظهرها قائلا : متزعليش من اللى قاله يزيد دى حماسة الشباب .
هزت رأسها دون كلام، فما المها ليس كلام يزيد انما كلمة والدها، فهم رعد ما يجول بخاطرها لكنه لا يعرف ماذا يفعل او يقول، نظر لها قائلا : مش هاين عليا انزل واسيبك وانت متضايقه، متزعليش من كلام عمى، وتأخديه بنيه وحشه هو اكيد واثق فيكى وتربيتك، مش كده ولا ايه ؟
اخذت نفس وزفرته وهزت راسها دون كلام، وقعت شعره على وجهها فرفعها بيده وضعها خلف اذنها، فنظرت له عابسه : لم ايدك فى ايه .
ابتسم قائلا : عرفتى ليه عمى متاكد من اخلاقك، لانك حتى مع الراجل اللى المفروض انك مراته، مش سامحه له انه يلمس شعرك .
فنظرت له وابتسمت قائله : ماشى يا كبير .
تركها ونزل وهو لاول مره يشعر ناحيتها بشعور مختلف، وشعر ان كلماته التى قالها سابقا حقيقه، فهو قالها بدون قصد، وظلت هى بغرفتها لم تخرج منها
…………..
اسرع ايفى الى جولناى اخبرها بكل ما حدث، فنهرته قائله : هل انت مجنون كيف تكسر قلب البنت هكذا ؟ كيف تفعل بها هذا،( قبضت على يدها ) اظنها لن تنتظر وستترك المنزل والعمل .
فزع : ماذا لا استطيع، لا تتركيها ترحل انزلى اليها وامنعيها رجاًء .
نفخت : اوف ياه، كيف سافعل ذلك، ماذا ساخبرها ها الم تفكر فى ذلك قبل ان تفعل ما فعلت احمق .
مترجيا : انزلى انت فقط وتحدثى اليها وانا لديا ما اخبرها به ارجوكى لطفا .
نفخت : اوف يااااه الصبر يا ربى .
ونزلت دقت باب غرفتها قائله : لولو انا جولناى افتحى .
مسحت دموعها واجبتها : لست بخير اتركينى الان رجاًء .
حزنت قائله : ايفى اخبرنى بما فعل افتحى ارجوكى، لا يمكن ان اتركك بهذه الحاله .
اخذت نفس وزفرته وحاولت التوقف عن البكاء، وفتحت لها الباب دخلت وجلست على طرف السرير واجلستها الى جوارها، ومسحت دموعها قائله : افديكى حبيبتى لا تبكى انفطر قلبى عليكى، لقد ندم كثيرا على ما فعل، ويريد ان يعتذر منكى ويشرح لكى الامر .
رافضه : لا داعى للشرح الامر انتهى هو يريد ان يتسلى واناج لن اكن تسليه لاحد .
وقف امام الباب فهو كان يقف بعيد ويستمع اليهم، نظر لها قائلا : ارجوكى اسمعينى قد تلتمسي لى العذر رجاًء .
نظرة اليه غاضبه : ليس لك اى عذر، عندما رفضت ان اكن على علاقه معك اردت خداعى بخاتم .
قاطعها : لا لم اقصد هذا اطلاقا، انا عاشقٌ لكِ، ولكنى لديا فوبيا من الزواج ولم استطع ان اخبرك بهذا خوفا من ان اخسرك .
زاد غضبها : اتسخر منى اتظننى حمقاء .
نظر لها مترجًا : حاشه وكلا، كيف تقولين ذلك ارجوكى صدقينى، اسألى جولناى لقد تزوج والداى عن حب، وبعد زواجهم بعام واحد انفصلو وانتهى هذا الحب، وايضا والدها ووالدا جيهان، وصديقى المقرب جيم، تزوج حبيبته بعد قصة حب كبيره، انفصلا بعد ثلاثة اشهر وانتهى الحب بينهم، خفت ان اخسرك بعد ان نتزوج، لهذا طلبت منك ان نعيش فتره اولا، لكنك رفضتى ولانى لا استطيع العيش بدونك، فكرت ان اعرض عليك الزواج، لكنى لم استطع ان اخبر الناس بالامر، ارجوكى صدقينى وسامحينى .
شعرت بالصدق فى كلامه ونظراته، اخذت نفس وزفرته : اذا ساسامحك ولكن لى شرط .
رن هاتف جولناى فاشارت لهم انها ستخرج لتجيب، وتركتهم وخرجت نظر لها قائلا : قولى وسأقبله .
ترددت قائله : لن تلمس حتى يدى سانتظر حتى تشفى، لكن لن يكن بينى وبينك اى تلامس نهائى، انا لن اغضب الله لاجل اى شخص، لقد اخبرتك سابقا انى متمسكه بشرع الله، حتى لو …
قاطعها : عن اى شرع تتكلمين وما علاقتك انتِ بهذه الشرع ؟! منذ ان قولتى انك متمسكه بشرع الله، وكاد عقلى يقف، بحثت على النت عن تعاليم الاسلام وشكل الفتاه المسلمه، لكنى لم اجد بشكل لبسك ولا طريقة تعاملك معنا ايً منها، لم تتحدثين عن شئ انت لا تفعلينه .
صدمت قائله : ماذا تقول .
اكمل : بنطالك هذا الذى يظهر اكثر مما يخفى ما علاقته بالاسلام، ها ووشاحك الذى تظهر منه رقبتك، وقميصك الذى يجسم صدرك وخصرك، والبرفان الذى تضعيه اشُمه وانا اتى من غرفتى، وضحكك ومزاحك معنا، اعرفى تعاليم هذا الدين اولا وتحدثى عنها .
ظلت تنظر له فى ذهول ولا تعرف بماذا ترد، فهى دوما كانت تقول ان الايمان فى القلب، واللبس ليس له علاقه ارتدى ما اريد مدام قلبى عامر بالايمان، شعر انه جرحها تحرك خطوه ليقترب منها فاشارت بيدها، ان يبقى وقالت بصوت ملئ بالوجوع والالم : اخرج رجاًء اريد ان اكون وحدى .
حاول ان يتحدث فاشارت له : رجاًء ان كنت تحبنى حقا اتركنى وحدى .
كانت تحاول منع دموعها من النزول امامه، استسلم امام اصرارها وخرج، اغلقت الباب وانهارت على الارض فى البكاء.
…………
ظلت لمار بغرفتها حتى ذهب الجميع، ودخل اخوتها ووالديها الى غرفهم، وذهبت الى غرفة يزيد دقت الباب ودخلت نظر اليها مستهينا : عايزه ايه منى، ولا تكونى جايه عايزنى اعتذرلك زى ما عمى كان عايز .
نظرت اليه غاضبه : عايزه افهم انت بتعمل معايا كده ليه ؟ زمان كنت بتغير عشان زياد ولد زيك، لكن دلوقتى بتغير ليه ؟
نفخ غاضبا : طول عمرك وانت قرفانى فى حياتى، محدش شايف غيرك، بابا ديما يقول زياد زياد وكأنه مخلفش غيره مع انا الكبير، بس لاء ازى لازم تظهرى نفسك وتعملى بطولات، عشان الكل يتكلم عنك، وفى البيت تهزرى وتضحكى مع البنات عشان تحبك هى كمان، وماما تبقا راضيه عنك، وانا افضل نكره خفى محدش شايفنى .
جزت على اسنانها قائله : وادينى بقيت لمار عملت ايه ها، فضلت زى ما انت، كام مره طلبت منك تيجى تقعد معنا، حتى لما جبت اخوتى وجينا نقعد احنا معاك عملت ايه، فاكر طردتنا من اوضتك وقولت جاين تعطلونى عشان مذاكرش، نصحتك كتير تبطل اسلوبك ده مع اخواتك، هزر معاهم واضحك، بس انت خلاص بقيت راجل مينفعش، مش كده اعملك ايه العيب فيك انت اللى مغرور، مش شايف حد غيرك، وياريتك تتعلم وتتغير لاء بالعكس عمال تزيد سوء .
زاد غضبه قائلا : انا اللى مغرور لا انتِ اللى مش شايفه حد غيرك فى الدنيا، قرفتينى سواء وانت ولد ولا بنت، انا زهقت منك امتى بقا تغورى من هنا ونخلص منك .
قبضت على يدها ونظرت له عابسه : انا فعلا نفسي اخرج من هنا واسيبلك الدنيا كلها عشان ترتاح .
قذفها بنظره غاضبه واشاح وجه عنها قائلا : يكون احسن تريحينى منك .
كانت ماجده تمر بجوار الغرفه وسمعت حوارهم، ودخلت ونظرت الى يزيد غاضبه : انت هتفضل كده لحد امتى، هاه هتفهم امتى ان اللى انت بتعمله ده غلط، مفيش فيك فايده بقيت شبه ابوك، وانا تعبت منك ومنه، عايز تعيش طول عمرك كده، عجبك انك تبقى موجود ومش موجود، ( ونظرت الى لمار ) وانت كمان امتى هتفهمى انك بنت مش ولد، وان ابوكى معملش كده عشان بيكرهك، هو كان مجبر على ده، يا اما تعيشى كمسخ لا انت ولد ولابنت، فوقى انت كمان حرام عليكو تعبتونى، تقدر تقوليلى هتقولى ايه لربنا لما تقابليه، هاه هتقوليه مش عاجبنى قضاءك مش راضيه بيه .
صدمت لمار من كلامها وامتلاءت عينها بالدموع، وخرجت تجرى على غرفتها، راها والدها فاسرع الى غرفة يزيد ليرى ماذا هناك، فوجد ماجده تتحدث الى يزيد بغضب :
اسمع كويس انا مش هسيبك تتحول وتبقا زى ابوك، ابوك خلاص مبقاش فيه فايده، ومش هيفوق ولا يتغير، بس للاسف خسر حب اخواتك ليه، مبقاش فى غير خوفهم منه، عايزهم يخافو منك بدل ما يحتمو بيك، الاخ يعنى امان سند حنان وانت ابعد ما يكون عن ده، اللى كان كده زياد، فهمت ليه اخواتك كانو بيحبه، فوق يا ريت تفوق .
وتركته وخرجت نزلت الى الاسفل، كان ياسر قد ابتعد عن الغرفه قبل ان تخرج، فهو فى حالة صدمه، فهذا اخر شئ توقعه، ان يسمع هذا الكلام من ماجده، انها تكره ان ترى ابنها مثله، كيف اوصل نفسه الى هذه الحاله، وقف امام باب غرفة نومه ولم يستطع ان يدخل، فكلمتها ترن فى اذنه كأنها طنين مؤلم، نزل مسرعا ودخل الى مكتبه واغلق على نفسه، يفكر فى ما وصل اليه، ويتذكر نظرات بناته له، كيف انها خوف وزعر فقط، وتذكر ما حدث لاخته، وكلام جدته التى كانت دوما تقول له، البنت يجب ان تعامل بخشونه، ( اكسر للبنت ضلع يطلع لها اربعه) وتذكر حالة لمار وغضبها منه، وخوفها الذى تحول الى تمرد، حتى ابنه الوحيد دئما يجده حزين شارد، وضع يده على رأسه ونفخ بغضب وضرب بقبضة يده على المكتب غاضبا .
ظلت ماجده بالاسفل حتى هدأت وصعدت مره اخرى، فكرت ان تذهب الى غرفة لمار لكنها تراجعت، لتتركها بعض الوقت فقد تفيق، اما لمار كانت بغرفتها حزينه تبكى فكلامها اوجعها جدا .
……………
ظلت لولو منهاره لبعض الوقت، ثم قامت تنظر الى المرآه، ورأت كيف ملابسها تجسم جسدها كما وصفها بالفعل، وتذكرت بعض البرامج على شاشات التلفاز كانت تقول ان المهم القلب وليس القالب، فأسرعت الى الحاسب وفتحته، وبحثت عن الزى الاسلامى الشرعى كيف يكن شكله، فظهر لها ان كل العلماء قد وصفوه، بأن يكن واسع فضفاض لا يشف ولا يصف، وان يكن ساتر للجسم كله، وان لا يكن زينة فى نفسه، ولا يكن ملفت للنظر، وازدادت فى البكاء فقد اخذت بكلمات تماشت مع هواها، وتركت الصحيح، واذا بهاتفها يرن نظرت به وجدتها لمار، تذكرت حالها، ففتح المكالمه دون كلام،
كانت لمار هى الاخرى حزينه بسب كلام والدتها، لكنها طلبتها علها تخفف عنها، فقالت بحزن تخفيه
: لولو حبيبتى وحشتينى اخبارك ايه ؟
اجابتها وهى تبكى : انا تعبانه قوى يا لمار، تعبانه قلبى وجعنى قوى، حاسه انى هموت من الوجع اللى جويا .
فزعت من صوتها قائله: سلامه قلبك مين اللى زعلك قوليلى مالك ؟
ببكاء وندم: انا مش زعلانه من حد، انا زعلانه من نفسي عشان مشيت وراى هويا، واخترت اللى يرضى نفسي، وسبت الصح ومعملتوش مفكرتش انى كده بغضب ربنا .
زاد فزعها قائله : فهمينى بس ايه اللى حصل ؟ انتِ كده خضتينى ؟
قصت عليها كل ماحدث وهى تبكى، لم تستطع ان تنطق وبدأت الدموع تتساقط من عينها، اكملت لولو قائله : قوليلى اعمل ايه انا مش قادره، حاسه بوجع شديد قلبى بيوجعنى قوى، وخايفه من غضب ربنا عليا انتِ صاحبتى الوحيده قوليلى اعمل ايه ؟
شعرت لمار ان الكلام موجه لها هى الاخرى، وكأن ايفى كان يقصدها هى اكثر منها،اخذت نفس وزفرته وقالت بصوت ضعيف خائف : اهدى ومتخفيش مدام ربنا هو اللى خلاه يقولك الكلام ده، يبقى اكيد بيحبك وعايزك ترجعى عن الغلط اللى انت فيه .
بلهفه وهو تبكى : بجد يعنى ممكن ربنا يسامحنى ويقبلنى تانى ؟
تنهدت والدموع تنهمر من عينها : اكيد .. اكيد ربنا غفور رحيم والتوبه تهدم ما كان قبلها ،استغفرى وتوبى وارجعى عن الذنب، وان شاء الله ربنا يقبل توبتك .
مسحت دموعها قائله : وانت كمان يا لمار ارجعى عن عندك، وفوقى انت مش بتعترضى على كلام باباكى، انت كده بتعترضى على امر ربنا، واسألى دكتور واثنين، ولو كان فعلا فى امل واحد انك كنتى تفضلى ولد يبقا لك الحق، انا نفسي نبقا مع بعض فى الجنه .
ابتسمت ببكاء : وانا كمان، انا كمان نفسي نبقا مع بعض فى الجنه، (مسحت دموعها ) يالا كفايا عياط، قومى اتوضى وصلى واطلبى من ربنا انه يسامحك ويسامحنى .
هزت رأسها بالموافقه : عندك حق هو ده الصح، وانت كمان فكرى صح وخدى قرارك، وانا هدعيلك واوعى تنسينى انتِ كمان فى دعاءك .
انهت معها المكالمه وكلا منهم تشعر بالندم وقلبها يؤلمها، ظلتا تبكيان بعض الوقت، قامت لولو ودخلت توضأت وقفت تصلى، اما لمار نظرت الى المرآه وتأملت جسدها وتذكرت كلام والدتها، وازدادت فى البكاء، ونظرت الى ارفف الجوائز وكأنها تودع زياد الى الابد، ودخلت توضات وصلت هى الاخرى، وفى صباح اليوم التالى دخلت الى غرفة اخواتها ونظرت لهم قائله : بنات ممكن تيجو معايا مشوار ؟
تعجبتا الاثناتان وقالت شهد : هنروح فين ؟
ابتسمت: نشترى شويه لبس ممكن ؟
زفرت شهندا بضجر : انت عارفه ان بابا هيرضى ؟
لمار : ملكيش دعوه انا هتصرف بس انت موافقين ؟
فكرت الاثناتان وقالت شهد : اه موافقين يالا البسى واحنا هنلبس .
هزت رأسها بالموافقه وتركتهم وخرجت ذهبت الى والدتها واخبرتها فقالت : طب استنى اخلص اللى بعمله واجى معاكو .
ابتسمت : خليكى انت احنا هنروح ونرجع على طول بس قولى لبابا .
فكرت : ماشى خلاص روحى وانا هكلمه واقوله (واكملت فى عقله) مع انى مش عارفه ماله، واخد منى جنب ومش بيتكلم خالص،وزى ما يكون فى حاجه مزعلاه .
تركتها وذهبت استعدت ومرت على اخواتها، وخرجن جميعا اشترت بعض الفساتين والاطقم الطويله والمحتشمه ولكل طاقم حجابه المناسب له، واتفقت هى واخواتها الا يخبرن احد فهى تريد مفاجأة الجميع، فاليوم التالى سيكون خطوبة ابنه عمها، امسكت لمار هاتفها وطلبت لولو لتخبرها بالامر لحظات واجابت بصوت حزين : اهلا لمار .
تعجبت : ايه مال صوتك زعلان ليه كده ؟
زفرت فى حزن : مش عارفه اعمل ايه، اجيب فلوس منين عشان اشترى لبس جديد، ومش هينفع افضل باللبس ده لحد القبض، والفلوس اللى كانت معايا سددت بيه اخر جزء لصاحبة السكن اللى كنت فيه .
فكرت :اسمعى انت مش عندك فساتين وجيبات البسيهم وانا هبعتلك مبلغ كملى بيه الباقى .
عبست :مينفعوش كلهم قصيرين تبع الموضه بتاعت الدرسات القصيره .
فكرت : امممم اقولك البسى تحتهم بنطالون زى اللبس الهندى .
اعجبت بالفكره : تصدقى فكره وانا عندى بناطيل كتير، يعنى كده دى اتحلت باقى الطرح .
هزت رأسها : عندك طرح طويله اللى كنتى بتلبسيها متنيه افرديها .
عبست : بس دى خفيفه .
-: البسى تحتها طرحه من الصغيرين، ولفيها مرتين هتبقا طبقتين .
ضحكت : فكره حلوه خلاص هقوم اظبط الهدوم مع بعضها ربنا ما يحرمنى منك ابدا يا ماتشو (Maço).
ابتسمت لمار : وانا كمان قولت افرحك انت اول واحده، انا كمان قررت افاجأهم كلهم فى شبكة بنت عمى بكره والبس الحجاب .
فتحت لولو فمها بفرح قائله : يااه انا فرحانه قوى .
اتسعت ابتسامة لمار: وان شاء الله نبقا مع بعض فى الجنه .
ابتسمت ببعض الحزن : يارب يارب بس بتهيألى كده خلاص لازم اسيب البيت هنا، واشوفلى سكن تانى .
هزت لمار رأسها قائله : ده الصح بعد اللى حصل، هبعتلك بكره فلوس، وان شاء الله تلاقى سكن كويس .
لولو ببعض الحرج: مش عارفه اقولك ايه بس .
ابتسمت : بقولك ايه بلاش الكلام ده،(مازحتها) وبعدين ايه هو انت مش هترديهم ولا ايه ؟
ضحكت : لاء طبعا ارد مين السلف تلف والرد خساره يا ماتشو (Maço) .
ضحكت : يا سلام على الامثال الجميله، خليهم منا خلاص قولتلهم هانقل تركيا واجى ادرس عندك وبعدين بطلى ماتشو دى بقا بدل ما اضربك .
بسعاده : بجد فرحتينى جدا بس بردو هفضل اقولك يا ماتشو (Maço ).
ظلتا تتحدثان لبعض الوقت، وبعدها استعدت لولو وخرجت، فقد اخدت اجازه من العمل هذا اليوم، بحثت عن شقه حتى وجدت شقه صغيره فى منزل قريب من الشركه، واتفقت عليه واخبرة صاحبه انها ستنتقل اليه فى اليوم التالى، وعادت الى المنزل كانو لم يعودو من العمل بعد، دخلت الى غرفتها وظلت بها ،بعد ان عادو من العمل حاول ايفى ان يتحدث اليها لكنها رفضت، وذهبت لها جولناى جلست معها، نظرت لها قائله : كيف حالك الان ؟
ابتسمت : انا بخير ولكنى اتخذت قرار، وبصفتك صديقتى عليك ان تساعدينى عليه .
لم تفهم قائله : ماهو هذا القرار ؟
تنهدت : ساخبرك به غدا بعد عودتى من العمل .
هزت راسها : رغم انى لا افهم ولكن سأدعمك، ولكن اريدك ان تعطى فرصه اخرى لايفى هو يحبك حقا .
ابتلعت ريقها : وانا اعرف واعدك ان افكر فى الامر .
نفخت : اتعرفى ان هناك الكثير هنا يكره الزواج لنفس الاسبابه .
ابتسمت : افهم ذلك ولا الوم عليه في هذا، لكن انا غضبت منه لانه لم يخبرنى بذلك من البدايه .
رمقتها بنظره متسائله: الله الله يعنى لو كان اخبرك كنت ستصدقيه ؟
اومأت بالموافقه : مؤكد وكنت ساساعده وانتظر حتى يشفى، لكن ما فعله المنى .
نظرت لها مترجيه : حبه لكى جعله يخاف ان يخسرك .
هزت راسها بالموافقه دون كلام قامت جولناى وتركتها وخرجت، كان ينتظرها بالخارج فاخبرته بما قالت، ففكر قائلا : ماذا سيكون هذا الامر .
رفعت كتفيها : لا اعرف، ولكن الغد ليس بعيد .
وضع يده على شعره واعده الى الخلف ونفخ : اوف يا ربى ليمر الوقت بسرعه اوف اوف .
وصعد الى غرفته وهو غاضبا .
يتبع…
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ماتشو)