رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم بيسو وليد
رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع البارت الثامن والثلاثون
رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الجزء الثامن والثلاثون
رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الحلقة الثامنة والثلاثون
صرخ ليل بصوتٍ يملئه الألم والضعف بأحضانها جعل روز تشعر بالرعب عليه وهو يبكى قائلًا:يا صفيااااااااااااه …. اااااااااااااااااه
أقترب بهاء وهو يحاول مواساته وهو يقول بحزن:يا ليل حرام اللى بتعمله دا … دا قضاء ربنا
تحدث ليل وهو يبكى بأحضان روز بكاء شديد وهو يقول:مش قادر يا بهاء … قلبى محروق عليها يا بهاء … أمى ماتت فى حضنى يا بهاء … أحساسى صعب أوصفه انا هموت بجد
شددت روز من أحتضانها لهُ وهى تربت على ظهره وليس بيدها ما تفعله لهُ بينما نظر لهم بهاء وهو حزين على صديقه للغايه وهو يراه أمامه بتلك الحاله المحزنه وهو ليس بيده شئ ليفعله لهُ ، فالحديث لن يفيده بشئ وكذلك الفعل أيضًا ، لا يوجد شئ بهذا الكون يهون فراق الأم ، حُزن ليل على والدته ضعف حُزنه على والده فَيوم وفاه والده لم يصدر منه أى ردّ فعل يوحى بأى شئ وهذا سبب لهُ عقده وكان مُكتئبًا بتلك الفتره وبدون شعور منه بدء يتحدث ويسرد ماضيه المؤلم مع أبيه حينما كان صغيرًا وتركته روز يتحدث مثلما يشاء عله يهدء قليلًا
Flash back
كان ليل بهذا الوقت بسن التاسع عشر من عمره وكان بأول سنه لهُ فى الجامعه فقد إلتحق بقسم إداره الأعمال عندما كان بالثانويه ليس تقليلًا منه ولكن سالم هو من كان يراه أنه أقل من أشرف فتفكيره أقل من أشرف وعقل هذا لن يتساوى مع عقل هذا ولكن بالرغم من كل ذلك إلا أنه أصر على قراره وألتحق بالجامعه بعدما حصل على نسبة مئويه ممتازه ولكن كانت لا شئ لوالده فقد كان الأول على دفعته وكانت نسبته المئويه حينها سبعه وتسعون بالمئه وكان حينها أشطرهم وأكثرهم ذكاءًا فليل شخص يُحب الفهم كثيرًا ويطبق ما فهمه وهذا أفاده كثيرًا ودائمًا يقوم بحل أسئله ذات تفكير فقد بذل قُصارى جهده كى يُسعد والديه ولكن لم تكتمل فرحته حينما رأى تعابير وجه سالم المتهكمه ، كان ليل يتحدث مع صديقه المقرب بهاء فكان صديقه منذ سنوات وعَلِم منه بأن نتيجته قد ظهرت وهذا جعله يتوتر كثيرًا خيفًا من والده وما سيفعله حينما يعلم ، ولكن حينما جلبها من على الأنترنت جحظت عيناه وهو ينظر للحاسوب بصدمه كبيره ، لا يصدق ما يراه أهذا هو بالتأكيد أم أنها مزحه
“ليل سالم الدمنهورى” ناجح بنسبه سبعه وتسعون بالمئه صرخ بسعاده وهو لا يصدق وخرج من غرفته ركضًا إلى والدته وهو يصرخ بها ، خرجت صفيه وعلى معالم وجهها الخوف نظرت لهُ وقالت بقلق واضح:فى ايه يا ليل مالك يا حبيبى
ركض إليها وأحتضنها وهو يقول بسعاده كبيره:نجحت يا صفصف نجحت بمجموع عمرى اللى كنت بتمناه طول السنه … سبعه وتسعين يا صفصف أبنك عملها وبقى طالب جامعى رسمى
سعدت صفيه كثيرًا واحتضنته وهى تقول بدموع وسعاده:الف مبروك يا قلب صفصف فرحتنى يا ليل كنت خايفه يكسروا بخاطرك بس الحمد لله يا ضنايا ربنا مبيضيعش تعب حد أبدًا
نظر لها والدموع تتساقط من عينيه وقال بسعاده:انا مش مصدق بجد حاسس أنى بحلم السنه دى كانت أكبر مخاوفى بجد مكنتش متخيل أن ربنا هيجبر بخاطرى كدا
أبتسمت صفيه بحنان وقالت بأبتسامه وسعاده:بالمناسبه الحلوه دى بقى هنحتفل بيك كلنا
جاء سالم فى تلك اللحظه وهو يقول:تحتفلوا بأيه؟
نظرت لهُ صفيه بأبتسامه وألتفت إليه ليل وقال وهو سعيد والابتسامه على شفتيه:بيا
سالم بجديه:ودا بمناسبه إيه أن شاء الله
ليل بأبتسامه سعيده:أصل انا نجحت وجبت سبعه وتسعين وطلعت الأول على دفعتى ومن أوائل الجمهوريه كمان
أبتسم سالم بتهكم واضح وسخريه تعجب لها ليل كثيرًا وكذلك صفيه وهى تدعوا بأن ما برأسها لن يحدث فهى تعلم سالم جيدًا فسمعته وهو يقول بتهكم واضح لليل:ومالك مبسوط أوى كدا ليه
عقد ليل حاجبيه ونظر لوالدته التى قالت بأبتسامه وتوتر:جرا ايه يا سالم بقى دا هزار تهزره مع ليل
سالم بحده:انا مبهزرش
علمت صفيه فى تلك اللحظة بأنه لن يدع الأمر يمر مرور الكرام دون أن يسخر منه ويقلل منه كعادته فتحدث سالم وهو ينظر لليل وقال بتهكم وسخريه:ومالك فرحان أوى كدا ليه … فاكر نفسك عبقرى وأن انتَ تجيب المجموع دا أصلًا انا واثق مليون فى الميه أن دا مش مجهودك وغاشش وأن مجهودك أقل من كدا بكتير لأنك فاشل وهتفضل طول عمرك فاشل ومش نافع فى حاجه أشرف أحسن منك ميت مره على الأقل مكسرش كلمتى ولا عارضنى وعمل اللى يرضينى ودخل ثانويه عامه وبقى مثقف وفاهم الدنيا ماشيه أزاى ودخل معايا فى الشغل وبدء يفهم أكتر … إنما انتَ … فانتَ متتقارنش بيه لأنه ميتحطش فى مقارنه مع واحد زيك
فى تلك اللحظه كُسر قلب ليل ومعه كُسرت فرحته وضاعت أماله وأحلامه فى غمضه عين … ما كان يقوم ببنائه لسنوات جاء والده وقام بهدمه بكل بساطه … سقطت دموعه تلك المره حزنًا وقهرًا على والده الذى أنزله لسابع أرض … أو من يظن أنه والده … نظر لهُ ليل بعينان يملئهما الكسره والحزن قائلًا:وشهاداتى طول فتره تعليمى .. وتكريمى قصاد عينك … وأختيارى من ضمن ألوفات عشان أنصح غيرى والمسابقات اللى كنت أساسى فيها دايمًا … كل دا ممرش عليك؟ … ليه بتحاول تكسرنى وتبقى مُصر على كدا انا فى تالته كنت واخد كلامك دا كتشجيع ليا عشان أكيد عاوز تشوف أبنك حاجه كويسه وتفتخر بيه قدام الناس
سالم ببرود:انتَ غلط … كلامى دا كنت قاصد بيه فشلك مش نجاحك … انتَ خدته بدافع النجاح دى حاجه ترجعلك بس انا مش هغير فكرتى ووجهه نظرى فيك حتى لو كنت لواء فى يوم من الأيام … نظرتى فيك عمرها ما هتتغير وأشرف هيفضل أحسن منك … يا فاشل
قال الأخيره بأستهزاء واضح ومن ثم تركهما وخرج وهو غاضب وكان ليل ينظر لأثره بشرود وهو لا يصدق ما سمعه ورأه منذ لحظات أهذا الأب السند والدافع لأبنائه مثلما يقولون؟ … أهذا الذين يهتفون من أجله والوالد سند وظهرًا لأبنائه … سقط ليل أرضًا وسقطت معه أحلامه ونجاحه .. وفرحته … مالت صفيه بجزعها وجلست بجانبه وهى تحاوطه وتمسح دموعه التى تساقطت على خديه ببطء ، طبعت قُبله على خده وهى تقول بدموع وحنان:مش عاوزه أشوف دمعه واحده نازله من عينك يا ليل طول ما انا عايشه … لو هو مش مبسوط بيك فأنا مبسوطه بيك وفرحانه أوى وهفضل فخوره بيك يا نور عينى دايمًا وواثقه أنك هتبقى حاجه كبيره قدام يكش تكون لواء عشان تسكته ونخلص … متزعلش نفسك يا ضنايا انتَ شاطر ما شاء الله عليك ولو محدش هيفرح بنجاحك ويبسطك فأمك موجوده معاك طول الوقت تعالى بس قولى اللى نفسك تدخله وانا من النجمه هكون معاك فى كل خطوه هتعملها … متعيطش يا حبيبى دموعك غاليه عليا أوى يا ليل
بكى ليل بحرقه وهو يحتضن والدته فهى الوحيده التى تقوم بدعمه ومساندته أحتضنته صفيه وهى تمسد على خصلاته بحنان وكان هو يبكى بكاءًا غير عادى فلماذا دائمًا يشبهه بأشرف لماذا يُعامل معامله سيئه لقد أوصله سالم لمرحله يصعب الشفاء منها بسهوله سمعته صفيه وهو يقول بغضب وحقد يظهران عليه ولأول مرة:انا بكرهه … بكرهك يا سالم
صفيه بصدمه:ايه يا ليل اللى بتقوله دا دا أبوك
خرج ليل من أحضانها ونظر لها بغضب وقال:اقسم بالله لأقولهالوا فى وشه
نهض ليل وخرج سريعًا وكانت صفيه مصدومه وبشده فنهضت هى أيضًا وخرجت خلفه كان سالم جالسًا بالحديقه ويغلفه هاله من البرود الشديد أقترب منه ليل ووقف أمامه وهو ينظر لهُ بحقد شديد فنظر لهُ سالم ببرود وقال:خير يا فاشل عاوز ايه أكيد عاوز تروح تقدم فى أى معهد معفن على العموم مليش دعوه
نظر لهُ ليل وهو يضغط على يده بقوه ويحاول تمالك نفسه كى لا يقوم بقتله وتحدث فجأه كمن ألقى قُنبلة موقوته وهو يقول بعلوا صوته:انا بكرهك
نظر لهُ سالم ومازال البرود هو الرد عليه فلم يتأثر بِبنت شفه وعامله باللامبالاه كعادته فصرخ بهِ ليل بقوه وقد أستفزه كثيرًا بروده وهو يقول:انتَ ايه يا أخى مبتحسش معندكش قلب بقولك بكرهك انا بكرهك … عارف يوم ما تموت … انا مش هزعل عليك … ولا هتهز ولا هنزل عليك دمعه واحده … هبقى أول بنى أدم يفرح بموت أبوه … أو اللى كنت فاكره أبويا … الحاجه الوحيده اللى عملتها أمي غلط أنها أتجوزت شخص زيك … عاقبتونى انا فى الآخر من غير وجه حق … بس خلاص ليل العبيط اللى كنتوا بتهزقوا فيه مات … ومات أبوه بالنسباله فى اللحظه دى … ومن هنا ورايح هتشوف منى أوسخ معامله
ثم نقل بصره لأشرف الذى قال بحده:انتَ عبيط ولا ايه انتَ أزاى تكلم أبوك كدا
نظر لهُ ليل ومازال غضبه هو المتحكم بهِ وشيطانه مسيطرًا عليه بشكل كبير أبتسم بتهكم واضح وقال ببرود شديد:وانتَ مالك
صرخ بهِ أشرف الذى قال:يعنى ايه وانتَ مالك انا أخوك الكبير يعنى تحترم نفسك وتحترمنى
ضحك ليل بقوه جعل أشرف ينظر لهُ وكأن على رأسه الطير فسمعه وهو يقول:أحترم نفسى … ضحكتنى بجد … مش لما تحترم نفسك انتَ الأول وتكون مؤدب .. أبقى أحترملك نفسى
صرخ بهِ سالم تلك المره وهو يقول:أخرس يا قليل الأدب … شايفه يا هانم أبنك شايفه أخره دلعك فيه وصلتينا لأيه
ليل ببرود:هعتبرك مقولتش حاجه … وكلامى موجه لأشرف مش ليك
سالم بغضب:لا بقولك ايه انا ساكتلك من بدرى هتغلط تانى هندمك
ليل ببرود:هتعمل ايه يعنى هتمدّ أيدك؟ مدّ عشان هتكونوا أنتوا اللى جانيين على نفسكوا دلوقتى … عشان لما اعمل حاجة محدش ييجى ويلومنى يلا مدّ أيدك أضربنى يلا مستنى ايه يلا
قال الأخيرة بصراخ وقد نفذ صبره فهو لا يحب أن يستهزء بهِ أحد مهما كان هو ، نظر لهُ أشرف نظره غاضبه وسالم الذى كان يقف وينظر إليه نظره خاليه من أى تعبير ثم نقل بصره لأشرف وهو يقول:جهز نفسك يا أشرف عشان هنسافر بكرا
نظر لهُ سالم نظره أخيره ثم تركه وذهب وهو يضحك بخفه وورأه أشرف وظل هو واقفًا كما هو وسقط أرضًا وهو شاردًا والدموع تتساقط من عينيه بغزاره وبلحظه كَرِه نفسه وكَرِه كونه على تلك الحياه القاسيه والتى لم تنصفه يومًا
Back
أنهى ليل حديثه وسرده الذى لم ينتبه لكونه يتحدث بماضيه المؤلم وشدد من أحتضانه لها ودموعه الساخنه تتساقط وبغزاره على كتفها ربتت هى على ظهره بمواساه ووقف أشرف بعيدًا عنهم وهو غاضبًا من حديث ليل وتذكره للماضى الأسود خاصته
مر الوقت بسرعه البرق حتى دقت السابعه مساءًا
دلفوا جميعم للقصر ولكن تلك المره كان مُظلمًا يغلفه هاله من الهدوء الغير طبيعى ذهب ليل لغرفتها مباشرًا ووقفت روز بالخارج تنظر لهُ بحزن شديد وهى تراه يجلس على فراشها ويستلقى عليه بهدوء شديد ، مسحت على وجهها وهى لا تعلم ماذا تفعل من أجله فهى لا تود رؤيته بتلك الحاله المُحزنه
فى غرفه قاسم
دلف قاسم وخلفه تيسير التى أغلقت الباب خلفها وهى شارده ، جلس قاسم على طرف الفراش وهو يضع يديه على وجهه وهو لا يصدق حتى الآن بأنها ذهبت للأبد ولن يراها بعد الآن ، جلست تيسير بجانبه وهى تضع يدها على كتفه وشددت عليه ، لحظات ورفع قاسم رأسه وهو ينظر لها بدموع وتعالت وتيرته وبكى ، أخذته تيسير بأحضانها وهى تُربت على ظهره بمواساه
قاسم ببكاء:انا مش قادر أصدق يا تيسير أنها مشيت خلاص ومش هشوفها تانى ولا هسمع صوتها … كانت جزء من يومى كنت بحبها أوى ومبيعديش يوم غير لما أكلمها وأقعد معاها
ربتت تيسير على ظهره وهى تقول:ربنا رحمها يا قاتم هى فى مكان أحتن من هنا يا حبيبى وأكيد مبتوطه عشان شافت جوزها وبقت مع النات اللى بتحبهم … أدعيلها يا قاتم إن ربنا يرحمها هى مش محتاجه مننا دلوقتى غير أننا ندعيلها وبت
شدد من أحتضانه لها وهو يبكى وهى تحاول تهدئته وهى حزينه للغايه فهى أحبتها بهذه المُده الصغيره أيضًا ولكن لا تستطيع فعل شئ سوى تهدئه زوجها
فى غرفه عبد الرحمن
كان عبد الرحمن جالسًا وهو يحتضن رضوى ويهدئها فبالرغم من حزنه الشديد عليها لا يود أن يبكى كى لا يؤذيها ، مسد على خصلات زوجته وهو يقول بنبره هادئه:كفايه يا رضوى عشان خاطرى انتِ كدا بتعذبيها بعياطك دا وطول ما انتِ بتعيطى مش هتجيلك فى الحلم وهتفضل زعلانه منك … لازم تهدى يا حبيبتى عشان البيبى بردوا العياط والزعل غلط مش هتستفادى بحاجه غير إنك هتتعبى وبعدين عياطك مش هيرجعها تانى … لازم ترضى بأمر ربنا وتدعيلها كتير عشان هى مش محتاجه دلوقتى غير دُعاءنا لأنه هيفرق معاها جدًا … أهدى يا حبيبتى عشان متتعبيش أهدى
تحدثت رضوى وهى تبكى وقالت:مش مصدقه يا عبد الرحمن … انا حاسه أن انا بحلم مش قادره أستوعب أنها مبقتش معانا ولا هتبقى فى القصر تانى ولا هشوفها … انا كنت بحبها أوى وكانت حنينه وطيبه أوى وكانت مبسوطه أوى لما عرفت أنى حامل فى بنت … بس ملحقتش تشوفها … انا حاسه بخنقه غير طبيعيه بجد يا عبد الرحمن كأن حد عاوز يموتنى وبيخنوقنى
قبل رأسها بحنان وهو يمسح دموعها ويقول:سلامتك من الخنقه يا حبيبتى … أهدى عشان خاطرى … أهدى وحاولى تمسكى نفسك شويه وعشانك بردوا وعشان بنوتتنا … أتفقنا؟
حركت رأسها برفق وهى مازالت بأحضانه بينما هو ظل يُمسد على خصلاتها بحنان وهو يقرأ بعض الآيات القرآنية حتى تهدء
فى اليوم التالى
كان هذا أول يوم عزاء وهو أصعبهم عليهم ، كان العزاء بدار مُناسبات وجاء العديد والعديد يلبون واجبهم ويقفوا بجانب أولادها ومواساتهم
كان أولهم ليل واقفًا وهو شارد الذهن وبجانبه أشرف وحمزه وسامح وداوود يستقبلون المُعزيين ، وقف حمدان أمامه وهو ينظر لهُ بحزن وهو يراه شارد الذهن مد يده وربت على ذراعه فأنتبه لهُ ليل ونظر لهُ ، أحتضنه حمدان وهو يربت على ظهره ويقول بحزن:البقاء لله يا واد عمى ربنا رحمها من اللى كانت فيه ، أكده أحسنلها والله لو كانت عاشت كانت هتتعب أكتر من أكده ربنا كان رحيم بيها
بكى ليل بأحضانه وربت حمدان على ظهره وهو يواسيه على فقدان والدته الذى تسبب لهُ بجرح غائر فحمدان يعلم بأن صفيه كانت عزيزه على قلب ليل كثيرًا وكان يبكى عندما كان يشعر بأنه كان مُقصرًا معها ببعض الأقات وفى نفس الوقت حزين على عمته التى تركتهم دون سابق إنذار ورحلت ، ذهبت لمكان جميل للغايه “مُلتقى الأحباء” إنها الجنة عزيزى هُناك ستلتقى بزوجها وأخيها والعديد والعديد من أحبتها ، وتركت بالدُنيا أولادها الذين تأثروا كثيرًا بفراقها من أول يوم ، تُرى ماذا سيفعلون بالأيام القادمه؟ ، أبتعد حمدان ونظر لهُ بحزن وهو يربت على ذراعه ثم قام بتعزيه أشرف ومن ثم حمزه وسامح اللذان كانا لفتًا للأنظار على حالتهما المحزنه ، وأخيرًا داوود الذى كان حزينًا على خالته ، بالحقيقه ليس حمدان فقط هو من قام بتعزيتهم بلى أهل الصعيد جميعهم جاءوا فعائله والدته معروفه بشكل كبير هُناك والكبير والصغير على علم بهذا ولذلك عندما علموا جاءوا مُسرعين لتعزيه أولادها ومواساتهم على فراقها ، وبعد مرور خمس دقائق جاء رفيق العمر الذى رافقه منذ الصغر وحتى الآن مازال معه لم يتركه بيوم من الأيام “نضال” وقف أمام ليل الذى ما إن رأه حتى أرتمى بأحضانه وقد أنهار بأحضانه حين سمع الشيخ وهو يتلو من آيات الله الكريمه بصوتٍ جعله يفقد تماسكه المزيف واساه نضال وهو يربت على ظهره ويتحدث معه كى يهدء ، تقدم منهما يعقوب ويامن وهما يُهدأن ليل بشتى الطرق ويواسوه والجميع مشفقون عليه وبشده فهذه هى أول مرة يظهر بها ليل أمام الجميع بهذا الضُعف ، أسنده نضال لأنه كان بأحضانه وذهب بهِ لأقرب مقعد وأجلسه عليه وجلس أمامه على مقعد أخر وهو يهدئه ويامن ويعقوب بجانبه يهونان عليه ، مدّ نضال يده ومسح دموعه وهو يتحدث معه ويقوم بأحتضانه ومواساته وكان نضال بتلك اللحظة حنونًا للغايه معه يفعل ما يراه أمامه ليراه فقط بخير يريده أن يهدء قليلًا كى لا يمرض وسيتأذى هو بالنهايه ، ستطرحون عليّ سؤالًا الآن من يواسى أشرف وحمزه وسامح الآن سأقول لكم هم أيضًا يواسوهم ولكن هم بجانب ليل أكثر لأنهم يعلمون بأن صفيه كانت كل شئ بالنسبه لليل وكانوا جميعهم يرون تعلقه الشديد بها فأكثرهم تأثرًا “ليل”
بينما على الجهه الأخرى
كانت روز وغاده وسيلا وفريده وسلمى وأريج تستقبلن المُعزيات وكانت غاده مثل ليل تمامًا كانت روز تهون عليها هى وسيلا ببعض الأوقات ولكن غاده لا تستجيب وظلت على حالتها تلك
على الجهه الأخرى
ينزل شخصًا من سيارته ويتقدم من ليل الذى كان جالسًا وشاردًا ، وقف أمامه وتحدث قائلًا:ليل
نظر لهُ ومن ثم نهض وهو مازال ينظر إليه بينما وقف هو أمامه وقال بحزن شديد:حزنت كثيرًا لمُصيبتكم … قلبى معك
ما إن أنهى حديثه حتى عانقه وهو يهون عليه ألمه ووجعه فبادله ليل عناقه ثم أبتعد ونظر لهُ بملامح وجه باهته وقال بصوتٍ مبحوح:شكرًا لك أراس
ربت الأخير على كتفه وقام بتعزيه أشرف وحمزه وسامح ووقف أمام داوود الذى نظر إليه بحزن شديد فأحتضنه أراس وهو يقول:هون عليك يا صديقى … هى بمكان أفضل من هُنا بكثير
أنهى حديثه وهو يربت على ظهره فقال داوود بصوتٍ منخفض:شكرًا لك أراس … تفضل
حرك أراس رأسه برفق وذهب للداخل وجلس على المقعد وهو ينظر لهم من الحين للأخر ، كان الشباب جالسون وكل منهم بعالمه الخاص الحزن يكسو على معالم وجوههم ، بعد مرور القليل من الوقت جاء علاء وسيف كى يؤديان واجبهما بالعزاء قاما بتعزيه ليل أولًا ثم على أخويه الثلاثه ثم الشباب حتى وقف علاء أمام عبد الله وربت على كتفه بخفه وهو يقول:البقاء لله شد حيلك ربنا يرحمها
حرك عبد الله رأسه برفق فنظر لهُ علاء بحزن ثم قام بتعزيه كمال وكذلك سيف وجلسوا مره أخرى ، ومر الوقت سريعًا ومعزيين يدلفون ويخرجون وكان ليل طيله الوقت فى حاله من الهدوء والشرود
على الجهه الأخرى
كانت جود جالسه وهى شارده حتى شعرت بألم شديد ببطنها أعتدلت بجلستها وهى لا تعلم ماذا حدث فجأه فهى لم تتناول شئ كان الألم ببادئ الأمر شديد ولكن مع مرور الوقت بدء يزول فتعجبت هى كثيرًا ولكنها لم تهتم وعادت كما كانت بالسابق ، كانت تيسير جالسه وشعرت ببعض الألم ومع مرور الوقت كان ألمها يزيد فتأوهت بخفه وكانت سيلا تجلس بجانبها فنظرت لها وقالت بتساؤل:فى ايه يا تيسير مالك انتِ كويسه؟
حركت تيسير رأسها برفق وهى تقول بصوتٍ مُتألم:كويته مفيش حاجه
سيلا بتعجب:أزاى بس انتِ مش شايفه نفسك فى ايه حاسه بأيه
تيسير بدموع وألم:مش عارفه تعبت فجأه مش عارفه فيه ايه اااه
نهضت سيلا وقالت:خليكى ثوانِ ورجعالك
ذهبت سيلا وظلت تيسير مكانها تتألم خرجت سيلا للخارج ورأت شقيقتها تقف مع سيده وتتحدث معها أقتربت منها وهى تقول:روز
ألتفتت روز وهى تنظر لها فأقتربت سيلا وهى تقول:عوزاكى دقيقه
نظرت روز للسيده وقالت بأبتسامه خفيفه:عن أذنك
حركت السيده رأسها برفق وذهبت روز مع سيلا حتى وقفت بعيدًا وقالت روز متسائله:فى ايه يا سيلا؟
نظرت لها سيلا وقالت:تيسير … تعبانه جوه
عقدت روز حاجبيها وقالت:مالها ايه اللى حصلها فجأه؟
سيلا بجهل:مش عارفه
رأت سيلا قاسم يتقدم منهما فعقدت حاجبيها وقالت:قاسم
ألتفتت روز خلفها وتقدم قاسم حتى وقف بجانب والدته وخالته التى قالت:مالك يا قاسم جاى ليه
روز بتساؤل:فى ايه يا قاسم حصل حاجه
تحدث قاسم بتوتر وقال:تيسير بعتتلى مسدج بتقولى إنها تعبانه أوى ومش قادره تقعد أكتر من كدا
سيلا:كنت لسه بقول لروز دلوقتى
نظرت لهُ روز وقالت بتساؤل:طب هتعمل ايه يا قاسم؟
نظر لها قاسم وقال:هضطر أخودها وأشوف هوديها للدكتوره ولا أروحها لسه مش عارف ايه اللى تاعبها
سيلا:طيب ندخل انا وروز نجبهالك ولا ايه
قاسم:اه مش هينفع أدخل حاولوا تخرجوها وانا هستناكوا هنا
حركت روز رأسها برفق ونظرت لسيلا وقالت:تعالى معايا
تحركت روز وخلفها سيلا ووقف قاسم ينتظرهم بالخارج ، ذهبت روز إليها ووقفت أمامها ومعها سيلا وهى تقول:فى ايه يا تيسير مالك يا حبيبتى
تحدثت تيسير وهى تبكى وقالت:تعبانه أوى مش قادره يا ماما
مسدت روز على رأسها وقالت بحنان:سلامتك يا حبيبتى … قومى معايا يلا قاسم مستنيكى بره
أنهضتها وقامت بإسنادها ومعها سيلا وتحركت تيسير بصعوبه وهى لا تتحمل وأشفقن عليها البعض منهن فتحدثت سيده منهن وقالت بشفقه:صعبانه عليا أوى يا حبه عينى حامل وفى شهورها الأخيرة وقاعده بقالها كتير
تحدثت الأخرى وهى تنظر لها فقالت بشفقه:ربنا يقومها بالسلامه ويهون عليها تعبها
خرجت روز وسيلا بها بصعوبه وكانت تيسير لا تستطيع المشى بسبب ألمها فوقفت وهى لا تستطع التحمل وبكت أكثر ، أشارت روز لقاسم الذى توجه إليهم وهى تمسح على ظهرها بحنان فوقف هو أمامها ومدّ يده ومسح دموعها بحنان وهو يأخذها بأحضانه ويربت على ظهرها قبل رأسها وهو يقول:مالك يا حبيبتى حاسه بأيه طيب
حركت رأسها وهى تبكى وقالت بألم:تعبانه أوى يا قاتم مش قادره
سمع والدته وهى تقول:أكيد تعبت من المجهود اللى عملناه أمبارح والنهارده وهى حامل فعشان كدا تلاقيها تعبت خدها وروحوا خليها ترتاح شويه
حرك قاسم رأسه برفق ونظر لها وقال بهدوء:هتقدرى تمشى معايا طيب لحد الجراچ؟
حركت هى رأسها نافيه وهى مازالت تبكى فقال هو فى حيرة من أمره:طب اعمل ايه مش هينفع أجيب العربيه هنا
سيلا:شيلها وخلاص مفيش حل تانى غير دا
وافقتها روز الرأى وهى تقول:سيلا بتتكلم صح شيلها وخلاص بس عرف بابا قبل ما تمشى عشان يبقى عارف بس
حرك قاسم رأسه متفهمًا ثم نظر لتيسير وربت على ظهرها بحنان ومن ثم مال بجزعه وحملها بهدوء فلفت هى يديها حول عنقه ونظر هو لوالدته وقال:انا همشى
حركت روز رأسها برفق وتحرك بها قاسم وتركهما وذهب ونظرت سيلا لهما ثم قالت:يلا يا روز
دلفت مره أخرى وروز خلفها ، بينما على الجهه الأخرى كان قاسم واقفًا وهو يحمل تيسير بين ذراعيه ولا يعلم كيف سيلفت إنتباه أحدٍ منهم ولكن لم ينتظر كثيرًا فقد رأه عبد الرحمن وأقترب منه حتى وقف أمامه وهو ينظر لهُ ويقول بتساؤل:فى ايه يا قاسم مالها مراتك
قاسم بقلق:تعبانه شويه قولت أعرف بابا الأول وأروح
نظر عبد الرحمن خلفه ثم نظر لهُ وقال:طب أستنى هروح أقوله
قاسم بعجله:بسرعه يا عبد الرحمن عشان خاطرى
ذهب عبد الرحمن ونظر قاسم لها وقال بحنان:معلش يا حبيبتى أستحملى شويه
تحدثت تيسير بألم وهى تقول بصوتٍ باكِ:مش قادره يا قاتم انا تعبانه أوى
طبع قُبله على جبينها وقال بتوتر:معلش يا حبيبتى هيروح أن شاء الله حاولى تتجاهليه على قد ما تقدرى
أقترب ليل منه بعدما أخبره عبد الرحمن ووقف أمامه وهو يقول بصوتٍ ضعيف:فى ايه يا قاسم مالها تيسير
قاسم بتوتر وقلق:مش عارف تعبت فجأه وزى ما حضرتك شايف مش قادره خالص
ليل:طب وديها للدكتوره تتطمن عليها
قاسم بحيره:مش عارف أعمل ايه
تحدث ليل بنبره منخفضه بسبب بكاءه المتواصل منذ أمس حتى الآن وقال:مفيهاش تفكير يا قاسم ودى مراتك وأتطمن عليها
حرك قاسم رأسه برفق وقال:حاضر انا جيت أعرف حضرتك الأول قبل ما أمشى
حرك ليل رأسه برفق وقال:روح وأبقى طمنى عليها
قاسم بتوتر:حاضر … عن أذنك
سمح لهُ ليل بالذهاب ونظر هو لهُ قليلًا ثم عاد لهم مره أخرى
مر الوقت سريعًا وانتهى اليوم الأول
عادوا جميعهم وذهب كل واحدٍ منهم غرفته فجميعهم متعبون وبشده
فى غرفه ليل
كان ليل نائمًا وبجانبه روز التى كانت تنظر لسقف الغرفه وهى شارده الذهن تُفكر بزوجها وما يمر بهِ الآن من حزن وألم لن يُشفى بتلك السهولة ، فهى تعلم ليل جيدًا وتعلم بأنه سيتأثر كثيرًا الفتره القادمه بسبب فراقها ولكن هل مع مرور الأيام سينسى؟ ، أحتماليه هذه الفكره ضئيله ولكن تتمنى أن تراه بأحسن حال فقلبها يؤلمها عندما تراه يبكى والضعف والحزن ظاهران على معالم وجهه وعينيه ، مر القليل من الوقت ونهض هو سريعًا من نومته مفزوعًا وهو يصرخ قائلًا:لاااااا صفيااااااااااه
فزعت روز وجلست ونظرت لهُ وقالت بلهفه:بس أهدى يا حبيبى دا كابوس أهدى مفيش حاجه أهدى
كان صدره يعلوا ويهبط بسرعه ويحاول أخذ أنفاسه الهاربه وهو يتصبب عرقًا وكان كابوسًا أسود ، وضع يديه على وجهه وسكبت هى لهُ القليل من المياه ثم مدت يدها بالكوب وهى تقول:أشرب يا ليل يلا
نظر لها وحسته هى على شرب المياه فأخذ الكوب منها بأيدى مرتعشه وأرتشف منه القليل ثم أخذته هى منه ووضعته كما كان ونظرت لهُ وقالت:مالك يا ليل ايه اللى حصل شوفت ايه قومك مفزوع بالشكل دا
نظر لها ليل ثم نظر أمامه وأغمض عينيه بقوه وهو يأخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء بينما مدت هى يدها ورتبت خصلاته وهى تقول:مالك يا ليل قلقتنى عليك يا حبيبى
نظر لها ليل وقال بعينان دامعتان:كابوس … كابوس وحش أوى يا روز
روز بحنان:أحكى يا ليل شوفت ايه
تحدث ليل بنبره مهزوزه وعيناه تنظر بكل مكان بالغرفه وهو يتذكر الكابوس وكأنه يراه أمامه ويقول:خناقه … كان فى خناقه كبيره أوى هنا … كانت الخناقه بينى وبين اشرف وانا قعدت أزعق كتير ومواضيع كتير أتفتحت اتقفلت من زمان بس مكنتش عارف كنا بنتخانق على ايه .. وصفيه جت على صوتنا كالعاده ومش فاكر كان السبب ايه بس انا قولتلها وبابا كان موجود … بس حتى وهو فى الحلم وحش … وحش فى كل حالاته خصوصًا معايا مش عارف ليه … المُشدات زادت بينى انا وأشرف ووصلت إنه مدّ أيده عليا .. بس انا مسكتلهوش وردتله الضربه ماما فى لحظه ضربه ليا اتدخلت وزعقت فيه جامد وكانت متعصبه أوى .. أول مرة أشوف ماما بالعصبيه دى كلها لمجرد أنه ضربنى تصرخ فيه بالشكل دا … لما انا ردتله الضربه بابا وقتها أتدخل ودافع عن أشرف كالعاده .. ولما عارضته وزعقت فيه مدّ أيده عليا لأول مره بردوا وقتها نزل فيا ضرب هو وأشرف .. هما الاتنين عليا لحد ما لقيت ماما حطت أيديها على قلبها ووقعت فجأه وانا صحيت … انا مبقتش عارف حاجه يا روز انا عامل زى التايه ومش لاقى بيته ولا أهله خايف أشرف يعمل حاجه ومش فاهم دا معناه ايه بس انا حاسس أنها حاجه مش كويسه معرفش ليه
ربتت روز على كتفه ومسدت على خصلاته بحنان فوضع هو رأسه على كتفها وحاوطته هى بذراعيها وهى تفكر بحديثه ، دقائق وسمعته يقول:من زمان وانا علاقتى بِبابا وحشه بدون سبب هى وحشه … يوم وفاته انا منزلتش دمعه واحده عليه .. كان موته بالنسبالى حاجه عاديه وايه يعنى مات وخلاص مش قصه … من كتر ما هو كان بيقلل منى ومبيطقنيش بقيت أكره أنى أبنه وأقعد أقول انا ليه ابن الراجل دا بجد … كنت بشوف معاه أسود أيام حياتى كنت مدمر بسببه وأول ما عرفت أنه عمل حادثه هو وأشرف وماتوا موتهم مهزنيش … ولا خلانى أضعف وأعيط … روز هو انا وحش أوى كدا عشان بابا يعاملنى المعامله دى .. طب فيا حاجه مكانتش عجباه طيب انا مبقتش فاهم حاجة وعامل زى المجنون … انا من يوم وفاته مزورتهوش ولا مره … ولا حتى افتكرته … انا دايمًا كنت منسى بالنسباله .. وهو دلوقتى منسى بالنسبالى … انا عمرى ما فكرت فيه ولا كان بيحب ايه ويكره ايه … كُرهى ليه زاد فى فتراته الأخيرة … كل حاجه بالنسباله أشرف كأنه مجابش غيره … ومن غير ما أكدب عليكى انا كنت بدأت أكره أشرف … بسبب تفضيله عليا دايمًا وأنه أحسن واحد وهو اللى ماسك كل حاجه … بعد وفاتهم شيلت كل حاجه بدون سابق إنذار .. وانا لسه تسعتاشر سنه .. الشركه وقعت وكانوا هيحجزوا على كل حاجه وكنا هنترمى فى الشارع … شيلت حِمل كبير أوى يا روز من وانا صغير بس للأسف الوحيده اللى كانت شاهده على كل حاجه راحت خلاص
سقطت دموعها وهى تنظر لهُ وتستمع إليه بإنصات فأكمل هو بعدما سقطت دموعه من جديد وقال:كانت دايمًا بتدافع عنى … وبتخاف عليا من أقل حاجه .. كانت بتحاول على قد ما تقدر أنها تعوضنى عن كل اللى حصل … عملت كتير أوى عشانى .. وانا كنت بعمل عشانها المستحيل .. مكنتش ببخل عليها فى أى حاجه تطلبها حتى لو كانت مستحيله … تعبت فى تربيه أربعه لوحدها من غير مساعده من حد … تعبت معانا كتير أوى بس يكفى أنها طلعتنا رجاله وعنينا مليانه مش مستنيين حاجه من حد … يمكن الغلطه الوحيده اللى عملتها فى حياتها هى أنها اتجوزت بابا … انا عارف أنها حبته وهو كذلك … بس عمرها ما فكرت ممكن لما ربنا يرزقهم بأطفال هو هيتعامل أزاى … بس ليها عُذرها وانا مش زعلان منها … انا زعلان منه هو .. بالرغم ان عدى واحد وتلاتين سنه على موته … إلا إنى لسه زعلان منه … وعمرى ما هسامحه على كل حاجه حصلتلى هو كان السبب فيها .. مش مسامحك يا سالم .. مش مسامحك ولا عمرى هسامحك لحد ما نتقابل … انتَ اللى عملت كل دا … يبقى تتحمل اللى هيحصل واللى حصل زمان … مش مسامحك
ربتت روز على كتفه بمواساه ودموعها تتساقط بغزاره فلم تكن تتوقع بأن سالم بتلك البشاعه … ظنت أن ليل كان يقول هذا لأنه كان متأثرًا فحسب … ولكن مع مرور السنين لا يستطيع الإنسان نسيان ما حدث معه فى الماضى جعله بتلك الحاله
نظر لها ليل ودموعه تتساقط بقهره فمسحت لهُ روز دموعه وهى تقول بصوتٍ باكِ:خلاص يا ليل عشان خاطرى … أنسى يا حبيبى خلاص … كل حاجه خلصت من زمان وهو مات وماما الله يرحمها عوضتك … بس مهما حصل يا حبيبى دا باباك ولازم تسامحه حتى لو كان هو وحش وفيه صفات وحشه كتير لازم تسامحه لأن هو خلاص مات وكل حاجه خلصت متبقاش قاسى زيه وسامحه … هو عند ربنا وحابه أقولك حاجه كمان … عمى لو كان وحش وقاسى القلب وفيه صفات وحشه مكانتش ماما صفيه شافته وهو واقف على باب أوضتها وهو بيضحكلها وبيشاورلها … عمى وخالتو دلوقتى مع بعض فى مكان جميل أوى فى الجنه … يمكن انتَ لسه مش قادر تفهم لحد دلوقتى هو عمل كدا ليه ممكن كان ليه وجهه نظر محدش كان قادر يفهمها … وبناءًا عن اللى سمعته لما قعدت مع نفسى لقيت أن انتَ نسخه من باباك … نفس الشخصيه ونفس الشده وواخد كتير منه … على رأى ماما الله يرحمها كانت دايمًا بتقولك انتَ سالم النسخه التانيه كانت دايمًا شيفاك سالم مش ليل .. أكيد يا ليل كان فى حاجه غلط
نظر لها ليل وقال بحده:بقولك كان بيفرق بينا ويارتيها جت عليا انا وأشرف … غاده أختى كانت شايفه كل حاجه .. حمزه وسامح كلهم كانوا عارفين أن بابا بيحب أشرف أكتر … عارفه شعور لما تبقى قريبه من شخص وتعرفوا عن بعض كل صغيره وكبيره وفجأه تتركنى على الرف … أهو انا حسيت نفس الأحساس … أشرف وسالم عمرهم ما حبونى يا روز … عرفتى خناقاتى كتير مع أشرف ليه … دا لسه مش حاجه جنب اللى شوفته من العاقل الكبير اللى هيمشى الكل على كيفه … انتِ متعرفيش حاجه يا روز
ربتت روز على كتفه ومدت يدها ومسحت دموعه وقالت بحنان:اللى حصل حصل خلاص وأنتهى ومش هيبقى ليه أهميه لو أفتكرناه بكل حاجه حصلت فيه … ننسى ونبص للى جاى .. عندنا ولادنا وأحفادنا اللى هينوروا الدنيا قريب … لازم نبصلهم ونهتم بيهم سوا … لأنهم محتاجينا جنبهم دلوقتى خصوصًا ولادنا … عندك لسه معاذ وعُدى وبيسان .. لازم ناخد بالنا منهم ونخطط للى جاى ومنشغلش بالنا بأى حاجه ونحاول نخلى اللى حصلنا زمان يكون درس ليهم عشان ميقعوش فى نفس اللى وقعنا فيه زمان … أتفقنا يا حبيبى
نظر لها بملامح وجه باهته وحرك رأسه برفق فأبتسمت هى بحنو وقبلت جبينه وهى تنظر لهُ
فى غرفه معاذ
كان معاذ جالسًا وهو يبكى مازال لا يصدق بأنها رحلت ضرب بقبضته على الفراش بغضب وهو يبكى وينظر لصورتها المُعلقه أمامه نهض وهو ينظر لها ودموعه تتساقط ووقف أمامها وهو مازال ينظر إليها فتحدث قائلًا بنبره باكيه:ليه … معرفتنيش ليه أنك هتروحى ومش هتيجى تانى … انتِ عارفه إنك حاجه كبيره أوى عندى … انتِ كنتى جنبى وقت ما كنت واقع ورافض أقوم شجعتينى وهونتى عليا وكأنك حاسه بيا وباللى انا فيه .. كنا لسه بنهزر سوا أول أمبارح وقعدنا نضحك سوا والدنيا كانت زى الفل اه كنتى تعبانه بس مبينتيش حاجه عشان متخوفيناش مع أننا عارفين … ليه تروحى منى فى غمضه عين ولما أدخل الاقيكى ميته فى حضن بابا
بدء يبكى وهو يقول:ليه أدخل أشوف المنظر دا … ليه قلبى يتحرق عليكى الحرقه دى من دون أى إنذارات … ملحقتش أخليكى تفرحى بيا … كان نفسى أخليكى تشوفينى وانا بتخرج خلاص دى أخر سنه ليا وهتخرج وهبقى مهندس قد الدنيا زى ما كان نفسك … كنت هفرحك بتخرجى وشهادتى وبعدها بجوازى … بس انتِ روحتى بدرى أوى يا صفيه … مكنتش متخيل أنى هعيش اللحظه دى ومكنتش عارف وجعها دا كان عامل أزاى بس أدينى جربته … انا عارف أنك شيفانا وحاسه بينا وبوجعنا وعارف إنك هتبقى شيفانا طول الوقت بس أحنا مش هنقدر نشوفك ولا نسمع صوتك … انتِ أجمل جده والله كنت بتفشخر بيكى وسط صحابى اللى جم وكانوا بيواسونى على فراقك النهارده … انا مش عارف هكمل حياتى أزاى من غيرك يا صفيه … عارفه انا بدعى أن العيله دى متتفرقش من بعدك … لأنى مُتيقن بعد وفاه الأب والأم بتبدء مشاكل الميراث والمحاكم … عاوز العيله دى تكمل أكنك موجوده … بس مش عارف هل دا هيحصل ولا لا … بس لو حصل هعرف أنك مش راضيه عن اللى بيحصل وهتزعلى جدًا ومش هتبقى مرتاحه … بس انا حاسس أن كل حاجه مع مرور الوقت هتعدى وهتبقى كويسه … وأتمنى أحساسى يبقى فى محله … ربنا يرحمك يا حبيبتى
قال الأخيرة ومن ثم سقط أرضًا وهو يبكى ولا يتوقف
فى الصباح
كان ليل جالسًا بالحديقه يستنشق بعض الهواء النقى وهو ينظر أمامه تقدم صقر وجلس بجانبه ونظر لهُ ثم وضع يده على قدمه ، نظر لهُ ليل بدون أن يتحدث بحرفٍ واحد فقال صقر:عامل ايه دلوقتى
نظر ليل أمامه مره أخرى ولم يتحدث أيضًا فقال صقر:مالك مبتتكلمش ليه
كان الصمت هو الأجابه أيضًا فقال صقر:زعلك وحش أوى على فكره … حقك عليا يا ليل انتَ عارف غلاوتك عندى … انتَ أخويا مش صاحبى وزعلك منى يخلينى أفضل أزن وراك لحد ما تقول أنك سامحتنى … متزعلش منى بالله عليك زعلك وحش والله
نظر لهُ ليل مره أخرى ومر بضع ثوانِ حتى قال:مش زعلان
لم يصدق صقر ما سمعه وقال:بتهزر ولا بتتكلم بجد … بُص انا غلطان فعلًا ومُعترف بغلطى وعشان كدا انا جيتلك وبطلب منك السماح مش عارف للمره الكام بصراحه بس تقريبًا دى المره التلاتين والبعيد معندهوش دم وفرحان فيا وعمال يمرمطنى وراه عشان أنال رضاه بس
قال جملته الأخيرة بمرح فرأى أبتسامه خفيفه للغايه تَكادُ لا تُرى ولكنه يعلم ليل جيدًا فأكمل حديثه وقال:خلاص بجد ولا بتاخدنى على قد عقلى لحسن انا ضميرى مصطادنى ومش عارف أنام ساعه واحده
ليل بهدوء:سامحتك يا صقر خلاص
أبتسم صقر وأحتضنه وهو يُربت على ظهره ويقول:حقك عليا يا صاحبى أقسم بالله بحبك وزعلك غالى عليا وانتَ عارف
ربت ليل على ظهره ولم يتحدث بِبنت شفه وفضل الصمت
مر ثلاثه أيام وانتهى العزاء وعاد الجميع لمنازلهم وبلادهم وكانوا بهذا اليوم جميعهم جالسون وكان هذا اليوم هو اليوم الذى سيفتحون فيه وصيه صفيه لهم وطلبت من ليل يوم مماتها بأنه هو الذى سيقوم بفتح الوصيه وقرأتها كامله وواجب تنفيذ كل حرفٍ بها ، وبعد مرور القليل من الوقت كان المحامى جالسًا وأخرج جميع أوراق ملكيتهم ووصيه صفيه معهم وكانوا جميعهم حاضرون ينتظرون سماع وصيتها ، أخذ ليل الوصيه بعدما أعطاها لهُ المحامى وفتحها تحت نظراتهم وبدء بقرأتها بصمت ولم يستطع السيطره على دموعه التى سقطت وهو يحرك عينيه على وصيتها ويقرأها فقال حمزه:الوصيه فيها ايه يا ليل؟
رفع ليل رأسه وهو ينظر لهُ وتساقطت دموعه وهو بالكاد كان سينفذ هذا دون أن تقول لهُ ، نظر لهم جميعًا وقال:ماما موصيانى على كل واحد فيكوا … والوصيه دى مطلوب أن انا أنفذ كل حرف فيها بناءًا على كلامها وأن الوصيه دى واجب التنفيذ … أول حاجه عوزانى أطلعلها صدقه جاريه وأوزع مبلغ بسيط على الفقراء والمساكين وطبعًا أكل … ودا انا كنت ناوى أعمله فعلًا حتى من غير ما تقول … تانى حاجه الورث هيتوزع بما يرضى الله محدش هياخد أكتر من التانى كلوا هيتساوى وكلنا لينا فى أملاك سالم الدمنهورى
غاده بهدوء:بمعنى
ليل:ماما مش قايله دا ياخد ايه ودا ياخد ايه قايله الورث يتوزع بما يرضى الله وعشان مبقاش ظالم حد فيكوا هنشوف كل دا بس مش دلوقتى لأنه هيحتاج وقت بس انا مش هاكل حق حد وكلكوا هتتساوى وهتتراضوا
سامح:ايوه يا ليل بس إحنا مش عاوزين الورث دا دلوقتى
ليل:بس دا حقكوا يا سامح
سامح:واحنا واثقين فيك وورثنا معاك مش محتاجينه دلوقتى
غاده:كمل يا ليل ماما قايله ايه تانى
نظر ليل للوصيه قليلًا ثم قال:موصيانى على ولادى … وموصيه على معاذ … وأن شاء الله هنفذ اللى موصيانى بيه … موصياكوا أنتوا كمان على ولادكوا … وموصيه على حمزه وسامح وغاده أنى أخلى بالى منكوا وموصيه تربوا ولادكوا تربيه كويسه وتعرفوهم دينهم بيقولهم ايه
قالها وهو يوجه حديثه لأولاده والبقيه دون أستثناء فأكمل وقال:محدش ينساها وتزوروها دايمًا ومتفتكروهاش غير بكل خير
أغلق الوصيه وهو ينظر لهم ثم أعطاها للمحامى الذى أخذها منه ووضعها بحقيبته ثم قال:وأوراق الملكيه يا باشا
ليل بهدوء:خليها مع الوصيه مش هنحتاجها دلوقتى
حرك رأسه متفهمًا ثم وضعهم بحقيبته وأستأذنهم وذهب ، وبعد رحيله نظر لهم ليل وقال:خلونا ننفذ أول حاجه فى وصيتها … عاوزك يا روز انتِ والبنات تعملوا أكل كتير بكميه كبيره وتجهزوه عشان هنبدء من بكرا .. عاوزك يا قاسم انتَ وبدر تعرفونى الأماكن اللى فيها ناس فقيره وعلى قد حالها وعاوز أعرف كام دار أيتام بردوا مهمتكوا النهارده تعرفوا أماكنهم فين بالظبط وبيبقوا متركزين فين
قاسم:انا اللى أعرفه أنهم بيبقوا فى محافظات مختلفه بيكون فيها جزء من العشوائيات بيكون متركز فيها أُسر فقيره كتير وبخصوص دار الأيتام فممكن نروح كام دار على حسب سعتك ما تحب انا وبدر نعرف كام دار كدا بنروح زياره ساعات ليهم
ليل:حلو يبقى خلصنا من الدار عاوزك تركزلى انتَ وبدر عليهم وتعرف هما فين بالظبط
قاسم بتفهم:حاضر يا باشا
نظر ليل لمعاذ وقال:وانتَ يا معاذ عاوزك انتَ وطارق تروحوا تجيبوا الحاجات اللى هطلبها منك وهعرفك تجيبهم منين
معاذ بهدوء:حاضر
نظر ليل لداوود وقال:داوود هتبقى معايا انتَ وأشرف عشان نبدء نوزع الفلوس هنتفق على مبلغ بسيط عشان هنديهم للى حياته مُتعسره ومحتاجهم مش لأى حد وخلاص .. أما بالنسبه للباقى متقلقوش هيبقى ليكوا دور بردوا لسه بس نعمل اللى قولت عليه الأول … يلا كلوا يروح يبدء
تحركوا وذهب كل منهم ليرى ماذا سيفعل فنظر ليل لمعاذ وطارق وقال:تعالوا معايا
تحرك ليل وخلفه معاذ وطارق كى يقوم بشرح ما سيفعلانه
فى غرفه عائشه
كانت عائشه تقف أمام المرأة وهى تنظر لنفسها وتشعر بتوتر لا تعلم لما أخذت هاتفها ونظرت بهِ وفتحت الكاميرا الأماميه وأبعدت الهاتف قليلًا وهى تنظر لنفسها بالهاتف وذهب سريعًا هذا التوتر وأبتسمت بتلقائيه وتساقطت دموعها فى تلك اللحظه عده طرقات على باب غرفتها يليها دلوف بيسان التى وقفت مكانها وهى فى صدمه كبيره ، جحظت عيناها وهى تنظر لها عندما ألتفتت إليها عائشه وهى لا تصدق ما تراه أمامها
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 4)