روايات

رواية براثن اليزيد الفصل الثاني 2 بقلم ندا حسن

رواية براثن اليزيد الفصل الثاني 2 بقلم ندا حسن

رواية براثن اليزيد البارت الثاني

رواية براثن اليزيد الجزء الثاني

براثن اليزيد
براثن اليزيد

رواية براثن اليزيد الحلقة الثانية

-هو أنتَ رايح فين؟
نظر إليها عبر المرآة بتهكم وهو يعدل ربطة عنقه متذكرًا رفضها له والذي يعلم أنها محقة به ولكن هناك شيء يزعجه، رجولته لا تسمح له بموقف كهذا معها، قال بسخرية سائلًا إياها:
-هيفرق معاكي
أجابته بثقة كبيرة بعد أن وجدته يتهكم في حديثه وتعلم لأنه منزعج منذ أن رفضته قبل بضعة أيام:
-أكيد طبعًا
نظر إليها مطولًا بهدوء مستغرب من أجابتها السريعة التي تأكد فيها أنه يفرق معها كثيرًا، أردف قائلًا بجدية وهو يستدير إليها:
-مسافر
شهقت بفزع وخوف عندما نطق تلك الكلمة الصغيرة المكونة من خمسة أحرف، وقد ظهر الهلع على ملامحها فاقتربت منه بسرعة قائلة برجاء ولهفة:
-وهتسبني لوحدي؟
لقد رأي الهلع مرتسم بوضوح على ملامحها، الدموع خلف جفنيها تهدد بالفرار، ولكنه تحدث قائلًا ببرود:
-مظنش غيابي هيفرق معاكي أوي لو قبل كده كنت قولت ماشي لكن دلوقتي لأ مظنش
دمعة خائنة فرت هاربة من عينيها وسريعًا زالتها وهي تنظر إليه بحزن وعتاب خالص تحمله إليه:
-ليه كل ده؟ علشان قولت لأ؟ مش أحسن من اللي كان هيحصل من غير رضا وقبول بينا وبعدين تعالى هنا المفروض أنا اللي أزعل مش أنتَ، ليه بتعمل كده بجد؟
انفجرت باكية أمامه بشدة بعد أن سألته لما يفعل هكذا وكأنها تنتظر تلك اللحظة منذ زمن لتبكي بكاء حاد، زفر بحنق وضيق فهو لا يود أبدًا أن يراها تبكي، لا يريد أن يضعف بهذه الطريقة المخجلة، أردف بحدة وجدية:
-متعيطيش وأنتِ بتكلميني.. أنا مسافر القاهرة ورايا شغل مستعجل هخلصه وأرجع

 

استدار ليذهب ناحية الباب فذهبت خلفه سريعًا تتمسك بيده بلهفة وتحدثت برجاء والدموع عالقة بـ اهدابها:
-خدني معاك طيب هقعد عند بابا وميار ومنين ما تخلص هرجع معاك، متسبنيش هنا لوحدي
نفض يده من بين يدها ونظر إليها بهدوء وفي داخله براكين ثائره بسبب هذا المظهر التي هي عليه، تحدث قائلًا ببرود:
-لأ، ده بيتي أنا مش سايبك في الشارع، ابقي اقعدي مع يسرى وأنا مش هطول على بالليل هبقى هنا
بترجي تحدثت مرة أخرى ربما يرضخ لطلبها:
-أرجوك
-قولت لأ
استدار سريعًا ليذهب وتركها في الغرفة تقف تنظر في أثره باستغراب ودهشة فقط من أجل كلمة لا تركها وذهب هكذا بعد أن تغير بشدة في معاملته إياها، هي فقط تريد أن يكون كل شيء صحيح بينهم وهو هكذا يجازيها!..
بينما هو ذهب ولم ينظر خلفه خاف من ضعف قلبه أن يستدير ويعود إليها ولا يتركها أبدًا، نظراتها ورجائها لا يعلم كيف صمد أمامهم هكذا وتركها أنها حقًا معجزة، ذهب وهو يفكر ما الذي سيفعله معها في القادم.

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *