روايات

رواية حكاوي الادهم الفصل السابع 7 بقلم منة العدوي

رواية حكاوي الادهم الفصل السابع 7 بقلم منة العدوي

رواية حكاوي الادهم البارت السابع

رواية حكاوي الادهم الجزء السابع

حكاوي الادهم
حكاوي الادهم

رواية حكاوي الادهم الحلقة السابعة

-يعني إيه التيك توك هيتحذف كمان يومين
-طيب ما يتحذف يا نور فيها إيه الدُنيا هتتهد يعني
صرخت فيه و أنا مش مستوعبة اللي عرفته:
-بقولك التيك توك يا أدهم أنتَ عارف يعني إيه التيك توك هيتحذف، أنا مُمكن تحصل ليا حاجة فيها
قرب مني و ضمني لحُضنه و همس:
-نور مُمكن تهدي الموضوع مش مستاهل كُل العصبية دي، أنا نبهتك كتير يا نور، قولتلك دا اسمه إدمان مش مُجرد تسلية وقتك
وقفت بعصبية و بصيت لُه جامد:
-أنا غلطانة إني بتكلم معاك، أنا هنام في الأوضة التانية عشان مش طايقة أنام معاك انهاردة
نهيت كلامي و سبته و دخلت الأوضة التانية، قعدت على السرير بعد ما قفلت الباب و ضميت نفسي و شردت في الا شئ
دقايق بسيطة و مسكت تليفوني و بدأت أتصفح التيك توك و دمعة نزلت مني و أنا مش عارفة هعمل إيه من غيره، دا أنا كُنت كُل لما أكون مضايقة أدخل عليه
حسيت بخنقة و قلبي انقبض، سِبت التليفون على جنب و فضلت قاعدة كدا، لفيت وشي الناحية التانية صُدفة، بس..
عيني وسعت من الصدمة و صرخت فجاة:
-ريم إيه اللي أنتِ بتسمعيه دا
اتنفضْت من مكانها و خبت التليفون ورا ضهرها، وردت بنبرة متوترة:
-هاا دا مُجرد فيديو عادي على التيك توك يا ماما
اتشليت في اللحظة دي و بكُل هُدوء مديت أيدي و قولت:
-هاتي التليفون يا ريم
الخوف ظهر على ملامحها و ردت:
-يا مام..
قاطعتها بهُدوء مُريب:
-قولت هاتي التليفون يا ريم
بدأت تطلع التليفون من ورا ظهرها بِراحة، كانت مُترددة و مش عايزة تدهوني، بصِيت لها جامد..
فـ حطت التليفون في أيدي و هى على وشك البُكا، دقات قلبي زادت و أنا بعدل التليفون في أيدي، و كانت شكوكي فعلاً صح، فيديو مُخل، بنات اقل ما يُقال عنها في الفيديو قليلة أدب، طفلة زي ريم بنتي عُمرها ميتعداش تمن سنين إزاي تشوف فيديوهات زي دي
بكيت و أنا ببُص لِها و بقول:
-ليه كدا يا ريم، من إمتى و أنتِ بتسمعي القرف دا
انكمشت على نفسها:
-من، من حوالي خمس شهور
حطيت أيدي على قلبي و أنا بحاول أهدى و سألتها:
-و أنتِ مين سمحلك تسمعي التيك توك دا، مين سمحلك تنزليه أساسا
خبت وشها بين أديها و بكت و هى بترُد:
-أنا كُنت دايمًا بشوفك بتسمعي فيديوهات من التيك توك، حسيته حلو
سكتت فترة و كملت بشهقات:
-سألتك في يوم و أنتِ قاعدة عليه مُمكن أحمله و اسمعه عادي، أنتِ وقتها وافقتي
صرخت فيها:
-بس مش قولتك تسمعي أي فيديو و خلاص
اتنفضت و رجعت خُطوة لورا:
-بس أنتِ مقولتليش حاجة عنه اساسا، مقولتيش ليا إن في فيديوهات مينفعش اسمعها، أنتِ عُمرك اساسا يا ماما ما قعدتي معايا و نبهتيني من الغلط، أنتِ طول الوقت يا إما بتنضفي أو بتجهزي الأكل يا إما قاعدة علي التيك توك
ضميت كف أيدي جامد، و عقلي في حيرة، كُنت هتجنن ازاي يعني هي بتسمع القرف دا من خمس شهور واكتر وانا مش عارفة، دا غير إنها بتسمعه من سنة ونص
بصيت لها لقيتها بتعيط بحُرقة، قلبي وجعني عليها، حسيت إن أنا السبب في كُل اللي بيحصل دا..
مديت أيدي عشان أخُدها في حُضني لقيتها انكمشت بعيد عني بخوف، هزيت ليها راسي بهدوء وبصيت لها بنظرة حاولت ابث فيها الطمئنية من ناحيتي
بصت ليا شوية و بدأت تقرب براحة، سحبتها في اللحظة دي بقوة لحُضني و بدأت أبكي أنا و هى جامد
فضلنا مُدة معرفش أد إيه بس كُنا هدينا شوية من نوبة البُكا دي
ملست علي شعرها براحة و أنا بهمس بأسف:
-حقك عليا يا ريم، حقك عليا يا نور عيني، أنا السبب أنا اللي نسيت نفسي و اندمجت مع القرف دا و نسيت إني عليا واجبات تِجاهك، نسيت إني بقيت زوجه وأُم و مسؤلة عن حاجات مُهمة
بعدتها عني شوية بعد ما مسحت دموعي، ضميت وشها بين أيدي و كمِلت بابتسامة:
-بس صدقيني يا ريم ماما من اليوم دا عرفت غلطها و هتصلحة، ماما هتغير حاجات كتير أوي يا نور عيني
فضلت ساكتة و عيونها في عيوني، مسحت أثر دموعها و ابتسمت و أنا باخدها في حُضني و بنام:
-تعالي ننام دلوقتي عشان الوقت أتأخر
ملقتش منها رد لفيت جُزء بسيط و طفيت النور، اتعدلت في نومتي و أنا بشدد على حُضنها و بوست راسها و أنا بهمس:
-من بُكرا ريم هتكون فخورة بمامتها
نمت أنا وهي رُغم سماعي خبط الباب المُتكرر من أدهم، كان قلقان خصوصا لما سمع صوت صريخي، لكن في الحقيقة كُنت حابة أبعد شوية، مكُنتش مُستعدة أواجه أدهم انهاردة أو أقول لُه على اللي عِرفته
تاني يوم صحيت من النوم و ابتسمت و أنا شايفة ريم نايمة في حُضني زي الملاك
بوست راسها بِهدوء و خرجت عشان في حاجات كتير ناوية اغيرهم، فتحت الباب براحة عشان مقلقش نومها و روحت المطبخ أحضر الفطار
بعد ما خلصت قررت اروح اصحي أدهم و أعتذر منه على اللي عملته امبارح، لكن الغريب إني ملقتهوش في الاوضه بتاعتنا
روحت للحمام يمكن الاقيه لكن لقيته فاضي، اتنهدت و قررت اروح اصحي ريم، وقفت فجاة قُدام الباب و ابتسامه هبله اترسمت على وشي
كان ساند علي الحيطه جنب الباب و نايم، هو أنا إزاي بجد مـَ أخدتش بالي منه، قربت منه براحة و طبعت بوسة على راسه و ناديت عليه براحة
بدأ يفوق و أول ما فتح عينه مكنش لسه مستوعب إيه اللي بيجرا حواليه، دقيقة و لقيته بيسألني بلهفة:
-نور أنتِ كويسة، و ريم، أنتِ كان صوتك عالي امبارح، خبط كت..
قاطعته بابتسامه:
-هش محصلش حاجة، كُل الموضوع إننا كُنا بحاجة نكون لوحدنا امبارح
هز راسه و هو مش فاهم حاجة، فَـ كمِلت و أنا داخلة الاوضه اصحي ريم:
-قوم أغسل وشك عشان نفطر و نقضي اليوم دا مع بعض بما إن انهاردة الجُمعة و أجازة من شُغلك
فطرنا، و روقت المكان على السريع، بدأت أشغل التليفزيون علي خُطبة الجمعة و ولعت عود بخور، و..
أخيرا خليتهم يتوضوا لحد لما نظمت رُكن للصلاة..
صلينا و فضلنا مكانا، و خليت أدهم يقرأ لينا سورة الكهف بصوته، صوته هادي و يبث طمئنية كدا في قلبك
كُل دا و هُما الاتنين مستغربين من تصرُفاتي..
كُنت لسه هقوم أجيب شئ بس رجعت قعدت تاني مكاني، أدهم كان في اللحظة دي مسك أيدي، كانت نظراته اللي هو مستني مني أوضح إيه اللي جرالي، أنا إزاي اتقلبت تصرُفاتي كدا 180 درجة
بصيت لريم بنتي لقيت في عنيها نظرة خوف، هى خايفة إن أحكي لأدهم اللي هى عملته
ضميت كف أدهم بين أيدي و اتنهدت:
-هو مش بتيجي فترة على الإنسان و بيحس إنه المفروض يراجع نفسه تاني، أدهم أنا عارفة إني كُنت مقصرة في حقكم جامد، حسيت قد إيه أنا مش قد المسؤولية ،أنا كُنت مقضية مُعظم وقتي على التيك توك كان مُمكن في الوقت دا أقضية مع بنتي
بكيت و أنا بكمل:
-تخيل يا أدهم بنتي قربت تتم التمن سنين و أنا معرفش عنها أبسط الأشياء، معرفش هى بتحب إيه أو بتكره إيه، معرفش هى شاطرة في دراستها ولا موهبتها إيه، انشغلت في التيك توك بس
أخدني في حُضنه لما لقاني مُنهارة بالشكل دا و فضل يملس على شعري و يبوس راسي و أيدي
لحد لما هديت، بعدني عنه و ضم وشي بين كفوفه و ابتسم:
-بقيتي أحسن دلوقتي
هزيت راسي و بعدت عنه و أنا ببُص لريم اللي لقيت الدموع متراكمة في عيونها، ابتسمت ليها ومديت أيدي ناحيتها، قربت مني بسُرعة و اترمت في حُضني، بوست راسها وابتسمت وبدأت أتكلم و عيوني على أدهم:
-من هِنا و رايح نور هتتغير خالص..
طبعت بوسة على راس ريم و كملت بحماس:
-عارف يا أدهم أنا من انهاردة هبدأ أعمل كُل شئ كُنت أتمني يحصل معايا، فاكر يا أدهم لما كُنت بقولك إن أتمني تربية الطفل لا تقتصر على إن الشئ دا غلط و دا عادي، يعني التليفون اللي كُل شوية الأُمهات تزعق في ولادها عشان يسيبوه، هى تقدر تخلي فعلاً ولادها يسيبوه بس بطريقة تانية..
-يعني نقدر نستغل الجُزء دا في إننا نشوف مهارتهم و نبدأ ننميها، يعني مثلاً ريم موهوبة في الرسم، هبدأ أجيب ليها كشاكيل رسم و أقلام و كُل شئ يخُص الرسم و نحدد وقت في اليوم ترسم فيه و تنمي مهاراتها شوية و أبدأ أقدم ليها في كورسات و تُدخل مُسابقات، كُل دا هياخد حيز في يومها و هيقل وقتها على التليفون
-كمان كل يوم أجازة ليك نقدر نقضية مع بعض و نتعلم قصة من قصص الأنبياء و نعرف معلومات أكتر عن ديننا و نسمع لبعض كُل اللي حِفظناه من القرآن خلال الأيام اللي فاتت من الأسبوع
اتنهدت و كملت:
-هعمل كُل شئ كُنت أتمني يحصل معايا
أدهم ابتسم و مِسك أيدي و طبع بوسة في باطن أيدي و همس بحُب:
-و أنا واثق من فرح إنك هتكوني قد اللي قولتيه
الأيام مرت و بالفعل قدرت أغير كُل شئ و مسحت التيك توك من على تليفوني و تليفون ريم كمان، و إن جيتوا للحق، فـ أنا فخورة جدًا بنفسي و فرحانة بطريقة لا توصف، البيت بقى لطيف جدًا و مليان حُب و دفا
يمكن لازم فعلاً نغير من روتينا و عاداتنا ونصحح أخطائنا عشان الحياة تبقي الطف..
و زادت فرحتي أكتر في يوم من الأيام..
-أدهم أنتَ رجعت
سمعت صوت قفل الباب طلعت من المطبخ لقيته بيقلع الجاكيت وملامح الإرهاق باينة على وشه، قربت منه و أخدت منه الجاكيت
ابتسم و طبع بوسة على خدي، بادلته الابتسامه و دخلت المطبخ و أنا بقول لُه:
-الحمام جاهز أدخل خُد شاور لحد لما أكون جهزت السُفرة
هز راسه بهدوء و دخل بعد شوية لقيته خارج من الاوضه فقولت لُه بسُرعة:
-معلش يا أدهم هتلاقي جوا في الدُرج بتاع الكوميدينو علبة مناديل هاتها
هز راسه و دخل، غاب جوا حبة صُغيرين و لقيته خارج ابتسمت و أنا شايفة على ملامحُه الصدمة
قرب مني و هو ماسك الورق في إيده و همس بصدمة و لمعة عين:
-نور..اللي في الورق دا حقيقي، أ،أنتِ حامل بجد
هزيت راسي لُه بضحكة خفيفة، قرب مني في لمح البصر و ضمني لحُضنه:
-أنا مش مصدق، بعد المُدة دي كُلها أخيرًا ربنا منّ علينا و بقيتي حامل
بعد عني و حط إيده على بطني و أتكلم و هو بيضحك بسعادة:
-في هِنا حته مني و منك هتنور الدُنيا كمان كام يوم
هزيت راسي و عيوني دمعت و أنا شايفة فرحته، ريم قامت من على الكُرسي و قربت مننا:
-ماما هو اللي بابا بيقولُه صح، يعني في نونو صُغير جوا بطنك
نزلت لمُستواها و رديت:
-صح يا ريمو، هتكون ليكِ أُخت أو أخ بعد تمن شهور
رجعت أتعدلت في وقفتي تاني و مسكت كف أدهم بين كفوفي:
-تعرف يا أدهم أنا دلوقتي عرفت ليه فضلت المُدة دي كُلها من غير ما أقدر على الحمل، كان مُمكن لو خلفت بعد ريم مش هقدر اربيهم كويس في ظل إني كُنت مُنشغلة بالتيك توك، كان هيكون مصيرها زي ريم
-بس أنا دلوقتي صححت كُل دا من هِنا و رايح الأولوية هتكون لريم و ليك و ثالثا للصُغنن اللي جاي في الطريق
ابتسم ليا و أخدني في حُضنه أنا و ريم:
-أدهم فخور بنور أوي
يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حكاوي الادهم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *