روايات

رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع البارت التاسع والثلاثون

رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الجزء التاسع والثلاثون

رواية أحببتها ولكن الجزء الرابع الحلقة التاسعة والثلاثون

بيسان بصدمه:انتِ مين وبتعملى ايه فى أوضه عائشه والأهم من دا كله … فين عائشه
عقدت عائشه حاجبيها وهى تنظر لها فقالت:سلامتك يا بيسان انا عائشه
رفعت بيسان حاجبيها فى ذهول تام وهى تنظر لها فقالت ببلاهه:هاه؟
أقتربت منها عائشه وقالت:مالك يا بنتى فى ايه
نظرت لها بيسان بذهول وقالت:عائشه من أنهى زاويه بالظبط
ضحكت عائشه رغمًا عنها وصفعتها على ذراعها بخفه وهى توبخها قائله:حيوانه تيتا لسه ميته وبتضحكينى
نظرت لها بيسان وقالت بصدمه:يا نهار أسود انتِ عائشه بجد
تحدثت عائشه قائله وهى تضع يدها على جبينها:لا ما كدا أشك أنك فيكى حاجه
نظرت لها بيسان وقالت:عملتيها بجد
أبتسمت عائشه بخفه وقالت:اه … أيه رأيك حلوه ولا وحشه انا متوتره أوى وحاسه بتردد
سعدت بيسان من أجلها كثيرًا وقالت بدموع:انا مش قادره أصدق … انتِ حلوه أوى ما شاء الله بجد انا معرفتكيش
عائشه بتردد:بجد ولا بتضحكى عليا
أقتربت منها بيسان وهى تقول بدموع وسعاده:لا بجد مش بضحك عليكى انتِ جميله أوى يا عائشه … انا مبسوطه عشانك أوى اللهم بارك بجد … تيتا زمانها مبسوطه منك أوى وكلنا هنفرحلك والله … شكلى كدا من هنا ورايح هشوف عائشه تانيه خالص
قالت الأخيرة بمرح فأبتسمت عائشه وأحتضنتها وهى تقول:انا بحبك أوى يا بيسان … ربنا يخليكى ليا انا كنت خايفه أوى بجد وكنت متردده
أبتسمت بيسان وربتت على ظهرها وهى تقول:لا بالعكس دا أحسن قرار خدتيه فى حياتك اللى كلها قرارات غلط فى غلط دى
ضحكت عائشه بخفه وقالت:أقسم بالله ما عندنا دم
بيسان:المهم شكلك حلو أوى … أستمرى شكلك قمر
عائشه:يعنى ايه أكمل وخلاص كدا وأطلعلهم
بيسان بأبتسامه:طبعًا … المهم انتِ مقتنعه
عائشه بأبتسامه:جدًا
بيسان بأبتسامه:طب يلا بينا
أمسكت بيدها وسحبتها ورأها وخرجت من الغرفه وتوجهت بها للأسفل
فى الأسفل
كانوا جالسون والصمت سيد المكان نزلت بيسان ومعها عائشه ووقفت وهى تنظر لها فطمئنتها بيسان وأكملت سيرها حتى وقفت بها أمامهم وصُدموا هم جميعًا من ما يرونه أمامهم نظروا لعائشه بصدمه وهم لا يصدقون أعينهم ونظرت عائشه لهم وبدأت تشعر بالتوتر أقترب منها صقر وهو لا يصدق وسعد عبد الرحمن من أجلها كثيرًا وقف صقر أمامها ونظر لها وكانت هى تنظر لهُ فأدمعت عيناه وهو يقول بهمس:دا بجد
حركت عائشه رأسها برفق وأبتسمت أبتسامه خفيفه فأحتضنها صقر وهو سعيد من أجلها كثيرًا ومازال لا يصدق وبادلته هى عناقه لها وهى مبتسمه طبع قبله على جبينها وهو ينظر لعينها وتحدث بسعاده قائلًا:مُبارك يا روح قلبى ربنا يثبتك
أبتسم عبد الرحمن بخفه وقال:مُبارك يا عائشه
باركوا لها جميعًا وكانوا سعداء من أجلها كثيرًا ، كانت تقف أمام المرأة الموجوده ببهو القصر وهى تنظر لنفسها بها وتدور حول نفسها بسعاده كبيره وهى تشعر بالراحه ، مسدت على خِمارها ذات اللون الأبيض وهى سعيده للغايه ولفستانها الأبيض الذى كان ضيقًا من الأعلى وواسعًا من الأسفل يتوسطه حزام من اللون الأسود فقد تعمدت أرتداء اللون الأبيض مثلما قال ليل حتى لا يحزن … نظرت لوجهها الخالى من مساحيق التجميل وشعرت بأن وجهها أصبح ناصع البياض فقد زادها الخِمار جمالًا وتحشمًا ، كان ليل متجهًا للخارج ورأها تقف أمام المرأة وتنظر لنفسها بسعاده فأكمل سيره حتى وصل لها وقال:هتتجننى على فكره أبوكى لسه عاوزك
ألتفتت إليه ونظرت لهُ بأبتسامه وقالت:أصل انا مبسوطه أوى بيه
أبتسم ليل أبتسامه باهته وقال:ربنا يهديكى يا عائشه يا بنت صقر وتعقلى شويه
أبتسمت عائشه فقال هو:عن أذنك
عائشه بأبتسامه:أتفضل
تركها ليل وخرج ونظرت هى لأثره بأبتسامه ثم عادت تنظر لنفسها مره أخرى وهى سعيده ، بعد مرور الوقت كان ليل جالسًا بالحديقه ومعه داوود وأشرف ، كان الصمت هو سيد المكان حتى قرر ليل قطعه وتحدث بهدوء قائلًا وهو ينظر للنقود الموضوعه أمامه على الطاوله:مبدئيًا وقبل أى حاجه أترحموا على ماما وأدعولها
دقيقتان وأكمل حديثه بعدما ترحموا عليها ودعوا لها وهو يقول:دول عشرين ألف جنيه … العشرين ألف جنيه دول بإذن الله هيتوزعوا على اللى حالته متعسره ومش لاقى يجيب … هنوزع على عشرين أسرة كل أسرة هتاخد ألف جنيه … على حسب بردوا ممكن تكون فى أسرة مش محتاجه … فاللى هيحصل كالأتى العشرين ألف دول هيقسموا أولوفات كل ألف لوحدها ومع كل شنطه هيكون معاها ألف جنيه وزى ما قولت وارد يكون فى أسرة مش محتاجه عادى مش هيأثر معانا فى حاجه
داوود بتساؤل:طب نفترض أننا وزعنا خلاص وفى الأخر أتبقى معانا مثلًا ألفين جنيه هتوديهم فين
ليل بهدوء:هتبرع بيهم فى المسجد صدقه جاريه على روحها
أشرف بتساؤل:سؤال عشان دماغى لفت انتَ مش قولت هتطلع كدا كدا صدقه جاريه
ليل:أيوه
أشرف:حلو الألفين دول هيتحطوا غير اللى هتحطهم
عقد ليل حاجليه ونظر لهُ وكأن على رأسه الطير فقال داوود:انا هفهمك قصده ايه أشرف يقصد أن انتَ خلاص طلعت صدقه جاريه على روحها وروحنا ووزعنا والألفين دول أتبقوا هتحطهم زى اللى قبلهم
ليل:اه عادى
داوود:طب ليه منتبرعش بيهم لمستشفيات الأطفال ومنها أتبرعت هنا وأتبرعت هنا وخدت ثواب الأتنين مع بعض
شرد ليل قليلًا ثم قال:مفيش مشكله … دا لو أتبقى بس
داوود:كمل وبعدين
ليل:من بكرا الصبح هننزل بدرى أعملوا حسابكوا هنطلع الصدقه الأول بعدها هيكون معانا قاسم وبدر هيعرفونا الأماكن اللى بيتركزوا فيها وهنروح معنديش مانع أسافر من هنا لهنا طالما دى حاجه هى طلباها وهاخد عليها ثواب وبعدها هطلع على كام دار أيتام وزى ما قولت لو فى فلوس فضلت هنحطها ونتبرع بيها وممكن نزود عليها عادى كلوا لأجل تنفيذ وصيه ماما وعشان أكون عملت بيها وبزياده عشان أكون نايم مرتاح
داوود:وانا معاك يا باشا من النجمه
نظر ليل لأشرف وقال:وانتَ يا أشرف
نظر لهُ أشرف وقال:ماشى
حرك ليل رأسه برفق وهو ينظر لهُ ولم يتحدث وبدء ليل بتوزيع النقود وداوود يؤكد خلفه وأشرف يقوم برصهم بعد تغليفهم ، بينما فى الداخل كان قاسم وبدر جالسان وكان قاسم بيده اللاب توب وينظر للخريطه أمامه وبدر بجانبه يدون أسماء المحافظات والقرى المحيطه بها والتى سيذهبون إليها ، وعلى الجهه الأخرى كانت روز تُعد الطعام والفتايات تقومن بمساعدتها
فى الحديقه
خرج معاذ وخلفه طارق الى الحديقه وتقدما من ليل حتى وقف بجانبه وقال:بابا
رفع ليل رأسه قليلًا وهو ينظر لهُ فمال معاذ بجزعه وقال لهُ شيئًا ما بأذنه بصوتٍ منخفض ، عقد ليل حاجبيه وحادثه بصوتٍ منخفض حتى أنتهوا واعتدل معاذ بوقفته فنظر لهُ ليل نظره تأكيد وحرك رأسه برفق وقال:عن أذنك
تحدث ليل وهو ينظر لهُ ويقول:لو فى حاجه تكلمنى
معاذ بهدوء:حاضر
ليل:روح يلا وخلى بالكوا من نفسكوا وبراحه وانتَ سايق يا معاذ
ذهب معاذ ومعه طارق وعاد ليل يُكمل ما كان يفعله مره أخرى بإندماج ، بينما كان ليل جالسًا ويُعد النقود ركض بأتجاهه كلبُه “رعد” وهو يدور حوله بلهفه وهو ينبح فنظر لهُ ليل وأبتسم وهو يَمُدّ يده ويُمسد على رأسه بحنان وكان “رعد” ينظر لهُ بلهفه ويريد الأطمئنان عليه فقبل ليل رأسه وجاء حافظ وهو يقول:معلش يا ليل فلت منى وملحقتهوش وطلع يجرى عليك
أبتسم ليل وهو ينظر “لرعد” الذى ما إن رأى حافظ حتى جلس أرضًا وهو ينظر لليل الذى مسد على رأسه بحنان ونظر لهُ “رعد” نظره رجاء فأبتسم ليل أكثر ونظر لحافظ وقال:سيبه يا حافظ
حافظ:أيوه بس
قاطعه ليل وهو يقول:خليه يشم شويه هوا شويه مش هيعمل حاجه
حافظ:اللى تشوفه
نظر ليل “لرعد” وقال موجهًا حديثه لحافظ:قولى يا حافظ صحته بقت عامله أزاى دلوقتى رجع ياكل زى الأول ولا لا
حافظ بأبتسامه:اه رجع ياكل تانى من ساعه ما انتَ جيت وفضلت معاه يوم ما الدكتور جه وهو حالته أتحسنت وبدء ياكل تانى ويرجع زى الأول
أبتسم ليل وهو ينظر “لرعد” الذى ينظر لهُ وحمد الله ثم نظر لحافظ مره أخرى وقال:بقولك ايه يا حافظ هات “چيسى” كمان خلوهم يشموا شويه هوا ويلعبوا شويه مع بعض
حافظ بأبتسامه:حاضر يا ليل
ذهب حافظ وبقى “رعد” جالسًا وهو ينظر لليل وللذى يفعله ، دقيقتان وخرجت “چيسى” أيضًا ركضًا وهى تنظر لليل بلهفه وكأنها تطمئن عليه بعدما رأوا الحزن يُغلف عيناه فأبتسم ومسد على رأسها أيضًا بحنان وبعد مرور القليل من الوقت كان “رعد وچيسى” يركضان حولهما ويلعبان وليل مندمج وبشده فيما يفعله
فى اليوم التالى
بدء ليل مسيرته بعدما وضع صدقه جاريه على روحها هو وأشرف وداوود وسافروا بعدها ومعهم بدر وقاسم
فى القصر
كانت شيرين زوجه نضال جالسه وبجانبها بناتها زينة أكبر بناتها وتبلغ من العمر واحد وعشرون عامًا وبجانبها شقيقتها لمار التى تبلغ من العمر تسعه عشر عامًا هاتان بنات نضال اللاتان كانتا تعيشان بالخارج مع والدتهما بعدما عاد أبيهما لمصر لمده وجيزه ثم عاد لهم مره أخرى وظل هناك مده كبيره ثم جاء لهُ خبر وفاة صفيه فأخذهم معه وعاد مصر مره أخرى كى يظل بجانب صديقه المقرب ، نزلت بيسان وهى شارده من الأعلى وكانت تسير بهدوء وهى شارده حتى لمحتهن بطرف عينها فنظرت لهن وعقدت حاجبيها وهى تتسأل عن هويتهن نزلت عائشه ورأتها فأقتربت منها وهى تنظر لها وعقدت حاجبيها متعجبه ونظرت لما تنظر لهُ بيسان ثم عادت تنظر لها فقالت:مالك يا بيسان متنحه فى ايه
أستفاقت بيسان ونظرت لها وقالت:هما مين دول
قالتها وهى تُشير إليهن فقالت عائشه:دى مرات عمو نضال ودول بناته
حركت بيسان رأسها برفق وهى تقول:اااه .. أصل أنا مشوفتهومش قبل كدا فبسأل … بقولك ايه متعرفيش بابا فين
عائشه:عمو ليل سافر هو وعمو أشرف وداوود ومعاهم قاسم وبدر
عقدت بيسان حاجبيها وقالت:غريبه ليه
أمسكت يدها وهى تسحبها خلفها وتقول:تعالى وانا هشرحلك كل حاجه بالتفصيل الممل
أخذتها وخرجت وهى تتحدث معها وتشرح لها ما تود فهمه وكالعادة عندما تتحدث عائشه لا تستطيع ان تصمد حتى تنتهى
مرت الساعات سريعًا وفى محافظه من محافظات مصر
وصلوا الى قريه صغيره تقع بمحافظه أسيوط نزل ليل فى منطقه عشوائيه ومعه داوود وأشرف وخلفهم قاسم وبدر أتجه ليل خلف السياره وقام بفتح حقيبه السياره وأخذ أربع حقائب ونظر لداوود الذى فهم نظرته وحرك رأسه برفق ثم نقل ليل نظره لأشرف وقال:هات يا أشرف باقى الشنط وتعالى عشان هنوزع يلا
تحرك ليل وخلفه داوود وذهبا وخلفهما أشرف وبدء ليل عمله
فى قصر ليل
كانت روز تجلس وهى شارده ولكن قاطع شرودها سيلا التى جلست بجانبها وهى تنظر لها وتقول:مالك يا روز سرحانه فى ايه
نظرت لها روز وقالت:مفيش كنت بفكر ليل وصل ولا لسه
سيلا:وصل قاسم كان لسه بيكلمنى دلوقتى وقالى أنهم لسه واصلين
روز:طب الحمد لله … كنت قلقانه عليهم أوى
صمتت سيلا ثم قالت:كنت عاوزه أتكلم معاكى شويه
نظرت لها روز وعقدت حاجبيه وقالت:خير يا سيلا
نظرت لها سيلا وقالت:كل خير
فى غرفه كمال
كان كمال جالسًا على طرف الفراش وهو ينظر بهاتفه وكانت جود بالمرحاض وهى لا تعلم ما حل بها وضعت يدها على فمها وأنفها والأخرى على بطنها ، خرجت جود من المرحاض وهى تشعر بأنها ليست بخير وهى تستند على الجدران ، شعر بها كمال ورفع رأسه وهو ينظر لها فنهض بعدما وضع هاتفه على الطاوله وهو يتقدم منها وينظر لها قائلًا:مالك يا جود انتِ كويسه يا حبيبتى
قالها وهو يضع يد على كتفها والأخرى على ذراعها ويقوم بإسنادها وينظر لها ، رفعت رأسها وهى تنظر لهُ بملامح وجه شاحبه قلق كمال عليها ووضع يده على خدها وهو يتفحصها قائلًا:مالك يا جود انتِ كويسه يا حبيبتى
حركت جود رأسها برفق وهى تنظر لهُ بتعب أسندها كمال حتى أجلسها على الأريكه وجلس بجانبها وهو يُمسد على ذراعها ثم طبع قُبله على رأسها وقال:حاسه بأيه يا جود طيب
نظرت لهُ جود وقالت:مش عارفه يا كمال … مغص بقاله تلات أيام مش عارفه فى ايه
كمال بحنان:طب أجبلك حاجه سُخنه تشربيها طيب أكيد هترتاحى
حركت رأسها نافيه وهى تقول:لا انا هبقى كويسه يا حبيبى متخافش
مسد كمال على خصلاتها بحنان وأخذها بأحصانه وهو يُربت على ظهرها بحنان
فى أسيوط
كانا قاسم وبدر واقفان بالشارع ومعهما حقائب وكان هُناك أطفال صغيره فتايات وفتيان يلعبون هُنا وهُناك ويركضون كان قاسم واقفًا تحت ظل المنزل البسيط الذى كان عباره عن دورًا أرضيًا فقط وينظر بهاتفه وبجانبه بدر الذى كان ينظر حوله يتأمل المكان ، لحظات وأغلق قاسم هاتفه ووضعه بجيب بنطاله ووقف ينظر حوله لثوانِ حتى وقعت عيناه على هذا الصغير الذى كان واقفًا بالقرب منهُ وينظر لهُ ببراءه كان يرتدى ملابسه ولكنها مُتسخه من كثره اللعب والركض وكذلك وجهه ويديه وقدميه فلم يكن يرتدى بقدميه الصغيره شيئًا أبتسم لهُ قاسم وغمز لهُ بخفه فتراجع الصغير خطوتان وهو ينظر لهُ ثم نقل بصره للحقيبه فلم يتردد قاسم دقيقه ونظر لبدر وقال:أمسك كدا يا بدر معايا
نظر لهُ بدر وأخذ منه الحقائب وقام قاسم بفتح واحده منهم ومد يده داخلها تحت نظرات بدر المتعجبه ، لحظات وأخرج يده وأخرج من الحقيبه حلوى وفطيره صغيره “قرصه” وأقترب منه تحت نظرات بدر ، وقف قاسم أمام الصغير ونزل لمستواه ونظر لهُ بأبتسامه وقال:انتَ أسمك ايه يا عسل
نظر لهُ الطفل وقال:هادى
أبتسم قاسم أكثر وقال:أسمك حلو أوى
نظر قاسم لما بين يديه ثم مدّ يده لهُ وهو ينظر لهُ قائلًا:طب ممكن أطلب منك طلب صغنون خالص
حرك الصغير رأسه برفق فقال قاسم:ممكن تاخد دول
نظر الصغير ليديه للحظات ثم مدّ يده الصغيره وأخذهم منه وقال:شكرًا
أبتسم قاسم وقال:عاوزك بقى تدعى لتيتا صفيه بالرحمه ودول صدقه جاريه على روحها
حرك الصغير رأسه برفق وهو يقول بطفوله وأبتسامه:ربنا يرحمها
أبتسم قاسم لهُ ثم نهض وتركه وعاد مره أخرى لبدر الذى كان يتابع الموقف بهدوء وقف قاسم بجانبه وأرتدى نظارته الشمسيه وقال:الجو حر ولا انا بيتهيقلى؟
نظر لهُ بدر الذى كان يرتدى نظارته أيضًا وقال:لا حر فعلًا
أستند قاسم على الجدار خلفه وهو شارد الذهن ، دقائق وجاءت طفله وطفل وكانا واقفان بالقرب منهما وينظران لهما فنظر بدر وقاسم لهما ثم أشار قاسم لهما بأن يقتربا وأعطاهما مثلما فعل مع الطفل “هادى” وترحما الطفلان عليها أيضًا
فى أحد المنازل
كان ليل وأشرف وداوود واقفون ويتحدثون مع رب المنزل وزوجته وكان أطفاله يلعبون بالخارج أمام المنزل
تحدث ليل وهو ينظر لهُ وقال:الدنيا ماشيه أزاى معاك يا عباس
تحدث عباس الرجل البسيط الذى يرتدى جلباب صعيدى وقال:والله يا بيه أهو ماشيه زى ما ربنا عاوز كلها ماشيه بتساهيل ربنا والحمد لله على اللى يجيبه ربنا
تحدث ليل وهو ينظر للأسفل وقال بهدوء:الحمد لله دائمًا وأبدًا
داوود:إلا قولى يا عباس عندك كام عيل
نظر لهُ عباس وقال:أربعه يا بيه
داوود:كبار ولا صغيرين؟
عباس:معايا واحد كبير متجوز والتلاته التانيين لسه صغيرين
داوود بتساؤل:كام سنه
عباس:عندى بنت بعد ابنى المتجوز عندها تلاته وعشرين سنه وولد عنده حداشر سنه سنه والأخيره الصغيره عندها تسع سنين
داوود:بس فاهمين الدنيا ماشيه أزاى
عباس:اه الحمد لله يا بيه
ليل بتساؤل:حالتك الماديه ايه يا عباس يعنى تمام وزى الفل
عباس:والله يا بيه كل اللى ربنا يجيبه كويس انا راضى باللى ربنا جايبهولى حتى لو كان قليل
ليل:أيوه يا عباس هو الحمد لله وكل حاجه بس انتَ عندك تلات عيال أكبرهم تلاته وعشرين سنه يعنى محتاجين مصاريف مهماش صغيرين يا عباس
تحدث عباس بيأس وقال:هعمل ايه بس يا بيه الشغل مفيش أشتغل وأجيب أأكل عيالى منين يا بيه أديك شايف الظروف عامله أزاى محدش ثابت على شغلانه معينه
أشرف:ربنا يرزقك يا عباس
عباس بهدوء:يارب يا بيه
نظر ليل لداوود نظره ذات معنى ففهم الآخر ما يقصده ونهض وخرج بينما نظر ليل لعباس دون أن يتحدث ولكن نظرات صاحبنا تحمل الغموض ولم يفهم عباس ما تلك النظره ولكنه لم يُعلق
فى قصر ليل
خرجت جود من المرحاض وهى شارده نهضت روز ومعها ميرنا وكارما وهن ينظرن لها بتوتر فقررت ميرنا أن تتحدث وقالت:مالك يا جود انتِ كويسه يا حبيبتى
لم تتحدث جود وظلت كما هى فعقدت ميرنا حاجبيها متعجبه فتحدثت روز تلك المره وهى تقول:جود يا حبيبتى
إستفاقت جود بتلك اللحظة ونظرت لها فقالت روز بحنان:مالك يا حبيبتى فى ايه
أخرجت إختبار الحمل ومدت يدها بهِ لروز التى أخذته منها فجود قد أجرت إختبار الحمل بعدما أخبرت روز بما تشعر بهِ ولكنها لا تفهم بهِ لذلك أعطته لروز كى تقول لها ما النتيجة ، نظرت لها وهى خائفه والدموع بعينيها فهذه أخر محاوله لها كانت تضغط على يديها بتوتر واضح والدموع بعينيها وتنظر لروز وهى تدعوا الله بداخلها ، نظرت ميرنا وكارما للإختبار مع روز التى كانت تنظر إليه بصمت ثم بعد لحظات رفعت رأسها لها وهى تنظر لها فأغمضت جود عينيها بقوه وتساقطت دموعها على خديها وهى تضغط بقوه على يديها فعلمت بأن روز ستقول لها الآن ما ظهر بهِ ، نظرت كارما لميرنا ولم يظهر على ملامح وجهها أى تعبير يوحى على السعادة فتحت جود عينيها ونظرت لها وهى تشعر بالخوف وكان جسدها يرتعش ، هيا روز تحدثى وأخبريها ما هى النتيجه رأفتًا بتلك الصغيره، ثوان وقالت روز بأبتسامه سعيده:أحلى ماما فى الدُنيا كلها
وضعت جود يديها على فمها فى حركه سريعه وجحظت عيناها وهى تنظر لها بصدمه وهى لا تصدق ما سمعته منذ لحظات ، وضعت يديها على وجهها وجلست على الأرض وهى تبكى بقوه وجسدها يرتعش أقتربت منها ميرنا وجلست أمامها وأحتضنتها وهى تُربت على خصلاتها بحنان وهى تقول بأبتسامه:مُبارك يا حبيبتى انا بجد فرحتلك أوى انتِ تستاهلى كل خير شوفتى عوض ربنا حلو أزاى
أزداد بُكاء جود فربتت ميرنا على ظهرها وهى تحاول تهدئتها أقتربت كارما أيضًا وهى تُهدئها وكانت روز تنظر لها وهى سعيده من أجلها وأدمعت عيناها وهى تنظر لها بتأثر
تحدثت روز أخيرًا وهى تقول:أعملى تحليل دم أفضل عشان تتأكدى قبل ما تعرفى كمال حاجه وأن شاء الله هيطلع صحيح يا حبيبتى ويعوضك عن الحزن اللى شوفتيه يارب
ربتت ميرنا على ظهرها بحنان وهى تنظر لكارما التى كانت سعيده من أجلها
مر اليوم سريعًا حتى جاء المساء وساد الظلام المكان
دلف كمال الى غرفته وأغلق الباب خلفه وسار بهدوء ووضع أغراضه على الطاولة ولمح شيئًا على الفراش نظر لهُ وتقدم منه وهو يعقد حاجبيه وهو متعجبًا ، رأى سالوبت لطفل صغير وبجانبه حذاءه الصغير مال بجزعه وأخذهما وهو ينظر لهما وهو لا يفهم شئ ولكنه لمح ورقه بطرف عينه على الفراش مال بجزعه وأخذها ورأى المكتوب بها وكانت
“Hello Dad I will come to you soon I miss seeing you so much”
شرد كمال بتلك العباره لمده لا يعلمها ، لا يعلم أهذا صحيح ويراه أم أنها تهيؤات ، فرك عيناه وهو ينظر للورقه بتمعن ويقرأ كل حرف بها وهو لا يصدق ، نظر حوله ثم للورقه وهو يقول:هو انا شايف صح ولا بتهيئلى ولا فيه ايه
وقعت عيناه على أختبار الحمل والتحاليل الموضوعه على الفراش وضع ملابس الصغير وأخذه وأخذ التحاليل ، نظر للأختبار أولًا ولكنه لم يفهم شئ ففتح التحاليل ونظر لها ولكنه أيضًا لم يفهم شئ ولكنه فهم من ملابس الصغير وتلك الورقه التى تخبره بأنه سيكون أبًا وتلك التحليل وهذا الأختبار يعنيان شيئًا واحدًا ، وهو أن جود حامل نظر حوله وهو يبحث عنها بعينيه جاء كى يخرج ولكنه توقف وأخذ الورقه وترك كل شئ مكانه وخرج من الغرفه وهو ينظر حوله ، كان عبد الرحمن يسير بتلك الطرقه فرأه كمال وتقدم منه مُسرعًا وأوقفه بقوله:عبد الرحمن
توقف عبد الرحمن وهو ينظر خلفه فتقدم منه كمال ووقف أمامه وهو يقول:بقولك ايه انتَ شايف اللى انا شايفه دا
قالها وهو يمدّ يده بالورقه لهُ فنظر عبد الرحمن لها وهو يقرأ ما بها فجحظت عيناه وهو ينظر لكمال قائلًا:بجد
نظر لهُ كمال قائلًا:دا سؤال ولا أجابه؟
نظر لهُ عبد الرحمن وهو يقول بسعاده كبيره:دا جد الجد مبروك يا كمال انا فرحتلك أوى
أردف بها وهو يحتضنه وكان كمال مصدومًا للغايه ولا يصدق أبتعد عنه عبد الرحمن وهو ينظر لهُ وهو مُبتسم ، سقطت دموع كمال وهو لا يصدق ما يراه ويسمعه ربت عبد الرحمن على كتفه ومن ثم أحتضنه وبكى كمال ليس حُزنًا بل سعاده ، فلقد أنتظر كثيرًا والآن أستجاب لهُ الله ورزقه بطفل صغير يملئ حياته سعاده ، أخيرًا وبعد طول أنتظار وحزن سيسمع كلمه “بابا” وهذا الصغير يُناديه بها يا لهُ من شعور رائع وجميل للغايه جعله يبكى دون أن يشعر فأبتسم عبد الرحمن وهو يُربت على كتفه وينظر لهُ فنظر الأخر لهُ وهو سعيد للغايه فقال:هى جود فين
عقد عبد الرحمن حاجبيه وقال بجهل:مش عارف … ممكن تلاقيها فى الأوضه
نظر كمال حوله ثم مسح دموعه وذهب إلى غرفته مره أخرى فنظر لهُ عبد الرحمن وهو مبتسم ثم غادر ، بينما على الجهه الأخرى دلف كمال وهو يُناديها ، أغلق الباب خلفه وهو ينظر حوله خرجت جود وهى تنظر لهُ ولم تتفوه بحرفٍ واحد فرأها هو وذهب إليها مُسرعًا ونظر لها وهو يقول بترقب:اللى على السرير دا … الورقه والهدوم … والتحاليل والبتاع التانى الغريب دا كان صح بجد ولا انا بتخيل
نظرت لهُ جود وقالت مُبتسمه:أفتح التحاليل
نظر كمال حوله حتى رأها على الطاولة ذهب إليها وأخذها وعاد لها مره أخرى وفتحها أمامها ثم نظر لها كأنه ينتظرها أن تخبره بالخطوه التاليه فسمعها تقول:أسم مين اللى موجود فيها
نظر كمال للتحاليل ورأى أسمها عليها معنى هذا بأن التحاليل هذه خاصه بها وفى نفس الوقت ، حامل ، نظر لها وكأن أحدًا قام بضربه على رأسه أو سكب عليه دلو ماء بارد ولم يشعر بنفسه وهو يقوم بمعانقتها وهو سعيد للغايه ويشكر الله ، سعدت هى من أجله وهى تُعانقه أيضًا كان سعيدًا للغايه وبعد مرور القليل من الوقت خرج من أحضانها ونظر لها وهو يقول بسعاده ودموع:انا مش مصدق بجد حاسس أنى بحلم … انا أتفاجئت وقلبت معايا بصدمه أنى أدخل من بره على حاجه زى دى صعبه أوى … عارفه انا من فرحتى عاوز أعمل حاجات كتير أوى … قولتلك أصبرى وربنا هيكرمنا أن شاء الله ربنا ليه حكمه فى كدا … بجد دا أحلى يوم فى حياتى كلها وأحلى خبر أسمعه … مش هيبقى فى عياط تانى ولا حزن تانى خلاص ربنا رزقنا … عاوزك بقى متعمليش أى مجهود خالص عشان تعدى الأيام دى على خير أى حاجه تعوزيها هجيبهالك انا بنفسى ممكن
نظرت لهُ وهى مُبتسمه وسعيده للغايه فحركت رأسها برفق فأحتضنها هو مره أخرى وهو سعيد للغايه ومازال مصدومًا
بعد مرور شهران
أصبحت كلًا من تيسير ونوران بالشهر الثامن ورضوى بالشهر السابع وجود بالشهر الرابع وعاد كل شئ لطبيعته مره أخرى
فى المقابر
كان ليل جالسًا أمام قبر والدته وهو ينظر أمامه بشرود وتذكر موقفً ظريفًا معها وأبتسم تلقائيًا عندما تذكره
Flash back
عاد ليل فى مره من المرات مُبكرًا لمنزله وهو يُناديها ولكنها كانت لا تُجيب عليه فعقد هو حاجبيه وبحث عنها بكل مكان ولكن لا يوجد لها أثر ظل يبحث عنها حتى توقف فجأه أمام المطبخ ورأها تقف مع نعمه وتتحدث معها ولا تنتبه لأى شئ فأبتسم بخفه وأقترب منها بهدوء دون أن تشعر ولكنها ألتفتت فجأه فألتفت هو معها كى لا تراه بينما وقفت نعمه تنظر لما يحدث وهى لا تفهم شئ فأشار لها ليل بأن لا تصدر صوت أو ردّ فعل فحركت رأسها برفق وظل هو يسير ورأها دون أن تشعر بهِ وهى تتحدث مع نعمه طيله الوقت ، وقفت أمام الثلاجه وفتحتها وهى تأخذ منها الخضراوات وتوليها للخلف فأخذها منها ليل دون أن يتحدث وأخرجت هى الزُبد وأشياء أخرى وتوليها لهُ وهو يحملها منها ظنًا منها أنها نعمه وهو يحاول السيطره على ضحكاته كى لا يتم كشفه فأعتدلت بوقفتها وأغلقت باب الثلاجه وألتفتت وهى تنظر لنعمه التى كانت تقف مكانها لم تتحرك خطوه واحده نظرت لها صفيه وهى تعقد حاجبيها وهى تقول:أومال فين الحاجه اللى لسه وخداها منى دلوقتى يا نعمه؟
لم تتحدث نعمه وظلت تنظر لها فقالت صفيه مُتسائله:هو مش انتِ اللى كنتى ورايا دلوقتى؟
حركت نعمه رأسها نافيه وهى تنظر لها فقالت صفيه وقد بدأت تقلق وقالت:أومال مين اللى خدهم؟
لم تُجيبها نعمه ونظرت خلفها وتصنعت الخوف بُناءُا على طلب ليل فخافت صفيه وهى تقول:فى حد ورايا مش كدا؟
حركت نعمه رأسها برفق فقالت هى:حرامى؟
حركت نعمه رأسها نافيه وهى تُمثل الخوف الشديد فقالت الأخرى برعب:أومال مين؟ متقوليش عفريت
قررت صفيه أن تستدير خلفها وتنظر لما خلفها وهذا ما فعلته حقًا أستدارت بهدوء وخوف وأستدار هو أيضًا معها وهو يحاول السيطره على نفسه فقرر أن يتوقف ويتركها تراه وهذا ما حدث بالفعل عندما أستدارت صفيه وفى تلك اللحظة التى رأته بها قال هو:أن أن أن
فزعت صفيه ووضعت يدها على قلبها وهى تتنفس بسرعه كبيره فضحك هو بقوه عليها ولم تستطع نعمه السيطرة على نفسها وضحكت بخفه نظرت صفيه لليل نظره ذات معنى وهو كان يضحك ومازال يحمل الأغراض التى أعطتها لهُ ، وعندما أستطاعت أخذ أنفاسها والسيطره على نفسها نظرت لهُ بتوعد وهى تقول:هى بقت كدا يعنى
نظر لها ليل والأبتسامه لم تفارق وجهه وهو يقوم بتقليدها قائلًا:أيوه بقت كدا يعنى
نظرت لهُ بتوعد وقامت بخلع حذائها وأقتربت منه فرجع هو للخلف بظهره وهو ينظر لها قائلًا:لا يا ست الكل إحنا متفقناش على كدا
أقتربت منه أكثر فقال بذهول وصدمه:لا أبوس أيدك الحاجه فى أيدى مش هينفع لا عشان خاطرى يا صفصف
صفيه:هتتمسكن دلوقتى يا واد وتعملى فيها ملاك برئ
ليل بأبتسامه:انا ملاك طول عمرى
ثم غمز لها وهو يُكمل قائلًا:بس انتِ مش واخده بالك ودى هيبقى فيها عاركه من هنا للصبح ومش هتصالح يا صفصف زى كل مره بكلمتين
لم تستمع إليه وأكملت أقترابها منهُ فنظر لها بصدمه ونظر حوله وهو يقول:طب هقولك على حاجه سيبينى أحط الحاجه دى الأول وبعد كدا أعملى فيا اللى تعوزيه أسمعى بس أصل دا أكل حرام نعمه ربنا ومنهم إزازه زيت وأزازه الزيت معروفه عند كل بيت مصرى كنز الأمهات ما بالك بقى وأحنا فى عاركه أزازه الزيت وقعد وأتدلقت انتِ الخسرانه مش انا ليه عشان هتخسرى أزازه زيت إنما انا مش هخسر حاجه فهمانى
صمت وهو ينظر لها ينتظر منها أى ردّ فعل ولكن لم يجد فنظر حوله وأبتعد سريعًا ووضع الخضراوات على الطاوله وفى تلك اللحظة أسرعت صفيه إليه فترك كل شئ فجأه وركض مُبتعدًا عنها فسمعها تقول:أوقف عشان انا مش هلف كتير وراك وانا مش قادره
ليل بغمزه:ليه يا صفصف عجزتى ولا ايه
نظرت لهُ بغضب وقالت:انتَ اللى عجزت ياض انا لسه فى عز شبابى
نظر لها ليل بذهول وهو يُشير لنفسه قائلًا:انا بردوا اللى عجزت
نظرت لهُ صفيه بشراسه وقالت:قصدك أن انا اللى عجزت
ليل ببجاحه:اه
أقتربت منه صفيه وهى تقول بتوعد:طب والله ما هسيبك يا ليل النهارده يا انا يا انتَ يا ابن صفيه
ركض ليل مره أخرى مُبتعدًا عنها وهو يضحك بسعاده تقسم بأنها لم تراه سعيدًا هكذا من قبل وهذا ما جعلها تقف وتطالعه بأبتسامه حنونه فمهما يفعل بها يظل ولدها وحبيبها وسندًا لها ، أقترب منها وقد أستغل شرودها وأحتضنها وهو يقول بضحك:قلبك أبيض يا صفصف خلاص مش هخضك تانى
أبتسمت صفيه وقالت:يلا يا بكاش كل مره نفس البوقين دول وبتضحك عليا فى الآخر
نظر لها بأبتسامه وطبع قُبله على جبينها وقال:مقدرش يا ست الكل دا انتِ اللى فى القلب
أحتضنته صفيه وهى تقول بأبتسامه:كُل بعقلى حلاوه يا واد
ضحك ليل وشدد من أحتضانه لها وهو يقول:مقدرش يا صفصف دا انتِ قلبى وروحى
Back
أستفاق ليل من ذكرياته وهو يُردد أخر جُمله وعلى شفتيه أبتسامه جميله زفر بقوه ومسح دموعه ونظر لقبرها بأبتسامه وعينان لامعتان فنهض وسقى الزرع الذى نبت وأصبح كثيفًا حول قبرها يُزينه بخضاره الجميل الرائع وتلك الزرعه التى تفاجئ بها عندما جاء وكأنها مزروعه داخل القبر نفسه فتلك الزرعه تخرج من الداخل وتعطى لباب القبر شكلًا رائعًا ، جاء فتى صغير ومعه زُجاجه مياه كبيره وسقى الصباره الخاصه بصفيه مثل كل يوم تحت نظرات ليل وعندما أنتهى كاد أن يذهب ولكن أوقفه ليل فتوقف الصغير وهو ينظر لهُ فنزل ليل لمستواه ونظر لهُ وقال:انتَ مين يا عسل
نظر لهُ الصغير وقال:انا عزيز
ليل:وبتعمل ايه هنا يا عزيز لوحدك
عزيز:انا مش لوحدى انا مع ماما عشان بتزور جدو وتيتا
ليل:انا لاحظت أنك جيت وسقيت الصباره وكنت ماشى أشمعنى القبر دا اللى سقيت صبارته دونًا عن المقابر كلها؟
تحدث الصغير وهو ينظر لهُ ويقول:عشان انا جيت فى مره هنا وكنت انا وماما معديين من هنا فشوفت أن الزرع كان عطشان خالص ومحدش كان بيسقيه خالص حتى الصباره كانت هتموت بس انا خدت الجردل من ماما اللى كنا بنسقى بيه زرع جدو وتيتا وسقينا بيه زرع تيتا دى وبقيت كل يوم أجى مخصوص عشان أزور تيتا وجدو وعشان أتطمن على زرع تيتا دى عشان زرعها حلو أوى وكتير ماما بتقولى لازم نهتم بالزرع دا على طول عشان ميموتش وانا بصراحه عاجبنى الزرع بتاعها أوى فبقيت اجيلها مخصوص عشان أسقيهولها
كان ليل مُندهشًا مما يسمعه من طفل صغير كعزيز ولكنه أُعجب بحديثه كثيرًا وأبتسم تلقائيًا وقبل خده الصغير وهو يقول:وانتَ ساكن فين يا عزيز؟
تحدث عزيز وهو يقول:البيت قريب من هنا أقدر أروح لوحدى بس ماما بتخاف عليا فبروح معاها دايمًا
أبتسم ليل أكثر وهو ينظر لهُ وأبتسم عزيز لهُ أيضًا فقال ليل وهو ينظر لقبر والدته:تعرف أن الزرع اللى بتسقيه دا بتاع ماما … ماما ماتت من شهرين وسابتنى لوحدى فى الدنيا … وانا بحبك ومبسوط منك عشان بتسقيلى زرع ماما لما مببقاش موجود
أبتسم عزيز لهُ وقال بطفوله:ربنا يرحمها متزعلش هى فى الجنة دلوقتى مع الناس الطيبين
أبتسم ليل لهُ وقال:ايه رأيك نبقى صحاب
أبتسم عزيز وقال:موافق
مدّ ليل يده وهو يقول:انا أسمى ليل
نظر الصغير ليده وصافحه وهو يقول بأبتسامه:أسم حضرتك حلو أوى
أبتسم ليل وهو يقول:انتَ أحلى يا عزيز
سمعا صوت سيده وهى تُنادى على عزيز وتبحث عنه فقال عزيز:دى ماما
رأته والدته فأقتربت منه مُسرعه وهى تقول:عزيز ايه اللى بتعمله هنا يا حبيبى ومين دا تعرفه منين
نظر لها عزيز وهو يقول بطفوله:كنت بسقى الزرع يا ماما بتاع تيتا دى زى ما بنسقيه كل يوم وشوفت عمو دا أسمه عمو ليل وكمان أبن تيتا دى اللى بنسقيلها الزرع كل يوم وبقينا صحاب كمان عمو دا طيب أوى
أبتسمت السيده لطفلها الصغير ونهضت وهى تنظر لليل وهى تقول:انا أسفه لو أندفعت شويه مجاش فى دماغى أنه هنا بيسقى الزرع
ليل بأبتسامه وتفهم:محصلش حاجه ربنا يخليهولك … ما شاء الله عليه عرفتى تربى صح
أبتسمت السيده وقالت:شُكرًا
سمع ليل عزيز وهو يقول:عمو ليل انا هاجى هنا كل يوم عشان أسقى الزرع لتيتا دى وهدعيلها كمان
أبتسم ليل لهُ ومسد على خصلاته بخفه فقال عزيز:هى أسمها ايه
أبتسم ليل ونظر لقبر والدته وهو يقول بشرود:صفيه … صفيه الأسيوطى
عزيز بأبتسامه:انا هاجى أدعيلها كل يوم انا وماما وهجبلها ورده وأحطهالها انا حبيتها أوى
أبتسم ليل وقال بنفسه:حتى وانتِ ميته يا صفيه محبوبه … انتِ محبوبه دايمًا سواء كنتى عايشه أو ميته
أستفاق ليل على توديع عزيز لهُ وهو يقول:باى يا عمو ليل أتمنى أشوفك تانى انا حبيتك أوى
أبتسم ليل ونزل لمستواه ونظر لهُ وقال:وانا كمان حبيتك يا عزيز … ومتقلقش هنتقابل تانى كتير
أبتسم عزيز وتحرك مع والدته التى قالت بأبتسامه:عن أذنك
حرك ليل رأسه برفق وودع عزيز وعاد ينظر الى قبر والدته من جديد
فى الشركه
كان باسم جالسًا بمكتبه ويعمل على بعض الملفات وعندما أنهاها أخذها وخرج من مكتبه وأثناء سيره أصتدمت بهِ كارما دون أن تنتبه فنظرت لهُ وقالت:اسفه يا باسم مخدتش بالى
نظر لها باسم وقال:مالك
كارما:مفيش حاجه
نظر لها باسم وقال:متأكده؟
حركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ كان سيتحدث ولكنه لمح هؤلاء السفلى وهم ينظرون لكارما ويتهامسون فشعر باسم بالغضب الشديد وأمسك كارما من ذراعها وسحبها خلفه فتعجبت هى وقالت:فى ايه يا باسم براحه ايه اللى حصل طيب
دلف لمكتبه مره أخرى وهو ممسكًا بها وأغلق الباب خلفه وألتفت إليها فقالت هى بترقب:فى ايه بتبصلى كدا ليه
بدء يقترب منها وهى تعود للخلف حتى شعرت بشئ يمنعها فنظرت خلفها وجدته مكتبه فنظرت لهُ وتوقف هو أمامها مباشرًا وحاوطها واضعًا يديه على المكتب خلفها وهو ينظر لها وهى لا تفهم شئ فقالت:فى ايه يا باسم
تحدث باسم وهو يصق على أسنانه بقوه وهو يقول بغضب مكتوم:السفلى باصين على مراتى وبيتكلموا مع بعض عليها
فهمت كارما من يقصد وتوترت وتورد خديها بخجل وهى لا تملُك أى أجابه لأجابته بينما ضغط بقوه على يديه وضرب بعنف على سطح المكتب وتملك منه غضبه الآن ولم تستطع هى تهدأته مهما حدث فقررت إلتزام الصمت ، بينما هو كان غاضبًا للغايه ويحاول السيطره على نفسه ترددت كثيرًا ولكنها حسمت أمرها ومدت يدها ووضعتها على كتفه وهى خائفه منه ولأول مره فشعر هو بيدها على كتفه فحاول أن يهدء فليس لها ذنب كى يصرخ عليها ، بعد مرور القليل من الوقت هدء باسم ونظر لها وقال:أقسم بالله بصه تانيه ولا كلام تانى همسكهم أدغدغ اللى خلفوهم عشان انا على أخرى منهم
شعرت كارما بالخوف فجأه لا تعلم السبب فبدون مقدمات أحتضنت باسم الذى تعجب من فعلتها تلك ولكنه حاوطها بذراعيه وربت على ظهرها بحنان كى يطمئنها ، وبعد لحظات خرجت من أحضانه ونظرت لهُ فقال هو:لازم أودى الملفات دى لبابا دلوقتى عشان محتاجها
حركت رأسها برفق وهى تقول:وانا هرجع مكتبى تانى عشان بعتلى بردوا شويه ملفات ابص عليهم
حرك رأسه برفق وقال:خلى بالك من نفسك ومتبصيش لحد والمره الجايه انا بجد مش هتفاهم انا حاطط جزمه فى بوقى عشان خاطر اللى هيحصل بس أقسم بالله انا مستعد أدخل فيهم السجن
حاول أن يهدء فمسح على وجهه ونظر لها وقال:يلا روحى انتِ
حركت رأسها برفق وخرجت ولحظات وخرج هو أيضًا خلفها وذهب لمكتب والده كى يُسلمه الملفات
مر الوقت وكانت كارما بمكتبها حتى دلف فجأه واحدًا منهم دون أن يطرق على الباب وهو ينظر لها بخبث وأغلق الباب خلفه نهضت هى وهى تنظر إليه وقالت بحده:ايه قله الزوق دى انتَ عبيط ولا ايه مش فى باب تخبط عليه الأول يا مُتخلف انتَ
لم يجيبها وظل يقترب منها ورأته يضع الهاتف على أذنه وهو ينظر لها ويقول بخبث:يلا يا رجاله
شعرت كارما بالدماء تتجمد بأوردتها وهى خائفه وبشده فهو أستغل عدم وجود باسم وهذا جيد بالنسبه لهُ نظرت حولها بعينان دامعتان وهى تنظر لهُ والخوف مُسيطرًا عليها
فى ذلك الوقت كان ليل قد وصل للشركه كى يرى كيف تسير الأمور وكان باسم قد عاد لمكتبه مره أخرى ولكن توقف فجأه عندما سمع صوت كارما وهى تستنجد بهِ وتصرخ ولم يتردد لحظه وذهب سريعًا إليها وأقتحم مكتبها وتقدم سريعًا منه قبل أن يصل إليها ولكمه بقوه فى وجهه أسقطه أرضًا

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 4)

اترك رد

error: Content is protected !!