روايات

رواية امرأة العقاب الفصل الثالث والسبعون 73 بقلم ندى محمود توفيق

رواية امرأة العقاب الفصل الثالث والسبعون 73 بقلم ندى محمود توفيق

رواية امرأة العقاب البارت الثالث والسبعون

رواية امرأة العقاب الجزء الثالث والسبعون

رواية امرأة العقاب
رواية امرأة العقاب

رواية امرأة العقاب الحلقة الثالثة والسبعون

 

(( امرأة العُقاب ))
_ الفصل الثالث والسبعون _
نقل الطفل نظره بين هنا وبين جلنار وبين عدنان الذي كان يشعر بالخوف منه قليلًا .. لكنه تشجع وقال بعفوية وبراءة طفولية جميلة :
_ممكن تخليني اتجوز هنا بنتك ؟!

 

 

اتسعت عيني جلنار بدهشة من عبارته لكن سرعان ما داهمها شعور بالضحك فور تخيله لرد زوجها كيف سيكون .. فراحت تكتم على فمها بيدها تمنع انطلاق صوت ضحكتها ، بينما عدنان فظلت نظراته الثاقبة مستقرة فوق ذلك الجسد الصغير الواقف أمامه ، والغيظ يتأجج في صدره .. فنقل نظره إلى ابنته التي تتابع بعيناها ما يحدث بسكون وفي عيناها تظهر ابتسامة اشعلت نيران أبيها أكثر .
تطلع عدنان للطفل ورد عليه بامتعاض وغيظ مكتوم وهو يربت على كتفه في لطف :
_ بنت مين ؟! أنا معنديش بنات للجواز .. يلا ياحبيبي روح العب بعيد عند أبوك
تبددت حماسة الطفل وظهر العبوس على محياه بوضوع وهو يتجول بنظره بينهم جميعًا بالأخص هنا ، التي زمت شفتيها بضيق بدورها ! .
لحظات وفور رحيل الطفل ، عقدت هنا ذراعيها أمام صدرها وهتفت محدثة أبيها معاتبة وهي حزينة لأنه ضايق صديقها وجعله يعود لوالده حزينًا :
_ بابي !

 

 

 

ضيق عيناه بذهول من رد ابنته وفورًا هتف بحدة وانزعاج ملحوظ :
_ بت اكتمي بلا بابي بلا قرف .. كمان لسا مطلعتيش من البيضة وجايبالي العرسان وراكي في ديلك
عبست أكثر بعد تعنيف أبيها لها ونقلت نظرها لأمها التي غمزت لها بحب وهو تضحك فارغمتها على الابتسام رغمًا عنها .. لكن سرعان ما أخفت جلنار ابتسامتها حين رأته يرمقها شزرًا ! .
***
داخل منزل هشام الرفاعي …..
كانت زينة كامنة بغرفته الخاصة بالعمل .. تجلس فوق الأريكة وبيدها تمسك بكوب من القهوة الساخنة ترتشف منه بحذر حتى لا يحترق فمها وعيناها عالقة على صورة زواجهم المعلقة على الحائط أمامها .
لم يمر فقط سوى يومين على زواجهم ويمكنها الاعتراف أنهم حتى الآن أجمل أيام حياتها ، تذوقت نكهة العشق الحقيقية بين يديه وهو يغدقها بمشاعره طوال اليومين الماضيين ، بداية من لطفه وحنوه معها نهاية بأبسط الكلمات الدافئة التي يمطر مسامعها بها ، باتت لا تطيق تخيل حياتها لو لم يكن فيها .
” هو كان كقوس قزح زين سمائها الصافية بالصباح بعد أن كانت ملبدة بالغيوم طوال ليل حالك وعاصف بالأمطار والأعاصير ”
لم تفق من شرودها به إلا على صوت خطواته بعدما دخل الغرفة واقترب ليجلس بجانبها على الأريكة ويهمس باسمًا في مغازلة :
_ عروستي الحلوة بتعمل إيه وحدها هنا ؟!
تلونت وجنتيها بلون الحمرة وقالت في استحياء امتزج بتذمرها :

 

 

 

_ بطل بقى تقولي عروستي ياهشام !
ابتسم ورد عليها بخبث متعمدًا ليشعل حيائها أكثر :
_ ليه بتتكسفي ؟!
اشاحت بوجهها عنه وردت مغلوبة في امتعاض من مكره :
_ اه بتكسف خلاص !
اقترب ليلتصق بها أكثر ويهمس في لؤم ونبرة جريئة ليست بجديدة عليه :
_ طيب ما تقوليلي بتتكسفي من إيه تاني كمان عشان أعمل حسابي وازود منه .. قصدي اتجنبه !
تنهدت زينة بعدم حيلة ثم التفتت بوجهها له وابتعدت عنه ببطء لتترك مساحة فارغة بينهم هامسة :
_ تحب اروح احضرلك الفطار ياحبيبي .. إنت صاحي من النوم وأكيد جعان
اختلس المسافة التي صنعتها بينهم وهو يهمس بتأكيد :
_ فعلًا إنتي عندك حق .. عندك إيه بقى أكل للفطار ؟
تراجعت للخلف مرة أخرى فوجدته يقبض على ذراعها ويجذبها إليه بقوة هامسًا في غيظ :
_ الله ما تثبتي إنتي عمالة ترجعي ورا ليه هو أنا هاكلك !!

 

 

 

زينة بتلقائية ونظرات يملأها الخجل والريبة :
_ أنا فعلًا حاسة إنك هتاكلني !
قهقه بقوة ورد عليها من بين ضحكه :
_ لا ياحبيبتي ده تعبير مجازي .. بس ده ميمنعش إني نفسي فعلًا اااا…….
كتمت على فمه بكفها وقالت قبل أن يكمل عبارته باستحياء شديد :
_ بس خلاص .. كفاية وقاحة ابوس إيدك !
ابعد كفها عن فمه واردف بغمزة خبيثة وهو يضحك :
_ طب ما أبوس أنا إيدك احلى
هبت واقفة وهي تضحك مغلوبة منه وردت وهي تسير لخارج الغرفة :
_ أنا هروح احضر الفطار ياحبيبي .. عايز حاجة معينة !
لمعت عيناه بوميض مختلف ورد في حماس :
_ لو قولتلك أنا عايز إيه هتعمليه يعني ؟
زينة وهي تهز رأسها بالنفي وتضحك :
_ لا
احتقن وجهه ورد عليها بغيظ وانزعاج :
_ اطلعي برا يازينة .. برا !
ملأت الغرفة ضحكتها الأنثوية وأرسلت له قبلة في الهواء صاحبتها همستها المثيرة قبل أن ترحل :
_ بحبك ياهشومتي
تركته يرمش بعيناه عدة مرات مدهوشًا من عبارتها ورفع سبابته ووسطيته متمتمًا :
_ بحبك وهشومتي في جملة واحدة !
تنحنح بعينان تلمع بالرغبة والشوق .. ليستقيم واقفًا ويهمس :
_ أنا آسف بقى على اللي هعمله .. إنتي السبب !

 

 

 

 

ثم اندفع لخارج الغرفة ولحق بها ليحملها فوق ذراعيه على حين غرة .. فأطلق هي شهقة عالية بفزع وتقول :
_ بتعمل إيه ، نزلني ياهشام !
سار بها تجاه غرفتهم وهو يهتف بعبث :
_ إيه إنتي مش عايزة هشومتك يقولك هو كمان بيحبك قد إيه !
***
تقف خلفه وتتحول بنظرها بين أرجاء حديقة المنزل الواسعة وهو أمامها يضع المفتاح في قفل الباب ليفتحه ووسط شرودها .. انتشلها صوته وهو يقول :
_ ادخلي يامهرة يلا !
خطت بقدماها أولى خطواتها داخل المنزل .. منزلها ! .. وراحت تتجول بنظرها بكل ركن به وهي تبتسم ثم هتفت بإعجاب :
_ الألوان جميلة أوي يا آدم .. بظبط زي اللي اخترناها
ابتسم ورد بحنو :
_ الحمدلله إنها عجبتك .. تعالى بقى نكمل بقية البيت عشان لو في أي حاجة مش عجباكي تشاوريلي عليها واغيرها
رمقته بنظرة تفيض عشقًا وامتنان ثم سارت معه للطابق الثاني وعلى وجهها ابتسامة عريضة تملأ ثغرها .
دخلوا غرفة الأطفال معًا وأبدت أيضًا عن إعجابها الشديد بها وأنها بالضبط كما رغبت ، ووسط اندماجهم بالحديث في جدية ذكّرته بأسماء أطفالهم الذي تود تسميتها فاستشاط غيظًا وانفجرت هي ضحكًا على منظره ، ليشوب اللحظات جوا مرحًا خلقته هي بمهارة .
غادروا غرفة الأطفال وبينما كانوا في طريقهم لغرفة النوم أوقفها أمام الباب واحاطها بذراع من كتفها والذراع الآخر رفعه ليغلق على عينيه بكفه وهو يهمس بالقرب من أذنها هامسًا في غرام :
_ دي بقى المفأجاة .. أنا قولتلك إني هعمل كل حاجة فيها على ذوقي .. يارب تعجبك
اردفت مهرة بتلهف :
_ متحمسة جدًا أشوفها بجد يا آدم .. يلا بقى !

 

 

 

ضحك بخفة ثم دفع الباب بقدمه في لطف وادخلها معه ببطء شديد حتى توقفوا بمنتصف الغرفة ورفع كفه عن عينيها لتتسع عيناها بدهشة وهي تنتقل بين أجزاء الغرفة المذهلة .. الوان الحائط رائعة وكل شيء بها خيالي .. كأنها بجناح ملوكي وليس غرفة نوم عادية .
استدارت له بجسدها كاملًا وهدرت بفرحة :
_ جميلة أوي يا آدم بجد
آدم بغمزة ماكرة امتزجت ببسمته الساحرة :
_ يلا جهزي نفسك عشان كلها أسبوع وهيكون في حظر تجوال هنا
ضيقت عيناها بعدم فهم لترد عليه مستفهمة :
_ مش فاهمة !
لأول مرة لا تفهم مقاصده الدنيئة والوقحة مما جعله يضحك عاليًا ويجيبها موضحًا :
_ إيه ياحبيبتي إنتي نسيتي ولا إيه .. احنا مش حددنا الفرح وخلاص كلها أسبوع ونتجوز !
ارتبكت وابتسمت له بخجل وبلاهة ثم ردت وهي تضحك بخفة :
_ كل بقولك إيه ما تبحبحها شوية وخليها اسبوعين
غضن حاجبيه بصدمة ورد في سخرية :
_ ابحبحها !!!

 

 

 

مهرة بكل تلقائية ونبرة عادية :
_ أيوة يعني ليه الاستعجال .. ده حتى العجلة من الشيطان
لم يجيب وكانت نظراته القاتلة لها والمشتعلة كافية حيث جعلتها تبتسم بتوتر بسيط وتقول بضحكة مرحة تحمل بعض الاستنكار :
_ أيوة أنا بقول برضوا أسبوع حلو أوي .. ده حتى كتير جدًا .. اقولك على حاجة احنا نخليها بكرا احسن وخير البر عاجله !
لم يتمكن من منع ضحكته الرجولية من الانطلاق حيث حلجلت بأرحاء الغرفة بأكملها ليتابع وهو يغمز :
_ وليه نستنى لبكرا .. حالًا اخدك عند المأذون وتبقي حرم آدم الشافعي
ضحكت كنوع من السخرية وهي تجيب في تأييد متصنع :
_ اه وماله برضوا !
وفورًا تشنجت عضلات وجهها وتحولت من المرح للحدة وصاحت به وهي ترفع سبابتها بوجهها وتقول في شجاعة مزيفة :
_ ليه شايفني بايرة .. ولا هو سلق بيض وخلاص .. لا يا آدم بيه مش عشان أنا بحبك هتستغل النقطة دي وتفتكر نفسك هتعرف تمسكني من طرطفوة قلبي .. لا أنا بحبك أه بس كلمتي متنزلش الأرض أبدًا والفرح هيتعمل بعد أسبوعين
لم تلبث للحظة ووجدته بجذبها من ياقة قميصها القطني ويحدثها رافعًا حاجبه باستنكار :
_بعد إيه !!!
تنحنحت بخوف وردت وهي تبتسم ببلاهة :
_ أسبوع
لم يبتسم ولم تلين حدة نظراته فراحت تدور بعيناها في توتر وقالت بخفوت :
_ بكرا !
قمسات وجهه كما هي وتعبيرات وجهه ثابتة لا تتغير مما زاد من خوفها فراحت تهتف بعفوية :
_ معاك رقم المأذون أنا جاهزة دلوقتي !
كان يحاول كبح ابتسامته بصعوبة وعند عبارتها الأخيرة فشل فضحك مغلوبًا وهتف بقرف :
_ بعدين إيه طرطوفة قلبك ده .. هو أي كلام وخلاص !
رفعت سبابتها مجددًا تقول بجدية وضيق امتزج بثقتها المفرطة :
_ لا لو سمحت أنا ممكن اقبل بأي حاجة إلا إن حد يقلل ويستهزأ من روحي الفكاهية
_ هي فين الروح الفكاهية دي !

 

 

 

أجابها في سخرية مزيفة فاقتربت بوجهها منه وقالت وهي ترفع حاجبها بثقة تامة :
_ تقدر تنكر إن بضحكك
كان سيستمر في العناد معها لكن اقترابها منه ونظرتها عن قرب .. جعلته بهيم بها عشقًا واذابته كقطعة السكر داخل كوب من عصير الفراولة .
تمتم بنظرة ذات معنى ونبرة اهتز لها بدنها :
_ الحاجة الوحيدة اللي مقدرش أنكرها إني بعشقك يامهرتي ومنتظر اليوم اللي تكوني فيه مراتي وبين ايديا بفارغ الصبر
تبددت شجاعتها بلمح البصر وحتى ثقتها في الاقتراب منه بكل جراءة انهارت .. لتعتدل في وقفتها وتتنحنح باستحياء وهي ترفع أناملها لخصلات شعرها المتمردة فوق عينيها وتعود بها لخلف أذنها في رقة وهي تبتسم بارتباك وخجل ، ثم قالت بسرعة محاولة الفرار من ذلك الوضع المحرج :
_ طيب مش يلا بينا ولا إيه .. كدا هنتأخر وتيتا ممكن تقلق عليا
مالت شفتيه لليسار بابتسامة جذابة وهو يوميء لها بالموافقة ويهمس في خفوت جميل :
_ يلا
اندفعت لخارج الغرفة بسرعة قلبه لكي تهرب من نظراته بينما آدم فلحق بها وهو يبتسم بغرام جارف …….
***

 

 

 

بتمام الساعة العاشرة مساءًا ……
أخرج عدنان المفتاح من جيبه ووضعه بالقفل ثم اداره لينفتخ الباب ويدخل ، القى نظر تفحصية حوله من الأجواء الهادئة الذي يغلفها الصمت القاتل والأضواء مغلقة رغم أن الوقت لم يتأخر كثيرًا بعد ! .
لا أثر للخادمة سماح ولا صوت ينبعث من المطبخ مما أكد له أنها نامت بوقت مبكر الليلة ، فتنهد الصعداء بقوة وراحت الذكريات المؤلمة تسير أمام عيناه كأن الزمن يعيد نفسه من جديد .
كيف أصبح المنزل تسكنه الكآبة والتفكك ، كصحراء قاحلة لا أثر لوجود الحياة بها ! .. لا يدري من المتسبب في ذلك الخراب بنفوسهم ، هل أمه وبأفعالها الشنيعة .. أم هو بأخطائه التي لا تغتفر ، حين صمم على الزواج من فريدة رغم رفض الجميع للفكرة وعندما أصر أيضًا على الزواج من جلنار فقط كيدًا بأمه .. لينتهي به المطاف في النهاية هو الخاسر الوحيد .. وهو على مشارف خسارة طفلته وكذلك المرأة التي لو قضى بقية عمره كله يبحث عن شبيه لها لن يجد .
ربما لم تكن أسمهان هي وحدها الجانب السيء بالحكاية .. هو أيضًا كان يملك جانبًا وربما أسوء منها !!!
مسح على وجهه وهو يتأفف بحرارة ثم تحرك بخطوات طبيعية للطابق العلوي حيث توجد غرفة أمه .. فتح باب غرفتها ببطء شديد ودخل فوجدها نائمة في فراشها بسكون .. التفت برأسه للخلف واغلق الباب بكل حذر ثم اقترب منها ليجلس على حافة الفراش بجوارها ويتمعن في معالم وجهها الضعيفة الذي ذهب رونقها وقوتها .. لم يكن السن يظهر عليها أبدًا كأنها كانت تستمد قوتها وبأسها من وجودهم معها ، لكن حين تركوها فقدت كل هذه القوة وعادت لطبيعتها ! .
مهما فعلت ستظل أمه ومهما وصل مقدار غضبه منها لن يستطيع التحكم في قلبه الذي يشتاق لها كثيرًا .. يبدو أنها النهاية وكما هي نهاية كل شيء يجب أيضًا أن تنهي الخراب وتعيد تعمير الصحراء من جديد .
دون أن يقترب منها أو حتى يلمسها فتحت عيناها وكأن فطرتها الامومية نبهتها خلال نومها بوجود ابنها ، فور استقرار عيناها عليه هتفت بدهشة :
_ عدنان !!!
وثبت جالسة فورًا وهي تبتسم بسعادة وتقول بتلهف :
_ إنت كويس ياحبيبي ؟

 

 

ابتسم لها بحنو ثم مد كفه يلتقط يدها ويحتضنها هامسًا :
_ أنا كويس ياماما .. المهم إنتي تكوني كويسة
غامت عيناها بالعبارات واجابته ببحة عاجزة وضعيفة :
_ أنا كويسة طول ما أنت جمبي وبخير ياعدنان
نظراته كانت دافئة كلها حب ، خالية من أي مشاعر قسوة أو غضب ، بهذه اللحظة فقط تأكدت أن عزيزها وابنها عاد مرة أخرى ، لا يمكنه تخيل لكم تمنت واشتاقت لنظراته تلك ! .
وجدته يرفع كفها لشفتيه ويقبَّل ظاهره هامسًا :
_ أنا دايمًا جمبك ولا يمكن أسيبك ياماما

 

 

لم تشعر بدموعها التي انهمرت بغزارة فوق وجنتيها وباللحظة التالية كانت تلقى بجسدها عليه تعانقه بقوة وتبكي بقوة بين ذراعيه هاتفة :
_ أنا كنت قربت اقفد الأمل إنك تسامحني يابني .. وحشتني أوي ياعدنان .. أنا مليش حد من بعدك وجناحي مكسور .. أنا كنت بستقوى بيك ياحبيبي .. أنت وآدم مصدر قوتي
عدنان بصوت رجولي قوي :
_ أنا وآدم هنفضل دايمًا جمبك ومن هنا ورايح لا يمكن نسيبك تاني .. بس إنتي كمان توعديني إنك تتغيري بجد ومترجعيش أسمهان القديمة أبدًا
أسمهان بنفي قاطع وصدق نابع من صميمها :
_ لا يمكن اكرر الغلط مرتين واخاطر بخسارتكم مرة تاني .. كفاية وقوفي في صف فريدة اللي مش هقدر اسامح نفسي عليه أبدًا
فور ذكرها لاسم فريدة تشنجت معالم وجهه وهتف بحدة وغضب :

 

 

 

_ ال***** دي اسمها ميتذكرش ياماما وبالأخص قدامي
أسمهان معتذرة بضيق من نفسها :
_ أنا آسفة ياحبيبي .. اوعدك محدش هيجيب سيرتها ولا يذكر أسمها تاني أبدًا
سكتت للحظات وتابعت مبتسمة :
_ هنا وجلنار عاملين إيه ؟
عدنان ضاحكًا بعدم حيلة فور تذكره لحدث الصباح وقال :
_ كويسين .. القردة الصغيرة دي تعباني هلاقيها منها ولا من أمها !
قهقهت بخفة وقالت بود ودفء :
_ بتدلع عليك حقها ياعدنان .. ولو على جلنار فهي بتحبك جدًا
_ أيوة عارف ياماما وأنا والله بحبهم .. حياتي من غيرهم ملهاش طعم أساسًا ومقدرش اعيش لو بعدوا عني للحظة واحدة
رتبت أسمهان على كتفه بلطف وتمتمت بعينان تفيض حنانًا :
_ ربنا يخليهم ليك ياحبيبي .. ويخليك ليا يارب

 

 

ابتسم واقترب منها يقبَّل جبهتها بقبلة مطولة في دفء ثم يعانقها بشوق وهي بادلته حنانه الامونيا وهي تبتسم بسعادة ……
***
بعد مرور ساعتين تقريبًا بالضبط في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل …….
كان عدنان يقف بسيارته أمام منزل نشأت وعيناه عالقة على بوابة المنزل ينتظر خروجته “رمانته ” وفي شفتيها ابتسامة واسعة حتى رآه خرجت وتسير باتجاه سيارته وهي ترتدي بنطال جينز يعلوه كنزة طويلة وفضفاضة بأكمام طويلة وتترك شعرها الأسود يتطاير على ظهرها .
فتحت باب مقعدها الخاص بجواره بالسيارة واستقلت به هاتفة بحيرة :
_ في إيه ياعدنان وليه خلتني اسيب هنا مع بابا في البيت ؟!
عدنان باسمًا بكل بساطة :
_ مينفعش نجيب هنا معانا ياحبيبتي
ضيقت عيناها بريبة وسألت :
_ ليه ؟!!
غمز لها بلؤم ورد وهو يحرك محرك السيارة وينطلق بها :
_ قررت اخطف رمانتي الليلة دي
ضحكت وردت بدلال مثير :

 

 

_ وياترى هتخطفني فين بقى يابيبي ؟!
عدنان :
_ فاكرة الشقة اللي على النيل ؟
اتسعت مقلتي عيناها بصدمة وصاحت به بعدم استيعاب :
_ بتتكلم جد .. الله أنا بحبها أوي الشقة دي ياعدنان ووحشتني من بدري أوي مروحناش هناك
تطلع بعيناها في لمعة مميزة وقال :
_ فاكرة أول مرة روحناها ؟
التزمت الصمت للحظات فور تذكرها للحظاتهم الأولى معًا بتلك الشقة .. وارتفعت البسمة لثغرها وهي توميء له بإيجاب فتابع هو بعينان تفيض عشقًا :
_ أول وأجمل لحظات بينا كانت فيها .. وكمان بلغتيني بخبر حملك في هنا هناك
_ إنت لسا فاكر !!

 

 

_ لا يمكن انسى طبعًا
طالت نظراتها له وهي تبتسم بحب أما هو فعاد بنظره بتابع الطريق أمامه وهو يقود السيارة …….
***
داخل الشقة بعد وقت طويل نسبيًا ……….
كانت جلنار تقف أمام المرآة بغرفة النوم خاصتهم وتسرح شعرها بكل رقة وتدندن .. بينما هو فكان متسطح بنصف جسده على الفراش خلفها يتأملها في ثوبها الأحمر القصير فوق جسدها الممشوق الذي يظهر منحياتها بوضوح وبالأخص ارتفاع بطنها .
يتابع حركة ذراعها وهي تسرح شعرها بكل نعومة وفوق شفتيها المنتكزتين بسمة تسلب العقل .. أما عينيها البندقية الواسعة تجعله يغرق بهم في الأعماق وكأنهم تعويذة سحرية وهو وحده من لا يستطيع مقاومتهم ! .
مد يده بجواره وفتح أحد أدراج المكتب الصغير بجوار الفراش ليخرج منه وردة حمراء ثم يقربها من أنفه يستنشق رائحتها الجميلة لكنها أبدًا لن تكون بقدر جمال رائحة زهرته .
استقام من الفراش واقفًا واقترب منها بخطوات متريثة حتى وقف خلفها مباشرة وحاوطها بذراعيه متطلعًا بانعكاس صورتها في المرآة بغرام وهي تبادله نفس النظرة .. رفع أنامله ببطء ووضع الزهرة بين خصلات شعرها على الجانب ولثم شعرها وكتفها بعدة قبلات دافئة .. ثم رفع وجهه عن كتفها وتطلع في صورتها بتدقيق ليخرج صوته وهو يغني لها أغنيتها الخاصة التي طالما كان يخبرها أنها كُتبت خصيصًا لها :
_ ياعاشقة الورد .. إن كُنتِ على وعدي
ياعاشقة الورد .. إن كُنتِ على وعدي

 

 

فحبيبكِ مُنتظرٌ .. ياعاشقة الورد
فحبيبكِ مُنتظرٌ .. ياعاشقة الورد
حيرانُ أينتظرُ والقلبُ به ضجرُ
ما التلة .. ما القمرُ .. ما النشوة .. ما السهر ُ
ان عُدتِ إلى القلقِ
هائمة في الأفقِ
سابحة في الشفقِ
فهُيامك لن يُجدي
ياعاشقة الورد .. انتي كُنتي على وعدي
فحبيبكِ مُنتظرٌ .. ياعاشقة الورد
التفتت له بجسدها كاملًا ولفت ذراعيها حول رقبته تستمع له وهي تبتسم بعينان دامعة من فرط مشاعر العشق والسعادة المهيمنة عليها .. فور انتهائه دنت منه ولثمت وجنته وجانب ثغره برقة تذيب القلب هامسة في نبرة أطلقت سهومها لقلبه :
_ زهرتك مِلك ليك .. الرمانة مِلك لعُقابها
قالت عباراتها ورغمًا عنها سقطت دمعتها فدنى منها ولثم وجنتها تحديدًا تلك الدمعة وهو يهمس :
_ أوعى في يوم تفكري تبعدي عني وتسبيني .. إنتي وبنتي لو بعدتوا عني للحظة واحدة مش هعرف اعيش
جلنار بنفي تام وعينان ثابتة كلها عاطفة :
_ مش هيحصل ياعدنان .. أنا لا يمكن ابعد عنك .. احنا اتخلقنا لبعض ياحبيبي وروحنا بقت مرتبطة يعني لا يمكن نقدر ننفصل أو نبعد عن بعض
رفع أنامله ومررها بكل رقة فوق بشرتها الناعمة وهو يبتسم بعين لامعة بينما هي فمالت بوجهها على يده وهمست مبتسمة تتفوه بعبارته الخاصة :
_ النهاية محتومة من البداية !
سكنت للثانية ثم تابعت باستسيلام :
_ أحب اباركلك واقولك مبرووك إنت اللي كسبت ياعدنان .. زي ما بدأت الحرب أنت اللي نهيتها وأنا خسرت قدام عشقك وحبك

 

 

 

عدنان بصوت ينسدل كالحرير ناعمًا :
_ أنا كسبت فعلًا بس كسبتك إنتي يارمانتي
اتسعت بسمتها لتتسع ثغرها كله وراحت تجيبه بغنج أنثوي مثير :
_ ورمانتك بتهنيك على الفوز العظيم ده يابيبي
دامت نظراتهم التي تتحدث بدلًا عن شفتيهم للحظات طويلة نسبيًا .. حتى مال عليها يطبع أولى لمساته الخاصة بليلتهم المميزة .. ليلة يملأها العشق والمشاعر الجارفة الممتزجة بالشوق والرغبة من كليهما ! ………..
***
بصباح اليوم التالي داخل منزل حاتم ………
تقوم نادين بترتب الغرفة بأكملها في مزاج صباحي جميل وعلى شفتيها ابتسامة لا تعرف مصدره وسببها هي فقط تتذكر ذكريات قديمة لهم وتضحك .. قد تكون ذكريات تافهة ولا تدعي للضحك أبدًا ، لكنها تضحك !! .
ووسط ترتيبها للغرفة فتحت أحد أدراج المكتب الصغير وكانت ترتب الأوراق بالدرج فعثرت على صورتين .. أخرجت الأولى وكانت تجمعه بهنا ، رغم غيرتها لأنها تعلم تعلقه الشديد بهذه الطفلة إلا أنها لم تعلق ووضعت الصورة مكانها على مضض ، لكن الصورة الأخرى الهبت فتيل النيران بصدرها واشعلت نار الغيرة بقلبها ، أخذت تمعن النظر في الصورة التي تجمعه مع جلنار وكيف كان يقف بهذا القرب منها وهو ملتصق بها ويلف ذراعه حول كتفها ويضحكون بعفوية شديدة ! .. كانت عيناها تطلق شرارات نارية ولو كانت النظرات تحرق لكانت حرقت تلك الصورة وحرقته هو شخصيًا ….
خرج من الحمام وهو يرتدي بنطال منزلي فقط ويترك نصف العلوى عاري وبيده منشفة صغيرة يجفف بها شعره .. لم ينتبه لها واتجه نحو الخزانة بكل هدوء لكي يخرج ( تيشيرت ) منزلي له .. وحين التفت بوجهه نحوها رآها تتطلع بنظرة مميتة ، فغضن حاجبيه بحيرة وسألها بقلق :
_ مالك يانادين ؟!
رفعت الصورة أمام ناظريه وهتفت بغضب مكتوم :

 

 

_ شو بتسوي هاي هون ؟!!
نقل نظره بين الصورة وبينها بصمت وقد أدرك خطورة الوضع التي تسببت به هذه الصورة .. فاقترب منها بتريث وهمس في كل لطف وحنو :
_ حبيبتي دي صورة قديمة جدًا ليا أنا وجلنار يمكن حتى قبل ما تتجوز عدنان !
صاحت منفعلة :
_ ما أنا بعرف إنها زفت صورة قديمة .. أنا بسألك شو بتسوي بالدرج هون !!!
حاتم بهدوء ليحاول تهدأتها :
_ معرفش يانادين يمكن أنا حطيتها من بدري ونسيتها .. ممكن تهدي ومتعصبيش نفسك عشان متتعبيش احنا لسا امبارح كنا عند الدكتور وهو منبه نبعد عن العصبية
لم تبالي بتبيهاته حول الهدوء بل صاحت بعصبية أكثر وغيرة متأججة :
_ وليش تحطها بغرفتي .. مش على أساس إنك رميت من كل صوركن القديمة
وصل إليها أخيرًا وجذب الصورة من يدها ليلقيها بعدم اهتمام فوق الفراش ويقول بدفء :

 

 

 

_ نسيتها يانادين .. في إيه ياحبيبتي اهدي مش معقول صورة تعصبك بالشكل ده
_ لك إنت مش شايف حالك شلون مقرب منها لا وعم تضمها كمان من كتافها !!
رد ببسمة لطيفة وصوت لا يزال يحتفظ بهدوئه :
_ طيب ما أنا بقولك صورة قديمة .. لكن دلوقتي إنتي عارفة إن حتى الكلام اتقطع بينا .. طبعًا في المقام الأول بسبب الباشا عدنان اللي بيتجن لو شافني بكلمها بس كأني هاكلها مراته يعني !! .. وتأتي حاجة ودي الأهم أن عشانك أنا قطعت أي صلة تواصل بيني وبين جلنار
كانت أن تجيبه لكن داهمها شعور بالألم اجتاح بطنها فأصظرت تأوهًا عاليًا وجلست بسرعة على الفراش .. صابه الهلع واسرع يهتف وهو ينحنى أمامها بفزع :
_ نادين إنتي كويسة !
سكنت ولم تجيب عليه فقط كانت تضع يدها على بطنها تشعر بالألم الذي بدأ يهدأ مجددًا ويختفي .. لكن صمتها اصابه بالجنون فصاح بارتيعاد :
_ نادين ردي عليها إنتي كويسة .. اخدك ونروح للدكتور طيب ؟
نادين بصوت خافت :
_ ما في داعي ياحاتم أنا منيحة .. حسيت بألم بسيط بس هلأ راح
حاتم بانفعال ناتج عن قلقه واهتمامه :

 

 

_ قولتلك متعصبيش نفسك .. لكن إنتي عنيدة ومبتسمعيش الكلام .. لو إنتي مش خايفة على نفسك فأنا خايف عليكي وعلى ابني
وضعت كفها فوق كفه وهمست برقة وبسمة حانية :
_ أنا منيحة والله ما تقلق .. معك حقك ما بيصير عصب حالي مشان ابننا
طال تمعنه بها وهو يتنفس الصعداء بخنق رغم راحته أنه بخير .. ودون أن يشعر وجد نفسه يقترب منها ويلثم شعرها بلطف ثم يمد يده ويلتقط الصورة مجيبًا :
_ هي دي الصورة اللي معصباكي !!
ثم راح يمزقها أمام عيناها وألقي بها بسلة القمامة الصغيرة .. ليهتف في نظرات ثابتة عليها :

 

 

_ مفيش حاجة ولا حد في الدنيا أهم منك إنتي وابني اللي جاي
مالت عليه وعانقته بحراره وهو تغدق مسامعه بكلماتها الناعمة والعاشقة الذي اذابته تمامًا وانسته كل شيء ! …….
***
يتأملها منذ استيقاظه ويتمعن في ملامحها الساحرة ويستمع لانفاسها المنتظمة والدافئة .. أما يده فكانت تعرف طريقها إلي بطنها مستقره المفضل حيث يسكن طفله الصغير وبين كل لحظة يدنو منها لينهل منها بقبلاته الرقيقة دون أن يوقظها من سباتها الجميل .
وسط لحظاته الخاصة مع زهرة قلبه وهو يستمتع بمتابعتها أثناء نومها .. صدح صوت رنين هاتفه فأسرع بسرعة يلتقطه ويكتم صوت الرنين خشية من أن يزعجها في نومها ثم أجاب على المتصل الذي كان نشأت ولكن الصوت الذي وصله عبر الهاتف لم يكن نشأت أبدًا .. بل صغيرته المشاغبة وهي تهتف بعبس :
_بابي إنتوا فين ؟
أجابها بصوت منخفض وهاديء :
_ صباح الخير ياهنايا .. أنا وماما روحنا مشوار وراحعين دلوقتي ؟
هنا بتذمر وضيق ملحوظ في صوتها :
_وليه سبيتوني ومخدتونيش معاكم !!

 

 

ابتسم وأجاب بخفوت ولطف :
_ مينفعش ياحبيبتي ناخدك .. المرة الجاية هناخدك ان شاء الله .. اوعدك
انقطع صوتها وسكنت للحظات ثم عادت تتحدث من جديد لكنها سألته بذكاء طفولي :
_ إنت ليه بتكلمني بصوت واطي يابابي ؟!!
اندهش من سؤالها ولم يسعفه عقله في ايجاد حيلة سريعة يجيب بها عليها حيث رد ببلاهة متصنعة :
_ لا ياحبيبتي مش بتكلم بصوت واطي
هنا بأصرار وثقة :
_ لا صوتك واطي
عدنان بغيظ من عنادها وقد ارتفعت نبرة صوته قليلًا :
_ إنتي هتعرفي اكتر مني يعني .. أنا بقولك صوتي مش واطي
هنا بنبرة قوية لا تلائم طفلة أبدًا :
_ طيب أنا عايزة اكلم مامي
عدنان مختلقًا حيلة :
_ مامي مش جمبي .. أول ما تيجي هخليها تتصل بيكي وتكلمك

 

 

_ طيب انتوا امتى هتيجوا ؟
_ دلوقتي حالًا
_ وعد ؟!
ضحك ورد بإيجاب :
_وعد يا هنا حياتي .. فين بقى البوسة بتاعة بابي
ارسلت له قبلة في الهاتف سمع صوتها فابتسم ورد بهيام :
_ اوووف احلى بوسة .. يارتني موجود دلوقتي بس لما نرجع هاخدها تاني
هنا بضحكة ناعمة وجميلة :
_ ماشي .. باي يابابي .. بحبك
_ وأنا بعشقك ياروح بابي .. باي
انهى معها الاتصال وهو يبتسم بحنان أبوي وحب .. ثم ترك الهاتف وثبت نظره على جلنار النائمة بجانبها ليميل نحوها ويهمس بالقرب من أذنها وهو يقبل كتفها :
_ رمانتي قومي يلا بقى .. بنتك لو اتأخرنا عليها اكتر من كدا هتفضحنا على الفضائيات

 

 

 

تململت في الفراش بانزعاج وردت عليه بكسل دون أن تفتح عيناها :
_قولتلك نجيبها معانا !
رد عليها ساخرًا بغيظ :
_ نجيبها وماله .. عشان مكنتش هعرف المسك مش نقضى ليلة رومانسية .. دي بتعشق هدم لحظاتي معاكي
ابتسمت في نومها رغمًا عنها بعد عباراته لكنها ردت عليه بخمول ورفض :
_ سيبني بقى ياعدنان عايزة أنام والله
عدنان بتعجب :
_ إيه الكسل ده !! .. من إمتى وإنتي بتحبي النوم والكسل كدا .. ولا ده من أثر الحمل !
لم نجيبه وغاصت في نومها من جديد لكنه بدد عليها راحتها في النوم وراح يتنقل بشفتيه على وجهها كله متعمدًا ازعاجها حتى تستيقظ .. لتصيح به بنفاذ صبر بعد أن فتحت عيناها :
_اووووف ياعدنان .. خلاص صحيت
غمز لها ضاحكًا وهو يهدر مغازلًا إياها :
_ أجمل رمانة تفتح عيناها في الصباح عشان تنور يومي كله
أخفت ابتسامتها بصعوبة وردت بعبوس وهي تهب جالسة :

 

 

_ لا متحاولش تثبتني !
التصق بها وراح يقبل كتفها وظهرها هاتفًا بخبث :
_ طب وكدا !!
ضحكت رغمًا عنها بخجل وحب ثم التفتت برأسها له ولثمت جانب ثغره برقة هامسة :
_ ماشي خلاص .. أنا هقوم اخد دش عشان نلبس ونرجع البيت لهنا هانم
تابعها بنظرات ممتلئة بالرغبة والعشق وهي نتجه نحو الحمام .. وفور اختفائها عن أنظاره داخل الحمام تأفف مغلوبًا وألقى برأسه فوق الوسادة يحاول كبح شوقه الذي لا ينطفأ لها !! ……..
***
بمساء ذلك اليوم ……….
تحاول منذ وقت طويل الاتصال بأبيها لكن دون فائدة حتى عدنان لا يجيب على هاتفها مما صابها بالقلق والخوف الشديد .. الوقت تأخر وليس من عادة أبيها أن يتأخر هكذا .. وحتى عدنان دائمًا ما يجيب على اتصالاتها فورًا ، لكن تجاهلهم هم الأثنين لاتصالاتها لا يشعرها بالخير أبدًا ! ……
غادرت غرفتها ومن غرفتها الدرج حيث الطابق الثاني ثم وصلت لباب المنزل لتفتحه وتسير طول الحديث تقصد الحارس الذي فور وصولها له استقام واقفًا بسرعة ورد بأدب :
_ اؤمري ياجلنار هانم
جلنار بحيرة :

 

 

_ متعرفش بابا راح فين ياعم منصور ؟!
استغرب من سؤالها ورد عليها بكل عفوية :
_ نشأت باشا وعدنان بيه كمان في المستشفى !
فغرت شفتيها وعيناها بصدمة وإحالته بعدم استيعاب :
_مستشفى إيه وليه ؟
أدرك بعد سؤالها أنها لم تكن تدري بالأمر وأنه أخطأ حين أخبرها بتلقائيته السخيفة .. فرد عليها باضطراب :
_ هو إنتي مكنتيش تعرفي ياهانم !!
جلنار بانفعال وارتيعاد ملحوظ في نبرة صوتها :
_ رد عليا ياعم منصور بابا وعدنان بيعملوا إيه في المستشفى ؟!
……………… نهاية الفصل …………

 

 

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية امرأة العقاب

اترك رد

error: Content is protected !!