رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم بيلا
رواية شمس ربحها القيصر الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم بيلا
رواية شمس ربحها القيصر البارت الثامن والعشرون
رواية شمس ربحها القيصر الجزء الثامن والعشرون
رواية شمس ربحها القيصر الحلقة الثامنة والعشرون
في قصر عائلة عمران ..
هبطت حوراء درجات السلم لتنادي احدى الخادمات وتسألها :
” ماذا حدث ..؟! من جاء قبل قليل ..؟!”
أجابتها الخادمة :
” لقد وصل صالح بك مع زوجة وابنته منذ قليل وهم الآن في صالة الجلوس مع بقية أفراد العائلة ..”
أومأت برأسها ثم صرفت الخادمة واتجهت الى صالة الجلوس لتجد عمها مع زوجته وسوزان هناك اضافة الى والدتها وزوجة عمها علياء وقيصر الذي عاد من العمل لتوه وغيث ورانسي ..
ألقت التحية ثم اتجهت نحو عمها تحييه وتبعته بزوجته ثم سوزان التي حيتها بترفع شديد بادلتها سوزان إياه ..
أخذت مكانها بجانب والدتها لتسمع سوزان تسأل زوجة عمها علياء :
” متى ستعود لميس يا عمتي ..؟! أليس من المفترض ألا تذهب صباح اليوم الى العمل ..؟! ”
ردت علياء بإبتسامتها اللطيفة :
” ستصل بعد قليل وتتجهز لأجل المساء ..”
أومأت سوزان برأسها متفهمة بينما هتفت والدتها :
” كلما تكبر لميس كلما تزداد جمالا يا علياء .. ماشاءالله عليها .. سوزان اخبرتني إنها قررت العمل بعيدا عن شركات العائلة ..”
ردت علياء :
” نعم .. فضلت ان تعمل في احدى القنوات الفضائية في مجال دراستها .. العلاقات العامة ..”
” كان يجب ان تعمل في احدى شركاتنا يا علياء .. كان سيكون أفضل لها ..”
قالها صالح بجدية لترد عليه زوجته :
” بالعكس يا صالح .. دعها تستقل في عملها وتعتمد على نفسها .. هذا افضل لها .. مكانها في شركات العائلة محفوظ لا يمسه أحد ..”
أنهت حديثها ما ان وجدت خالد ولميس يدخلان الى المكان حيث ألقيا التحية عليهم قبل ان يتجها نحو صالح وعائلته لتحيته ..
شعرت حوراء بالإرتباك يغزوها فهذه المرة الأولى التي تقابل فيها خالد بعد اعترافها الغبي بمشاعرها نحوه ..
حاولت الحفاظ على رباطة جأشها بينما قفزت رانسي نحو اختها تهتف بها :
” متى ستتجهزين لأجل المساء ..؟!”
ردت لميس :
” ما زال الوقت مبكرا يا رانسي .. سوف أتجهز في حدود الساعة الرابعة ونصف .. ”
” كيف حالك يا خالد وما أخبار العمل ..؟!”
سأل صالح ابن أخيه بإهتمام ليرد بجدية :
” بخير يا عمي .. كل شيء يسير على ما يرام ..”
” هل دعوتِ جميع اصدقائك يا لميس ..؟!”
سألتها علياء بإهتمام لتجيب لميس :
” نعم جميعهم وسيأتون جميعا ..”
” وهل دعوتِ تارا الهاشم أيضا ..؟؟”
سألتها رانسي بحماس لتهتف كوثر وقد أفاقت من أفكارها المتزاحمة على سؤال رانسي :
” وهل تارا الهاشم صديقة لها من الأساس ..؟!”
أكملت وهي تشير الى لميس :
” بالطبع ليست صديقتك .. أليس كذلك ..؟!”
” لكنها جاءت معها الى القصر وتناولت القهوة .. ”
قالتها رانسي بسرعة لتبتسم كوثر بتهكم وهي ترد :
” نعم ، لقد علمت عزيزتي .. حقا مستغربة من سر إهتمام الجميع بها .. ”
” وأنا مستغربة من سر تلك العداوة التي تحملينها نحوها يا زوجة عمي ..”
حل الصمت المطبق بينما اتجهت انظار الجميع نحو سوزان التي كانت تبتسم بهدوء ..
تغضن جبين خالد بضيق انتبهت له حوراء التي كانت تلاحقها بنظراتها بينما كان الجمود يكسو وجه قيصر لتكمل سوزان :
” أنت تكرهينها بشكل غريب .. لا تستغربي كلامي فدوما ما كنت أرى نظراتك المزدرءة نحوها وحديثك السيء عنها .. يعني كنت أسمعك تتحدثين عندما ترينها على التلفاز او على أغلفة المجلات .. دوما ما تحاولين التقليل منها بشكل يثير استغرابي حقا رغم إنه لا يوجد رابط معرفة بينكما ..”
تجمدت ملامح كوثر لا اراديا للحظات قبل ان ترد بصوت جاف :
” لإنها لا تعجبني .. ليست مريحة .. والأهم إنها تدعي الاحترام والرقي بينما هي لا تحمل أيا منهما .. ”
شعر خالد بالغضب يكسوه من حديثها بينما ابتسمت حوراء بتشفي اما لميس فأزعجتها تلك الكلمات فهمت بالدفاع عن تارا رغم معرفتها القصيرة بها الا انها شعرت بدماثة أخلاقها لكن كان هناك من سبقها وهو قيصر الذي هتف بصرامة :
” هذا غير صحيح .. تارا لا تدعي الاحترام والرقي يا أمي .. هي كذلك فعلا .. ”
نظر خالد اليه بقوة وشعور الضيق سيطر عليه رغم إنه من المفترض ان يكون سعيدا بهذا الكلام اما حوراء فقد كتمت غيظها بصعوبة ..
” ومن أين تعلم هذا ..؟! تتحدث بثقة غريبة يا بني ..”
قالتها كوثر بنبرة بدت له متهكمة ليرد بجدية :
” لإنني أعرفها منذ اعوام .. منذ أولى سنواتها في هذا المجال .. تارا محترمة حقا .. رغم عملها في وسط به الكثير من المغريات الا إنها حافظت على إحترامها ووضعت لها حدودا غير مسموح لأي حد تخطيها .. دماثة أخلاقها لا خلاف عليها وللمعلومة هي تنتمي لعائلة محترمة للغاية ذات أصل طيب لكنها لا تتحدث عن حياتها الخاصة أمام العامة ..”
” ماشاءالله .. تعرف كل هذا عنها يا قيصر .. يبدو إن صداقتكما قوية للغاية .. “
قالتها حوراء بسخرية ليرد قيصر بحزم :
” لا داعي لهذه التلميحات السخيفة يا حوراء .. نعم بيننا صداقة نوعا ما .. ليست عميقة لكنها صداقة بكل الاحوال بسبب تعاملنا سويا في مجال العمل أكثر من مره .. اما هذه المعلومات فأنا عرفتها من أحد الأصدقاء المشتركين اضافة إلا إن أخلاقها وإحترامها يشهد به جميع من تعامل معها وجميع من يعرفها يعني ليس شيئا غريبا او سريا ..”
ضمت حوراء شفتيها بقوة بينما قالت رانيا بمرح مفتعل :
” ما بالكم جميعا ..؟! لا داعي لهذا التوتر .. لميس هل تعرفين تارا حقا ..؟! أخبريها إن زوجة عمك معجبة بها وتحب أغانيها وتستمع اليها دائما ..”
نظرت كوثر اليها بقرف بينما ابتسمت لميس وردت :
” سأخبرها بالطبع .. ”
ثم أكملت بتحدي :
” كما إنني دعوتها الى حفل العيدميلاد وأتمنى حقا أن تأتي ..”
سيطر الوجوم على ملامح كوثر بينما زفر قيصر أنفاسه بضيق من جميع ما يحدث وخاصة كونه إضطر الى الدفاع عن تارا بهذا الشكل الصريح والذي سيجلب الشكوك نحوه لكنه اضطر لفعل هذا خوفا من تمادي والدته في حديثها السيء عن الفتاة ..
……………………………………………
كانت شمس تساعد والدتها في صب طعام الغداء حينما سمعتها تقول فجأة :
” لقد صليت لأجلك صلاة الإستخارة ..”
بهتت ملامح شمس للحظات قبل ان تترك ما بيدها وتتجه نحوها تسألها بعدما استوعبت ما سمعته :
” حقا ..؟! وماذا رأيت..؟! أقصد يعني هل رأيت شيئا ..؟! او شعرت بشيء تجاه هذه الزيجة ..؟!”
تأملتها والدتها بصمت للحظات قبل ان تقول بجدية :
” لقد كان حلما جيدا .. ”
” حقا ..؟!”
سألتها شمس بعدم تصديق لتكمل والدتها وهي تومأ برأسها :
” نعم .. ليس مهما أن تعرفي ما رأيته لكن للأمانة الحلم كان يدل على خير والله اعلم .. ”
شردت شمس في حديث والدتها ورغما عنها سألت نفسها ، هل ستجد خيرا من هذه الزيجة حقا ..؟! هل ستكون سعيدة ومرتاحة ..؟!
” انظري يا شمس .. لا أنكر إن الإستخارة أثرت بي نوعا ما لكن هذا لا يلغي قلقي وعدم اقتناعي أبدا بهذه الزيجة .. لكنك تريدين إتمامها لذا لا يحق لي منعك والوقوف في طريقك .. فقط ما أريده ان تتمهلي في كل خطوة قادمة ..”
اكملت وهي تحاول إخفاء خوفها الشديد مما هو قادم :
” اتمنى لك أن يكتب الله لك الخير في كل خطوة قادمة من حياتك ..”
ابتسمت شمس بحزن ثم اندفعت تحتضن والدتها التي أحاطتها بين ذراعيها بحنو ..
ابتعدت عنها بعد لحظات لتسألها بجدية :
” هل نحدد موعدا مبدئيا معه ..؟!”
نظرت اليها والدتها وردت :
” أريد أن يأتي لوحده اولا .. يجب أن أتحدث معه ..”
قالت شمس بجدية :
” جيد وأنا أيضا لدي شروطي يجب أن يعلم بها ..”
” حسنا .. حددي له موعدا يناسبك وأبلغيني به .. ”
هزت شمس رأسها ثم قالت وهي تتجه خارج المطبخ :
” سأعود بعد قليل ..”
اتجهت نحو غرفتها لتفتح هاتفها وتقرر الاتصال به ..
” مرحبا ..”
قالها مندهشا من اتصالها لتهتف به :
” مرحبا .. اتصلت بك لأجل الموعد .. ماما تريد رؤيتك لوحدك اولا قبل أن تأتي بعائلتك ..”
كانت تتحدث برسمية ليجيب وهو يفك أزرار قميصه في جناحه :
” لها ما تريد بالطبع .. أي موعد يناسبكم .. ؟!”
ردت بهدوء :
” بعد الغد .. الخامسة مساءا مثلا ..؟!”
” جيد .. ليكن كذلك اذا ..”
” حسنا .. ننتظرك اذا .. مع السلامة ..”
” مع السلامة ..”
أغلقت الهاتف في وجهه لتبتسم وهي تفكر في تلك الشروط التي وضعتها والتي تتمنى حقا ان يوافق عليها ..
اندفعت خارج غرفتها بحماس تخبر والدتها عن موعد زيارته لهم..
……………………………………………………………….
مساءا ..
أطفأت لميس شموع عيدميلادها الثاني والعشرين لتبدأ في تلقي التهاني من جميع الضيوف ..
عائلة عميها وعائلة عمتها ..
أقارب والدتها وبعضا من معارفهم المقربين وبالطبع أصدقائها ..
اقترب منها خالد يضمها بحميمية أخوية قبل ان يمنحها هديتها والتي كانت عبارة عن سيارة ذات طراز حديث موديل هذا العام لتفرح بشدة وتشكره بإمتنان على هذه الهدية الثمينة ..
تلقت الهدايا من البقية والتي كان بعضها ثمينا جدا من أفراد عائلتها كوالدتها التي أهدتها عقدا ماسيا وعمتها التي أهدتها سوارا رائعا ..
انتهى الجميع من منحهم هداياها ثم صدحت اسواق الموسيقى الإيقاعية في ارجاء المكان لتذهب لميس مع أصدقائها بينما يندمج الجميع مع بعضهم كلا مع مجموعته الخاصة ..
كان حاتم يجلس بجانب قيصر الذي سأله :
” ما أخبار خالتي حنان ..؟! هل ذهبت لزيارتها بعد تلك الليلة ..؟!”
رد وهو ينظر الى والدته التي تتحدث مع علياء بإبتسامة واسعة وبجانبها تجلس اخته الصغرى عليا :
” نعم ذهبت .. تبدو جادة في امر زواجي .. تقول إنها اختارت العروس وسأعرفها قريبا ..”
سأله قيصر بجدية :
” وهل ستوافق ..؟!”
هتف حاتم بسرعة :
” هل جننت يا قيصر ..؟! أوافق على ماذا ..؟! مستحيل .. انا أرفض الزواج عموما فهل تتوقع أن أتزوج وبهذه الطريقة ..؟!”
قال قيصر بهدوء :
” ولكن خالتي حنان لن تتراجع عن قرارها بسهولة ..”
” سأقنعها أن تتراجع .. لا أفهم ما مشكلتها معي ..؟! لديها ولد آخر فلتزوجه بدلا مني ..”
قال قيصر وهو يبتسم بخفة :
” اخوك يصغرك بأعوام .. انت البكر والأولى بذلك ..”
هتف حاتم بحنق :
” من حظي الأسود أنني البكر يا قيصر .. انا لا افهم لمَ هي مصرة على تزويجي ..؟! ما الفائدة من زواجي ..؟! لماذا لا تفعل مثل والدتك ..؟! هاهي تجلس وكأنها في عزاء منذ ان علمت بقرار زواجك ..؟!”
نظر قيصر الى والدته الواجمة ليبتسم وهو يقول :
” والدتي كان الله في عونها .. هي الآن في مرحلة استيعاب صدمة قراري ..”
هز حاتم رأسه بملل ثم نظر الى خالد الذي يجلس مقابله يتحدث مع مجموعة من أقربائه لتتلاقي نظراتهما فيسأله حاتم بمزاح :
” وماذا عنك يا باشا ..؟! ألا تنوي دخول القفص الذهبي مثل ابن عمك ..؟!”
رد خالد بهدوء :
” فلتدخله انت اولا يا حاتم .. لا تنسى أنك الأكبر سنا ..”
تذمر حاتم قائلا :
” ما مشكلتكم مع سني لا أفهم ..؟! هل قاربت على الخمسين وانا لا ادري ..؟!”
كتم قيصر ضحكته وقال مشاكسا :
” شكلك يوحي إنك في منتصف الأربعينات يا حاتم .. ”
التفت نحوه خاتم وقال بسخرية :
” أرى أن قرار زواجك إنعكس على نفسيتك بشكل جيد .. منذ متى وأنت تحب المزاح يا قيصر ..؟!”
عاد ونظر الى خالد المبتسم بإقتضاب ليهتف بجدية :
” حقا يا خالد .. تأثير الزواج ظهر مبكرا على ابن عمك .. أتمنى أن يكون له ربع التأثير عليك .. ”
” اذا تزوج من إمرأة يعشقها سيكون له تأثير رهيب عليه …”
قالها احد الموجودين ليرمقه خالد بنظراته الهادئة دون رد بينما يشاكسه حاتم :
” خالد يعشق ..؟!! أشك في ذلك .. ”
أيده الشاب :
” أتفق معك ..”
نهض خالد من مكانه مرددا بضجر:
” يبدو إن مزاجكم عالي جدا الليلة ..”
اتجه نحو البوفيه ليأخذ كأسا من العصير بينما نهض قيصر من مكانه هو الآخر واتجه نحو عمته التي تجلس بجانب والدته وزوجات عمومه ليبتسم لها ويقول :
” جهزي نفسك عمتي .. ستخطبين لي قريبا …”
” حقا ..؟! من هي العروس ..؟! أخبرني هيا ..”
ابتسم بخفة على سعادة عمته متجاهلا نظرات والدته وحوراء الحانقتين بينما اقتربت دينا منه بفضول ليقول :
” نفسها العروس السابقة يا عمتي ..”
هتفت هند بدهشة :
” شمس .. حقا يا قيصر ..؟!”
سألته علياء بإستغراب :
” طالما ستتزوج منها الآن ، لماذا طلقتها منذ عامين ..؟!”
رد بهدوء :
” النصيب يا زوجة عمي …”
” مبارك لك يا بني .. فرحت لك كثيرا ..”
قالتها هند بسعادة حقيقية ليرد :
” شكرا عمتي .. بارك الله لنا في عمرك ..”
” مبارك لك يا قيصر .. بالرفاه والبنين ان شاءالله ..”
قالتها رانيا زوجة عمه وتبعها الموجودين ..
ابتعد قيصر عنهم بعدها ليتفاجئ بسوزان تقترب منه بملامح يسيطر عليها الخجل فيبتسم لها بدعم صريح لتهتف بصوت متحشرج :
“مبارك يا قيصر .. سعدت كثيرا لأجلك ..”
رد قيصر وهو ما زال محتفظا بإبتسامته :
” شكرا يا سوزان .. عقبالك ..”
تنحنت بحرج ليهتف بها بجدية :
” قولي ما لديكِ يا سوزان .. لا داعي للحرج ..”
هتفت بتوتر :
” اسفة على كل ما بدر مني سابقا .. أشعر بالحرج كلما تذكرت تصرفاتي السابقة ..”
قال قيصر بصدق :
” لا داعي للاعتذار يا سوزان .. انتِ اختي الصغيرة التي مهما فعلت أظل أحبها وأتفهمها ..”
ابتسمت برقة وهي ترميه بنظراتها الممتنة لتجد فادي يتقدم منهما فتستأذن منه وتبتعد ليقف فادي امام اخيه يهتف به :
” مبارك ..”
تأمل قيصر ملامح أخيه الغامضة وأجاب بثبات :
” شكرا .. عقبالك …”
لاحت ابتسامة متهكمة على وجه فادي أختفت بسرعة ليكتفي بإيماءة من رأسه دون رد تلاحقه نظرات قيصر الذي رغما عنه شعر بالشفقة على أخيه وحاله الذي لا يستقر ابدا ..
……:………………………………………………………
بعد مرور يومين ..
كان قيصر يجلس امام والدة شمس التي ترمقه بنظراتها الهادئة بينما تجلس ابنتها بجانبها تنظر اليهما بصمت لتهتف والدتها أخيرا :
” اذا لقد عدنا الى نقطة البداية .. مر عامين وعدنا من حيث انتهينا ..”
ابتسم قيصر بخفة ورد :
” إنه النصيب يا هانم .. ”
هزت رأسها دون رد ثم ما لبثت ان قالت :
” لقد طلبت رؤيتك لوحدك كي أتحدث ببعض الأمور قبل ان تجلب عائلتك معك ..”
” تفضلي .. كلي آذان صاغية لك …”
تنهدت مها بصمت ثم قالت بهدوء :
” انا لن أتحدث عن الأمور المادية والطلبات المعتادة كالمهر والمسكن وغيرها .. شمس هي من تقرر ما تريد ..
انا تهمني اشياء اخرى .. أنت تريد الزواج من ابنتي .. لن أمنعها اذا قبلت بهذا .. لن أقف في طريقتها مهما حدث لكن في نفس الوقت سأكون بجانبها .. سندا لها .. سوف أمنحها كل ما أستطيع متى ما إحتاجت لي … ”
صمتت للحظة ثم أكملت :
” أما أنت فلا أريد منك سوى أن تكون سندا بحق لها .. تحافظ عليها وتحميها من كل شيء .. تقف جانبها في أوقات الشدة .. تعاملها أفضل معاملة .. تكون أبا لها قبل أن تكون زوجا .. لن أقبل أن تهينها يوما .. ترفع يدك عليها .. حتى عندما تخطأ لن تفعلها .. بإمكانك ان تحاسبها على اخطائها بأي طريقة .. إلا الضرب والإهانة يا قيصر .. لن أرضى بهما أبدا وإن فعلتها يوما ، لن أبقيها على ذمتك لحظة مهما حاربتني .. لن تهمني سلطتك ونفوذك ابدا ..”
كان يستمع الى حديثها بثبات وترقب لكل حرف يصدر منها ليهتف أخيرا بهدوء :
” ربما لست مثاليا .. أغضب بسرعة شديدة .. قاسي في تعاملي .. لكن كوني واثقة إنني لن أفعل شيئا كهذا مهما حدث .. لم أضرب يوما إمرأة كي أفعلها الآن ومع زوجتي .. لا ضرب ولا شتيمة .. سندا لها سأكون .. سأدعمها في كل خطوات حياتي وفي المقابل اريد منها ما هو واجب طبيعي لأي زوجة .. لا أريدها خاضعة مستسلمة ولكن أريدها ان تحترم مكانتي في حياتها وتستوعب طباعي .. تدعمني في عملي وتهتم بي كزوجة بحق وفي المقابل ستجد مني كل الرعاية والإهتمام .. ”
أومأت مها برأسها ثم اكملت :
” هناك شيء آخر .. ابنتي ستصبح زوجتك .. لن تكون هناك غيرها في حياتك بأي صفة كانت .. ابنتي لن ترضى بذلك وانا لن أرضى بذلك لها .. أتحدث عن الزواج الثاني حتى .. انت رجل مقتدر ماشاءالله .. النساء من حولك كثر .. ضع في بالك إن شمس لن تقبل يوما بمن تشاركها زوجها .. ربما تتعجب من كلامي لكنني أريد وضع النقاط على الحروف .. ابنتي ساكون زوجتك الوحيدة وطالما هي على ذمتك لن تكون هناك غيرها على ذمتك ايضا ..”
” لست مزواجا يا هانم .. كوني واثقة من ذلك .. وبالطبع من حقك ان تحددي كل هذا من الآن ..”
منحته مها ابتسامة مقتضبة قبل أن تقول :
” وأخيرا .. عائلتك .. لن أقبل بأي إهانة موجهة لهم لإبنتي .. سيعاملونها بما يرضي الله واذا أهانوها يوما فستتصرف انت معهم .. لن تقبل ابنتي بأي إهانة منهم وهي في المقابل ستعاملهم بما يرضي الله ..”
تنهد قيصر وقال :
” كرامة زوجتي من كرامتي يا هانم .. من يهينها يهينني ..”
حدقت به مها بصمت تتأمل لباقته رغم حديثه المختصر لتهتف منهية حديثها :
” لقد قلت ما لدي .. الباقي ستقوله شمس فهو يخصها وحدها ..”
نظر قيصر الى شمس وسألها بجدية :
” تفضلي يا شمس .. قولي ما هي طلباتك .. ؟! ”
رفعت شمس عينيها اللامعتين نحوه لتأخذ نفسا عميقا وقالت بجدية :
” حسنا طلباتي بسيطة ..”
نظر لها بإهتمام لتهتف :
” اولا سأعمل كما تمنيت دوما معيدة في الجامعة .. عندما يصدر قرار تعييني بالطبع ..
حتى إن قررت يوما العمل في غير مجال التدريس ستقبل ..
يعني بإختصار لن اترك عملي ابدا ..
حتى لو مرت سنوات على زواجنا ولو رزقنا الله بأطفال فعملي لن يتأثر بكل هذا .. ”
قاطعها :
” في حالة عدم تأثير عملك على واجباتك كأم وزوجة فلا بأس .. انا أحترم المرأة العاملة عموما ..”
هتفت بثقة لا تعرف من أين أتتها :
” بالطبع لن يؤثر ..”
” جيد … غيره ..؟!”
قالت بجدية :
” لدي اضافة على النقطة الاولى .. انا أنوي اكمال الدراسات العليا .. الماجستير ثم الدكتوراه .. ”
ابتسم بخفة وقال :
” تفكير جديد .. احب النساء الطموحات..”
” حسنا .. ثانيا اذا .. لا أحب التحكم المفرط .. سأحترم كلامك بالطبع لكن دون تسلط او تحكم مبالغ فيه .. ”
حدق بها بصمت لتكمل بجدية :
” كل شيء بحدود .. أليس كذلك ..؟! ”
هز رأسه وأجاب بهدوء :
” بالطبع ..”
هتفت أخيرا :
” ما قبل الأخير .. أريد السكن في منزل منفصل عن عائلتك ..”
ابتسم بخفوت ثم قال :
” هذا مستحيل .. انا كبير العائلة .. لا يمكنني ترك القصر ابدا .. ثانيا القصر كبير .. جناحنا كبير للغاية .. يعني من غير المنطقي ان اترك قصر عائلتي واعيش خارجه ..”
” ولكن انا احب الإستقلالية ..”
قالتها بعناد ليهتف بجدية :
” استقلاليتك لن تتأثر ابدا .. القصر شاسع الحجم .. ”
زمت شفتيها بعدم رضى ليكمل بهدوء :
” لا تحكمي قبل أن تري بنفسك جناحنا المستقبلي وحجمه ..”
أردف بعدها :
” وماذا بعد ..؟! هل توجد طلبات أخرى ..؟!”
أومأت برأسها ثم قالت :
” نعم .. آخر طلب .. هو بالأحرى شرط .. لن ننجب أطفالا قبل ثلاث سنوات على زواجنا ..”
نظر اليه بملامح واجمة قبل أن يهتف بهدوء غريب :
” إنها مدة قصيرة حقا يا شمس .. برأيي أن تؤجليها حتى الذكرى العاشرة لزواجنا مثلا بإعتبار أنك ستتزوجين من شابا يافعا ما زال في طور تكوين نفسه ..!!”
يتبع..
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية شمس ربحها القيصر)