روايات

رواية أصفاد الصعيد الفصل الرابع 4 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الفصل الرابع 4 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد البارت الرابع

رواية أصفاد الصعيد الجزء الرابع

أصفاد الصعيد
أصفاد الصعيد

رواية أصفاد الصعيد الحلقة الرابعة

تتجول في الحديقه الخاصه بهم خصوصاً ذلك الركن المحبب لفؤادها الذي يملأه الشجن .. فبعد موت والدها أصبحت كالورقه الساقطه من أحدي الأشجار فاوالدها بالنسبه لها حياه كانت المدلله له وكان المفصل لها ..
سقطت تلك الدموع من مُقلتيها وهي تنظر إلي الازهار أمامها ..
تفاجأت بتلك الكلمات الأتيه من خلفها من شخص لم يتضح لها معالمه في البدايه .. ولكن عند وضوح رؤيته لها نظرت له بألم قائله : وليد ..
تزين وجهه بذلك الحزن المصطتنع قائلاً: ازيك يا بت عمي عامله ايه دلوقت..؟!
أزالت ريم دموعها لتنظر له قائله : الحمد لله احسن ..انت اخبارك ايه يا وليد ..
اقترب منها وتلك الدموع تتلألأ بعينيه قائلاً: عمي محمد كان كويس جوى يا ريم ربنا يرحمه .. بس الواجب علينا انك تدعيله مش تبكي يا بت عمي .. وبعدين انا مقدرش اشوف دموعك واصل يا ريم ..
ابتسمت ريم قائله : متقلقش عليا يا وليد .. شكرا ليك
استكمل حديثه بتلك النبره التي تحمل التي تحمل الشجن قائلا : لو احتاجتي اي حاجه انا موجود يا بت عمي جانبك علي طول ..

 

 

استكملت ريم حديثها بتلك الابتسامه التي مازالت تزين ثغرها قائله : تسلم يا وليد .. بعد اذنك انا عشان هطلع اغير واروح الجامعه ..
أوقفها حديثه عندما هما بالذهاب قائلاً: هستناكي اهنه عشان اوصلك يا بت عمي ..
قابلته بإبتسامتها المعتادة قائله : لا متتعبش نفسك رحيم موصي ذكريا هو اللي يوصلني ويجبني..
استكمل حديثه بتلك النبره المستدعيه للنرفزة قائلاً: لا ازاي وانا موجود يا بت عمي .. يلا اطلعي غيري وانا مستنيكي اوصلك ومش عاوز اسمع حديث تاني اياك ..
انطلقت ضحكه ريم من ثغرها علي تلك اللهجه المتحدث بيها ذلك وليد..
لتتحدث ومازالت ضحكاتها قائمه قائلاً : لهجتك دي غريبه ..
لتستكمل حديثها قائله : خلاص يا سيدى وصلني يا عم بس اهدي اكده ..
ابتسم وليد قائلاً: بتعرفي تتكلمي صعيدي زين اهو ..
نظرت له ريم قائله: بعض ما عندكم يا ولد عمي ..
لتتركه وتذهب وهي في سعاده ولكن لا تعلم لما تشعر بذلك الشعور الذي تختبره للمره الأولي..
بينما هو علي الأجانب الآخر يزين ثغره تلك الابتسامه الخبيثه .. التي جعلته علي يقين بأن خطوته الأولي اتجاه هدفه الذي يحدده منذ أيام قد تمت بنجاح .. والآن وقد تقدمه للخطوه الثانيه ..
تهنئي يا مَن طَعنتِ الهَوى في الخَلفِ في جَانِبهِ الأعزَلِ
قدْ تَخجلُ اللَّبوةُ مِن صَيدها؛ فَهل حَاولتِ أنْ تَخجَلي؟
بائعتي بزائفاتِ الحلى، بخاتمٍ في طَرَفِ الأنملِ
بهج أطواقٍ خرفية وبالفراء البَاذِخِ الأهدلِ
أعقدُ الماسِ فانتَهى حبُّنا؟، فلا أنا منكِ ولا أنتِ لي؟
وكلُّ ما قُلنا ومَا لم نقلِ وبَوحنا في الجَانبِ المنقلِ
تساقطت صَرعى عَلى خَاتمٍ كاللَّيلِ… كاللَّعنةِ… كالمنجلِ
*******************

 

 

في المستشفي…
مازالت فيروز بجانب والدتها الراقده تُفكر في طريقه لتوفير مصاريف العمليه التي تحتاجها والدتها ..
أفاقت بدخول الدكتور المسؤول عن حاله والدتها في عجله من أمره ..
نظرت له باستغراب قائله : في حاجه يا دكتور اشرف ..!
ابتسم اشرف قائلاً: في حد دفع مصاريف العمليه كلها اللي محتاجها والدتك وحط كمان فلوس لمصاريف المستشفي تحت حسابكوا.. ودلوقتي انا خليتهم يجهزوا العمليات ..
تكاد مُقلتيها الخروج من محلها من وهله ما يحدث الآن هل مشكلتها حُلت بتلك السهولة..
لتتحدث قائله: مين دفع الفلوس ..؟! اسمه اي ودفع ليه ويعرفنا منين ..؟!
استكمل اشرف حديثه قائلاً: مش عارف هو دفع وقال إنه هيجي لانه عاوز يشوف الحجه سعاد ..
انتبهت سعاد عند ذكر اسمها قائله : عاوز يشوفني انا مقالش هو مين يا ابني ..
تفاجأ كلا من سعاد وفيروز وأشرف من ذلك الصوت الآتي من خلفهم .. عند حديثه القوي قائلاً
_ انا اللي دفعت .. رحيم محمد عاصم الهواري..
تلألأت الدموع بداخل مُقلتيها وكأن الزمن يعيد أمجاده من جديد تتخيل ابيها في هيئه رحيم ابن شقيقها .. ذلك الشموخ البادي علي وجهه والقوه التي يتمتع بيها في حديثه .. تذكرت ذلك الحنين لماضي تتمني أن ترتمي في حضن والدها الآن ليخفف عنها ما رأت من تلك الحياه القاسيه ..
اقترب رحيم من السرير الراقده ليجلس بجانبها بهدوء وكأنه يدرى ما يدور بداخل عقلها السابح في آفاقه كانت كما يحكي عنها والده تلك العيون الزرقاء والبشره الصافيه ولكن العمر زين وجهها بتلك التجاعيد ..
اقتربت سعاد منه لتلمس وجنتيه في حنان قائله : رحيم .. فين شقيقي يا ابني فين ابوك يا بني ..
عند ذكر اسم والده لم يتحكم في دموعه التي تلألأت بعينيه التي يغلفها الحزن ..
حاول أن يهدأ من شجنه قائلاً: اتوفي.. بقاله اسبوعين يا عمتي وقبل ما يموت كنتي انتي وصيته ليا .. هو دور عليكي كتير ومعرفش يوصلك ووصاني اني احميكي انتي وبنتك ومن النهاردة انتوا هتكونوا في رقبتي يا عمتي واول لما تعملي العمليه هنسافر سوا عشان حقك ..
بينما علي الجانب الآخر توقف عقلها عند ذكر موت شقيقها الأكبر ..تمردت دموعها علي وجنتيها تمردا علي ثبتها .. كان لها الشقيق والاب بعد موت والدها لم تنسي ما فعل لأجلها ..
انطلقت تلك الكلمه من ثغرها وكأن عقلها يحاول استيعابها : مات .. محمد اخويا مات ..
بكت بصوتِ عال وكأن اخر قشه للنجاه قد هربت منها .. كانت تريده لترمي حمولها عليه تريد أن تشعر بأنها ليس وحيده في مرحله حياتها الاخيره ..

 

 

احتضانها رحيم وهو يجاهد ألا تسقط دموعه .. يجاهد أن يحافظ علي ثباته وشموخه المعتاد فهو لم يعتاد علي ذلك الضعف ولكن حاله سعاد جعلت منه ضعيفاََ للحظات ..
بينما علي الجانب الآخر تقف فيروز تراقب ما يحدث بتلك الدموع المنهمرة علي وجنتيها .. لم تشاهد والدتها في تلك الحاله من قبل..
اقتربت من والدتها بهدوء لتُربت علي يديها بهدوء وخوف في آن وواحد .. لاحظت ذلك الغريب الذي نظر لها بنظره حزانه يغلفها القسوة والحده التي جعل فؤادها ينقبض فجأة لم تعرف ذلك الشعور ولم تختبره من قبل هل هو الشعور بالخوف أو بالشفقه او شعور اخر ..؟!
مرت دقائق أو اكثر لا يعلم كم مر وسعاد ترتمي بداخل احضانه وهو يربت علي ضهرها يحاول أن يهدء من روعها .. نظر لتلك الفتاه التي تُربت علي يديها بهدوء بينما دموعها تنهمر علي وجنتيها استطاع التعرف عليها بأنها فيروز ابنت عمته التي تحدث والده عنها فهي مثل والدتها تمتلك ملامحها وتلك العيون الزرقاء التي تحولت للاحمرار بسبب بكاءها المتزايد ..
نظرت له سعاد وتلك الدموع تجمدت بداخل مُقلتيها قائلة: تعرف يا رحيم انت شبه جدك اوي يا بني ..
ابتسم رحيم قائلاً: اه بابا علي طول كان بيحكيلي عن جدي وعنك ..
ابتسمت سعاد لتستكمل حديثها قائله: محمد مكنش بس شقيقي الكبير لا دا كان كل حاجه ليا وأقرب حد ليا .. كان نفسي اشوفه ويكون موجود دلوقتي اترمي في حضنه واشتكيله من الدنيا .. ربنا يرحمه ..
ردد رحيم خلفها قائلاً: الله يرحمه ..
قاطع حديثهم دخول الممرضه وهي تتحدث قائله : ها يا حجه سعاد جاهزة للعمليه ..!
ابتسمت سعاد قائله: اه يا بنتي جاهزة ..
لتنظر لرحيم قائله : رحيم لو جرالي اي حاجه خد بالك من فيروز يا بني مالهاش حد غيرى في الدنيا ومن بعدي ملهاش حد خلي بالك منها يا بني ..
لتوجه نظرها لفيروز الجالسة بينما تبكي في صمت لم تعد قادرة علي الحديث تخاف أن تخسر ما تبقي لها في تلك الحياة ..
اقتربت منها سعاد لتزيل دموعها بهدوء قائلة : بنتي فيروز قويه .. خليكى قويه يا بنتي زى ما ربيتك مش عاوزة اشوفك كدا ولو حصل اي حاجه اسمعي كلام رحيم وروحي معاه يا بنتي هو قادر يحفظ حقك ..
استكملت حديثها وهي تنظر لرحيم قائله : خلي بالك من مجدي يا رحيم لو عرف أن فيروز بنتي مش هيسيبها في حالها واكيد هيإذيها ..

 

 

قاطعها رحيم قائلاً: متخافيش .. مخليش حد يمسها ولا يمسك طول ما انا عايش متقلقيش ..
استكملت سعاد حديثها قائلة: دا العشم يا ولدى دا العشم .. بس لو جرالي حاجه ومطلعتش منها .. خلي فيروز علي اسمك يا ولدي دى انسب طريقه وهكون مطمنه عليها يا رحيم ..
لم يستطيع التفوه بحرف كانت الصدمه جاليه علي وجهه هل ما سمعه صحيحا ..
بينما فيروز لم تقل صدمه عنه بل تتفوقه هل والدتها تعرض عليه الزواج منها وهي تقف بكل تلك السهولة ..؟! بل ما زاد صدمتها كلمات ذلك الشخص الذي تجهله الي الان ..
اؤمي رحيم رأسه بإيجاب قائلاً : حاضر يعمتي ..
ابتسمت سعاد وهي تلتقط نفسها بصعوبه بالغه قائله : تسلم يا بني ..
لتوجه حديثها لفيروز قائله بصوتِ متقطع: وانتي يا فيروز اعملي اللي قولتلك عليه ومتعنديش يا بنتي واسمعي كلام رحيم هو ادرى واحد وعارف ازي يحميكي من مجدي انا عارفاه كويس ..
أزالت فيروز دموعها سريعاً .. لتتحدث قائله : حاضر يا ماما بس اهدي كدا بالله عليكي .. حاسه بإيه يا ماما انادي علي الدكتور بتشتكي من اي ..
كانت فيروز تتكلم بسرعه وانهيار تام بدأ بالظهور علي ملامحها لم تعد قادرة علي الصمود أكثر من ذلك ..
استكملت سعاد حديثها قائلة: بالعكس حاسه اني دلوقتي مش تعبانه ومطمنه عليكي يا بنتي ..
لتلتقط أنفاسها الأخيرة بصعوبه قائله آخر كلمتها : فيروز يا رحيم ..
لتنظر للعلي قائله : اشهد ان لا اله الا الله واشهد أن محمداً رسول الله..
لتذهب في ثبات عميق لا عودة له في عالم يوجد به زوجها التي تخلت عن كل شىء من أجله .. زوجها التي جعلها تشعر بأنها في الجنه أثناء حياته وشعرت بجحيم الحياه بعد وفاته .. ذهبت لوالدها التي انقبض فؤادها و روحها عندما أمر بقتلها ولكنها علمت من شقيقها بأنه يحبها أكثر من نفسه ومازال داعم لها .. الي شقيقها الأكبر الذي كان أكبر دعم لها ..
أغمضت فيروز عينيها بقوة رافضه استواعب ما حدث تواََ علي فقدت والدتها الحنونه التي كانت مصدر الامان الوحيد لها .. لا تمتلك في تلك الحياه غيرها هل تركتها وذهبت بتلك السهولة ..؟!
سقطت ارضاََ غير قادرة علي الحديث ولكن دموعها مازالت تنهمر علي وجنتيها وكأنها شلالات عاصفه ..
تتذكر تلك اللحظات التي مرت بها وتلك الأوقات التي كانت ترتمي في أحضان والدتها لتبث لها الامان وترشدها للطرق الصحيحه.. تتذكر ضحكاتها التي كانت تملأ أرجاء فؤادها لتبث لها السعاده اكملها .. هل بالفعل خسرتها الآن كما خسرت ابيها من قبل ..
لم تشعر إلا وهى ترتطم بالأرض أسفلها وتذهب في ثبات عميق .. لا تعلم ستفيق منه ام لا ولكنها تريد الهروب من تلك اللحظات بل تلك الحياه القاسيه …
أنا الكلماتُ تحترقُ ..
على شفَتي وأنفاسي تَهُبُّ كمثلِ نيرانٍ على رئتي
أنا قلتُ:
مساءُ الخيرِ يا أمي

 

 

وما ردَّتْ تُراها قد نسَتْ لغتي ؟
فتحتُ البابْ وأغلقتُ ..
ورائي البابْ ونادتْني ليالي الأمسِ والأحبابْ
وحييتُ الذي يجلسْ .. جواري دائمًا أبدًا:
مساءُ الخير يا حزني
فردَّ الحزنُ بالترحابْ تذكرتُ ..
هنا وجهَكْ ووجهُكِ طلَّةٌ من نورْ وقلبًا يُشبهُ البلُّورْ وتسبيحًا وتكبيرًا وعطرَ بخورْ تذكرتُ ..
هنا التنورْ وخبزًا جافْ وظِلَّ شُجيرةِ الصفصافْ
وضمَّةَ صدرِكِ الحاني على طفلٍ رضيعٍ خافْ تذكرتُ .. دعاءَكِ في صلاةِ الفجرْ تذكرتُ الكلامَ الحلوَ في يومٍ تذكرتُ الكلامَ المرْ..
ويومَ سألتِني مرَّةْ عن الموتِ
وأولِ ليلةٍ في القبرْ
وعن حالِ السنينَ هناكْ وكيفَ تمُرّ؟
ومرَّ العمرْ وصارَ المرُّ في حلقي..
هناكَ أمَرّ وظلَّ السرُّ مطويًا وخلفَ السرّ
أنا مازلتُ يا أمي على قبرِكْ هنا طفلاً ..
يبيعُ الصبرْ أُناديكِ وأنتظرُ ..
يجيءُ الردّ وأصبحَ بيننا سدٌ
وماذا خلفَ هذا السدّ بدأْنا العدّ أنا..
انا طفلٌ حديثُ العهدِ باليُتمِ..
ولا أدري وماذا بعدْ
فمنْ بعدَكْ ..
عليَّ يرُدْ؟
ومَن بعدَكْ ..
إذا قبَّلتُ كفَّيهِ..
أذوقُ الشهدْ؟
ومن يمسحْ .. على رأسي إذا أأسى .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقتا الرواية اضغط على (رواية أصفاد الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *