روايات

رواية بين الأحلام والواقع الفصل الثالث 3 بقلم سلمى عاطف

رواية بين الأحلام والواقع الفصل الثالث 3 بقلم سلمى عاطف

رواية بين الأحلام والواقع البارت الثالث

رواية بين الأحلام والواقع الجزء الثالث

رواية بين الأحلام والواقع الحلقة الثالثة

فور رؤيتها لوجه صفوان جست على ركبتيها سريعًا في أرضية الشرفه وأخذت تتمتم ببعض الكلمات بصوت مُوشك على البكاء
بينما الآخر رفع رأسه لأعلى ليعرف ذلك الذي تجرأ وألقى عليه المياه
صرخ بصوت غاضب
_لو وقعت في ايدي مش هتلاقي حد يشيلك من تحت ايدي
ألقى السطل أرضًا بغضب وضربه بأرجله ثم سار بإتجاه عمارة منزله التي تقع بجانب عمارتها ليغير ملابسه المبتله ولسانه لم يقف عن التمتمه بقذف الشتائم على ذلك الذي عكر مزاجه ويتوعد بإمس*اك عنقه ويعل*قها زينةً لشرفته
أما عن تلك التي مازالت على وضعتيها ورأسها يهيئ لها أشياء مرع*بة فتارة تتخيله وهو يقترب منها بتلك الآله الح*اده التى لا تفارق يديه أبدًا وعلى وجهه إبتسامه مرع*به تتخيله كالدرا*كو*لا الذي لن يتركها حتى يت*جرع دم*ائها بالكامل ويلق*يها جسه هام*ده بإبتسامة إنتصار
عند تخيل عقلها لهذا فزعت من مكانها وصرخ*ت بأعلى صوتها وهي تمد يديها في الهواء :
_ لا لا لا
أفاقت من حالة الز*عر هذه على حذاء والدتها الذي اص*تدم بوجهها
_ في اي يابنت الهبله بتص*رخي ليه وقاعده كده ليه
ركضت ناحية والدتها وجهها مليئ بألوان الطيف وعينيها تملئها الخ*وف وكأنها في فيلم رعب
_مالك يابت
أمسكت يد والدتها بقوه لتستمد منها الأمان وقالت بصوت مرتعش :
_كنت عايزه امشي العيال عشان كس*روا إزاز شباك أوضتي وجبت مايه عشان أهد*دهم بيها لو ممشوش هرم*يها عليهم
أكملت كلامها بصوت متحسر :

 

 

 

 

 

 

_ بس ملحقتش ملحقتش لقيتلك الجردل نازل يعمل رياضة الصباح وأخد وضع الزينه فوق رأس صفوان
بكت بصوت مزعج
_ بنتك شبابها ضاع يـــاما
ابعدتها والدتها عنها ثم شهقت بصدمه
_ وقعتي الجردل اللي ورثاه عن امي ده تراث ده هروح أبلغ مباحث الأثار عنك وقعتيلي ثروتي أه ياجردلي ياحبيبي
سقط فمها بصدمه ونظرت لها بصدمه
_ هو ده اللي فارق معاكِ الجردل بقولك هموت ياأما
رفعت والدتها حذائها وحركته أمامها بتهديد :
_انزلي هاتي جردلي دلوقتي عارفه لو لقيت في خدش همسك شعرك اعمله ممسحه النهارده
كادت أن تتحدث ولكن قاطعتها والدتها :
_انتي لسه واقفه قدامي يلا
ضربت أرجلها بالأرض يتذمر:
_ حاضر حاضر مش معاملة انسان دي والله
ترجلت لأسفل بغضب وخرجت من البنايه وراقبت المكان جيدًا وزفرت بإرتياح حينما وجدت المكان خالي
ذهبت بإتجاه السطل وحملته وجدته به ش*رخ كبير من المنتصف وعلى وشك الكسر
ضحكت بسخريه :
خد*ش أمي هتدخلني السجن بسبب الجردل ده حسبي الله فيك ياصفوان
رفعته تجاه أعينها ونظرت على الكسر بتمعن لعلها تجد حلًا لإصلاحه فاليوم ستكون ممسحة المنزل وكأن هذا السطل جائزة نوبل وسُلبت من والدتها لتفعل الأفاعيل عليه

 

 

 

 

 

زفرت بضيق ثم أبعدته عن مرمى عينيها وأمسكته في يدها وكانت على وشك صعود لمنزلها ولكنها يبست مكانها وشُلت تعابير وجهها حينما وجدت صفوان يقف أمامها يُكتف يديه أمام صدره ويلقى عليها نظرات غير مفسرة
ابتعلت لعابها والقت السطل من يديها ووضعت يديها على رقبتها سريعًا برعب وعلي لسانها كلمه واحده
_ مكانش قصدي مكانش قصدي
بينما هو كان يتابعها ويكتم ضحكاته رغما عنه
فك يديه ثم سار ناحيتها بضع خطوات وهي مازالت كما هي مخشبه أرجلها تأبى التحرك
_عارفه لو كان حد غيرك ياجميلة القلب كان زمانه متعلق مكان سباطة الموز في المحل عندي بس انتي أي حاجه منك أخدها بالحضن وأنا مغمض
رمشت بعينيها عدة مرات وهي تستوعب مايُقال متي أصبح لسان صفوان الذي يصادق السكين يخرج منه ورود
لحظة؟!!!!! بماذا أفكر هل يتغزل بى
افاقت من حالة الاوعي التي كانت تتلبسها وتلون وجهها بالحمره ورفعت أصبعها في وجهه تصرخ بكلمات متقطعه :
_احترم نفسك فاهم وإلا والله ه.. ه…
_ هتعمل اي ياأحمر الوجه ياجميل انت
وقفت الكلمات في حلقها وازداد احمرار وجهها فكان الحل الأمثل أن تهرب من أمامه
نطرت إليه بغصب ثم تخطته وأطلقت لقدمها العنان
بينما هو تابعها بنظراته ببسمه خلابه وأردف بشيء قبل أن تصعد للبنايه جعلها كادت تقع ارضًا :
_ بكره نيجي نشرب الشربات ونعلي الجواب يامسكن القلب
جزت على أسنانها وبدأ صدرها يعلو ويهبط ثم التفتت له
_ده بعدك ياإبن النجار

 

 

 

 

 

ألقت كلماتها ثم هرولت لأعلى سريعًا قبل إرتكاب جري*مه بهذا المتبجح الوقح.
صدحت ضحكاته فور صعودها وحدث نفسه :
_بكره تقوليلي ياساكن القلب والروح يامسكره
اتجه هو الآخر ناحية متجر الفواكه الذي يمكله فهو أكبر تاجر فواكه في هذه المنطقه.
وصلت إلى منزلها ودلفت للداخل واغلقت الباب بغضب
جاءت والدتها على صوت إغلاق الباب الحاد واردفت :
_ فين الجردل يابت
أجابت والداتها بوجه مقتضب
_اتك*سر
عقدت والدتها حاجبيها من شكل وجهها واردفت بوجه يكسوه القلق :
_ مالك يابدر حد ضايقك المعفن ناصر عملك حاجه
حركت رأسها برفض
_ مفيش ياماما متشغليش بالك انا هدخل ارتاح شويه
كادت أن تذهب ولكن امسكتها والدتها سريعًا :
_ في اي يابدر متعصبنيش

 

 

 

 

 

علمت أنها لن تقدر على الهروب من والدتها فـ أجابتها بضيق حينما تذكرت ماحدث :
_الحيوان اللي إسمه صفوان بيقولي عقبال نشرب الشربات ونعلي الجواب انا مش عارفه جايب الثقه دي منين هو عشان كانو أهله قريبين مننا شويه وهو كان بيلعب معايا في الحضانه هياخد عليا
مسدت والدتها على كتفها بحنان :
_ طب اهدي متعصبيش نفسك وأنا ليا كلام معاه عشان يتسجر يكلمك
_ ولا تعملي أي حاجه ياماما ده إنسان مش محترم اهله كانو محترمين على عينا وعلى راسنا والله يرحمهم لكن ده لا ده داس احترام عيلته بعد اللي عمله وجاي يتكلم بكل بجاحه زمان مش زي دلوقتي
زفرت لتهدئة نفسها من الغضب الذي تملكها
_خلاص عادي انا داخله أنام عشان تعبانه اوي
تركت والدتها واتجهت لغرفتها والقت بجسدها على الفراش وأغمضت عينيها سريعًا كي لا تفكر بما حدث وتنعم بنوم هادئ بعيدًا عن زوبعة صفوان
بينما في الخارج كانت والدتها تجلس شاردة تفكر في هذا الأمر كيف ستكون النتيجه وكيف ستواجه إبنتها هذا…
على صعيد آخر في إحدى المناطق التي يقع بها قسم الشرطه وخاصة في غرفة اللواء
_ اي ده ياسيادة المقدم انا قولتلك تراقبيلي تحركات رءوف العمرى مش تقوليلي بيشرب قهوته ساده وبيعمل رياضة الصباح واي راجل اللهم صلي على النبي قمر هو انا موديكي تشقطيه واي ياعيني عليه راجل مبتلي ابنه عاق ليه ده انتي ناقص تقوليلي نوع برفانه اي
إجابته بإبتسامة بلهاء:
_ أه يافندم نوعه…
صمتت وانتفض جسدها بفزع حينما ضرب اللواء مكتبه بغضب :

 

 

 

 

 

_ده لعب عيال ياسيادة المقدم انتي مش جايه هنا تلعبي
ردت عليه بصوت مُوشك على البكاء:
_ماحضرتك قولتلي أراقبه وهو ده اللي بيعمله أعمل اي
مسح على وجهه بغضب لتهدئة نفسه كي لا يُفزغ المسدس الذي أمامه بها :
_ المعلومات دي تجبيها لواحده راحه تتجوز منه الراجل ده خط*ير ومش سهل واللي انتي بتعمليه ده هيضيع كل حاجه
جعدت وجهها بحزن وانكست وجهها :
_ أسفه يافندم أنا عارفه ان كل مهمه بفشل فيها بس بحاول والله بس كل حاجه مش بتبقى في صالحي
تنهد الآخر وتحدث بهدوء:
_ عارف يامنه وانا واثق فيكِ وانا هديكي آخر فرصه تثبتي نفسك الخطوه الجايه أصعب
إبتلعت لعابها وقالت بتوجس :
_ازاي
_هتبقى جهاز التصنت هنزرعك في بيته وهتكوني نقطة تواصلنا ليه
سقط فمها واجابت بدون وعي :
_أحيه

 

 

 

 

 

على الجهه الأخرى
كان هناك اثنين يقفون في أحد الأزقه ويتحدثون بصوت خافض وينظرون حولهم كاللصوص
_أنت إي اللي جابك هنا انت عارف هنا خطر قد اي
_ مكنش ينفع مجيش وبعدين انت عارف ان دي حتتي قبلك
_لخص جاي هنا ليه
_ موسى هينفذ الاتفاق اللي كان بينكم زمان وشكلها مش خير
رمقه الآخر بأعين تحتضنها النيران :
_ يبقى عليا وعلى أعدائي
_بس ده
_هو اللي إختار
نظر أمامه بأعين يملؤها صراع كبير فماذا سيكتب القدر في نهايته
مر النهار وعم سكون الليل العالم وأهلت نسمة هواء رطبه تعقيبًا على إقتراب الشتاء الجميل
كانت تجلس في الشرفه تُمسك بإحدى كتب الروايات وتقرأ بها بتمعن حتي قطعها صوت رنين الباب فأتجهت بتذمر لتفتحه وعقلها بسب ذلك الطارق الذي إختطفها من أحلام اليقظة عنوة
فتحت الباب وحينما وجدت من يقف تبدلت ملامحها وإحمر وجهها وبدأ صدرها يعلو ويهبط وكأنها تتسابق
_ وحشتيني أوي يابدر.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بين الأحلام والواقع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *