روايات

رواية مر الإهمال الفصل السابع 7 بقلم ناهد خالد

رواية مر الإهمال الفصل السابع 7 بقلم ناهد خالد

رواية مر الإهمال البارت السابع

رواية مر الإهمال الجزء السابع

مر الإهمال
مر الإهمال

رواية مر الإهمال الحلقة السابعة

– خير يا دكتور طمني أرجوك أُمنيه كويسه ؟ والي حصل ده من أي؟ و….
– اهدي بس يا بشمهندس يزن , مفيش داعي لكل القلق ده , وأنا هجاوبك علي كل أسئلتك , خد نفسك بس .
كان هذا رد الطبيب الهادئ وهو يبتسم لكي يطمئن يزن التي بدي وجهه أقرب لشحوب الموتي , ولحسن حظ أُمنيه أن الطبيب الأربعيني يسكن في الفيلا المجاوره لهم فكان الأقرب حلاً لعقل يزن وقد حالفه الحظ بأنه قد وجده في منزله بالفعل , أكمل حديثه وهو يشرح له , مع خروج سلوي التي وقفت تتابع حديث الطبيب الذي قال :
– النزيف اللي حصل للمدام بسبب ضغط عصبي أو إجهاد بدني , الحمد لله إني قريب منكم , أنا أديتها حقنه هتوقف النزيف تمامًا وهكتبلها علي اسمها تاخد منها مرتين كمان, والأهم من كل ده تروح بكره للدكتور الي متابعه معاه ويفحصها وتعرفوه الي حصل عشان يكتب الأدويه المناسبه وتكونوا حرصين جداً وانتوا رايحين له وبلاش سرعة العربيه تكون عاليه .
قطب يزن حاجبيه بقلق وعدم فهم في آنً واحد , ولكن القلق ازاد عنده , فعن أي طبيب متابعه يتحدث ولما كل هذا الحرص والحذر ؟ .
علي عكسه تمامًا فقد فطنت سلوي حقيقه الأمر ولكن عقلها أبي التصديق , فعامان ونصف مروا ولم يحدث فيهم أي حمل , نعم قد أخبرهم الطبيب الذي زاروه لمره واحده أن ليست هناك اي مشاكل لديهم والأمر مسأله وقت ليس إلا , ولكن الأمر كان يقلقها كثيرًا فكانت أعظم أمانيها أن تسمع خبر كهذا يومًا .
قال يزن بعدم فهم تام وهو مقطب الحاجبين :
– دكتور اي الي متابعه معاه ؟ وتتابع معاه لي ؟ولي كل الي بتقوله ده ؟ أنا مش فاهم حاجه .
فهم الطبيب أن ليس لديهم علم بالأمر فقال باستغراب :
– واضح أنكم معندكوش علم بحملها , بس ازاي دي في آخر الشهر التاني ويمكن دخلت في التالت ؟ !
اتسعت عيناه بصدمه وقد اهتزت مشاعره لهذا الخبر المفاجئ , حامل ! حقًا ! , بعد عامان ونصف يأتي الحمل الآن وهما في مرحله غير مستقره تمامًا , يعلم استحالة انفاصلهما ولكن يبقي التوقيت غريب , ورغم هذا لم يشغله الأمر كما شغله حقيقته , أُمنيه تحمل بطفلهِ , هنا نقطة ومن أول السطر , مشاعر جديده غزته , شعور رائع , لا هو الأروع علي الإطلاق , علاقتهما ستقوي , ستقوي كثيرًا , سيأتي ثمرة حبهم سيأتي ما يوثق علاقتهما ويخلدها حتي بعد ذهابهم , الأمر رائع .
اتسعت ابتسامة سلوي وهي تقول بابتهاج كبير :
– بجد يا دكتور , يعني حضرتك متأكد ؟

 

 

رد الطبيب بتأكيد :
– طبعًا يا فندم متأكد , ولازم تتابعوا مع دكتور نسا عشان يطمن علي وضع الجنين .
أستفاق يزن أخيرًا من تخمة مشاعره وقال بلهفه ونبره تغمرها السعاده :
– طبعًا يادكتور , أكيد هنعمل ده , أنا متشكر أوي لحضرتك , بس …. هو يعني مفيش خطر عليهم , يعني النزيف الي حصل ..
قال نبرته الأخيره بقلق عارم فقاطعه الطبيب وهو يقول :
– مش كل نزيف بيحصل للحامل بيكون إجهاض يا بشمهندس , في حالات كتير بيحصل نزيف والحمل بيستمر بس طبعًا بيحتاج راحه تامه شهر او اتنين حسب ما يحدد الدكتور المتابع , وبتاخد أدويه تثبيت للحمل , كمان النزيف الي حصل لمدام أمنيه مش كبير ده يعتبر نزيف بسيط , بس ياريت تبعد عن أي إجهاد سواء بدني أو نفسي وده أهم حاجه في الفتره دي .
ردت سلوي سريعًا :
– متقلقش يا دكتور هنعمل كل الي حضرتك بتقول عليه .
أومئ بهدوء قبل أن يتجه للخروج ويوصله يزن للخارج شاكرًا إياه للمره التي لا عدد لها , عاد سريعًا ليدلف لغرفتهما وجد والدته تجاورها وهي ما زالت نائمه , وقفت متجه إليه وقالت وهي تضع كفها فوق كتفه :
– أنا هنزل ياحبيبي شقتي , الف مبروك وربنا يباركلكوا فيه ويتربي في عزك أنت وأمه .
جذب كفها يقبله بابتسامه وهويقول بأعين تلمع سعاده :
– ويتربي في خيرك ووجودك يا أمي .
نظرت له نظرات ثاقبه قبل أن تقول :
– صفي أمورك مع مراتك يا يزن أنت سمعت الدكتور قال أي , بلاش ضغط نفسي والضغط مش هيزول إلا لو زالت الخلافات الي بينكوا .
تنهد بعمق وهو يدرك أحقيه والدته في الحديث , وقال بابتسامه :
– عنيا , هصلح كل حاجه بينا , وهنبدأ من أول وجديد , بقواعد جديده وأهم حاجه ميكونش جوه أي حد فينا أثر للقديم .
ابتسمت برضا علي عزيمته الصادقه التي تراها قبل أن تغمغم :
– ربنا يصلح لكم أحوالكم يابني .
_______( ناهد خالد )___________

 

 

مرت نصف ساعه أخري قبل أن تبدأ بالإفاقه , فتحت عيناها ولكنها شعرت بشئ صلب أسفل رأسها حاولت رفعها لتتبين ما يحدث لكن كان هناك شئ ما يعيقها , سمعت صوته المألوف يهمس من فوق رأسها :
– بطلي فرك بقي .
الآن أدركت ما يحدث , هي تنام فوق صدره برأسها وذراعيهِ يكبل أحدهم خصرها والأخر يلتف حول ظهرها ممتدًا لذراعها , أستهرب منه ؟ , تهادي هذا السؤال لعقلها وهي لا تصدق تكبيله لها هكذا .
– سبني يا يزن اي اللي أنت عامله ده ؟
غمغمت بها بضيق وهي تحاول التملص منه .
وأخيرًا أطلق هو صراحها واعتدل بنومته وهكذا فعلت هي , هتفت بتساؤل وهي تنظر لثيابها المبدله .
– هو اي الي حصل ؟ ومين غيرلي هدومي ؟
نظرت له فوجدت تلك النظره العابثه تتراقص في عينيه فشهقت بفزع قبل أن تقول :
– نهارك مش فايت أنت ازاي تسمح لنفسك تغيرلي هدومي , أنت اتجننت !
رفع حاجبه باستنكار وقال :
– سلامة عقلك يا بيبي , اتجننت ! لو مكنتش أنا هغيرلك هدومك مين هيغيرها أمي !
ضغط علي أسنانها بغيظ قبل أن تحاول النهوض فأمسك يدها سريعًا يقول :
– أنتِ مش عاوزه تعرفي الي حصلك ده من أي ؟
كانت ملامحه جاده جامده أثارت فيها القلق , فأومأت بصمت , تنهد وأمسك كفها وأدار نفسه ليصبح جالسًا أمامها :
– بصي الي حصلك ده كان نزيف , بس الحمد لله الدكتور لحقه , أُمنيه …. أنتِ حامل .
لم ترد عليهِ , لم تبدي أي ردة فعل لحظيه , لكن بعد ثانيتان تقريبًا بدأت حاله غريبه تحدث لها , إذ كانت ابتسامتها تتسع وتندثر لمرات متتاليه , وكأن الجنون قد أصابها! , تسارعت أنفاسها ما إن استوعبت حديثه , حامل ! أتحمل طفلاً بداخلها الآن ! , وللتو انتبهت أن عادتها الشهريه انقطعت عنها منذ فتره ولكن في ظل كل الظروف الحادثه لم تنتبه للأمر , نظرت له بأعين مترقرقه لم تتذكر أي شئ بينهم سوي هذا الخبر الذي عرفته الآن .
قذفت بنفسها في أحضانه بغته , ورغم تفاجئه إلا أنه أحاطها بذراعيهِ بسعاده بالغه , ظلا علي هذا الوضع وكلاهما يشحن مشاعره المتعذبه بهذا العناق , وكأنها استفاقت فجأه حين دفعته مبتعده ونظرت له بشرار ينبعث من عينيها , رفع يده باستسلام وقال :
– أنتِ الي حضنتيني والبني آدم ضغيف .

 

 

كبحت ابتسامتها وصمتت , سحب يدها وهو يقول :
– تعالي نبدأ من أول وجديد ,وعشان نعمل ده لازم نقفل القديم .
رفعت نظرها تنظر له مستمعه , اقترب منها وأخذها بأحضانه وهو يقول :
– تعالي بقي في حضني كده عشان نعرف نتصافي .
حاولت إبعاده وهي تقول بتزمر :
– هنتصافي ازاي كده يعني , ابعد يا يزن متأثرش عليا بالطريقه دي .
ابتسامه عابثه زينت ثغره وهو يقول :
– يعني بتعترفي اهو إن حضني بيأثر عليكِ , اومال عملالي فيها استرونج وومن لي ؟
لكمته بيدها في صدره وهي تقول :
– بطل بقي , المهم قولي ازاي بعد النزيف الحمل لسه ثابت ؟
كتم ضحكته وهو يقول :
– أصل الواد تبت زي أبوه , قافش فيكِ وحالف ما ينزل .
لم تكبح هي ضحكتها فانطلقت ضحكتها تعم أرجاء الغرفه .
هدأت ضحكتها وقالت بجديه :
– طيب المهم قول الي أنت عاوزه , انجز يلا .
امتدت أصابعه لتقرص جانبها برفق فتلوت مصدره صرخه خافته :
– أي يابت ده ؟ هو أنا بشحت منك عشان تقولي انجز يلا !
رفعت رأسها تنظر له بغيظ وقالت :
– أنت عمال تطول وأنا واخده بالي , كده كده هنتكلم فبدأ يلا .
تحولت ملامحه للجديه وهو يعدلها لتصبح قبالته وقال بهدوء :
– اوعديني أنك هتسمعيني وتسامحيني أهم حاجه ونبدأ من جديد .
أومأت بهدوء وتنهدت تقول :
– حتي لو احنا غلطنا , ابني يستحق ناخد فرصه تانيه عشانه .
ابتسم مشجعًا قبل أن يقول :
– هبدأ بيوم الحادثه , أنا يومها مكنش عندي اجتماع .

 

 

قال الأخيره بتوتر وجف ريقه لما هو آتي , نظرت له تشجعه ليكمل حديثه وقالت بجمود لم تستطع مداراته :
– كمل يايزن , كنت مع دينا ؟
نفي سريعًا قائلاً :
– مكنتش معاها بالمعني المفهوم , بس هي جاتلي المكتب وكانت قاعده معايا وقتها بتحكيلي عن مشكله , أنا عارف أني غلطان بس والله متوقعتش أنك محتاجاني فعلاً .
دام الصمت لدقيقه وهو ينظر لها بقلق , رفعت رأسها تواجهه بملامح غير مفهومه وقالت بجمود :
– اي الي حصل بينكوا ؟ لي قلبت عليها ؟
تنهد بعمق فقد وصل للمرحله الأصعب , لكن قرر الإفصاح عن كل شئ , فلينهي الأمر الآن , تمتم وهو يخفض بصره بضيق :
– عشان في غيابك , قالتلي أنها بتحبني وطلبت مني نتجوز .

 

 

 

– عشان في غيابك , قالتلي أنها بتحبني وطلبت مني نتجوز .
سكون دام لثوانِ , لم تبدي أي ردة فعل عدا تهجم ملامحها , كان يتابع صمتها بقلبٍ وجل , ينتظر رد فعلها علي أحر من الجمر , رغم قصر مدة صمتها إلا أنها مرت عليهِ كالسنون , وأخيرًا رحمته حين بدأت في الحديث بنبره جامده :
– هو العادي أنك تقول لمراتك إن الي طول عمرك تقول عليها زي أختك وصديقة طفولتك و ….., قالتلك أنها بتحبك وطالبه تتجوزك كمان !
أخذ شهيقًا عميقًا قبل أن يجيبها :
– هو مش عادي , بس احنا قولنا إن النهارده هننهي كل حاجه لها علاقه بالماضي , وعشان نعمل ده لازم نقول كل الي حصل وننهيه تمامًا , مكنش سهل اقولك أن يوم الحادثه كانت دينا معايا عشان كده مردتش عليكِ , ومش سهل أني أقولك أنها اعترفتلي بحبها , وأنها عاوزانا نتجوز , ولا سهل أني أقولك أنها قالتلي أنها بتحبني من قبل ما أشوفك حتي أو أتجوزك .
صمت قليلاً بعد الأخيره يتبين ردة فعلها لكنه لم يتغير عن ملامحها المبهمه فأكمل :
– بصي يا أُمنيه , النهارده محدش مننا هيقوم من القعده دي غير وهو قايل كل حاجه جواه , الي ينفع يتقال واللي مينفعش , أنا مش هسيب فرصه مهما كانت صغيره أن الماضي يقصر علي مستقبلنا , أنا ممكن مكنتش أقولك علي حوار دينا, بس مش وارد هي تقولك في اي وقت بدافع أنها تخرب بينا , وقتها بعد ما قولنا مش هندخل الماضي في حياتنا , أرجع أقعد قدامك وأقولك الكلمتين دول ! , ووقتها مش في صفي خالص أنك تعرفي حاجه زي دي منها الأولي تعرفيها مني , صح ؟
نظرت له قليلاً بصمت , ثم تنهدت ونهي تقول بهدوء رغم النيران المشتعله بقلبها :
– صح يا يزن , وفعلاً تتحسبلك أنك صارحتني , ورغم أني بغلي من الي قلته إلا أني مرتاحه أني عرفته منك , بس هو الطبيعي أني اسكت بعد الي قولته ؟
هز رأسه برفض وقال :

 

 

 

 

 

– لا , وأنا مش عاوزك تسكتي , أنا قولتلها أن علاقتي بيها انتهت , ومن وقتها وأنا بصدها ومبتعاملش معها , بس واضح أن ده مش كفايه , وهي شايفه أنها مسأله وقت وهتقدر توقعني زي ما بيقولوا , بس لو عرفت أنك عارفه ودخلتي في الموضوع أكيد وقتها هتتأكد أني مستحيل أخضعلها في يوم .
أومأت قائله :
– علي اعتبار أنك لو عندك 1% شعور ممكن يروحلها ويخليك تخضعلها في الآخر فهو انتهي بتدخيلك ليا في الموضوع مش كده ؟
أومئ بإيجاب دون رد فأكملت وهي تتذكر حديث زوجة والدها بضرورة الدفاع عن زوجها :
– ماشي أنا هتصرف .
فرك يده بتوتر وهو يقول :
– بالمناسبه , أنا قرأت المذكرات بتاعتك .
ذمت شفتيها بلامباله ولم تبدو متفاجئه وبالفعل قالت :
– عارفه , لاقيت مكانها متغير .
تنهد وهو ينظر لها بتمعن :
– أنا خلصت الي عندي والي هو مش كتير أصلاً , لأن الحكايه كلها عندك .
رجعت برأسها للوراء تأخذ نفس عميق وبدأت بالحديث :
– هقول أي ولا أي ؟ أنا الي عندي كتير , كتيراوي , عندي سنه و 3 شهور , هحكيهم ازاي ؟
ظهر الإصرار في عينيهِ وهو يقول :
– هسمعك , لو قعدنا يوم كامل نتكلم مش مهم , المهم نقوم وكل الي جواكِ متقال .
نظرت له ولا تعرف من أين تبدأ , حقًا تحتار , وحينما يكون لديك الكثير لتقوله لا تعرف بأيهم تبدأ , أخفضت نظرها لثوانِ تفكر فوقع نظرها علي كف يدها وكأنه يعطيها نقطة البدايه , رفعت نظرها له وهي تشهر كفها أمامه وقالت :
– فاكر اليوم الي سألتني فيه عن الجرح ده ؟
نظر لكفها وتلك الندبه الواضحه التي تركت أثر بهِ بُهت للحظه وهو يراه بوضوح فهذه أول مره تزيل الرابط من عليهِ منذ ما حدث , ولوقوعه في باطن كفها فلم يتضح له رؤيته .
رفع نظره لها وقال بنظره غائمه بسحابه الحزن :
– يوم ما سألتك قولتي أنك وقعتي عليه ومجزوع .
همهمت بهدوء وقالت :

 

 

 

 

 

– مكنتش الحقيقه , الحقيقه الي عزت عليا نفسي أقولها وأنت جاي تسألني بعد يومين يدوب علي ماخدت بالك .
أخذت نفس عميق قبل أن تشرح له حقيقة ما حدث وأكملت بأنفاس متثاقله ودموع حبيسه :
– أنت معرفتش حتي أنا بدأت امتحاناتي امتي , متعرفش أن عدي عليا يوم صعب اوي كنت محتاجاك معايا فيه لما روحت امتحن وحصلت ظروف في الطريق واتأخرت ساعه إلا ربع علي الامتحان ولما روحت الدكتور مرضيش يدخلني , وممتحنتش ,وبقيت ساقطه في الماده من غير ما اخد حق أني أحل حتي .
نظر لها بصدمه وهو يستمع لحديثها , أحدث هذا معها وهو لم يعلم ؟ , يعرف أن هناك الكثير لا يعلمه وسينصدم بهِ لكن لم يتوقع هذا .
أكملت دون أن تنظر له :
– وقتها كانت نفسيتي وحشه أوي , بعد ما اقعد اذاكر اسبوع كامل قبل الماده واروح وأنا ممنيه نفسي أجيب علي الأقل جيد جدًا فيها اتحرم من اني اكتب اسمي علي ورقة الامتحان حتي وابقي عارفه اني ساقطه فيها من قبل ما النتيجه تطلع وفي آخر سنه كمان يعني هتتكتبلي في الورق بعد ماعديت الاربع سنين من غير ماجيب مقبول حتي في ماده , اتخرج بماده تخيل !
فقط , ولم تستطع أن تمنع بكائها حسرةً علي مجهودها الذي بذلته وكُتب له الضياع .
اقترب مُحتضنًا إياها وأخذت يده تملس علي ظهرها بحنو وهو يهمس لها ببعض الكلمات الخافته لكنها تصل لمسمعها جيدًا .
ثلاث ساعات مروا ولم تكف عن الحديث , ولم يكف هو عن الاعتذار , ولم يكف عن احتضانها .
تنهدت بتعب بعد أن انتهت من كل ما يجيش صدرها , نظرت له فوجدته صامت وبصره منخفض لأسفل ولا يتحرك قيد أنمله , بدي ثابتًا بشكل أثار استغرابها , انتظرت لدقيقه رُبما ولم يتحرك أيضًا , أحنت رأسها تنظر له ولكن لم تلحق حينما وجدته يقف فجأه ويتجه لشرفة الغرفه يدلف بها , وللحق رد فعله غريب ولم تتوقعه , قامت ببطئ واتجهت له .
ما إن شعر بها حتي أشاح بوجهه للجهه الأخري , قطبت حاجبيها بضيق أغاضب منها أم ماذا ؟ , اتسعت عيناها وهي تشعر باهتزاز طفيف في جسده ظهر من ظهره المواجه لها , اقتربت سريعًا منه وقد اضطربت أنفاسها حين أدركت حقيقة كونه يبكي !؟
بمجرد أن وضعت يدها علي كتفه تريد أدارته لها حتي باغتها باندفاعه لأحضانها بقوه آلمتها حقًا فأغمضت عيناها لوهله حتي هدأ ألم بطنها , شعرت باهتزاز جسده بين يدها دون صوت ومياه دافئه تلمس عنقها .
هتفت بصوت مختنق لهذه الحاله التي وصل لها :
– يزن , أرجوك بلاش كده , أنا مبحبش أشوفك زعلان أرجوك .
نفس عميق , عميق جدًا خرج منها قبل أن تسمع همسه المشبع بنبرة بكاء :
– اشمعنا أنا …
جعدت حاجبيها بعدم فهم حتي استمعت له يكمل :
– اشمعنا أنا دايمًا مزعلك … اشمعنا أنا سببتلك كل الوجع ده وأنتِ ساكته حتي مفيش يوم عاملتيني بمعاملتي .
ابتسمت تقول بفاكهه لتزيل هذا الجو الكئيب :
– لا أنا من وقت مارجعت بعاملك بمعاملتك .
همس قائلاً :

 

 

 

 

 

– مكنتيش مضطره تعملي ده عشان أحس بيكِ صدقيني الي قولتيه دلوقتي كفايه , أنا كنت فاهمالي بتحولي توصليه ليا , رغم كده كنت مضايق من أنك مش منتبها ليا تخيلي! بس عارف كنت بتضايق لي ؟ عشان بفكر أنك كنتِ بتحسي بالي أصعب من الي بحس بيه لأني رغم إني عارف هدفك وبشوف اهتمامك المخفي الي بتحاولي تبيني عكسه لكن بتضايق , بالمناسبه أنتِ فاشله في الكدب يا بيبي .
ابتسمت وهي تبعده عنها , رفعت كفيها تزيل أثار الدموع الملطخه لوجهه وقالت :
– أحسن برضو قال يعني الكدب حاجه حلوه اوي !
كانت نظراته جاده حينما اقترب منها وهو يمسك وجهها بكفه وقال بنبره عذبه :
– أنا آسف يا أُمنيه بجد …….
قاطعته وهي تقول :
– خلاص بقي يايزن , أنا هسميك يزن آسف من كتر ماقولتها النهارده , بعدين أنا تعبت من الوقفه .
التمعت اللهفه في عينيهِ وهو يقول :
– أنتِ الي قومك أصلاً , يلا تعالي ارتاحي .
______________________
شهر مضي حتي أصبحت تستطيع الحركه قليلاً بعدما قضت الشهر المنصرم في الفراش والراحه التامه .
– بيبي , أُمنيه .
خرجت من الغرفه علي صوته فقد عاد من العمل مبكرًا كما هو الحال هذه الفتره .
– نعم يا حبيبي .
اقترب منها وهو يرفع يده بمفتاح مجهول الهويه , قالت بتسائل :
– اي ده ؟
ابتسامه رائعه زينت شفتيهِ وهو يهمس لها :
– بيتنا الجديد , أنا اشتريت الفيلا الي في أول الكمبوند , وهبدأ اجهزها عشان تكون لينا لوحدنا .
اتسعت ابتسامتها بعدم تصديق وهي تقول :
– بجد ؟
أومئ بإيجاب :
– أنا عارف أنك مش مرتاحه هنا , وبصراحه ولا أنا , بس مينفعش أطردها برضو كفايه أني طردها من الشركه , هتبقي نداله مني أني أطرد بنت ملهاش قرايب حتي تروح عندهم , فقررت ننقل احنا .
احتضنته بإمتنان تهمس :
– أنا بحبك .
همس بالمثل :
– وأنا مش محتاج أقول يابيبي .
————————( ناهد خالد )————

 

 

 

 

كانت تجلس فوق الأريكه تقرأ كتاب خاص بكل مراحل الطفل حتي سن السابعه وكيفية التعامل معه , وضعت يدها فوق بطنها المنتفخه قليلاً فقد أصبحت في أوائل الشهر الخامس , استمعت لصوت ضوضاء يأتي من أسفل واستطاعت تمييز صوت زوجها , قامت متجهه للخارج , نظرت من فتحة السلم فرأت زوجها في الطابق الثاني واستطاعت الآن معرفة مع من يتشاجر فلم تكن غيرها ” دينا ”
نزلت الدرج بحذر حتي وصلت لهما وحينها صمتا , رأت زوجها وجهه محمر من كثرة الغضب , والأخري ملامحها مشدوده من الغضب .
وصلت حتي وقفت جواره وقالت بحده :
– أنت اي الي موقفك هنا يا حبيبي ؟
نظر لدينا باشمئزاز وهو يجيب :
– الهانم فتحت باب الأسانسير لما حست بيا جيت عشان أضطر اطلع علي السلم والاقيها واقفالي الوقفه دي .
حدجته بنظرة ملتهبه وهي تقول :
– والهانم واقفالك لي ؟ بتغريك !
مررت نظرها عليها بتقييم مصطنع وهي تقول :
– بس مش شايفاها يعني لابسه حاجه مغريه .
اشتعلت دينا غضبًا وهي تقول :
– أنتِ اتجننتي اغريه اي أنتِ فاكراني اي يابتاعه أنتِ .
كاد يزن يرد حين أوقفته أُمنيه تقول :

 

 

 

 

 

– استني أنت ياحبيبي سيبنا ستات لبعض , فاكراكي اي ؟ , فاكراكي واحده بجحه وشها مكشوف بتعرض الجواز علي واحد متجوز , شايفاكِ واحده قليله الأصل بعد ما استضافوكي في بيتهم جايه تخربي عليهم وتفرقي بينه وبين مراته , شيفاكِ حيه مستنيه الفرصه المناسبه عشان تلدغ لدغتها , طول عمره بيعاملك أخته وصديقة طفولته , لكن أنتِ طول عمرك نيتك سوده زي قلبك .
وكأن الجنون تلبسها وهي تصرخ بها :
– هو حقي , مش حقك أنتِ , لو مكنتيش دخلتي حياته كان زمانه جوزي , أنا كنت أقرب حد له لحد ما أنتِ جيتي , ويوم ما خطبك أنا قولتله , قولتله هتتجوز ومراتك هتبقي أقربلك مني وهتننساني , أنا حبيته قبلك , أنا أحق بيه منك .
نظرت لها بنظره ساخره وهي تقول :
– أنتِ عايشه في وهم يا دينا , يزن لو مكنش قابلني مكنش هيحبك , كان هيقابل غيري ويحبها , وهو بسبب الي قولتيه جه عليا أنا عشان ميحسسكيش أني فعلاً فرقت بينكوا وركنتك , مكنش عاوز يحسسك بوحدتك عامل بحق صداقتكم وتربيتكم سوا , أنتِ كنتِ أقربله مني , بس أنتِ الي مكنتيش شايفه ده , عارفه لي ؟ , عشان عاوزاه مكاني , عاوزاه تاخدي الي مش من حقك فعلاً , ابعدي عننا وعن جوزي يا دينا , حفظًا للباقي من كرامتك , وعشان ورحمة أبويا وأمي لو لمحت طيفك قريب منه تاني ماهرحمك , أحنا هننقل من هنا عشان نبعد عن وشك , بس هنيجي عشان طنط , ياريت لو لسه عندك كرامه واحترام لنفسك تمشي من هنا وتبعدي .

 

 

 

 

 

صعدوا للأعلي وما إن أغلق يزن الباب حتي أحاط خصرها بيده مرددًا بابتسامه :
– اي يابيبي الشراسه دي !
ابتسمت بإغواء قائله :
– عجبتك ؟
اقترب أكثر وهو يقول بلمعة شغف :
– عجبتيني ؟ أنتِ عجباني من زمان يابيبي .
ابتسمت قائله وهي تتعمق النظر في عينيهِ :
– بحبك .
رفع كفها يتبع عليه قبله طويله قائلاً :
– وأنا مغرم بيكِ يابيبي .
وقد كانت البدايه … البدايه لحياه أخري بقوانين جديده أولهم ألا يصمت أحدهم علي فعل يغضبه من الآخر , فالصمت يجعل القلوب تُشحن بمشاعر سلبيه كثيره لا تُزال بسهوله , والبوح يصفي القلوب مما قد يرهقها , وأما عن دينا فقد ابتعدت بالفعل بعدما علمت أن حياة يزن وأُمنيه جدار منيع لن يستطع أحد اختراقه , وهنيئًا لهما فقد لحقا حياتهم التي كانت علي المحك …..قبل فوات الأوان .

تمت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *