روايات

رواية عشقت كفيفة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم رنا هادي

رواية عشقت كفيفة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم رنا هادي

رواية عشقت كفيفة البارت الثامن والأربعون

رواية عشقت كفيفة الجزء الثامن والأربعون

رواية عشقت كفيفة
رواية عشقت كفيفه

رواية عشقت كفيفة الحلقة الثامنة والأربعون

لم يتحمل امير ان يعود الى الشركة بعد ان انتهى من اجتماعه، فعقله مازال غير مستوعب لما قد رأه الكثير والكثير من الاسئلة التى تداهمه ولا يملك اى اجابة اليها .. عاد الى القصر ليدلف الى الجناح الخاص به ويغلق عليه الباب جيدا .. يدور حول نفسه وهو يشد خصلاته الى الخلف بعنف قائلا بتعنيف الى قلبه التى ازدات خفقاته
=ليه بدق ليه .. دى مش سارة .. سارة خلاص مش موجودة فوق بقى فوق

لياتيه صوت من عقله كاد يجعله يجن
=طب ما يمكن دا كله يكون كدبة وهى عايشة بس هربت من كل اللى حواليها بعد كل اللى شافته

ليحرك راسه بالنفى محدثا نفسه بصوت مسموع وعينيه قد التمعت بالدموع الحبيسة التى يرفض كبريائه ان يستسلم وتسيل فوق وجنتيه
=لا لا سارة مستحيل تعمل فينا كدا .. مستحيل و ووسارة اصلا كفيفة والبنت اللى انا شوفتها دى كانت بتشوف … فوق بقى فوق يا امير سارة خلاص ماتت ومستحيل ترجع تاني فوق بقى وصدق انها ماتت

لياتيه صوت قلبه المضطرب الذى يموت شوقا ويشعر بالالام تعصف به من شدة وجعه على مفقودته
=طب لو كانت هى سارة … سارة اللى عمرى انا وانت مصدقنا انها ماتت ..

يحرك راسه بالنفى ويهمس لنفسه بالرفض رافضا ان يصدق تلك الاصوات التى تاتى من عقله وقلبه
=لا مفيش الكلام .. انا لازم امشى من هنا .. ايوة لازم ابعد عن هنا

ليوما براسه وكانه يقنع نفسه بما يقول وبالفعل اخرج هاتفه ليتصل بكريم مساعده الشخصى ليطلب منه ان يحجز له للسفر لاحدى الدول الاوروبية، وان يؤجل له جميع اعماله القادمة وبعد انهاؤه من المكالمة اتجه الى حجرة الملابس الملحقة بجناجه ليجهز حقيبة سفره، ومازالت ضربات قلبه تعصف داخله

_________________

إن البهجه التي يخلقُها وجودك معي تجعلُني أتحمّل أي شيء ⁦💙
_________________

=انا اسفة والله عارفة تعبتكم معايا

هتفت بها حبيبة وهى تنقل بصرها بين المتواجدين امها ومروان ووالدته، فهذا ثالث مكان يدلفان اليه حتى تختار (دهبها) لكن لا شئ يعجبها، ليردف مروان قائلا بحنان وقد افتتن بخجلها وارتباكها منهم حيث ان كل المعروص لهم ليس بالزوق الرفيع
=حبييتي براحتك اختارى اللى انتِ عاوزاه ولو مفيش حاجه عجباكى مش مهم ننزل بكرا تانى

لتنظر اليه مطولا من ثم تلتف ببصرها الى والدتها وما ان راتها منشغلة بالحديث مع والدة مروان اقترب من الاخير قائله بخفوت
=بص انا عاوزة حاجة رقيقة وتكون بسيطة.. بس ماما مش عجبها وعازانى اجيب دبلة من اللى بتاخد العقلة كلها

ليضحك بخفوت مروان على برائتها فقد فهم ان امها لا تريد شئ من ما تختاره سما فهى تختار ما هو ببسيط وهذا لا يعجب والدتها ليردف قائلا
=طب هقولك على حاجة ولا اقولك تعالى

ليتجه بها الى العامل الاخر الذى كان يجلس فوق المكتب ليقترب منه مروان متحدثا معه عن طلبهما تاركين كلا من والدتيهما يختاروا ما يشاءون، لياتى لهم هذا العامل بمجموعة ليست معروضة وكان اقل ما يقال عنها انها تخطف الانفاس جميع الخواتم بها رقيقة وجذابة ليبدأ كلا من مروان وحبيبة فى الاختيار، ليعجب مروان باحدى الخواتم التى لم تنتبه حبيبة اليها ليسحبه ويمسك يدها برقة مدخلا بها الخاتم قائلا بارتباك خوفا من ان لا يعجبها زوقه
=ايه رايك فى دا؟ متهيألى انه هو دا اللى انتِ وصفتيه ليا قبل كدا..

لتنظر اليه حبيبة بسعادة فهذا اول ما لفت انتباه ما ان رات تلك المجموعه لكنه لم تخبره فقد خشت ان يكون غالى الثمن عليه وتجعله فى موقف محرج لكنه قد اختاره لها لتوما له وهى تراه يدخله باصبعها لتشعر بالسعادة تغمرها، وبالفعل تختار هذا الخاتم من ثم تختار له دبلة سوداء

________________

تنظر امام المرأة تنظر الى شكلها النهائي وهى تتحسس انتفاخ بطنها البسيط فها هى فى اخر شهرها الثانى، فاليوم سيعود زوجها من السفر وهذه المرة سوف ياتى وبلا رجعة الى تلك البلد الغريبة، ففى خلال ذلك الشهر المنصرم كان يقوم بنقل جميع اعماله الى مصر وايضا اصدقاءه سوف ياتون الى مصر معه، تتذكر مكالماته لها التى كانت اكثر من مرة يوميا يسالها فيها عن صحتها وعن حالها وحال طفلهم لم يمل لحظة من ان يغدقها بحنانه … وبعد شهر من كل هذا سياتى اليوم وستراه كانت تريد ان تستقبله فى المطار لكنه رفض وبشدة متحججا انه يخشى عليها من ان تتعب، لتتقبل هى الامر وتنتظره فى القصر الى ان ياتى اليها ويذهبان معا الى منزلهم …

لتفيق من شرودها على دقات فوق الباب لتسمح للطارق بالدخول للتدلف احدى العاملات لديهم قائلة باحترام
=دكتورة تولين عاصم بيه عاوزك تحت فى اوضة المعيشة

لتومأ لها براسها وهى تتجه معها الى الخارج

______________

جلست تولين بجانب جدها الذى اردف قائلا بهدوء
=جوزك جاى النهارده؟

لتومأ هى براسها قائلا بهدوء ورقة كعادتها
=ايوة ان شاء الله هيكون هنا على الساعه 10 هيجى ياخدنى وبعد كدا نرجع بيتنا

ليربت على كتفها قائلا بحنان
=ربنا يهديكم لبعض يا حبيبتي ويهنيكم .. قوليلى بقى اخبار حبيب جدوا ايه؟

انهى حديثه بنبرة مرحة، امنت هى اولا على بداية حديثه من ثم ابتسمت بخفة وهى تضع يدها فوق بطنها قائلة بحماس
=الحمدلله كويس، والاسبوع الجاى هبدا فى الشهر التالت

ليردف قائلا بحنان وحب
=ربنا يتمملك على خير وتقومى بالسلامة…

ولم يكمل جملته حتى راى امير ينزل الدرج يكاد يركض من شدة سرعته وتعبير جامد فوق وجهه ليهتف باسمه بقوة ليقف على اثره امير بعد ان نزل من الدرج ليلقى بحقيبته وهو يتجه اليهما، ليردف عاصم قائلا باستنكار
=انت واخد شنطتك ورايح على فين؟

ليجيبه امير بجدية ونفس التعبير الجامد فوق ملامحه التى لا تدل على شيء
=مسافر كام يوم كدا .. اعتبرها اجازة

ليهتف عاصم بانفعال
=ودا وقته اجازات جوز اختك جاى النهاردة دا غير ان هيبدا شغله الخاص من جديد ومن الواجب ان احنا نقف معاه.. دا حتى عشان شكل اختك قدامه

لتنهض تولين لتهدء من جدها حتى لا يبدا فى المشاجرة مع امير كما يفعل فى الاونه الاخيرة
=يا جدى مفيش حاجه لكل دا.. وبعدين امير بقاله اكتر من 3 شهور مش بيعمل حاجه غير انه يشتغل وبس مفهاش حاجه لو سافر يغير جو كام يوم

ليجيبها عاصم بحنق
=وهى حبكت ياخد اجازة دلوقتي

ليهتف امير وهو يتنفس بصبر محاولا ان يكون هادئا بقدر الامكان حتى لا ينفعل ويتحدث بما يندم عليه لاحقا
=انا مش فاهم دلوقتي ايه المشكله فى انى اخد اجازة واكيد مالك مش هيزعل ولا هيفكر بالطريقة دى .. عن اذنكم

ولم يكد يكمل خطوتين حتى التفت الى اخته قائلا بجدية
=تولين خلى مالك اول ما يوصل يكلمنى ضرورى متنسيش بس

لتومأ هى براسها قائلة وهى تتجه معه الى الخارج توصله
=عيونى يا حبيبي .. خلى بالك من نفسك

ليقبل امير راسها بحنان من ثم يتجه الى الخارج مستقلا سيارته منطلقا بها الى وجهته لتتنهد هى بطول تعود مرة اخرى الى الداخل

________________

فى مساء اليوم..

كان منزل السيد محمد المرشيدى [ والد سما ] كانت اصوات الاغانى تصدع بشكل عالى والانوار التى تزين البيت بالكامل بشكل رقيق وعصرى .. بينما تجلس تلك الجميلة فى غرفتها تزرف الدموع ومازالت تردى منامتها البيتية فكيف يطلبون منها ان تحضر حفل خطبة حبيبها واول من دق قلبها له ما اصعبه من شعور، لا تعلم لما عادت من منزل خالها ولكن كيف لا تعود فالحفل فى منزلهم والعريس يكون ابن عمها والعروس ابنة خالتها، صوت الاغانى و (الزغاريط) التى تصدع من حولها تجعل قلبها ينفطر من كثرة الالام التى تعصف به فكان يجب ان اكون هى العروس وليست تلك الحمقاء التى لا تريد سوى ماله وهو كالابله سيتزوج بها غير منتبه اليها هى والى حبها الذى تكنه لها منذ ان كانت صغيرة ولكن كما قالت هى من قبل “هو لا يراها من الاساس” لتشعر وكأن خنجر مسموم ينغرز بفؤادها، لتتنهد بطول وهى تنهض من مكانها رافضة الاستسلام لذلك الحب الذى لا ياتى لها بغير الوجع والحزن لتقف امام مراتها محدثة نفسها بقوة وهى تمسح دموعها
=فوقى خلاص.. مفيش حاجه مستهلا كل اللى انتِ بتعمليه فى نفسك دا خلاص مفيش حاجه اسمها م.. مصطفى … ولا فى حاجه اسمها حب .. انتِ هتنزلى بكل ثقة خطوبة ابن عمك وبنت خالتك

لتومأ براسها مشجعه نفسها تتجه الى غرفة الحمام الملحقة بالغرفة لتاخذ حمام سريع بارد لعله يهدأ من نيران قلبها وتخرج بعد دقائق قليلة تتجه بخطوات بطيئة نحو خزانتها تخرج منها فستان اسود بسيط ذو اكمام متوسطة الطول يصل لبعد الركبة لترديه وتقف امام المرأة وما كادت لتبدأ بوضع الزينه حتى طرق الباب لتسمح للطارق بالدخول معتقده بانها امها او غزل رفيقتها، لكنها صدمت ما ان راته هو يدلف ويغلق الباب من خلفه من ثم يلتفت ينظر اليها بتقيم من اعلى الى اسفل ليزم شفتيه للامام قائلا بلوم
=لسه لحد دلوقتى يا سما مجهزتيش وانا اللى كنت بقول انك اول واحده هتجهزى وتستقبلى الناس

لتشعر بالبرودة فى اطرافها ما ان راته لكنها اردفت بقوة وشجاعه
=وانا مالى بالناس اللى بتيجى واتفصل اطلع برا انت ملكش الحق انك تدخل اوضتى فاتفضل

لاحظ بسهولة ارتجافتها وعيونها الحمراء التى تدل على انها كانت تبكى لفترة طويلة ليشعر بالم حادفى قلبه لكنه اردف قائلا بهدوء
=ينفع تغيرى اللون الاسود عشان مش بحبه

لتنظر اليه باستغراب وهى تكاد تجن منه فما دخله هو بما ترديه لتردف قائله بحدة لاذعه
=وانت مالك اصلا؟

ليشعر بالغيظ منها وقد علم ان الهدوء لن يجدى معها نفعا ليقترب منها قائلا بجدية وهو يصطك على اسنانه
=هتغيرى يا سما الفستان اللى انتِ لابسه دا وتلبسى الفستان اللى فى الشنطة اللى على الكرسى والا والله العظيم انا اللى هاجى….

لينظر اليها من الاعلى للاسفل بنظرة ذات مغزى لتصرخ بوجهه بغصب وقد فهمت مقصده لتضربه بيدها الرقيقة دافعه اياه
=اه يا قلـ.ـيل الادب يا سا.فل اطلع برا واقولك يا مصطفي انا مش هنزل واعلى ما فى خيلك اركبه اطلع برا بقى

كانت تدفعه للخارج بينما هو كان يضحك على غضبها الكفولى ووجنتيها اللتان اصطبغطا بحمرة الخجل ليلتفت ويجعل ذراعها خلف ظهرها جاذبا اياها اليه لتصطدم بصدره الصلب، لتشهق بمفاجأة
=هتنزلى يا سما وتغيرى الاسود دا.. ما هو مش عزاى عشان تلبسيلى اسود فى يوم زى دا

وعندما جاءت لترفض سبقها قائلا برجاء حقيقى
=لو سمحتي يا سما دا اول طلب اطلبه منك

لتشعر بارتفاع غثات البكاء داخلها لكنها قاومتها تومأ براسها اليه، ليبتسم لها ابتسامة حانية من ثم يغادر الغرفة لتنظر هى الى الحقيبة الخاصة بالفساتين الذى دلف بها ووضعها لوق الاىيمة دون ان تلاحظ لتتجه اليها تخرج منها الفستان الذى اصدرت بسببه شهقة متفاجئة من شدة جماله فقد كان باللون الاحمر ذو قصة رقيقة عارى الذراعين منفوش من الاسفل

لتحدث نفسها قائله بسخرية
=جايبلى انا فستان بالشكل دا هيكون جايب للاسمها سلمى دى ايه فستان فرح

لتبدأ بتغير ثيابها الى ذلك الفستان وتجهز حالها للحفل المقام بالاسفل

بعد مرور نصف ساعة

كانت سما تنزل الدرجة برقة وما ان راها المتواجدين انهالوا عليها بالمباركة والتهانى وهى لا تفهم شئ تعقد حاجبيها باستغراب تنظر باتجاه المكان المخصص للعروسين بما يسمى (الكوشة) تجده هو ينظر اليها وابتسامه واسعه تزين ثغره زادته وسامة فوق وسامته لتحرك راسها بالنفى وهى الان لم تفهم شئ، لتجد والدها يقترب منها محتضنا اياها بحنان وبعد ان ابتعد عنها اردف قائلا
=مبروك يا قلب ابوكى .. مش مصدق انك خلاص كلها كام شهر وهتسيبنا

جاءت لتساله عن ما يقصد لكن قاطعها هو دخول مصطفى بينهم قائلا بمرح مصطنع موجه حديثه الى عمه محمد والد سما
=ايه يا عمى انا مش هاخد. عروستى ولا رجعتوا فى كلامكم دا انا اموتلكم نفسى هنا

ليبتسم له عمه قائلا
=ربنا يهنيكم يا حبايبى الف مبروك

ليسحب مصطفى يد سما ويتجها الى المكان المخصص وهى الى الان لم تفهم ماذا يحدث لتلتفت اليه قائله باستفهام
=هو ايه اللى بيحصل انا مش فاهمه حاجة وفين سلمى وبابا كان بيباركلى على ايه؟

لينظر لها باستغراب قائلا بصدمه
=انتِ كى دا ولسة مش مستوعبة اللى بيحصل ولا الفستان ولا الكوشة اثروا معاكى فى حاجة

لتردف قائلة بخفوت
=هو مش المفروض ان النهاردة خطوبتك انت و….

وقبل ان تكمل جملتها جاءت والدتها لتهمس باذن مصطفى بان الان الوقت الذى سيرتدون الدبل بها لينهض مصطفى ويمسك بيد سما تنهض معه من ثم تصفيق حار من المتواجدين من اقارب واصدقاء كلا منهما ليهمس لها فى فى اذنها
=اضحكى

لتجيبه بنفس الهمس =انا مش فاهمه حاجة

=مش فاهمه ايه يا مجنونه النهاردة خطوبتنا

لتشهق بصدمه وهى تضع يدها على فمها من هول المفاجأة لتنظر اليه باصدمه واعين دامعه تراه يخرج علبه زرقاء صغيرة من جيبه يفتحها امامها لتشهق مرة اخرى من ما راته فقد كان خاتم من الالماس لتنقل ببصرها الى الخاتم واليه ليومأ هو براسه وهو يسحبه من العلبه يدخله فى اصبعها، فقد كان نفس الخاتم الذى راته هى وصديقتها غزل فى احدى المواقع لتفتتن هى به فى وقتها وكانت تريد الحصول عليه ولكنها لم تخبر احد فقد كان غالى الثمن، بعد ان ادخل مصطفى الخاتم باصبعها رفع يدها وقبلها من فوق الخاتم هامسا لها بصوت لم يسمعه احد غيرها
=بحبك يا سمايا

لتشعر هى بضربات قلبها يكاد يسمعها من شدة قوتها تنظر اليه بسعادة قائلة بارتباك وتلعثم من شدة سعادتها
=يعنى.. كل دا كلن مقلب وانك هتخطب سلمى.. يعنى انا انا العروسة

ليضحك على برائتها وهو يومأ لها بسعادة قائلا بعشق لاول مرة يتذوقه معها حتى مع سارة لم يشعر بنلك المشاعر التى يشعر بها الان
=واحلى عروسة فى الدنيا كلها .. اعملى حسابك الفرح الشهر الجاي

لتخفض راسها بخجل تنظر الى خاتم خطبتها من ثم يقدم لها دبلته حتى تدخلها باصبعه ليحتفل الجميع بتلك الخطبة من ثم ياخذها ويذهبا معا للعشاء فى الخارج يفضون اجمل ايامهم ويبنون الاحلام لحياتهم القادمة

________________

=هتقابلى امير امنى؟

اردف مالك بذلك السؤال الى سارة النى تجلس امامه بتوتر، لتردف قائله
=مش عارفة انا خايفه من المواجهة دى اوى

ليردف مالك بهدوء مقدرا حالتها

=انا فاهمك يا حبيبتي بس لازم امير يعرف انك عايشة ومتنسيش انك حامل فى ابنه يعنى اجباري انه يعرف وانتِ خلاص سامحتيه مستنياه ايه

لتظل هى على نفس حالتها قائله بتوتر
=مش عارفة

ليتنهد مالك بصبر قائلا وعو ينهض من مكانه يخرج هاتفه
=انا هتصل بيه يجى لازم كل حاجه تخلص الموضوع دا طول وبوخ اوى

ليقوم بالاتصال به لياتيه الرد بعد لحظات من امير الذى اجابه وبعد التحية وما الى ذلك اردف مالك بجديه
=امير عاوزك تجيلى البيت فى موضوع كدا لازم تعرفه بس مش عاوز تولين تعرف حاجه

لياتيه الرد من امير بعد لحظات الذى اجاب بمرارة قائلا بوجع استطاع مالك ان يشعر به
=موضوع سارة وانها عايشة مش كدا؟

ليهمس مالك قائلا بصدمة واضطراب
=انت عرفت؟

لياتيه صوت امير الذى اصبحت نبرتها باردة لا يتخللها المشاعر =لسه عارف من دقايق .. انا مسافر حاليا وهاجى بعد يومين عاوز اقابلها اول ما انزل

لياتيه الرد من مالك الذى اكد على حديثه
=طبعا هتتقابله وهى كمان عاوزة تقابلك وفى حاجات كتير لازم تتفقوا عليها وتشوفوا هتكملوا ازاى

ليتنهد امير من الجهة الاخرى قائلا
=شكرا يا مالك على انك لسه لحد دلوقتي متقبلنى فى حياتك انا واختى رغم كل اللى حسلكم بسببى

ليجيبه مالك بمرح حتى يخفف عنه
=بحب اختك بقى فلازم استحملك لتاخدها منى .. والله اكلك باسنانى .. المهم اول ما تنزل مصر تعالى عندى على البيت

ليساله امير قائلا =هى تولين عارفة بالموضوع دا؟

ليصدر مالك صوت يدل على الفزع قائلا بخوف مصطنع
=متعرفش حاجه لسه دا انا مرعوب لما تعرف هرموناتها هتشتغل وانت مش بتحبنى وانت مش بتسوى وموال ما يعلم بيه الا ربنا

ليضحك امير على ما سوف يراه مالك من اخته فبالفعل قد اصبحت اخته متقلبة المزاج ودائما المشاكل عكس شخصيتها الرقيقة، ليغلق بعدها الخط معه

لينظر مالك الى اخته التى كانت تنظر اليه بفضول ليردف قائلا بهدوء وهو يجلس مكانه
=مسافر هيجى كمان يومين

لم يخبرها بان امير اصبح يعلم انها على قيد الحياة سيجعلها تتفاجئ لا يعلم لما لكن هذا ما خطر بباله، لينهض هو مغادرا المنزل ليذهب الى القصر لياتى بزوجته التى ما ان راته انهالت عليه بالاحضان مخبره اياه عن مدى اشتياقها له ليجلس مع عاصم قليلا حنى وضح العاملين حقائب تولين بسيارة مالك من ثم يغادرا القصر .. لمح لها مالك عن امر سارة وهم فى الطريق وما صدمه هو تقبلها للموضوع بل سعادتها عندما رات يارة ليبدأ الاثنين فى الحديث وكانهم يعرفون بعضهم منذ سنوات رغم ام قبل هذا كانت علاقتهما سطحية لتنضم اليهما ديما وملك اللتان استيقظا منذ قليل ليجلس جميعهم ويتحدثون فى شتى المواضيع، ليبتسم هو بسعادة وهو يرى عائلته الصغيرة مجتمعين هكذا .. ليتركهم ويدخل الى الغرفة التى يجلس بها حازم ابن خالته ليجده نائم ليتنهد فهو كان يريد ان يتحدث معه فى بعص الامور فرغم سنه الصغيرة الا ان هذا الطفل يملك

ذكاءا ليس بالعادى .. ليتجه بعد ذلك الى غرفته هو وتولين ياخذ حمام سريع وبعد خروجه لم بجدها بل سمع صوت ضحكاتهم بالخارج ليتجه ليرتدى ثياب النوم من ثم يستبقى فوق الفراش ينتظرها فهو قظ اشتاق اليها وبشدة يريد لكن غلبه سلطان النوم وغفى بمكانه

وبعد عدة دقائق

دلفت تولين الى الغرفة لتجده نائم بمكانه ويبدوا انه غير مرتاح بتلك الوضعية لتساعده فى الاعتدال وتدثره جيدا ليهمس هو باسمها لتقبل راسه بحنان، وتتجه لتغير ثيابه الى ثياب مريحة خاصة بالنوم وتستلقى بجانبه تغفى بين احضانه

الاحداثأنتهت رغباتي في الحياة هناك رغبة وحيدة فقط لاتنتهي رغبة في أن أذهب إلى مكان بعيد جداً التقي بأشخاص جدد أن أبدو وكأنني ولدت للتو، أي مكان في هذا العالم غير الذي أنا فيه••
هذا اخر ما كتبه امير فى دفتره الذى كان يدون به خواطر لسارة عندما كان يعتقد انها قد ماتت، ليغلق بعدها الدلتر ويضعه فى احد الادراج ويغلقه جيدا لينهض بعدها ينظر الى المراة الموجوده بطول الحائط ينظر الى انعكاس صورته لم يعرف نفسه تلك الحالات السوداء التى تحيط عينيه بصورة كبيرة، شاربه الغير حليق وشحوب وجهه الواضح بالاضافة انه خسر وزنه بصورة كبيرة، ليحرك راسه بالنفى وهو يحدث نفسه باصرار بتن يبدا من جديد وتكون له حياة جديدة ليتجه الى غرفة تغير الملابس يختار ملابس جديدة لم يرتديها من قبل ويتجه الى الحمام الملحق بالغرفة ليأخذ حمام دافئ ينعشه ويزيل كل اثار التعب والخمول من عليه وبعد مدة لا باس بها كان قد انتهى من مظهره النهائى خرج من الجناح الخاص به فى القصر الى شركته وقد قام بالاتصال بكريم مساعده الشخصي حتى يكون فى انتظاره مجهزا له كل ما هو جديد يخص العمل
وما ان وصل وجد كريم فى انتظاره مقدما له تقرير كامل بكافة الاعمال التى حدثت فى فترة غيابه ليستمر فى العمل لبعد منتصف وهو لا يشعر بالوقت من حوله وكانه اله صنعت فقط للعمل ..
ليستمر هذا الحال لـ 4 اشهر ياتى فى الصباح الباكر من الساعة السابعة صباحا لبعد منتصف الليل يعمل متواصلا ورغم انه يهلك نفسه الا انه يرفض الراحة وبالفعل خلال تلك المدة عادت الشركة مرة اخرى الى سوق العمل وتتنافس بقوة، ولكن رغم هذا النجاح الذى يحققه لم يكن احد يسأل عنه ولا عن تأخره او اختفائه او كونه يهلك نفسه فى العمل وهذا ما كان يشعرها بالحزن ولكن كل هذا ينساه ما ان تأتيه مكالمة من اخته فهى دائما الاتصال به لتطمئن عليه، ويستغلها هو ايضا ليعرف اخبار سارة التى لم يراها منذ اخر مرة راها بالمشفى..
_______________

 

 

فى بداية يوم جديد
كان قد وصل للتو ليقوم باخدى اجتماعته بهذا النادى، يجلس كعادته بكبرياء وثقة وسط مجموعة من المدراء لشركات مختلفة يقومون بعرض المناقصة الخاصة لكل شركة، وجميعهم يجلسون امامه بتوتر وخوف من ذلك الأمير الجديد عليهم، فمنذ أربعة سنوات وهو اصبح بغير ما كان عليه .. قليل الظهور وكثير النجاحات والأهم من ذلك انه اصبح اكثر هدوءاً وحكمة من قبل، لكن هيبته فى السوق العمل مازالت موجودة بل تضاعفت اكثر، لا أحد يجرأ ان يدخل امام شركته فى مناقصة او صفقة عمل فبالتأكيد النتيجة معروفة وهى الخسارة امام الشهاوى الملقب ب “أمير الاقتصاد”
ليتحدث امير قائلا بنبرة قوية حادة غير قابلة للنقاش وهو يلقى ملف اخر صفقة امام الحاضرين
=ايه التهريج دا كلكم عاملين شغل عشان تكسبوا من وراه وكلكم حاسبين الارباح وكل دا ومفيش جودة فى الشغل .. انا لو جبت مهندس لسة متخرج جديد وحتى لسه متخرجش هيعمل شغل احسن من دا مية مرة
ليردف احد الجالسين امامه قائلا بشجاعه مزيفة
=حضرتك اى شركة لازم تطلع ارباحها من اى عمل هتعلوا وحضرتك اكيد عارف دا
ليردف امير بنبرة قوية قائلا بثقة
=وانا سبق وقولت ان دا هيكون عمل خيرى يعنى لازم يكون كل حاجة على اتمم وجه وكل الأرباح هتكون للعمل مش لينا
ليردف شخص أخر متحدثا بجديه
=بس كدا اى شركة هتدخل مع شركتك هتخسر، مجمع زى اللى حضرتك طالبه عاوز مبالغ ضخمة
ليبتسم امير بتكلف قائلا بنبرة ساخرة
=فين الخسارة فى انك تعمل دار أيتام او الخسارة من انك تبنى جمعية خيرية ومسجد فين الخسارة لما تعمل دورات تعليمية للناس الكفيفة وتعلمهم طريقة برايل، او انك تعمل مكان مخصص ليهم انهم يتعلموا ازاى يتعاملوا مع اى موقف ويتعايشوا زى اى حد فى المجتمع……..
ليقاطعه احد الصحافيين المتواجدين قائلا بجدية
=اسف بس حضرتك مهتم جدا بالناس الكفيفة دا يمكن اغلب المشروع عنهم، هل السبب عشان زوجة حضرتك المتوفية كانت كفيفة؟
ليردف امير قائلا بقسوة
=فعلا وعشان كدا الاجتماع انتهى
لينهض من مكانه بثقة يرتدى نظارته الشمسية يغلق زر معطف الحلة التى يرتديها ويسير بثقة وكبرياء يتبعه حراسه الشخصيون ..
ووسط زحمة النادى يرى طفل صغير ذو ملامح بريئة وجميلة، يركض وينادى باسم “بابى” وما ان اقترب من امير حاول احد الحراس ان يبعده لكن امير قد منعه ليترك الصغير يذهب إلى والده وشعور داخله يريد ان يعلم من هو ابيه.
ليركض الصغير الى امير محتضنا قدمه وهو واقفا مكانه يتحدث الصغير بلغة عربية ضعيفه وكأنه لا يجيد التحدث بتلك اللغه
=بابى .. انت جيت
ليجثو امير على عقبيه ممسكا الطفل من ذراعيه قائلا بحنان
=حبيبى مين باباك؟ انت تايه؟
ليردف الطفل بابتسامة مشرقه والان امير يلاحظ لون عينيه التى لم يرى مثلها من قبل غير عيون سارة زوجته وحبيبته الراحلة عنه
=لا مش تايه انا .. انت بابى
ليلاحظ امير ملامح الطفل الصغيرة التى تشبه ملامحه هو وكأنه نسخة مصغرة عنه بإستثناء لون عينيه ورسمتها التى تشبه عينى مفقودته الراحلة، لتعلو ضربات قلبه داخل قفصه الصدرى وهو يغمض عينيه يشعر بتثاقل انفاسه ليضع احدى كفيه فوق صدر الصغير قائلا بنبرة هادئه قدر الامكان
=طب حبيبى مامى اسمها ايه؟
جاء الصغير ليجيبه لكن ما قاطعه هو ذلك الصوت الاتى من بعيد لينظر كلاهما للخلف بالتحديد الى مصدر الصوت
=أريان تعالى هنا..
لينهض امير واقفا يسحب الصغير اليه ليستند ظهر الطفل بجسد امير الذى حاوطه بكلتلا ذراعيه، وهو ينظر باندهاش الى مصدر الصوت … ليجدها هى امامه تنظر اليه بابتسامة سعيدة لكنه تفاجأ من حديثها عندما قالت
=كدا يا اريان مش قولتلك نستنى بابى لحد ما يخلص شغل وهو هيجى يقعد معانا

 

 

ليجيبها الطفل بعبوس طفولى وهو يعقد ذراعيه فوق صدره =مامى، بابى مش ءرفنى (عرفنى) هو مش بيحبنى اشان (عشان) كدا مش ءرفنى (عرفنى)
ليميل امير للصغير ليحمله فوق ذراعه قائلا بمرح
=حبيب بابى انت، انا كنت بهزر معاك يا بطل ايه رايك نروح الملاهى ونلعب هناك انا وانت بس
ليصقف الصغير بسعادة وهو يهتف بموافقة ليسير امير بالصغير خطوتين لتوقفه هى قائلة بقلق
=ايه دا انت رايح فين وواخد ابنى كدا
ليلتفت لها امير قائلا بجدية
=كفايه عليكى لحد هنا انتِ حرمتينى من كل حاجه اعشها مع ابنى انا عمرى ما تخيلتك بالقسوة دى، انا لما حبيت حبيت سارة البنت الطيبة البريئة حبيت كفيفة مش بس كفيفة نظر كفيفة فى كل حاجهفى انها تشوف السوء اللى عند الناس فى انها تاذى شخص، بس سارة اللى قدامى دى واحده تانية مس دى اللى اناحبتها، انا حبيت سارة بس عشقت كفيفة
تستمع اليه ولا تعلم كيف تجيبه تهمس باسمه مناديه له ومعه ابنها وصورتهما تختفى من امامها شيئا فشيئ الى ان اختفى تماما
لتستيقظ بفزع وهى تنادى باسم امير تضع يدها فوق بطنها وباليد الاخرى تتحس جبينها المتعرق لتنظر بجانبها الى المنبه تجد الساعه قاربت على التاسعة صباحا لتنهض من فوق الفراش ببطئ بسبب بطنها الكبير حيث انها اصبحت فى شهورها الاخيرة من الحمل، لتقوم بعمل روتينها اليومى وبعد انتهائها اتجهت نحو خزانتها لتخرج ملابس مريحة وبنفس الوقت عمليه تستطيع الخروج بها
بعد مرور ساعتين كانت باتجاهها الى مكتبه لتجد مكتب متوسط الحجم يتميز بزوقه الرفيع يجلس فوق المكتب شاب فى اواخر العشرينات لتحمحم حتى ينتبه اليها يرفع راسه عن الاوراق يعقد حاجبيه باستغراب ليردف بتساؤل
=مين حضرتك يا فندم؟
لتجيبه هى بارتباك
=انا سارة الصياد مرات استاذ امير….
وقبل ان تكمل جملتها نهض كريم من مكانه باحترام مرحبا بها وهو يعدل من نظارته بارتباك
=اهلا وسهلا بحضرتك يا فندم انا اسف جدا والله بس اول مرة اشوف حضرتك عشان كدا معرفتكيش اتفضلى حضرتك امير بيه جوا… اتفضلى
لتومأ له بإبتسامة وهى تتجه الى مكتب امير لتدلف الى الداخل بعد ان سمح لها بالدخول، لتجده يجلس خلف مكتبه يراجع بعض الاوراق ولم ينتبه لتستمع اليه وهو يحدثها معتقدا انها كريم مساعده
=فى ايه يا كريم انت مش طلبت اذن باقى اليوم
وعندما طال الصمت رفع راسه ينظر اليه باستغراب لكنه صدم ما ان راها هى امامه لتبتسم هى ابتسامة بلهاء تردف قائلة
=ازيك يا امير؟
عقد ما بين حاجبيه بعد ان فاق من صدمته لينهض من مكانه يسحبها من يدها يحثها على الجلوس فوق الاريكة الموضوعة بالمكتب ليتحدث بقلق واضح
=سارة انتِ كويسة؟ فى حاجه…..
لتقاطعه هى برقة قائلة بهدوء
=مفيش حاجه انا كويسة الحمدلله والبيبى كويس الحمدلله انا بس عاوزه اتكلم معاك شوية .. ينفع؟
ليومأ لها بابتسامة بسيطة قائلا بهدوء

 

 

 

=اكيد بس الاول تشربى ايه ولا اجبلك فطار
لتنفى براسها قائلة بتهرب =لا مش عاوزة حاجة انا فطرت قبل ما انزل
اكتشف امير كذبها من تحرك عينها لينهض من مكانه يسحب الهاتف يقوم بالاتصال على احد العاملين قائلا اليه بجدية عبر الهاتف طالبا منه ان يحصر له فطار صحى متكامل، لتنظر له بغيظ وهى تستمع اليه يطلب لها الطعام وما ان جاء ليجلس بجانبها اردفت بغضب وهى تشير بسبابتها
=هو انت غاوى متسمعيش كلامى؟.. قولتلك مش عاوزة افطر انت ليه بتعمل اللل على مزاجك
ليجيبها ببراءة مصطنعة وهو ينظر اليه باستغراب
=دا ليا انا عشان مفطرتش مش انتِ قولتى مش عاوزة اطلبلك معايا
لتشعر هى بالخجل لتخفض راسها وهى تحركها بنفى لتردف قائلة بشجاعه
=انا كنت عند الدكتورة قبل ما اجى هنا
ليشعر أمير بتوتر وهو ينتظرها ان تكمل الحديث
=فى حاجه
لتجيبه هى بنبرة سريعة حتى لا تخونها شجاعتها
=انا حامل فى ولد والمرة الجاية فى الكشف الدكتورة هتحدد معاد الولادة وانا عاوزاك تكون معايا
ليبتسم امير بسعادة وهو ينظر اليها بغير تصديق قائلا بسعادة
=ولد والمرة الجاية هتحدد الميعاد
لتومأ هى له بسعادة وهى ترى سعادته الواضحة، ليقترب منها معانقا اياها بفرحه لتبادله العناق وهى تضحك على سعادته، ليبتعد عنها قائلا برجاء وهو يحيط وجهها بكلتا كفيه
=عاوز فرصة واحده بس يا سارة فرصة اثبتلك حبى وان حقيقى اتغيرت……
لتضع كفها فوق شفتيه تمنعه من مواصلة الحديث قائلة بخجل وهى تنظر الى عينيه مباشرة
=مش مستاهلة فرصة تانيه .. انا سامحتك من زمان بس بس كنت عاوزة اعاقبك
لتضغط باسنانها على شفتيها بحرج وهى تخفض راسها ليرفعها هو قائلا بحب لاول مرة تراه منه
=انا اسف .. على كل اللى عملته و وعد منى هعوضك عن اللى عشتيه قبل كدا معايا
لتبتسم هى بحرج وهى تردف بارتباك
=هو انت مش زعلان منى؟ يعنى عشان مكنتش عاوزه اقولك او كدا؟
ليبتسم لها بحب وهو يحيط كتفيها بذراعه مقربها منه ويجعل ظهرها يستند فوق صدره
=لا كل ما احس ان هفكر غلط اقول لنفسى انك استحالة تحرمينى من ان اكون موجود فى يوم ولادته كنت بدعى ربنا دايما انك تسامحينى ونربى ابننا سوا
لترفع راسها اليه وهى تتحس لحيته النابته، قائلة برقة
=اوعدنى انك مش هتجرحنى تانى

 

 

 

ليسحب يدها التى تتحس لحيته يقبلها برقة قائلا بصدق =وعد حبييتي…
وقبل ان يكمل حديثه قاطعته هى بنبرة قلقة وقد تذكرت ما قاله لها بالحلم
=هو انت مبقتش تحبنى لما بقيت بشوف؟ انت قولت كدا
ليعقد هو ما بين حاجبيه يحاول التذكر ليردف بأستغراب
=انا عمري ما قولت كدا ولا فكرت بالطريقة دى … هو يمكن اكون زعلت شوية عشان مكنتش معاكى بس فرحت جدا انك بقتى تشوفي
وقبل ان تجيبه دلف احدى العاملين بعد ان طرق الباب يحمل بين يديه صينيه بها الفطار كما طلبه امير و خرج بعد ان اذن له امير .. لتنظر سارة الى الطعام بشهيه فهى قد كذبت عليه كونها تناولت طعامها فهى عندما تستيقظ لا تسطيع ان تاكل، لينهض امير وياتى بالصنية يضعها بينه وبينها ليردف برجاء مصطنع ليجعلها تاكل معه ولا تعانده
=ينفع تاكلى معايا مش متعود اكل لوحدي
لتردف بكبرياء مصطنع وهى تتجنب النظر اليه او الى الطعام حتى لا يعلم انها كذبت
=مع انى شبعانه بس هاكل ..
لتكمل بخفوت وهى تشير ناحية المكتب
=ينغع اكل وانا على كرسى المكتب عشان ضهرى ابتدا يوجعنى
لينهض امير على الفور يسحبها من يدها لتنهض معه لتشهق بتفاجأ عندما حملها بين ذراعيه لتحيط هى رقبته بذراعيها بحركة لا اراديه، ليضعها فوف كرسيه الخاص هاتفه بقلق
=مرتاحة كدا ولا تعبانه
لتجيبه بخجل وهى تحرك راسها بالنفى
=لا الكرسي مريح كدا
ليبتسم لها أمير وهو يقبل فروة راسها بحنان ويتجه لياتى بالصنيه الموضعه فوق الاريكة يضعها فوق المكتب بعد ان ازاح الاوراق من فوقه، ليبدأ فى الحديث معها فى مواضيع كثيرة، لم يتناول غير لقمات قليلة يهتم بان يطعمها هو بيده
وبعد مدة نقلت سارة نظرها بين امير و الى الصنية الفارغة امامها لتبتسم بخجل وهى تتحدث بحرج
=هو انا تقلت شويه مش كدا؟
لتكمل بشجاعة… بس انا اكلت لاتنين انا والبيبى
ليضحك امير على شكلها الطفولى يجيبها بحنان
=بالهنا والشفا حبيبى
لتبتسم بخجل وهى ترتشف من كاس العصير، وبعد انتهاءها شعرت بالنعاس لتردف قائلة
=انا شكلى هنام، ينفع تروحنى عشان مش هقدر اروح لوحدي
لينهض امير وهو ينظر اليها بحب من شكلها الجديد فقد تغيرت قليلا بسبب حملها، فقد زاد وزنها بصورة كبيرة ووجها اصبح بيداوى وجنتيها ممتلاتان، ولكن كل هذا زادها جمالا فوق جمالها، ليتجه اليها يساعدها على النهوض ليسحب معطفه ومتعلقاته وايضا حقيبته وباليد الاخرى يمسك مرفقها يحسها على السير برفق بينما هى اصبح النعاس يتغلب عليها تشعر بتثافل جفنيها فهذا يكون حالها بعد تناول اى وجبه

 

 

 

ما ان دلفا الى المصعد امالت هى براسها على ذراعيه ليحيط هو خسرها بحماية، لتصدر، فجأة تاوه قوى وهى تضع يدها فوق بطنها، لينظر امير اليها قائلا بقلق حقيقى
=فى ايه؟ انتِ كويسة نطلع على المستشفي نطمن…
قاطعته وهى تسحب يده تضعها فوق بطنها قائلة بسعادة وهى تنظر الى عينيه
=بيتحرك حاسس
ليشعر امير بحركة صغيره فى بطن امه ليشعر بالسعادة تغمره بتلك اللحظة وكانه قد امتلك العالم باكمله، بالفعل هو الان امتلكه فحبييته سامحته وابنه سياتى لينير حياته بعد مدة تكاد لا تذكر … ماذا يريد بعد؟!
رواية عشقت كفيفة بقلمى رنا هادي
________________
“نهاية الفصل”
الفصل طويل محدش يقولى صغير عشان هزعل واجيب ناس تزعل معايا 😂
* ايه رايكم فى موقف سارة 👀
* طريقة تفكير امير وتغيره 🖤
* تولين وجنانها 😊😂

يتبع…

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *