روايات

رواية مر الإهمال الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية مر الإهمال الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد

رواية مر الإهمال البارت الأول

رواية مر الإهمال الجزء الأول

مر الإهمال
مر الإهمال

رواية مر الإهمال الحلقة الأولى

_يووه، مردتش من أول مره معناها إني مش فاضي يا أمنيه أي الزن ده!، هكلمك بعدين.
_يزن ان…
استمعت لصوت إعلان إغلاق الخط فتمتمت بحسره :
_بلاش تخذلني المره دي بالذات يا يزن.
كتمت أنفاسها برعب وهي تتابع صوت اقتراب الخطوات منها، وضعت كفيها فوق فمها تكتم أي صوت قد يصدر منها وهي تري هذا الملثم الذي اقتحم عليها شقتها الواسعه بعد خروج زوجها ” يزن” لشركتهِ، نظرت تطالع ظهرهِ وهي تراه يقترب أكثر من مكان تواجدها وبيدهِ سلاح وقناع يُغطي وجههِ.. أغمضت عيناها تدعو بخفوت أن ينقذها الله :
_يارب مليش غيرك يارب تحميني يارب…
ارتجفت أوصالها حينما التف فجأه وكأنه شعر بها خلفهِ، أغمضت عيناها تنتظر مصيرها المحتوم وكل ذره بها تنتفض رُعبــًا… صرخت بفزع حينما وجدتهِ يطيح بالمقعد التي تستتر خلفهِ.
وقفت في مواجهته وساقيها لا تحملها حينما تمتم هو بش”ـر :
_كنت جاي أخلص مهمتي وأمشي بس مكنتش أعرف إني هقابل عقبه.
قالت بارتجاف :
_أنت جاي تسرق صح؟ خود الي أنت عاوزه وامشي.
_تؤ للأسف مينفعش.. أنتِ شوفتيني وده خطر.
_أنا مشفتكش أنا معرفش شكلك حتي يعني مش هأذ” يك.
حك وجنته بيده اليسري مُفكرًا قبل أن يقول :
_ماشي مش همو” تك بس أكيد مش همشي من غير ما أسيبلك تذاكر.
رفع سلاحه يصدم رأسها بهِ لتتأوه بصوت مسموع قبل أن تسقط أرضًا.
أنهي ما جاء ليأخذه من أوراق واتجه سريعًا للخروج مثلما دلف..
_______________
_كملي يا دينا أي الي حصل بعدها؟
قالها يزن باهتمام وهو يطالع دينا الجالسه أمامه منذ أتي.
دينا هي صديقة طفولته و بنت صديقة والدته التي توافها الله منذ خمسة أعوام ومن حينها وأصبحت ك أختهِ الصغري ويسعي جاهداً كي لا تشعر بيتمها ووحدتها ولكن ما لم ينتبه له أن الأمر أتي علي حساب زوجتهِ التي هاتفته تستغيث بهِ ولكنه خذلها للمره التي لا تعلم عددها فقط يهتم بما تلقيهِ دينا علي مسمعه.
_بس فروحنا لعميد الكليه وخدت فصل.
_أحسن تستاهل، لو مكنش ده حصل كنت جيت معاكِ بكره الكليه وعرفتهم شغلهم وبرضو كانت هتتفصل ازاي تتجرأ وتشتمك لا وتسرق مشروع تخرجك!
_اهو الموضوع انتهي يايزن احسن والله قلبي ارتاح.
_الحمد لله يا حبيبتي.

 

 

 

“حبيبتي” هي فقط كلمه اعتياديه يقولها لها من باب التودد لكن تلك الكلمه تفعل بها الافاعيل.
_ الحمد لله يازيزو.. كلم أمنيه شوفها كانت عاوزه أي مكنش ليك حق تقفل كده قبل ماتسمعها افرض في حاجه مهمه.
قالتها بأسف مصطنع وهي في قمة سعادتها أنه ترك أمنيه من أجلها.. تعلم كم يعشق غريمتها وهذا ما يشعل قلبها بنير”ان الغيره ولكن تلاحظ أيضًا أنها المسيطره علي معظم وقته وتلاحظ الفجوه التي خلقت بين يزن وأمنيه حتي وإن كان يزن نفسه لا يلاحظ.
_هيكون اي مهم انا لسه سايبها من ساعه يعني اكيد لو حاجه مهمه كانت قلتها وانا في البيت! يمكن كانت عاوزاني اجيب حاجه وانا راجع.
اخرج هاتفه يتصل بها… مره.. اثنان.. ثلاثه.. لا تجيب وهذا أمر غير معتاد.. لايعلم لما ولكن ساوره القلق فهاتف أخيه الذي يسكن مع والدته في الدور الأول من المنزل بينما يزن في الثالث و دينا في الثاني حيث انتقلت بعد وفاة والدتها.. اخبره ان يصعد ليخبرها ان تجيبه..
صعد “عادل” اخيه ليجد باب الشقه مفتوح قليلا دلف ينادي عليها بحذر ولكن لا مجيب.. اخذ يبحث في ارجاء الشقه حتي انتبه لباب غرفة الضيوف مفتوح عكس باقي الغرف.. اتجه له وبحث بعينيه.. شهق بفزع حينما رآها ملقاه أرضًا والدماء حول رأسها والمقعد ملقي أرضًا علي جانبه..
_أمنيه.. أمنيه ردي عليااا..يانهار مش فايت…
ركض سريعًا لأسفل يخبر والدته التي صعدت بالمصعد سريعًا للأعلي ودلفت لها صرخت حين وجدتها هكذا..
_عادل اطلب الاسعاف بســـــرعه.
لا يعرفون متي وصلوا للمستشفي وقفوا خارج الغرفه بقلق ينتظرون الطبيب
_طمني يا دكتور.
قالتها ” سلوي” بلهفه..
_اطمنوا خدت كام غرزه في رأسها بس دي ضربه مقصوده مش وقعه ولازم نحرر محضر وكمان هننتظر تفوق عشان نتأكد إن الخبطه مأثرتش علي مركز حس عندها.
ذهب من أمامهم فتذكر عادل أخيه أخيرًا فأخرج هاتفه ليحادثه..
_بتعمل أي يا عادل؟
_هرن علي يزن ياماما أعرفه.
_هو رن عليك يسألك مردتش عليه لي؟ رن عليك يسألك لاقيتها وقولتلها ترد عليه ولا لأ؟
_أكيد اتشغل ياماما.
_يبقي خليه مشغول مترنش عليه رن علي أخوها.
قالتها والدته بحده فرد عادل بتوتر:
_ماما بلاش تكبري الموضوع ا…
_أنت تعمل الي بقول عليه وأنت ساكت.
زفر بضيق قائلا بحنق :
_حاضر هرن علي أكرم ييجي حاجه تانيه؟
_آه لو أخوك رن متردش عليه وكلامي يتسمع.
ضرب كف بالآخر ولكن رد بخضوع فهو يعلم عناد والدته :
_حاضر حااااضر..
_________________

 

 

 

نظر في ساعته فوجدها قد قاربت علي ميعاد الاجتماع المقرر عقده… الآن فقط انتبه انه قد مر ساعه كامله ولم يرد عليه أخيهِ ولم تعاود أمنيه بمحادثته، قطب جابينه وكاد يرفع هاتفه يطلب رقمها حين دلفت السكرتيره تخبره بقدوم الوفد المنتظر، ترك الهاتف وذهب لغرفة الاجتماعات..
_________________
_آآآه..
_أمنيه سمعاني يا حبيبتي..
فتحت عيناها بضعف وخوف من أن يكون ذلك الشخص مازال أمامها.. وجدت وجه والدة زوجها فبلعت ريقها بهدوء وقالت سريعًا بدموع :
_أنا…اا عاوزه أكرم… عاوزه أخويا..
حزنت سلوي علي حالتها وفهمت أنها تحتاج لمن يطمئنها فهتفت بتهدأه:
_اهدي يا حبيبتي أكرم جاي و…
لم تكمل حديثها حين انفتح الباب واندفع أخيها الأكبر منه.. أكرم أخيها الذي قارب علي الثلاثين و يكبرها بسبع سنوات فهي بمثابة ابنته..
_أكـــ ــرم!
قالتها ببكاء فاندفع لها يحتضنها بزعر وقد جفت الدماء من عروقه حينما علم بوجودها بالمستشفى..
_حبيبتي أنتي كويسه ياعمري.
هزت رأسها واكتفت بذلك تخبأ نفسها في أحضان أخيها تلتمس الأمان المفقود ..
______________
ثلاث ساعات مرت وهو بالاجتماع حتي أُرهق تمامًا.. نظر في الساعه وجدها قاربت علي السابعه مساءً.. ذهب لمكتبه لكي يأخذ أشيائه ويذهب يكفي عمل اليوم..
بعد فتره وصل لمنزله وهو يتوعد لها لعدم ردها عليه ولأخيه أيضًا.. صعد فوراً لشقته فوجد بابها مفتوح انتابه قلق حول الأمر ودلف يبحث عنها ولكن لم يجدها.. تسمرت قدماه حينما رأي تلك البقعه المتجمده للدماء تحتل أرضيه الغرفه والمقعد الواقع جوارها…
شعر بدماء عروقه تتجمد حال تلك البقعه وهتف بخفوت ضائع :
_أمنيـــــه!

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *