روايات

رواية ما وراء السطور الفصل السادس 6 بقلم هنا سلامة

رواية ما وراء السطور الفصل السادس 6 بقلم هنا سلامة

رواية ما وراء السطور البارت السادس

رواية ما وراء السطور الجزء السادس

ما وراء السطور
ما وراء السطور

رواية ما وراء السطور الحلقة السادسة

دهب من ورا الباب و هي بتترعش و الد*م على رقبتها : خرجني يا مروان !
مروان و هو بيلمس شعرها إلي طالع من الباب و بنبرة تهديد : هطلعك بس بشرط
دهب بإرتجاف و هي عرقانة و لبسها حرفيًا بقى مبلول عرق من خوفها و رعشتها، قالت و هي مغمضة عينها : قول
مروان ببرود : تسيبِ هُدى لواحدها .. هي كدة كدة مش بنتك، و هطلعك أنا و أُمي
دهب بصدمة و إنفعال و عينها جحظت : لا طبعًا، دي زي بنتي .. دة غير إنها من تيام
مروان من بين سنانه بغيظ : يبقى مفيش خروج ! خلي حبيب القلب لما يجيلك ينقذك بقى
دهب بخوف : لا يا مروان متسيبونيش لوحدي في المكان دة بالله عليك .. مروان .. مروان !
شد شعرها ف صرخت بآ*لم ف قال بتهديد : إطلعي من غير هُدى، بدل ما تفضلوا محبوسين هِنا لحد ما جوزك ييجي .. الله أعلم هيحصل إية تاني
دهب بدموع : الله لا يسامحك أنت و أمك .. و قريب هاخد حقي منكم .. و هعرف إية إلي وراكم و دخلتوا بيتي إزاي
فجأة ظهر صوت أم مروان و هي بتتكلم بعجز : إخرسي يا بت أنتِ ..
إلي ورانا أقوى منك و من جوزك و من أي حد .. إخرسي
مروان و هو بيحرك لسانه على شِفته و بيطقطق رقبته إلي مرسوم عليها وشو*م كتير جِدًا شكلها مُقر*ف : سلام يا قُطة
نزلت دموع دهب بإنهيار و خرجت تأوُه من بين شفايفها من تعبها و خوفها ..
جسمها كان بيرتجف و هتمو*ت من الوقفة و التصليبة دي ..

 

 

و مش عارفة و لا تقعد و لا تغير وضع وقوفها
بس كل إلي كان مهون عليها إن هُدى نايمة في هدوء على صدرها بأمان .. و هي مُبتسمة زي الملايكة
ف إبتسمت دهب بإرهاق و مرارة و قالت بخفوت و هي بتبص لبعيد : يا رب ماتتأخر يا تيام .. يا رب
” في المستشفى ” بقلم #هنا_سلامه.
الدكتور بإستغراب : مفيش أي سبب للحالة إلي إبنك كان جاي فيها دي
تيام و وشه في الأرض و شعره نازل على جبهته، إتكلم بنبرة مهزوزة و ضعيفة : يعني .. يعني إية ؟ مفيش أي سبب إزاي ؟
الدكتور بتنهيدة و هو بيسند ضهرُه : زي ما بقول لحضرتك .. مفيش أي سبب لدة
يعني و لا صر*ع .. و لا تشنجات .. و لا مرض نفسي .. و لا حتى حاجة في مُخُه
بص تيام حواليه في مكتب الدكتور .. المكان و جُدران، مكنوش نُضاف .. جوانتيهات مرمية على الأرض .. د*م على الملاية بتاعت السرير المعدن إلي ياسين نايم عليه بهدوء و سكينة زي الملايكة و لا كإنه كان بيتشنج من ساعات
الدكتور قاطع تفكير و نظرات تيام إلي رايحة جاية : متخفش يا فندم .. أة مستشفى مش قد كدة و على قدنا .. بس أأكد لك إن إبنك سليم .. و مش محتاج دكتور أصلًا
و لو لازم يعني
فرد ضهره على الكرسي و قال : محتاج شيخ ..
بص له تيام بطرف عينُه و قال بصوته العميق و هو حاسس إن جسمه بيو*جعه من الإرهاق النفسي إلي هو فيه : تعرف شيخ ؟

 

 

 

الدكتور بتذكُر : أعرف .. الشيخ عتريس .. حماتي راحت عندُه في مرة و بتقول إنه كويس
تيام بهمس و خفوت : عتريس ؟
” عند دهب في البيت ”
عياطها كان مستمر و هي مش قادرة تقف أكتر من كدة، لحد ما لمحت مقـ*ص على الرُخامة ..
كان قُريب منها، ف بلعت ريقها و بصت على شعرها بطرف عينها بحُزن و قهرة و عيونها مليانة دموع، و لكنها خلاص .. معندهاش حل غير دة
مسكت هُدى بإيد واحدة و بالإيد التانية أخذت المقـ*ص و إيدها بتترعش لحد ما طالتُه
و أخدتُه و فتحتُه ف عمل صوت مع رعشة النور، بلعت ريقها و غمضت عيونها و بدأت تقُص .. تقُص .. تقُص ..
و خُصُلات شعرها الإسود القاتِم المبلولة بتنزل على الأرض جمب رجلها الحافية إلي تحتها السائل الإسود ..
لحد ما قطعت آخر خُصلة و عرفت تبعد عن الباب، ف بعدت بآ*لم و تعب و هي بتفقد توازنها و وقعت على وشها
الإزاز بتاع طبق اللبن الإسود دخل في خدها ف صرخت و هي بتبعد هُدى بإيدها عن الإزاز .. و جسمها على الأرضية الباردة و حواليها شعرها إلي مش مقصوص بتساوي ..
و نفسها بتاخدُه بصعوبة و نهجان و عيونها بترف مع رعشة النور ..
و د*مها بينزل من خدها على الإزاز .. لحد ما إستسلمت و غمضت عينها ..
” عند تيام، في العربية ” بقلم #هنا_سلامه.

 

 

كان ماشي بالعربية لحد ما سمع صوت صلاة الفجر، ف فرمل العربية قدام الجامع ..
بص لِ ياسين إلي نايم جمبه بيترعش و للجامع، رغم إنه عاوز يروح يطمن على دهب و هُدى في البيت الغريب دة و الجيران الأغرب و الأحوال العجيبة إلي بيمروا بيها ..
بس صوت الإمام كان جميل .. كان هادي و يلين قلب القاسي ..
كان في خشوع يهدي العاصي ..
و تنهيدات بياخدها بتعبر عن ندوب تيام في طفولته ..
محسش تيام بنفسه غير لما نزل من العربية و قفلها و راح ناحية الجامع الصُغير إلي كان وسط أرض زراعية ..
المكان كان هادي و ريحة الزرع جميلة .. إستنشق تيام الهواء بتعب و كإنه طفل و دي أول دقايق لُه في الحياة و بيتنفس بعد ما خرج من بطن مامتُه ..
قلع جزمته و دخل الجامع، لقى عدد قُليل بس إلي في الجامع بس الشيخ كان بيقيم خلاص ..
ف راح يتوضى بسرعة .. هو مش فاكر الترتيب بتاعهم .. بس كان بيتوضى .. كانت نيته إنه عاوز يطهر نفسه و يروحه و يترمي على السجادة بين إيد ربنا و يشكي و يعيط و يحكي و يدعي في سجوده ..
” الله أكبر ”
غمض عينُه مع التكبيرة الأولى في الركعة الأولى في صلاة الفجر ..
بدأ يقرأ سورة الفاتحة لحد ما قاطعُه صوت الشيخ و هو بيقرأ الفاتحة .. قلب تيام ساعتها كان بيدُق بهدوء و راحة ..

 

 

 

جسمه بيترعش من كلام ربنا .. لأول مرة جسمه ميرتعش من الخوف أو الرُعب أو ضر*ب أبوه أو قتـ*ل أخته قدام عينه و د*مها السُخن بيسيح على الأرضية الباردة قُدامه على إيد مامته إلي الوشو*م على طول إيدها .. و كتاب السحـ*ر مش بيفارق أناملها ..
محدش كان بيصلي بِ تيام غير أبو دهب .. كان بيحبه و بيعزه .. بس مامة دهب إلي هي خالة تيام كانت بتكر*ه أختها عشان أعمالها دي .. و بعدوا دهب عن تيام و بيت تيام بعد مو*ت سلوى ..
و من يومها تيام بدأ يتعذب و يتعب في حياته ..
” سبحان ربي الأعلى ”
قالها تيام و دموعه نازلة على سجادة الصلاة .. شهقات بتطلع بين كُل كلمة و التانية ..
روحه بتهدى و بتستكين و هو بيتكلم مع ربنا بخشوع رهيب ..
طول الإمام في الركعة الأخيرة في السجود ف قال تيام بدموع و خفوت : يا رب .. يا رب أنت عالم إية إلي بيا و إية إلي جوايا .. أنا تعبان و عارف إني بعيد .. بس غصب عني .. بس من النهاردة مفيش أعذار يا رب ..
بس سامحني يا رب .. و إبعد عن مراتي حبيبتي و بنتي و إبني أي سوء يا رب .. يا رب و عني يا رب
تيام مكنش عارف دموعه دي هتبطل صلاته و لا لا … بس هو مكنش قادر .. كان عاوز يبوح .. كان تعبان .. كان بيرتجف ..
لحد ما قال التشاهد، ف سلم الشيخ ف سلم تيام و قال بتنهيدة حارة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقى فجأة إيد الشيخ على كتفه، ف بص لُه تيام ف قال الشيخ بنبرة هادية و حنينة، مسمعهاش تيام و لا مرة من أبوه : قوم يا إبني .. قوم

 

 

 

قام تيام معاه و قعدوا في ركن في الجامع ف قال الشيخ و تيام عينه حامرة
الشيخ بطيبة : أنتَ كويس ؟
تيام بربكة و عيونه فيها دموع كإنه طفل بيغر*ق مستني حد ينقذُه : مش عارف
الشيخ بثقة و لباقة في الحديث : قول الحمد لله على أي حال أولًا، ثانيًا نبدأ نحسن الحال دة بالقُرآن و الصلاة و الدُعاء يا إبني
تيام بتنهيدة : أنا مش عارف إتوضيت صح و لا لا .. صلاتي إتحسبت و لا لا ؟ مش عارف
كان تيام بيتكلم بتوهان، بس الشيخ جاوب عليه و على أسألته و بدأ يساعده .. لدرجة إن الساعة بقا 6 الصُبح !
إستأذن ساعتها تيام من الشيخ و أخد عربيته و روح ..
بعد ما إتعلم الوضوء الصحيح و يصلي جماعة بأهل بيته إزاي
شال تيام ياسين و طلع بيه البيت، البيت كان هادي، مكنش فيه صوت ..
قلق تيام و حط ياسين في السرير و طلع يدور على دهب و هُدى فوق ..
و أول ما طلع إتفاجأ بشعر على الأرض من برة، و صوت عياط هُدى من المطبخ ف قال بفزع : دهب !!
جري على الباب و حاول يكسـ*ره بس خشبه كان متين، لكنه قال بيقين : يا رب .. بسم الله الرحمن الرحيم
و بالفعل كسـ*ر الباب، بس لما دخل لقى هُدى بتعيط و بتصرخ من الجوع و دهب مغم عليها و هي بتشهق
نزل تيام و شال دهب و شال هُدى من على الأرض، و خد دهب على السرير و هُدى من صريخها نامت
ف قرب تيام على دهب و شال الإزاز من وشها وسط تأوُهاتها بوجع ..
ف قرب تيام و با*سها برقة من خدها السليم و هو بيشدها بهدوء لحضنه : ألف سلامة عليكِ يا نور عيني ..
باس راسها و نايمها و دخل خد شاور، و لبس هدومه و نام جمبها في هدوء لأول مرة في البيت دة ..
” بليل ” بقلم #هنا_سلامه.

 

 

 

صحي تيام و بدأ يفتح عينُه بتعب لقى دهب بتدي الرضعة لهُدى و ياسين قاعد تحت رجل تيام بيلعب بالقطر
ف أول ما صحي قالت دهب بتنهيدة : ياسين، خُد هُدى و إطلع برة يا حبيبي .. عاوزة بابا في حاجة
ياسين بطاعة : حاضر يا ماما دهب
أخد هُدى و طلع من الأوضة ف قام تيام و قال بقلق : مالك ؟
دهب بدموع : مالي ؟ لا بجد .. جاي تسأل مالك دلوقتي ؟
أنا .. أنا بنهار يا تيام .. أنا تعبت خلاص !
أنا عيشت ليلة مُرعبة إمبارح يا شيخ !
و أنا لوحدي .. من ساعة ما بقيت مراتك و أنا متبهدلة فعلًا
أنا خلاص .. خلاص تعبت !
تيام بصدمة : في إية !! أول مرة تكلميني كدة !! و زعلانة إنك بقيتي مراتي كمان ؟؟ هو في إية !! أنتِ كويسة ؟؟
دهب بجنون و هي حاسة إن في أصوات وسوسة حواليها : أنا مش هبقى كويسة لو فضلت على ذمتك يا أخي !

 

 

 

أنتَ فعلًا مجنون يا تيام .. أنتَ فعلًا لعنة زي ما قولت .. مقدرش أفضل عشان حُب و كلام من دة !
تيام بقهرة : أنتِ عاوزة تتخلي عني !!
دهب بصريخ و صوت عالي و هي بتحاول تغطي على صوت الوسوسة إلي هي حاسة بيها في ودنها : أيوةةةةة ! أيوة عاوزة كدة !!
بص لها تيام بضعف و هو حاسس إنه بينتهي، خلاص دي نهايته فعلًا .. حتى حُب حياته هتمشي
تيام بإرتجاف : ماشي .. هطلقك .. خلاص ؟
دهب بصريخ : إرمي يمين الطلاق عليا !
قالتها بإنهيار و وشها أزرق و شفايفها ناشفة، كإن روحها مش فيها .. شعرها منكوش، و كإن في سكيـ*نة بتطـ*عن في قلبها و روحها !
تيام بزعيق : ___________________________
دهب بصدمة : _________________________

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على 🙁رواية ما وراء السطور)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *