روايات

رواية أترصد عشقك الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم ميار عبدالله
رواية أترصد عشقك البارت الرابع والخمسون
رواية أترصد عشقك الجزء الرابع والخمسون
أترصد عشقك
أترصد عشقك

رواية أترصد عشقك الحلقة الرابعة والخمسون

 

وللحب تأثيره
مزلزل
مدمر
يسحق جوارحي برهن انتظار شارة الموافقة
وللحب،،
عتاب
وحزن
وجراح للعاشقين
وللحب،،
غيامات هادئة
ونسيم بارد يهدئ من ثورات العاشقين
وللحب،،
براكين ثائرة ملقاة بحمم الغضب والغيرة لا تبقى شيئًا ولا تذر!!
يوم زفاف عاصي ووجد،،،
تطالع المرآة وارتسم ثغرها ابتسامة عاشقة، متوترة، وجلة بخوف
تخشى الفرح والضحك.. تخشى الاطالة ليقف الحياة كبشرى ساخر شاهدًا على ما يحدث
يخبرها بكل بساطة أن ما تتمناه يتحقق، لكن المبالغة به.. تنسف جميعها!!
عضت وجد باطن خدها وارتعاش يديها بات مصاحبًا لها فى الاونة الأخيرة، تضم كفى يديها بقوة وحدة تسيطر على كافة اختلاجات قلبها وروحها
السكن لن يكون سواه
والحب لن يكون لسواه
هذا ما اكتشفته
قلبها هذا لن يستطيع إعطاء الحب بقدر ما تمنحه له
ذلك الوسيم الجذاب عضلى الجثة ذو عيون خضراء يفتح لها بوابات الربيع فقط فى حضرتها
لقد تاهت فى مدارات عشقه
وعشقت كل أثر يخلفه حولها
وباتت عاشقة
بل على شفا يأس أن تدير عقلها ليوازي دفات العلاقة بينهما
بقدر حبه
بقدر عشقه
لكن العقل يخبرها بمدى ضرورته فى حياتهما الزوجية، بقدر جنونه وعبثه ووقاحته.. الا انه يخبرها ببساطة أن حياة النعيم والجنة تلك فى شهر العسل وما يبقى هو الود والرحمة كى تتعاضد أواصر علاقتهما
فالحب فقط واجهة، بل طعم كالسكر والملح فى الطعام..
رفت بعينيها تجاه فستانها الملوكى، كما اختاره واشتراه خصيصا بمبلغ لا يستهان به من مصمم عالمى، تعلم مدى اعتزازه وفخره بنفسه .. رجلها عصامي من الدرجة الأولى
رمقت فستانها الأبيض كاميرات ديزني بتموجاته وضيق الخصر وجسدها المثالي بأكتاف متساقطة عدلها هو ليغطيها حتى الكمين .. ذلك الزوج الغيور ضحكت بخفر وهى تنظر الى بداية نحرها العارى
سيجن جنونه .. تعلم
لكن ستهدأ ثورات قلبه بقبلة قرب شفتيه سينسيه اسمه!!
عقلها بدون وعى عاد لليلة الماضية حينما حضر مباغتة الى قصر منزلها وساور بها الشك لحضوره المباغت …
هبطت السلالم وتوجهت نحو مكتب جدها و عينها تقع على جدها برهبة وخوف
اعصابها المتلفة لا تتحملها لكى يأتى هو ويزيد من تلف اعصابها، من فرط توترها تحلم بكوابيس ليلة زفافها سرعان ما يطمئنها جدها انها مجرد اضغاث احلام
وأنه لا يوجد شىء يستدعى كل القلق والتوتر
شعرت بقرصة قوية اسفل معدتها، جراء توترها لتفتح باب المكتب وهى تنظر اليه بوجل لتهمس اسمه بخشية فسخ اقترانه بها
-عاصي
استقام عاصى من مجلسه وهو يقترب منها، توتره لا يقل عن توترها.. امسك بكفى يديها الباردتين، يبث بهما دفئًا جعل جسدها يرتعد سرعان ما استجاب لدفئه لترفع عينيها الزائغتين محدقة في خضرة عينيه
وعينيه كفيلتين لدحر اى خوف يساور قلبها..
ارتجف قلبها بوهن وعينيها تهبط من عينيه الدافئتين الى شفتيه المغويتين
أيعلم رجلها ان شفتيه مغويتين ام تخبره بهما
أ تخبره انها تود قبلة منه.. قبلة حياة حتى يستكين جسدها المرتعد بين جنبات صدره!!
لعنت أفكارها المنحرفة التى بدأت تتوارد فى عقل الآخر، كونها شفافة امامه جعلها تخجل وهى تهبط بناظريها لتسمع صوته الدافئ
-اهدى متتوتريش، عارف انا توتر العروسة قبل الفرح
هزت رأسها تحاول نفض تاثيراته الباقية لتهمس له
-انا اتفاجئت، طمنى توحة كويسة
ضغط على ساعديها تلك المرة ليجعلها تنظر له، ابتسمت وهى تسمعه يقول بصوت هادئ
-توحة مية فل وعشرة اهدى
تسارعت انفاسها وبدأ شبح ماضيها يلاحقها لتنظر اليه بخشية لتغمغم بقلق
-طب ايه، لما قالولى انك هنا اتخضيت
تلك المرة ازداد قربه ليسحب جسدها بين أضلعه، استكانت على قلبه الهادر ووعوده المقدسة تتلو بلحن ناعم يتسرسب فى اذنيها لتسمع صوته المنادى بإسمها
-وجد
امسك ذقنها لترفع رأسها محدقة فى عينيه بوجل، واشباح ماضيها تقتات من روحها ليضم وجهها بكفيه الخشنتين قائلا باطمئنان
-اهدى، اهدى، اتنفسى كويس
مع رؤية لمعة عيونها استعدادها للبكاء، تنهد مبتسمًا بيأس ليقول بمشاغبة حلوة
-الواحد مش هيعرف يتكلم معاكى جد بعد كدا
ابتسمت وجد وهى تزيل عبراتها المهددة بالسقوط لتهمس له بيأس
-انت عارف كام سيناريو وحش بيدور فى دماغى
ووعده الناطق كان كسيف بتار نحر أي مخاوف أو أشباح تحاول الظهور
-سكتيه وقوليله انى مش هخذلك ابدًا
مع رؤيته تبدلت ملامح وجهها الى سكينة حتى ابتسم فى وجهها، قائلا وهو يهبط بذراعه الى خصرها
-اقعدى
انكمشت وجد لا اراديا متشبثة بعناقه الدافئ، ورائحة عطره لها الأفاعيل لطمئنتها
-لأ، خلينى فى حضنك
اجلى عاصي حلقه وعينيه ارتفعت تجاه الباب المغلق، ولولا المتبقى من عقله، لربما ارتكب فضيحة شنعاء هنا.. سألها بمشاكسة
-حضنى عاجبك
رفعت رأسها محدقة فى خضرة عينيه، ربما هما داكنتين، لكن ما بثته أمام وجهه جعلتها ترى اومضة بارقة تتلألأ تلك الحدقتين
-بحس انى مطمنة يا عاصى، احساس مجربتهوش مع راجل قبل كدا غير جدو، عارف يعنى ايه من مجرد حضن الاقى فيه أمان
ضغط عاصى بكفيه على ساعديها وهو يميل رأسه مختطفًا ثغرها، ضاربًا بكل بنوده ووعوده فى عرض الحائط
شهقة منفلتة اخرست تماما حينما اكتسح شفتيها ويديه تعيثان فسادًا فى جسدها، مستقبلا اشواقه وحممه اللاهبة
تربت على موضع قلبه وهى ترى تشدد ذراعيه حول خصرها، لكن فعلتها ما زادته سوى جنونًا … مطيحا بها التثبت والتروي لتركب مع سفح جنونه..
انفصل عنها بأنفاس لاهثة، و جحيم مستعر يتأجج في صدره تجاه قرب أوشك على الوصول له، لكن يلزمه التروى!!
حدق بوجهها الكفيل بفضحه امام عائلتها مما كانا يقومان به عبثا فى غرفة جدها المغلقة، ارتعاشة شفتيها وهى تحدق نحوه بعاطفة جعلته يقترب منها ثانية يسكت ارتعاشة شفتيها بخاصته طابعًا عدة قبلات سريعة ليهمس فى وجهها بحدة
– انتى بتصعبى الكلام اللى هقوله
وضعت كف يدها على شفتيه، وحمرة وجنتيها وارتعاشة جسدها نتيجة استقبالها لاشواقه جعلها تمسك بالطرف الضعيف المتبقى من تعقلها، لتهمس بارتجاف أسفل عينيه النهمتين
-سمعاك
زفر عدة مرات محاولا طرد أى تأثير خبيث لإشباع تلك المرأة جموحه، امسك بوجنتيها لينظر الى عينيها الدائختين من استقبالها لاشواقه
جزء ذكوري منه، سعيد .. كطاووس منتفش بريشه البهى.. غمغم بخشونة
-وجد انتى عارفة انى عصبى صح
هزت رأسها بإيماءة واضحة وهي تحدق به بعبوس محاولة امساك طرف خيط للذى يريد الوصول اليه
-ومش بحب الشغل المايل
تنهد عاصى بحرارة، والنيران المستعرة في جوفه لم تخمد ليزمجر بوحشية
-الحياة اللى هنعيشها مش هتكون طول الوقت قلوب ودباديب، ومش هكون جنى علاء الدين اللى ينفذ طلباتك كلها
التمست وجد جدية حديثه، لتحدق في وجهه للحظات.. لتهمس بخجل
-عارفة
الصرامة والجدية التي اعتلت وجهه أغفلتها وهي تسمعه يتمتم بصلابة
-فلوسى انا من تعبى وشقايا هتبقى لينا احنا يا وجد، للبيت وللعيال انا مليش علاقة بفلوس توحة
تنهدت براحة، حسنًا هل هذا ما جاء ليقوله، لقد ظنت أسوأ من هذا، رفعت يداها لتمسك كفيه المحتضنة وجنتيها لتهمس
-وانا عمرى ما هسأل عن ده نهائى
تعلم مدى حساسيته لهذا الأمر، وما يعززه هو عمتها، هى فخورة به وبما يحققه وما يقدمه لها، وآخر ما تفكر به المال
تنهد عاصى براحة ليبتسم قائلا بمشاكسة
-متقلقيش مش لدرجة فى يوم مش هنقدر ناكل عشا، بس هتبقى كل حاجة بالمعقول .. وفلوسك الحلوة دى تخليها ليكى ولنفسك بس
ارتسمت ابتسامة ناعمة على ثغرها لتهز برأسها قائلة
– تمام يا عاصى انا مش عارفة فين المشكلة احنا اتكلمنا فى الموضوع ده قبل كده
شاركها مخاوفه قائلا
-انا خايف، بعد كده نتغير بسبب الفلوس
تجمدت ملامحها لتشرس بعدائية قائلة بحدة
-وانت فاكرنى بنت هايفة كل همها الفسح والخروجات وهنسافر فين فى الصيف وهنقضى الـ honeymoon فين
هم بالرد عليها، إلا أنها تابعت بحدة وهي تضع إصبع السبابة على صدره قائلا بهجوم مندفع
-انا لو كنت عايزة العيشة دى كنت اخترتها من بدرى يا عاصى، انا عايزة راجل فى حياتى.. فاهم يعنى ايه راجل
دفعته تلك المرة بكلتا كفيها ليرتد خطوة للخلف أثر دهشته، غمغم منادى اسمها بهدوء
-وجد
تصلبت ملامح وجهها وهى تجز على اسنانها بعصبية لتهدر فى وجهه
-فاكرنى عبيطة ومندفعة بتهور الحب عشان لقيت واحد مختلف عنى وقولت هو ده اللي اتجوزه ولا قصص الروايات مش كدا
اندفعت تلك المرة تمسكه من قميصه بقوة ترفع بجسدها لتصبح موازية لطوله لتهمس بحدة
– اياك تستقل بنفسك تانى فاهم، أنا حطاك فى مكانة لو تعرفها مش هتستجرأ تقول وضعى الاجتماعى ووضعك، ولما اختارتك اختارتك عشان انت .. عاصي الرجل الشهم الجدع الحنين الغيور العصبى شويتين، لقيتك عوض مستنياه من سنين
حدق بها مندهشا، وهو يرى وجد.. انثاه التى تدافع عن نفسه بكل جسارة ووحشية، تقاتله هو.. ما بالك بالآخرين
ابتسامة واسعة زينت شفتيه وهو ينظر الى جنونها وعصبيتها التي ستنافسه للأعوام القادمة لينتفض من شروده على هزه عنيفة من جسده جراء يديها ليسمعها تصرخ فى وجهه
– وانا مش هسمح لمجرد هواجس فى دماغك تبعدك عني، انت فاهم
ومكافئته كان مائلا برأسه مخرسًا شفتيها، مدحضًا مقاومتها، ساكنًا جسدها، مربتًا على قلبها
فوجئت بمباغتته، ورغمًا عنها استسلمت يبثها اشواقه ومكافئته على ما تفوهت به، استفاقت من غمرتها حينما اصطدم ظهرها بشئ بارد لتنظر الى حالتها بين ذراعيه والحائط خلفها، قالت بنبرة لاهثة
-عاصي أعقل أرجوك، جدو ممكن يدخل
رفع رأسه محدقًا نحو عينيها وعلى شفتيها التى انتهكهما بعشقه ليغمغم بجنون
-اسيبك ازاى بعد كل اللى قولتيه ده
وضعت يديها بقوة على صدره الصلب لتهمس
-استنى شوية لبكرا، مش ههرب منك
عاد الادراك لوعيه قليلا لينتبهان انهما داخل غرفة جدها، اللعنة ماذا سيقول جدها الان عنهما؟!!
حاول تعديل هيئتها التي ستفضحهما، الا ان وجهها المحمر وأثره على شفتيها سيخبره لا محالة
تريث قليلا وهو ياذنها بالخروج، لتتقدم وجد عدة خطوات تجاه الباب، إلا أنها عادت مرة اخرى محتضنة إياه من خلف ظهره هامسة
-بحبك
………
عودة فى الوقت الحالى،،
تقدمت آسيا بثوبها الأزرق منافسًا زمرد عينيها باحتشامه الهادئ الذي اختارته وجد لها كوصيفة للعروس، رغم عدم اقتناعها به تماما الا انها لم تستطيع رفض طلب الفتاة
ارتشفت عصير التفاح على مهل وهي ترى لمعة عينا وجد العاشقة، تنهدت متحسرة على حالها السابق
كانت مثلها
بنفس شغف العشق المتلألأ فى حدقتى وجد
بنفس حالة الرهبة، والترقب كحالها
الا شئ واحد
فستان زفاف ابيض لم ترتديه واكتفت فقط بفستان ليلى ابيض بناء على رغبته هو
أكثر ما تكرهه في فساتين الزفاف كونها جالب للشؤوم ولم ترغب بارتداءه
الا ان وجد لاق عليها جدًا
شعرت بالغبطة تكتنفها وهى تراها كأقرب من أميرة الحكايات خرجت من قصة لتتجسد على الواقع، انتبهت على صوت مصففة الشعر التى تسأل وجد مما جعل اسيا تقترب منها مقرصة إياها من كتفها قائلة بمشاكسة
-واضح ان العروسة واقعة بشوشتها فى العريس
-آسيا
ابتسمت اسيا وهى تقول بمشاكسة
-ايه اسيا دى، من الصبح الست بتقولك style شعرك مضبوط ولا تحبى تعدليه، وانتى ولا بتردى
ضيقت آسيا عينيها وهى تقترب منها هامسة بخبث
-شكلك كده يا خبيثة بتفكرى فى ليلة الدخلة
اتسعت عينا وجد هلعًا من جرأتها العلنية أمام الفتيات، لتلكزها قائلة بنبرة ناهرة
-بطلى قلة ادب، انتى عارفة افكارى مبتوصلش لافكارك المنحرفة دى نهائيًا
ضيقت عينا اسيا بتشكك خاصة أنها رأت حالتها امس حينما جاء عريسها المتلهف لزيارتها، لتهز رأسها قائلة بنبرة ذات مغزى
-عادى وان كنتى انتى مبتفكريش، فيه واحد بيفكر
عضت وجد على شفتها السفلى بقوة، تعلم أن اسيا لن تنهى وصلة وقاحتها تلك، منذ أمس امسكتها بالجرم المشهود حينما خرجت كالمجنونة من غرفة جدها، صاحت بنفاذ صبر
– هتبطلى قلة ادب دى امتى
هزت آسيا رأسها نافية قائلة بجدية شديدة
-خلى بالك دى حاجة بتميزنى
حدقت وجد باستنكار لتقول لها
-بتميزك فى ايه يا مدام آسيا
حركت آسيا خصلات شعرها بتباه فاخر قائلة
-انى جريئة عن ستات كتير هنا، بعرف كويس انا عايزة ايه، انتو اللى عندكم جهل
حدقت وجد باستنكار لتهز رأسها بيأس قائلة
– جهل فى قلة الادب!! لا شكرا خليهالك
طرقات صاخبة على باب غرفة الفندق المخصص لحفل زفافها، اتبعها دخول جيهان الصاخب بابتسامة متسعة مرتدية ثياب باللون الازرق مشابه لأسيا لتتقدم تجاه وجد قائلة بعبوس
– ايه عروستنا الحلوة مكشرة ليه
لوت آسيا شفتيها بلا مبالاة قائلة
– اتكسفت من مجرد انى بفكرها بليلة الدخلة
احتقنت وجنتى وجد حرجا وهي ترى تلون وجنتى مصففة الشعر وخبيرة التجميل التي تلملم أشياءها لتكون جيهان بالقرب من آسيا قائلة بوقاحة شديدة
– والله انا خايفة عليكى ليكسرك من غباوته، وترقدى في المستشفى
ضحكة شامتة خرجت من شفتى آسيا، عداك عن مصففة الشعر التى تحاول كتم ضحكاتها، لتعبس وجد بقهر وهي ترى تجمع الوقحتين معًا، دلالة على خسارتها فى أى معركة ستخوضها.. جزت على اسنانها قائلة بعنف مخرسة كلتاهما
-مين ده اللى يكسرنى يا جيجى، لا اطلعوا انتوا الاتنين برا مش عايزة حد فيكم
عينين ماكرتين لا تجتمع سوى فى الوقاحة بادلتها كلا من آسيا وجيهان لتقول آسيا ببرود
-انتى اللى خسرانة
طرقة هادئة جعلت وجد ترفع رأسها تجاه الباب عالمة أن القادم هو جدها، دليل على اقتراب الوقت.. عاد التوتر يرعد فرائصها، تقدم الجد وهو يبتسم تجاه جيهان التى فتحت الباب، رفع رأسه تجاه حفيدته وهى عروس ولاحت الصدمة على محياه
لحظة صمت يدرسه وهو يتأمل ملامح صغيرته وهو يراها اليوم قد شبت وغدت عروس
شريط عمرها مر كالبرق وعينيه دمعت متقدمًا تجاهها، محتفظا بتلك الذكرى تحديدا داخل دهاليز عقله..
فركت وجد كفيها بقلق، وصمت جدها حسنا كان سيئا جدًا، سألته بقلق
– طالعة حلوة ؟
هبطت دمعة ازالها سريعًا ليقترب منها محيطا بكلتا وجنتيها طابعا قبلة على جبهتها، مما جعل وجد تبتسم فى وجهه حالما نطق بهمس خشن
-زى ما كنت متخيلك يا بنتى
تجمعت الدموع فى مآقيها مستفزة اياها للخروج مما جعل جدها يزيل دمعة عابرة ستفسد زينتها، نحنحة صدرت من انثى جعل وجد تنتبه لوجود عمتها مما جعلها تقترب منها محتضنا اياها بقوة اجفل جميلة، التى سرعان ما استقبلت أحضانها بدموع صامتة
تشبثت وجد بقوة فى احضان عمتها التى اعتبرتها كابنة، انفصلت عن عناقها وهى تبكى بصمت مما جعل جميلة تهمس بحذر
– لا متعيطيش، مش عايزين نبوظ الميك اب
امسكت كفى عمتها بقوة وهى تنتظر دعم قوى منها، رغم كل شئ الا ان دعم عمتها ومباركتها هو ما ترغبه، غمغمت وجد قائلة بهمس خافت تسمعه فقط عمتها
– سعادتى معاه هو وبس، ارجوكى تفهمى ده
اومأت جميلة رأسها بتفهم، رغم كل شئ وتحذيراتها إلا أنها لا تملك حقا سوى النصيحة لتهمس لها
-فاهمة يا وجد فاهمة، مش عايزاكى تندمى فى يوم
تنهدت وجد قائلة بيأس من محاولاتها التى تنتهى بالفشل لإقناع عمتها
– مش صغيرة انا، حاسبة كل حاجة بعقلى وقلبى
رفعت عيناها تجاه غالب الذى استشعر شئ خاطئ مما جعله يحدجها بنظرات قاتلة، جعلها تزدرد ريقها محتضنة وجنتى وجد مرتسمة ابتسامة ناعمة على شفتيها قائلة بابتسامة
-ربنا يسعدك يا حبيبتى، انا مش عايزة اشوف غير سعادتك
ارتسمت ابتسامة على شفتي وجد، يكفي انها اخذت مباركة عمتها، والأيام القادمة كفيلة باقناعها بأن عاصى هو افضل رجل لها
تنحنح الجد قائلا بمشاكسة محببة
-وجدو ملهوش حضن يا وجد
ابتسمت وجد بمرح وهى تركض لتعانقه بقوة ليربت غالب على ظهرها هامسا
– كبرتى يا روح جدو وبقيتى عروسة
نظرت الى عيني جدها قائلة بتساؤل
– طالعة قمر يا جدو
أومأ الجد موافقا ليغمغم بصدق
– زى البدر فى ليلة كماله
انفرجت شفتيها عن ابتسامة متسعة لتضحك بمرح قائلة بمشاكسة
– يا سيدى يا سيدى، هعمل ايه من غير غزلك
تنهد الجد وهو يشعر بالوحشة لمغادرة منزلهم، هو لا يصدق ان الصغيرة لن تكون فى منزله وتحت رعايته، بل مشاركتها على طاولة الطعام، بلع غصة مختنقة وهو يغمغم بمرح مصطنع
-عندك جوزك يبقى يتغزل براحته
استشعرت وجد نبرة جدها المختنقة، لترسم ابتسامة شاحبة على شفتيها وهى تهز رأسها نافية
-لا يا جدو مش هيوصل زيك برضو
رفعت عيناها سريعا تجاه آسيا التي تتابعهما بوجوم وملامح منغلقة، تعلم انها مازالت مصرة على الطلاق، ولؤي حسنا اختفى من الساحة تلك الايام السابقة، لا تعلم أبسبب طلب جدها أم هو ترك لآسيا وقت للتفكير!!
طرقات هادئة اعلمها ان الوقت قد حان، وما ان دخلت شادية بابتسامة عملية رزينة بفستانها الأسود الكلاسيكي حتى ابتسمت ما أن رأت الجد والعروس لتغمغم
– مساء الخير
اومأ غالب برأسه قائلا بنبرة دافئة
-اهلا يا بنتى
هزت شادية رأسها بتحية وهى تقول بعملية شديدة قبل أن تنسحب من الغرفة بهدوء
– خمس دقايق حضرتك تنزل مع العروسة، كل حاجة جاهزة منتظرين بس تشريف العروسة
ترددت وجد قليلا لكنها تحكمت سريعا ان تقول بنبرة مرتفعة بعض الشئ وهي ترى انصراف شادية
– شكرا يا شادية
توقفت شادية عن السير، لتلتفت بجسدها وهي ترفع كفيها قائلة
-مبعملش غير شغلى يا وجد، مبارك ليكى
ارتسمت وجد ابتسامة ناعمة على شفتيها، وهى تشعر ان صفحة جديدة بيضاء بينهما فتحت لتبتسم قائلة
– عقبالك
تجمدت الابتسامة على وجنتى شادية، بل ماتت تمامًا مما جعل جيهان تقلق وهى ترى انسحاب شادية الهادئ
– عن اذنكم
شعرت وجد بالقلق وهى ترى انسحاب كلتا الشقيقتين مما جعلها تنظر الى جدها الذى طمئنها بربتة على ظهره ليقول لها بهدوء
-جاهزة يا وجد
وتلك المرة كانت وجد شمخت برأسها عاليًا، والاميرة على أهبة الاستعداد لمقابلة أميرها!!
………
داخـل القـاعـة،،،
واقفا على اعصابه رغم تصلب جسده، لكنه يشعر بجسده كوتر مشدود .. رافعا بعينيه تجاه الباب المغلق الذى ستطل عليه اميرته في أقرب لحظة!!
ومضات سريعة ليوم أمس المحفور فى ذاكرته لن ينساه مطلقًا، رغم كل شئ لم يتوقع ما أقدم على فعله!! الا ان استسلامها تبًا.. جعله يرغب بالمزيد دائمًا منها
سمع غمغمة تحية الحانق حينما أبصرت جميلة التى تنظر نحوها بترفع
-والله لو العقربة عمتها جت تبوظ الجوازة، لاقلع الجزمة وارنها علقة
ضحكة انفلتت من شفتيه وهو يتقرب من جدته ليحتضنها قائلا بنبرة دافئة
-توحة، الله يهديكي اهدى… الست متكلمتش بحاجة
دفعته جدته بحدة من عناقه لتقول بتوعد
-وهى تستجرأ يا واااد، طب خليها تفتح بقها كدا الله بسماه لاخلى جسمها ده كله متعرفش تتحرك بيه
زمجرت تحية بوحشية حينما تقابلت عيناها مع غريمتها، ولن تنكر أنها رأت الخوف في عيني غريمتها، لتبتسم بظفر وهى تشعر بانتشاء غريب مما جعل عاصى يبتسم بمشاكسة قائلا
-انتى بتابعى عصابات اليابانيين ولا ايه يا توحة
همت بالرد عليه، الا ان صوت الموسيقى صدح في الأرجاء جاعلا الهمهمات بين الجميع تسكن لتقول تحية بلهفة
-اسكت يا واد، دخلة العروسة بدأت
استعاد تصلب جسده وهو ينظر تجاه باب القاعة التي فتحت على مصراعيها لتنغلق جميع الأضواء ما عدا ضوء ابيض لتتقدم ثلاث فتيات صغيرات بثياب بيضاء حاملات سلة من الورود لينثروها على الأرض تبعها دخولها .. انحبست انفاسه ووجيب انفاسه تضخم بشكل لم يتصوره
ربااااااااه
اميرة
تلك المرأة أميرته!!
حدق بعينين لم تتزحزح عنها مقدار انش نحو ثوبها المرفرف ليضطرب قلبه بجنون، وكل خطوة تتقدمها تجاهه يجعله يعطيها وعدًا من رجل حر نحو امرأة عمره
اتسعت ابتسامة وجد وهى ترى وعده الغير منطوق، احمرت وجنتيها وهى ترى نظرات الاعجاب والحب فضحته كليًا كفيلة اياها بعدم سؤاله فى الوقت الحالى عن شكل فستانها
وصلت امامه وفوصل بينهما خطوة واحدة.. خطوة واحدة لتكون بين ذراعيه، هم بسحبها بين ذراعيه، إلا أن غالب نطق بطلب تجاه زوج حفيدته
-حطها فى عنيك، انا بديك ماسة حياتى
أجبر عاصى على الالتفات تجاه جدها، لينطق بحشرجة ووعد لا ينفذه سوى الرجال
-فى عنيا يا غالب باشا
وغالب اختبر معدن الرجل، ليعيطها له مع مباركته لهما، امسك عاصى بكفيها بوجل للحظة
ما فات بينهما كان شئ
وما يعيشه الان فى تلك اللحظة شئ اخر
الاميرة خرجت من قلعتها الحصينة اخيرا وزفت له، غمغم بنبرة خشنة متفرسا فى ملامحها بعشق جارف
– طالعة
ضحكت بانثوية جذابة وهي تقاطعه قائلة بلهفة
– ايه
امسك بكفيها بقوة، مختبرا ملمسهما، محاولا تصديق ما يحدث.. المرأة التى أمامه هى زوجته، غمغم بنبرة خشنة
– لسانى عاجز عن الوصف.. طالعة زى أميرة الحكايات
لمعت عيناها بتقدير لما قاله، لتميل بجسدها، تبادر هى باحتضانه لتهمس فى أذنه
-أميرة حكايتك انت يا عاصي
******
تتحرك جيهان باغواء تام تعلمه جيدًا وهى تسير بفستانها الملوكى بتبختر تام، جعلها تشعر بكونها أميرة رغم أن الأميرة الأصلية بين أحضان زوجها.. لمحت شادية تهاتف أحد العاملين عبر سماعة البلوتوث وبجوارها كلا من معتصم ونجوى مساعدتها بثوبها الأسود العملى لتقترب منها قائلة بمشاكسة
-الجو العام مش بطال
ابتسمت نجوى ما أن هزت جيهان راسها بتحية لها، لتستأذن مغادرة وشادية تغمغم بحنق تام
-جاية تدينى رأيك فى شغلى يا جيجي
انفجرت جيهان ضاحكة وهي تقترب منها بمشاكسة
-الله مش هتعمليلى فرحى، يبقى لازم الغى اى صلة قرابة ما بينا واتعامل معاكى بعملية
رفعت شادية حاجبًا شريرًا وهى تجز على أسنانها قائلة
-وياترى الشغل يا جيجي هانم عجب حضرتك
نظرت جيهان الى اصابعها المطلية باللون الأزرق النيلى، لترفع عينيها قائلة ببرود
-مش بطال قولتلك
تلك المرة أصدر ابيها صوت حانق، مكتفيًا بمشاكسة الشقيقتين
-بطلوا وشوشة تعبتوني
تلك المرة لوت شادية شفتيها بحنق، وران الصمت بينهما الا من اصوات الموسيقى الهادئة التي يرقص عليها العروسان.. صاحت جيهان بحنق ما ان سمعت خبر سفرها المفاجئ
-بس انا مش فاهمة ايه قرار سفرك المفاجئ
القت شادية نظرة عابرة قائلة لها بغيظ
-شغل يا جيجي، ما انتى بتسافرى كنت بسألك بتسافرى ليه
هز معتصم راسه بيأس وهو يهمس بحدة
-بنات
رفع معتصم وجهه يسأل شادية بهدوء رغم قرار سفرها المفاجئ الذى قالته هذا الصباح
-هتقعدى قد ايه
ابتسمت تجاه والدها هامسة بهدوء
-اسبوع مش هطول يا بابا
أومأ رأسه بتفهم، ليرن الصمت بينهما قاطعة حمحمة رجولية ونبرة رخيمة
-مساء الخير يا حمايا العزيز
رفع معتصم رأسه تجاه وسيم بتهكم، ووسيم يقترب من جيهان واضعًا يديه خلف ظهرها دون شعور والدها مما جعل جيهان تنتفض وهى تنظر اليه بحدة ووسيم يقول بنبرة جادة
-تسمحلى اخد بنت حضرتك عشان رقصة الكابلز
نظر معتصم الى ابنته التى تطلب منه بيأس هي الأخرى، ليتنهد بحدة قائلا بتحذير
– تحترم نفسك وانت بترقص معاها
أومأ وسيم بلهفة وهو يسحب جسدها واضعًا كلتا ذراعه حول خصرها، رفعت حاجبًا شريرًا له لتسأله
-مالك
تقدما حتى وصلا الى ساحة الرقص، لا تنكر أنها ترى نظراته التي شملتها من رأسها حتى اخمص قدميها ليهمس باشتياق جم
-وحشتيني
توردت وجنتيها جراء نظراته التى تنهشها نهشًا جاعلة إياها تهمس بتوجس
-هتعمل حاجة قليلة الأدب ولا ايه
دفعها بحركة واحدة لتصبح اسيرة ذراعيه
فقدت نبضة من قلبها أثر حركته المباغتة، لتفغر شفتيها ناظرة اليه بذهول وهي ترى عينيه تسقط تجاه شفتيها قائلا برغبة لم يستطيع السيطرة عليها
-الصراحة نفسى
لفت ذراعيها حول عنقه وهى تعلم انه لن يقدم على أى فعل مجنون امام عائلتهما لتهمس له أمام شفتيه تحديدًا
-وايه اللى مانعك
عبس أمام شفتيها المغويتين، والله لو لم يكن والدها هنا لاشبع شفتيها تلك تقبيلاً ليغمغم بحنق
-ابوكى
انفجرت تلك المرة ضاحكة باغواء مرجعة رأسها للخلف تاركة له النظر إلى جيدها البض، ليحفر أصابعه فى خصرها الذى تألم بتلذذ مرسلاً رعشات لذيذة الى جسدها لتهمس له تلك المرة بجدية
-خلصت الفيلا
راقصها بهدوء وهى تتحرك معه بليونة ليقول بهدوء
-اوضة النوم جاهزة
ضربته بخفة على صدره هامسة بحدة
-يا قليل الادب، بعدين مش قولت انا هشارك فيها
غمغم ببرود شديد وهو يعلم وجودها لمشاركة الاثاث لن يزيد الأمر سوى تأخيرًا من زفافهما
-حطي اللي عايزة تحطيه فى باقى الاوض الا اوضة النوم
ضيقت جيهان حاجبيها بعدم فهم قائلة
-مالها يعنى اوضة النوم، بعدين انا عايزة مساحة كبيرة يا وسيم للهدوم بتاعتى وحاجاتي الخاصة
لمعت الشقاوة فى حاجبيه قائلاً
-مجهزلك كل حاجة، بعد اخر مرة دخلت اوضتك
تلون وجنتيها حرجًا وهى تتذكر ليلة صعد فيها كاللص الى غرفتها، الوقح العديم التربية كان يقبلها فى غرفتها الموصدة دون علم والدها وهي بين ذراعيه شبه عارية!!
لكزته تلك المرة بقوة لتقول بحدة
– مش هوافق على اي حاجة غير لما اشوفه
سألها بشقاوة
-تحبى نروح
شهقت بذهول وهي تدعس على حذائه قائلة بحدة
-نروح فين يا قليل الادب انت، مش رايحة معاك اوض انسى انا مش واثقه فيك بعد اللى عملته فيا
انفجر تلك المرة ضاحكًا بصوت مرتفع، استرعى انتباه الراقصين بجوارهمًا ويديه تزداد تشبثا بخصرها ليميل هامسًا فى اذنها
-ما انت اللى استفزتيني
همت بالرد إلا أن عضته على شحمة اذنها اصابت بالوهن فى ساقيها، شعرت بها كساقين معكرونة، شعرت ان الارض ستميد بها لولا تشدد ذراعيه حول خصرها لتصبح بين ذراعيه حرفيًا أنفها يستنشق رائحة عطره الرجولية مما جعلها تلعن ضعفها امامه لتحاول نفض ذلك الهوان وهى ترفع عيناها هامسة بوحشية
– انا استفزيتك فى ايه يا استاذ انت
ضيق عيناه بمكر، زرقة عينيه لا تزيد الموضوع سوى سوءً ليهمس لها قائلاً
-قعدتى تقولى مش هتقدر، والصراحة تعبيرات وشك يومها كان تستحق المغامرة
تلك المرة دفعته بحدة كى تنهى تلك الرقصة لتغمغم بغضب حقيقي
-تصدق انا غلطانة انى برقص معاك
اعتصر خصرها بين ذراعيه وهو يميل باذنه هامسًا
– الليلة مش هتهربي منى
رفعت عيناها تنظر إلى عاطفة عينيه المستعرة كالجحيم لتغمغم بيأس
-هو انا اقدر اصلا
اقرارها بتلك السرعة جلبت الدهشة له، ليغمغم بسخط تام
-مش عارفة فيها ايه لو اتجوزنا مع وجد
اتسعت عيناها لجنونه وهذيانه اللا معقول لتهمس بشراسة
-انت مجنون، عايز جيجي السويسري يكون فرحها مشترك مع بنت عمك
الا انه لم يشعر بمدى أهمية الأمر، فهو بالنهاية ليس يوم سيزيد من تلف اعصابه
-وماله
التمست جديته فى الحديث معها، لتقول بحدة تلك المرة
– انا رايحة اشوف بابا
انفصلت عنه مغادرة ساحة الرقص، ليسير خلف واضعًا يديه خلف ظهرها قارصًا خصرها وهو يدفن وجهه فى اذنها هامسًا
-بتتقصمي بسرعة يخربيتك، كنت بهزر معاكي
التفتت اليه بحزن قائلة له
-متهزرش هزار زي ده، كل بنت بتحلم بفرحها وهى وصغيرة .. متجيش انت تهدمه
عض شفته السفلى وهو يرى الجدية التى ترتسم على ملامحها وحزنها البادى، ليشعر بسرعة تهوره مما جعله يسألها
-بتحلمى بيه ازاى
تنهدت مغمغمة باقرار
-عارف لو رجعت لسنين زمان كنت هقولك عايزاه كبير وصاخب وفيه كل الناس، بس دلوقتي مش عايزاه غير على الضيق فيه انا وانت وحبايبنا اللى بجد.. اللى بيفرحولنا من قلبهم ومفيش جواهم حقد ولا غل
عقد حاجبيه بضيق ليسألها
– عايزة ترجعى للسوشال تانى يا جيجي
هزت راسها بنفي تام قائلة
– ابدًا، هكون هادية وبسيطة زي كتير عامل كدا.. برضو الاكونت عليه ملايين مقدرش اسيبه كدا مقفول
زفربيأس، مهما فعلت جيجي ستظل هكذا، غمغم بسخط
-ناويه تجننيني يا جيجى
غمزت تجاهه بمكر
-هو انت لسه عندك شك فى ده
*******
فى طرف آخر في القاعة،،
وقفت آسيا بصلابة تكاد تحسد عليها وهى بجوار جدها الذي يقوم بتعريفها الى اصدقائه ومعارفه.. معرفًا اياها انه زوجة حفيده الأكبر حتى هذا الحين..
حتى هذا الحين!!
كانت كالغصة في حلقها، وهي بعينيها تحاول عبثًا البحث عنه، وغالب قال ببساطة انه سافر ليلة أمس.. وما ان رأى شحوب وجهها، غمغم انه سيكون فى الصباح اليوم التالي
حاولت سؤاله وماذا عن فرح ابنة عمه، كيف لا يكون حاضرًا، ووقتها أجاب بغموض انه اعتذر لوجد التي تفهمت بصدر رحب
الخائنة وجد اذًا.. تعلم انها لن تراه فى الحفل، ولم تخبرها، نظرت الى فستان الاشبه بالسندريلا الذى ترتديه لتنظر الى ساعة يدها الذهبية الى الساعة التاسعة.. لتبتسم بسخرية تبقى للسندريلا فقط ثلاث ساعات قبل ان يتحول فستانها المبهر الى مجرظ خرقة بالية!!
لمحت على باب القاعة شقيقتها بصحبة زوجها وشمس، لتبتسم بتنهد وهي تنظر الى غالب الذي أشارت بعينه الى حفيدته الأولى فى العائلة ليمسك غالب عصاه وهو يحدق تجاههم بملحة حزن وأسى!!
-بطلى تفكير، احنا قطعنا مسافات كبيرة مجتش على دى يا مارية
قالها ماهر وهو يدفعها دفعًا للدخول، لتتشبث بشمس وهى تنظر اليه قائلة بوهن
-يا ماهر، انت عايزنى اروحلهم برجلى
ابتسم ماهر وهو يغمغم لها
-ما انا جنبك، محسسانى هيعذبك قدامى
تنهدت مارية بيأس، وهي تغمغم بشرود
-انا يمكن كنت صغيرة ومش فاهمة سبب بعد بابا عن البيت، بس كبرت ووعيت أنهم كانوا السبب فى كل ده، عايزني احط ايدى فى ايده ازاى
التفت ماهر لها بجسده العضلى لينظر الى عينيها قائلا بنبرة ذات مغزى
– الإنسان يستحق فرصة تانية يا مارية، ولا انتى ايه رأيك
علمت ما قاله، يشير إلى علاقتهما لتغمغم باختناق
– انت بتقارنى بيهم
وضع يديه على عضديها قائلا بجدية
– مارية، احنا مش ملايكة فى الارض دى، ولا حتى آلهة عشان نحكم بالرضا او العقاب للشخص اللى اذانا، فايدة ايه مشاعر الإنسانية لو فى الاخر مستعملنهاش مع بعض
غمغم ماهر بتشجيع حقيقى
– انا متأكد الموضوع بسيط، انتى بس بطلى تفكير
زمت شفتيها بيأس نتيجة اصراره لتقول اتجاهه
– ماشى يا ماهر، انا معاك فى اللى قولته بس لو حصل حاجة هتكون انت السبب
ضحك تلك المرة ليقول لها مهادنًا
-حاضر يا ستى، هشيل المسؤولية متقلقيش نفسك انتى
التقط ماهر تقدم اسيا تجاههم ليهز رأسه بتحية صامتة استقبلتها هى، ليستأذن تاركًا فرصة اقناع شقيقتها لتقول آسيا بنبرة مشاكسة
-مقولتيش جوزك جابك بالعافية هنا
عبست ملامح مارية بتجهم تام، لتميل آسيا طابعة عدة قبلات لشمس التي مدت كلتا ذراعيها لتحملها هى بحنان شديد طابعة عدة قبلات فى وجهها جعل شمس تنفجر ضاحكة لتميل هى الأخرى طابعة قبلة على وجنة آسيا التي التمعت عيناها بحنان شديد، استفاقت على صوت مارية العابس
– فين جوزك
نظرت تجاهها بحدة لتشيح برأسها بعدم اهتمام
-مش مهتمة كدا كدا انا جيت عشان وجد وبس
حدقت بها مارية بسخرية، وهي ترى لمحة الألم التى التمعت فى عيناها، كانت شمس الصغيرة تتطلع بانبهار تام تجاه آسيا التى تشبه الاميرة سندريلا لولا خصلات شعرها الفحمية، لتحرك اسيا اناملها المكتنزة فى خصلات اسيا
شاكستها اسيا بمرح لتتنهد مارية قائلة بحدة
– آسيا
رفعت آسيا عينيها تجاهها لتقول مارية بحنق
– عايزة تقوليلى انك عادى كدا لو طلقك
امالت آسيا رأسها قائلة
– عادى ازاى مش فاهمة
زمجرت مارية بعصبية فى وجهها
– مش هيوحشك، انتي مستوعبة اصلا للكلمة
أجلت آسيا حلقها، وهي تهمس بأسف شديد
– مارية للاسف لؤي عايز عروسة يقدر يحركها يمين وشمال بدون ما تفتح بقها، وانا حاولت وصبرت معاه كتير، وهو بخيل .. عارفة لما يوصل بيه الدرجة انه يكون بخيل فى مشاعره
هى تكاد تموت حبًا بهذا الرجل، لكن كبرياءه اللعين يقف بينهما
وهى تعبت حتمًا، ترغبه كما كان فى الماضى!!
غمغمت مارية بهدوء شديد
– انا من رأيي محتاجين مناقشة طويلة قبل الطلاق، استحالة الحب الكبير يتحول لكره
اتخبرها انه يتهرب منها بعد شجارهم في الشركة، غمغمت ببرود
– سيبك مني، خليكي فيكى وبنتك
نظرت إلى شمس بعاطفة امومة لا تخطئ عين الناظرين لتهمس لها
– غالب عايز يشوف شمس فى اقرب وقت فى بيته، وصبر عليكى كتير
تجهمت ملامح مارية للنفور قائلة
– من امتى بقيتى فى صفه
تمتمت آسيا بلا مبالاة
-مش فى صفه، بس مهما عاندتى للأسف هو هيشوفها، فالافضل متمشيش عكس التيار
فغرت مارية شفتيها بصدمة جلية، وهى تحدق فى شقيقتها.. شقيقتها التى تغيرت كليًا عن شقيقتها السابقة المشبعة بالحقد لتهمس
– اتغيرتى يا آسيا
ضيقت عينا آسيا ببرود متسائلة
– وده للافضل!!
اتسعت عينا مارية وهى تجيبها بهزة رأس
-اكيد
ضحكت اسيا اثناء شغب شمس المحبب وهى تخبرها انها ترغب بفستان مثلها كى ترتديه فى حفل عيد ميلادها القادم، لتومأ لها موافقة وهى تشجع شقيقتها قائلة
– طب مش يلا تقابليه
رفعت مارية عينيها بقلق وهى تنظر الى الرجل العجوز الذى ينظر تجاههما بطرف عينيه، لتهمس
– لا مظنش اعتقد هو مشغول، خليها وقت تاني
همت بالهرب إلا أن يد اسيا القوى وهى تجذبها لمقابلة جدها
كانت بداية أسطر حقيقة تكتب للفتاتين
بداية إغلاق صفحة الماضي نهائيًا
وبداية جديدة للجميع!!
********
فى احدى الدول الاوربية،،،
فى المشفى تحديدًا..
استند سرمد بكامل ثقل جسده على ذراعى شقيقه سامر بعد انتهائه من جلسة العلاج الفيزيائي الثانى، وليعترف المحاولة الأولى فاشلة
والثانية كارثة
وصراحة طبيبه المعالج أخبره بصراحة عن فشله فى المحاولة حتى للعلاج، بل إصراره للعلاج
وهو مُصر على العلاج حتى يستعيد بسمة والدته
لقد وعدها منذ اخر مرة فى منزلهما، وفى اليوم الثانى وجد نفسه مسافرًا ليكمل حياته في مشفى آخر بين أطباء متجهمى الوجه وممرضات عابسات الوجه
تنهد بتعب والعرق متصفدا في جبينه من كمية المجهود الشاق الذي يشقه على سامر الذي كان أشد إصرارا منه
بل اشد حماسة، وهو يستمع الى تعليمات الطبيب منفذا ما يقوله بالحرف …
التقط انفاسه ما ان شعر بالفراش اسفله ليغمض عينيه وهو يغمغم بانتهائه من العلاج الفيزيائى، مفضلا ان يكون بين يدى جراحين وهو غائبًا عن الوعى ليهدر سامر فى وجهه بحدة
-توقف يا احمق عن غبائك هذا، يجب أن تستكمل العلاج
ازاحه سرمد بعنف من ذراعه قائلا بغضب مكتوم
-لقد سئمت يا سام، توقف عن معاملتى كطفل صغير انا شقيقك الأكبر
ضحك سامر بسخرية وهو ينظر الى حالة اخيه البائسة، ولا يملك سوى ان يكتم حزنه، آملاً فى العلاج الذي سينجح بإذن الله!
لكزه بعنف قائلا له
– كن رجلا مسؤولا، لقد قطعت عهدا لوالدتى أن تقطع طريقك فى العلاج حتى وان كانت نسبة النجاح ضئيلة
يسحب كلامه بعد ما يتلقاه من الطاقم الطبى المكلف بعلاجه، حقًا هو يفضل الجلوس فى المنزل دون ان يفعل شئ عوضًا هذا الألم الذى يشعر به فى كامل أطرافه، تنهد بغضب ليقول بحدة
– سامر توقف رجاءً، انت تعلم اننى لا اقدر، لقد سمعت الطبيب قال لا يوجد تحسن لما علىّ ان اتابع العلاج
لكزه سامر بعصبية فى صدره جعل سرمد يتأوه ألمًا تلك المرة، وقبضات شقيقه الاصغر باتت أقوى بعكس اخر مرة قاما بنزال صغير فى ساحة الملاكمة، تأوه متوجعا وسامر كان الغضب يلون محياه ليقول بغضب
-لكى تطمئن قلب غيداء، انت اكثر من يعلم كيف تخفى حزنها خلف ابتسامتها، لا توجع قلبها يا احمق
قلب عينيه بملل حقيقى، لينظر الى عيني شقيقه وهو يخبره بصمت عن مدى معاناته
مدى وجعه، وقهره، وعجزه
اقترب سامر وهو يشعر بالعجز، يقدم له العون الذي باستطاعته تقديمه.. مد كفه مؤازرة لشقيقه متمسكًا بكفه
يعطيه الدعم، ليغمغم سرمد بابتسامة فاترة
– الى متى يا سامر
لمعت عينا سامر وهو ينظر الى شقيقه، حالته تلك تؤلمه أكثر مئة مرة من رقدته على الفراش، لكن فى سبيل علاج سيقاتله هو شخصيًا أن اضطر لذلك
يود عودة شقيقه الى سابق عهده، شقيقه الأكبر الذى كان يعتمد عليه كليًا فى حياته
غمغم بثقة شديدة وهو يربت على كتفه
– لا تيأس ستكون بخير
ابتسم سرمد بشحوب وهو يهز رأسه بايماءة خافتة، طرقات على باب غرفته جعلته يشرأب رأسه لينظر تجاه الطارق وما أن رآه حتى اظلمت ملامحه تحت ابتسامة الآخر الخبيثة وحديثه الذي يحوي شماتة
– مرحبا بالابن المرفهة
تقدم بعنجهية شديدة واضعا يديه في جيب بنطاله، وهو ينظر الى الشقيقان بملامح ساخرة مظلمة، عينيه حطت بتحدى على عيني غريمه الذي أطبق شفتيه صامتًا
لكن عينيه
ويل لهما .. مستعرتان بنيران تخبره بمدى كراهيته له، والمشاعر بينهما حقيقة متبادلة
ليغمغم بابتسامة شامتة وهو يقول بسخرية لحاله
– عجبا من هذا الصمت البالغ، فى وقت سابق كنت لا تنفك الا وتصرعنى أرضا بلكمة غادرة منك، لكن الآن وحالتك تلك
تسارعت انفاس سرمد وهو يود حتما أن يقوم بلكم وجهه كما يتمنى فى هذا الوقت الحالى، هسهس بعنف ملقيًا عدة شتائم نابية له جعل داود ينظر له ضاحكًا ليزمجر سامر ينهره من مغبة ما يحاول الوصول له من استفزازه لشقيقه
– داود توقف عما تفعله، لا يجدى نفعًا
صاح ببرود تجاه سامر قائلا
– اريد التحدث مع شقيقك المدلل يا سام
القى سامر نظرة تجاه شقيقه محمر الوجه، محتقن الملامح بغضب، ليعود بنظره تجاه داود قائلا بنفي صريح
– لن ابرح مكاني، إن كنت تريد شيئا فاخبرنا نحن معًا
القى نظرة سريعة تجاههما، لم يملك بدًا سوى أن يتمتم بسخرية وهو يسحب مقعدًا ليجلس على الكرسي أمامهما
– اتعلم منذ عدة ايام كنت فى زيارة سريعة فى ارض الحضارات، وكنت ابحث عن ضالتى هناك ووجدتها
اسودت ملامح سرمد قتامة، وحديثه الملتوى لا حاجة ليكشف ما بباطنه
الحقير ذهب الى امرأته
احتدت انفاسه بضراوة تحت أنظار داود المتسلية ليتابع بنبرة وقحة
– كتلة فاتنة من بشرة سمراء بملامح مصرية جذابة وشخصية شرسة، تذكرنى بالملكات المصريات قديمًا
انفجر البركان الذى يحاول اخماده، إلا أنه صرخ بصوت قوي كان له صدى صوت مزلزلاً أرجاء الغرفة
– داووود
تحذيره باسمه كان صريحًا
يحذره من مغبة سقوطه فى الخطأ الذى لا تأويل له
عرف عائلتهم يقتضى بعدم العبث بإمرأة رجل من العائلة، لكن ذلك اللعين.. زمجر بخشونة وداود يتابع ببساطة
– اهدأ، انت حتى لا تستطيع ان تتحرك مقدار انش بعجزك هذا
تلك المرة تولى سامر التحدث، ليستقيم من مجلسه وهو يقترب من داود قائلا بحدة
– توقف يا احمق، لا تفسد الأمر بحشر أنفك فيما لا يخصك
القى نظرة تجاه الشقيق الصغير بتهكم، ليعود بنظره تجاه سرمد الذى يريده فى التو والحين ان يقتلع رأسه ليضحك بتهكم مبطن قائلا بنبرة ملتوية
– ومن قال انه لم يعد يخصنى، لا تطرى بنفسك كثيرًا فانت اكثر من يعلم أن حال القلوب تتبدل من يوم ليوم وانت اكثر من اختبرت هذا يا سرمد
والماضى المعلق بينهما جعل سرمد يزم شفتيه بيأس، لن يترك داود الماضى ميتًا مهما حدث، بل يعيد نبش الماضى لتدمير مستقبلهما ليغمغم سرمد بصوت أجش
– ماذا تريد ان تصل بحديثك هذا
لمعت عيناه بخبث شديد، سبب بانقباض قلب سرمد
وما يضمره داود، سيقتله.. سيقتله حرفيًا
ليقول داوود بصوت ماكر
– شاديااه
تعمد نطق اسمها كما ينطق الآخر، جعل الاخر ينتفض عروقه بغضب وهو يتمنى لو يستطيع التحرك على قدميه ليقتل ذلك الداعر الحقير
انتفض فى جلسته متحفزا فى مجلسه ليقول بتحذير واضح
– اياك ان تجرؤ على الاقتراب منها، اقسم لك
قاطعه داود ببساطة شديدة وعينيه تنهر سامر الذي يود ركله من مؤخرته خارج الغرفة قائلا
– صدقنى اكثر ما فعلته ايجابيا فى حياتك، هو خروجك المسالم من حياتها
هسهس بوعيد لذلك الحقير وتحولت ملامح داود من السخرية الى الجمود سرعان ما انقلبت لتعبير اسود وهو يقول بوعيد
– سأحرق فؤادك.. وايضا الفتاة ستحرقك بنسيانها لك.. ستظل عاجزا هنا في المشفى منتهى بك المطاف في دار رعاية، وهى ستكون معى .. سننجب العديد من الاطفال المشابهين لها ولى
لقد علم ما قاله انه تعدى خطوطه الحمراء..
هاجت شياطين سرمد لينتفض فى مجلسه لولا انه مقيد القدمين كان قتله وشرب من دمه.. عاد مرة بعد مرة محاولا ان لا تخذله قدميه ليستقيم الا ان محاولاته باتت بالفشل وهو على فراشه ليهدر سرمد بصوت قوى
– تجرأ يا حقير، تجرأ على مد اصبع الأذى لها وسأريك ما أنا بفاعله
انفجر داود ضاحكًا تلك المرة بسخرية، ليقترب من سرمد وعينيهما تصرخان بتحدى ليهمس بتهكم
– صدقنى لا تود ان اخبرك بما فعلته بها أمام شقيقك الأصغر
اتسعت عينا سرمد ذهولا، سرعان ما لاح الالم فى عينيه، التقطها داود سريعًا.. لقد كان يعلم تحديدًا ماذا فعل ذلك الاحمق
كان متوقعًا له.. لكن نظرة عينيه ايقن ان شكوكه صحيحة ليتابع بهمس خافت
– لا تتوقعني غبيا لتلك الدرجة، انت تعلم اننى لا يستهان بي مطلقا
تراجع داود ببساطة تاركًا ساحة المعركة بعد فوزه الساحق فى الجولة الاولى على غريمه، لينظر الى سامر الذى ينظر الى كلاهما بتربص وحذر ليقول بتهكم
– المرة القادمة سأحرص على تقديم دعوة الزفاف لك خصيصا، وهى بنفسها ستقدمه لك
الألم فى قلبه كان أقوى بكثير من غضبه
فكرة انها ستصبح ملك لرجل آخر يقتله
ليس أحمقًا أو مغفل ليربطها معه، بعجزه هذا
لكن جانب حقير بداخله يتمنى هذا
وما عززه كلمات ذلك الحقير، ليغمغم بنبرة ميتة لداود
-ايها الوضيع القذر، لا تغتر بنفسك كثيرًا
انفجر ضاحكًا، متهمكًا، شامتًا، لم يتوقع التغير الذى طرأ لسرمد
حقًا لم يكن يعرف الى اى مدى تغير واصبح بهذا الضعف
أبسبب الحب؟؟
تساءل والسؤال يطرح ذاته فى عقله، هو لم يصل بحياته لدرجة أن يتخلى عن جزء منه تجاه شخص، وهذا ما يبدو أمام الرجل امامه
لقد قتله العشق، جعله لقمة مستساغة امام الجميع، وهو حتمًا لن يترك فرصته الوحيدة ليرديه صريعًا ليقول ببرود
-أفق يا مدلل، المرأة لم تكن تطيق سماعها لإسمك عرضًا، بل تتجاهله كليًا وهذا يعطينى دافع أكبر للتعرف عليها
ضرب سرمد بكف يده على الفراش بجانبه وتلك المرة تحرك بعنف ادى لسقوطه على وجهه ليرفع ذراعه محاولا عبثًا أن يقتل ليصرخ هادرًا
– يا وضيع
تلك المرة اكتفى سامر من وضع الصمت والمراقبة، حينما حاول التدخل سابقًا منعه الرجلان، لم يتصافى حساب الرجلين ليدفع بجسد داود بعيدًا عن مرمى بصر سرمد قائلا محاولا دفع الصبر فى اوردة شقيقه
-اهدأ يا سرمد، ارجوك
الا ان الاخر توقف على باب الغرفة لينظر ببرود اليه ليضربه تلك المرة برصاصة خائنة
-لقد وافقت للسفر لتنفذ مشروع خاص به، لا تتفاجئ حينما نظهر سويًا فى الاعلام الغربى
غادر دون كلمة آخرى، لينظر سامى بقلق الى شقيقه شاحب الوجه سرعان ما غلت أعصابه مما جعل سامر يقترب منه قائلا
– سرمد اهدأ
زمجر بوحشية تلك المرة
-اعطني الهاتف اللعين
حاول مهادنًا اياه قائلا بصوت هادئ
-انت تعلمه يحب أن يرى فاقدًا لاعصابك
رفع سرمد عينيه تجاه سامر، وهالة ما رأى من وحشية عينيه.. حسنًا تلك الوحشية رآها سابقًا قبل أن يتدمر
ابتسم بغبطة وهو يسمعه يتمتم بغيرة عنيفة
-وساتهور الآن، سأكون قاتلها أن تجاهلتني
تمتم برزانة
-سرمد انضج قليلا، انت من اخترت المقاطعة وتركها
ابتسم سرمد بجنون، هو حتمًا لن بترك ذلك الحقير يلعب لعبة قذرة لبرتقاليته
سيعتذر مرارا وتكرار، سيكسر وعده بعدم مهاتفتها
هى تستحق ان يكسر جميع حدوده وقيوده.. هي تستحق ذلك منه، تستحق محاربة تامة حتى تستسلم وتعلن مسامحتها له، غمغم بقهر مكسو بغضب أهوج
-ذلك الحقير يريد رؤية انكسارى ولم يكفيه ما وصل بى الحال
رفع عينيه بإصرار ينظر إلى شقيقه ليمد ذراعه تجاهه قائلا بصرامة
-اعطني الهاتف
حاول سامر أن يثنيه عما سيفعله، خاصة وهو مدفوع بغيرة تامة وغضب أهوج، الأوضاع ستزداد سوءً
-لا تهاتفها
زمجر سرمد بعصبية ونفرت عروقه ليغمغم بصوت أجش غير قابل للنقاش
-اعطنى الهاتف يا سام، لا تستغل عجزى انت ايضًا، إنها امرأتي انا .. امرأة سرمد النجم
********
فى قصر السويسرى،،،
اصطفت سيارتين أمام مدخل القصر ،الاولى تابعة لسيارة معتصم وبصحبته جيهان بعدما أصر على ان ترافقه بدلا من زوجها المزعوم خشية من تلهف وجنون الآخر الذي لا ينفك ولا يعبر عن حاجته لها مستغلا انتهاء أوضاع البيت بالجوار بالانتهاء منتظرًا تشريف العروس… والثانية خاصة بوسيم
ترجل وسيم مندفعًا تجاه سيارة حماه المستقبلى يفتح الباب ليترجل اولا حماه تبعها جيهان التى تنظر اليه بخجل جراء وقاحته منذ حفل الزفاف، غمغم وعينيه تنهشها امام والدها دون خجل
-حمدلله على السلامة
امسك معتصم بعضد جيهان وسحبها خلف ظهره ليقول بضيق
-الله يسلمك يا وسيم، ملهوش لازمة تعبك ده
وبداخله يتمنى لو يستطيع أن يركله خارج جدران منزله، ولا حتى وافق على عقد القران الذى فوجئ به.. لقد اجبره الاشقر هذا متلاعبًا بصورته أمام ضيوفه، والان ظهرت حقيقته المتلاعب الوقح، يتحرش بابنته أمام مرأى عينيه، والله أعلم ماذا يفعل بها خلف ظهره..
ربت وسيم على صدره مسبلاً تجاه جيهان قائلا بحشرجة
-تعبك راحة يا عمى
صاح معتصم بصرامة
-فيه حاجة يا وسيم
اعتدل في وقفته قائلا وهو ينظر باحترام بالغ تجاه حماه
-لا ابدا يا عمى، بس محتاج جيهان فى كلمتين
نظر اليه بضيق لينظر تجاه ابنته، المجنونة الاخرى المتلهفة للحديث معه على انفراد، صاح بغيظ شديد
-دقيقتين وتحصليني
ابتسم وسيم بتهذيب شديد رغم وهج زرقة عينيه كمكر الثعالب، توجست جيهان خيفة وهي تهمس بقلق
-خير يا وسيم
انتظر وسيم حتى دخل معتصم القصر، لينظر لها بملامح غير مقروءة ليمسك عضدها بقوة فاجئتها وهو يدفعها تجاه الجراج بعيدًا عن أنظار الجميع واولهم والدها لتهمس جيهان بحدة قائلة بحنق وهى تدفعه بحدة من صدره
-يا مجنون فيه ايه
زفر وسيم عدة مرات وهو ينظر اليها بافتتان، لقد حطمته بفتنتها المهلكة، وهي تغريه بشقاوتها وجمالها الآخذ
وهو بالنهاية … رجــــل!!!
له احتياجات وطلبات، ولا يستطيع أن يصبر أمام كتلة اغراء متكاملة امامه بل والأنكى تلك المرأة حلم صباه وحبيبته وزوجته
صرخ فى وجهها هامسًا
-اسكتى
دفعها داخل الجراج لتقول بحنق تجاه معاملته الغير آدمية بالمرة، تشك أن عرقه الاجنبى هذا موجود برغم ملامح وجهه الصارخة بكونه غربى، لكن صوته وحديثه بل وتصرفاته لا تخرج سوى من رجل شرقى حد النخاع
وبالطبع تعلم ان من عزز هذا هو والدها وجده!!
غمغمت بحنق تجاه جره لها كالبهيمة
-براحة طيب متجرش كدا
اسندها على الحائط ليقول باعتذار ليس صادق من نبرته الملتوية
– انا اسف على اللى هعمله
ضيقت عيناها بعدم فهم، لتنفرج شفتيها تسأله عما يتأسف
-هتعـ…
ابتلع باقى حروفها بين شفتيه، لتتسع عينا جيهان جحوظًا
الوقح
زوجها الوقح يقبلها فى عقر دارها
اللعنة، بل جراج منزلهم
وضعت يداها على جذعه الصلب، تتيح فرصة لها للتنفس لتهمس اسمه تدفع بعض التعقل لعقله
– وسيم
ضم وجهها بين كفيه ليضع جبهتها على خاصته هامسًا بنبرة حارة اذابتها حتى العظم
– تعباااان، ابوكى بيستغل انه يحرمك مني وانا تعبت
طبع قبلة على ارنبة انفها، مستغًلا حالة صدمتها، ليهمس بصوت أجش مثقل بالعاطفة
– بحبك
انفرجت شفتى جيهان وهى تنظر اليه باستسلام تام، مستقبلة أشواقه برضا تام وتخمة تغمرها، الا انهما انتفضا على صوت شهقة شادية لتدارك سريعًا بغضب
– انت اتجننت، بتعمل فعل فاضح فى بيت بابا
احتقنت اذنى وسيم حرجًا وهو ينظر تجاه جيهان المختبئة في صدره ليغمغم
-شادية انا
رفعت كفها ولم تستطيع سوى ان ترمقهما باشمئزاز، لتتابع سيرها تجاه منزلها وقد غيرت رأيها بوضع سيارتها فى الجراج..
هم وسيم باستئناف ما كان يقوم به، إلا انه تفاجئ بضربة قوية على صدره لتصرخ جيهان بخجل
– شوفت بسبب تهورك حصل ايه
نظر نحوها نظرة تكاد تذيب اعصابها، ليغمغم بوقاحة
-جعااااان
تلقى لكمة اقوى فى صدره، جعله تلك المرة يتأوه متوجعًا وجيهان تصرخ فى وجهه محاولة الفكاك من عناقه
– نقى الفاظك ايه جعان دى
ثم نادت شقيقتها قائلة بترجي
-يا شادية استني
دفعته ببعض اليأس، إلا أنه فى النهاية افلتها، لتمر بجانبه رافعة اصبع التحذير فى وجهه
-اياك تكرر الموضوع ده
أ يخبرها انها كانت بين ذراعيه كقطة متمرغة فى حضن صاحبها، إلا أن لم يكن ليخاطر بهذا، مما جعله يمسك ساعدها قائلا قبل مغادرتها
-افضيلي بكرا
رفعت حاجبًا متهكمًا قائلة ببرود
-السبب
هز وسيم رأسه ليغمز لها بعينه الزرقاء
-محضرلك مفاجأة
لمعة عينيه تعترف
مخيفة قليلاً
الا انها لم تملك سوى أن توافقه قائلة
-هنشوف
واندفعت تسابق الريح تجاه شقيقتها، التي تأمل ألا تفضحها أمام والدها جراء ما فعله هذا المجنون بها منذ قليل!!
…….
دخلت شادية غرفتها وجسدها يأن وجعًا من كعب حذائها الذى لم تخلعه منذ الصباح الباكر، خلعت حذائها لتتنهد بوجع تام
والالم الجسدى لم يكن اقوى من ألم قلبها، تنهدت بحزن وهي تربت على قلبها بحزن
ليس لك طريق للسعادة أيها القلب، فكل من جاء لم يحافظ عليك كما يجب!!
تقدمت خطوتين الا ان كتلة من الفراء الأبيض الناعم يخربشها من قدميها لتهبط بجذعها حاملة قطتها لولو، التي أهملتها منذ الصباح الباكر تاركة إياها فى رعاية شقيقتها لتميل طابعة قبلة على جبهتها هامسة بأسف
-اهدى .. اهدى، انا اسفه انى مشغولة عنك اليومين دول
مواء قطتها العابس وهى تدير برأسها للجهة الاخر جعلها تهمس بحزن
– قلبك طيب يا لولو، مش كدا!!
شعرت بتملل القطة بين يديها لتتركها تركض مختبئة أسفل فراشها، لتبتسم بمكر وهي تعلم ان علبة التونة ستكون سبب صلحهم… فتحت درج خاص بمستلزمات القطة الذى حرصت جيهان على جلب كافة ادويتها و منتجات ترفيهية، خبطت عدة مرات على الأرضية بعلبة التونة وكما توقعت انقضت القطة على علبة التونة.. ابتسمت شادية بسمة خافتة وهى ترتمي بجسدها على الفراش تأمل فى نوم هادئ دون ازعاج
الا ان صوت رنين الهاتف جعلها تتأفف وهى تحرك جسدها لتمد باحثة عن هاتفها الذى ألقته باهمال على طاولة الزينة.. استقامت بتأفف وهي تلتقط الهاتف دون ان تنظر الى المتصل قائلة بنعاس
– الو
صمت غلف الشخص الاخر، الا صوت انفاس هادرة وصلتها عبر الاثير، تبعها صوت اجش قوى تعلمه جيدًا
-مرحبًا
نغزة قوية فى صدرها … الحبيب الخائن .. الذى قطع كافة وسائل الاتصال يتصل بها الآن!!
أم هى هلاوس سمعية، اللعنة هل ستفقد عقلها وهى فى هذا العمر؟ سألت بتشكك ويدها تقبض بعنف على هاتفها
-سـ… سـ ..سرمد!!
تنهيدة حارة جاءت من الطرف الاخر، مما أصاب لها بلين العظام لتجلس ارضا ودموعها انفجرت بصمت جراء سماعها لصوته اللهوف المشتاق
-اشتقت اليك يا امرأة
خرج انين من شفتيها رغمًا عنها، مما جعلها تعض طرف شفتها السفلى بحدة، اللعنة يا غبية
أتخبرينه بكل صراحة انك اشتقت له؟!!!
ربتت على قلبها الذي ينبض بعنف
تسأله.. ألم تكن منذ قليل هادئ… اصوته فقط يسبب بك هذا؟!!
موجة من الغضب اندفعت حالما تذكرت اتصاله الاخير، وبعدها انقطعت اخبارها عنه لتهمس بشراسة مصرة على حديثها بلغتها الخاصة
-بتتصل ليه دلوقتى!! انت اتجننت وجرا فى مخك ايه
سمعت صوت حركة من الآخر، مما جعلها تهم بسؤاله عنه
عن حاله
ومرضه
كيف يبلى فى علاجه!! ام انه توقف عن العلاج!!
اتسعت عيناها جحوظًا حالما توصلت لاخر شئ.. هل يأس بسرعة؟!
هى تعلمه ليس غبى لتلك الدرجة لييأس من علاج به أمل بالنهاية!!
تفاجئت حينما وصلها همسه الاجش يعتذر بصدق
-انا اسف
انهمرت دموعها بقوة وانفرجت شفتاها بوجع حقيقى لتهمس بتهكم
-وبتعتذر دلوقتى!! لا كتر خيرك حقيقى، بس مش عايزاه
لاحقها صوته اللاهث وكأنه يقرأها.. يقرأ انها ستغلق هاتفها .. قاطعة الحبل الضعيف الذي يربطهما
-شادياااه
أغمضت جفنيها وهى تعصر ثوبها بقبضة يدها كما لو تمسك قلبها، تعصره بقوة.. كيف له يتألم لألمه.. كيف له أن يحزن لحزنه.. كيف تتأثر بوجوده!!
كيف بعدما فعله!!!
سألها بصوت مختنق ليفاجئها صوت دوى مفاجئ جعلها تفتح عينيها بحدة
-ألم يغفر قلبك ولو قليلا؟!
همت بسؤاله عما يقوم به ذلك الرجل، إلا أنه عاجلها ضاربًا وترا حساسًا بها
-كنت غبي وأحمق ومتهور لعين، لكن ألم يشفع قلبك، ألم تبرد نار انتقامك ولو قليلا، وضعى سئ للغاية ولا أمل لى من النجاة.. كوني رحيمة بي
رحيمة به!!!
وصلتها تلك الجملة كسخرية من حالها، وماذا عنها هى!!
زمجرت بخشونة وهي تصرخ فى وجهه بحدة
-رحيمة بك!!! وصراخى وتوسلاتي لك يا سرمد.. اصرارك على وضعى فى خانة امرأة حقيرة وضيعة، وانا كالغبية كنت استسلم لك ظنًا مني إنك تكن لى شيئا حقيقًا، وفى النهاية تعاقب خطيئتي بتلك الدرجة كأننى غررت بك وخدعتك
حشرجة انفاسه وصلتها وندائه المميز بأسمها وصلها لتصمت
– شادياااه
هل يجبرها على الصمت الآن!! اللعنة عليه ان فكر انه يمتلك مقاليدها
واللعنة عليه أن فكر مرتين انها ستصمت مرة اخرى
هو من جاء فليتحمل سخطها، غضبها وعتابها!!
-انت اغبى واحد شوفته فى حياتى، كنت فاكراك ذكى عشان تفهم سبب نفوره منك وكلامى انى مش المناسبة ليك، بس طلعت راجل شرقى ذكورى متعفن كل اللي يهمك غشاء امرأة يدل على طهرها مش كدا
ازدادت سرعة انفاسها لتعلم انها اصابته فى مقتل، لا تعلم جرأة ما تفوهت به إلا حينما أنهت حديثها، لتتلون وجنتيها حرجًا وهي تسمع صوته يأتي حانقًا غاضبًا وصوت دوي آخر اقلقها تلك المرة
-انت تعلمين لا أفكر بتلك الطريقة مطلقًا،يكفى قربى منك لأعلم اى امرأة انتِ، استسلامك ل كان أعظم انتصار حققته فى حياتى
اهذا ما حققه؟ اهذه انتصاراته عليها؟!! سألته بتهكم ساخر
-استسلام!! ده كل اللى وصلك استسلام
اكل الضعف الذى شعرت به تجاهه مجرد استسلام، اللعنة على ذلك الرجل وحديثه!! يزيد الوضع سوءً من صراحته التي تعلمها علم اليقين لتسمع رده كما يعلم ما يدور بعقلها
-عائلتى هكذا يا شاديااه، ستتفهمين ما اقوله حينما تصبحين فردًا منهم، ولا افسر هذا الأمر لأقلل من وضع النساء اعلم الشعارات الرنانة عن حقوق المرأة، لكن انا اخبرك عن استسلام عاشقة لرجلها، أن تسمح له بكل شئ، محرمة هذا على رجال آخرين
اتسعت عيناها جحوظًا، أقال ستصبح فردًا فى عائلته!!
ماذا يتفوه به ذلك المخبول، غمغمت بحدة مخرسة انتفاضة قلبها بعنف واصوات عقلها التى لا تهدأ مطلقًا
-اسكت
لكنه لم يستمع الى صوتها الامر بالصمت، بل تابع بنبرة خشنة صادقة تشى بمدى ضعفه
– رحلت لأننى سأضعف بك، عينيك يا برتقالية هما ضعفى، سأظل ماكثًا فى غرفة المشفى حتى اتعفن، لم اكن اريد هذا.. كنت اريد ان نختبر بعدنا لفترة، لكن ما زادنى البعد سوى لهفة وشوقًا لك
ضغطت على اسنانها تنهر قلبها على سماع ما يطربه وينعشه، هو كاذب لعين
معسول الكلام، تعرف هذا جيدًا … لكنها تصدقه رغما عن نداءات عقلها، همست بتوسل له ليرحمها من شياطين عقلها
-سرمد، ارجوك
ترجته ليصمت، وهو يملك فرصة واحدة سيحرص على استغلالها جيدًا
فربما وقت اخر سترفع جداريات باردة لتلفظه بعيدًا كما لو انه مرض معدي!!
– اسمعيني
اجبرته تلك المرة للصمت لتتحدث نحوه بجدية
– بل اسمعنى انت، سرمد انا لا استطيع نسيانك وانت كنت بارع فى هذا.. لكن ارجوك كن بخير وتعافى هذا ما اريده كى يتوقف قلبى عن القلق عليك
فغر سرمد شفتيه وهو ينظر الى شقيقه الذى يتابع تفاصيل ملامحه بقلق، ابتسامة واسعة ارتسمت على شفتيه وهو يسالها بمشاكسة تلك المرة
– قلقك أكبر من سخطك علىّ
التقطت نبرته المغوية تلك لتزفر بحنق وهي تقول بحدة
– بل من أجل السيدة غيداء، المرأة لا تستحق كل هذا الألم والخوف الذى تعيشه، رجاء لى من فضلك.. ابذل كل جهدك وتعافى لتسير على قدميك، ارجوك افعل هذا
توسلها فى اخر كلامها جعله يضرب بكف يده على الفراش بعنف مما جعل سامر ينظر بقلق حقيقى، وهو يسمعه يهدر فى وجهها بعنفوان جامح منه
-هل تتوسليني؟ تتوسلين أن أحارب وانت يا برتقالية لم تستطيعي غفران خطيئتى بك
يصر على فتح الجراح مرة اخرى، او يريد اختبارها كيف سيكون وقع الماضى عليها، وكما توقع هربت منه ليسمعها تقول بتعجل
– انا اسفه .. من فضلك لقد وعدتني بعدم الاتصال مرة آخرى
قاطعها بحدة وغيرة تلك المرة تولت دفة حديثه، وكأنه تذكر سبب اتصاله بها
– يبدو ما قاله صحيح
ارهفت شادية اذنيها سماع ما يقوله، لتسمع غيرته التى لا تحتاج للتأويل مستعملا الفاظ نابية بالايطالية كى لا يخدش حيائها
-قريبى اللعين داوود، يريد حرق قلبى عليك، يريدنى اشاهدك وانا عاجز وانتى تتخطينى بكل سهولة
وبكل عنجهية منه أمرها بعنف لا يصدر سوى منه
-ابتعدى عنه، لن يخلف سوى الخراب
اتسعت عينا شادية بجنون، هل جن هذا الرجل ليأمرها كما لو كانت
كما لو كانت ماذا؟ امرأته كما يقول
كأعراف عائلتهم التي لا تفهمها تلك!! … فركت جبينها بتعب وهى تهمس بحنق
-أتأمرني!! بعد ما فعلته بى يا سرمد، يا لبجاحتك يا رجل
استفاق من جنون غيرته ليهمس بنبرة فاترة خالية من أي تعابير
-هذا شئ لا استطيع حتى التظاهر به، لا أملك شيئا حتى آمرك بعدم الاقتراب منه
وكما انه وجد ان هذا الاتصال عبثي، نظر الى شقيقه بحدة كما لو انه يعاتبه!!
اللعنة لقد أخبر شقيقه أنه لن يذهب للعلاج الفيزيائي مرة اخرى ان لم يعطيه الهاتف!!
تنهد وهو يخفي وجعه امامها وامام شقيقه ليهمس بنبرة حادة
-وصلتنى اجابتك بكلتا الأحوال، كوني بخير واعتنى بقطتك جيدًا، واسف على ازعاجك فى هذا الوقت
هم ان يغلق الهاتف، لكنه لم يجرأ.. منتظرا لسماع صوتها
او حتى ان يعرف هل هي متلهفة لاغلاق المكالمة
أم مثله
فى منتصف كل شئ!!
حيث لا يستطيع التقدم خطوة لنسيانها، او حتى للمسامحة!!
استمع الى صوتها الخجول به الكثير من الفضول
– كيف تبلى بعلاجك؟
اثلجت صدره بسؤالها عن حالة، حتى وان كانت مندفعة بجانب شفقة كما تخبره بها مرارًا
شفقة كانت ترغب أن يتزوجها بها.. ان لم يكن يملك عقله لوافق وربطها به بجواره
يخرج جميع جنونه ووجعه ولهفته فى صدرها هى فقط!!
لكنه يعلم أنه بهذا لن تكون شاديااه التى يرغبها معه، بل أقرب إلى كائن بارد عملى سيتعامل معه!!
يريدها كما يعرفها
حانقة.. غاضبة.. خجولة جراء وقاحته، تعامله بند كامل ما أن تكره منه أوامره المجحفة كما الآن!!
تنهد تلك المرة طالبا منها بيأس
– اريد دعوة صافية من قلبك ربما يكون هذا شفائى، رغم صعوبة ما اسمعه من الأطباء
توجع قلبها لحالته، انتبهت لدخول جيهان الذى نظرت بعبوس لها، الا انها امرتها بالصمت.. وهي تهمس له بصوت جاهدت أن يخرج هادئًا
– ادعو لك يا سرمد، ليلا ونهارًا كى لا تفجع قلب عائلتك، ولتستمر بحياتك كما كانت سابقًا
حشرجة صوته كما لو انه يشاركها مصابه لتسمعه يغمغم بهمس دافئ
-لم اعد اريد حياتى السابقة يا شاديااه، حتما ان استطعت السير على قدمين مرة آخرى أتعلمين ما أول بلد سأفر لها
عبست جيهان ولم تخفى ذهولها من معرفتها ان شقيقتها المحترمة!!
التى تسب الرجل بكل الشتائم التى لا تمت للشتائم بصلة
هل يتحدثان سرًا دون علم والدهًا
لمعت عيناها بالخبث وهى تسمع صوت شادية الخجول تهمس له
-ما هى؟
لمعت عينا سرمد وما قاله اصابها الذهول حتى انها فقدت النطق على اثر ما قاله
-مكة المشرفة، اريد الذهاب هناك للتخلص من جميع آثامي وخطاياىّ، أريد العودة طاهر القلب مرة أخرى
بسمة ناعمة زينت ثغره وهو يهمس لها بصلابة
-كوني بخير
كما لو انه عالم بانهيارها التام بعد اغلاقه للمكالمة، لتنفجر باكية بين ذراعى جيهان التى تربت على ظهرها بوجع حقيقى تشاركه معها
تشبثبت شادية فى حضن شقيقتها بقوة باحثة عن دعمها اللامشروط، وهى تقدمه لها ببذخ
همست بوجع حقيقي
– قلبى بيوجعنى
امسكت جيهان بذقن شادية لتسألها بقوة وهى تنظر الى عيني شادية المحمرتين من البكاء
-سامحتيه
عضت باطن خدها لتصرخ بيأس على حالتها البائسة
-مش عارفة، بجد مش عارفة.. بس حاسة انى هموت يا جيهان
سألتها باهتمام وهى تنظر الى خلجات شادية المفضوحة لها
-قالك ايه
دمعت عينا شادية وهى تهمس بوجع حقيقى لها، تبًا لها، وتبًا لضعفها
-ادعيله انه يقف على رجليه، شكل مشوار العلاج صعب
امسكت جيهان بعضدي شادية قائلة بحدة تفيق تلك التي تبكي على حاله
– بس هو قرر يمشي فيه يا شادية، مهما كان طريق العلاج صعب بس هو مشى فيه فى الآخر
لم تمنع سوى أن تصدر تعليق مرح لها لتكسر حالة البكاء تلك
– شكلك بتحبيه يا غبية، وبتكابرى تانى
عضت شادية على باطن خدها، ولم تجد شئ لترد على ما قالته شقيقتها .. همست بعبوس شديد متذكرة جنون غيرته كما السابق عليها
-قالى مشتغلش مع قريبه
نظرت جيهان بصدمة تجاه شقيقتها، هل بسبب غيرة الأحمق يمنع عنها نجاح عملها
صاحت بصرامة شديدة
-وتطيري شغل مهم، انسى.. هتشتغلى عشان شغلك، وتقدرى تحطى الواد ابو عيون خطيرة ده فى مكانه
ابتسامة زينت ابتسامة شادية رغم دموعها، تتغزل بالرجل حتى إنها تشعر به هالة خطرة
-وسيم لو سمعك
تركت جملتها معلقة جعلت جيهان تغمغم بمشاكسة
-وسيم ده فى حتة تانية، بس ميمنعش انى اقدر الوسامة
أمسكت بكفي شقيقتها بقوة قائلة
-سافري
عقدت حاجبيها وهي لا تنكر أنها تشعر بالخطر من المدعو داود، حتمًا تشعر بالتحفز والكثير والكثير من القلق رغم عرضه المغري لتنظيم حفلة لعمله
-بس
تجهمت ملامح جيهان لتقول بحدة
-عايزة ترفضى عشان قالك لأ، واضح كدا فيه ريحة غيرة وتحكم من الاستاذ حتى ولو كان فيه بينا حدود.. وقت ما يقف على رجله ويرجع يطلب السماح ابقى ساعتها اسمعى كلام جوزك المستقبلى
كتمت شادية شهقة مصدومة انفلتت من شفتيها لتهمس بيأس
-جيجي انت عقلك راح بعيد، انا مش بفكر فى الموضوع ده
الا ان جيهان غيرت دفة الحديث
هي تعلم علم اليقين، أن الرجل تعشقه كما يعشقها لولا انها فقط تخبرها بما قام به لتجعلها تنفره بتلك الدرجة!!
-الشغل ده فيه نقلة كويسة ليكي، تقدرى تروحى للعالمية، بجد يا بختك كان نفسي اكون هناك معاكى بس الشغل بقى
ترددت شادية لثوانى وهى توازن الامور بعقلها، لا تنكر أن ما قالته شقيقتها صحيح، غمغمت ببؤس
-يعني اروح
اومأت جيهان برأسها وهى تغمز لها بمكر
-وعرفى ابو عيون خطيرة، ان المصريات صعب انهم يلعبوا بيهم
انفجرت تلك اىمرة شادية ضاحكة، مزيلة الدموع من عينيها وهي تنظر بيأس تجاه شقيقتها غافلتان عن عيني الأب الذي تابع ما دار بعينين غامضتين قبل أن يتحرك من مكانه متوجهًا نحو غرفته.. وقد اعتزم أمره لنهاية تلك المهزلة.
*********
فى إحدى المدن الساحلية،،،
وقفت وجد بشرود أمام الشرفة، تشم رائحة الصباح المحملة باليود من البحر.. لون البحر الفيروزى أسرها فى هذا الوقت من الصباح الباكر..

 

والهدوء الذى يغلف المكان لا تتصور انها ايام فقط معدودات و سترحل من هنا…
عينيها متخمة من عاطفة عاصى الحارقة، فما أن انتهى حفل الزفاف حتى عادا الى منزلهما، قائلا بوقاحة لا تصدقها أنه يرغب أن ما سيحدث يبقى بين جدران منزلهما وليس مجرد فندق لا معنى له!!
وهي صدقته .. تسير معه على مهل ودقات قلبها تدق كالطبول، حتى وصلا الى مملكة أرضهما..
دفعها لتغير الفستان بعد مساعدته التى لم تخلو من بعض اللمسات والعبث الذى اندفع تورد وجنتيها كطماطم طازجة، ثم استعجلها حتى يقوما بتأدية الصلاة .. وهى لم تكن تشعر بلذة أن يصبح إمامها إلا حينما أصبحت خلفه..
شعرت به والتمست صدقه فى دعاءه جعلها تستكين فى صدره ساقطة فى النوم من تعب الصباح..
لم تستفيق سوى على ربتات خفيفة وصوته الأجش قائلا عن آذان الفجر، لتجفل وهى تنظر الى وضعها بثوب نومها الرقيق الذي كانت تغطيه باسدالها، انتفضت قائمة لتجد نفسها فى فراشهما
توردت وجنتيها وهي تشعر بحرج ما قامت به، الا انه اراح قبلة على الجبين حاثًا إياها على الذهاب الى الحمام قبل أن يستعدا لسفرهما..
بالكاد انهت صلاتهما حتى طلب منها تغير ثيابها، وهى من وقع خجلها، والمصيبة التى قامت بها لم تدرى بنفسها سوى أن تكون ساقطة بين احضانه معتذرة إياه بكلمات خجلة لا تتعدى كلمتين “انا اسفه” وهو كان متفهما بدرجة لا تتخيلها حتى انه شجعها كى تغير ثيابها لسفرهما…

كان طريق السفر لا يخلو من مشاكساته وهو يخبرها انه قام بشراء فيلا ساحلية خصيصًا منذ عقد قرانه فى إحدى القرى التى تمتاز بهدوئها بعكس القرى الآخرى معطية كافة الخصوصية لجميع قاطنيها..
وهى لم تكن تصبر حتى رؤيتها… قضى فوق الثلاث ساعات حتى وصلا وما ان صف بسيارته حتى شجعها بحماس لتهبط من السيارة ..
كانت مرتعبة من الموقف ومشاكسته لها لم تتعدى الحدود طوال الطريق حتى أصبحا فى المنزل الساحلى .. وما ان خطت بقدميها حتى وجدت نفسها محمولة على ذراعيه جلب الدهشة له متقدمًا بجنون نحو غرفتهما وعينيه كانتا كفيلتان بمعرفة ما سيحدث بالداخل!!
عضت شفتها السفلى خجلة وهى لا تصدق ان اليوم بحاله قضته فى الفراش بسبب دلاله الزائد لها، من جلب اطعمة ومشاكساته التي أصبحت جريئة بعد الشيء حالما أصبحت رسميًا زوجته.. وها هى اليوم التالى تقف امام الشرفة تنظر الى البحر بشرود بعد استيقاظها من الفجر تحت نداءه لتصلي معه.. انتبهت على عناقه الدافئ وهو يداعب بطنها بإبهاميه
-سرحانة فى ايه
رفعت رأسها تستدير بوجهها إليه لتميل طابعة قبلة على ارنبة انفه قائلة بغنج
-فيك يا عاصي
لم تفتها تلك النظرة الداكنة فى عينيه، لتهمس بثرثرة محاولة اخراج حالة التيبس التى تعيشها أمام عينيه
– انت متخيل فرحنا عدى بسرعة ازاى، زي الحلم
انفجر عاصى ضاحكًا وهو يميل طابعا قبلات سريعة على عنقها وما ظهر أسفل منه ليقول
– وبالنسبة لبعد الفرح
تأوهت بصمت وهي تستدير بكلتا جسدها إليه ولم يتوقف لثانية عن قبلاته لتهمس بخجل معاتب
-بطل قلة ادب، كنت فكراك محترم على فكرا بس طلعت قليل الادب
رفع رأسه ونظر الى عينيها الخجولتين لينفجر ضاحكًا و ذراعيه تزيدان من ضمها الى صدره، لتتأوه بوهن رافعة ذراعيها محتضنة عنقه ليغمز بمكر
-قليل الادب!! انا جوزك قولا وفعلا يا مدام وجد
واتبعها يقرن هذا فعليًا وهو يدفعها الى الاستسلام الى جنون قبلاته المتلهفة، المجنونة مثله، انفصلت بلهاث حار مغمغمة بإسمه
– عاصي
لم تكن تعلم انها اخطئت بنداء اسمه بتوسلها هذا، الذى لم يزيد من حالته سوى جنونًا لتغمغم بتوجع ما أن شعرت انه قام بعضها فى عنقها
-عاصي اهدى شوية
رفعها بين ذراعيه لتشهق بفزع ما أن رأته يهم بها بدخولهما إلى الغرفة مرة آخرى قائلا بنبرة آمرة
-لا انتهى وقت الهدوء

تعلم أن ما يفعله جراء نومها البائس بين ذراعيه تلك الليلةرغمًا عنها، اعتذرت منه لكن يبدو انه يعاقبها بهذا الآمر حتى الآن!!
حاولت العدول عن قراره لتهمس بتطلب يائس
-يا مجنون، اصبر ثانية عايزة انزل البحر النهاردة
وضعها على الفراش ليهبط بجسده العضلى ساحقًا نعومة جسدها أسفل منه وهو يغمغم بنبرة متلاعبة
-البحر موجود طول السنة يا وجد، معانا ايام جاية بس الوقت ده لأ
هم بتقبيلها الا انها وضعت يدها على شفتيها لتهمس بتذمر حقيقي
-لا أرجوك، عايزة انزل بحر.. الوقت ده الماية بتبقى تحفة
استدعى التفكير لثوانى وهى تنظر اليه بتطلب، وعينيها الناعستين جعلته يزفر قائلا موافقًا
– موافق، بس لما ادوق العسل يا عسل
شهقت وجد بذهول جراء كلماته الوقحة وهى تستقيم من الفراش قائلة
-لا يا عاصى .. متوقعتش منك ابدا الكلام ده
إلا أن عاصي كان كأسد يستعد لتناول غزالته التي تربطم بكلمات لم يحاول أن يفهمها، ليتقرب منها بتؤدة حتى جذبها من خصرها .. إلا أن رنين الهاتف جعلها تهمس دافعة التعقل له
-التلفون يا عاصي
الا انه تجاهل الهاتف، وهو يزيد من إصراره لجذبها مما جعلها تهمس بخجل
-استنى يا عاصي
تركها على مضض وهو تجذب هاتفها لترى آسيا، ما أن رأى المتصل ليس جدها حتى عاد جذبها مرة آخرى مما جعلها تهمس له طابعة قبلة على خده
-حبيبى هكون ليك بس ارد عليها
انسلخت عنه بعيدًا وهى تبتسم مجيبة بصوت مرح
-ايوا يا آسيا
انحسرت ابتسامتها تدريجيًا ما ان سمعت صوت بكائها، جعلها تهمس بقلق
-فيه ايه يا آسيا
اتسعت عيناها جحوظًا وهى تغلق الهاتف ما ان سمعت الخبر، رفعت عيناها تجاه عاصى لتهمس بنبرة مختنقة
-لؤى طلق آسيا

يتبع

لقراءةالفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *