روايات

رواية سفير العبث الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث البارت الحادي والثلاثون

رواية سفير العبث الجزء الحادي والثلاثون

رواية سفير العبث - تنهيدة عشق الجزء الثاني (كاملة) بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث – تنهيدة عشق الجزء الثاني (كاملة) بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الحلقة الحادية والثلاثون

° التنهيدة الواحدة والثلاثون °
| الحُب يبقى خائفًا مُترددًا، على أطراف مدينة القلب التي إمتلأت بدوافع الإنتقام.. والحقد، لا يُمكنه التعايش بينهُم، يجب على أحدهُم مُغادرة تلك المدينة لتسنح الفُرصة للأخر بالعيش |
#بقلمي
قربت صِبا من القفص وحطت المُفتاح في فتحة القفل، بصتلها لوليا بنظرات تشنُج وإنتظار إنها تفتح
فتحت صِبا القفص وهي بتترعش وبتبُص للوليا اللي قامت فجأة وبدون مُقدمات هجمت على صِبا وبتحاول تقرب سنانها من رقبتها عشان تعُضها
قاومت صِبا وهي بتحاول تبعدها وصوت صويتها جايب لفوق
نزل إتنين من الحرس على صوت صويت صِبا، وإضطروا يضربوا نار على لوليا
جت الطلقة في نُص راسها وإيديها بدأت تفُك عن صِبا.. ووقعت جُثة هامدة
أول ما وقعت صِبا صرخت بهستيريا مش طبيعية
* بعد مرور ساعة ونصف
أمير بغضب وهو بيشرب أخر رشفة في الكاس بتاعُه: أنا لو لفيت العالم بحدوده وضواحيه، مش هلاقي إنسانة أغبى من المدام بتاعتي
شجن بتعب أعصاب: خلاص بقى يا أمير المُهم إنها بخير
أمير بإنهيار: إفرضي كان جرالها حاجة! في حد عاقل يعمل اللي هي عملتُه دا؟؟
شجن بهدوء: بالراحة عليها برضو عشان هي حساسة، كفاية عليكم خناق أنا إبتديت أشُك إنكُم واخدين عين
أمير بملل: ولا عين ولا حاجة، هو غبائها بس بيرجعنا لنفس النُقطة مش أكتر
شجن بمواساة: معلش يا أمير خلاص اللي حصل حصل، كدا كدا دا كان مصير بنت الخولي الحمدلله إنها جت على أد كدا، مراتك رجعت البيت عشانك متزعلهاش وعدي الدنيا
برق أمير وقال بتحذير: لازم تعرف إنها غلطت لما فتحت للزفتة اللي ماتت دي، ولازم متدخلش في الزفت شغلي وملهاش دعوة أنا حابس مين وفاكك مين.. شوية ثقة في أم العلاقة دي بقى
غمضت شجن عينيها وقالت: إنت كُنت فين وإتأخرت كدا ليه؟
أمير بلع ريقه وقال بنظرة حادة: مفيش حاجة.

 

 

*في منزل الرايق
رفيف وهي بتبُص لنوح بصدمة: إنت كويس؟
رد عليها هو ببرود وقال: إيه اللي رجعك؟
وطت رفيف راسها لإنها حست بالإحراج من سؤاله بعدها إرتبكت وقالت: السواق كتر خيره رجعني بنفسه لحد هنا و..
قاطعها نوح بنبرة باردة وقال: سبب رجوعك؟ مش أنا راجل وحش بجيب نسوان البيت!
رفعت رفيف راسها بجُرأه وبصت في عيونه بقوة وقالت: أيوة إنت بتجيب ستات البيت، تنكر؟
نوح إبتسم بألم وقال: منكرش، بس الأسباب مختلفة.. أو إنتي فاهمة غلط وعلى أساس فهمك حكمتي عليا.. دا كل الموضوع، لكن أنا عارف إني لو عاوز أعمل حاجة مع واحدة مش هجيبها لبيتي وعندي ناس.. هروح أعمل دا في بيتها أو برا بيتي.
فتحت رفيف عينيها على أخرهم وقالت: فعلًا؟
رفع نوح أكتافُه وقال: أنا بفسرلك وجود البنت اللي شوفتيها هنا لا أكتر ولا أقل، وبرضو معرفتش رجعتي ليه.. حد ضايقك؟
كتفت رفيف إيديها وهي بتحاول تتوه الموضوع عشان نوح لسه راجع وشكله تعبان بعدها قالت: عشان كدا قولت للسواق بتاعك يفضل مراقبني لو إحتاجت حاجة! أصل نبرة صوتك فيها تهكُم إن مش فارق معاك لكن تصرُفاتك أثبتت العكس
قربلها نوح ومسك دراعها وقال وهو بيدقق في عينيها بعينيه: رفيف! متجننيش، حصل إيه خلاكي ترجعي!
وطت راسها وهي باصة في الأرض ف رفع وشها من دقنها بإيده وخلاها تبُصله، من كُتر صعوبة المزقف اللي رفيفمرت بيه لقت نفسها بتعيط ف مستحملش نوح وحضنها وهو بيقول بحنية: أنا هعرف حصل إيه بس متعيطيش، ماعاش ولا كان اللي يخليكي تعيطي في وجودي
مسك وشها بين إيديه وقال وهو بيبُصلها بتركيز غاضب: عاوز أسمع منك إنتي مش من السواق، إيه اللي حصل بالظبط؟
* في فيلا بدر الكابر
قعد عزيز على الكنبة وسيليا حضناه وسيلا قاعدة على رجل بدر
بدر بهدوء: وبس خرجتهُم وجينا، وهو سليم يعني التاني ملحقش يأذيهُم
حضنت سيليا عزيز لما سمعت كلمة يأذيهم ف إبتسم هو
جت سيا وهي شايلة صنية فيها ساندوتشات وعصير وبتقول: خد يا عزيز دي حجات بسيطة للعشا عشان تقدر تنام، سيليا كانت هتتجنن عليك
عزيز بتعب: لا أنا هقوم أروح أنا وسيليا وسيلا عشان تعبان، تسلم إيدك بس حقيقي مش هقدر أكل
شاور بدر بإيده لعزيز وقال: إنت هتبات معانا إنهاردة عشان بُكرة عاملين عزومة كبيرة، أنا بلغت صحابك بيها وهييجوا
عزيز بتكشيرة: عزومة إيه؟
قعدت سيا وهي مبتسمة وقالت: حاجة كدا من إقتراحي.. عشان في مفاجأة هتعرفها بعدين ف هتبقى زي جمعة إحتفال كدا.. إطلع إنت ومراتك عشان تريح فوق وأنا هاخُد بالي من سيلا وهعشيها وأنيمها
قام عزيز وقف وقال وهو باصص لبدر: شُكرًا، عشان جيت ورانا
بدر غمض عينه وهو مُبتسم وقال: عد الجمايل بقى
سحيت سيليا عزيز من إيده وهي بتقول: تعالى معايا
طلع عزيز معاها راحت دخلت سيليا وقفلت الباب..
راحت ناحية الدُرج وجابت سماعة الدكتور بتاعة نبض القلب وحطتها على ودان عزيز

 

 

عزيز بإستغراب: مش دي بتاعة عمك كينان تقريبًا؟
سيليا بإبتسامة: مظبوط، شوفلي كدا ضربات القلب عالية ولا هادية
عزيز بتعب: أنا مبفهمش في الكلام دا يا حبيبي
بصتله سيليا بإستعطاف وقالت: بليز عشان خاطري
حط السماعة على قلبها وغمض عينه وهو بيسمع نبضها وقال: نبضك هادي.. أعتقد!
مسكت سيليا إيده اللي ماسك بيها جهاز النبض ونزلت على بطنها بيها وهي بتقول: طب وهو نبضه سريع ولا هادي؟
فتح عزيز عينُه فجأة وهو بيبُصلها بإستغراب وبعدها إبتسامته وسعت وهو بيقول: بتهزري!
حركت سيليا راسها يمين وشمال وقالت: أنا حامل يا عزيز
فضل باصصلها لحد ما إستوعب وحضنها جامد وهو بيرجع بيها لورا وهي بتضحك!
* في منزل العقرب
مياسة كانت حاطة راسها على رجله وبتقول وهي باصة للسقف: إنت ليه مبتقوليش رايح فين؟
العقرب وهو بيلعب في خُصلات شعرها: عشان متشغليش دماغك بيا وتتعبي
إتعدلت مياسة وهي بتبُصله وقالت: أنا بتعب وإنت مش جنبي ومعرفش فين أراضيك، على الأقل لما أعرف إنت فين هبلغ اابوليس يلحقك!
إبتسم وهو بيتأمل وشها وبعدها فرد دراعه وهو بيقول بصوت هامس: تعالي، قربي
رجعت شعرها ورا ودانها وقربت بهدوء، مد إيده على راسها وقربها منه وحط راسها على صدره وحضنها وهو بيقول: حتى لو مرجعتلكيش، إعرفي إن..
خبطته مياسة على صدره بإيديها وهي بتقول بضيق: لا دا إنت رخم بقى! بطل الكلام دا بتعب بجد
باس راسها وهو بيقول: متخافيش صدقيني، همشي وأسيبك لمين يا مانجا إنت يا أشقر
بصتله مياسة وقالت: يعني هنتجوز؟
العقرب بتكشيرة هزار: بس بشرط!
مياسة بصتله وقالت: إنت بتحُط شروط عشان نكون مع بعض؟
العقرب: طب ما تسمعيه مش جايز يعجبك؟
رفعت مياسة حااجب وهي مُبتسمة وقالت: سمعني
قرب هو ومسك وشها بين إيديه وقال وهو باصص لعيونها: نخلف بنت، شعرها أشقر زيك
بص لشعرها بإعجاب وهو فاتح بوقه وسرحان وبياخد نفسّه وكمل وقال: وشعرها يكون طويل كدا..
مياسة بتأثُر: أخلف منك إنت؟ قلبي بيدُق من التخيُل والله.. دا في جوازتي الأولى..
قرص شفايفها بصوباعه وهو مغمض عينه بتكشيرة وقال: متجبيش سيرة الموضوع دا تاني، وإنسيه! كإنك ممرتيش بيه، إنسي كُل حاجة وإعتبريني الراجل الأول في حياتك
عضت مياسة على شفتها اللي تحت وقالت بحُب: أنا فعلًا بعتبرك كدا، عيوني وقلبي مش شايفين غيرك
رجع العقرب ظهره لورا وحصنها تاني وحطت هي راسها على صدرُه

 

 

* في منزل الحج الغُريبي
والدة عيسى: يعني أخوك كويس يا ولا؟
يوسف وهو بيغير التيشيرت بتاعُه: أه والله شوفته بنفسي، ولما قولتله إنك قلقانة عليه قالي روح طمنها عليا.. كان سهران مع صحابه والوقت جري بيه محسش، وتليفونه كان صامت
والدة يوسف: اللهم لك الحمد، أنا مبعرفش أنام يابني غير لما أتطمن إن كُلكم بخير، الدنيا وحشة أوي برا وقاسية ربنا ما يحرمني من وجودكم فيها
وقف الحج الغُريبي على عتبة باب الأوضة وقال ليوسف: إعمل حسابك مفيش نوم، هتصلي الفجر معايا إنهاردة
يوسف ببُهتان: مش هنام أصلًا هقعُد أذاكر، حاضر هصلي معاك في المسجد
خرج الحج الغُريبي لبرا ف همست والدة يوسف وقالت: يارب ييجي يوم وأشوف عيسى معاكُم، نفسي أشوف توبة أخوك قبل ما يفتكرني رب كريم
يوسف بضيق: بلاش الكلام دا يا أمي لو سمحتي، مفيش حاجة هتحصلك وكله هيبقى تمام
والدة يوسف: يارب!
* صباح اليوم التالي / منزل بوسط البلد
رنة فون رهف ( إيه يا ستو أنا، الله)
فضلت تتململ وهي نعسانة وبتمد إيديها بنُص عين للتليفون وهي بتعمل صوت عياط وملل وبتقول: مين اللي كان بيحلم بيا وصاحي يتصل دا، الله يخربيتكُم مفيش مُحاميين في البلد غيري!
بصت على الرقم لقته الموكل بتاعها ف ردت بصوت قرفان وقالت: صباح الخير يا أستاذ شوقي
شوقي: أستاذة رهف صباحك جميل، أزعجتك ولا حاجة؟
بعد رهف الفون عن بوقها وقالت من بين سنانها: لا صحتني من أحلى نومة بس!
رجعت الفون لبوقها وقالت: نفيش أي إزعاج، أؤمرني
شوقي: الأمر لله طبعًا، عاملين رحلة مائية على يخت كبيرة وفيه أوبن بوفيه ومزيكا، فكرت تيجي عشان نفسيتك تبقى كويسة وتمسكي قضيتي بشغف.. وجودي هناك مهم للصحافة ف قولت أعزمك عشان ظهورنا مع بعض مهم إنك صاحبة قضيتي، هتيجي ولا هتكسفيني؟
رهف بهدوء: برأيي حضرتك روح وإتبسط وأنا..
قاطعها شوقي وهو بيقول: يا أستاذة رهف بقول لحضرتك في صحافة هتكون على اليخت هيصوروا لمدة معينة بعدين الكاميرات هتتسحب منهم.. ف عاوزين نتصور عشان ينشروها وتبقى قُن_بلة بقى إنك مسكتي قضيتي.. الناس اليومين دول عارفين مدى شطارتك، تحبي أبعتلك عربية تيجي تاخدك؟
رجعت رهف شعرها لورا وقالت: ياريت عشان متوهش!
شوقي بهدوء: تمام ساعتين بالكتير والعربية تكون تحت بيتك بس إبعتيلي العنوان واتس أو موقعك
رهف بصدمة: ساعتين ليه! ليه بدري كدا؟
شوقي بتجاهُل لكلامها: هسيبك عشان تبدأي تجهزي.
قفل معاها راحت راميه رهف الفون على السرير وفضلت تتمطع لحد ما إتدحرجت ونزلت من على السرير
فتحت باب اوضتها وراحت للمطبخ لقت منال بتحُط البيض من الطاسة للطبق
رهف بنُعاس: صباح الخير

 

 

منال بصتلها وهي بتقول: صباح الفُل، كويس إنك صحيتي لإني إتأخرت على الشُغل، إفطري إنتي بقى هاا ومتنسيش تغسلي المواعين
رهف مسكت أكمام بيجامتها وقالت وهي بترفع راسها لفوق: أنامعنديش وقت للكلام دا كُله
بصتلها منال وقالت: ليه هتنزلي المكتب؟
هزت رهف جسمها يمين وشمال وهي بتقول: الأستاذ شوقي محمد موكلي الجديد عازمني على يخت عشان نتصور هناك والصحافة تنزلها وتقول إني محاميته
منال بضيق: طب وإيه اللفة دي! ما يتفاجئوا من المحكمة أحسن! إوعي حد يعملك حاجة ولا يضايقك أنا علمتك بتض_ربي إزاي
رهف فاقت وفتحت عينيها على أخرهم وهي عاوجة بوقها وقالت: بضرب إزاي إيه يا موني! بقولك هنكون في نُص البحر والصحافة والناس، متخافيش يعني المُهم هروح أخد دوش وأغير هدومي
دخلت رهف الحمام وكلت منال لقنة وهي بتقول: أنا نازلة الشغل هتصل عليكي كل شوية أتطمن، سلام.
* في قصر عاصم التُركي
تك تك تك
صوت أخته سمحله بالدخول، دخل عاصم أوضة أخته وهو لابس شورت جينز لونه بيج، وقميص أبيض فاتح أول زُرارين ولابس سلسة فضة عليها علامة مرسيدس
كان ماسك عصايتُه برضو ودخل بيها.. وقف قُدام أخته وقال: لسه مجهزتيش؟
أخته: مش عاوزة أروح يا أبيه، متخافش عليا
غمض عاصم عينه وقال بحزم: لا أخاف، مش هسيبك هنا لوحدك يلا جهزي نفسك ولو متبسطيش هوقف اليخت عشانك، وأرجعك بنفسي وعد
إبتسمت أخته ف غمزلها وقال بتكشيرة وهو بيشاور براسه: يلا هسيبك
خرج من أوضتها وصوت عصايتُه بيضرب في الأرض
خرج أخوه من الحمام وهو بيبُص لعاصم وفجأة قاله: بعد كُل التجهيزات دي مش هروح معاكُم!
بصلُه عاصم ببرود وقال: عشان هيكون في أطفال في المركب، الحفاظ على أمانهم هيكون مسؤوليتي التامة، مش معقول أخد شخص بيدوفيلي خارق لقواعد ما يصح وما لا يصح وأحطه وسطهم.. إنت هتقعُد هنا في القصر، أنا مش واخد أختي المشوار دا عشان أنكد عليها
إداله عاصم ضهره وكمل مشي ف زعق أخوه وقال: أنا أخوك برضو! بتعاملني كدا ليه!!
تجاهلُه عاصم وهو داخل الجناح بتاعُه، فتح درج كبير كان فيه نظارات شمسية كتيييير.. إستقر على نزارة شمس لونها بُني فاتح، ولبسها.. غطى عيونه كالعادة ونزل عشان يروح اليخت لإنه هو صاحب الرحلة البحرية.

 

 

* في فيلا بدر الكابر
نزل بدر من فوق ووراه عزيز وهو بيقول ل سيا: هاخُد عزيز ونعدي على الباقي، عشان هنروح الحلقة بتاعة الأسماك نجيب السمك وإنتوا بقى ك ستات إعملوا السلطات والحجات دي
سيليا: هو عمي قاسم وعمي كينان هييجوا يا بابي؟
بدر: طبعًا.. هتبقى لمة كبيرة إنهاردة زي جمعة كدا ف إعملوا كميات كبيرة
سيا وهي بتشيل المج بتاعها قالت: متقلقوش، خد قاسم معاك هو بيعرف يتفاهم مع الناس هيخلصكم في ساعة..
بدر بهدوء: ما هما الجماعة اللي بتكلم عنهم هما قاسم وكينان، ريما ومادلين هيجولك يساعدوكي
غمزتله سيا وهي بتقول: من غير ما حد يساعدني أنا أدها يا زعيم
إبتسم بدر بحِب وهو بيقول: من غير ما تقولي عارف
لف بدر وشال الإبتسامة من وشه وقال لعزيز: وإنت يا بيه، لو مش هنضايق روح الشحات مبروك اللي جواك.. مش عاوز مشاكل هناك فاهمني!
عزيز حط إيده في جيبه وقال: أنا مبعرفش أتحكم في أعصابي لو حد إستفزني
بدر بحزم: لا هتعرف
حط بدر إيده على كتف عزيز وقال: في الحياة دي، لو مش عارف يعني في مواقف تستدعي تمسك نفسك قدامها.. أما لو اللي قدامك خد صبرك عليه وإنك ماسك نفسك عنه ضعف شخصية ساعتها هينه وأنا ههينه معاك، لكن غير كدا قبل ما نتحرك أنا عاوز وعد قطعي منك إنك تبقى هادي
غمض عزيز عينه وسحب نفس وقال: وعد.
خبط بدر كتف عزيز بسعادة وهو بيقول: هو دا الكلام، عاوزين اليوم يمشي حلو من غير نكد
خرج بدر ومعاه عزيز، بصت سيا لسيليا وقالتلها: فيكي حيل تجهزي معايا ولا نستنى ريما ومادلين بجد؟
كلت سيليا أخر معلقة سيريلاك عشان كان نفسها فيه وقالت: تؤ فيا حيل، يلا عوزاني أعملك إيه يا مامي
قربت سيا من سيليا وقالت بهدوء: لو نفسك غامة عليكي ومش طايقة السمك أنا عندي كبدة ممكن أحمرهالك مع بطاطس، وفي بانيه متبلاه
سيليا: بالعكس يا مامي نفسي فيه أوي وغير كدا هبقى مبسوطة إننا متجمعين
ضحكت سيا وقالت: لما كُنت مع عمك كينان وبياخُد باله مني عشان أبوكي مسافر، جاب سمك.. وكُنت حامل مش طيقاه ولا طايقة ريحته.. إنتي عكسي.. يلا تعالي نخلص
دخلوا المطبخ عشان يخلصوا اللي وراهم.
* في اليخت
وقف عاصم فوق خالص وجنبه صديقه شوقي محمد ، وهو ماسك ماسه وبيبُص على اللي داخل اليخت والحرس بيستقبلوه
جت رهف وهي شايلة شنطتها وعمالة تدور فيها على حاجة ومتوترة
رهف: إستغفر الله العظيم لبانة فرقعة بتاعة شكلتس راحت فين! أهو اللبانة ضاعت بسبب الإستعجال

 

 

وصلت عند الحرس ف سألها ف قالت: الاستاذ شوقي محمد هو اللي عازمني أنا جاية مع السواق بتاعُه، انا رهف عبد السلام المحامية
الحارس: كان سايبلنا خبر، إتفضلي
شوقي من فوق: أهي الأستاذة رهف محاميتي وصلت، عن إذنك يا عاصم بيه هنزل استقبلها
نزل عاصم النظارة عن عينه وهو بيبُص عليها وهي لابسة فستان لونه أبيض كت وفاردة شعرها وصندل إسود، فستان تحت الركبة
دخلت ف إستقبلها شوقي وهو فارد دراعاته على أساس يحضنها ويسلم عليها وهو بيقول: إتبسطت جدًا إنك جيتي
مدت رهف إيديها وطبطبت على دراعه بخجل وهي بتقول: مقدرش أرفض طلبك يا استاذ شوقي
إبتسم عاصم وهو شايف إنها محضناش شوقي، وفضل مثبت طرف الكوباية على شفايفه، شاور بصوباعه لواحد من الحرس اللي وراه وسلمه الكاس
ونزل لتحت.. بدأ اليخت يتحرك وشوقي قال لرهف: هااف فان بقى هسلم على الجماعة وإنتي عيشي، فيه بوفيه فواكه وبوفيه أكل ومشاريب وفيه مزيكا هتشتغل
رهف بإبتسامة: متقلقش هعرف أنبسط، شوف ضيوفك يا شوقي بيه
شوقي بإستغراب: ضيوفي؟ الرحلة مش برعايتي.
رهف: اومال برعاية مين؟
مشي شوقي ف سمعت صوت هامس وراها.. صوت رجولي بيقول يهمس: أنا
لفت فجأة من الخضة ومكانش في مسافة بينها وبين عاصم هي غالبًا إتخبطت في صدره والهوا بيطير شعرها
رجعت لورا شوية بخجل وهي بتقول بضيق: خلاص بجد دا إنت غني جدًا ومعاك وسايط يا راجل! * قالتها بسُخرية *
وطى هو راسه وضحك ف رفعت حاجبها وقالت: إيه المضحك؟
سكت شوية بعدين شاور بإيده عليها وهو بيحاول ميضحكش وقال بصوت حلو: انتي!
رهف حطت إيديها في وسطها وهي بتقول: ليه أراجوز؟
سكت عاصم شوية بعدها قال: فرصة سعيدة يا مودموزيل!
رهف إتعصبت وقالت: هو إنت بتنهي الحوار بالجملة دي ليه؟
رجع شعره لورا بإيده وهو بيرحب بالضيوف براسه
مقلعش النضارة
راحت رهف قايلة بصوت عالي: متكلمنيش تاني بقى!
الناس اللي حواليها بصولها ف إتحرجت وهي بتعتذر منهم
بدأت الموسيقى تشتغل وطلع عاصم لفوق تاني
إتحركت رهف ناحية سور اليخت وفضلت تبُص على البحر، حست إنها فعلًا محتاجة للرحلة دي عشان نفسيتها إرتاحت وراسها خفت منه المشاكل والضغوطات
قعد عاصم فوق وهو مراقبها وشايفها ساندة على سور اليخت ومسكاه بإيديها.
إشتغلت أغنية. ” titanic ” ف سقفت رهف بإيديها بسعادة وإنبساط يعني عجباها الأغنية ف إبتسم عاصم وهو بيقوم ويمسك عصايته ونزل وهو ماسكها وبيخبط بيها
وقف جنب رهف وهو ساند على العصاية وقال وهو باصص قدامه: البوفيه مفتوح يعني ملهوش وقت مُحدد، لو حبيتي تاكلي جهزي طبق لنفسك.
بصتله رهف وقالت: هو إنت بتكلمني على مزاجك ومتكلمنيش على مزاجك هو إيه أصله دا! وبتنهي الحوار بطريقة سخيفة جدًا.

 

 

خد عاصم نفس عميق وبص قُدامه وقال: أنا شخص مش إجتماعي وماليش ظهور في البرامج ولا السوشيال ف مبعرفش أتعامل مع الناس وأتكلم معاهُم كتير.
رهف بهدوء: أوك بس من باب الذوق لما حد يكلمك تسمعُه.. وتقلع نظارتك دي
مدت إيديها عشان تشيل نظارته من على وشه ف مسك إيديها قبل ما تعمل كدا وإبتسم وهو بيقربلها وقال: بسمع بوداني مش بعيوني
سحبت رهف إيديها من إيده وقالت: وفيها إيه لو الناس شافت عيونك؟
عاصم ببرود: فيها إني مش حابب، أستمتعي.
سابها ومشي ووقفت تبصلُه بغيظ وقررت تروح البوفيه تاكُل
مسكت طبق وهي بتبُص على الأصناف في البوفيه وقالت بضيق: إيه الأكل دا كمان! نفسي الناس تفهم إن الأكل مالوش علاقة بالرُقي ما تحطوا فراخ!
ضحك عاصم وهو واقف على مقربة منها ووشوش واحد من اللي واقفين على البوفيه.. قربلها الراجل وقال: أي مساعدة يافندم تحبي تسألي عن أصناف مُعينة؟
رهف بتدقيق: عاوزة واحدتين من البُقسماط اللي هناك دا
ضحك عاصم من غير صوت ف قال الشيف بإبتسامة: دا تشيروز يافندم عجينة بالزبدة وليها صوصات زي النوتيلا عشان الديبينج
رهف إدته الطبق وقالت: أنا مش شايفة من الشمس والحقيقة مش عارفة مقدمين إيه جهزلي طبق على ذوقك
الراجل: فيه لحمة باردة وفي يالنجي.. تحبي أحط لحصرتك منهم؟
رهف بإبتسامة: طالما لحمة حط، دب_ح حلال صح؟
حس الراجل إن سؤالها غريب ف قال: حلال يافندم إحنا مسلمين
رهف بلماضة: سألتك عشان حاطين خمرة وبتشربوا منها، معتقدش إن الخمرة الإسلام حللها بالعكس دي من المُحرمات.
قرب عاصم وقال: دا عشان لو في ناس من ديانة تانية حابين يشربوها مش هنكبت حريتهم
لفت رهف وردت عليه وقالت: المفروض إن اللي عامل الرحلة راجل مسلم ف ميحطش الحجات دي.. لو بتعمل شيء حرام متقاوحش في الدين، وبعدين كُنت لسه شيفاك ماسك كاس وبتشرب
عاصم بهدوء: مش بقاوح.. وفاهم إن عندك حق.. جهزلها طبق ومتخافيش اللحوم حلال هنا.
حطلها الشيف طبق وقعدت تاكُل وقعد عاصم قُدامه طبق فيه زيتون ولحمه صغيرة كدا، وماسك كاس برضو! كإن كلام رهف مأحرجهوش
قربت رهف منه وبصت للطبق وقالت: هو دا الغدا بتاعك بس؟
عاصم بصلها وسكت ف قالت رهف: حد ياكُل ببروني ك غدا!
شرق عاصم وهو بيشرب من الكاس بتاعه وفصل ضحك ف بصتله رهف بضيق
قالها عاصم: ببروني؟

 

 

رهف: أها البتاع المدور اللي بيتحط على البيتزا
عاصم بهدوء: دا سلامي، لحم مطبوخ، بيتحط برضو على البيتزا الإيطالي.. لكن أنا باكلُه ك مُقبلات جنب الكاس.. لأن معدتي مش بتستحمل أكل كتير.
رهف بسُخرية: ماهو متفتركة من كتر السم اللي بتشربه دا.
قام عاصن وقف وقال: هاف نايس تايم.
رهف حركت رجليها بغيظ وقالت: على فكرة دا مُتعمد يعمل كدا عشان يغيظني!!
* في منزل الرايق
كان قاعد ووشه مش عليه أي ريأكشن، بس ماسك في إيده مُفتاح عربيته وعمال يخبطه على إزاز الترابيزة، ورفيف قاعدة قُدامه بتعيط وموطية راسها
بصلها نوح بتدقيق وقال: إنتي فكراني متعصب وزعلان منك؟ إرفعي راسك هو الغلطان مش إنتي!
رفعت رفيف راسها وقالت بعياط: بس أنا اللي صممت أسيب هنا وأرجع البيت القديم
راحلها نوح وهو قاعد على رُكبه وبصلها وهي موطية راسها وقال: إنتي مكونتيش تعرفي أنا كويس ولا وحش، وفهمتيني غلط وخوفتي على نفسك وعلى اختك ف انا فاهمك.. ودا مش مبرر للي عمله ال **** دا.. مش من حق حد يلمسك في الكون كله.. مش من حق حد يلمس شعره منك.
سكت شوية وعينيه إحمرت ومسك وش رفيف خلاها تبُصله وقال: إنتي عارفة أنا شايفك إزاي يا رفيف؟
بصتله وعينيها مليانة دموع ف نقل نظره على وشها وقال: شايفك أمي.. إنتي شايف فيكي أطهر ست وأجدع ست، متعرفيش أنا عملت إيه عشان أخد حق أمي، ما بالك باللي ييجي عليكي بقى!
رفيف: أنا مش عاوزة فضايح.. أنا بخاف
غمض عينه وقال بصوت أمان: متخافيش.. إوعي تخافي وأنا جنبك.. أنا هجبلك حقك وأريح قلبك لدرجة تخليكي تنامي وإنتي متطمنة، إنتي كنتي تعرفي إن الواد دا متجوز وعنده ولدين؟
برقت صِبا وهي بصاله وقالت: لا!! متجوز إزاي وكان عاوز مني أنا إيه!
الرايق بحقد: سيبيهولي، لما بحط حد في دماغي بيبقى حظه سيء لدرجة إنه قابلني.
رفيف بعياط: انا مش عوزاك تأذي نفسك بسببي.
الرايق وهو بيبوس إيديها: أنا أروح في داهية عشان متعيطيش، الحلو في الحوار إنك رجعتيلي ♡
* في قصر أمير الدهبي
أمير بإعتذار: سامحني يا بدر باشا بس حقيقي عندي مشاكل لازم أحلها.. بالهنا والشفا عليكُم.. تمام مع السلامة
قفل أمير الخط وخلع قميصُه عشان يغير، دخلت صِبا الجناح وهي لابسة تيشيرت وبنطلون وقالت لأمير ببوز: لسه زعلان مني؟
أمير بضيق: لا العفو، إنتي عملتي حاجة تزعل؟ دا يادوب كُنتي هتأذي نفسك!
صِبا بإعتذار: والله ما اعرف عملت كدا إزاي وليه و..
قاطعها أمير وقال: طب يا صِبا سيبيني معلش أروق بس وأشوف حل للمصايب اللي مبتخلصش
صِبا بهدوء: تؤ تؤ.. التيشيرت بتاعي في خيط، شد الخيط دا كدا.
بص أمير بتكشيرة للخيط ف قالت صِبا: شده بالراحة عشان ميتكرش
شد أمير الخيط لحد ما خرج الخيط من التيشيرت وفيه ورقه في أخره مكتوب فيها ” يُرجى الإنتظار سيتم الإستلام بعد تسعة أشهر ”
أمير فضل متنح في الورقة وصِبا مُبتسمة وهي بصاله وبتعض شفتها اللي تحت
رفع راسها وبصلها ف قربتله وهي بتحاوط رقبته بدلع وبتقول: مفهمتش؟
أمير خد نفس وقال: يعني إنتي؟

 

 

صِبا قربتله وإدته قُبلة وقالت: أنا بحبك.. وطول ما جوايا حاجة منك حاسة إني بحبك لدرجة.. لدرجة قلبي هيخرُج من مكانُه
أمير بصدمة لسه: إنتي حامل!
ضحكت صِبا من صدمته وقالت: أيوة
قربلها أمير و…
* في اليخت / وقت الغروب
إشتغلت أغنية ” وماله ” لعمرو دياب
ومالو لو ليلة توهنا بعيد وسيبنا كُل الناس.. أنا يا حبيبي حاسس بحُب جديد ماليني دا الإحساس وأنا هنا جنبي أحلى الناس أنا جنبي أغلى الناس
الناس بدأوا يرقصوا سوا ورهف بترجع لورا حاسة إن ملهاش مكان بينهُم وبترجع لورا وهي مكشرة
فجأة لثت ظهرها بيتسند على دراع قوي، بصت لقت عاصم بيمسكها من ظهرها وقربها ليه وخلاها تبُصله وهو بيحُط إيده على وسطها وهي تلقائيًا لقت نفسها بتحط إيديها على أكتافُه.. كان لسه لابس نظارة الشمس بتاعتُه وبدأ يتحرك بيها
عاصم بهدوء: مفيش حد مبيرقصش غيرك.. ف جيتلك
رهف بسُخرية: دا على أساس إنك كنت هتلاقي حد ترقص معاه؟
عاصم: أنا الليدر.. لو مش عاوز أرقص هطلع فوق
” حبيبي ليلة تعالى ننسى فيها اللي راح تعالى جوا حضني وإرتاح دي ليلة تسوى كل الحياة ”
سحبت رهف النضارة من على عيونه ف كشر وهو باصصلها جامد لكن لون عيونه وحدتهم خلتها ركزت فيهم أوي لدرجة إن هو شخصيًا ملامحه إرتخت
وقال بنبرة تحسها غضبانة بس هادية: إنتي ليه مصممة؟
فضلت متنحة وسرحانة في عيونه بعدها إبتسمت وقالت: اللي عنده نعمة بيتباهى بيها مش بيخبيها
” حبيبي إلمس إيديا عشان أحس باللي أنا فيه، ياما كان نفسي أقابلك بقالي زمان خلاص وهحلم ليه؟ ما أنا هنا جنبي أحلى الناس أنا جنبي أغلى الناس ”
قرب واحد منهم وهما بيرقصوا وقال لعاصم: الغُرف جهزت يا عاصم بيه
عاصم فاق وقال: تمام.
إستغربت رهف وقالت: غُرف إيه؟
عاصم بهدوء: هو إنتي معندكيش فكرة إننا هنبات هنا عشان صعب الرجوع في نفس اليوم؟
شالت رهف إيديها من على أكتافُه وقالت بصدمة: لا معنديش!! إنتوا إزاي متقولوش حاجة مهمة زي كدا! انا اختي هتقلق عليا! إحنا لازم نرجع إنهاردة
مسك عاصم نظارته الشمسية ولبسها وقال: أسف، الرجوع إنهاردة صعب.

 

 

* في قصر أمير الدهبي
كان نايم جنب صِبا وهي حاطة راسها على صدره وحاطة إيديها اللي فيها الخاتم الألماظ بتاع الجواز على قلبه
خبط باب الجناح بهستيريا ف قاموا مفزوعين وأمير من كُتر توتره قال بزعيق: في إيه!
شجن بإنهياار: أبوك ماات يا أمير.. جالي خبره من لندن!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية سفير العبث)

‫30 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *