روايات

رواية زودجر الفصل التاسع 9 بقلم عبدالرحمن ماهر

رواية زودجر الفصل التاسع 9 بقلم عبدالرحمن ماهر

رواية زودجر البارت التاسع

رواية زودجر الجزء التاسع

زودجر
زودجر

رواية زودجر الحلقة التاسعة

★ بعد مرور سنة …
– كريم ، ماتعيطش و بصلى ف عينى ! ، انا هفضل معاك هبقى بشوفك من هناك و بتطمن عليك … و على بنتى
” تجلس أسماء على كرسى فى الصالون فى ساعة ليلية متأخرة و كريم يجسو على ركبتيه أمامها على الأرض و كأنه راكع لها ”
_ و ليه من الأساس يا أسماء ؟! ليه ؟ هعيش ازاى و لا لمين ، ده انا سيبت كل حاجة ف الدنيا عشانك يا أسماء .. سيبت مراتى و شغلى و عيلتى عشان اعرف اعيش معاكى هنا ، فضلتك على كل حد و كل حاجة و دلوقتى ماشاء الله حبيبة جت الدنيا و نورتهالنا ، هتعمل ايه هى من غيرك يا أسماء ؟ ترضيلها تعيش يتيمة من و هى شهرين .. ده مش ظلم ليها ؟!
– و كل اللى حصلى ده ماكنش ظلم !! إن اختى تموت و أشيل ذنبها و ابعد عن اهلى و أخواتى طول الفترة دى مش ظلم !! و انى اعيش كافرة الباقى من عمرى و لما أموت مايبقاش عندى حق أقابله ف ملكوته .. و انا عشت عمرى كله بحبه و بتمنى رضاه مش ده ظلم هو كمان يا كريم ؟!
_ أيوة بس انتى ف ايدك دلوقتى ماتظلميش بنت صغيرة مالهاش ذنب غير إنها بنتنا … هى كمان ماتستاهلش كده
– انت فاكرنى مش بتعذب كل يوم و انا عارفة إنى هسيبها مش بتعذب إنى هسيبك و انت الراجل الوحيد اللى قلبه حبه ف الدنيا دى … انا بموت كل يوم عشرين مرة لما بفكر ف حبيبة و فيك و ساعات فعلا بفكر ماخودش الخطوة دى بس عارف بحس بأيه وقتها .. بخاف ، بحس إنه هيغضب عليا ، هيلعنى ف الأرض و فى السما و انا مش قد غضبه يا كريم ، و لو سمحت بقى امسح دموعك انت ليه بتعمل كده ؟
” يمسح كريم دموعه و تستمر الدموع بالنزول دون توقف ”
_ أسماء أنا بحبك ، والله العظيم بحبك أكتر من أى حد و أى حاجة ، طب أقولك على حاجة حتى بحبك اكتر من زين ، اكتر من أبنى … انا مش هقدر اعيش من غيرك يا أسماء ماليش حياة بعدك
” تسيل الدموع من عين أسماء و هى تستمع له فى تأثر ”
– لو بتحبنى بجد سيبنى أموت دلوقتى .. كده كده ف يوم هعمل كده و صدقنى انا بتعذب ف كل يوم عايشة فيه عشان عارفة إن هسيبكوا يوم … الموت أرحملى صدقنى
” يثبت كريم نظره عليها و لا يعلق و ينظر لها كأنه طفل متعلق بأمه ”
– انا صبرت عشان خاطر حبيبة تيجى للدنيا و أديها جت ..
ده قدرها و لازم إنها تقابله ، انا خلاص خدت قرارى و مش هرجع فيه .. سامحنى !
” يظل معلقاً نظره إليها فى إحباط “

★ مصر / منزل الشيخ / الرابعة و النصف بعد منتصف الليل
— شيخ عثمان … شيخ عثمان !
” يستيقظ الشيخ و يُفزع عندما يراها و يسقط من على سريره ”
– ايه ده انتى مين ؟! انتى مين مين معايا ف الاوضة ؟!
— البس نضارتك و انت هتشوفنى كويس
– اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أعوذ بالله انا عارفك … زودجر ، انتى البنت اللى صابتها الروح !!
— أيوة انا و ماتخافش منى ، انا مش هضرك
– معنى إنك قادرة تكونى هنا بروحك إنك نفذتى الشروط و اكيد زمانك خرجتى من السجن !!
— أيوة يا شيخ كل اللى بتقوله حصل .. ممكن تسمعنى بقى ؟
– عايزة ايه ؟!
” تتنهد و تأخذ نفس عميق و تقول له ”
— عايزة أموت يا عم الشيخ
– تموتى .. معقولة حد ذيك عنده قدرة ذى اللى عندك دى و يبقى عايز يموت ، يابنتى ده انتى بإيدك تملكى الدنيا و مافيها
— مش عايزة ، انا عايزة أرجع أسماء تانى ، مش عايزة طاقة و لا روح تتحكم فيا … عايزة أرجع اكلم ربنا يا مولانا ، أصليله ، أسجدله من غير ما اخاف و لا جسمى يمنعنى .. انت فاهمنى
” يهدأ الشيخ و يتأثر مما قالت ”
– يا حول الله يارب … انتى ربنا ابتلاكى يابنتى ابتلاء شديد اوى ماتقدرش عليه غير واحدة قوية و انتى قوية يابنتى ، انتى عارفة اللى هيحصلك عشان ترجعى ؟
— أيوة .. هموت و موافقة على ده بس عايزاك تساعدنى
– و انا هساعدك ، أعمل ايه ؟
— يومين بالكتير و هتلاقى ورق سفر طلع لك ، انا فى إيطاليا تعالى بكل حاجة هتحتاجها … و انا مستعدة اتحمل الالم مهما كان ، المهم يخرج منى للأبد .
_فلاش باك_

★ بعد شهر من زيارة يوسف لمنزل كريم
” كريم يدخل قسم الشرطة و يتلقى التحيات من كل من يراه فى طريقه ، يصعد سلم كبير و يرى المجرمين و الضباط و هم ينزلون أمامه … حتى يصل لزنزانة ”
كريم : افتحلى يابنى الزنزانة دى
العسكرى : ثانية واحدة يا باشا حاضر
” ينظر كريم للمساجين حتى يجد يوسف نائم على الأرض و يرتدى ملابس متوسخة و يبدو عليه التعب ”
كريم : هو بقاله قد ايه هنا ؟
العكسرى : حوالى ست ساعات أو اكتر حاجة بسيطة كده يا باشا
كريم : طب فوقه و هاتهولى ع المكتب و خليك حنين معاه … حنين حنين يا بأف مش حنين التانية !
العسكرى : حاضر حاضر فهمت .
” يذهب العسكرى و يوقظه و يأخده على المكتب ”
العسكرى : المتهم اهه يا باشا
كريم : متهم ايه يا حيوان انت ده أخويا و صاحبى ده … غور يلا من هنا و هات ماية و عصير بسرعة ، اتفضل يا يوسف اقعد اتفضل
” ينظر إليه يوسف فى خوف و يشك فيه ”
كريم : ايه اللى عمل فيك كده يا جو ايه اللى حصل ؟!
يوسف : كنت مروح بليل و راكب ميكروباص .. وقفتنا لجنة و خدونى ع البوكس اشتباه
كريم : ولاد الكلب .. مش عارفين يفرقوا بين ولاد الناس و الإرهابيين ، بس عارف بردو انا عاذرهم شوية لو جيت للحق ما انت دقنك بقت كبيرة اوى يا جو روح ظبطتها كده
يوسف : انت عرفت منين إن انا هنا ؟
كريم : يابنى انت نسيت انى ظابط .. حد من المساجين شبه عليك و الكلام وصلى فقومت من ع السرير جرى عشانك انت بتتكلم ف ايه ، المهم دلوقتى انت هتخرج و بإذن الله مش هيتكرر معاك كده تانى طول ما انا عايش .
يوسف : شكرا .. مع السلامة
كريم : جو !!

” يلتفت له يوسف قبل الذهاب ”
كريم : اوعى تكون لسه زعلان من اللى حصل اخر مرة ف البيت .. انا اتعصبت شوية معلش بس انت عارفنى ساعات بتفلت منى كده ما انت فاهم
يوسف : و لا يهمك و متشكر يا كريم
كريم : يا حبيبى على ايه … بس المهم انت سيبك من السكة بتاعتك دى و احلق كده و ظبط حالك و عيش سنك بدل ما كتب السحر لحست مخك كده
” يبتسم له يوسف ثم يأتي العسكرى و يخرجه من الغرفة ”
” كريم يضع بعد خروجه يده فى جيبه و يخرج جمرة و ينظر لها بذهول ”
_نهاية فلاش باك_
★ بعدها بيومين / منزل كريم / ايطاليا
– الو .. أيوة يا كريم ، أهدى بس مصيبة ايه ؟! جاية حالا !
” تدخل أسماء البيت و هى تهرول فتجد كريم جالس و جانبه فتحى ، و ندى و ياسمين يلعبان مع زين و مع حبيبة الطفلة ”
” عندما يروا بعضهم تجرى أسماء نحوهم و تحتضنهم بشدة و يبكون معاً ”
– فتحى .. فتحى انت بجد مش كده ؟! ، و ياسمين و ندى انا مش قادرة أصدق
_ لا صدقى يا أسماء أنا فتحى بجد و دول أخواتك يا حبيبتى شايفة كبروا ازاى
– بت يا ياسمين بقى عندك كام سنة ؟
– عندى ١٢
– و انتى يا ندى ؟
— تسعة
– يا قلبى يا حبايبى الحمدلك يارب الحمدلك
” يكلمها كريم و هى لاتزال تحضن أخواتها ”
_ شوفتى بقى المفاجأة اللى عاملهالك .. لا و المفاجأة الأكبر إن عم فتحى ده كان معانا فى إيطاليا كل ده و مش عارفين تخيلى

– ايه ده ازاى يا فتحى ؟
_ شغال هنا يا حبيبتى بقالى سنة و شوية أهه و الحمدلله ماشى الحال
– ثانية واحدة انتوا كلكوا هنا … اومال فين بابا ؟!
” تسود حالة من الصمت و يهيمن الحزن على المكان حتى يقطع كريم هذه الحالة ”
_ حبيبتى انتى معاكى اخواتك اهم .. من بعد ما والدك اتوفى و فتحى خد ندى و ياسمين و عاشوا معاه هنا ، و دلوقتى كلنا هنبقى عيلة واحدة و عايشين مع بعض
– كان نفسى اشوفه قبل ما يموت
” يواسيها فتحى فى هدوء ”
_ قدره يا أسماء هو عمره كده ، ادعيله انتى بس بالرحمة
” فجأة تتحدث ندى الصغيرة ”
– و بالمغفرة !
” يلتفت الجميع لها حتى تقطع ياسمين الصمت ”
— أسماء أسماء
” تجلس أسماء على الأرض و عيناها ممتلأة بدموع الفرح ”
– نعم يا قلب أسماء و روحها ايه يا حبيبتى ؟
— عمو كريم قالنا إنك خلصتى من الروح الشريرة اللى كانت جواكى دى ، و خلاص بقيتى دلوقتى كويسة مش كده ؟
” تنظر لكريم ثانية ثم تنظر لها مرة أخرى ”
– اه يا حبيبتى .. خلاص دلوقتى انا سليمة و مابقاش فيا حاجة خالص
” تكلمها ندى “

– يعنى خلاص يا أسماء هنعيش مع بعض هنا على طول و مش هتسيبينا تانى
” تصمت لثانية ثم يقطع صمتها صوت ضحك زين و هو يلعب مع طفلتها حبيبة فى الخلفية ”
” يتحدث كريم و يحمل الطفلة ”
– يا ولد سيب البنت هتعيط كده … اهى عيطت اهه ، خدى يا أسماء ما شاء الله حبيبة كده طبطبى عليها و احضنيها و ماتحرميهاش منك .. عشان محتاجاكى و مش لوحدها ، كل الناس دى محتجاكى .
” ثم يجلس كريم جنبها على الأرض و يعطيها حبيبة الطفلة فى يدها و يلتف حولها فتحى و ياسمين و ندى و تنظر إليهم و الدموع تسيل منها ”
” و فجأة تتحدث ندى مرة أخرى ”
– ماردتيش عليا يا أسماء .. هتمشى تانى ؟!
” يصمت الجميع كأنهم ينتظرون الرد ”
” تنظر لكريم الذى يحتضنها و هى معها الطفلة ، ثم تنظر لندى و الاطفال ”
– لا يا حبيبتى .. مش هقدر اسيبكوا .

يتبع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *