روايات

رواية ابن رحمي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم إسراء الوزير

رواية ابن رحمي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم إسراء الوزير

رواية ابن رحمي البارت الثاني والعشرون

رواية ابن رحمي الجزء الثاني والعشرون

ابن رحمي
ابن رحمي

رواية ابن رحمي الحلقة الثانية والعشرون

-دخلت شمس الى غرفة سمير بغضب لتفاجأ بأنه نفس الشخص الذى قامت بتوصيله الى المش في و لكنها تناست ذلك سريعا و قالت بضيق:
“أيوة يا فندم انا شمس، حضرتك طلبتنى مخصوص و من النهاردة انا اللي هشرف على رعاية طلباتك”
*سمير:
“متشكر اوى، هو حضرتك متدايقة عشان طلبتك؟”
*شمس بتهكم:
“لا خالص”
*سمير:
“آنسة شمس”
*شمس مقاطعة:
“مدام لو سمحت”
*سمير:
“اوووكى مدام شمس ممكن اعرف ايه سبب انك متدايقة كدة؟”

 

 

*شمس:
“الدكتور احمد كلمنى ادام زميلاتي و قالى انك عايزنى على وجه الخصوص، و المشكلة ان زميلاتى شافوا الموقف و فضلوا يتتريقوا عليا و يوجهولى أسئلة بايخة”
*سمير بحرج:
“انا آسف جدا على الإحراج اللي حصل ده، بس لو عايزة تسيبى الشغل من الاوضة بتاعتى م فيش مشاكل”
*شمس:
“لا يا فندم عادي، بس ممكن سؤال؟”
*سمير:
“اتفضلى”
*شمس:
“حضرتك طلبتنى انا خصوصا ليه؟”
*سمير:
“مدام شمس من كلمة حضرتك امبارح لاحظت انك مدايقة و شايلة حمل كبير اوى على صدرك زيى تماما و يمكن لما افهم مشكلتك تهون عليا مشكلتى و نفسي هي تبقى أفضل، لأن انا محتاج أن نفسيتى تتحسن قبل ماعمل العملية، ده بالإضافة إلى ان قرنية عينى ضعيفة و مش مستحملة و غير ان العملية دي لو لقدر الله فشلت مش هقدر أعملها تانى”
*شمس بهدوء:
“يبقى لازم تتمسك بخيط النجاة الوحيد اللي هو العملية دي و تعتبره هدف لازم تحققه عشان بإذن الله ترجع تشوف”
*سمير بابتسامة:
“حاضر”
-ثم أردف قائلا:
“ممكن بس سؤال أخير؟”
*شمس:
“اتفضل”
*سمير:
“انتي فعلا متجوزة؟”
*شمس بوجوم:
“لا انا ارملة، و يالا عشان تاخد الدوا دلوقتى”

 

 

-مر اسبوعان و سمير يوميا يأخذ الدواء و يشعر بحال أفضل تلقائيا لا بفعل فاعل بل بمجرد الكلام مع تلك السيدة التي كانت السبب في التزامه بالدواء حتى و ان كان حديثها لا يخرج عن إطار الجواب بمقدار السؤال، ذات يوم جاء كل من حسام و سمر و معهما طفل في مقدار الثانية من عمره، ذهب حسام ليحتضن أخوه بينما قالت سمر بابتسامة:
“اشتقنالك اوى يا سمير”
*سمير:
“و انتو والله واحشيننى جدا، ولا كأننا اتقابلنا الأسبوع اللي فات، المهم جبتوا اشرف معاكوا؟”
*حسام:
“طبعا جبناه معانا”
-حمل حسام أشرف الصغير ثم وضعه على قدم سمير، ما أن حمله سمير حتى احتضنه قائلا:
“واحشنى اوى اوى يا أشرف”
*اشرف:
“انت كمان وشحتنى يا سميى”
-ضحكت كل من شمس و سمر بينما شعر سمير بأن قلبه قد ذاب تماما اثر سماع ضحكة شمس العذبة و هذه ليست اول مرة يشعر فيها بخفقان قلبه بشدة عندما يسمع صوتها، حتى الآن هو لا يستطيع تفسير هذا الشعور حيث أنه لم يشعر بذلك مع زوجته التي أحبها حبا جما، و لكن شمس اعطته شعورا قويا بالراحة دون ان تفعل ايه شيء مقصود فقط بسبب تصرفها على طبيعتها و اظهار وجهها الحقيقى امامه، و من هنا و في هذه الفترة القصيرة قام سمير بقص كل ما مر به منذ عام امام شمس مما جعله طيلة الوقت حزين و متضايق و لكنه لم يستطع أن يعلم ما بداخلها بعد، فقد تكون لم تثق به بعد او قد تكون غير مستعدة لأن تعلم أحدا بما مرت به او قد تكون تتجنب رواية ما حدث خشية من خروج الذكريات الأليمة المدفونة الى حياتها مجددا، كل هذه كانت احتمالات وضعها سمير كأسباب لعدم رواية شمس و لكن ما كان متأكدا منه هو أنها كثيرا ما تكون حزينة وتحمل على عاتقها هموما بحجم جبل، أثناء شرود سمير قالت سمر موجهة كلامها الى شمس:
“انتي بقى شمس؟”
*شمس بهدوء:
“أيوة يا استاذة”
*سمر بامتنان:
“بجد انا مش عارفة أشكرك ازاي انتي خليتى سمير يتكلم ببساطة و من غير زعل كأنه سمير بتاع زمان”
*شمس بابتسامة:
“يا استاذة انا معملتش ايه حاجة كل ما هنالك أن سمير بيه كان لازم يفضفض و انا بدورى سمعت للى كان عايز يقوله و كنت بحاول اديله الحل بقدر خبرتى في الحياة”
-بعد عدة ايام؛ اعطت شمس الدواء لسمير ثم قالت:
“الدكتور هيمر عليك النهاردة و يشوف الحال زي الأول ولا لا، و ان شاء الله هيبقى افضل”
*سمير:
“ربنا يقدم اللي فيه الخير”
-دلف احمد الى الغرفة قائلا بابتسامة:
“صباح الخير”

 

 

*سمير بابتسامة:
“صباح النور يا دكتور، اتفضل”
*احمد بمرح:
“لا مش مصدق انك تبتسم النهاردة، دي حاجة لوحدها تخلينى اتفائل بالنتيجة
*سمير:بإذن الله يا دكتور خير”
-قام احمد بفحص سمير ثم أبتسم و قال:
“هنعمل بس شوية تحاليل بسيطة قبل ما نبدأ في العملية يا سمير”
*سمير بدهشة:
“يعنى انا خلاص مستعد اعمل العملية؟!”
*احمد:
“اه طبعا و ان شاء الله تشوف النور من تانى ف أسرع وقت”
*سمير و هو يوشك على الدموع:
“يااااارب سهل الامور، يارب”
*شمس بابتسامة:
“أن شاء الله هيسهل دعواتنا معاك”
-كان حسام و سمر و اشرف يقفون معا بقلق، فكان كل من حسام و سمر يناجى ربه لكى يصبح سمير على ما يرام و يعود له النور من جديد فهذا هو الامل الوحيد، ظلوا هكذا إلى ان خرج أحمد ليتجه إليه كل من حسام و سمر مسرعين، قال حسام بقلق:
“ايه الاخبار يا دكتور؟”
*أحمد بابتسام:
“الف الف مبروك العملية نجحت الحمد لله”
-نزل حسام على الأرض ساجدا من فرط سعادته فسمير أخيه الاصغر الذى يعده في مكانه ابنه رغم فارق السن البسيط بينهما إلا ان حسام كان مرشدا لسمير دوما في كل ما يتخذ من قرارات، اما سمر فأخذت تردد بدموع سعيدة:
“الحمد لله الحمد لله”
-بعد يومين كان سمير مستعدا ليزيل الضمادة الطبية عن عينيه، اخذ أحمد في ازالة الضمادة ببطء حتى انتهي ليحاول سمير فتح عينيه ثم يغلقهما بشدة من أثر قوة وميض الغرفة و لكنه حاول مجددا فتحهما ثم اغلقهما مجددا، كررها مرارا إلى أن استطاع فتحهما بطريقة طبيعية و هو يبتسم، احتضن حسام سمير الذى أخذ يردد بصوت مسموع:
“احمدك ياااارب احمدك ياااارب”
-بعد ان اخذ سمير يتحدث مع سمر و حسام أخذ ينظر حوله في الغرفة ثم استرسل قائلا:
“هي مدام شمس فين؟”

 

 

-سمع صوتا قادما من الباب ليكتشف أن شمس تدخل و معها بعض الشوكولا و تقول:
“انا اكيد هنا يا استاذ الف الف مبروووك”
*سمير و هو ياخذ قطعة منها:
“تسلمى يا مدام”
*حسام:
“مدام شمس رفضت تدخل الا لما تكون عرفت تفتح عيونك عشان تحس انها عملت إنجاز بجد لما ساعدتك”
*شمس:
“حسام بيه انا معملتش ايه حاجة”
-أبتسم الجميع بينما لم يرفع سمير عينيه عن شمس التي لم يتوقع أن وجهها بهذا الجمال سبحان الخلاق فيما خلق، اولا شعر بعذوبة مع صوتها و الآن هو يشعر بسحر مع جمالها يا لهذه الفتاة الفريدة، لقد تيقن بالفعل بأنه يحبها
-مرت ثلاثة أشهر و أصبح مسموحا لسمير بالخروج من المنزل و الذهاب إلى العمل و لكنه لم يعد يلتق بشمس منذ أن خرج من المش في، ليدخل في دوامة الحنين الجارف تجاهها، لا يصدق انها لن تحدثه مجددا يشعر بأن حديثها معه كالدواء الذى يصفه الطبيب لمريض او كالنايه الذى يجذب الأفعى بكل سهولة او كالشمس التي تظهر في وسط الظلام منيرة دربه، و من هنا قرر سمير بضم شمس الي عالمه مهما كان الثمن
-ذات يوم ذهب سمير الى مكتب حسام في الشركة، عندما طرق الباب قال حسام:
“ادخل”
-دلف سمير إلى الغرفة قائلا:
“عامل ايه يا حسام؟”
*حاسم بتعجب:
“احنا لسة شاي فين بعض النهاردة الصبح، و جايه دلوقتى تقول عامل ايه يا حاسم؟، ادخل في الموضوع علطول و بلاش الحركات القديمة دي”

 

 

-ضحك سمير ثم قال:
“طب طالما انت فاهمنى كدة يبقى اسمع يا عم”
*حسام:
“اتفضل”
*سمير:
“انا عايز اتجوز”
-نظر إليه حسام بدهشة ثم قال:
“قول انك بتهزر”
*سمير:
“لا و الله ما بهزر”
*حاسم بسعادة:
“و الله بجد؟! انا مبسوط اوى النهاردة، دي حاجة تفرحنى اوى ياخويا، مين بقى سعيدة الحظ؟”
*سمير:
“شمس الnurse اللي كانت بتهتم بيا قبل العملية”
-صمت حسام قليلا ثم قال:
“بس بس دي مش غنية او ليها اسم عيلة يا سمير ده غير انك بتناديها بمدام”
*سمير:
“اولا انا جربت الغنية اللي معاها فلوس و اسم عيلة و ماخدتش منها غير الغدر و سنة كاملة أعمى، لكن شمس حسيت فيها بحاجة غريبة اوى محسيتش بيها تجاه نازلى او ايه واحدة تانية، و كمان هي أرملة”
*حاسم:
“معاك حق في اللي قلته و انا مبدئيا أوافق على وجود شمس وسطينا مع انى مش هكدب انى مش هرتاحلها علطول”
*سمير:
“اطمن أأكدلك هترتاحلها بسرعة ان شاء الله”
*حاسم:
“طب اذا كان كدة على بركة الله هاخلى سمر تتصل بيها و تعزمها على البيت النهاردة و نفاتحها في الموضوع”
*سمير بدهشة:
“بالسرعة دي؟”

 

 

*حاسم:
“خير البر عاجله ولا هتعترض بقى؟”
*سمير بابتسامة:
“لا طبعا و ماله”
-اتصلت سمر بهاتف المش في طالبة شمس، لتنتظر قليلا ثم تسمع إجابة من الطرف الآخر:
“الو”
*سمر:
“الو يا شوشو عاملة ايه؟”
*شمس:
“انا الحمد لله، مين بيتكلم؟”
*سمر:
“انا سمر يا شمس”
*شمس بسرعة:
“اه اهلا يا استاذة سمر، عاملة ايه؟”
*سمر:
“انا بخير يا قمر، بصى بقى عازماكى عالغدا النهاردة و م فيش مجال للرفض”
*شمس:
“بس النهاردة انا…”
*سمر مقاطعة:
“م فيش أعذار هتيجى يعنى هتيجى”
*شمس باستسلام:
“اوووكى حاضر”
-أغلقت سمر الهاتف ثم اتصلت على حسام لتخبره بموافقة على المجيء، شعر سمير حينها بأن قلبه يكاد يتوقف من شدة خفقاته السريعة بينما قال حسام:
“مبروك ياخويا”
*سمير:
“مبروك ايه مش لما توافق الاول”
*حسام:
“ايه يابنى خليك متفائل ان شاء الله هتوافق”
*سمير:
“يااارب”

 

 

-دلفت شمس الى ال فيلا ليرحب بها اعضاؤها بحرارة، تناولوا الغداء جميعا مع تجتذب أطراف الحديث المختلفة و لكن شمس كانت قليلة الكلام فهذه طبيعتها منذ ثلاث سنوات تخاف أن تتحدث مع أحد بطلاقة حتى لا يتم الغدر بها فقد أخذت حصتها من الغدر بما فيه الكفاية، قالت سمر بابتسامة:
“بصى يا شمس كان لازم اعزمك النهاردة عشان عايزين نكلمك كلنا في موضوع مهم”
*شمس:
“موضوع ايه؟”
*سمر:
“انا بطلب ايدك لأخويا سمير”
-صمتت شمس من الصدمة فلم تكن تتوقع ان يسرى برأسها مجرد التفكير بالزواج مرة اخرى شعرت بأن دلوا من الماء البارد سكب عليها فجعل أعصابها مجمدة الى درجة عدم القدرة على إبداء ايه تعبيرات على وجهها، قاطع تفكيرها حسام و هو يقول:
“مدام شمس احنا عار فين انك أرملة بس مش مهم الماضى، أخويا سمير بيحبك و مقررش القرار ده إلا بعد تفكير طويل”
-ظلت شمس صامته بينما اكمل سمير بقلق:
“شمس انا عايز اتجوزك مع انى عارف انك ارملة لان مش مهم معايا الماض…”
-قاطعته شمس اخيرا و هي تقول بجمود:
“لا طالما جه في بالك حاجة زي كدة يبقى لازم تعرف الماضى”
-قصت شمس عليهم كل ما حدث في حياتها منذ قدوم كريم الى حياتها و إلى معرفتها بأن طفلها لا يزال حيا و انها لم تستطع الوصول إليه البته حتى بالقانون حيث لم تستطع قوة الأخير أن تتفعّل أمام سطوة أحمد السليماني، فسافرت اميرة بابن شمس الى بلد مجهول بالاضافة الى علاقات أحمد و نفوذه الذى أطفأ شرارة هدفها الوحيد و هو الحصول على طفلها وليد رحمها، و من هنا عادت شمس مهزومة متقهقرة إلى الاسكندرية مفوضة أمرها لربها، بعد ان انتهت شمس صمت الجميع لبرهة ثم ما لبث ان قال سمير بقلق:
“سؤال واحد بس انتي لسة فاكرة كريم؟”
*شمس بحزن:
“انت الأفضل تسأل امتا نسيته؟!”
-لم يرد سمير إنما اكتفي بتجهم طبع بوجهه لتخرج شمس مسرعة و دموعها منسابة على خديها

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ابن رحمي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *