رواية سرغائب الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم سماح نجيب
رواية سرغائب الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم سماح نجيب
رواية سرغائب الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم سماح نجيب |
رواية سرغائب الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم سماح نجيب
لعنها
بداخله ولعن خبثها الذى قضى على ما تبقى له من أمل فى مسامحة زوجته له بعد
ما ارتكبه بحقها لتأتى تلك المرأة وتزرع بداخل عقلها الشك من أنه على
علاقة بأمرأة أخرى رفع يده يرغب فى صفعها الا انه استمع لصوت خلفه يناديه:
–أيسر
ألتفت أيسر خلفه وجد حسام يسارع بخطواته فى الوصول إليه فنظر اليه قائلا بقلق:
–أيسر ثراء فين اختى راحت فين
دمعت احدى عينيه وهو يطالعه قائلا:
–ثراء سافرت يا حسام سابتنى وسافرت
وجد نفسه يقترب من صديقه يلقى برأسه على كتفه يحتضنه كطفل صغير فقد أمه ربت حسام على ظهره :
–اهدى
يا أيسر طب انت معرفتش سافرت فين واحنا نسافر ليها ونفهمها الحقيقة لازم
ثراء تعرف انت عملت ليه كده وأنك معملتش كده بقصد منك او سوء نية
زفر أيسر قائلا يلتفت خلفه بحنق:
–هى
دى السبب أن بوظت الدنيا أكتر بينى وبين ثراء لما وهمتها أن فى علاقة بينى
وبين واحدة تانية وأكيد عملت مصيبة تانية علشان تدمر علاقتى بثراء
التوى ثغر جيسكا بابتسامة خبيثة:
–برافو
عليك أيوة أنا اللى بدلتلك برشام المنوم ببرشام الهلاوس لأن كنت مرقباك
وعرفت انك اشتريت برشام منوم فدفعت لحد من الشغاليين وفضلت تدور عليه لحد
ما لقته وبدلتهولك بس برضه حطت منه فى العصير يوم الفرح
عندما هم
بالعودة لصفعها فرت هاربة من أمامه كان يريد ان يركض خلفها ينفث فيها جام
غضبه وما يعتريه من آلام وجراح منذ سماعة بمغادرة زوجته إلا ان حسام امسكه
من مرفقه يديره اليه
–مش وقت ده دلوقتى يا أيسر
سحبه حسام من
يده يخرجان سويا من المطار وصل أيسر إلى السيارة وظل يركل إطار السيارة
بقدمه كأنه بذلك سيخفف من ضيقه وغضبه دفعه حسام بيده ليجعله يكف عما يفعل
فهتف به بضيق:
–بس بقى اللى بتعمله ده هو ده اللى هيرجعلك أختى اسكت بقى خلينا نفكر
كف أيسر عما يفعل وقف يلتقط أنفاسه يتسارع وجيب قلبه بشدة فنبضاته صارت تألمه فأين ذهبت وتركته فهو لن يقوى على البقاء بدونها
_________
لبثت
فايزة أياماً بمشفى الأمراض النفسية والعصبية حتى وافتها المنية أثر
امتناعها عن الطعام والشراب لتنقضى أيامها بهذه الدنيا تلحق بشقيقها وبعد
أنتهاء مراسم الدفن والعزاء عادت ضحى ووالدها إلى منزلهم القديم وصلت ضحى
لقصر عائلة الرافعى لاعادة مفتاح المنزل الذى منحته لها فيروز وأرادت أيضًا
الاطمئنان على ثراء وصلت للمنزل لا تعرف لماذا استشعرت بوجود خطب ما أو
كأن المنزل هجره أصحابه ،دلفت ضحى للداخل جلست تستريح فى انتظار حضور فيروز
وثراء لمحت ضحى ولوج فيروز اليها فنهضت من مكانها تقترب منها تقبلها على
وجنتيها مردفة:
–ازيك يا طنط فيروز اخبارك ايه
افتر ثغر فيروز عن ابتسامة خفيفة:
–الحمد لله يا حبيبتى نحمد ربنا
مدت ضحى لها يدها بالمفتاح قائلة بامتنان:
–طنط
ده مفتاح البيت ومتشكرة أوى على وقفتكم معايا وربنا يقدرنى على رد جمايلكم
انا وبابا خلاص رجعنا بيتنا القديم علشان كده جيت أدى حضرتك المفتاح وكمان
أشوف ثراء بقالى كام يوم مشوفتهاش ولا كلمتها
فرت دموع فيروز عند ذكر اسم ابنتها فشعرت ضحى بالخوف من أن يكون أصاب صديقتها مكروه فتركت مكانها تقترب منها قائلة بقلق:
–طنط فيروز ثراء بعد الشر جرالها حاجة طمنينى الله يخليكى
روت
فيروز لضحى ماحدث لثراء وكل كلمة تسمعها ضحى تجعل عينيها تزداد أتساعها من
ذهولها فهل حدث كل هذا معها هل كان زواجها وتلك الحالة من العشق سراب
وأوهام ليس أكثر
فهتفت ضحى بذهول:
–معقولة كل ده حصل لثراء وأنا معرفش وكمان سافرت
شاركت
ضحى فيروز البكاء فثراء هى من كانت تهون عليها مصائب الدهر فهى الآن شعرت
باليتم والوحدة من جديدة فكيف ستقضى بقية عامها الدراسى بدونها أو كيف
ستعيش بدون رؤيتها
قالت ضحى بدموع:
–طب يا طنط فيروز أطمن عليها إزاى انا من ساعة ما سمعت وانا مش متخيلة أن ثراء تبعد عننا كلنا كده او ان احنا نعيش من غيرها
زفرت فيروز بقلة حيلة قائلة:
–حاولت أن اخليها تتراجع عن قرارها بس مرضيتش وأنا لما أكلمها هخليها تتواصل معاكى يا ضحى هى كمان بتحبك
بعد دقائق همت ضحى بالمغادرة ظلت تجفف دموعها بتلك المحرمة الورقية التى بيدها وكلما تتذكر أنها لن ترى ثراء يزداد بكاءها
________
ولج
عزام إلى مقر الشركة وجد كل العاملين ينظرون إليه بغرابة فعقد حاجبيه من
تلك النظرات الغير مفهومة إلا أنه دلف لمكتبه بشموخ وكبرياء كما اعتاد أن
يراه الجميع جلس على مقعده دق ذلك الجرس الصغير على مكتبه فدلفت السكرتيرة
تحنى رأسها احتراماً :
–اؤمر يا عزام باشا
نظر إليها عزام وهو ينقر بيده على المكتب :
–هو فى ايه فى الشركة حاسس فى حاجة مريبة حصلت
اذدردت السكرتيرة لعابها تحنى رأسها لا تعرف بماذا تجيبه فظلت تتلعثم قائلة:
–أصل يا افندم ما هو ماهو
قطب عزام حاجبيه من فعلتها فعلا صوته بضيق:
–ماهو ماهو ايه ماتردى على طول فى إيه
انتفض جسدها من حدة صوته فأخذت الجريدة الموضوعة على مكتبه تقربها منه قائلة:
–أتفضل حضرتك شوفت اللى مكتوب النهاردة فى الجرنال
اخذ منها الجريدة يطالعها باهتمام لمعرفة ما تحويه أتسعت حدقتيه وهو يرى ذلك الخبر الذى تصدر الصفحة الأولى فردده بصوت مذهول:
–
تورط رجل الأعمال الشهير عزام الرافعى بزواجه من سيرين نصار الذى أدت
التحقيقات الى تواطئها مع شقيقها لاختطاف إبنة شقيقه فماذا يوجد خلف
الكواليس
كان العنوان كافياً ليعلم عزام أن أبواب الجحيم قد فتحت أبوابها بوجهه اليوم فلابد أن افراد عائلته قد علمت بكل شئ الآن
رفع
يده يشير للسكرتيرة بالانصراف بدون أن يرفع وجهه عن الجريدة وهو يقرأ
تفاصيل الخبر كاملة خرجت السكرتبرة من الغرفة تتنفس الصعداء ولكن بعد دقيقة
واحدة وجد باب مكتبه يفتح على مصراعيه تقف زوجته على الباب بملامح وجه
مكفهرة غاضبة ولجت إلى الداخل تصفق الباب خلفها بشدة
أقتربت منه تهدر بصوت عالى:
–ايه اللى مكتوب فى الجرنال النهاردة ده يا عزام أنت كنت متجوز سيرين نصار عرفى رد عليا
مدت يدها تسحبه من تلابيب ثيابه بغضب فأزاح يده عنها يقبض على فكها بين أصابعه قائلا:
–حسك عينك تمدى ايدك يا لبنى انتى فاهمة انتى ناسبة ان جوزك ناسية أنا أبقى مين فوقى
هز رأسها لتستمع له فرفعت يده تزيح يده القابضة على فكها بقوة تكاد تقتلع أسنانها
–أفوق ! يعنى أنت بجد عملت كده أتجوزت عليا
ابتسم بسخرية قائلا:
–اه
يالبنى أتجوزت ودى مش أول مرة عارفة ليه علشان أنتى السبب طول عمرك عايشة
معايا فى عالم تانى كل اللى يهمك خروجاتك وفسحك وحفلاتك وهدومك اللى
بتشتريها من أفخم المحلات لكن أنك تكونى زوجة لاء يا هانم فليه مستغربة أن
اتجوز عليكى
كزت لبنى على أنيابها وهى تطالعه بغضب كاسح فارتدت خطوة للخلف قائلة قبل أن تخرج:
–ماشى يا عزام وانا خلاص مش هقعد على ذمتك دقيقة كمان وكمان هسافر كندا لأختى أنا مش هقعد وأشوف فضايحك
خرجت
لبنى من الشركة فأرتمى عزام على مقعده يضع رأسه بين يديه فكل قوانينه التى
وضعها قد أصبحت بالية ،فما عاش يشيده من عز ومجد لتلك العائلة قد تهدم وكل
ذلك يرجع إلى أفعاله المشينة التى فعلها مع أقرب الناس إليه
_________
فى المشفى..سمع جمال صوت دقات متتالية على الباب أذن للطارق بالدخول ولج أيسر الذى عندما رآه جمال نفخ بضيق قائلا:
–أنت عايز أيه يا أيسر تانى قولتلك ريح دماغك أنا مش هقولك بنتى فين
أقترب
منه أيسر بهدوء فهو منذ اختفاء ثراء وهو يأتى اليه كل يوم يتوسله أن يبوح
بمكان تواجدها إلا انه يصر على رفضه القاطع بعدم الإفصاح عن مكان وجودها
نظر أيسر إليه بحزن شديد قد اختلج بكل نبضة من نبضات قلبه
–أنا مش جاى لحضرتك علشان كده انا جاى علشان أديك الورق ده
مد له أيسر يده بملف يحوى عدة أوراق اخذه جمال منه قائلا:
–ملف إيه ده وبتاع ايه وبتدهولى ليه
–ده
فى أوراق الأملاك الخاصة بثراء وأخوك عزام الاملاك اتوزعت توزيع شرعى فأنا
اخدت حقى وكل واحد ياخد حقه حتى حضرتك أظن محتاج توزع نصيبك بين ثراء
وحسام
ألقى جمال الملف على مكتبه ينظر اليه قائلا بسخرية:
–بس غريبة أن لسه عندك ضمير يا أيسر بعد كل اللى عملته
أطرق أيسر رأسه أرضاً قائلا:
–متعودتش اخد أكتر من حقى عن اذنك يا عمى
خرج
أيسر من المكتب أخذ سيارته يبتعد عن المشفى ظل يقود السيارة بروية وهو
يشعر بتجمع الدموع بعينيه أوقف السيارة يستد برأسه على المقود وظل يبكى
فتماسكه قد أنهار كما أنهار عالمه بأكمله ظل عدة دقائق على تلك الحالة
شعر بملمس يد ناعمة على ذراعه فرفع رأسه وجد معشوقته تطالعة بابتسامة:
–مالك يا حبيبي بتعيط ليه
لم يصدق عيناه أنه يراها أمامه مبتسمة جميلة فاتنة كما أعتاد أن يراها فرد بلهفة شديدة:
–علشان أنتى سبتينى وبعدتى عنى يا ثراء
مدت أصابعها تمسح دموعه قائلة بهمس ناعم:
–انا مبعدتش عنك انا موجودة جمبك يا حبيبى
اخذ يدها الموضوعة على وجهه بين كفيه يقبل باطنها بشوق وحنين:
–حبيبتى وحشتينى أوى يا نور عيونى
أخذها
بين ذراعيه يبثها أشواقه وحنينه الذى يقتله كل دقيقة لفراقها ، صوت بوق
السيارة وهو يضغط عليه برأسه أعاده إلى الواقع فهتف بابتسامة:
–ثراء
فتح
عينيه وجد نفسه أنه مازال جالسا بالسيارة بل أنه غفى أيضا فأخذته أحلامه
إلى محبوبته ليفيق الآن ويجد أن كل ما حدث لم يكن سوى حلم من نسيج روحه
المشتاقة إليها
_________
–يابابا صدقنى أيسر مش زى ما أنتوا مفكرينه هو برضه اتظلم وهو بيحب ثراء
قالها حسام باستجداء لوالديه اللذان مازالوا يرفضون التصريح بمكان تواجد ثراء حالياً
نهض جمال عن مكانه يقف أمام أبنه:
–حسام
اقفل على الموضوع ده اختك تعبانة وعايزة ترتاح خليه بعيد عنها انت اصلا
مكنتش لسه تعرف ثراء ولا تعرف لما بتزعل ولا نفسيتها بتسوء ايه اللى
بيحصلها وبطل تدافع عن أيسر علشان برضه مش هسامحه ولا هقولك اختك فين
اقترب حسام من والدته تلك المرة ينحنى قليلا أمامها قائلا:
–ماما أنا عارف انتى بتحبى ثراء قد ايه ويهمك سعادتها صدقينى هى هتتعذب أكتر وهى بعيدة عن أيسر
اشاحت فيروز بوجهها عن عينين أبنها تجاهد على ألا تسقط دموعها فهتفت بصوت رزين:
–خلاص يا حسام باباك قالك أقفل على الموضوع ده
يأس حسام من جعل والديه يسامحون أيسر على ما فعله فاعتدل بوقفته يزفر بيأس :
–أنا مبقتش عارف أقنعكم إزاى
استدار إليه جمال برأسه قائلا:
–ريح
دماغك يا حسام واه على فكرة احنا خلاص هنسيب القصر بكرة اشتريت بيت هنعيش
فيه خلاص مبقتش حابب أن اقعد هنا تانى وبنتى شافت كل اللى وجعها فى البيت
ده وبسبب اللى عايشين فيه
هزت فيروز رأسها موافقة على ما قاله زوجها فهى أيضاً أكتفت من العيش بذلك القصر الذى لم تشعر بالراحة فيه
سمعت
ميرا حديث عمها مع زوجته وابنه فبكت بصوت مسموع فتناهى صوتها الى مسامعهم
فأقترب جمال من الصوت وجد ابنة شقيقه أمام الباب باكية فطالعها بقلق:
–فى ايه يا ميرا بتعيطى ليه
ارتمت ميرا باحضان عمها تشهق بالبكاء:
–عمو بلاش تمشوا انتوا كمان ماما سابتنا وسافرت وكل اللى فى البيت بيمشوا وانا هفضل هنا لوحدى
أقتربت منها فيروز تربت على كتفها قائلة:
–اهدى يا ميرا متعيطيش حتى لو مشينا مش هسيبك هنا لوحدك هتيجى معانا هتبقى مكان ثراء
تركت ميرا أحضان عمها لتحتضن زوجته باطمئنان وابتسامة عريضة:
–شكرا يا طنط فيروز
أشارت إليها فيروز بالاسراع فى لملمت أغراضها :
–يلا يا ميرا جهزى شنطنك علشان هنمشى كمان شوية
ركضت ميرا الى غرفتها أحضرت حقيبتها تلملم ثيابها دلف والدها إلى الغرفة نظر اليها بغرابة:
–أنتى راحة فين يا ميرا
انتفضت ميرا بعد سماع صوت والدها فالتفتت اليه قائلة باقتضاب:
–هروح أعيش مع عمو جمال ومراته خلاص مبقتش حابة انا كمان اقعد فى البيت ده كله دلوقتى بيسيبه ويمشى وياريت حضرتك متعارضش
حرك عزام رأسه بثقل :
–اللى يريحك يا ميرا عمك جمال ومراته برضه هياخدوا بالهم منك طالما أمك سابتكم وسافرت
ابتسمت ميرا بسخرية على حالها:
–سواء ماما موجودة او لاء كانت على طول بعيدة عنا عن اذنك يا بابا
أخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة وجدت حسام قادماً إليها فأخذ من يدها الحقيبة قائلا:
–لو خلصتى يلا بينا
أحمرت وجنتيها وهى تراه يبتسم لها على الرغم من أن ابتسامته تحمل هماً ووجعاً على فراق شقيقته وعلى حالها الذى وصلت إليه
________
نظر أيسر للهاتف بيده وهو يرى وميض شاشة الهاتف باسم صافى ظل لحظات يتأمل رقم الهاتف بخواء فتح الهاتف على مضض قائلا:
–أيوة يا أنسة صافى
شعرت صافى برنة صوته المتأففة فشعرت برعونة تصرفها فهتف بحرج:
–أنا اسفة لو كنت اتصلت عليك فى وقت مش مناسب بس اصل من ساعة ما خرجت تجرى وأنت بقالك كام مختفى فقلقت أنا وتيتة عليك
أجابها قائلا بهدوء:
–أنا كويس يا أنسة صافى متقلقوش ولو محتاجة حاجة منى اؤمرى معلش علشان بس مشغول اليومين دول
لاتعرف لماذا شعرت بأنها تريد البكاء من ذلك الجفاء الذى يحدثها به فهتفت قائلة:
–لا شكرا احنا بس حبينا نطمن عليك
أغلقت
الهاتف قبل أن يتمكن من الرد عليها ألقى بالهاتف على تلك المنضدة الموضوعة
بجواره تاركاً مكانه يقف بشرفة الغرفة التى يسكنها بأحد الفنادق فهو لم
يبقى دقيقة واحدة فى القصر بعد مغادرة زوجته أستند باحدى يديه على زجاج
الشرفة يتأمل مياه النيل فلو بيده كان أغرق نفسه الآن ليتخلص مما يثقل
كاهله عاد مرة اخرى يستلقى على الفراش اخذ الهاتف يطالع تلك الصور التى
يحتفظ بها لزوجته وكل صورة يراها تتجمع الدموع بعينيه أكثر،ظل يتلمس شاشة
الهاتف بأصابعه فكم يهفو هو الآن أن يمررها على وجنتيها أن يرى وجهها مخضب
بدماء الخجل كما اعتاد أن يراها أن يشعر بها مستكينة بين ذراعيه ولكنها
ذهبت أخذه معها الدفء من قلبه
فتهدج صوته يناديها بشوق هامساً:
–ياترى
أنتى فين يا نور عيونى ياريتك كنتى فضلتى جمبى حتى لو كنتى بتكرهينى كان
أهون عليا تعيشى قصاد عنيا وأنتى كرهانى على أنك تفارقينى واتحرم منك
ظل
مسهداً يحدث نفسه فمن يراه يكاد يجزم أنه أصيب بالجنون ولكن هو ليس بمجنون
بل عاشق فقد معشوقته يشعر بنيران تلتهم قلبه على وشك أن تجعل دقات قلبه
كذرات الرماد المتطاير بفعل رياح عاتية فرياح الفراق إجتاحت قلبه وأودت به
الى غياهب الحزن والأسى
_________
مر أسبوع بأكمله وهى لم تغادر تلك
الشقة التى تسكنها بأرقى ضواحي مدينة لندن إلا عندما ترغب فى شراء شئ من
أجل الطعام لتعود سريعاً إلى الشقة كأنها تخشى مقابلة الآخرين ،نهضت عن
فراشها ببطئ فهى كإنها تشعر بثقل في جسدها زفرت عدة مرات قبل أن تترك
الفراش اخذت ثياب نظيفة وولجت إلى الحمام جلست بالمغطس ما يقارب الساعة
تقريبا تحدق بالسقف بشرود
فتنهدت قائلة بحزن تغشى عينيها العسليتين:
–وبعدين يا ثراء هتفضلى عايشة عمرك كله كده خلاص لازم تفوقى من الوهم اللى كنتى عايشة فيه
اختلطت عبراتها بمياه الإستحمام فهى حتى الآن لم تكف عن ذرف الدموع كلما تذكرت ما حدث معها فهتفت باصرار ودموع:
–خلاص بقى أطلع من قلبى وعقلى أنا بكرهك يا أيسر بكرهك
زادت
وتيرة بكاءها أكثر فهى تعلم أنها كاذبة وأنها ليست كارهة له وأنها مازالت
تعشقه ولكن ربما توهم أذنيها بأنها أصبحت تكرهه اذا ظلت تصرح بكراهيتها له
ولكن ذلك الخافق بين أضلعها لايستمع إليها
أغتسلت وخرجت من الحمام
ترتدى مأزر الحمام تجفف شعرها بالمنشفة الصغيرة التى تحملها بيدها سمعت
رنين هاتفها ألقت المنشفة جانباً وألتقطت الهاتف فابتسمت فالمتصل ضحى
تهاتفها عبر وسائل التواصل الاجتماعي
فتحت الهاتف بشوق قائلة:
–ضحى عاملة ايه وحشتينى
أجابتها ضحى بصوت حزين:
–كده يا ثراء تسافرى من غير ما أعرف وتسبينى
جلست ثراء على المقعد خلفها قائلة:
–كنت أقعد اعمل ايه بعد اللى حصل يا ضحى مقدرتش أقعد فى مكان واحد هو موجود فيه الكداب الغشاش
عادت اليها ذكرياتها المؤلمة دفعة واحدة فلم تستطيع اختزان دموعها فتناهى صوتها الى مسامع ضحى
–خلاص يا ثراء متعيطيش أنا بجد مش مصدقة اللى حصل او أن قصة حبكم تنتهى بالشكل ده
هتفت بها ضحى وهى لاتصدق كيف أنتهى المطاف بصديقتها
مسحت ثراء عينيها بكف يدها قائلة:
–دى مكنتش قصة حب دى كانت وهم كبير كنت عايشة فيه لوحدى يا ضحى المهم أنتى عاملة ايه دلوقتى
تنهدت ضحى بحزن شديد:
–هكون عاملة ايه واختى وصاحبتى وحبيبتى خلاص بعدت ومش هشوفها وكمان هروح الكلية لوحدى خلاص فاضل يومين والدراسة تبدأ
ابتسمت ثراء ابتسامة خفيفة قائلة:
–ربنا يوفقك يا حبيبتى
تحدثن
وقتاً طويلاً تراوح حديثهن ما بين بعض المزاح من ضحى للتخفيف عنها وما بين
أنين قلب ثراء الذى مازال يناديه حتى وأن صمت أذنيها عن نداءه
________
لم
تسنح له الفرصة بأخذ حقه من ذلك الشاب المدعو مجدى والذى كان أحد العوامل
فى عدم مقدرته على أن يحيا بسلام أخذ تلك السيارة التى أصر والده على شراءه
له وليس هذا فحسب فهو يريده أن يأخذ خطوة إيجابية لمستقبله بفتح احدى
معارض السيارات لذلك أشار عليه بأن يفكر جديا بالأمر فهو مازال يذهب لتلك
الورشة بذلك الحى الفقير
وصل إلى النادى أخرج هاتفه بحث عن اسم مجدى فهاتفه جاءه الرد بعد بضع ثوان فابتسم بجانب ثغره قائلا:
–اهلا مجدى عاش من سمع صوتك كده متسألش عليا من ساعة الحادثة
قطب مجدى حاجبيه وهو يستمع له فرد قائلا:
–غريبة يا حسام أنت اللى بتتصل عليا بنفسك كده من أمتى ده
ابتسم حسام بشر :
–من النهاردة أصل النهاردة لقيتك وحشنى جيت النادى أشوفك تعال انا عند البوابة الرئيسية للنادى
هتف مجدى بسخرية:
–اه نسيت يا أسطى حسام انك متقدرش تدخل النادى من غيرى ثوانى وجايلك
خرج مجدى إليه وجده يستند على سيارة لا يقتنيها سوى الصفوة فأقترب منه قائلا بسماجة:
–ايه العربية دى يا اسطى حسام كنت بصلحها
اعتدل حسام قائلا بثقة:
–لاء دى وحياتك أنت عربيتى بتاعتى لسه شاريها امبارح بس
فغر
فاه مجدى وهو يستمع اليه فمن أين أتى بكل هذا المال من أجل شراء سيارة
كتلك،اقترب منه حسام يضع يده تحت ذقنه يغلق فمه المفتوح قائلا بسخرية:
–أقفل بوقك يا مجدى أحسن الدبان يدخل
شعر مجدى بلهجة السخرية بصوته فأزاح يده عنه قائلا بتأفف:
–ما بلاش كدب أنت تقدر حتى تشترى مراية من مرايات العربية دى ولا تكونش ورثت عمك اللى فى البرازيل
أرتد رأس حسام للخلف ضاحكاً بصوت عالى:
–هو
ده اخرك فى التخيل أنت بتشوف افلام قديمة اللى انت متعرفهوش بقى أن انا
أبقى حسام جمال الرافعى تسمع عنه الدكتور جمال الرافعى واصحاب مجموعة شركات
الرافعى جروب لتجارة الدهب والالماس اهو انا ابقى ابن العيلة دى شوفت بقى
يا مجدى وانا محبتش الموضوع ده الا علشان حاجة واحدة بس ان اخد حقى منك يا
واطى
لم يمهله حسام فرصة لاستيعاب ما قاله فهجم عليه ونشب بينهم
عراك وظل كل منهم يهجم على الآخر حتى تجمع بعض العاملين بالنادى لفض ذلك
الاشتباك بينهم ظل حسام يقاوم ذلك الرجل الذى كبل ذراعيه حتى يكف عن صفع
مجدى فهتف به بغلظة:
–أبعد عنى سبينى وربنا ما سايبك يا مجدى الا لما أطلع عليك القديم والجديد وحياتى اللى كانت هتنتهى بسببك يا واطى
أراد مجدى ان يثب عليه مرة اخرى لولا ذلك الرجل الذى يكبل جسده فهتف بغيظ:
–دا انا اللى مش هسيبك الا لما اخلص عليك
استطاع
حسام الفكاك من حصار ذلك الرجل فأقترب من مجدى يصفعه عدة صفعات ليبرد تلك
النيران التى كانت تشتعل بداخله من دناءه ذلك الشاب معه فأخرج من جيبه شيكا
ألقاه بوجه مجدى قائلا باشمئزاز:
–ده شيك بفلوسك اللى ليك عندى واخدتها
منك ال١٠ الآلاف جنية لأن ده اللى ليك عندى لكن لو حبيت تتذاكى بالشيك
المزور بتاعك هوديك فى ستين داهية وانت عرفت انا ابقى ابن مين
بعد
أن قال حسام ما لديه اخذ سيارته مبتعداً عن المكان ترك ذلك الرجل مجدى بعد
تأكده من رحيل حسام التقط مجدى الشيك ينظر اليه بغيظ قائلا:
–بقى كده ما شى يا أسطى حسام أنا وانت والزمن طويل ومش هعديلك اللى عملته ده على خير
نفض
مجدى عنه ذرات التراب العالقة بملابسه بعد عراكه مع حسام عدل من هندامه
قليلا قبل أن يعود للداخل ولكن من داخله يتوعد لحسام على ما فعله فهو
لايريد أن يمرر له ماحدث بسهولة
________
بدأ العام الدراسى..لم يجد
أيسر سوى العودة إلى التدريس مرة اخرى لعل كثرة العمل ترهقه ويسقط مغشياً
عليه فهذا أفضل من ذلك السهاد الذى أتاه منذ رحيلها فهو لا ينام من ليله
الا القليل وبنهاره يظل يبحث عن أى شئ يرهقه حتى اذا ظل يمارس الرياضة عدة
ساعات لا يعلمها هو،دلف إلى القاعة المخصصة للتدريس
نظر إلى الطلاب قائلا بهدوء:
–السلام
عليكم أنا دكتور أيسر الرافعى هدرسلكم إن شاء الله السنة دى أنتوا طبعا فى
سنة رابعة وفاهمين النظام يعنى مش لسه سنة أولى علشان أقول التعليمات كلها
يلا بينا نبدا بسم الله
بدأ بشرح بعض النقاط الهامة الخاصة بإدارة
الأعمال ولكنه صمت مرة اخرى عندما تذكر أن ثراء تدرس إدارة اعمال ظل يبحث
عن الكلمات المناسبة ليتابع بها الشرح ولكنه لم يجد فأغلق عينيه ريثما يهدأ
قليلاً ولكن عندما نظر للطلاب مرة أخرى لمح وجه مألوف يعرفه جيدا فماذا
تفعل هى هنا بعد أن انتهى من المحاضرة وأنصرف الطلاب
وجد صافى تقترب منه مبتسمة:
–أزيك يا أستاذ أيسر انا الصراحة اتفاجئت لما لقيت حضرتك الدكتور اللى هتدريسلنا السنة دى
لم يخفى هو أيضاً تعجبه من وجودها هنا فنظر اليها قائلا بتعجب:
–انا برضه اتفاجئت انك طالبة هنا هو مش أنتى بتشتغلى
هزت صافى رأسها قائلة:
–أيوة بشتغل بس فى نفس الوقت بدرس بشتغل فى الإجازة والايام اللى معنديش فيها محاضرات
لملم هو أغراضه الخاصة فهتف بصوت هادئ:
–ربنا يوفقك وجدتك عاملة إيه دلوقتى
افتر ثغرها عن ابتسامة قائلة:
–الحمد لله كويسة كانت بتسأل عليك اصلك بقالك فترة مبتجيش
–أصل كان عندى ظروف لو هتروحى تعالى اوصلك وأشوف جدتك بالمرة
سعدت
باقتراحه فخرجت معه حتى سيارته اتخذت مقعدها بجواره ومازالت تبتسم بخجل
أنطلق بالسيارة ولكنه شرد قليلا فوجدها تصرخ وهى ترى احدى السيارات على وشك
الاصطتدام بهم
–حااااسب العربية
انحرف بالسيارة جانباً اوقف محرك السيارة وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة فالتفت بجانبه قائلا بلهفة :
–حبيبتى أنتى كويسة جرالك حاجة ردى عليا
تسمرت
عينيها على وجهه فماذا قال هو الآن؟ عندما دقق بملامحها علم أنها ليست
ثراء فعقله هيأ له أن من تجلس بجواره هى زوجته ولكن عندما تأكد من خطأه
حمحم قليلا يجلى صوته قائلا بصوت رزين:
–أنتى كويسة يا أنسة صافى
هزت
رأسها عدة مرات فلسانها كأنه أصبح مستعصياً عليه الكلام فمنذ سماع جملته
التى هتف بها منذ دقائق وهى تشعر أن لسانها معقود فظلت تفرك يدها بتوتر حتى
وصلا الى الشقة التى كانت سابقاً تخصه ،ولجت صافى يتبعها أيسر نادت على
جدتها قائلة:
–تيتة تيتة أنا جيت
خرجت فريدة من الغرفة مبتسمة وزادت ابتسامتها لدى رؤيتها أيسر فهتفت قائلة:
–اهلا يا ابنى اخبارك ايه اتفصل
جلس أيسر على احد المقاعد وهو يجيبها قائلا:
–أنا الحمد لله كويس
اقتربت منها صافى قائلة بحماس:
–أنتى عارفة يا تيتة طلع أستاذ أيسر دكتورى فى الكلية هو اللى بيدرسلنا
انتبه أيسر على حديثها فرفع رأسه يبتسم ابتسامة لم تتجاوز شفتيه المطبقتين جلست فريدة على المقعد المجاور له قائلة:
–صافى يلا حضرى الغدا علشان يتغدا معانا
حاول
أيسر الاعتذار عن تلك الدعوة إلا ان فريدة لم تقبل باعتذاره فعدل عن قراره
بالاخير ذهبت صافى مسرعة إلى المطبخ تعد مالذ وطاب من المأكولات فكلما
تتذكر جملته التى قالها أثناء مجيئهم ولهفة صوته تزداد أبتسامتها أتساعاً
تشعر بحماس كبير لوجوده هنا ولمعرفتها به فكأن القدر يصر على جمعهم سوياً
سبحت بمخيلتها إلا ما لا تستطيع البوح به بلسانها فعقلها الآن يفترش لقلبها
طريقها بالورود غافلة هى عن أن قلبه قد أخذته غيرها
وضعت الطعام على المائدة قائلة:
–أتفضلوا الأكل جاهز
جلس
أيسر بصمت يعبث بالطعام الموجود بطبقه وهو شاردا ً فهو لايريد ذلك الطعام
يريد أن تعود صغيرته لتسد رمق قلبه الذى أصبحت نبضاته مؤلمة تتخبط بين
ثناياه تزيد من جراحه
فهتفت به فريدة قائلة:
–مالك مش بتاكل ليه الأكل مش عاجبك
أبتسم لها ابتسامة مجاملة وهو يرفع الملعقة لفمه :
–لا ابدا الاكل جميل بس انا اللى مش جعان فانا قعدت بس علشان متزعليش منى عن اذنكم انا لازم أمشى دلوقتى
ترك
مقعده اقترب من حقيبته الجلدية يلتقطها من على المقعد يهم مغادراً، بعد
خروجه تعجبت صافى من سلوكه فماذا حدث جعله عابساً متجهم الوجه صامتا كأنه
لا يجد ما يقوله
________
أنهت ثراء محاضراتها اليوم خرجت من القاعة الدراسية
وهى
تلاحظ نظرات الطلاب لها وخاصة وهى ترتدى حجابها فهى الطالبة الوحيدة بتلك
الجامعة ترتدى الحجاب حاول بعض الطلاب اعتراض طريقها ظلت تنظر حولها بثبات
وهى ترى ٤ من الشباب يلتفون حولها يشكلون دائرة مغلقة وهى تقف بالمنتصف
حاولت إزاحة احدهم لتكمل طريقها قائلة:
–ابتعد عن الطريق يا هذا
ابتسم لها الشاب قائلا:
–واذا لم أفعل ؟
نفخت ثراء قائلة بضيق شديد:
–سألقنك درسا لن تنساه ايها الوغد
رفعت
يدها وهو بها على وجهه فهى سأمت من تصرفات هؤلاء الأوغاد نظر اليها الشاب
باستياء فمد يده رغبة منه فى خلع حجابها الا انه وجد فتاة أخرى تلتقط يده
ابتسمت له بخبث قائلة:
–ماذا تفعل أيها المخنث فمن الأفضل لك الا تفعل ذلك والا لن تنجو من عقابى يا صاح
نفض الشاب يدها قائلا باستياء:
–اللعنة عليك كارلا فأنت دائما ما تدافعين عن هؤلاء العرب
رحل الشباب فنظرت ثراء لتلك الفتاة قائلة بامتنان:
–شكرا لك
ابتسمت كارلا قائلة:
– ولا يهمك يا ستى
رفعت ثراء حاجبها قائلة:
–هو أنتى مصرية
حركت كارلا رأسها نفيا قائلة:
–لاء انا انجليزية
تعجبت ثراء قليلا فاذا كانت انجليزية فكيف تتحدث العربية مثلها:
–انجليزية وبتتكلمى عربى
أشرقت ملامح وجه كارلا الجميلة قائلة:
–اصل
انا اتولدت فى مصر بابايا كان دبلوماسى وعاش فترة فى مصر فانا اتولدت
واتربيت هناك لحد ما كان عندى عشر سنين وبعدين رجعنا هنا تانى على انجلترا
ومن ساعتها وانا مش عارفة أبطل اتكلم مصرى لدرجة ان ماما مبتفهمش ساعات انا
بقول ايه
ابتسمت ثراء على مزاحها فهى تذكرها بصديقتها ضحى مدت ثراء لها يدها تصافحها:
–اهلا وسهلا يا كارلا تشرفنا
بادلتها كارلا الابتسام والمصافحة فأخذتها من مرفقها تسحبها معها قائلة:
–تعالى بقى هعزمك على حاجة انا ما صدقت لقيت حد علشان ارغى معاه بالمصرى دا انا هصدعك
ابتسمت
ثراء على عفوية تلك الفتاة فكأن تجسدت ضحى بها فكأن الله ارسل لها تلك
الفتاة لتخفف من ضيقها لفراق بلادها وصديقتها وفراقه ،اخذت انفاسها بصعوبة
بعدما تذكرت ملامح وجهه شعرت بالدموع تتجمع بمقلتيها
فالتفتت لها كارلا تطالعها قائلة:
–مالك وقفتى ليه كده والدموع اللى لمعت فى عينيكى دى شكل كده الدموع دى حزن على فراق حد عزيز عليكى أوى أنتى بتحبيه أوى كده
اخرجت ثراء محرمة ورقية من جيب حقيبتها تجفف بها عينيها التى ستبدأ الآن بذرف الدموع كأنها نبع لا ينضب من الحزن
ابتلعت تلك الغصة العالقة بحلقها قائلة:
–لاء أنا بكرهه بكرهه بكرهه
طفقت تردد تلك الكلمة كأنها تريد اقناع ذاتها قبل أن تقنع تلك الفتاة التى تطالعها بدهشة
ربتت كارلا على ذراعها قائلة:
–يبقى
بتحبيه ومغرمة بيه طالما بتقولى كده على العموم سيبك من ده دلوقتى انا
اعرف مطعم بيقدم اكل جميل جدا تعالى نتغدا مع بعض ونرغى براحتنا
ذهبت
ثراء برفقة كارلا إلى احد تلك المطاعم الشهيرة فهى لا تريد العودة إلى
الشقة وتجلس حزينة بمفردها فربما بعض التغيير سيحسن من حالتها النفسية التى
تسوء يوم عن آخر جلسن يأكلن ويثرثرن حول عدة أمور أرادت ثراء الذهاب
للحمام لغسل يدها مرت بجانب رجل فاصطتدمت به
بادرت بالاعتذار قائلة:
–أنا أسفة
عندما
رفعت وجهها ورأت ذلك الرجل لم تصدق عيناها فهى لم تضع بحسبانها أنها من
الممكن أن تلتقى به مرة أخرى، فهو الاخر كأنه بحلم وهو يراها تقف أمامه
فهتفت بصوت منخفض ممزوج بالدهشة:
–أمير
يتبع ……
لقراءة الفصل الثاني والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا